روايات

رواية ليتني اعفو الفصل الرابع 4 بقلم لمسة جمال

رواية ليتني اعفو الفصل الرابع 4 بقلم لمسة جمال

 

البارت الرابع

 

الحلقة الرابعة
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤ليتني اعفو

يسير بهدوء واتزان فى اروقة المشفى باحثا بعينيه عن حجرة من يتوق عينيه لرؤيتها و يهفو قلبه للقائها ليقترب من الغرفة ويتسمر مكانه وهو حاملا باقة من الورود البيضاء وفى المنتصف وردة حمراء تعبر عما يختلج به صدره تجاهها كان قلبه يدق دقات متسارعة فعلى بعد خطوات قليلة منه سيلتقيها هل ستكون فى انتظاره ام لم يعنيها الامر برمته اغمض عينيه قليلا واخذ نفسا قويا ليهدا من خفقات النابض بين ضلوعه ثم طرق الغرفة
لم تكن واثقة انها ستراه ولكنها اليوم ارادت ان تكون فى صورة مبهرة فارتدت ثياب يصل الى كاحلها بدون اكمام باللون الوردى و فوقه جاكت جينز قصير واطلقت العنان لشعرها ليزيدها جمالا وسحرا ووضعت بعض مساحيق التجميل الخفيفة التى تكاد لاترى فهى لاتحب وضعهم بالاساس استقلت سيارتها وقادتها مسرعة وعندها دخلت المشفى بكل شموخ ووقار ولكن عينيها كانت زائغة باحثة عنه خائفة ان يكون وصل قبل قدومها تأكدت من ساعة معصمها انه لم يتبقى على موعده سوى نصف ساعة

لم يسمع اى رد طرق مرة اخرى لتسمح له بالدخول بصوتها الرخيم بنعومته ليدخل بابتسامة هادئة عندها هبت واقفة لتذهب فى اتجاهه وشفتاها ترتعشان بابتسامة خجولة ثم مدت يديها لتصافحه وترحب به:استاذ عمر صباح الخير ماكنتش متوقعة انك هتعدى عليا
كانت عيناه تطوفان كل قطعة فيها من اعلى راسها بشعرها الحريرى الناعم والمسرح بعناية الى اسفل مخمصيها باناقتها وجمالها الذى يذيب القلوب بسحره ينظر لكل حركة وكل همسة تنطلق من بين شفتيها الكرزتين يريد ان يحفظها داخل روحه وقلبه عندها اردف بصوت اجش صباح الخير دكتورة نور ثم مد يديه بالورود باتجاهها :اتفضلى
اخذتها منه بلهفة وسعادة واحمرت وجنتيها ونظرة خجولة تعتريها واردفت :الورد ديه ليا انا متشكرة جدا بجد كلك ذوق
عمر :ده شئ بسيط يادكتورة بيعبر عن شكرى وامتنانى لحضرتك لولاكى مش عارف كنت هقدر اوصل لدكتور ماهر ولا لا
بس انا ماعملتش حاجة .. المهم ورينا شطارتك يابطل عاوزة اشوف موضوع يتكلم عنه كل الناس
نظر لها بثقة مؤكدا :اوعدك ان الموضوع هيبهرك ويعجب الدكتور ماهر ان شاء الله ودلوقت اسيبك بقى مش عاوز اعطلك وكمان معادى قرب مع الدكتور ومش عاوز اتأخر عليه من اولها
اوك اتفضل وبالتوفيق وشكرا جدا على الورد ذوقك هايل بجد عجبنى جدا
لم يكن يريد ان يتركها يريد ان يظل اطول وقت ممكن قربها يشبع عينيه وقلبه من مرآها ويملا صدره بعطرها الجذاب الهادئ وانفاسها الدافئة الا انه يجب ان يغادر ذاهبا لملاقاة والدها …

كانت واثقة انه سينجح لقد بحثت عن موضوعاته الصحفية عبر النت وكم اذهلها اسلوبه وتعمقه فى ادق التفاصيل لقد اعجبت بكتاباته وشخصيته الفريدة وهذا زادها تعلقا اكثر به واليوم تأكد لها مشاعرها من جديد عندما رأت نظرة عينيه الملتهبة لها ولمحت بريقها اللامع مع كل كلمة ترد بها عليه لقد احست انه يبادلها نفس الشعور لكنه يبدو انه خائف ان يعترف لها هناك شئ يمنعه لكن ماهو !!!

