رواية الغائب الحاضر الفصل الأول 1 بقلم مصطفى محسن
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية الغائب الحاضر الفصل الأول 1 بقلم مصطفى محسن
البارت الأول
أنا اسمي هشام، عندي ٣٥ سنة.
اتربيت وحيد… بابا مات بدري، وأنا لسه طفل، وماما اتجوزت الأستاذ عرفه. بعد الجواز بشهور قليلة، سافرنا الخليج. وهناك عشت ٢٥ سنة كاملة.
رجعت مصر مؤخرًا، ورجوعي كان بنسسبالى مش مجرد سفر… كان رجوع لذكريات، لبيوت وأماكن ريحتها محفورة جوايا.
كنت قاعد في شقتنا القديمة في عين شمس، قاعد في البلكونة بالليل، فى هدوء.
كل اللي بيدور في دماغي:
“يا ترى أصحابي زمان لسه فاكريني؟ يا ترى لو قابلوني هيتعرفوا عليا؟”
وأكتر واحد جه في بالي “عُمر”. صاحبي الوحيد اللي كنت باعتبره أخ.
آخر مرة شُفته كنت طفل… ومن وقتها انقطعت كل السبل.
وانا قاعد بفكر في الذكريات، الموبايل رن.
بصيت عليه باستغراب… الخط جديد، ومحدش يعرف رقمي. قولت يمكن حد غلطان، ومردتش.
لكن بعد دقايق… رن تاني.
وساعتها قولت أرد.
ـ قولت “ألو؟”
سمعت صوت شاب مليان حماس:
ـ “يا هشام! إزايك يا حبيبى؟! وحشتني جدًا!”
اتجمدت. وقلبي وقع.
قولت بصوت مهزوز:
ـ “مين حضرتك؟”
الصوت ضحك وقال:
ـ “ياه يا هشام! نسيتني؟ أنا عمر! صاحب عمرك .”
حسيت الدنيا لفت بيا.وقولت فى بالى
هو إزاي جاب رقمي؟ إزاي عرف إني رجعت مصر؟
بس في نفس الوقت… كنت مبسوط وفرحان انى لاقيت عمر.
قلت له بسرعة:
ـ “يااه يا عمر… والله كنت لسه بفكر فيك من يومين!”
ضحك وقال:
ـ “وانا كمان دايما بفكر فيك؟”
كلامه كان طبيعي… بس فيه حاجة غريبة في صوته. كأنه فى مكان بعيد… كأنه بيكلمني من مكان مقفول.
وفجأة… الخط قطع.
حاولت أتصل بيه… الموبايل كان مقفول.
قولت يمكن يمكن موبايله فصل شحن.
لكن الليلة اللي بعدها… وفي نفس التوقيت… الموبايل رن تاني.
ولما رديت… نفس الصوت. نفس الضحكة. نفس الإحساس الغريب.
المرة دي، كان فيه حاجة مختلفة.
لما رديت… سمعت صوته، بس كان فيه. ناس كتير بيتكلموا في وقت واحد، بكلام مش مفهوم.
قلت له بسرعة:
ـ “يا عمر… إيه الأصوات دي؟ مين معاك؟”
رد بسرعة، كأنه اتخض: وقال
ـ “متركزش معاهم… ركّز معايا أنا. أنا اللي بكلمك.”
صوته كان باين عليه خوف. مش بس غموض.
قلت له وأنا قلبي بيتنفض:
ـ “إنت فين يا عمر؟”
سكت… وبعدها قال:
ـ “أنا مش بعيد. أنا حوالَيك من زمان.”
ومن الليلة دي… بدأت الحكاية.
انظرو الجزء الثانى النهارده ان شاء الله
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية الغائب الحاضر)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)