رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل السابع والعشرون 27 بقلم شاهيناز محمد
رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل السابع والعشرون 27 بقلم شاهيناز محمد
البارت السابع والعشرون
لم أكن أُريد من أحد أن يُمسك بي؛
حتى أتيتُ أنتَ،
بعدما كانت يَديّ ممُتلئتان بالجِروح، استطعتُ مُداواتي؛ ولم أكن أظُن أبداً أن هذا مُمكناً،
لقد قضيتُ سنواتي أعالج جُروحي،
و كُنت فاقدة للراحة التي تتمثلُ في قيام شخص ما بذلك بدلاً مني؛
حتى أتيتُ أنت،
أصبحت الجروح أخفُ، حتى أنا كُنت أشعر وكأنني بعد لحظة سأستطيعُ التحليق مِن خفتي،
لم تكن أيا من الأيدي تؤتمن لتلمس جروحي،
حتى أتيتُ أنت،
فأصبح العالم كُله لا يؤتمن سواك.
_ من مهرة إلى دياب.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
فتاةٍ كل مشكلتها أنها كانت الأكثر حُباً، كانت الأكثر إنتظاراً، عندما رأت عيوبِه واضحه للجميع لم تلتفت، واخبرت نفسها انها تستطيع إصلاحه، كانت الأكثر أملاً، و ثقتها المُفرطة بِه جعلتها لا ترى الإعلام الحمراء التي تُلوح في الأفق،
ما لم يعلمه أحد أنها كانت تقف على أطراف اصابعها من حوله، تنتظر متى ستكون اللحظة التي سيقلبُ فرحتها بِه إلى جحيمٍ.
كانت ” يارا” جالسة معهم بالسيارة في طريقهم للمشفى، وراقبت بأبتسامة ” عاصم ” وهو يتحدث بحماس عما حدث، كان بريق عيناها ظاهراً بسبب حُبها لذاك الرجُل أمامها،
_ لا بس بقولك إيه كان حاطط بقا المسدس على راس مدام ” مازن “، و روحت أنا جاي من ورا و ضربت رصاصة في رجله على طول.
تمتم بحماس وهو ينظر لها، كانت رفقته هو و ” دياب ” و ” مهرة ” بسيارة ” مازن “، بينما كان ” زيدان ” رفقة ” جنة ” و ” علي ” بسيارته، لم يتوقف ” عاصم ” عن الحديث ولم تتوقف هي عن الاستماع
« استطيع الإستماع له بنفس الحماس مهما مرّ الوقت »
همست بداخلها وأخرجها من ضباب تأثرها بالعشق صوت رسالة وصلت لها، انمحت الإبتسامة التي كانت تعلو وجهها وهي ترى الرسالة :
– إنتِ مجرد واحده شايف أنها مناسبة تكون أم لعياله، عمره ما هيشوفك حبيبته أو اختيار قلبه أبدا ـ
وكانت الرسالة مرفقة بعدة صور له رفقة إمرأة، ثلاثة صور نظرت له وهي تتمنى ألا تكون هذه الصور حقيقية، ولكنها كانت كذلك، وقد كان يرتدي التيشيرت الذي جلبته له بيوم من الأيام هدية ميلاده، كان يبتسم ملئ فمه، كان سعيداً.
تجمدت بجلستها ثم شعرت بيد توضع على ركبتها وتضغط عليها، نظرت بجانبها ل ” مهرة ” التي بسبب جلوسهم بجانب بعضهم البعض يبدو إنها رأت ذلك، اغلقت هاتفها ونظرت أمامها بجمود، لم تتحدث ولم تسقط دموعها، فقط لينتهي كل ذلك وتستطيع الذهاب لمنزلها،
_ سمعاني ؟
تمتم ” عاصم ” عندما لاحظ إنها توقفت عن الانتباه لحديثه، نظرت له بهدوء، الرجل الذي لطالما أحبته، منذ نعومة أظافرها كان رجُلها الخاص، حلم حياتها الذي اعتقدت أنها لن تحصل عليه أبدا، وعندما مد لها غصن الأمل قام بأنتشاله من بين يديها بسرعة،
عندما لم تجيبه عقد حاجبيه بقلق رادفاً :
قد يعجبك أيضاً
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ بقلم zahra-egy
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ
348K
17.5K
تسلّلَت أنفاسُكِ من لفائفِ الكَتْم، كعطرٍ مسمومٍ من معبدٍ منسي، يا من نُقشَ اسمُكِ على تابوتِ الغواية، أنتِ قبلةُ رع، لكنّ خلفَ عينيكِ تَكمُنُ أنيابُ أنوبيس. أراكِ… لا…
أليف الروح بقلم MariamMahmoud457
أليف الروح
603K
34.5K
شعور أحمد خالد توفيق عندما قال "معني الصداقه الحقيقية أن أراك جديراً بأن أئتمنك على جزء من كرامتي". يقولون تألف الروح بمن تُحب، من الممكن أن يكون المُحب صديقاً…
الموروث نصل حاد بقلم Asawr_Hussein22
الموروث نصل حاد
17.3M
1M
إرثٌ عظيم .. مُلكٌ أتى من غَير تَرميـم طريقٌ مظلم ومُعتم نهايتهُ غَـريم قَـرار مُدمر ، تصرفاتٌ غير مدروسة بتنظيـم نَظراتٌ حاسِدة ، أيادي مُتشابكة و باردة أسرار مكنونة…
عنقود محرم بقلم yakot1
عنقود محرم
585K
27.7K
حين تنضج المشاعر في غير موسمها و يُصبح الأقرب هو الأكثر بُعدًا، ينشأ حبٌّ لا يَغفره المنطق، ولا يَسمح به القدر . بين روابط العائلة وأسوار المحرمات، بين شاب أحبّها عُمرًا…
لحن الفجر بقلم Salmaa_Ebrahim
لحن الفجر
2.8K
110
ماذا لو كانت حياتك كلها مبنية على كذبة؟ رجل ظننته الأب الحامي، لم يكن سوى خاطف سرقك من عالم لم تعرف بوجوده. بين ألم الخيانة ورحلة البحث عن الحقيقة، تنسج الأحداث خيوط الغ…
هُويَّة منسيَّة. بقلم BasmaLa_Mohammad
هُويَّة منسيَّة.
359K
16.8K
هل يُمكن أن تُنسى هَويَّتك؟؟ هل يمكن أن تفقد جزء أنت منهُ وهو منكَ!؟؟ عندما تُكرِه كونَك أنت فـتُفقد هَويَّتك عن قصد، وتعيش قصة وحياة ليست بقصتك وليست بحياتك! وتُرغم أن…
ديجور الهوى/ كاملة بقلم FatmaSultan947
ديجور الهوى/ كاملة
1.2M
97.2K
لو كنت جلادًا على قلوب البشر وأفعالهم تأكد أن الأمر لن يُحتمل ولو كنت قديسًا بلا أخطاء تأكد أن المكان لن يُناسبك.. هنا نحتاج شخص قلبه لين حتى يغفر وكبير جدًا حتى يتحمل ه…
_ ” يارا “!
_ مفطرتش النهاردة، عشان كدة تلاقيها مرهقة.
اجابت ” مهرة ” نيابة عنها بحدة، فأومئت برأسها بضعف بينما هو ابتسم بحنان قائلاً :
_ انا كمان مكلتش، نطمن على المدام وبعدين نفطر كلنا سوا، ماشي يا حبيبتي ؟
– مش هيشوفك حبيبته أو اختيار قلبه أبدا ـ
تذكرت الكلمات فبكى قلبها، لأنها لا يجب أن تسمح لعيناها بذرف الدموع الآن، كان يجب أن تأخذ الأمر بداخلها، ولكنها لم تستطع منع نفسها من الهمس ل ” مهرة ” :
_ متخليهوش يتكلم، خليه يسكت.
أخذت ” مهرة ” يديها وهي تفركها بيدها، كانت تساعدها على تهدئة نفسها ولن تنكر أن ذلك نجح بطريقة ما،
عندما أخيراً استطاعت الخروج من السيارة تنفست الهواء الذي لا يحتوي على رائحته، لأن استنشاقه بالسيارة كان صعباً عليها، رأته يسير أمامها رفقة ” دياب ” والبقية، وعندما دلفوا للداخل رأت أن ” علي ” مد ل ” زيدان ” بنطال وتيشيرت قائلا :
_ ” جنة ” فكرتني اني بخلى هدوم احتياطي ليا في عربيتي، حظك بدل ما انت ماشي لينا زي جعفر العمده كدة.
نظر ” زيدان ” ل ” جنة ” وهو يغمز لها، فدفعه ” علي ” كي يذهب ففعل وهو يضحك دون إهتمام لخجل ” جنة ” الظاهر.
وقعت أنظارها على ” نور ” و كعادتها من نظرة واحده علمت أن هناك خطب ما، لأنه من الواضح أن وجهها شاحباً كالموتى، عندما نظرت لها ” مهرة ” لتسألها هل يجب أخبارها ام لا اومئت برأسها، فسمعت بألم ” مهرة ” تهمس ل ” نور ” :
_ ” عاصم ” بيخونها.
خرج نشيج من حلقها، فسحبتها ” نور ” من يدها وهي تذهب لأقرب غرفة ومن حسن حظهم كانت فارغه، فوضعت يدها على فمها كي تكتم شهقاتها وهي تبكي،
بكت حُبها الذي خذلها، بكت نيابة عن قلبها الذي كُسر، وعن أملها الذي خاب، عانقتها ” نور ” وتشبثت بها قائلة بين شهقات بكائها :
_ ليه ؟، ليه!، عملتله إيه عشان يعمل معايا كدة، دة أنا بحبه، معملتش حاجه في حياتي غير..غير أني حبيته.
شهقت وهي تحاول التوقف عن البكاء، لم يكن هذا المكان أو الوقت المناسب، و انتفاخ عينيها سيفضحها، وإذا علم ” زيدان “!، ابتعدت عن أحضان ” نور ” ونظرت لها بفزع قائلة :
_ ” زيدان “، اوعي تقولي ل ” زيدان “.
_ مش هقولو حاضر، اهدي إنتِ بس نتطمن على ” بلقيس ” وهنقعد سوا نفكر، ماشي ؟.
اومئت لها واستنشقت وهي تزيل دموعها التي لطخت وجهها، اخذت انفاسها و هيأت نفسها لرؤيته بالخارج،
ثم خرجت رفقة ” نور ” واقتربت منهم ” مهرة ” بقلق، تجاهلتها ” يارا ” وذهبت وهي تجلس على إحدى كراسي المشفى، عندما جلس على الكرسي بجانبها لم تنظر له، وقاطعته حينما كان على وشك الحديث :
_ انا مصدعة أوي، ممكن متتكلمش ؟.
نظر بوجهها يحاول أن يستشف ما يحدث ولكنها اغلقت تعبيرها ولم تعطيه ما يريده، فتنهد وهو يهمس :
_ حاضر.
اغمضت عيناها و لازال وجوده يحوم حولها، يخنقها
وتعجبت كيف بلحظة مَن كان وجوده كل ما تتمنى
أصبح ابتعاده عنها كل ما تريده.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
ستمر الأيام بدون اصدقاء بالتأكيد، ولكنها لن تمُر أبدا بنفس الخِفه، ستتجاوز مشاكلك بمفردك، ولكنك لن تتذوق متعة أن يكون هناك من يُفكر معك، لن تجرب متعة أن يكون هناك شخص ما يجلس دون كلل بجانبك وأنت تتحدث أو تبكي، لذة المشاركه لا تُعوض، لذا ضع قلة ثقتك بجانب الطريق، وافسح داخل قلبك فرصة قبُول الأصدقاء، لأن بوجودهم ستصبح الحياة أخف، وستدرك أخيرا كيف يكون الأمر عندما يكون هناك خلفك من تميل عليه وأنت واثقاً أنك لن تسقط.
كان ” مازن ” لأول مرة جالساً حزيناً وهناك من يحاوطه، نظر على يمينه فوجد ” دياب ” وبجانبه ” علي ” بينما على يساره جلس ” زيدان ” و ” عاصم “، ولم يغب عنه أن كل دقيقتين ينظر إليه واحداً منهم، وكأنهم يتأكدون كيف حاله، لم يستطع منع نفسه من التحدث قائلاً :
_ طول عمري بقرأ عن أهمية أن يكون عندك صاحب، لكن عمري ما جربت الإحساس، اللي عملتوه النهاردة رغم أننا حتى لسه مبقناش صحاب، انكوا تقفوا في وش الموت عشاني وعشان مراتي دة شئ..عمـ.
توقف عندما تحشرج صوته وهو يتذكر ما فعلوه، كانوا ينظرون له وهم ينتبهون لحديثه، فأكمل بنبرة خافتة :
_ شئ عمري ما جربته في حياتي، حتى دلوقتي و انتوا جنبي حاسس إني مش خايف و واثق أن مراتي هتكون كويسة وكل دة عشان انتوا قاعدين جنبي دلوقتي، سمعت إن سيدنا عبدالله بن مسعود لما كان بيخرج يشوف أصحابه، كان بيقول لهم
ـ أنتم جلاء حزني ـ،
و دلوقتي عرفت إنه صدق،
أنا الحياة عملت معايا لقطات كتير جداً، أنا حزنت كتير اوي لوحدي، ياما حاربت وأنا بطولي، شكراً انكوا كنتوا هنا، حتى لو دة إحساس مؤقت وكان دة بالنسبة ليكوا حركة جدعنه، بس شكراً انكوا دوقتوني طعم أن يكون عندك صحاب بجد.
سقطت لحظة صمت بينهم، وكأنهم لا يعرفون الطريقه التي يجب عليهم أن يجيبوه بها، وكان اول من تحدث هو ” علي ” قائلاً :
_ انا كمان على فكرة عمري ما كان عندي صاحب، ومش عارف اللى احنا فيه دة إسمه إيه أو هيودينا على فين، بس انا مبسوط بيكوا.
كان قليل الحديث، وكونه أخبرهم بهذا جعلهم يشعرون بالفخر لأنهم جعلوه يشعر بهذه الطريقة، تمتم ” زيدان ” وهو ينظر لهم :
_ طول حياتي كان عندي ” دياب ” و ” عاصم “، ومش بغيظكوا والله بس انا أتمنى تجربوا اللى هما خلوني اجربه، دة مكنش واجب جدعنه يا ” مازن “، أحنا مش هنقف في وش الموت عشان عاوزين نكون أبطال، احنا وقفنا عشان اعتبرناك صاحب، الموضوع الأول بصراحة كان مجرد رد جميل عشان اللى عملته معانا، بس بعدين مبقاش كدة.
اومئ ” دياب ” و ” عاصم ” برأسهم مؤيدين للحديث، فتحدث ” عاصم ” بنبرة مازحة :
_ وبعدين كلنا حريمنا صحاب، مجبرين أحنا كمان نكون صحاب.
ظهرت على كل وجهٍ منهم ابتسامة عاشقة عند ذكر فتياتهم، كانوا رجالاً مستعدين لفعل اي شئ لأجل احبائهم، واشتركوا جميعاً بنقاطٍ عِدة كانت تلك أهمهم.
قاطع شرودهم خروج الطبيب وهو يزفر بينما يمسك منديلا وهو يمسح جبينه، وحالما نهضوا جميعاً واقتربوا منه فُزع وهو يتراجع قائلاً بمزاح :
_ مش مضطرين تقولولي يا تعيش يا نموتك عشان هي فايقة أصلا جوا.
2
مزحته خففت توترهم، كان محاطاً بالفتيات والرجال، و سأله ” مازن ” بإلحاح :
_ طيب ايه اللى حصل يا دكتور ؟، أنا جوزها.
1
تنهد الطبيب وتحول وجهه للجدية، واردف بهدوء وهو ينظر بينهم :
_ من الواضح أن كلكوا أصدقائها ؟
اومئوا برأسهم إجابةٍ حتى الرجال، فـ هسّ ” مازن ” وهو ينظر لهم :
_ انتوا صحابي أنا مش هي.
دفعه ” دياب ” بمرفقه مازحاً، فأبتسم ولكن ابتسامته مُحيّت عندما بدأ الطبيب حديثه :
_ الجروح اللى في ضهرها صعبة، فيه تلت جروح عبارة عن خمستاشر غرزة، يعني إجمالى خمسه وأربعين غرزة في ضهرها، و من الواضح جداً أن دة جلد بسوط، واللى ضربها دة كان شخص زي ما يكون مغلول لأن الدرجة اللى توصلوا إن ضرباته تخلي ضهرها يتفتح كدة!، المهم كل دة أنا هكتبه في التقرير أن شاءالله عشان الشرطة تاخده، هي دلوقتي كويسة، خيطنا الجروح إلى محتاجه تتخيط وكانت خياطة تجميلية زي ما طلبت بس اعتقد أن هيبقى فيه ندوب طفيفة بعد الشفاء، هي فايقه دلوقتي ومعلقه محاليل عشان الدم إلى فقدته والطاقة كمان.
ثم نظر لهم واقترب خطوة، فاضطروا جميعاً إلى النظر له بترقب في انتظار حديثه القادم، بينما اكمل هو قائلاً وهو يوزع نظراته بينهم :
_ النفسية هي المهمة دلوقتي، أنا متكلمتش معاها غير بضعة كلمات، ومش عارف هل حالتها هتتطلب تدخل نفسي أو لا، بس انتوا وبالأخص جوزها هتقدروا تعرفوا دة، هي دلوقتي محتاجه كل شخص هي بتحبه جنبها، وربنا يقومها منها على خير، نص ساعة ينقلوها اوضة تانيه وهيكون مسموح ليكوا الدخول.
شكروه بهدوء واومئ برأسه وهو يرحل، حالما ذهب اقترب ” عصام ” قائلاً وهو ينظر ل ” مازن ” :
_ هاخد التقرير من الدكتور عشان اضيفه للقضية، اهي حاجه زيادة على كل البلاوي اللى هو عاملها، مش اقل من مؤبد أو أن شاءالله توصل إعدام لأن فيه في أيدينا جرايم قتل.
ثم اقترب من الرجال، وأكمل وهو يخفض صوته الى الهمس قائلاً:
_ انا داريت الأسلحة بتاعتكوا، وقولت أن الاشتباكات كلها حصلت من اسلحتهم، مش مضطرين تيجوا معايا القسم وتخشوا في سين وجيم عشان الأسلحة دي مش مترخصة أكيد.
اصابتهم الدهشة بسبب حديثه، حتى ” مازن ” على الرغم من صداقته السطحية معه لم يظن أنه قد يفعل شئ كهذا لأجلهم، فأردف بأمتنان:
_ مش عارف اقولك ايه، متشكر يا ” عصام ” بجد.
تأوه ” عصام ” وهو يبتعد قائلاً :
_ متشكرنيش بس خلي حريمكوا بقا يحلوا عني.
اقتربت ” مهرة ” منهم وهي تردف ببراءة :
_ واحنا يعني عملنا إيه يا حضرة العقيد ؟
اخذها ” دياب ” بجانبه عندما نظر لها ” عصام ” قائلاً بحدة :
_ والله!، يعني مفضلتوش تزنوا فوق راسي عشان اعمل كدة ؟، فين اللى حاولت ترشيني ؟
نظر حوله حتى وقعت أنظاره على ” جنة ” التي رفعت يدها تلوح له بخجل، فهز رأسه بأحباط وهو ينظر للرجال قائلاً :
_ ياريتهم وقفوا هنا، فيه واحده دبلوماسية معاهم قالتلى أن ده رد جميل لأن من غيرهم مكنتش هقدر اقبض عليه،
تحمحت ” نور ” بحرج وهي تنظر حولها، فأكمل ” عصام ” متجاهلا إياهم :
على العموم اللى خدمهم بس اني بحترم الست اللى بتقف ورا راجلها، لما المدام تستقر مستنيك في القسم يا ” مازن “، حمدالله على سلامتها.
ثم التفت ذاهباً دون إنتظار رد، أقترب ” زيدان ” من ” جنة ” قائلاً بأبتسامة :
_ رشوة!، وتطلع منك إنتِ؟، شكل فيه حاجات كتير مستخبيه أنا معرفش عنها حاجة.
قومت وقفتها وهي ترفع كتفيها كي تبدو أعرض قائلة :
_ الست الصوح هي اللى توجف زي الچبل ورا راچلها، بطريجة شرعية أو غير شرعية
انطلقت الضحكات حولها، بينما تحدث ” دياب” قائلا وهو ينظر ل ” مهرة ” بفخر :
_ واضح الكلام دة خارج من مين.
صفعته على صدره بخجل وهي تبتسم، كانت تتمنى ان يكون الخلاف الذي بينهم قد تم حله، ولكن حتى وإن عاد إلى تصرفاته السابقة، ستستغل الآن هذه الهدنة، فتنهدت وهي تريح رأسها على كتفه قائلة :
_ ماتيجي نقعد في كافتيريا المستشفى شويه ؟.
عندما نظر لها رمشت في وجهه ببراءة، فلم يستطع منع جوانب فمه من الارتفاع في إبتسامة وهو يجيبها:
_ ومالو يا ست الحسن، يلا نقعد.
سار معها متجاهلاً صافرة ” زيدان ” العابثه خلفه، عندما كانوا بالخارج اخذها من يدها قائلاً :
_ تعالي نتمشى في الجنينة أحسن، مش هيبقى فيه ناس كتير.
_ في اي حته مش مهم، أنا اروح معاك مطرح ما تريد.
توقف والتفت ينظر لها، بينما ربع يديه على صدره قائلاً :
_ وبعدهالك!، إيه جرعة الحب اللى ظهرت مرة واحده دي؟، ناوية تضربيني أنا بالنار المرة دي ؟.
عندما ذبلت ابتسامتها شعر بالذنب ولكنه كان حائراً مما تحاول فعله، لقد ظن أنها ربما ستطلب الطلاق بوقتٍ ما، فكل ما كانت تريده منه هو الأخذ بثأرها، كانت تُربكه، ولم يكن يريد شئ أكثر من فهم عقلها ومعرفة ما تريد فعله،
اقتربت منه بعدما تخطت حزنها بسبب حديثه، لقد كان لديه الحق في عدم الثقه بها، تحدثت ناظره له بأبتسامة خافتة :
_ معاك كل الحق في أي كلمه هتقولها، بس والله ما فيه أي خطه تاني، أنا كل اللى عاوزاه إن حياتي تكون أحسن، أنا مريت بحاجات كتير اوي يا ” دياب “، أنا اتربيت وسط كدبه حياتي كلها، ورغم كل دة أنا لسه واقفه على رجلي وموقعتش عارف ليه ؟.
كان يستمع لها بهدوء، نفى برأسها إجابة على سؤالها، فأمسكت بيده قائلة :
_ عشان كنت عارفة انك معايا، حتى بعد اللى عملته في ” زيدان ” واللي هفضل ندمانه عليه عمري كله، كنت متأكدة إنك هتسامحني و هتسندني، حتى لو دة خد منك وقت، بس انا كنت مؤمنة باللى بينا وعارفه أن دة شئ صعب يتكسر بالساهل.
افلت يدها من يده وهو يبتعد عنها خطوة قائلاً بسخرية :
_ اللى بينا؟، وأحنا كان فيه إيه بينا يا ” مهرة “!، اللى بينا كان شئ من طرف واحد،
يا مؤمنة دة أنا كان ناقص اتذلل تحت رجلك عشان تشوفيني ومكنتيش بتشوفيني، دة أنا عملت كل حاجة عشان بس تعرفي تبادليني بربع الحب اللى بحبهولك وملقتش دة منك، وفوق كل دة روحتي وعملتي عملتك وإنتِ عارفة أنه لو كان مات أنا كنت هموت وراه.
تساءلت هل سيظل بقية حياتهم يذكرها بما فعلته!، حتى وإن سامحها ” زيدان ” ونسيى الأمر يبدو أن ” دياب ” لن يفعل، سقطت منها دمعة وهي تردف قائلة:
_ هتفضل دايما تفكرني صح ؟، هتفضل دايما تفكرني إني كنت هقتل أخويا ؟، اقولك أنا كنت عايشة ايه يا ” دياب “؟، هقولك.
نظرت حولها فلم يكن هناك سواهم، فأطلقت العنان لدموعها وهي ترفع يديها بينما تعد على اصابعها قائلة :
_ انا كنت في بيت محدش بيبص في وشي فيه غير ” ذكية ” و ” هاني “، كان بيخليني اعمل كل اللى نفسي فيه، كان مديني حريتي و بيقعد يتكلم معايا، كان كل يوم بيملى دماغي بطريقة غير مباشرة بمدى سوء عيلة ال ” ورداني “، كان اكتر واحد أنا بحبه في البيت عشان كان اكتر واحد بيسمعني، لحد ما اتقتل قدام عيني، ومين اللى قتله ؟، الولد اللى ابوه اغتـ.صب أمي، أنا شوفتوا بيموت و مقدرتش اتحرك عشان أمرني اني مخرجش لحد ما ” زيدان ” مشي، وبعدها فضلت باقي حياتي كل يوم في كابوس واليوم بيتعاد في دماغي ومش راضي يتنسى أبدا
لم تكن تريد الانهيار الآن، ولم تتخيل أنها ستخبره بكل ذلك بحديقة مشفى عامة، ولكنها عندما بدأت لن تستطع التوقف، لذا أكملت وهي لا ترى بوضوح حتى بسبب دموعها :
_ و رغم كرهي للعيلة بتاعتكوا مقدرتش امنع نفسي من إني احبك، فادخلت في حالة جديده وهي اني بكرهه نفسي كل يوم اكتر لما الاقيني قاعده في بلكونتي مستنياك تيجي تبص عليا زي كل يوم، شوفت نفسي واحده خاينه بحب واحد من العيلة اللى سرقت مني راحتي و نومي، و وقت ما بابا اقترح الجواز وقفت بكل غباء وقولت ” دياب “، كنت عاوزه انسى، والله العظيم كنت هنسى بس مقدرتش، كوابيسي مكنتش بتسبني في حالى مكنتش بنام الليل و الله ما كنت بنام الليل، مقدرتش انسى وأنا اسفه، انا اسفه اني عملت كل دة واسفه اني دمرت فرصتي في اني اكون معاك، انا اسفه يا ” دياب ” ومستعده لأي حاجه انت عاوز تعملها، أنا مش هفرض نفسي عليك وانت كارهني خلاص.
كان ينظر لها وهي تتحدث دون توقف، بينما تحرك يديها بعشوائية وتتساقط دموعها وهي تُغرق وجهها، وقد توقف قلبه عن العمل عند اعترافها أنها كانت تحبه أيضاً، بعد قضاء سنوات وهو يظن أن الحب يسير بأتجاه واحد لم يكن كذلك، مد يده وهو يحاوط وجهها بحنان قائلاً بهمس :
_ ششش، فكك من كل دة، ارجعي للحته بتاعت
– رغم كرهي للعيلة بتاعتكوا مقدرتش امنع نفسي من إني احبك، فادخلت في حالة جديده وهي اني بكرهه نفسي كل يوم اكتر لما الاقيني قاعده في بلكونتي مستنياك تيجي تبص عليا زي كل يوم ـ،
قوليها بقا ببطئ كدة عشان افهمها كويس.
ابعدت وجهها عن يديه قائلة بغضب :
_ يعني هو دة اللى إنت حفظته من كلامي يا ” دياب ” ؟
سحبها من يدها فأصبحت ملاصقة لجسده، حاوط خصرها بيديه قائلاً وهو ينظر لها :
_ بُصيلي يا ” مهرة “، بصي كويس وهتعرفي أن حبي ليك مقلش درجة رغم كل اللى حصل، أنا عارف ان كل دة مكنش سهل عليكي، وعارف أننا بيبقى صعب علينا ننسى اللى اترسخ في عقولنا واحنا صغيرين، أنا يمكن كنت قاسي عليكي بس من ورا قلبي، أنا كنت مجروح منك وزعلان أوي، بس في اللحظة اللى كان ” زيدان ” فيها بقى كويس سامحتك.
رفع إحدى يديه وهو يُداعب وجهها مُكملاً حديثه :
_ أنا واحد ليه هيبته قدام الناس بيتعملي الف حساب، باجي عندك و ببقى مراهق مش هامه أي حاجه غيرك، لا هامه كرامته ولا كاريزمته،
قولتلك قبل كدة اني كل مُنايا رضاكِ يا ” مهرة”،
أنا غبي وضعيف اوي قدامك، كنت فاكر إني مقدرتش أنساكِ، بس الحقيقة هي إني عمري ما حاولت انساكِ، حتى وقت العداوة اللى كانت بين عيلتنا برضو محاولتش.
ابتسم متذكراً هذه الأيام، كيف كان مُعذباً له أن يُحبها وهو على يقينٍ إنها لن تُصبح له، ولكنه لم ييأس ولم يترك الاستسلام أن يتوغل إلى قلبه، فأكمل حديثه وهي تُطالعه بنظراتٍ عاشقة مُشعة:
_ كنت باجي تحت بلكونتك وأنا عارف ان لو حد شافني من عيلتك هكون ميت بس كل دة مهمنيش،
و ايه يعني مانا كدة كدة ميت فيكي!،
الغريب إنك كُنتِ كل امنياتي يا ” مهرة “، كل احلامي كُنتِ معايا فيها، أنا سهل عليا أموت، لكن صعب عليا ابطل أحبك.
لم تستطع منع نفسها وهي تندس داخل أحضانه باكية، فأبتسم وهو يضمّها و ودَّ لو كان بأستطاعته تخبئتها داخله، أن يمنع العالم من الوصول لهم، فقط ليبقى هو و هي بمفردهم للأبد، عندما توقفت دموعها ابتعدت عنه قائلة وهي لا ترفع أنظاره عن صدره لأنه كان بمستوى بصرها :
_ يعني طالما مسامحني من بدري، كان لازمته إيه تخليني قاعده كل دة خايفة اكون خسرتك للأبد.
رفع ذقنها بأطراف أنامله برفقٍ، ونظر داخل رماديتها قائلاً :
_ عقاب خفيف عشان تحسي بقيمتي، بس خلاص انا اصلاً كنت هستسلم بسرعة بعد خطتك في الدلع عشان اسامحك.
ابتسمت بخجل وهي تردف :
_ لا بس ايه رأيك ؟، أنفع ولا منفعش ؟
نظر لها من أعلى لأسفل بنظرات عابثة، و ابتسم ملئ فمه وهو يتمتم :
_ تنفعي!، دة أنت تنفع ونص وتلت تربع يا جمّل، هو لو أنت منفعتش في الدلع مين ينفع يا مز.
نظرت له بذهولٍ لدقيقة، ثم التفتت وهي تذهب لتعود لهم قائلة :
_ ايه الكلام السافل دة!
ذهب خلفها وهو يجيبها :
_ استنى بس يا جمّل، كلام سافل إيه انت لسه شوفت حاجه يا متدلع.
لم تستطع منع نفسها وهي تركض من أمامه فأستمعت لضحكته المرتفعة وهو ينادي عليها ولكنها لم تجيبه وركضت داخل المستشفى حتى ظهر الناس حولها فأضطرت إلى إبطاء سيرها، عندما شعرت به بجانبها هسّت وهي تلقي عليه نظرات حادة :
_ والله يا ” دياب ” لو نطقت هقتلك.
رفع يده وهو يتظاهر بغلق فمه بقفل وألقى المفتاح، ثم مدها وهو يمسك بيدها فأبتسمت وهي تسير بهدوء،
أخيراً هدأ ضجيج رأسها، ولأول مرة شعرت أن العالم يدور حولها ولكنها ثابته،
لأنه يُمسك بها.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
يُقال أن الصُعوبات تصنع منك نسخة أقوى، ولكن لم يخبرك أحد بالثمن الذي تدفعه بروحك، لم يخبروك أن الندوب لن تترك تنسى، كلما نظرت لها ستتذكر ما مررت به، حتى لو أصبحت أقوى ولكنك ستفقد جزءًا منك سيكون من الصعب عليك استعادته.
تأوهت ” بلقيس ” بألم عندما أخيراً ساعدتها الممرضة على الجلوس، بذلت جهدها كي لا تريح كل ثقلها للخلف كي لا يؤلمها ظهرها، على الرغم من أنها الآن لا تشعر بألم بسبب المخدر ولكن الطبيب اخبرها أنه سينتهي بالنهاية وسيعود الألم، ولكن ستساعد المسكنات، تحدثت الممرضة بأبتسامة عندما انتهت من إراحتها:
_ كدة مرتاحة صح ؟
اومئت برأسها ممتنة، فألتفت الممرضة لتذهب وحالما خرجت من باب الغرفة لم يكد يغلق و انطلق ” مازن ” للداخل، توقف قليلاً حينما رأها جالسة فأبتسمت بخفوت وهي تشجعه على التقدم، نظرت له بتمعن ورأت السواد الذي حاوط عيناه، و كان شعره اشعثًا وكأنه مرر يده به عدة مرات، لم تكن تعلم كم من الوقت كانت مختطفة لأنها استيقظت بضعة ساعات ثم فقدت الوعي مجدداً، فسألته عندما جلس على طرف سريرها :
_ كانوا كام يوم ؟
كان رأسه منحني للإمام ولم يرفعه لينظر لها، فعقدت حاجبيها بأستغراب بينما يجيبها بنبرة خافتة :
_ 23 ساعة.
_ غريبه، كنت حاسه اني بقالى أيام
همست وهي تنظر ليديها، ولم ينظر لها حتى الآن، مدت يدها وهي تضع اناملها أسفل ذقنه لترفع رأسه وعندما التقت نظراتهم تحدثت بأستفهام:
_ مش بتبصلي ليه ؟.
لقد ظن شئ بداخلها أن السبب انها الآن ليست كما كانت، ستظل مليئه بالندوب، وكلما ينظر لها سيتذكر كيف أن هناك رجالاً آخرين خلعوا عنها حجابها وشقوا ملابسها من الخلف، انكمشت عندما وخزها ظهرها، بينما هو همس وعيناه كانت ضبابية وكأنه على وشك البكاء :
_ ابصلك ازاي وانا السبب؟، أنا اللى معرفتش احافظ عليكي.
_ لا.
نفت وهي تحرك جسدها للامام قليلاً و حاوطت وجهه بيديها قائلة :
_ لا، إياك تفكر تلوم نفسك، أنا اللى نزلت وقتها من غير ما اقولك.
_ لو كنت قولتلك أن فيه خطر على حياتك كنتي هتخلي بالك، بس أنا غبي مقولتش، عشان مكنتش عاوزك تعرفي إني اتجوزتك عشان انقذك من ابوكي بدل ما يجوزك الراجل ده، مكنتش عاوز أبين الجزء دة مني، أنا عارف إنك وقتها لما خلتيني اجي البيت كنتي عملاها لعبة وبتتنقمي مني، عشان كدة قولت أبين الجواز برضو لعبة عشان متحسيش انك فرضتي نفسك عليا.
تحدث ” مازن ” وهو ينظر لها، تركت وجهه وهي تنظر له وشعرت بالألم، وتساءلت ماذا سيفعل إذا علم إنها اتفقت مع والده على هذا الأمر، وأنها كانت تعلم أن هذا بالضبط ما سيفعله و نزعة الانتقام بداخله ستجعله يتزوجها كما رغبت، كان هذا مخططها ليس مخططه، وحتى لو لم يظن ذلك فقد فرضت نفسها عليه، لقد انتزعته من حياته بكل انانية دون الإهتمام برغبته، يبدو أنه فسر ابتعادها عنه بطريقة خاطئة، فتحدث بسرعة وهو يقترب منها:
_ حقك تزعلي مني، بس والله العظيم ما كان قصدي أي حاجه غير اني احافظ عليكي، أنا كنت فاكر إني مش هتأثر، اي يعني هنقذها لحد ما احل الموضوع واخلص من المدفع وبعدين خلاص، بس كل دة اتغير، مكنتش اعرف انك هتخليني احس بكل دة، مكنتش اعرف انك هتغيريلي حياتي كدة،
مد يده امسك يدها، ثم رأت كيف ابتسم بسعادة وهو يكمل :
_ انا كمان بقا عندي صحاب، مش واحد بس لا أربعه، وكل دة بفضلك برضو، لولاكي كان زماني لسه لوحدي، وانا تعبت يا ” بلقيس “، تعبت من إني أكون لوحدي طول الوقت، تعبت من إني اعيش على هوايا من غير ما حد يقولي لأ دة ميصحش ولا دة غلط، تعبت من إني بقف في مشاكلي لوحدي ومببقاش عارف اروح فين واقول لمين، عمر ما كان عندي حد ممكن يستحمل شكة دبوس عشاني، بس انتِ مشوفتيهمش وهو مستعدين ياخدوا رصاص عشاني،
إزاي عملتي كدة ؟، ازاي مليتي حياتي بالشكل دة!
كانت تنظر له ولطريقته في التحدث بسعادة عنهم، ويبدو أن على الرغم من معرفتهم القليلة إلا أنه اكتسبهم أصدقاءا بسرعة، وكانت تعلم أنهم لن يفعلوا ذلك إلا مع شخص اعتبروه صديقاً، كانت فرحته تشبه فرحة طفل عاد لتوه من روضته وهو يخبر والدته عن الاصدقاء الذي اكتسبهم اليوم،
لم يعد بحاجة لها، كانت كاذبة ولم تكن ستستطع أبدا أخباره بما خططت له مع والده،
وفوق كل ذلك كانت الآن امرأه مليئة بالندوب، كانت تعلم إنها لن تنسى أبدا ما حدث، وان كل ذلك سيؤرق نومها،
ولأنها أحبته أكثر من أي شئ لن تجعله يخوض ذلك معها، سحبت يدها من يده فنظر هو لمكان الإنسحاب وتحدثت بصوت خافت متجاهلة كل حديثه الذي أخبرها به لتوه :
_ انا عاوزه ادخل الحمام، ممكن تنادي ” نور ” ؟
نهض واقفاً على قدميه ومد يده وهو يردف :
_ تعالى يا حبيبتي انا هدخل معاكي، هعملك كل حاجة تحتاجيها، أنا جوزك يا ” بلقلس ” ودة واجبي.
هزت رأسها ورغما عنها تساقطت دموعها قائلة:
_ بس انا عاوزه ” نور “.
ظل ماددا يده لها، لم يبعدها وهو يتمتم بعبث ظنًا منه إنها فقط خجولة :
_ يعني مش هتمسكي ايدي؟
دة أنا معجب مدّ أيده، كُل مُناه يطول القمر.
فُزع عندما ترتفع صوت بكائها، فقرفص أمامها وهو يردف بقلق :
_ في إيه يا ” بلقيس “، فيه حاجه وجعاكي ؟.
نفت وهي تضع يدها على وجهها، وتركها تبكي عندما رفضت تقدمه ليعانقها، بعد دقيقة أزالت يدها من على وجهها، واستنشقت وهي تزيل دموعها ثم نظرت له قائلة :
_ طلقني يا ” مازن “.
11
كانت تنظر له بهدوء وكأنها لم تُلقي عليه قنبلة لتوها،
كيف بعد أن أخبرها بكل ذلك؟ واخبارها بأنها اعطته كل شئ كان يريده،
هل هي الآن تريد سحب بساطه من أسفل قدميه قالبه إياه رأساً على عقب ؟
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
السلام عليكم.
الساعة اتناشر إلا اهو كمان 😂🙈
قولولي لابسين إيه يا بنات ههه
بارت مليان مشاعر اوفر
فرحة ” مازن ” بالرجاله مخلياني عامله كدة 🥺🥺🥺🥺🥺🥺
” بلقيس” النكد كله الله اكبر عليها يعني
أي رأيكوا في الأحداث يولاد 🙈
تم الصلح بين ” دياب ” و ” مهرة ” رسمياً 💃
بس متخلوش دة يفرحكوا عشان هنخش على بلاوي غيرهم بقا 🤡
- لقراءة باقي فوصل الرواية أضغط على (رواية ايروتومانيا هوس العشق)