كان يجلس امام البحر رافعا ارجله ومستندا بيديه القويتين عليها شاردا مع امواج البحر الصاخبة وعينيه تنظر للبعيد لم يكن يتخيل انه سيأتى الى هذا المكان مرة اخرى بدونها انه يحمل لديه ذكريات جميلة كان يبتسم تارة وعينيه تدمع تارة اخرى هنا ضحكت وتدللت عليه وهنا ضمها وهنا قبلها وهنا جرى معها وحملها بين يديه ورماها فى البحر ليشاكسها وتهرب منه وهنا وهنا كيف انتهى كل شئ وضاع فى لمح البصر وكيف مرت هذه المدة ومازال يتألم وجرحه غائر لم يضمد بعد
عاد بذكرياته عند اول يوم التقى بها فقد كان فى عامه الاخير وهى فى مرحلتها الدراسية الاولى كانت تائهة لاتعرف اين تذهب فتاة فى عمر الزهور بجمالها الهادئ وعينيها البنية بلون الشيكولا وبشرتها البيضاء وحجابها الذى ينير وجهها كانت رقيقة وشفافة يستطيع اى شخص ان يقراها بسهولة كانها كتاب مفتوح لقد كانت متعة للناظر اليها توقفت فجأة لاتعلم اين قسمها عندها التفتت له فقد كان يقف امامها وبصوت رخيم هادئ سالته عن قسمها ليجيبها وعينيه لم تفارق ملامحها الهادئة ومن يومها بدا يتابعها شعر انها ستكون شخص مهم فى حياته لم يحاول ان يفرض نفسه عليها او يتقرب منها وانما كان يتابعها عن بعد يرى معاملتها مع اصدقائها وصديقاتها معاملتها مع اساتذتها ومع ذلك احست به وباهتمامه بها وفى نهاية العام الدراسى عندما علم بان الجامعة سترسله فى منحة دراسية لحصوله على الماجستير والدكتوراه نظرا لتفوقه اقترب منها وطلب ان يتحدث معها قليلا .. اعترف لها بحبه ومشاعره نحوها وطلب منها ان تنتظره وانه سيعود لها وعندها فقط ستكون نصفه الاخر زوجته وكل شئ بالنسبة له وهى كانت هادئة بعفويتها وصفاءها تستمع له بانصات وبعد ان اتم حديثه ردت بكلمة واحدة :سأنتظرك وفرت هاربة لتترك على وجهه ابتسامة سعيدة بعدها سافر وهو واثق تمام الثقة انه عندما يعود سيجدها فى انتظاره لم يحاول الاتصال بها بل كان يطمن عليها دوما عن طريق صديقه يوسف الذى كان يحكى له دوما عنها وعن اخبارها الى ان عاد وعندما قرر الزواج منها توفى والده بازمة قلبية فى هذا الوقت لتتوقف عندها كل خططه المستقبلية
لاينسى كيف وقفت بجانبه وخففت عنه مصابه وكانت تدعمه بكل جوارحها هى اول من رأت دموعه ومسحتها باطراف اصابعها الرقيقة فوالده كان الامان والصدر الحنون له بل كان يعتبره صديقه لقد حكى لوالده عنها قبل وفاته وكان سيذهب معه ليتقدم لها الا ان حدثت الوفاة مفاجئة لهم جميعا ومر عام منذ وفاة والده وكانت ندى فى عامها الاخير للجامعة واضطر ان ينتظرها الى ان تنهى دراستها وعندها حدث والدته التى كانت تجهز له زوجة المستقبل ابنة احدى صديقاتها السطحية المستهترة لا ينسى كيف ثارت وهاجت عندما عرفت باختياره وامرته ان ينسى الامر الا انه اصر عليها ولم يستمع لها ياليته استمع لربما لم يكن ليفقدها وكانت على الاقل مازالت على قيد الحياة حتى لو كانت بعيدة عنه
عاد من شروده على صوت انثوى يصرخ :ندى ندى
ليلتفت نحو الصوت وقلبه ينبض بجنون ليجد طفلة تجرى فى اتجاه البحر عندها قفز مسرعا ليتلقفها رافعها الى حضنه هامسا لها :على فين ياحلوة
اخذت تتلوى الطفلة وتبعده عنها :سيبنى سيبنى عاوزة العب فى البحر
اهدى حبيبتى وهخليكي تلعبى بس على شرط تركبى العوامة انتى صغنونة والموج عالى ولازم يكون معاكى بابا ماتروحيش لوحدك
بس انا ماعنديش بابا
بتساؤل:ازاى
بابا راح عند ربنا ومامى بتخاف عليا وانا عاوزة اروح العب

