رواية لأنكِ أنتِ كاملة – جميع الفصول في مكان واحد | بقلم شاهندة
رواية لأنكِ أنتِ كاملة – جميع الفصول في مكان واحد | بقلم شاهندة
رواية لأنكِ أنتِ هي رواية من الروايات القوية والرومانسية المميزة التي صدرت مؤخرًا وهي رواية للكاتبة المميزة والتي تعتبر رائدة في الروايات الرومانسية في الفترة الأخيرة الكاتبة شاهندة، ونوفر لكم الرواية كاملة اليوم للقراءة المباشرة على موقعنا بدون إعلانات وفي صفحة واحدة.
اقرأ ايضًا:

رواية لأنكِ أنتِ الفصل الأول
سيبها يا تميم سيبها رايح فين الحقيه بسرعة يا اسيل
جذبها بع..نف من ذراعها وهي تصر*خ كي يتركها وصعد بها للاعلي ر…غما عنها
دلف بها لغرفته ودفعها للداخل وأغلق الباب خلفه بالمفتاح واسيل تنادي عليه من الخارج:اهدي يا تميم عشان خاطري
داخل الغرفة
هتفت بغ*ضب:انت ازاي اههه
دفعها بع..نف تجاه الحائط وقيد يداها فوق راسها وهدر بع..نف:انتي ازاي تتكلمي كده مع جدي
كانت ستصرخ به لكنه وضع يده علي فمها وهو يمنعها من الحديث
حاولت سحب يديها لكنه ضغط عليهم بقوة جعلتها تتأ*لم وقال:معاش ولا كان اللي يرد علي جدي بالشكل ده حتي لو انتي يا غفران
اقترب من وجهها وهي اغمضت عينيها بتوتر:هتفضلي هنا حتي لو غصب عنك طول ما متمتيش السن القانوني مش هتسافري من البلد فاهمة
ابتعد عنها لتأخذ نفسها بتوتر اما هو فاكمل:تنزلي تعتذري من جدي وتبوسي ايده وراسه وتطلبي منه السماح قدام العيلة كلها
هتفت بضيق:ولو معملتش كده
جذبها ناحيته وقال:انا تاني واحد بعد جدي ميتكسرش كلامه هنا فاهمة
نظرت له بغضب ثم دفعته واقتربت من الباب وفتحته لتتفاجا باسيل امامها
اقتربت لتطمئن عليها لكنها دفعتها وخرجت من الغرفة
أما تميم فنظر لطيفها بغضب
في المساء
بالرغم من أن العائلة كانت مجتمعة على العشاء في تلك الليلة إلا أن غفران لم تكن معهم كان واضحًا أن الموقف الذي مرّت به مع تميم في الغرفة كان يؤثر عليها بشدة وكان من الصعب عليها أن تشارك في الجو العائلي
كان تميم جالسًا مع عمته بجانبها ابنتها آسيا التي تبلغ من العمر ١٩ وابنها نوح الذي يبلغ من العمر ٢٤ وعمه كمال وزوجته زينة وابنهم سليم البلغ من العمر ٢٨ وشقيقة تميم أسيل التي تبلغ من العمر ٢٢ إضافة إلى الجد فاروق
الجميع كان يأكل بهدوء عدا تميم الذي كان ينظر للاعي وهو ينتظر قدومها
في الخارج
كانت أضواء الحديقة خافتة
وقفت غفران عند المسبح ذراعاها معقودتان أمام صدرها تنظر إلى انعكاس الأضواء في الماء بشرود
لمحت ظلًا يقترب منها فاستدارت بسرعة لتجده تميم يقف خلفها نظراته حادة وخطواته ثابتة
قال ببرود وهو يقترب:
ـ مش المفروض تكوني على السفرة معانا؟ ولا انتي شايفة نفسك أكبر من العيلة كمان؟
نظرت إليه بضيق ثم ردّت بسخر..ية:
ـ ولا أنا شايفة نفسي ولا حاجة بس بعد اللي عملته فوق أنا مش قادرة اتعامل عادي كإن مفيش حاجة حصلت
اقترب أكثر ملامحه ازدادت قسو..ة وقال:
ـ اللي حصل فوق كان عشان تتعلمي تحترمي الكبير اللي إنتي عملتيه بطريقة مش كويسة.
هتفت بغضب وهي تشير إليه:
ـ “وانت اللي عملته فوق اسمه إيه؟ ده اسمه إها*نة وقلة احترام
تميم فقد أعصابه وصاح:
ـ أنا ماعملتش غير اللي المفروض يتعمل مع واحدة زيك فاكرة نفسك فوق الكل؟
اندفعت غفران لتدفعه وهي تصرخ:
ـ إبعد عني يا تميم
لكنه تراجع خطوة فتعثرت قدمها عند طرف المسبح واختل توازنها لتسقط في الماء دون أي مقدمات
صرخة قصيرة خرجت منها قبل أن تغمرها المياه
ظل تميم واقفًا في مكانه لم يستوعب ما حدث إلا عندما سمع صوت ارتطامها بالماء.
تراجع خطوة نظر نحو المسبح ببرود ثم تمتم بهدوء وهو يستدير:
ـ يمكن تتعلم تبطل عند
ثم تركها وغادر أما غفران فكانت تغوص أكثر وهي تصرخ بخوف:
ـ “تميم أنا مش بعرف أعوم الح قنيي
لكن تميم كان قد ابتعد بالفعل لم يسمع صرختها
كانت غفران تصارع الغرق المياه تملأ رئتيها
يدها ترتفع للحظة تطلب النجدة ثم تختفي.
غاص جسدها في المياه لم يكن لديها الوقت حتى لتلتقط أنفاسها كانت الصدمة أقوى من قدرتها على الاستيعاب.
فتحت فمها لتصرخ مجددا لكن المياه اندفعت إلى داخلها بدلًا من الصوت.
ذراعاها تحركتا بعشوائية تقاوم الغرق دون جدوى وقدماها تبحثان عن الأرض بلا فائدة حتي استسلم جسدها وغاص للاسفل
يتبع……..
رايكم
اختاروا اسم
رواية لأنكِ أنتِ الفصل الثاني
دلف نوح إلى الحديقة وهو منشغل بمكالمة هاتفية يضع الهاتف على أذنه ويهزّ رأسه بتوتر:
ـ أنا هقوله يا يزيد بس هو مش بيسمع الكلام
أيوه طبعًا هكلمه تاني
توقفت خطواته فجأة عندما مرّ بجانب المسبح حاجباه انعقدا وهو يلاحظ شيئًا غير مألوف.
أنزل الهاتف عن أذنه وحدّق جيدًا كانت هناك حركة خافتة تحت سطح الماء ثم رأى طرف فستانٍ يتمايل وسط الأمواج الراكدة.
شهق بصدمة وصرخ وهو يرمي الهاتف أرضًا:
ـ غفران
قفز في الماء دون تردد سبح بسرعة حتى وصل إليها ذراعاها كانت مرتخيتين ورأسها مائل للخلف ملامحها شاحبة وكأن الحياة تسربت منها أمسك بها بقوة وسحبها إلى الحافة ثم صعد بها وهو يلهث مستلقيًا إياها على الأرض وهو يصرخ:
ـ حد يلحقناااااا! حد يجيب الإسعاف
بدأ بمحاولة إنعاشها وهو يضغط على صدرها برعشة في أصابعه ينظر إلى وجهها المتجمد ويناديها بخشية:
ـ غفران فتحي عينيكي بالله
وسط صرخات نوح المرتعشة بدأ أفراد العائلة يتوافدون إلى الحديقة واحدًا تلو الآخر.
أسيل كانت أول من وصلت ركضت حافية القدمين عيناها تترنحان بين المسبح وغفران المسجاة على الأرض ركعت بجوار نوح وهي تبكي بلهفة:
ـ غفران غفران ردي عليا
كان نوح يضغط على صدرها مرة أخرى أنفاسه متقطعة ويده ترتجف وهو يحاول التنفس بانتظام ليتمكن من الاستمرار
جاء الجد فاروق مسرعًا يتكئ على عصاه ملامحه كانت ممتقعة وصوته خرج مهزوزًا:
ـ حصل إيه؟ غفران مالها؟!
اقترب تميم ببطء عيناه على جسدها الممدد ووجهه شاحب كمن صُدم بطعنة في صدره تمتم بهمس غير مصدّق:
ـ هي هي قالت ساعتها إنها ما بتعرفش تعوم وانا مركزتش
انكمش وجه تميم وتراجع خطوة كأن الكلمات سقطت عليه كالصاعقة نظر إلى غفران مرة أخرى ثم إلى يده وكأنها ارتكبت جر..يمة لا يدركها بعد.
الهواء بدأ يعود ببطء إلى صدر غفران صدرها يهتز تحت ضغطات نوح ثم فجأة سعلت بقوة وانبعثت المياه من فمها وهي تتنفس بقوة كأنها خرجت من عالم آخر.
شهقت أسيل بقوة وانهارت تبكي على صدرها بينما نوح غطى وجهه بيده وهو يلهث براحة وهو يتمتم بهدوء:
ـ الحمدلله الحمدلله يا رب.
جلس الجد فاروق على أقرب كرسي وهو يتمتم بشكر خافت لله.
أما تميم فظل واقفًا مكانه الصدمة تأكل ملامحه ببطء وعيناه لم تفارق وجهها الشاحب كانت على بعد ثوانٍ من الموت بسببه وهي لا تعرف حتى كيف تعوم
في الغرفة
كانت غفران مستلقية على السرير تغطّيها بطانية خفيفة أنفاسها لا تزال مضطربة من أثر الغرق
في الخارج ساد صمت ثقيل كأن الحديقة نفسها اختنقت بما حدث
دخلت أسيل الغرفة بهدوء تحمل كوبًا من النعناع ووضعته على المنضدة إلى جانب السرير.
“اشربي جسمك محتاج سوائل دافية” قالتها بأسى وهي تجلس بجوارها.
رفعت غفران عينيها إليها ثم همست بصوت مبحوح:
“محدش سألني وقعت إزاي؟”
نظرت أسيل إلى الأرض ثم ردّت:
“الكل قال إنك اتزحلقتي وأنا ماحبيتش أفتح كلام يضايقك.”
ظلت غفران صامتة للحظة ثم تمتمت:
“تمام.”
لم تتحدث أكثر لم تُخبرها أن تميم هو السبب كان بإمكانها أن تصرخ بالحقيقة أن تفضحه لكنها اختارت الصمت ربما لأنها خافت أن يُكذبها أحد أو لأنها ببساطة لا تريد أن تكون هي سبب تفكك هذه العائلة التي بالكاد بدأت تعرفها.
في صباح اليوم التالي
أشرقت الشمس بخجل تنسل خيوطها الدافئة عبر نوافذ الفيلا الواسعة كان البيت لا يزال هادئًا أغلب من فيه لم يستيقظ بعد لكن رائحة القهوة بدأت تعبق في الأجوا
دخلت غفران إلى المطبخ بهدوء، ترتدي بيجامة قطنية وشعرها مرفوع بعشوائية. نظرت حولها للحظات، قبل أن تتقدم نحو الغلاية وتملأها بالماء.
“صباح الخير”
جاء الصوت من الخلف فانتفضت قليلًا ثم التفتت لتجد نوح واقفًا عند باب المطبخ يحمل كوب قهوته ويبتسم
“يا ساتر… خوفتني”
قالتها وهي تضع يدها على صدرها.
ضحك وهو يدخل المطبخ ويقترب منها:
“ماهو أنتي داخلة زي الحرامية كده قولت أقولك صباح الخير بدل ما أزعق.”
ردت بابتسامة صغيرة :
“أنا اللي مفروض أزعق… بتدخل المطبخ قبلي؟”
رفع حاجبيه بمرح:
“أنا هنا من قبل ما الشمس تطلع اعملك قهوة؟ ولا لسه زعلانة من الحياة؟”
قهقهت بخفة رغمًا عنها ثم هزت رأسها:
“اعملي بس خفيفة مش عايزة قلبي يطير كفاية امبارح.”
بدأ نوح في إعداد فنجان لها بينما جلست هي على الكرسي الخشبي الصغير قرب الطاولة.
“إنت دايمًا كده بتصحى بدري؟”
سألته وهي تراقب حركاته.
ردّ وهو يسكب الماء الساخن:
“آه، عادة قديمة، زمان كنت بشتغل في شغل بيبدأ من الفجر الجسم اتبرمج خلاص.”
“واضح إنك نشيط زيادة عن اللزوم.”
قالتها بمزاح.
ناولها الفنجان بابتسامة:
“وإنتي واضحة إنك بدأت تفوقي ده تقدم كبير من بعد اللي حصل امبارح.”
نظرت له للحظة ثم همست وهي تمسك بالفنجان:
“شكرًا يا نوح لو مكنتش جيت في الوقت المناسب كان زماني…”
قاطعها سريعًا وهو يجلس على الطرف الآخر من الطاولة:
“ما تقوليش كده إنتي بخير وديه أهم حاجة… بس أمانة المرة الجاية ابعدي عن الميه شوية انتي بتخوّفي الواحد.”
ضحكت وهي تغطي فمها:
“ولا يهمك… مش ناوية أقرّب منها تاني كفاية اللي حصل.”
جلسا في صمت للحظة يتشاركان القهوة والدفء وكان ذلك الصباح أول مرة تبتسم فيها غفران من قلبها منذ وصولها إلى هذا البيت.
في المساء
كانت العائلة قد اجتمعت حول مائدة الطعام الجو العام هادئ لكن خلف الأطباق المتراصة والنظرات المتبادلة كان هناك شيء غير مرئي يثقل الأجواء جلس تميم على طرف السفرة نظراته متنقلة بين غفران التي تجلس مقابله وبين جده فاروق الذي يحاول تلطيف الأجواء بكلمات بسيطة وابتسامة هادئة.
كانت غفران تأكل بصمت وكأنها غير حاضرة تمامًا حتى قاطع صوت الهاتف المحمول ذلك الهدوء المربك ارتجف الهاتف على الطاولة أمامها فمدّت يدها وتصفّحت الشاشة بسرعة.
ـ “أيوه يا نوران”
ابتعدت قليلًا عن الطاولة وهي تتحدث نبرتها تغيّرت فيها شيء من الحياة والاهتمام وهو أمر لم يعتد عليه من حولها منذ ما حدث.
عادت بعد دقيقة وجلسَت لكن هذه المرة كان هناك ترقب في العيون.
رفع الجد فاروق حاجبه وسألها بهدوء:
ـ “فيه إيه يا بنتي؟”
ترددت للحظة ثم قالت بصوت خافت فيه شيء من الحسم:
ـ “صحبتي نوران.. النهاردة عيد ميلادها وعازماني على حفلة صغيرة كده في بيتهم… كنت ناوية أروح بعد العشا.”
ساد صمت قصير حتى قال تميم فجأة بنبرة حادة:
ـ “مش هتروحي.”
رفعت غفران نظرها إليه عيناها تحاول أن تبقي اتزانها لكنها لم تتكلم بل نظرت إلى الجد تنتظر رأيه.
وقبل أن تنطق بكلمة رفع الجد يده بهدوء وقال:
ـ “غفران كلامها مني أنا.”
عمّ المكان هدوء ثقيل وتحرك تميم في مقعده بضيق، بينما استمر الجد بنفس الهدوء والوقار:
ـ “طول ما أنا فيا نفس محدش يعلي صوته عليها… ومحدش يمنعها من اللي يفرّحها طول ما هو في حدود الأدب.”
ابتسمت غفران بخجل وهمست:
ـ “شكرًا يا جدو.”
هز الجد رأسه وقال بنبرة حازمة:
ـ “بس ترجعي قبل الساعة عشرة مفهوم؟”
ردّت فورًا:
ـ “أكيد.”
أما تميم فظلّ ينظر إليها بصمت في عينيه شيء أكثر من اعتراض
قبل أن تتحرك غفران من مكانها رفع الجد يده مرة أخرى وقال بصوت أكثر جدية:
ـ “بس في شرط يا غفران”
توقفت ونظرت إليه باستفهام بينما الجميع ينتظر ما سيقوله.
أكمل الجد:
ـ “تاخدي حد من ولاد العيلة معاكي.”
تحرك تميم في مكانه وكأنه يستعد للتطوع لكن غفران سبقته وقالت بسرعة وبابتسامة خفيفة:
ـ “نوح.”
في اللحظة التالية
اختنق نوح بلقمة في حلقه وبدأ يسعل بشدة بينما سليم اللي كان يجلس بجواره ضربه على ظهره وهو يضحك:
ـ “ده اسمه جزاء اللي بيقعد ساكت”
سعل نوح وقال بصوت مبحوح وهو يشرب الماء:
ـ “آه لا بجد أنا أنا مش كنت مستعد للحوار ده خالص.”
ضحك خفيف خرج من بعض أفراد العيلة حتى الجد فاروق ظهرت ابتسامة صغيرة على وجهه وهو يومئ بالموافقة:
ـ “خلاص نوح يوصلك ويرجعك وابقوا طمنوني لما توصلوا.”
هزت غفران رأسها وقالت برقة:
ـ “حاضر”
أما تميم فظلّ صامتًا نظره مثبت عليها وعلى نوح
لكن في عيون تميم كان هناك شي ليس مفهوم
ليست نظرة عدم ارتياح ولا اعتراض كأن بداخله صوت يقول:
ليه مش انا
كانت عقارب الساعة تقترب من السابعة مساءً، والبيت يسوده هدوء خفيف يسبق الحركة
في الأعلى
كانت غفران تقف أمام المرآة تنظر إلى انعكاسها بتردد تُعدل خصلات شعرها المفرودة على كتفيها
وتلتقط أنفاسها قبل أن تتجه نحو الباب.
ارتدت فستانًا بلون وردي ينسدل بنعومة علي جسدها
الفستان كان من النوع الذي ليس به الكثير من التفاصيل .
خامة ناعمة من الساتان الناعم بتنساب على جسدها
الجزء العلوي من الفستان كان مكشوف الكتفين بالكاد يغطي أعلى صدرها بخط ناعم مقوس يبرز رقبتها
كانت غفران ترتدي كعبٍ بسيط بلون اسود وحقيبة يد صغيرة تتدلى من كتفها
لم تضع الكثير من الزينة فقط لمسة خفيفة من الكحل وملمّع شفاه
جعلت ملامحها تبدو أكثر براءة مما هي عليه.
هبطت الدرج بهدوء خطواتها هادئة وصوت الكعب يُحدث رنينًا ناعمًا على درجات السلم
في الأسفل
كان نوح ينتظر وهو يتفحص هاتفه يرتدي قميصًا أبيض مفتوحًا من عند الياقة
وبنطالًا كحليًا أنيقًا شعره مصفف بعناية ورائحته تفوح بعطرٍ رجولي هادئ.
رفع رأسه حين سمع وقع خطواتها وللحظة تجمّد مكانه.
نظر إليها بانبهار واضح عيناه اتسعتا قليلًا وابتسامة صغيرة تشكّلت على طرف شفتيه قبل أن يتمتم بصوت خافت:
ـ “يا نهار أبيض”
تدلت غفران من آخر درجة ووقفت أمامه بثقة مصطنعة وقالت:
ـ “في حاجة؟”
رمش رمش كأنه يحاول ان يستيقظ من تأثير المشهد ثم حكّ مؤخرة رأسه وقال بخفة:
ـ “أه لا لا بس مش عارف أروح ولا أحجز فوتوسيشن بالشكل القمر ده.”
ضحكت غفران بهدوء وقالت:
ـ “خليك مركز بس مش معايا ده مجرد عيد ميلاد.”
ردّ بسرعة:
ـ “آه بس شكلك طالع كأننا رايحين مهرجان كان مش عيد ميلاد نوران”
في تلك اللحظة ظهر الجد فاروق من إحدى الغرف وألقى نظرة سريعة عليهما قبل أن يبتسم:
ـ “خلي بالك منها يا نوح.”
هز نوح رأسه باحترام وقال:
ـ “تحت أمرك يا جدو.”
ثم التفت إلى غفران وخرجا سويا
في الخارج
فتح نوح لها الباب قائلًا بنبرة خفيفة:
ـ “اتفضلي يا ست البنات.”
خرجت غفران بخطوات ثابتة لكن في قلبها كانت النبضات تتسارع… ربما لأنها تخرج لأول مرة منذ مدة وربما لأن نظرة نوح تلك لم تكن نظرة عادية أبدًا بالنسبة اليها
في السيارة:
كانت السيارة تشقّ طريقها في هدوء الليل، الأضواء تنعكس على الزجاج الأمامي والهواء المنعش يتسلل من النافذة المفتوحة قليلاً.
جلس نوح خلف المقود عينيه على الطريق وابتسامة خفيفة لا تفارقه
أما غفران فكانت تتابع الطريق بصمت قبل أن يقطع الصمت صوته الهادئ:
ـ “تعرفي إنك لما تضحكي الدنيا بتروق؟”
نظرت إليه بسرعة وهي ترفع حاجبها:
ـ “يعني قبل كده كنت مكتئبة مثلاً؟”
ضحك:
ـ “مش اكتئاب بس الجو كان كئيب وإنتي اللي غيرتيه.”
هزّت رأسها وهي تنظر للأمام:
ـ “بلاش الكلام المعسول ده يا نوح مش لايق عليك.”
غمز لها بعيناه وقال:
ـ “ده أنا عندي كلام يدوّب جبل التلج اللي بينك وبين تميم.”
ابتسمت بسخرية:
ـ “جبل تلج؟ ده تميم محتاج نار جهنم نفسها تسيحه.”
قهقه نوح وقال:
ـ “طب الحمد لله إني مش هو… عشان أعرف أضحّكك على الأقل.”
هزّت رأسها بخفة ولم تعلق.
كان الجو هادئًا ليل ناعم يتهادى على الأسفلت إلى أن ضغط نوح فجأة على الفرامل بقوة فاصطدمت أجسادهم بالمقاعد للأمام وغفران صرخت:
ـ “إيه ده إيه اللي حصل؟”
أشار نوح إلى الأمام وهو يلهث:
ـ “في حد مرمي في نص الطريق”
نزل بسرعة من السيارة وركض باتجاه الجسد الملقى عيونه تتفحّص الملامح المشوشة في الظلام بدا وكأنه شاب في العشرينات قميصه ممزق ووجهه متسخ ومليء بالكدمات.
اقترب نوح أكثر يمد يده ليتأكد من نبضه…
فجأة صرخت غفران من داخل السيارة:
ـ “نوووح خـلي بالك”
استدار نوح بسرعة لكن فوات الأوان
يد قوية سحبته من الخلف وسكين باردة التصقت بعنقه.
جفّ حلقه وارتجفت يداه وعيناه توسعتا
صوت غليظ همس في أذنه:
ـ “ولا كلمة ولا نفس و……”
يتبع
رواية لأنكِ أنتِ الفصل الثالث
3
لأنكِ_أنتِ
استدار نوح بسرعة لكن فوات الأوان
يد قوية سحبته من الخلف وسكين باردة التصقت بعنقه.
جفّ حلقه وارتجفت يداه وعيناه توسعتا
صوت غليظ همس في أذنه:
ـ “ولا كلمة ولا نفس ”
صرخت غفران بر*عب ونزلت من السيارة وهي تركض باتجاه لكن ذلك الشاب الذي كان ملقي علي الارض وقف لتتفاجا به وهو يمسكها ويقيدها
صرخت غفران من داخل السيارة:
ـ “نوووح خلي بالك”
استدار نوح بسرعة لكن قد فات الأوان يد قوية سحبته من الخلف وسك*ين باردة التصقت بعنقه جفّ حلقه وارتجفت يداه واتسعت عيناه في ذهول
صوت غليظ همس في أذنه:
ـ “ولا كلمة ولا حركة ولا نفس طلع كل اللي معاك.”
