روايات

رواية قلبه لم يكن لي الفصل السابع 7 بقلم الاء محمود

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية قلبه لم يكن لي الفصل السابع 7 بقلم الاء محمود

 

البارت السابع

 

 

-ندى، لازم أقولك حاجة.
~ندى بهزار:
اي ناوي تتجوز عليا ولا ايه؟
-عبدالله بجمود:
لا ناوي اطلقك!
~ندى بصدمه:
بطل رخامه يا عبدالله، وقول في إيه؟
-مفيش يا ندى!
~ندى بجداية:
عبدالله انا عرفاك اكتر منك شخصيٱ، متخضنيش عليك وقول في اي بجد؟
-عبدالله بسرعه:
أنا… أنا عندي كانسر.
~الكلمة وقعت في قلبي زي حجر تقيل. وقفت في نص الصالة، المعلقة اللي في إيدي وقعت على الأرض. بصيت له، وهو قاعد على الكنبة كأن روحه اتسحبت.
~ندى بمحاول استعياب:
يعني إيه؟
-يعني دكتور قال لي التحاليل مش تمام… فا عملت تحاليل تاني طلعت محتاج علاج.
~علاج إيه بالظبط؟
-كيماوي… بس في مرحلة بدري، مش متأخر.
ما عيطتش. بلعت ريقي ورسمت ابتسامة مشوهة، اصل مينفعش اعيط لازم ابقا قواية، مينفعش احنا الاتنين نضعف، لازم حد قوي.
~ندى بهزار:
طب، عايز تتغدى إيه؟

 

 

-ندى! بجد أنا مش بهزر.
~وأنا كمان مش بهزر، عايز تتغدى إيه؟
-مسك راسه بين إيديه وقال وهو متضايق:
إنتي بتتصرفي كأني قلتلك إني عاوز انام شوية.
لأ، أنا بتصرف عادي انت الحمدلله في الاول، يعني المرحلة مش متأخرة ولا حاجه يبقا ليه تشيل الهم، سيبها علي الله وكله خير باذنه
~بعدها بساعة، وهو لسه قاعد مكانه ما اتحركش.
دخلت المطبخ، قلبت الملوخية، وصرخت علشان ينتبه ليا:
عبد الله!
-نعم؟
~تعالى قلب البصلة لحد ما أروح أجيب العيش.
-إيه!؟
~قلب البصلة يا عم، بدل ما تتحرق.
~دخل المطبخ ووقف زي التلميذ الغلبان. مسك المعلقة بقرف.
-متهزريش يا ندى.
~مابهزرش يعيون ندى.
-طب ولو اتحرقت؟
~ههد البيت على دماغك.
ضحكت، وهو هز دماغه وضحك بالعافية. اللحظة دي أنا كنت محتاجاها انا وهو أكتر من الأكل.
بليل، كان نايم على الكنبة، عينيه للسقف، مش عارف ينام.
قعدت جنبه بهدوء، مسكت إيده.
~عبد الله.
-هممم.
~أنا بحبك.
-متقوليش كدا دلوقتي.
~ليه؟
-عشان حاسس إني مش هقدر أرد.
~يكفيني إنك تسمع.
-دمعة نزلت من عينه.و مسحها بسرعة.
~عارف إيه الفرق بيننا؟
-إيه؟
~إنك شايف نفسك مريض وأنا شايفاك حياتي.
علي فكره مرضك مش فارق معايا، علشان انا واثقة في ربنا.
~تاني يوم، صوت عالي في البيت.
-ندىااا!
~نعم!
-مش لاقي التشيرت الأسود.
~في الدولاب يا حبيبي.
-قلبت الدنيا ومش موجود!
~طب قلب البصلة لحد ما أجي.
-تاني بصلة!؟
~دخلت الأوضة، لقيت التشيرت مرمي ع السرير. اتنهدت.
رجعت لقيته واقف،و ريحة البصلة محروقة.
-عبدالله ببرائه:
أنا حرقتها، بالغلط.
~ندى بصدمه:
وأنا لقيت التشيرت.
حطيته في إيده ومشيت. ورايا سمعته يقول بصوت واطي:
-طب هتعملي أكل تاني… ولا نطلب دليفري؟
~اطلب.
-طيب عاوزة تاكلي إيه؟
~مليش نفس.
-آسف.
~عاوزة كشري.
-ضحك. وأنا ضحكت غصب عني.
مرّت أيام وهو قافل على نفسه،مبيطلعش من الاوضة غير لو محتاجه حاجه ضروري، وكل يوم أروح أخبط على الباب لكن مش بيفتح برضو ومش بلاقي منه غير الصمت، معرفش بيعاقب مين بسكوته ده، انا ولا وهو.
~عبد الله! افتح!
……………
~هتخليني أشنق نفسي بسلك الدش!
……………
~أنا عملت بشاميل مخصوص ليك.
……………
~يا أخي، الأكل ملوش طعم من غيرك، لسه هكمل كلام لقيت الباب اتفتح فجأة.
-حقك عليا.
~إيه؟ هتطلقني بجد ولا ايه؟
~ضحك. وأخيرًا ضحكته اللي كنت مستنياها طلعت ونورت حياتي من تاني.
-عبدالله بتعب ظاهر:
بس أنا مقدرش أستغنى عنك.