عندها اتت الام مسرعة :شكرا ليك الله يبارك لك مش عارفة لو ماكنتش موجود كنت عملت ايه
اعطى لها الطفلة تحملها ليبتسم لها بود :خلاص هى سمعت الكلام تقدرى تلبسيها العوامة وتحاولى تكونى قريبة منها
ثم وضع اصعبيه يتلمس وجنتها :ماشى ياجميل
ابتسمت له الطفلة بسعادة واومأت له براسها : ماشى ياعمو
صافح الام وذهب مسرعا ودمعة من عينيه تسيل على صفحة وجهه ربما لو عاشت ابنته هل كانت مثل هذه الطفلة بجمالها البرئ وصفاء نفسها !!

كانت تسير فى احدى المولات على غير هدى فقد قررت الخروج من سجنها الانفرادى التى وضعت نفسها فيه منذ سفر زوجها ممسكة بيد ابنها الذى يتملص منها ويحاول ان يجرى يريد ان يلعب ويهرب منها لتدخله فى النهاية احدى الالعاب المغلقة وتجلس فى احدى المقاهى التى تستطيع من خلالها ان تراه وهو يلعب امامها كانت شاردة فيما وصل له حالها :بقى كدة يامروان من يوم ماسافرت ماحاولتش تتصل بيا للدرجة ديه مااشتاقتش ليه ولا حتى لابنك ولا حاولت تتطمن عليه فجاة وجدت من يجذبها من يديها برفق :اميرة البنهاوى مش معقول
لتتسع عيني اميرة من الصدمة :سهر منصور همت بتقبيلها ومصافحتها
ازيك يااميرة والله وليكي واحشة انا لمحتك من بعيد وقعدت اشبه عليكي وماصدقتش نفسى الا لما شوفتك فينك يابنتى وفين ايامك
فى الدنيا
ومالك بتقوليها كدة من غير نفس لا شكلك عاوزة لك قاعدة وكوبيتن شاى بالنعناع كدة حلوين واحكى لى كل حاجة من يوم مااختفيتي منه لله بقى جوزك اللى مانعنا عنك وبعدك عننا
تلعثمت اميرة قليلا تدافع عن زوجها :انتى عارفة ياسهر مشاغل الدنيا والحياة اخدتنى عن كل اصحابى
نظرة لها بعتاب :حتى انا يااميرة ده احنا ماكناش بنفترق عن بعض ابدا وطول الوقت فى الجامعة كنت لازقة فيكي حتى الشلة كانت بتحسدنا على صداقتنا يااا كانت ايام جميلة ..
ومن يوم جوازك انقطعت اخبارك عنا وغيرتى نمرة تليفونك والجدع اللى يعرف يعتر عليكي
ثم نظرت لها لتلمح نظرة حزن عميق ساكنة فى عينيها :شكلى مش هروح النهاردة الا اما اعرف مالك فيكي ايه

حكت لها اميرة منذ بداية زواجها بمروان وكيف رفضت هذه الزيجة وارادت ان تعمل بعد ان تخرجت ولكن اصرار والدتها وعدم وجود اخيها قربها لتشتكى له فقد كان آن ذاك فى غربته يدرس وصمت والدها وموافقته على راى امها وفى النهاية اذعنت لرغبة والدتها لتفاجئ نفسها تعيش معه حياة باردة منذ اول يوم ملكها فيه رغم انها لم تقصر فى حقه بل حاولت ان تتقرب منه ولكنه كان دوما لايشغله سوى عمله فقط ونجاحه وكيفية السعى لتحقيق ذلك

يعنى عاوزة تفهميني انه مفيش اى مشاعر بينكوا
ضحكت اميرة بسخيرةواومات لها براسها قائلة : المشاعر ديه رفاهية ياحبيبتى انا لا استحقها لكن يعلم الله انا بحبه اد ايه لكن مش قادرة احس هو مشاعره ايه ناحيتى
لانك هبلة ماعرفتيش تبينى له مشاعرك تقربيه منك
يعنى تفتكرى كنت هقوله تعال انا بحبك انت مش بتحبنى ليه
لا طبعا الامور مابتتاخدش بالشكل ده
تقدرى تقولى لى انتى اخر مرة قصيتى شعرك امتى غيرتى لونه او تسريحته من كام سنة غيرتى استايل لبسك لالالالا انا مش هسيبك النهاردة الا لما نعمل نيولوك جديد ماهو لازم يرجع يلاقى اميرة تانية مش الشخص الكئيب اللى قاعد قدامى ده