ابتلع نوح ريقه بصعوبة وببطء مدّ يده إلى جيبه أخرج محفظته وهاتفه ثم خلع ساعته أيضًا.
ـ “خد خد كل حاجة بس سيبنا فحالنا.”
في تلك اللحظة كانت غفران تحاول التحرر من قبضة الشاب الآخر الذي باغتها بإخراج سكين حاد وضعه على رقبتها وهو يهمس بغضب:
ـ “ثانية كمان وهقط*علك رقبتك”
صرخت غفران وهي ترتجف ونوح صاح:
ـ “سيبها خدو كل اللي انتو عايزينه بس سيبوها”
الرجل الذي يمسك نوح خ*طف ما معه ودفعه بقوة فتراجع نوح مترنّحًا أما غفران فحين تحركت قليلًا في محاولة يائسة للهر*ب انزلقت يد السا*رق بالسكين فخدش رقبتها جر*حًا بسيطًا ثم دفعها بع*نف باتجاه نوح.
اصطدمت به وسقطا سويًا على الأرض بينما الاثنان الآخران ركضا نحو السيارة ركباها بسرعة وانطلقا تاركين خلفهم نوح وغفران في الظلام مصدومَين وقلبيهما ينبضان كطبول الحرب
رفعت غفران رأسها ببطء من حضن نوح أنفاسها متقطعة وشعرها المبعثر يتدلّى على وجهها يحجب نصف ملامحها المرتبكة كانت عيناها زائغتين يملؤهما الذهول ودمعة مترددة تتلألأ في طرف إحداهما.
كان نوح يحدّق بها بصمت نظراته ممتزجة بين القلق والذهول لكن ثمة شيء خفيّ في عينيه شيء دافئ كأنّه يطمئنها دون أن ينطق بكلمة.
أزاحت شعرها عن وجهها بيد مرتعشة وحدّقت فيه للحظات قبل أن تنتفض فجأة وكأنّما أدركت ما حدث للتو نهضت بسرعة تتلفّت حولها بعينين تائهتين تبحث عن السيارة عن أثر عن تفسير.
قالت بصوت مبحوح:
ـ “مستحيل اللي حصل ده مستحيل”
وقف نوح هو الآخر يضغط على ذراعه المجروح لكنّه لم يُظهر الألم ونظر إليها بهدوء:
ـ “إنتي كويسة؟ د*مك”
رفعت يدها إلى رقبتها لامست الجر..ح وحين رأت أثر الد..م على أصابعها اتسعت عيناها في ذهول:
ـ “أنا اتعو..رت قوي؟”
ـ “جرح بسيط الحمد لله إنك بخير.”
ساد بينهما صمت ثقيل لم يقطعه سوى أنفاسهما المتلاحقة وصوت الريح الباردة التي أخذت تلفح وجهيهما.
قالت غفران بعد لحظة وهي تنظر حولها في حسرة:
ـ “موبايلك راح.”
أومأ نوح برأسه وقال بصوت منخفض:
ـ “إحنا راح مننا كل حاجة”
تبادلا نظرات قصيرة مليئة بما لا يُقال واقفين في منتصف الطريق وحيدَين بين خوف لم يهدأ بعد
وأمانٍ سُلب منهم في لحظة.
ظلّا واقفَين وسط الطريق يلفّهما السكون والبرد والظلام لا سيارة لا هاتف
التفتت غفران إلى نوح وعيناها تبحثان عن حل عن خطوة تالية لكنها لم تنطق هو بدوره ظل صامتًا ينظر إلى الطريق الفارغ أمامه ثم قال بصوت هادئ لكنه حاسم:
ـ “لازم نمشي نكمل لحد ما نوصل الشارع العمومي.”
نظرت إليه ثم سألته بتردد:
ـ “قد إيه يعني؟”
رد وهو يشير بيده في الاتجاه:
ـ “حوالي تلاتة كيلومتر يعني.”
شهقت غفران بخفوت:
ـ “كل ده؟”
ابتسم ابتسامة باهتة وهو يحاول ان يهون عليها:
ـ “أهو أحسن من الوقفة هنا… نمشي، على الأقل هنحس إننا بنعمل حاجة.”
هزّت رأسها بالموافقة دون كلمة وبدأ الاثنان في السير بصمت خطواتهما كانت ثقيلة تتكسر تحتها الحصى يتبادلان النظرات من حين لآخر دون حديث فقط صوت خطواتهما والريح الباردة التي تعبر الطريق.
بعد دقائق من السير
قطع نوح الصمت فجأة بصوت منخفض وكأنه يفكر بصوت عالٍ:
ـ “هو إنتي ليه عايزة تسافري؟”
توقفت غفران عن المشي لثانية وكأن السؤال باغتها ثم نظرت له دون إجابة نظراتها أصبحت أكثر حدة وكأنها تحاول أن تختار كلماتها بعناية أو ربما تقرر إن كانت ستجيبه أصلًا.
أخفضت غفران بصرها لوهلة وكأنها تحاول الهروب من الإجابة
وفجأة كسر صوتٍ حادٍ هدوء اللحظة.
ـ “آه”
كُسر كعب الحذاء واختل توازنها كانت على وشك السقوط لكن يد نوح امتدت بسرعة أمسك بها قبل أن ترتطم بالأرض جذبها إليه بقوة حتى وجدت نفسها بين ذراعيه قريبة منه
كان صدره يعلو ويهبط من أثر اللحظة وعيناه مغلقتان كأنه يحاول أن يحتفظ بها أطول وقت ممكن.
ثم…
قطرة.
ثانية.
ثالثة.
بدأت المطر يهطل خفيف في البداية حتي اشتد
فتحت غفران عينيها ببطء، كانت لا تزال بين ذراعيه تشعر بحرارة جسده تتناقض مع برودة المطر لكن قلبها هو الآخر كان يضج بحرارة أخرى شيء غريب
ابتعد نوح قليلًا ببطء وكأنه لا يريد فعل ذلك وقال وهو ينظر إليها نظرة هادئة لكنها عميقة:
ـ “انتِ تمام؟”
أومأت برأسها تحاول استجماع توازنها ثم قالت وهي تضحك ضحكة خافتة مكسورة بنبض القلق:
ـ “واضح إن الليلة مش هتعدي كده.”
ضحك بدوره وهو يزيح خصلات شعرها المبللة عن وجهها دون وعي ثم قال:
ـ “بس هتعدي وعد.”
كان المطر يزداد شدة والملابس بدأت تلتصق بأجسادهما لكن لا أحد منهما اهتم كأن هذا البلل غسيل لأرواحهم المثقلة
ثم فجأة وسط ذلك الصمت المتوتر والرذاذ المتسارع ظهرت أضواء سيارة من بعيد.
نظرت غفران إلى الأضواء ثم إلى نوح قلبها ينبض بعنف لا تدري إن كانت تلك نجدة أم بداية خطر جديد
قال نوح بصوت خافت نبرة حذرة:
ـ “تعالي ورايا خلينا نوقفها بس بحذر.”
اقتربت منه دون تردد تمسكت بذراعه كانت نظرتها تقول كل شيء: “أنا واثقة فيك بس خايفة.”
توقفت السيارة على بعد أمتار والمصابيح الأمامية تسطع عليهما كأنها تكشف سرهما للعالم.
وقف نوح أمام غفران قليلاً يحاول حمايتها بجسده دون أن يلفت الانتباه ثم لوّح بيده للسائق بحذر
الزجاج الأمامي للسيارة كان مبللًا والرؤية ضبابية ثم انخفض الزجاج ببطء.
ظهر رجل في منتصف الأربعينات ملامحه غليظة ونظراته فاحصة تطلّع إليهما لحظة قبل أن يتحدث:
ـ “في إيه؟ محتاجين مساعدة؟”
تقدم نوح خطوة وقال بثبات رغم المطر الذي بلل شعره ووجهه:
ـ “عربيتنا اتسر*قت في الطريق وبقينا ماشيين على رجُلنا ممكن توصلنا لأقرب شارع عمومي؟”
نظر الرجل إليهما نظرة طويلة ثم قال وهو يفتح الباب الخلفي:”اركبوا.”
كانت غفران تمشي حافية تمسك الحذاء بكفها بينما يدها الأخرى تحاول أن تمنع شعرها المبلل من السقوط على وجهها
الأرض تحت قدميها كانت باردة تتخللها حصى صغير يزعجها لكنها لم تشكُو فقط تنظر أمامها بصمت.
نوح كان يسير بجانبها يلتفت إليها بين الحين والآخر ثم فجأة قال بنبرة خفيفة مازحة:
ـ “يعني من أول ما شوفتك وأنا حاسس إنك بنت مغامرات بس ماكنتش متخيل إننا نوصل لمرحلة المشي حافيين في عز البرد ده.”
ضحكت غفران بخفة رغماً عنها وقالت:
ـ “ما تقولش كده هتخلي الناس تفتكرني أنا اللي سحبتك ومشيتك كده معايا.”
هتف نوح بنبرة مازحة النبرة:
ـ ” ما تقلقيش لما نرجع البيت هنكتب كتاب نبيعه نسميه: ‘كيف تمشي حافياً وتنجو من مجرمين وعاصفة ومطر بدون GPS.”
قالت وهي تضحك بشدة:
ـ “وسيبلك مهمة الغلاف تحط فيه صورتك وأنت بتكلم في الهوا كأنك بترتب خطة إنقاذ.”
ـ “أكيد، وهكتب تحته: تحذير لا تجرب هذا مع بنت خالتك ”
كانا يضحكان وسط الطريق رغم البرد رغم الألم في قدمها رغم الجرح في ذراعه كان هناك دفء لا يشبه أي شيء آخر.
توقفت غفران للوهلة نظرت إليه وقالت بهدوء:
ـ “عارف رغم كل اللي حصل مش ندمانة إني كنت معاك.”
ابتسم نوح ابتسامة هادئة عميقة ثم قال بصوت منخفض:
ـ “وأنا كمان.”
ثم تابع وهو ينظر للأمام:
ـ “بس بجد أول ما نرجع أنا هشتري لك جزمة برباط الهيلز ده خطر عليكي.”
كان المطر قد خف وخطواتهما صارت أبطأ مجهدة لكن أمام البيت تنفّسا الصعداء وأخيرًا وصلوا.
غفران كانت ما زالت حافية تمسك الحذاء بكفّها بينما نوح يفتح الباب بالمفتاح بهدوء لم ينتبها لشيء، لم يلتفتا للخلف لكن خلفهما على بُعد أمتار وسط ظلال الأشجار كان هناك من يراقبهما بصمت عينان تلمعان وسط الظلمة يتابعهما وهما يدخلان ثم يختفي.
فتح نوح الباب ودخلا بخطوات مرهقة وصوت انغلاق الباب كان كأنه إعلان النهاية أو البداية.
في الداخل
كان الجد فاروق واقفًا في الصالة وقبل أن ينطق بكلمة تجمّد في مكانه وهو يراهم.
غفران مبللة من الرأس حتى القدمين شعرها ملتصق بوجهها على رقبتها بقعة د*م جافة ووجهها شاحب وذراع نوح يقطر د*مًا من الجر*ح وملابسه ممز*قة بعض الشيء.
صرخ الجد:
ـ “إنتو إيه اللي حصل لكم؟! في إيه؟!”
اقترب بخطوات مسرعة متكئًا على عصاه وملامحه متجعدة بالقلق.
قال نوح بسرعة وهو يحاول احتواء الموقف:
ـ “إحنا بخير يا جدو بس اتسرقنا كنا راجعين و واتطرينا نمشي مسافة طويلة لحد ما رجعنا.”
غفران لم تنطق فقط كانت تتنفس بصعوبة وتحاول أن تبدو متماسكة.
من فوق السلم ظهر تميم عابس الوجه نظر إليهما من أعلى دون كلمة عيناه كانت تمتلئ بالضيق نظر مطوّلًا لغفران ثم لنوح ثم عاد بنظره نحو الأسفل.
قال الجد بحدة:
ـ “اطلعوا فورًا غيروا هدومكم ونظفوا الجر*وح هاتبردوا بالشكل ده!”
هزّ نوح رأسه التفت لغفران وقال بهدوء:
ـ “يلا.”
صعدا السلم سويًا خطواتهما بطيئة مرهقة وكل منهما يحمل على كتفيه أكثر من التعب يحمل أسئلة
لكن لا أحد منهما كان يعلم أن خلف الباب
في الخارج الظل لم يختفِي
بل كان لا يزال هناك يراقب الباب المغلق ثم تراجع بهدوء واختفى في الممر الجانبي للبيت
دلفت غفران لغرفتها مدت يدها نحو المرآة تتأمل ملامح وجهها المتعبة شعور غريب كان بيغمرها
تخلصت من ملابسها ودلفت للحمام غسلت وجهها وغيرت ملابسها لبيجامة قطنية مريحة وسرّحت شعرها
فتحت البلكونة وأخذت نفس عميق ملامح الشارع كانت هادئة لكن قلبها كان مليء بالتساؤلات مدت يديها على الحافة وكانت الرياح الباردة تلفح وجهها وقفت لحظات في صمت تفكر في كل شيء ثم عادت إلى السرير استلقت وهي تغمض عيناها
بعد فترة
كان الهدوء في الغرفة يحيط بكل شيء غفران كانت نائمة وعينيها شبه مغلقة فجأة شعرت برائحة غريبة رائحة عطر ذلك العطر ليس غريبا عليها .
فتحت عينيها ببطء وبدأت تتحسس الغرفة بعينيها المرهقتين وكل شيء كان هادي إلا في زاوية الغرفة كان هناك ظل شخص واقف تجمدت في مكانها قلبها دق بعنف ولسانها كان على وشك يصرخ لكن قبل ما تنطق بكلمة شعرت بيد قوية تلتف حول فمها واليد التانية تحكم يداها بقوة
همس في أذنها بصوت غليظ:
ـ “مكنش قدامي غير الطريقة ديه عشان أشوفك كل مرة أحاول أكلمك ما ترديش، تعملي بلوك بتتهربي ليه؟”
نزلت دموعها من عينيها بسرعة قلبها كان يكاد يخرج من مكانه تحاول وتقاوم لكنه كان يمسكها بها بقوة
كانت في حالة من الرعب والصدمة. همس لها مرّة تانية:
ـ “أنا بحبك ليه مش قادرة تفهمي ده؟”
مال بجسده ناحية وجهها ليقبلها لكن غفران جمعّت كل قوتها وركلته بقدمها بكل ما لديها من قوة
صرخت:”الحقوووو!”
لم يستطع أن يتحمل ردة فعلها فعاد بسرعة ليضر*بها على وجهها بقوة صوت الصفعة كان مدويًا في الأرجاء غفران شعرت بألمٍ قاسي وأخذت تحاول مقاومته بكل ما تبقى لها من قوة لكنه كان أسرع ووضع يده على فمها مرة أخرى ليكتم صراخها.
كان على وشك أن يقترب منها أكثر
لكن فتح الباب بقوة ودلف نوح إلى الغرفة
عينيه مشتعلة بالغضب وقلبه يكاد يخرج من مكانه من شدة الانفعال رأى ما يحدث أمامه في لحظة ولم يتردد اندفع نحو الرجل بأقصى سرعة وكأن كل شيء في جسده اشتعل
اقترب نحو نحوه ودفعه بعيدا عن غفران وبدأ بضر*به
وسط العراك العن…يف بين نوح والشاب كانت غفران تحاول منع نوح وابعاده لكن في لحظة تهور دفعها ذلك الشاب بقوة ليرتطم راسها وجسدها بالحائط بقوة
ندى نوح لها برعب لكن الشاب دفعه بقوة وخرج من الشرفه
نظر نوح لغفران وقال بخوف :
ـ “غفران!!”
كانت تفتح عينيها بصعوبة وكل شي حولها يهتز
كان نوح لا يزال منحنياً فوق غفران يستعد لحملها بذراعين مرتجفتين حين دوّى صوت حاد من خلفه:
“إنت إزاي تعمل فيها كده؟”
استدار نوح بغتة وملامح الدهشة على وجهه
تميم كان واقفاً عند باب الغرفة عيناه مشتعلتان بالاتهام وأنفاسه متلاحقة.
— “تميم؟ إنت بتقول إيه؟”
اقترب تميم بخطوات متوترة ومدّ يده ليدفع نوح بعيداً عن غفران لكن نوح وقف فجأة حاجزاً الطريق أمامه.
— “ابعد عنها دلوقتي مش وقته”
تميم صرخ والغضب يتفجّر من صوته:
— “أنا سمعت صوتها ولما دخلت لقيتك فوقيها كنت ناوي تعمل فيها إيه يا نوح؟”
نظر نوح إليه بذهول ثم صرخ بعنف وهو يشد قبضته:
— “إنت إزاي تقول كده يا حيوان؟ إنت اتجننت؟!”
وفي اللحظة التي كان نوح على وشك أن يلكمه دلف الجد فاروق الغرفة بسرعة وصاح بقوة:
— “كفايـــــــــة”
تجمّد كلاهما في مكانه والجد يحدّق بهما بعينين غاضبتين وجّه نظره نحو تميم وقال بنبرة صارمة:
— “إنت إزاي تقول كده على نوح؟ دا نوح أنضف وأشرف من إنك تشك فيه أصلاً.”
لكن تميم لم يتراجع بل رفع رأسه بثقة وقال ببرود:
— “اسأل حفيدتك لما تصحى شافت مين أول ما فتحت عنيها؟ ”
ثم أدار ظهره وخرج من الغرفة بخطوات غاضبة تاركاً وراءه جواً من التوتر والقلق.
نوح الذي كان واقفاً في ذهول
نظر إلى جده وصوته مبحوح:
— “أنا… أنا ما كنتش هأذيها… كنت بحاول أنقذها بس.”
اقترب الجد ووضع يده على كتف نوح برفق وقال بهدوء قلق:
— “عارف يا ابني… بس لازم نعرف كل اللي حصل لما تفوق وتتكلم.”
في صباح اليوم التالي اجتمع أفراد العائلة على مائدة الإفطار الجو كان مشحوناً بالصمت نظرات متبادلة بين تميم والجد وقلق خفي في عيني نوح الذي جلس في مكانه شارداً.
غفران لم تكن قد نزلت بعد.
وفجأة سُمِع صوت خطوات على السلم فتوجّهت الأنظار نحو الباب كانت غفران تنزل بهدوء وجهها شاحب وعينيها متورمتين كأنها لم تنم وقفت عند مدخل السفرة ثم تقدّمت بخطوات مترددة.
نوح نهض فوراً من مكانه ونظراته تتفحّص ملامحها بقلق
لاحظ شيئاً في عينيها نظرة مختلفة مليئة بالخوف والرفض اقترب منها خطوة مدّ يده وهو يقول بلطف:
— “غفران إنتي كويسة؟”
لكنها فجأة رفعت يدها ودفعته بقوة فترنّح خطوة للوراء وهي تصرخ:
— “إياك تقرب مني مش كفاية اللي كنت هتعمله امبارح؟!”
ساد الصمت
كل العيون اتجهت نحوها علامات الصدمة بادية على الوجوه تميم رفع حاجبه بانتصار
بينما الجد وقف من مكانه ببطء والدهشة تعلو ملامحه
نوح كان واقفاً في مكانه لم يستطع التحرك
“غفران أنا؟! إنتي بتقولي إيه؟”
لكنها أدارت وجهها بسرعة وعيونها تلمع بدموع مكبوتة ثم مشت بعيد عنهم تاركة نوح واقفاً وحده وسط نظرات الاستغراب والاتهام.
رايكم + توقعاتكم للي حصل + لو التفاعل حلو هنزلكم مشهد من الجديد يوضحلكم اللي حصل بس عايزة أعرف توقعاتكم
رواية لأنكِ أنتِ الفصل الرابع
غفران كانت ما زالت في سيارتها يداها ترتجفان على المقود ودموعها تغسل وجهها دون توقف حاولت أن تلتقط أنفاسها لكن الاختناق في صدرها كان أقوى
أخذت نفساً عميقاً ثم شهقت فجأة وهي تضرب المقود بكفّيها وصرخت بصوت مخنوق:
— “إزاي يعمل فيا كده؟”
انهمرت دموعها فجأة وهي تغمض عينيها بقوة والمشهد يعاودها رغماً عنها.
فلاش باك
استفاقت على لمسة دافئة تهزّها برفق فتحت عينيها في ارتباك أحست بجسدها مكشوفاً رغم الغطاء الذي كان يُغطيها نظرت حولها ببطء وتجمّدت نظراتها على تميم الذي كان يقف بجانب السرير ملامحه مترددة وقلقة.
همست بصوت مبحوح بالكاد تسمع نفسها:
— “أنا أنا كده إزاي؟”
اقترب تميم منها خطوة وصوته هادئ وهو يحاول طمأنتها:
— “اهدي أنا سمعتك وانتي بتنادي بس اترددت أدخل ولما سمعت صوت خبط دخلت.”
صمت لوهلة ثم أكمل بنبرة أقرب للهمس:
— “لقيتك كده… و… نوح كان فوقك.”
هزّت رأسها وهي تدمع وعينها تتّسع في إنكار:
— “كداب نوح ما يعملش كده!”
أشار تميم نحوها بإيماءة سريعة وقال بعصبية مكتومة:
— “أنا جبت جدي بس هو أنكر كالعادة عمل فيها البريء وقال كان بيساعدك بس أنا شفت شفت اللي حصل.”
غفران نظرت إلى جسدها وأبعدت الغطاء ببطء كانت هناك علامات واضحة على رقبتها كدمات وخدوش خفيفة رفعت يدها لتلمسها وجسدها كله يرتجف
انهارت دموعها وهي تهمس لنفسها:
— “إزاي يعمل فيا كده…”
نهاية الفلاش باك
ظلت غفران صامتة لثوانٍ وصوت أنفاسها المتقطعة يملأ السيارة ثم فجأة فتحت عينيها واتسعتا كأن شرارة وعي ضربتها
هزّت رأسها بقوة وهمست:
— “لأ لأ نوح مش كده”
رفعت نظرها إلى المرآة وعيناها مليئتان بالإصرار:
— “نوح مستحيل يعمل كده… مستحيل”
أدارت المحرك بيد مرتجفة ثم ضغطت على دواسة البنزين بقوة وقلبها ينبض بقرار واحد واضح:
لازم أواجهه… لازم أسمع منه بنفسي.
عند تميم
كان يجلس في غرفته ضوء خافت ينير المكان وابتسامة صغيرة مرسومة على وجهه فيها رضا خبيث رفع عينه ونظر للسقف وهو يتذكر
فلاش باك
كان المنزل هادي بعد ما حدث لم يكن هناك سواه
مشي بخفة باتجاة غرفتها فتح الباب بهدوء قلبه ينبض بقوة ولكن ليس من توتر بل من ما سيفعله اقترب منها كانت نايمة ملامحها هادئة أخرج منديل من جيبة ووضعه علي وجهها لثواني ثم ابعده نظر لها اخيرا ثم مد يده وبدأ بفك ازرار بيجامتها والتخلص منها حتي راي جسدها بوضوح
يداه سارت علي منحنياتها ولم يكتفي بذلك بل ازال جميع ملابسها حتي اصبحت عا***رية امامه اقترب منها وهو يصعد علي الفراش فوقها واقترب من رقبتها ثم عضها بقوة ومرر اظافره بقوة علي جلدها وبرغم ذلك سمع صوت انينها وهي تتألم
لم يبالي بذلك وكان من ضمن خطته هو ان يترك تلك العلامات فقط علبها لكنه شعر برغبة مميته بها امسك يديها بقوة وهو يثبتها علي السرير كانها كانت تقاومه وبدأ بتقبيلها حتي ابتعد عنها وهو يلهث ويقول:”كفاية دلوقتي بس وعد هتكوني في حضني وقريب”لم يكتفي تميم بفعلته القذ*رة فهو كان يعلمها ويعلم أنها لن تصدقه وانها سترفض ما سيقوله
أخرج هاتفه وفتح الكاميرا وبدأ بتصويرها من زوايا مختلفة وهي نائمة ومكشوفة ثم ابتسم وخرج من الغرفة بعد أن وضع الغطاء علي جسدها لكي يخفيه بتلك العلامات عليه
في المنزل
دلفت غفران وهي تبحث عنه وقبلها يخفق بشده حتي سمعت
عمران بقوة:”أنا عايز أفهم يا غفران ليه قولتي كده عن نوح انا واثق ومتأكد أن نوح ميعملش كده”
هتفت غفران بضيا*ع:”أنا نفسي مش فاهمة وعايزة اتكلم معاه وهو مش هنا متعرفش هو فين”
هتف عمران بتعب:”لما بيكون مخنوق بيقعد لوحده”
_”متعرفش هو فين”هتفت بها غفران باستفهام فقال:”فيه عمارة في ………كاتب كل شقة فيها باسميكم اكيد هو هناك فيها”
مد عمران لها مفتاح وهو يقول:”خلي بالك هو متعصب ومش هيكون قابل كلام المفتاح اهو لو هتروحيله بس برأيي بلاش دلوقتي”
لم تنتظر غفران ان يكمل بل اخذت المفتاح وخرجت من المنزل
بعد ساعة
بشقة نوح
كان المكان بأكمله مرعب بعد أن دمره كان غا*ضب بشده
بشقة نوح كان الظلام يخيّم على المكان رغم أن الوقت لم يكن ليلًا الستائر مغلقة والهواء في الداخل ثقيل ومشحون وكأن الغضب قد تسرّب في كل زاوية
غفران فتحت الباب ببطء قلبها يضرب بجنون والمفتاح ما زال في يدها دلفت بخطوات مترددة تلتفت حولها وكل شيء كان ينطق بفوضى مشاعره طاولة مقلوبة كوب مهشم وجدار عليه آثار قبضته
ثم لمحته…
يقف في منتصف الغرفة ضهره اليها واكتافه مشدودة عندما سمع صوتها استدار بسرعة.
قالت بصوت مرتجف:
“نوح إحلفلي إنك ما عملتش كده.”
نظرلها وعيناه مشتعلة وقال بحدة:
— “إحلفلك؟ إنتي بتسأليني أنا؟”
وفجأة وبدون سابق إنذار اندفع نحوها ودفعها بقوة على الكرسي
شهقت غفران من المفاجأة وحاولت الوقوف لكن نوح سبقها وقبض علي يديها بعنف وثبّتها مكانها
صوته خرج حاد:
— “أنا قربت منك صح؟”
هتفت غفران بعينين دامعتين تحاول سحب يديها وتقاوم:
“فيه علامات… على رقبتي يا نوح وإنت كنت…”
قاطعها بصوت هادر صرخ كأنه ينفجر:
— “عملت كده صح أنا اللي سبتلك العلامات أنا اللي قربت منك أنا اللي…”
صمت فجأة صدره بيعلو ويهبط من شدة الغضب لكن عينياه كانت بهما شيء مختلف
وفجأة اقترب منها بسرعة
شهقت غفران بخفوت وقبل أن تستوعب ما يحدث كان قد أمسك وجهها بين يديه بقسوة وجذبها إليه وقبّلها.
كانت قبلة خالية من الحنان مليئة بالمرارة مشتعلة بالغضب والخذلان وكأنها عقا*ب وكأنه يقول: “أهكذا تريني؟ إذًا خذي ما تتوقعينه”
اتسعت عيناها من الصدمة وانهمرت دموعها دفعة واحدة حارّة كأنها تحاول إخماد النار التي اشتعلت في تلك اللحظة.
جسدها تصلّب وشفاهها ارتجفت لكنها رغم كل شيء تحركت رغماً عنها وكأنها لا تزال تحفظ ملامح قبلاته وكأنها اعتادت قربه.
حاولت دفعه وراحت يداها المرتجفتان تضغطان على صدره لكن قبضته لم تلن وكأنه غارق في لحظة سوداوية لا فكاك منها
ثم فجأة كأنما فاق من غيبوبته تركها.
تراجعت خطوة للوراء أنفاسها متقطعة وشفاهها لا تزال مرتجفة وموضع يديه على وجهها يؤلمها أكثر من الكلمات
تراجع عنها فجأة ودفعها بقسوة ارتطمت أطرافها بحافة الطاولة المكسورة وارتجف جسدها من الصدمة وقفت تنظر إليه وشفاهها المرتجفة تقطر بقطرة د*م بينما دموعها انسابت دون توقف،
أما هو فكان كالعاصفة يتنفس بصعوبة وعيناه مشتعلتان كأن النار تنفث من داخله.
أشار إلى فمها وهو يصرخ بغضب: “العلامة أهي دي أول وآخر علامة تشوفيها مني”
اقترب منها خطوة وجهه محتقن وصوته أثقل: “ولو كنت عايز أعمل فيكي حاجة كنت عملتها وإنتي فايقة وغصب عنك زي دلوقتي”
شهقت غفران وارتجفت شفتاها وهي تحاول أن تهمس بشيء لكن صوتها خذلها فكل ما نطقت به كان أنينًا باكيًا.
دموعها كانت تنهمر وكتفاها يهتزان من شدة قهرها لكنه لم يرحمها.
صرخ بصوت ملأ المكان: “اطلعي برا يا غفران!! برااا!!”
ارتعشت قدماها ووقفت للحظة عاجزة عن الحراك ثم استدارت ببطء وكأنها تجرّ جسدها وراء قلبها المنكسر وخرجت دون أن تلتفت
في البيت
دلفت غفران بخطوات متعثرة وجهها شاحب ودموعها ما زالت تبلل خديها وشفاهها المرتجفة كانت منتفخة رفعت عينيها بصعوبة لتجد تميم جالسًا في صالة البيت مع جدها وجهه هادئ كأن شيئًا لم يحدث وصوته يخرج بثقة باردة.
قال الجد بصوت غاضب مبحوح: “تميم إنت مش شايف اللي بيحصل؟ البنت حالتها منهارة مش وقت الكلام ده خالص”
رد تميم بنبرة واثقة وهو ينظر ناحية غفران: “عشان كده بقولك يا جدو أنا عايز أتجوز غفران.”
اتسعت عيناها، وكأن صدمة جديدة ضر*بتها صرخت بصوت مبحو*ح غاضب: “إيه إنت اتجننت أنا مش عايزاك يا تميم ومستحيل أتجوزك!”
وقف تميم فجأة ونظر لها نظرة فيها خليط من التحدي والإصرار: “غفران ممكن نتكلم لوحدنا؟”
هزت رأسها بقوة تراجعت خطوة كأنها تهرب منه لكن الجد قال بنبرة صارمة: “اطلعي معاه فوق اسمعيه وبعدها قرري.”
نظرت إلى جدها بحزن ثم إلى تميم وقلبها ينز*ف لكنها في النهاية مشت من أمامه وصعدت للاعلي وتميم لحقها بصمت.
في الطابق العلوي
دخلت غرفتها أولًا وهو أغلق الباب خلفه والهواء مشحون بينهما.
كانت تقف بعيدة عنه وهي موجهة وجهها للأسفل بينما هو اقترب منها بخطوات واثقة.
قالت له غفران بصوت ضعيف لكنها حازم:”أنا مش عايزة أتجوزك مش هقدر أعيش معاك.”
وفجأة أمسك بها تميم بكل قوته جعلها تتوقف في مكانها ثم نظر في عينيها بشدة وركز على شفايفها كان واضحًا أنه يحاول كس*رها وقال بصوت منخفض مليء بالتهديد:
“هو لمسك.”
غفران نفضت يديها دفعته بعيدًا عنها بغضب وقالت بصوت مرتجف: “إنت اتجننت؟!”
ابتسم تميم ابتسامة باردة ثم قال لها بصوت حازم كأن كلمات من نوع خاص يخرج منها:
“وافقي نتجوز، هتكوني معايا ما عندكش اختيار.”
هزّت غفران رأسها بسرعة وردت عليه بقوة: “أنت لو كنت آخر واحد على وش الأرض مش هتجوزك مش هقبل ده!”
ضحك تميم بشكل ساخر ثم أخرج هاتفه المحمول وفتحه أمام عينيها نظر إليها وقال بهمس بارد: “صح، نوح معملش حاجة.”
نبض قلب غفران بقوة وحاولت أن تكبح نفسها لكن ابتسامة هاربة كانت تتسرب إلى شفايفها بينما هو أكمل همسًا:
“أنا اللي عملت كده.”
فجأة، انتفضت غفران ودفعت يده عنه بقوة ثم رفعت يدها لتصفعه لكنه أمسك ذراعها بشدة وقام بثنيها خلف ظهرها بقوة وقال بحده:
“أنتي مش هتسلمي مني بسهولة”
سحبها نحوه وضع الهاتف أمام وجهها وقال بصوت تهديدي: “تنزلي لجدي وتقوليله إنك موافقة، والا ورحمة أمك الغالية هخلي الصور دي تبان.”
دموع غفران كانت تتناثر على وجهها وهي تنظر لتلك الصورة التي كان جسدها عا**ري بها وعينيها مليئة بالخوف والعجز لكن تميم دفعها بشدة على الأرض ثم خرج بسرعة تاركًا إياها هناك في حالة من الانهيار التام
تفتكروا هيحصل ايه وايه رايكم في رده فعل نوح ورايكم في الشخصيات وتوفعاتكم للجي
رواية لأنكِ أنتِ الفصل الخامس
ظلت غفران جالسة على الأرض أنفاسها تتقطع ودموعها تغرق ملامحها ارتجفت يداها وهي تحاول عبثًا أن تمسح دموعها أو تنهض لكن قدميها خا*نتها
ارتفع صوت شهقاتها في الغرفة الخالية وكأنها تحاول أن تطرد الألم الذي يعتصر قلبها دون جدوى
مرّت لحظات ثقيلة قبل أن تتمالك نفسها قليلًا وقالت:
“لازم أتصرف لازم ألاقي حل” همست بصوت بالكاد سمعته نفسها.
حاولت الوقوف مستندة إلى الحائط وبخطوات متعثرة خرجت من غرفتها
حين نزلت إلى الطابق السفلي كان كل من في البيت مشغولًا بتحضير العشاء وأصوات الضحك تعلو بين الحين والآخر
توقفت غفران للحظة عند أول درجة من السلم مسحت دموعها بسرعة وأخذت نفسًا عميقًا تحاول أن تخفي الألم الذي يكاد يمز*قها من الداخل
ثم تحركت نحو الصالة
حيث كان الجد فاروق يجلس بهيبته المعتادة يراقب كل شيء بهدوء.
وقفت غفران أمامه وعندما التقت عيناها بعينيه شعرت بكل ثقل الدنيا يسقط فوق كتفيها.
سألها الجد بصوت دافئ:
“مالك يا بنتي؟ شكلك مش مرتاحة.”
ارتجفت شفتاها ولم تعرف كيف تبدأ لكنها قبل أن تنطق ظهر تميم فجأة واقترب منها بثقة ثم أمسك يدها بقوة وهمس في أذنها بصوت لا يسمعه سواها:
“لو نطقتي بكلمة غير اللي اتفقنا عليه… تعرفي الباقي.”
ارتعشت غفران تحت لمسته ثم رفعت عينيها للجد وقالت
وقفت غفران أمام الجد فاروق، وعيناها تهربان بين الأرض والوجوه من حولها.
شعرت بتميم يقترب منها أكثر، يكاد يخنقها بوجوده، وهمس لها بغلظة لا يسمعها سواها:
“قولي موافقة دلوقتي.”
لكن غفران شدّت يدها بعيدا عنه بخفة وكأن لمسته تحرقها ثم نظرت إلى جدها بنظرة حائرة وقالت بصوت مبحوح بالكاد يخرج منها:
“ممكن تديني وقت؟ أفكر.”
ساد الصمت.
لكن الجد فاروق رفع حاجبه بدهشة لكنه أخفى دهشته وقال بصوت دافئ:
“طبعًا يا بنتي خدّي وقتك الجواز مش لعبة.”
أما تميم فقد تجمدت ملامحه للحظة قبل أن يرسم ابتسامة مزيفة ويقول:
“زي ما تحبي إحنا في الآخر كل اللي يهمنا راحتك.”
لكن عينيه كانتا تفضحانه تحترقان بنيران الغضب المكتوم.
كان الليل قد خيم على البيت والهدوء يخيم بثقله على المكان
غفران خرجت من الحمام وهي ترتجف قليلًا من برودة الجو ومن ثقل ما تحمله بداخلها تحاول أن تهدئ نفسها
لكن فجأة وقبل أن تدرك ما يحدث وجدت يدًا قوية تمسكها من ذراعها وتسحبها وكف يسد فمها بع*نف
تسمرت مكانها عيناها اتسعتا من الر*عب قلبها ينبض بجنو*ن وصوت أنفاسها المخنوقة يرتجف تحت يده.
اقتحم تميم أذنها بصوته الحاد المنخفض:
“قدامك خمس دقايق يا غفران تروحي لجدي وتقولي إنك موافقة.”
صوته كان جافًا خاليًا من الرحمة.
“متحاوليش تهربي لان ديه اخر فرصه ليكي معايا.”
كان وزنه عليها خانقًا وخوفها ازداد حاولت دفعه بكل قوتها المرتجفة لكنها بالكاد استطاعت أن تتحرك.
دموعها سالت بصمت وهي تهز رأسها بشدة تحاول أن تبعد يده عن فمها تكاد تختنق.
اما تميم ضغط أكثر قرب وجهه منها عينيه تلمعان بظلمة مخيفة وهمس:
“فاهمة؟”
هزت غفران رأسها بالإيجاب وعيناها تفيض بالدموع أنفاسها تقطعها.
بقسوة دفعها بعيدًا عنه حتى كادت تسقط ثم فتح الباب وخرج بعنف مغلقًا إياه وراءه بقوة
تركت غفران تنهار على الأرض بجانب السرير دموعها تنهمر بحرارة كأنها تتفتت من الداخل.
يدها ارتجفت وهي تضغط على فمها كأنها لا تزال تشعر بيده فوقها لا تصدق ما يحدث لها.
بكت بصوت مكتوم بكت بحرقة من الألم والقهر والعجز بكت حتى كادت تفقد وعيها.
بعد وقت
نزلت غفران على السلم بخطوات ثقيلة كأن قدماها مكبلتين بالحديد.
كانت ترتجف خفية تحاول أن ترفع رأسها لكنها لم تستطع.
وصلت حيث كان جدها فاروق يجلس ينتظرها يراقبها بهدوء لا يخلو من القلق.
وقفت أمامه لم ترفع عينيها عنه وشهقت خفيفة قبل أن تهمس:
“موافقة يا جدي.”
تجهمت ملامحه فجأة وأغلق الكتاب الذي كان بيده بهدوء ونظر إليها نظرة طويلة مليئة بالاستفهام.
قال بنبرة تجمع بين الدهشة والريبة:
“مالك يا غفران؟ لا أنا مستغربك.”
رفعت رأسها قليلًا والتقت نظراتها بنظراته المضطربة وهمست:
“ليه؟”
هز الجد رأسه وقال بثقل:
“لأني متأكد إنك ما كنتيش هتوافقي على تميم أبداً كنتِ مش بتحبيه ومستحيل توافقِي عليه فجأة غير كده نوح؟”
توقف لحظة ثم أكمل:
“فين نوح في اللي بيحصل ده كله؟”
توسعت عينا غفران بالألم وتنهدت وكأن روحها تهرب منها ثم همست بصوت مكسور:
“نوح ما عملش حاجة يا جدي أنا ظلمته.”
ارتفع حاجباه بدهشة وقال برفق ممزوج بالقلق:
“طب إيه اللي حصل؟”
فتحت فمها لتتكلم لكنها عجزت.
كل الكلمات اختنقت بحلقها.
جف حلقها واهتزت شفتاها لكنها لم تستطع أن تنطق بحرف.
ظل الجد يراقبها ثم هز رأسه بتفهم واقترب منها وضع يده على كتفها وقال بحنان عميق:
“وقت ما تحبي تتكلمي أنا موجود.”
أومأت برأسها بصمت ودموعها تتلألأ في عينيها ثم استدارت ببطء وصعدت لغرفتها تحمل وجعها معها
بعد أسبوعين
وتحديدًا يوم الزفاف
في غرفة غفران:
كانت غفران تجلس على حافة السرير عيناها شاردتان في المرآة أمامها تراقب نفسها بفستانها الأبيض تلك الفتاة التي كانت تحاول الهروب من واقع لا تعرف كيف تواجهه.
دموعها كانت تملأ عينيها وجسدها يرتجف من الخوف والضغط الذي تحمله.
“اعمل إيه يا رب؟” همست في نفسها
ونظرت حولها مرة أخرى ثم لمحت الباب كأنها قررت شيئًا في لحظة اخيره
“لازم أقول لحد ومفيش غيره أروحله ولا لا؟”
نظرت للحظة طويلة نحو الباب ثم أخذت قرارًا حاسمًا أمسكت بفستانها الأبيض بين يديها وخرجت من الغرفة وركضت باتجاه الباب دون أن يشعر بها أحد كانت عينيها مليئة بالحيرة والخوف وكأنها تبحث عن مخرج من جحيم عاشته طوال الفترة الماضية.
في شقة نوح
كان نوح يقف أمام المرآة يتهيأ للخروج عندما سمع طرقات على الباب.
فتح الباب ليجد غفران تقف أمامه في فستانها الأبيض وعينيها حمراوان من البكاء.
نظر إليها لوهلة ثم قال بصوت منخفض مخلوط بمشاعر متضاربة وهو يراها هكذا:
“إيه اللي جابك؟”
لم تستطع الرد فقط دخلت مسرعة وهي تكاد تنفجر بالبكاء
“إنت الوحيد اللي هتساعدني أنا محتاجة لك قوي يا نوح.”
صوتها كان ضعيفًا مليئًا بالاستغاثة قاطعها نوح وهو ينفجر بسخرية:
“لا أنا بالذات لا؟ اللي عمل فيكي كده؟ لا يمكن يكون هيساعدك ولا يمكن تكوني محتاجة ليا.”
لكن غفران لم تستطع إلا أن تقترب منه دموعها تتناثر:
“نوح إنت مش فاهم تميم…”
قاطعها مرة أخرى صوته غاضبًا:
“مش عايز أسمع مش مهم أصلاً.”
اقتربت منه أكثر ورفعت يدها تريد لمسه لكن نوح دفع يدها بعيدًا وقال بحدة:
“اطلعي بره.”
حاولت أن تتكلم لكنها فجأة وجدت نفسها مجبرة على التراجع وهو يدفعها بقوة تجاه الباب حتي أصبحت بالخارج عيناها تملأها الدموع وصرخت بصوت مكسور وهي تقف وراء الباب:
“اسمعني يا نوح”
من خلف الباب سمعته يصرخ بأعلى صوت:
“روحي للي هيكون جوزك”
كانت غفران تمسح دموعها وقلبها محطم ومشاعرها متناقضة لكنها لم تتمكن من فعل شيء سوى أن تسير بعيدًا عن الباب
في منزل عمران:
في تلك اللحظات
كانت أسيل في طريقها إلى غرفة شقيقها تميم على أمل أن تجده هناك لكنها توقفت حين سمعته وراته
جالسًا على السرير ينظر إلى هاتفه ويضحك بشكل غريب وهو يقول:”لولا الصور دي مكنش زمانها وافقت خلاص كل حاجة هتخلص.”
قالها تميم وهو يبتسم بسخرية قبل أن يضع الهاتف جانبًا على السرير ويذهب إلى الحمام.
أسيل لم تستطع مقاومة فضولها فتقدمت نحو الهاتف لفتح الشاشة ومشاهدة ما كان يضحك عليه
أصابعها ترتعش بينما كانت تتصفح الصور ثم توقفت عند صورة لغفران وهي نائمة بدون ملابس
شعرت بغصة في قلبها وعيونها اتسعت من الصدمة ثم انتفضت وهي تشعر بالصدمة والاشمئزاز
فجأة
تميم خرج من الحمام وركض نحوها وأمسك الهاتف منها بعنف قائلاً بصوت حاد:
“إزاي تفتحي تليفوني؟”
أسيل ارتبكت ودموعها بدأت تنهمر من عينيها:
“إيه ده؟ إنت جبت الصور دي إزاي؟”
لكن تميم كان غاضبًا وجاء ردّه سريعًا وبصوت حاد:
“حطي لسانك جوه بوقك يا أسيل ملكيش دعوة”
أسيل صاحت غاضبة:
“أنت بتبتزها بتهد*دها”
تميم لم يحتمل تلك الكلمات فهجم عليها سريعا وجذبها إلى الخلف وهو يحاول اسكاتها واثناء ذلك دفعها بعن*ف وفقدت توازنها وسقطت على الأرض وارتطمت رأسها بقوة مما جعلها تفقد وعيها وهاتفها بجانبها
اقترب منها تميم وهو ينظر إليها بخوف وحيرة وركع بجانبها ليطمئن عليها ليجدها فقدت وعيها فقط فهمس قائلا:
“أنا آسف بس مش هتيجي في آخر لحظة وتبوظيلي كل حاجة يا أسيل.”
ثم خرج بسرعة وأغلق باب الغرفة خلفه بالمفتاح تاركًا إياها فاقدة الوعي على الأرض.
بعد ساعة:
أسيل كانت تتحرك بصعوبة وجسدها يؤلمها من السقوط شعرت بدوار شديد عندما فتحت عينيها حاولت أن تقف ولكنها شعرت بدوار شديد فأغلقت عينيها للحظة محاولةً استعادة وعيها
ثم حاولت الخروج من الغرفة لكن الباب كان مغلقًا من الخارج
صوتها كان يرتفع في محاولات يائسة وهي تنادي بأي شخص لكنها اكتشفت أن الجميع في الخارج في الحديقة مشغول
أسيل دارت في الغرفة وهي تبحث عن هاتفها ثم وجدته أخيرًا على الأرض
حاولت الاتصال بجدها لكنها لم تتمكن من الوصول إليه
حاولت مرارا حتي ياست فكتبت رقم نوح
مرّ ثوانيّ والتالية حتي جاءها صوت نوح وكان متوترًا:
“إيه يا أسيل؟ في حاجة؟”
أسيل أجابت بصوت متقطع وهي تبكي:
“الحقني يا نوح تميم حابسني هنا وهيتجوز غفران.”
نوح الذي كان يشعر بالقلق سأل بصوت منخفض:
“وحابسك ليه؟ وايه المشكلة؟ ميتجوزها ما هي وافقت.”
أسيل ضحكت ضحكة يائسة وسط بكائها وقالت:
“نوح معاه صور لغفران الواضح إنه ابتز*ها وهد*دها بيها عشان توافق تعالي بسرعة يا نوح برن على جدي والكل ومحدش بيرد”
تمتم نوح بصدمه:”صور. صور ايه”
هتفت اسيل ببكاء:صور ليها صور لو اي بنت مكانها تد*مرها يا نوح
اما نوح فتذكر اللحظة التي طلبت فيها أسيل مساعدته صباحا وربما كان الأمر متعلقًا بها.
في يوم الزفاف
كانت غفران جالسة على المقعد عيونها مغلقة وعقلها في مكان آخر غارقة في أفكارها كانت تتذكر اللحظة التي كانت فيها مع نوح وهو يقبّلها اللحظة التي شعرت فيها بشيء غريب لكن الآن بعد كل ما حدث همست لنفسها بحزن:
“غبية ..كنتي مفكرة إنه هيساعدك.”
بينما هي غارقة في تفكيرها
تميم نظر إلى جده بعينين ملئهما التوتر وقال بصوت غير ثابت:
“مش يلا بقى؟”
عمران الذي كان يلاحظ توتره ضحك قليلاً وقال:
“مستعجل انت.”
ثم بدأوا بكتب الكتاب وكان المأذون يجلس بينهما
كانت غفران عيونها مغلقة ودموعها تتساقط على وجنتيها دون أن تشعر كان قلبها يعتصر من الألم وفي رأسها تدور كل اللحظات التي مرّت بها مع نوح وكل الأمل الذي كان بداخلها قبل أن تتغير الأمور في تلك اللحظة كان المأذون يرفع صوته قائلاً:
“بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.”
غفران التي كانت غارقة في بحر من مشاعرها شعرت بشيء يتحرك داخلها لكنها لم تستطع تحديده في تلك اللحظة دخل شخص فجأة إلى المكان يركض بسرعة وعيناه مليئة بالقلق كان نوح.
عندما رأته غفران رفعت عينيها ببطء لتلتقي نظراتهما كانت عيونها مليئة بالدموع وهو كان يقف هناك عينيه تتسعان من الحزن والغضب حين ادرك ان كل شئ قد انتهي
بينما تميم ابتسم بابتسامة خفيفة نظر إلى نوح وأمال رأسه كأنه يشعر بالنصر……
يتبع….
انا عارفه ان الاغلبية مش هيعجبها اللي حصل بس اصبروا لحد الاخر وهتعرفوا كل حاجة
وتفتكروا هيحصل ايه
رواية لأنكِ أنتِ الفصل السادس
نوح لم يتحمل المشهد ركض باتجاههم وهو يصرخ بصوتٍ غاضبٍ:
“أنت مجنون؟ مش هتلمسها دي متجوزاك غصب عنها”
الجميع التفتوا بصدمة وجده عمران وقف في مكانه بحدة بينما تميم حاول أن يمسك يد غفران ببرود كأنه يتحدى نوح.
لكن قبل أن تكتمل حركته كان نوح قد اندفع ولكم تميم بقوة جعلته يترنح للخلف.
صاحت بعض النساء في المكان والمأذون وقف مرتبكًا لا يعرف ماذا يفعل.
غفران كانت تجلس مكانها مذهولة الدموع تحرق وجهها وعقلها مشوش بين ما يحدث أمامها.
اقترب نوح أكثر وهو يلهث من الغضب جذب يد غفران برفق وقال بصوت مرتجف لكنه واضح:
“مش هتكملي الجوازة دي انتي متجوزاه بالعافية بالعافية ومش هسيبك معاه.”
تميم الذي بدأ يتعافى من الصدمة وقف وهو يمسح دمًا سال من زاوية فمه وقال بتهكم:
“إنت مين أساسًا عشان تتكلم؟ خلاص كتبنا الكتاب.”
نوح التفت نحوه بعينين تشتعلان وقال وهو يحاول كبح نفسه:
“هتطلقها دلوقتي حالًا بالعافية الجواز مش بالعافية.”
ثم وجه كلامه للمأذون الذي كان لا يزال جالسًا مرتبكًا:
“طلقهم البنت دي مغصوبة ومحدش هيسكت بعد اللي حصل.”
نظر الماذؤن بحرج إلى عمران الذي كان يضغط شفتيه بغضب فهم أن الأمور خرجت عن السيطرة خاصة مع همسات الضيوف وبدء انتشار الفوضى في المكان
صرخ تميم بجنون:
“غفران مش هتطلقي مش هتسبيني”
ومد يده مرة أخرى إليها يريد أن يجذبها لكن نوح بحركة حادة دفعه بعيدًا هذه المرة ثم وقف حاجزًا بينها وبينه وهو يمسك بيدها
غفران رغم الدموع التي كانت لا تزال تلمع في عينيها فجأة زحزحت يد نوح بعيدًا عنها بقوة.
ابتعدت خطوة للوراء ونظرت إليه بثبات مكسور ثم قالت بصوت مرتجف لكنه واضح سمعه كل من في المكان:
“مش محتاجة خوفك عليا.”
صمتت لوهلة قبل أن تكمل بنبرة أقسى كأنها تطعن قلب نوح عمدًا:
“وبعدين ده جوزي يعني أكتر واحد هيخاف عليا ومتجوزتوش بالغصب.”
صمت الجميع حتى أنفاسهم اختنقت في صدورهم من وقع كلماتها
ابتسم تميم ابتسامة انتصار خبيثة وكأنه عاد ليمتلكها واقترب منها بخطوات واثقة مد يده وأمسك يد غفران أمام الجميع وكأنّه يؤكد على ملكيته لها.
نوح كان يقف مكانه صدمة غائرة في ملامحه عيناه معلقتان بها يبحث عن أي علامة صغيرة تخبره أنها لا تعني ما تقول لكنها لم تلتفت إليه حتى
نوح أغمض عينيه لوهلة وهز رأسه ببطء كأنه يقول لنفسه: “خلاص.”
ظل الجد عمران صامتًا للحظة قبل أن يعبس وجهه ويضرب بعصاه على الأرض بغضب لكنه تمالك نفسه وهو يرى غفران تتمسك بتميم.
نوح وقف لثوانٍ عينيه تزدادان سوادًا وحزنًا ثم بدون كلمة واحدة استدار ومشى خارج المنزل.
ظهره مستقيم لكنه كان يحارب الانهيار في كل خطوة يبتعد فيها عنها.
غفران ظلت تنظر للأرض لم ترفع عينيها حتى اختفى نوح من أمامها.
أما تميم فشد على يدها برفق وهمس قرب أذنها:
“انتي ليا دلوقتي ومش هسيبك تضيعي مني”
وابتسم وهو يحيط كتفيها بذراعه أمام الجميع.
عمران كان واقفًا صامتًا بعد كل ما حدث عينيه متجهتين بحدة نحو تميم ثم سأل ببرود مشوب بالغضب:
“ايه اللي حصل؟”
تميم رفع كتفيه بلا مبالاة وقال:
“معرفش حفيدك حب يبوظ فرحي أنا وغفران.”
غفران كانت واقفة بجانبه صامتة ملامحها شاحبة لا تنطق بكلمة.
عمران ضيق عينيه وهو ينظر إليها نظرة طويلة ثم قال بجمود:
“خد عروستك واطلع.”
تميم أمسك بيد غفران وقادها بهدوء شبه قسري نحو الدرجات المؤدية للأعلى.
غفران مشت وراءه بصمت ثقيل خطواتها كأنها تقودها إلى مصير لا تريده.
في الغرفة
تميم أغلق الباب بالمفتاح ودار المفتاح في القفل بصوت معدني جعل قلب غفران يقفز داخل صدرها
توترت وتراجعت بخطوة للخلف لكنها لم تجد طريقًا للهرب.
تميم تقدم منها بخطوات هادئة ثم لف ذراعيه حول خصرها من الخلف.
احتضنها بقوة ودَفن وجهه في رقبتها أنفاسه الساخنة لامست بشرتها، وأحست بقشعريرة خوف تجتاح جسدها.
طبع قبلة بطيئة على رقبتها ثم لفها لتواجهه كانت عيناها دامعتين وشفتيها ترتجفان.
قال لها بنبرة دافئة فيها حزن قديم:
“عارفة وانتي صغيرة كنت بستنى لما تنزلي أجازة مع مامتك وباباكي كنت بحب أقعد أشوفك حتى لو من بعيد”
ابتسم ابتسامة شاحبة قبل أن يكمل:
“لما كبرنا ورجعتي بعد ما اتوفوا كنت بتضايق من معاملتك ليا ولما كنت بشوفك بتعاملي نوح.”
غفران لم تستطع أن تتمالك دموعها أكثر قالت بصوت مبحوح مكسور:
“تقوم تعمل فيا كده؟”
ابتعد عنها قليلًا عيناه ممتلئتان بمشاعر معقدة يصعب فك شفرتها وقال بصوت منخفض:
“أنا ما عملتش حاجة أنا بس حطيتك على اسمي. بالنسبالي ده كفاية لحد ما تسامحيني وتقربي مني.”
مسحت غفران دموعها بيد مرتجفة وقالت بصوت أكثر قوة رغم انكسارها:
“ومين قالك إني هسامحك ولا حتى هفكر أقرب منك في يوم”
ثم أضافت بمرارة وهي تهز رأسها:
“تبقى غلطان يا تميم وغلطان قوي.”
سكتت الغرفة إلا من أنفاسهما
تميم كان ينظر إليها نظرة طويلة نظرة شخص يدرك أنه خسر حتى لو ظنّ أنه ربحها اسميًا.
غفران بصمت مشحون اتجهت إلى الخزانة وأخرجت ملابس بسيطة لها
خطت إلى الحمام وأغلقت الباب خلفها وبدأت بتغيير ملابسها بسرعة وكأنها تحاول أن تهرب من الواقع الثقيل الذي فرض عليها.
في نفس الوقت
تميم وقف أمام الخزانة خلع قميصه بهدوء ثم بدل بنطاله بملابس مريحة للنوم وكأنه يعتبر الأمر طبيعيًا جدًا ثم جلس على طرف السرير ثم استلقى على ظهره رافعًا إحدى ذراعيه تحت رأسه وكأن كل شيء يسير كما يريد.
غفران خرجت من الحمام بعد دقائق ترتدي بيجاما قطنية خفيفة وتحمل فستان الزفاف بيدها.
وضعت الفستان على الكرسي القريب من السرير ثم التفتت إلى تميم الذي كان نصفه مكشوفًا وقالت بضيق واضح:
“البس حاجة ومتقعدليش كده.”
رفع تميم رأسه قليلًا وحدق فيها بنظرة باردة مليئة بالعناد ثم قال بصوت هادئ فيه شيء من السخرية:
“تعالي نامي.”
غفران وقفت مكانها للوهلة و نظرت إليه وكأنها لا تصدق وقاحته.
شفتيها ارتجفت قليلًا من الغضب والتوتر لكنها تماسكت وأدارت وجهها بعيدًا.
اقتربت من الكنبة الصغيرة في الغرفة وأخذت وسادة وغطاء خفيف واستعدت لتنام بعيدًا عن السرير.
تميم لاحظ ذلك جلس على السرير وقال بنبرة أكثر جدية نبرة تحمل مزيجًا من الأمر:
“غفران مكانك جمبي مش على الكنبة.”
غفران ردت بسرعة دون أن تنظر إليه:
“أنا مكاني بعيد عنك لحد آخر يوم في حياتي.”
سادت الغرفة لحظة صمت مشحونة بالكهرباء.
تميم حدق فيها طويلًا يريد أن يقول شيئًا أن يبرر أن يفرض لكنه شعر أن أي كلمة قد تزيد الهوة بينهما أكثر
أدار وجهه إلى الحائط وأغمض عينيه بغضب مكتوم.
أما غفران فنامت على الكنبة تضم الوسادة إلى صدرها كأنها تحتمي بها من كل العالم.
بعد وقت طويل من السكون كانت غفران قد غرقت أخيرًا في النوم فوق الكنبة ملامحها متعبة ودموعها الجافة مرسومة على وجنتيها.
تميم الذي كان مستيقظًا يراقبها بصمت نهض بهدوء من السرير.
اقترب منها بخطوات ثابتة وقلبه يمتلئ بمشاعر متناقضة لا يعرف كيف يسميها
ركع أمام الكنبة مد ذراعيه بحذر ورفعها بين ذراعيه بخفة رغم أنها تحركت قليلًا في نومها بتوتر غريزي.
حملها بين ذراعيه وتوجه بها نحو السرير.
وضعها برفق فوقه وسحب الغطاء ليغطي جسدها النحيل ثم لم يستطع أن يقاوم نفسه أكثر.
انزلق بجانبها تحت الغطاء مد ذراعيه ببطء وسحبها إلى صدره يحتضنها بحذر كأن احتضانها بهذه الطريقة يعيد إليه شيئًا كان مفقودًا داخله منذ كان صغير
دفن وجهه في شعرها بهدوء وأغمض عينيه
تنفس بعمق رائحتها كأنه يبحث عن طمأنينة افتقدها طويلًا.
غفران تحركت حركة بسيطة في نومها كأن جسدها يبحث لا شعوريًا عن الدفء.
اقتربت أكثر منه دون وعي مما جعل قلبه يخفق بقوة تحت صدره.
همس لنفسه بكلمات بالكاد تُسمع:
“حتى لو كرهتيني مش هسيبك.”
وظل ممسكًا بها وكأن خوفه من فقدانها صار أثقل من أي شيء آخر.
وتسلل الصباح ببطء
ولم يتزحزح من مكانه
تميم كان مستيقظًا بالفعل مستلقيًا بهدوء وابتسامة خفيفة تلوح على شفتيه.
كان ينظر لغفران النائمة في حضنه شعرها متناثر على صدره وذراعيها ملتفتان حوله وحتى ساقيها كانت ملتفة عليه اهكذا تنام؟ سيفعلها دوما
نظر لها طويلًا كأن الزمن توقف قلبه يخفق بنعومة تحت وطأة قربها.
لحظة قصيرة بعدها بدأت غفران تتحرك بتململ.
عيناها انفتحت ببطء وأحست بدفء غريب يحيط بها
ثم فجأة اتسعت عيناها على اخرها حين أدركت الوضع الذي كانت فيه.
سحبت نفسها بسرعة وهي تبعد ذراعيها المرتخيتين عنه، وازالت قدماها الملتفتان من عليه سريعا كأنها أصيبت بصدمة كهربائية.
وجهها احمرّ بالكامل وهي تتراجع محاولة الابتعاد عنه
تميم ضحك ضحكة خفيفة من ردّة فعلها المرتبكة وبحركة خاطفة أمسكها وسحبها تحته حتى صارت أسفل جسده وعينيه تلمعان بشقاوة.
انخفض بصوته الرجولي وقال وهو يبتسم بسخرية ناعمة:
“إزاي تحضنيني كده وانتي نايمة ها؟ مش قادرة تبعدي عني حتى وانتي مش واعية؟”
غفران وجهها احمرّ أكثر حاولت ان تدفعه عنها ولكن تميم أمسك بيديها بخفة وهو يقول بصوت خافت وقريب:
“كملتي عليّا يا غفران خلاص مبقتش قادرِ تسيبيني.”
كانت أنفاسها تتلاحق وقلبها يدق بجنون تحت وطأة قربه وعينيها العسليتين تلمعان بدموع حائرة بين الغضب والخجل.
اقترب تميم اكثر رغم ارتباكها ومحاولاتها المتكررة للابتعاد
كأن تميم قد فقد السيطرة على نفسه وكأن شيئًا انفجر بداخله الم ورغبة في التملك وفي عقله اراد استرداد ما فقده.
اقترب منها أكثر وعيناه مثبتتان على عينيها المرتعشتين همس بصوت خافت وموجوع:
“هتفضلي تستفزي في قلبي بحركاتك ديه وعايزاني أكون إيه؟ ملاك؟”
ولم ينتظر ردّها بل انقضّ على شفتيها في قبلة لم تكن ناعمة ولا حانية بل كانت محمّلة بكل ما فيه من توتر وكل ما فيها من مقاومة
غفران حاولت ان تبعده ضربت صدره ودفعته بكفيها لكن فمه كان ملتصقًا بها بقوة قبلته العنيفة كانت قاسية ووسط مقاومته ومقاومتها جرح شفايفها بأسنانه دون أن يشعر ثم شعر بطعم الدم.
ارتبك لكن شيئًا ما بداخله لم يتوقف تحرك شفتيه إلى جانب فمها ثم خدّها يقبّلها وهو يضغط بأسنانه كأنه يعاقبها أو يعاقب نفسه.
ترك وراءه أكثر من جرح صغير علامات حمراء واضحة فوق بشرتها البيضاء خدّها شفتهاوطرف رقبتها
ثم توقفت يده فجأة عندما سمع شهقتها.
غفران شهقت بصوت مكتوم دموعها نزلت مرة واحدة وصرخت وهي تدفعه بكل قوتها:
“تميم كفاية ابعد عني بقي انا قرفا…نه منك”
تجمّد في مكانه وكأن صوتها أيقظه من غيبوبة.
تراجع ببطء عيناه تتسعان وهو يراها تلمس وجهها المدمى تلمس الجروح الصغيرة اللي تركها فيها.
قال بصوت منخفض:
“غفران أنا أنا آسف”
لكنها لم تكن تسمعه
نظرت له نظرة مليئة بالخذلان وأالالم والخوف.
همست وهي تتحرك للخلف على السرير:
“أنت مش بتحبني… أنت واحد مريض فاهم.”
وغطّت وجهها بيدها تنهار بصمت بينما هو جلس على طرف السريرزيتنفس بصعوبة ووجهه بين كفيه.
كأن ما حدث كسر شي بداخله وداخلها حاجة
بالأسفل
وبعد ليلة طويلة من الصمت المشحون دخل تميم غرفة السفرة برفقة غفران التي كانت تحاول إخفاء توترها.
نوح كان جالسًا بالفعل وقد عاد فجأة إلى المنزل مصممًا على كشف ما يحدث بينهما.
رفع عينيه فور رؤيتهما لكنها لم تقع إلا على شفتي غفران التي كانت متورمة قليلًا وكأن أثر قبلة قاسية ما زال مرسومًا عليها.
تشنجت ملامحه وتنفس بغضب مكتوم لكنه لم ينطق.
كان الجميع جالسًا حول المائدة والجو مشحون
نظر تميم إلى نوح ثم قال فجأة:
“جدي أنا هاخد غفران ونسافر.”
التفت الجد إليه بدهشة:
“رايحين فين؟”
التفتت غفران إليه بصدمة لم تكن تعرف شيئًا عن هذا القرار همست بتوتر:
“مش عايزة أسافر معاك في حته”
مد تميم يده بهدوء وأمسك بيدها وقال بصلابة ناعمة:
“هنسافر أنا عايز كده.”
نوح شد فكه ونظر له بضيق واضح كان قد عاد ليكون قريبًا منها ليحاول على الأقل أن يمنع هذا العبث لكنه فوجئ بأنها ستُسحب منه من جديد.
**
في صباح اليوم التالي
كانت الإسكندرية هادئة على غير العادة.
دخلا معًا إلى شقة صغيرة تطل على البحر لكنها كانت خالية من أي دفء.
غفران دخلت أولًا وبدأت بترتيب الحقائب وسحب الملابس تميم واقف يراقبها في صمتزعيونه تتابع كل حركة، وكل تنهيدة.
حين اتجهت إلى المطبخ تبعها بهدوء.
كانت تُعد مكرونة بشاميل انشغلت بالتذوق ولم تنتبه له وهو يقترب منها.
قال بنبرة خفيفة فيها لمحة دهشة:
“من إمتى وانتي بتعرفي تطبخي؟”
رفعت عينيها وقبل أن ترد لمح آثار البشاميل على شفتيها.
اقترب فجأة جذبها من خصرها بخفة وباغتها بقبلة خاطفة على الشفاه وهو يمسك بيديها وراء ظهرها
تفاجأت حاولت التملص لكنها لم تستطع كانت قبضته أقوى.
بينما كانت غفران تحاول دفع تميم عنها يدها تحاول التحرر من قبضته أصابت الحلة الموضوعة فوق النار دون قصد الحلة اهتزّت بقوة ثم سقطت دفعة واحدة على الأرض لتنسكب المياه الساخنة بقوة وتنتشر على الأرضية
“آآآآه”
صرخة مؤلمة اخترقت سكون المكان.
الماء المغلي لامس ساقها وحرارة غير محتملة انتشرت على جلدها لتسقط على ركبتيها وهي تصرخ من شدّة الألم.
“غفران”
تميم صرخ بذعر حقيقي وقلبه يكاد ينفجر من الخوف
ضمها إلى صدره وهي تبكي بصوت متألم وجسدها يرتجف بين ذراعيه
“استحملي استحملي يا غفران أنا هنا مش هسيبك.”
ركض بها إلى الحمام فتح الماء البارد ووضع ساقيها بحذر تحته كانت تئن من الألم بينما الدموع تنهمر بلا توقف
“وجعاني وجعاني قوي”
قالتها بصوت مكسور وسط شهقاتها.
تميم كان يحاول تمالك نفسه لكن عينيه كانت مليئة بالدموع والغضب من نفسه.
“أنا آسف والله العظيم آسف أنا السبب كان لازم أبعد.”
ولما رأى الاحمرار الشديد على ساقها لم يتردد لحظة
“مش هينفع لازم أوديكي المستشفي مش هينفع أسيبها كده.”
حملها بين ذراعيه من جديد وخرج بها من الشقة يقود السيارة بجنون وعينيه على وجهها الباكي يهمس لها طول الطريق:اهدي قربنا نوصل
الشوارع كانت هادئة
عينيه بين الطريق ووجهها وكان يهمس باستمرار:
“هتبقي كويسة.”
لكن في لحظة خاطفة ظهرت سيارتان من الجانبين أغلقتا عليه الطريق.
ضغط تميم على الفرامل بقوة فتوقفت السيارة بصوت حاد
فتح الباب وما إن همّ بالنزول حتى فُتح باب غفران أولًا واندفع رجلان ملثمَان نحوها.
“غفران”
صرخ تميم وهو يركض ناحيتها لكن اثنين آخرين أمسكاه من الخلف وأسقطوه أرضًا.
“سيبوها يا ……”
صرخ بجنون وهو يحاول الفكاك لكنهم ضربوه بقوة جعلته يترنح واقترب اثنان اخران وهم يضر*بوه
غفران كانت تصرخ بأعلى صوتها تنادي:
“تميم الحقني”
لكنهم جذبوها بقوة وهي تقاوم وتبكي
أما تميم فكانت يداه مكبلتين بأذرع الرجال يتلقى الضربات في بطنه وسائر جسده دون رحمة ثم تركوه وركضوا باتجاه
تركوه علي الارض الدم ينزف من فمه وأنفه.
وقبل أن تغلق السيارة أبوابها كانت عينا تميم تلاحق جسد غفران الملقى داخلها وهي تصرخ باسمه ويده الممدودة لا تصل إليها.
“غفران”
صرخة خرجت من روحه قبل حنجرته ثم تلاها صمت ثقيل وسيارات تنطلق تاركة وراءها رجلًا محطمًا
يتبع…..
رواية لأنكِ أنتِ الفصل السابع
الفصل السابع من رواية لأنكِ أنتِ لا يزال قيد الكتابة، لو حابب تقراه كامل بمجرد نشره اترك تعليق على هذه الصفحة وانضم لقناتنا على تليجرام.