 

 

بعد كام يوم،كنا قعدنا سوا. هو كان ساكت جدًا.
~عبد الله.
-نعم.
~ناوي تعمل إيه؟
-انا فكرت.
~في إيه؟
-مش قادر أرجع للشغل اللي كنت فيه… ولا ينفع أخرج زي زمان.
~طب وبعدين؟
-ممكن أشتغل من البيت.
~ازي ؟
-شغل على الكمبيوتر، هكتب مقالات، متنسيش اني صحفي، أي حاجة أقدر أعملها وأنا هنا هعملها علشانك بس.
~فكرة عظيمة!بس انا مش قصدي علي الشغل؟
-عبد الله باستغراب:
إيه اللي عظيم؟!
~قصدي إنك لازم تتعالج،و ده أهم من أي حاجة.
-عبد الله ينزل نظره للأرض:
ندى… أنا مش عايز أتعالج.
~ندى بعصبية، ودموعها بتنزل:
إزاي تقول كده؟! إنت لازم تتعالج، مش عشاني أنا بس… عشان نفسك.”
-عبد الله وهو بيحاول يضحك بس صوته بيتكسر:
أنا تعبت من فكرة العلاج، وبعدين هتعالج ليه كده كده النهاية واحده؟
~ندى تمسك إيده بقوة:
أنا ما اقدرش أعيش من غيرك، فاهم؟! ما تقوليش مش عايز، عشان أنا مش هسمحلك تسيبني.
-عبدالله بيسكت شوية، وبعدين يهمس:
هفكر…
ترمي نفسها في حضنه، وهو يقبض عليها بقوة كأنه بيخاف تروح من بين إيديه، دموعهم نزلت سوا، من غير كلام زيادة.
-عبدالله بهزار:
مش هتحسي إني بقيت أقل؟
~أقل إيه بس! تعرف انت لو تشوف نفسك في عيني مش هتتكلم ؟
ابتسم. وابتسامته المرة دي كانت صافية.
بعد يومين بليل كنت في المطبخ بأغسل المواعين.
جالي من ورايا، حضني فجأة.
-ندى.
~نعم.
-أنا مش عارف أعبر.
~جرب.
-أنا… أنا بحبك.
~أخيرًا! كنت فاكرة نسيت الكلمة دي.
-لا يمكن أنساها… إنتي سبب إني لسه واقف.
~دموعي نزلت وأنا في حضنه.
المعركة لسه قدامنا. العلاج لسه طويل.
بس عبد الله ابتدى يتحرك. ابتدى يفكر. ابتدى يضحك.
وأنا؟ أنا كنت لسه جنبه… وهفضل جنبه.
لأنه مريض… وأنا دواؤه.
لأنه تايه… وأنا دليله.
لأنه بيحبني… وأنا بعشقه.
~الصبح، صحيت لقيت عبد الله قاعد ع السفرة، قدامه الورق بتاع التحاليل، عينه مجهدة، بس وسامته زي ما هي.
عبد الله…صباح الخير.
-صباح النور، بص لي شواية، وبعدين مسك إيدي.
أنا خايف يا ندى.
~طبيعي.
-مش خايف من الوجع… خايف أشوفك بتتوجعي عشاني.
~وأنا مش بخاف علي نفسي… أنا بخاف عليك.
اول يوم علاج كنا في المستشفى كان ريحته تقيلة.
قعدنا في الاستقبال، عبد الله متوتر وأنا بضحك عشان أخفف.
دخل جلسة الكيماوي، وأنا مستنيا بره. كنت متماسكة قدامه، بس أول ما قفل الباب دموعي نزلت.
قلت في سري: “يارب قوّيه… قوّيني عشانه”.
رجع البيت مرهق جدًا. رمي نفسه على السرير.
~عبد الله، عايز تشرب إيه؟
-ولا حاجة.
~طب تاكل إيه؟
-مليش نفس.
~خلاص، هعمل لك شوربة غصب عنك.
-رفع عينه وقال وهو بيحاول يبتسم:
إنتي شايفة إني بقيت عيل صغير؟
~أيوة… وأنا مبسوطة إني برعاك.
-مسك إيدي وقال بهدوء:

 

 

أنا مش عارف أعيش من غيرك.
~ومش هتعرف، لأنك عمرك ما هتعيش من غيري.
في يوم بليل صحيت لقيته قاعد في الصالة، راسه مدفونة بين إيديه.
~عبد الله! مالك؟
-مش قادر.
~مش قادر إيه؟
-حاسس إني بضعف كل يوم… مش ده أنا.
~طيب إيه يعني؟ ضعفك مش معناه إنك انتهيت.
-ندى… أنا كنت راجل قوي، دلوقتي حتى جسمي بيخوني.
~بس قلبك عمره ما خانني.
~بص لي، ودموعه غلبته. رحت حضنته بقوة.
إنت ضعيف؟ يبقى أنا قوتك. إنت تايه؟ يبقى أنا طريقك.
بعد كام جلسة، الدكتور قال:
فيه استجابة حلوة… الورم بدأ يصغر.
-عبد الله بص لي، وأنا عنيا نورت.
سمعتي؟ولا انا متهيقلي ولا اي؟
~طبعًا سمعت! بس عاوزة أسمع منك.
-يعني لسه فيه أمل.
~طول ما ربنا موجود يعني في امل،وكمان فيه حياة.
ضحك، ضحكته اللي بتفتح أبواب السما.
واخيرأ بعد شهور من العلاج، الدكتور قال:
مبروك… التحاليل طلعت كويسة جدا. الورم اختفى.
عبد الله قعد مبهوت، وأنا دموعي نزلت من غير ما أقدر أوقفها.
مسك إيدي وقال بصوت مبحوح:
-ندى… أنا عايش عشانك.
~لأ… إحنا عايشين لبعض.
بعدأسبوع في البيت، وأنا بحضر السفرة.
وعبد الله قاعد على اللابتوب يكتب مقال جديد.
~عبد الله! الأكل هيبرد.
-دقيقة بس.
~لأ، دلوقتي.
~حاضر أي أوامر تانيه يا فندم؟
-لا يعيون الفندم.
~قعدنا ناكل سوا. بصيت له بابتسامة.
شايف؟ ربنا رجعلك حياتك.
-لأ… ربنا رجعلي إنتي.
لا إله إلا الله، هتخليني أعيط علي الغدا.
تعيطي إيه؟ تعالى هنا.
مسك إيدي وقربني.
-ندى… أنا بحبك.
~وأنا بعشقك.

 

والليل ابتسم لنا لأول مرة من شهور.
لأننا انتصرنا… مع بعض.
——————
وفي اللحظة دي، كان الحضن أكبر من أي كلام، كان وعد صامت إن مفيش حاجة في الدنيا هتفرق بينهم.
يمكن المرض جه يخوفهم، يهزهم، يخليهم يشوفوا أسوأ صورة للحياة… بس في حضن بعض اكتشفوا إن الحب هو الحقيقة الوحيدة اللي مش بتموت.
عبد الله كان فاكر نفسه انتهى، وندى كانت شايفة فيه بداية جديدة. هو كان شايف نفسه مكسور، وهي كانت شايفاه سندها اللي لو وقع، هي تمسكه.
يمكن الحب مش بيشيل الوجع، لكنه بيهون، وبيخلّي أصعب اللحظات أدفى من أي برد، وأقسى الدموع أنعم من أي ابتسامة.
هما الاتنين أثبتوا إن القلب لو اختار بصدق، مفيش قوة تقدر توقفه. المرض مش نهاية، ولا الخوف آخر الطريق. الحب بس هو اللي يقدر يحول الانكسار لقوة، واليأس لأمل، والدموع لحلم جديد.
وفي الآخر… هما الاتنين مكنوش مجرد زوج وزوجة.
هما بقوا حكاية، اتكتبت بالوجع، واتزينت بالدموع، بس ختمتها كلمة واحدة:
مع بعض… وللأبد.
—————–
وبكده نقول فركشششش يسكاكر ♥
قرائة مُمتعة عزيزي القارئ ومتنسوش تسيبو أثر لطيف زيكم لاني باخد أسماء الابطال من المتفاعلين ♥
بقلمي /آلاء محمد حجازي

 

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x