بالفعل اخدت اميرة ابنها لتقله الى منزلها وتركته مع امها لتخبرها انها لديها مشوار هام كانت صديقتها فى انتظارها وخرجا معا لتاخذها الى بيوتى سنتر مترددة عليه دوما وتعرف جميع عاملاته:ازيك يامنار
اهلا ياانسة سهر نورتينا والله ها النهاردة هتعملى ايه
لا مش انا بصى بقى انا عاوزة نيولوك جديد لصاحبتى انتى شوفى اللى يناسبها ايه وشعرها ده تقصيه عاوزة تسريحة على احدث موضة
امسكت اميرة شعرها بخوف:لا ياسهر الا شعرى انا مش ممكن افكر اقصه ابدا
اميرة احنا اتفقنا على ايه انتى لازم تغيرى كل هيئتك وتبقى اميرة تانية واثقة من نفسها مش عاوزة اشوف النظرة التايهة الخايفة ديه تانى ممكن ياحبيبتى تثقى فيا انا عاوزة مصلحتك سيبى لى نفسك وشوفى النتيجة فى الاخر

يجلس فى مقعد الطائرة وحيدا مغمضا عينيه غاضبا يريد ان يقتل احد الان ويبرد غضبه المشتعل عاد للوراء لحظة ان دق رنين هاتفه باصرار ليخرجه بصعوبة من وضعه الحميمي بينه وبين زوجته ليخطف الهاتف بعصبية فاتحا الخط :ايوة يازفت بتتصل ليه
عاطف سكرتيره الخاص:انا اسف ياافندم بس فيه مصيبة شركة الصفا للتوريدات رفضت اخر طلبية بتقول انها مش مطابقة للمواصفات وبتطالبنا بالشرط الجزائى انا ليا يومين بحاول احل المشكلة معاهم بس للاسف لازم حضرتك اللى تيجي والا خسارتنا هتبقى كبيرة
خلاص اقفل انا هحاول انزل على اول طيارة
كانت تلهث بقربه لتعتدل له ناظرة بغضب :انت بتقول ايه تسافر فين احنا مش اتفقنا على شهر ده يادوب ماممرش الا اسبوع بس
حبيبتى غصب عننى هعوضها لك مرة تانية بس عندى مشكلة كبيرة فى الشغل ولازم انزل احلها
كان يحدثها وهو ينهض من الفراش ليمسك بروبه ويرتديه رابطا حزامه حول خصره ثم امسك بالهاتف لتقترب منه بعد ان تحركت من الفراش وهى تلف الغطاء حول جسدها العارى:انت بتعمل ايه
هطلب شركة الطيران اشوف اقرب طيارة لمصر هتطلع امتى علشان احجز لنا تذكرتين
قصدك تذكرة واحدة
انتى بتقولى ايه
زى ماسمعت يابيبى انا مش ممكن هنزل معاك انا مش بسافر كل يوم ياحبيبى وبعدين انا ماخرجتش ولاشوفت اى مكان وكمان لازم اعمل حبة شوبنج ديه بلد الموضة والجمال ياقلبى عاوزنى اضيع فرصة زى ديه
يعنى هرجع لوحدى
اخذت تمرر اصابعها حول وجهه وعنقه بدلال مقربة شفتيها من شفتيه تقبله قبلات متواصلة:
مش هتأخر عنك يابيبى كلها اسبوع حتى تلحق تفضى الفيلا
ليبتعد عنها بتساؤل :فيلا ايه اللى هفضيها
فيلتنا ياحبيبى امال انت عاوز تسكنى فين لما ارجع
فى شقتك امال انا اشتريتها لك ليه علشان هقعد فيها معاكى
قصدك هتيجي تخطف لى ساعتين معايا
لا ياحبيبى انا مش ينفعنى الكلام ده
جوازنا لازم يكون علنى ومراتك تعرف عجبها عجبها مش عجبها تخبط راسها فى الحيط والفيلا انا اولى اننى اسكن فيها انا حبيبتك وروحك وحياتك ولا ايه يامارو مازالت تقبله الى ان افاق من سحرها على اخر كلمة ليبعدها بغضب :مستحيل
لتتقد عينيها وتشتعل شرارا :يعنى ايه
يعنى مااقدرش اخرجها من فيلتها ولا فيلا ابنى
ثم امسك ذراعها بغضب ضاغطا عليه :انتى وافقتى من البداية على كدة بل كنتى سعيدة وانتى بتفرشى كل جزء فيها وانا سيبتك تختارى كل حاجة على ذوقك ايه اللى غير كل ده
بصراحة انا فكرت وحسيت انها واخدة امتيازات كتيرة عنى وانا مش ممكن اوافق على كدة
بضحكة ساخرة :هى واخدة امتيازات فى ايه بقى ان شاء الله
الشقة والعربية اللى انتى امتلكتيها هى مفيش ملكها اى شئ وعمرها ماحاسبتنى ولا طالبت منى اننى اكتب باسمها اى حاجة
تلعثمت قليلا وحاولت ان تعود الى رشدها والا ستفقد كل شئ بل ربما يهرب منها مروان وهو صيد ثمين وستجنى من ورائه ارباحا هائلة لتتحدث بهدوء فى النهاية:خلاص انا موافقة ارجع لشقتى بس مش هقدر ارجع دلوقت يابيبى زى ماقلت لك هعمل شوية شوبنج واحصلك على طول حتى تكون اشتاقت لى ياروحى ذاب معها فى عناق طويل ملتهب كنيران مستعرة لاتشبع من الاحتراق بين احضانها نسى معه ماضيه وحاضره وكل مايتعلق بمشكلته ليفيق بعد عدة ساعات ناهضا بسرعة ليتصل بشركة الطيران عاد من شروده على صوت المضيفة تطالبهم بربط الاحزمة فالطائرة فى طريقها للهبوط الى ارض الوطن
خرج بكل هيبة وشموخ من بوابة الخروج ليجد سيارته فى انتظاره برفقه السائق وسكرتيره الذى اقترب منه مسرعا يصافحه ممسكا بحقيبته وتم وضعها بشنطة السيارة لتنطلق بعدها فى اتجاه الشركة حيث رفض مروان العودة للمنزل حتى يستريح قليلا واصر ان يذهب للشركة فورا

لاينكر د.ماهر ان عمر هو محاور رائع فقد ادار الحديث بكل مهارة لم يترك نقطة بسيطة ولم يسال عنها او يقف عندها وفى نهاية الحوار اعجب ماهر بشخصية عمر الذى ازداد ثقته بنفسه عندما لمح ردة فعله تجاهه ليشكره مصافحا له على امل العودة قريبا ليريه الحوار قبل نشره

كان يسير فى غرفة مكتبه ذهابا وايابا كالثور الهائج فهو يعلم ان هذا الصحفى يمكث الان مع الدكتور ماهر اذن لابد ان يكون رآها او حتى تكون حاضرة معهم فى هذا اللقاءهل سيتركها تتقرب منه اكثر ..يجب ان يمنعها باى وسيلة لا يجب ان ترى احد او تشعر باحد سواه عندها انطلق خارجا من غرفته يدعى الهدوء الذى يعكس النار المشتعلة داخله ليرى الممرضة ويسألها هل هى بالداخل فتجيبه بنعم وعندها يطرق الباب وينتظر ان تسمح له نور بالدخول
دخل بهدوء وهى منهمكة تتصفح احدى الملفات لترفع عينيها وتندهش من وجود عماد فى غرفتها وتهتف بهدوء:اهلا يادكتور عماد اتفضل اقعد
اهلا بيكي يانور انا جاى اعتذر منك عن اللى حصل مننى فى حقك انا اسف واوعدك انه مش هيتكرر تانى الاسلوب اللى كلمتك بيه
تفاجئت نور باسلوب جديد من عماد واعتذاره وشكت فى الموضوع
ليقطع شرودها عندما اقترب منها اكثر وهو ينظر لها بلهفة ووله:ممكن يانور تقبلى عزومتى على الغدا النهاردة بعد ماتخلصى شغلك لاننى عاوز اتكلم معاكى فى موضوع مهم
ها ايه رايك ؟؟…

عاد الى عمله منهك يجر ارجله من التعب والاجهاد فقد كان يوم طويل وصاخب ملئ بالمشكلات التى استطلع حلها بمعجزة ليجد المنزل يعم بالهدوء والظلام
عندها تذكر انها تبيت عند اهلها فى غيابه ليرفع سماعة هاتفه ويطلب رقمها ليسمع صوتها العذب وهى تجيبه بهدوء:الو اميرة انا وصلت فى البيت تعالى حالا…..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى