روايات

رواية بين الحب والإنتقام الفصل الثاني 2 بقلم نور الهادي

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية بين الحب والإنتقام الفصل الثاني 2 بقلم نور الهادي

البارت الثاني

 

بتقرب منه ولسه هتبو.سه، حست بحاجة صلبة على بطنها. فتحت عينيها بسرعة، واتصدمت لما شافت رافع عليها سلا.حه
على – “تعرفي أنا من نوع إيه؟”
ما أدّهاش فرصة ترد، وكمل بابتسامة باردة:
– “أنا من النوع ده.”
اتجمدت مارغريت مكانها: – “بتعمل إيه يا علي؟”
رفع إيده وبكل هدوء لمس خدها بإيده التانية، الابتسامة الباردة لسه على وشه:
– “لازم أي ست قبل ما تستنى ليلة من راجل… تعرف الأول الراجل ده مين.”
– “علي… ابعد الحاجة دي عني، ده هيكلفك كتير.”
صوته واطي لكن مرعب: – “إياكي تهدديني.”

 

حسّت رعشة خوف تخترقها من جوة، أقوى من أي لحظة قرب قبل ثواني. قالت بصعوبة:
– “ممكن تفهّمني… إيه اللي يستاهل ده كله؟”
– “يعني متعرفيش؟ أنا كنت عايزك في الشغل، مش أكتر.”
بصت له مذهولة، وهو يكمل:
– “بس إنتي… الهوا والمشاعر سيطروا عليكي. ولسه فاكرة إن ده كفاية.”
تصلب فكّه وهو يقول: – “للأسف… في بينا خلاف أكبر من إننا نكمّل كده.”
مارغريت: – “خلاف إيه؟ طب فهمني أنا عملت إيه؟”
علي نزل القطعة المعدنية، طلع ورقة من الملف ورماها قدامها:
– “أمضي.”
مارغريت بتوتر: “أمضي على إيه؟”
علي: “تنازل… بقيمة ١٠٠ ألف دولار.”
اتسعت عيناها بصدمة: “إيه! أنت اتجننت؟ المبلغ ده مش طبيعي!”
حط رجل على رجل “عارف… وبقولك اكتبيه. ده حق وقتي اللي ضيعتيه… والخساير اللي سببتها لي لما رُحتِ اتعاقدتِ مع الشركة التانية ولغيتِ اتفاقنا. ده خلاني أخسَر كتير. وانتي عارفة كويس… أنا لا بقبل الخساير ولا بسمح لحد يعمل اللي عملتيه.”
سكت لحظة، وبنبرة باردة زاد ضغطه “بس هعديهالك… لأنك ست.”
مارغريت ارتعشت مكانها، علي: “يلا، أمضي بسرعة… ما عنديش وقت أضيعه تاني معاك.”
مارغريت بصوت واطي: “ما… معيش قلم.”
علي ابتسم ببرود، وطلع قلم من جيبه “معلش… نسيت.”
مدّه قدامها. مارغريت بصتله بعدين مسكت القلم، خد الورقة واتأكد من توقيعها.
مارغريت: “في حاجة تاني؟”
رفع عينه عليها وقال ببرود: “اقل.عى.”
نظرت له بصدمة، لكن صوته القاطع ما استناش رد.، رمت القميص… ولما وصلت عند ملابسها الداخلية، رفع إيده وقال:
“بس.”
وقف من مكانه واقترب منها، عينه مسلطة عليها من فوق لتحت، بنظرة مسيطرة. وهي واقفة قدامه بثقة مصطنعة، كأنها جسد بلا خو.ف، بلا حياء.
مارغريت بابتسامة مراوغه: “نقدر نرجّع علاقتنا تاني؟”
على ابتسم قال”عندي شغل… هقابلك بعدين.”
مشي وقفته مارغريت بتلح : “أمتى؟”
ما ردش. لف وخرج من غير كلمة،
قدام الفندق، عربيتين كانوا مركونين على جنب. في واحدة منهم واقفه بيبص على الفندق رن صوت موبايل بعيد، بص على العربيه التانيه قال
” نسيى تليفونه.”
صوت جه من وراه “يمكن سايبه قصد.”
لف بسرعة. لقى “علي” واقف وراه بابتسامة باردة.
“خرجت إمتى؟ أنا مراقب الفندق وماشفتكش!”
علي “شوفت إن سهل أوي حد يغفلك يا مالك.”
مالك : “انت بس… عملت إيه؟”
علي : “متتوقع اى غير إني خدت اللي عايزه.”
سكت مالك لحظة، وبعدين ابتسم وقال “متوقعتش غير كده”
كل واحد منهم ركب عربيته، وتحركوا مع بعض لحد ما وصلوا لبيت أنيق، عصري التصميم.
نزل علي من عربيته، ادا الورقه لمالك قال”خد العقد ده… خليه يتصور في الشركة ويتبعت لمصر فوراً.”
مالك: “تمام… لكن في مسج وصلني من الشركة لازم تعرفه.”
علي هدوء: “مسج إيه؟”
مالك: “من بدران بيه… بيقول إن تليفونك مشغول وبعتلك إيميل رسمي عشان يبلغك.”
عين علي ضاقت “تمام… هشوف الإيميل. وأوعى حد يرد عليه.”
مالك – “مش هيضايق إنك مأخر الرد؟”
علي رفع عينه – “ده بدران… أخويا. والرد لازم ييجي مني أنا. أعرف في إيه، بس الأكيد… مش هيكون غلط في الشغل.”
مالك اتنهد وقال بنصف ابتسامة:– “إنت أصلًا ما بتسيبش غلط يعدي عليك.”
علي عينه فيها لمعة صقرية وقال– “امشي… عشان تلحق تبلغهم.”
أومأ مالك، ركب عربيته ومشي.دخل “علي” البيت بخطوات ثابتة، البيت أنيق ومترتب على الطراز العصري. استقبلته خدامة أجنبية بابتسامة مهذبة:
– “العشا جاهز يا مستر علي، أحضره دلوقتي؟”

 

قال لها بهدوء:– “آه.”
مشى على طول لمكتبه وفتح اللابتوب. عينه وقعت على رسالة قصيرة من بدران “كلمت حد يتعيّن بدالك مؤقت… لأنّي عايزك في مصر. جه وقت نزولك يا علي… محتاجك.”
علي قفل اللابتوب ببطء، وكأن الكلمات لسه بتتردد في دماغه.
الخدامة رجعت بكوب قهوة، وحطته قدامه من غير ما تنطق. كانت عارفة إن القهوة بالنسباله مقدسة وقت التفكير.شرب بوق. ابتسم
في حرم الجامعة، كانت “وعد” ماشية مع “ياسمين” قالت- “المحاضرات كتير أوي… ضهري كسرني.”
وعد – “فعلاً… كأنهم بيتعمدوا ينتقموا مننا.”
ابتسمت ياسمين – “إيه رايك نفك النهاردة ونروح الـ نايت؟ صحابنا كلهم هيكونوا هناك.”
وعد – “إنتي عارفة إني ما بحبش الأماكن دي… الدوشة والزحمة مش ليا.”
ياسمين غمزت وقالت بنبرة دلوعة– “ما تمثليش يا وعد… انتي اللي مش قادرة تنزلي. على الأقل اعتبريها بارتي.”
وعد ضحكت بخفة– “بارتي لأي مناسبة يعني؟”
– “بارتي عيد ميلادك يا ناسية! عندنا كارت دعوة كامل مخصوص ليكي.”
– “مش كنتِ تعمليه في البيت وخلاص؟”
ياسمين قطبت – “كنت طول الوقت فاكرة إنك بتهزري معايا… بس بجد انتي نسيتي؟”
وعد سكتت قليلا قالت– “هتصدقيني لو قلتلك… إني معرفش يوم ميلادي أصلاً؟”
ياسمين – “إزاي ما تعرفيش يوم ميلادك… وانتي بيتعملك عيد ميلاد كل سنة تحفة من بباكي وعيلتك؟”
وعد ابتسمت – “أنا بتفاجئ بيها كل مرة من بابا ويوسف… يمكن بفرح منهم، بس عمري ما كنت أعرف التاريخ.”
ياسمين – “يعني عايزة إيه أكتر من كده؟ ده كفاية إن أخوكي قمر أوي! عرفيني عليه بقى.”
– “ارحميني يا ياسمين… قلتلك مليون مرة يوسف لأ.”
ياسمين – “آه ما انتي بتحبيه أوي كده… متخافيش، مش هبعده عنك يا عمتو.”
وعد حاولت تبان جادة بس ما قدرتش تمنع ابتسامتها:
– “أمشي يا مجنونة.”
في شركة بدران، كان قاعد في مكتبه الكبير، يوسف معاه قال
– “هو بعتلك رسالة؟”
بدران – “لأ… بس واضح إنه قرا رسالتى. وأنا عارف الإيميل مش مع حد غيره.”
يوسف – “يعني بيتقل عليك ولا إيه؟”
الباب اتفتح بهدوء. دخلت امرأة جميلة وأنيقة، خطواتها واثقة وابتسامتها خفيفة.– “إزيك يا بدران بيه؟”
يوسف ابتسم وقال بسرعة– “هاي يا خالتو.”
نادين ابتسمت– “إنت بتعمل إيه هنا؟ مش شغلك في الفرع التاني؟”
بدران أشار لها تقعد – “اعقدى ينادين
نادين – “معلش عندى شغل، بس كان لازم أبلغك… جالي ميعاد حجز الطيارة. وكستر علي بيبلغ حضرتك إنه هيكون بكرة في البيت.”
رفع بدران حاجبه بدهشة– “هو حجز بالسرعة دي؟”
يوسف – “ما هو معاه الجنسية من شغله… طبيعي ما ياخدش وقت.”
نادين – “بتاخد وقت برضه… بس علي بيعمل كل حاجة بإرادته هو. وأعتقد إنه نازل إجازته، وكل الترتيبات كانت جاهزة من قبل.”
بدران – “كويس… كويس جدًا. بلّغيه إني في انتظاره.”
رجعت وعد البيت، أول ما دخلت لقت فاطمة شايلة قفص فاكهة ومعاها باقي الخدم. كلهم ابتسموا وقالوا بصوت واحد تقريبًا:
– “إزيك يا آنسة وعد… حمد الله على السلامة.”
ابتسمت بخفة – “الله يسلمكم… إيه الفاكهة الكتير دي انتو فاتحين جنينه؟”
إحدى الخادمات ردت مرتبكة – “تجهيزات… الهانم طلبت.”
وعد استغربت، طلعت السلم وقفت عينها على أوضة مفتوحة… شدها الفضول، قربت بسرعة، بس وهي داخلة خبطت في خادم كان معدي. ما اهتمتش، ودخلت الأوضة. لقت الخدم بيكنسوا ويغيروا مفروشات، كأن المكان بيتجهز لحد مهم.
قالت – “إنتو بتعملوا إيه هنا؟”
– “بنروق… حضرتك عايزة حاجة؟”
– “الترويقة دي مش طبيعية… يلا، قولولي في إيه؟”
وقبل ما حد يرد، ظهر صوت من وراها.رانيا – “وعد… ابعدى من هنا؟”
رجعت وعد – … إيه اللي بيحصل هنا؟”
رانيا – “شايفة هدومك اتوسخت إزاي؟”
تنهدت وعد وقالت – مش عارفة فين الوساخة! أنا لسه شايفاهم… بس خلاص هغير هدومى.
ردّت رانيا ب– يبقى كويس، مش لازم يكون في هدومك ذرة تراب، ده يقلل منك قدام نسايبك.
– نسايبي؟!
– آه… قلة القعدة معاهم نسيتك. يلا، ادخلي أوضتك ذاكري وكلّي، وسيبيهم ينجزوا شغلهم قبل ما علي ييجي.
وقفت وعد لوهلة – علي؟! عمي جاي من أمريكا؟
رانيا – أيوه.
– إمتى؟!
– معرفش… بدران بلغني إن الأوضة تجهز قبل بكرة، علي دايمًا بيفاجئ والدك برجوعه.
– بابا اكيد عايز المفاجأة دي… أكيد بابا مستنيه.
رانيا – بالنسبة لوالدك، علي مش مجرد أخ… ده نصه التاني ودراعه اليمين.
مشيت وعد ،رانيا ما اهتمتش، لمحت الخدم وقالت بصرامة:
– روقوا كل شبر، عارفين إن علي عنده وسواس نظافة.
أومأوا بسرعة، وابتدوا ينضفوا المكان بحرص شديد.
في صباح اليوم التالي، نزلت وعد من غرفتها لقت بدران،ابتسمت وقالت:
– صباح الخير يا بابا.
ردّ بهدوء – صباح النور يا وعد… حسبتك دلوقتي في الجامعة.
ترددت، ثم قالت :– الصراحة يا بابا… مش قادرة أروح النهارده، هاخد إجازة.
قبل أن يكمل بدران، ظهرت رانيا من خلفها
– مش قادرة تروحي يعني إيه؟ ولما درجاتك تنقص، أكيد أبوكي هيضايق مني أنا… ويقول إني مهملة.
التفت بدران نحو ابنته،– ليه مش عايزة تروحي؟ تعبانة؟
وعد مش عايزه تقلقه – لا… مش تعبانة.
– مفيش سبب لغيابك. هخليهم يجهزولك العربية دلوقتي.
– حاضر يا بابا. طيب… وانت مش رايح الشركة النهارده؟
– لا.
مشي ووعد بصيت لرانيا ومشيت ببرود
وقفت العربيات السوداء الفارهة قدام المطار في صف منظم، لمعتها بتلمع تحت إضاءة الشارع.
رفع محمود التليفون وهو واقف منتبه:
– ألو… أيوه يا بدران بيه، إحنا عند المطار. عرفت إن الطيارة وصلت… يعني البيه وصل. أول ما يركب هبلّغ حضرتك.
قفل التليفون وعدّل رابطة عنقه بسرعة وهو يبص ناحية البوابة.
لحظات وظهر رجل طويل القامة، لابس بدلة سوداء أنيقة، خطواته ثابتة وعينيه فيها برود يخلي اللي يقابله يحس بثقل غريب. بجانبه كان ماشي مالك، مساعده الخاص، زي ظل ما بيفارقهش.
وقف محمود منتبه وقال باحترام:
– علي بيه… أهلا بحضرتك.
علي رمقه بنظرة عابرة وقال بنبرة هادية:
– شغال جديد؟
محمود هز راسه بسرعة:
– لا يا فندم، بقالـي سنتين مع بدران بيه… وسمعت كتير عن حضرتك.
اقترب علي بخطوات هادية، ربت على كتفه بخفة وقال:
– أهلا يا محمود.
ارتسمت ابتسامة ارتياح على وش محمود:
– اتفضل حضرتك… العربية جاهزة.

 

بص علي حوالين رجاله وقال بجملة قصيرة لكنها تقيلة:
– واضح إن بدران زوّد الحراسة.
مالك فتح باب العربية بسرعة، ركب علي بهدوء وانطلقت العربيات في صف منتظم.
فى الفيلا نزل علي وبص للبيت بكل تفاصيله، قاله مالك وهو جنبه:
– عودًا حميدًا.
رد علي – المرة دى هتكون العوده الأخيرة.
قلع نظارته الشمسية ودخل البيت، قابلته رانيا وقالت برسميه:– أهلا يا علي، الطريق خد وقت كتير.
–إزيك يارانيا… فين بدران؟
– في الصالون، مستنيك بقاله كتير.
مشي علي ودخل على بدران، أول ما شافه بدران ابتسم وقال:
– كنت عايز تعيش بره كتير.. عارف إنك مشغول بس مش لدرجه مترظش عليا
قال علي – الضغط بقا…اتأخرت عليك.
قرب وقعد قدامه بابتسامة وقال – شايف إني وحشتك أوي ولا يكون في مصيبة؟
قال بدران – مفيش حاجة، المهم تكون سيبت الشغل هناك لحد مسؤول.
قال علي – سيبته، عشان استمتع بإجازتي.
قال بدران – برحتك طبعًا، بس امسك الشغل هنا بعد ما إجازتك تخلص. بلاش ترجع، هنلاقي بديل هناك، بس هنا أنا عايزك معايا.
نزل علي نظارته وبصله بعينه وقال – حصل حاجة يا بدران؟
قال بدران وهو بيبص لعلي “أنا بعتمد عليك أكتر من أي حد يا علي.. إنت دراعي اليمين في كل حاجة. وجودك جنبي هنا مع عيلتي وفي الشغل هيساعدني كتير.”
سكت علي شوية قبل ما يرد بدران – فهمتنى يا علي.”
على: “متقلقش.. مش ناوي أرجع تاني، المرة دي كانت الأخيرة.”
ابتسم بدران وقال:”كويس.”
في اللحظة دي دخل يوسف وقال:”بابا.”
أول ما شاف علي وقابلت عينهم بعض، ابتسم يوسف واقترب منه:
“عمى بنفسه هنا! أخيراً وصلت. شكلك بقى شبه بابا.. هو الشغل بيخليكم رجال أعمال بجد ولا إيه؟”
على “وأنت شكلك زي ما هو يا يوسف.”
يوسف “بجد؟ مع إنهم بيقولوا إني اتغيرت كتير.”
دخلت رانيا في الكلام بابتسامة “أكيد يوسف كبر ومسَك شغل بدران من يوم ما خلص الجامعة.”
قال علي بابتسامة غامضةز”هايل.. عشان المرة دي هتشتغل معايا أنا.”
ابتسم يوسف “يبقى هتعلم خبرة منك يا عمي.. لحد ما ترجع.”
تدخل بدران “علي هيستقر في مصر.”
رانيا باستغراب “إزاي؟ مش عنده شغل برّه؟”
رد علي بهدوء قاطع: “قدمت استقالتي.”
انصدمو، لكن بدران قطع الكلام “كفاية كلام عن الشغل دلوقتي. خلوا الخدم يطلعوا الشنط على الأوضة.”
رانيا “أنا قولتلهم خلاص.”
قرب يوسف من علي :”اتصلنا عليك كتير.. ليه مش بترد؟”
على”كنت مشغول.”
يوسف تنهد وقال بنبرة لاذعة:”إنت دايمًا كده.. بتتجاهل أي حد. متغيرتش كتير، تصدق؟”
مد إيده على كتف علي بابتسامة.بس علي بصله بعينه الجانبية سرعان ولوّح كتفه بقوة ورمى يوسف على الكنبة بع.نف.
اتصدم الكل وعلي كان رافع قبضته، على وشك يضر.ب يوسف وهو بيقول بصوت مخيف
“إيــاك تلمسني.”
بصله الكل من عينه والش.ر المطلق، يوسف بص لعلي بخو.ف واضح، وصوته مهزوز “اهدى يا علي… حصل إيه لكل ده؟”
رانيا بتوتر “علي! في إيه؟”
علي فضل ساكت رجع لصوابه بعد عنه، رانيا جريت لابنها وهي بتسنده:
“انت كويس يا حبيبي؟”
يوسف ماسك دراعه قال بضيق”كل ده… عشان كنت هحط إيدي عليك؟!”
بدران “أنت عارف يا يوسف… علي بيكر.ه حد يلمسه.”
رانيا “ايووه…إزاي نسيت ده؟”
علي “أنا حذرتك من زمان.”
يوسف تنهد وقال بانكسار “عارف… بس افتكرت إنك اتغيرت، حتى في العادة دي… وبعدين الحماس خدني… ليك كتير غايب يعنى.. كعقول بتعمل كده ف اى حد يلمسك ع الاقل شوفنا بيحصلك اى والفضول انتهى ومحدش هيقربلك تانى خو.فا ع نفسه.”
علي ما ردش، لف وقال”هطلع أوضتي.”
خرج من هناك قابل مالك. قبل ما مالك يلحق يتكلم، قال علي:
“فين الكحول؟”
استغرب مالك، لكن من غير ما يسأل طلع له بخاخ.
علي مسك ورش بسرعة على المكان اللي يوسف لمسه فيه، وكأنه بيرش على حشرة.
مالك سكت وفاهم اللي حصل، أخد منه البخاخ تاني وحطه في جيبه.
طلع فوق، وهو ماشي قدام أوضة مفتوحة. وقف… الأوضة فاضية بس تفاصيلها ناعمة، شكلها يخص بنت.
دخل بخطوات هادية، وكأنه عارف إن الحاجات دي بتاعة حد مختلف عن باقي البيت.
عينه وقعت على صورة عائلية محطوطة على المكتب. وقف عندها وبص كويس… بنت شعرها طويل، عيونها سودة واسعة، لابسة بالطو فاتح، ابتسامتها بريئة وسط بدران ويوسف.
وقف يتأملها شوية… ورا ضهره اتسمع صوت رانيا: “علي… أوضتك جاهزة فوق.”
ملفش وهو لسه عينه على الصورة. قال “وعد…”
بصت رانيا قالت “أيوه… ده كان أول يوم ليها في الجامعة. كانت عايزة تاخد ذكرى مع أخوها وبدران… ويوسف طبعًا رحلها بالكاميرا.”
سكت علي، ولسه عيناه معلقة بالصورة قال – وعد كبرت
في الجامعة، كانت وعد واقفة مع أصحابها بتضحك.قال ياسمين:
“النهاردة بالليل بقا… متنسوش.”
بحماس:”أوكي… إياكم حد يتأخر!”
ضحكوا كلهم “لا متقلقيش… يلا باي.”
وعد ابتسمت وقالت لياسمين “أنا همشي بدري عشان ألحق أجهز.”
مسكتها ياسمين من إيدها وقالت: “لا يا ست… هتيجي معايا نجهز سوا ونروح على طول النايت.”
استغربت وعد “أجهز فين؟”
قربت منها ياسمين وقالت بنظرة “أنا عارفة إنك قلقة، بس متخافيش… خلاص هاكر معانا. وبعدين إنتي تعرفي تحطي ميكاب حلو جدًا، تعالي جهزيني معايا.”
تنهدت وعد باستسلام، ومشوا سوا وهما بيضحكوا.
على الغدا كان بدران قاعد مع عيلته، وأول ما نزل علي قال: “خليتكم تستنوا.”
بدران وهو بيشاور: “اقعد يلا.”
جلس علي معاهم، وبدأ يقطع التوست بالس.كينة بهدوء.
رانيا ويوسف كانوا بيرقبوه من بعيد، كل واحد فيهم عينه مليانة تساؤلات.
قال بدران وهو ماسك كباية المية: “لما تخلص عايزك في المكتب… في موضوع بخصوص الشغل لازم يتعمل.”
علي بابتسامة باهتة: “شغل على طول كده؟”
ابتسم بدران: “هو لازم نستنى؟”
رد علي بجفاف: “أقول إيه…”
قام بدران من مكانه: “تعالى ورايا.”
تنهد علي، أخد معاه سندوتش وهو ماشي، وقبل ما يقوم بص لرانيا اللي كانت مركزة فيه. أول ما عينه وقعت على عينها، ارتبكت بسرعة ونزلت نظرها.
علي اكتفى بابتسامة صغيرة، ومشى ورا بدران.
دخلوا المكتب، وعلي قفل الباب وقعد قدامه وهو لسه بياكل:
“قول… إيه الموضوع؟”
قال بدران “عارف رضوان؟ شركته محتلة السوق دلوقتي. في وفد مهم جاي، والتعامل معاهم متعقد بقاله فترة. المشكلة إن الوفد ده واضح إنهم مديين ثقة أكبر لشركة تانية غيرنا.”
سكت علي لحظة وهو بيبص له وقال:”تمام… كمل.”
قال علي وهو بيرفع حاجبه: “رضوان؟!”
رد بدران “مفيش غيره. الوحيد اللي قادر ياخد مكاننا في السوق. حتى المعاملات قلدنا فيها من بره. ولو خ.طف الوفد ده مننا، تبقى خسا.رة كبيرة وو.جع مش قليل.”
على “ما تقولش إنك معرفتش تتعامل معاهم!”

 

تنهد بدران:”سيبت الموضوع ليوسف… حسيت إنه خر.بها أكتر.”
قال علي “يوسف لسه صغير… أو بمعنى أصح مفهمش الشغلانة. بعيد عن إنه ابنك.”
قال بدران “هو عمل كل حاجة، بس هما فعلاً بيماطلوا. الأزمة عندهم في الشحنة اللي طالبين نصدرها. واقفة على السفن.
أمال علي راسه وقال “يعني هم اللي مترددين في فلوسهم؟ فاكرين هيترموها في الأرض؟”
أومأ بدران: “بالضبط. والسفن واقفة… بضاعتهم موقفه شغل كتير.”
أومأ علي بتفهم، أخذ منديل ومسح فمه ثم قال:
“عايزني أشوفهم؟”
رد بدران بثقة:”خلّص الموضوع. أنا مش بثق في حد قدك يا علي، وواثق إني بكلم الشخص الصح.”
نظر له علي قليلًا ثم قال بهدوء “هكون عند ثقتك.”
سأله بدران:”وهتعمل إيه؟”
ابتسم علي:”سيبلي الموضوع… هيخلص النهارده أو بكرة.”

في الحفلة الأجواء كانت صاخبة، موسيقى عالية وضحك في كل مكان.
ياسمين، صاحبة الحفلة، طالعة متألقة. واحدة من صحابها قربت منها وقالت بإعجاب:
“مين عملك الميكب ده؟”
ضحكت ياسمين وقالت: “وعد.”
البنت استغربت: “وعد؟ فين هي؟”
ردت ياسمين “بتجيب حاجة من العربية… اهي جت.”
التفتوا يشوفوا وعد وهي داخلة. كانت لابسة فستان أزرق يليق عليها جدًا،سايبة شعرها على كتفها.ابتسموا لها بإعجاب، واحد من الشباب بص لصحابه وقال:
“بفكر أرتبط بوعد.”
صحابه ضحكوا عليه، وصاحبته ضربته بخفة على دراعه وقالت:
“يا عم ده وعد تق.تلك لو سمعتك.”
ابتسم وقال لياسمين: “هي مرتبطة؟ إنتِ أكتر واحدة عارفها.”
قبل ما تلحق ترد، ظهرت وعد بنفسها وقالت بثقة:
“محدش يعرفني غيري… عايز تسأل عن حاجة تخصني، تسألني أنا.”
ضحكت ياسمين وقالت:” متقول.”
بص لها الشاب وقال “طالعة جميلة يا وعد.”
ابتسم الكل، وقالت وعد بهدوء “شكرًا.”

في الليل – عند النايت نزل علي من عربيته، وراه مالك. قال له مالك وهو بيحاول يقنعه: “كان الأفضل تعقد في الفيلا من غير مقابلات النهارده.”
رد علي : “بدام أنا عايز كده، يبقى مفيش أي مشكلة.”
قال مالك : “لسه راجع النهارده يا علي.”
ابتسم علي ابتسامة جانبية وقال: “خلينا نشوف فرق الشغل هنا عن أمريكا.”
دخل علي “النايت”، الجو كان صاخب، موسيقى عالية وأنوار ملونة.
قال له واحد من النادل وهو بيشاور:”طرابيزتك خاصة، بعيد عن الدوشة عشان الاجتماع.”
أومأ علي بخطوات ثابتة ومشي ناحيتها.

ياسمين اتأففت وهي ماسكة الكأس
“إيه الموسيقى الرخمة دي؟”
ضحكت صاحبتها وقالت:”بس المكان تحفة، اختيار موفق يا ياسمين.”
ردت ياسمين بالإنجليزي وهي واثقة:”I know.”
جالهم النادل وقدّم المشروبات، رفعوا كؤوسهم وضربوها ببعض بابتسامة.
لكن وعد، وهي قاعدة، كانت مشغولة بطرف فستانها وعيونها تلمع بفكرة. وقفت فجأة واتجهت ناحية الدي جي.
قالت له بلطف: “بعد إذنك.”
بصلها بدهشة: “فعلا؟!”
أومأت له بابتسامة صغيرة، وبرغم إن المفروض ممنوع، ضعف قدام جمالها وسمح لها. أخذت السماعات، وقفت مكانه، وبدأت تعبث بالأزرار بثقة. وفجأة تغيّرت الموسيقى تمامًا لأغنية حماسية.
الناس كلها التفتت لها بدهشة، صحابها وقفوا يصيحوا ويشجعوها بصوت عالي.
وعد كانت مندمجة، عينيها بتلمع بابتسامة مشاغبة، بتحرك رأسها مع الإيقاع، وبتغيّر الأصوات كأنها وُلدت للّحظة دي.

بعيدًا عند الطاولة علي كان قاعد يتابع، حرك رقبته ناحيتها ببطء، وخلع نظارته لأول مرة من دخوله.
نظر مطوّل للوجه المضيء على ضوء الألوان، البنت اللي قلبت الجو كله بثقة وسحر غريب.
اقترب منه مالك وقال بخفوت: من هنا
رد علي بعينين معلّقتين بوعد “مش دلوقتي.”
اعترض مالك: “بس مستنيينك.”
قال علي ببرود عميق ونبرة مسيطرة: “خليهم يستنوا.”
مالك بصله باستغراب… لأنه أول مرة يشوف علي مهتم بحاجة غير الشغل.

حضنت ياسمين وعد وهي نازلة من عند الـ DJ وقالت بحماس:
– “انتي لو دخلتي راب والله هتشهري كلنا.”
ضحكت وعد بخفة – حيلك يا بنتي دي كلها موسيقى.”
دخل واحد من صحابهم وقال – “شوفي المايك بيبصلك إزاي، بكره هتجيلك دعوات أفراح بالهبل.”
ضحكوا كلهم بصوت عالي، وشربت وعد عصيرها. لكن فجأة توقفت،. لفت راسها وراها بسرعة.
ياسمين لاحظت وقالت باستغراب:– “مالك؟”
ابتسمت وعد ابتسامة باهتة – “لا مفيش… حسيت إن حد بيراقبني.”
قالت ياسمين :– “يا شيخة كلنا بصينا عليكي.”
ابتسمت وعد مصطنعة وقالت – “هروح الحمام وراجعة.”
مشت لحد الحمام بخطوات تقيلة، ووقفت قدام المراية تغسل إيديها وترش شوية مية على رقبتها. جنبها كانت في بنت بفستان قصير، واقفة تصلح مكياجها وتحط روج أحمر فاقع.
– “إنتي كويسة؟”
بصتلها وعد من المراية وقالت – “أه… بس دماغي مصدعة شوية.”
ضحكت البنت بخفة – “عشان المزيكا ولا عشان شربتي حاجة زيادة؟”
سكتت وعد،. البنت فضلت تبصلها بنظرة طويلة، وبعدين قالت وهي بتطلع من شنطتها شريط صغير:
– “تاخدي دوا، يحسّنلك دماغك.”
بصتلها وعد وقالت بهدوء: – “شكرًا.”
لكن وهي بتاخد منديل تنشف إيديها، البنت خرجت شريط برشام من شنطتها وقالت بابتسامة غريبة – “خدي… بستعمله كتير في المواقف دي. متقلقيش، آهو.”
مدّت واحدة، بعدين أخدتها قالت – “شكراً.”
أومأت لها البنت وخرجت من الحمام وعد بتفتح البرشامه، سمعت “تكة” الباب.
لفت، اتفاجئت بضهر راجل بيسد مدخل الحمام. ارتبكت وقالت:
– “لو سمحت… ده حمام البنات!”
ما ردش. خطا خطوات بطيئة ناحيتها. عينيها اتسعت وقالت بحدة:
– “أنا بكلمك… اتفضل اخرج!”
حطت إيدها بسرعة في شنطتها، وبترجع وطلعت بحاجه لكن قبل ما تتحرك، مد إيده بخفة خارقة، مسك دراعها ولفها بسهولة، ثبتها على الحوض البارد.
صرخت بعصبية وهي بتحاول تفلت – “ابعد عني!”
قرب وشه منها وقال بصوت غامض – “عشان تها.جمي حد… لازم الهجو.م ما يكونش مكشوف.”
اتجمدت مكانها، كلامه كان أغرب من الموقف نفسه.
حسّت إيده رغم إنها ماسكة فيها، خفيفة… مش زيه زي أي معتدي.
رفعت عينيها بخوف ناحية المرايا، عايزة تشوف ملامحه، لكن قبل ما توصل..النور انقطع فجأة.
الصوت الوحيد اللي فضل مسموع هو دق قلبها السريع وأنفاسه القريبة منها.
اتصدمت وعد من السواد المفاجئ، ولفت بخوف وهي تلهث – “إيه اللي بيحصل؟… النور فصل ليه؟!”

 

صوته جه هادي وغامض وهو لسه ماسكها – “اهدّي.”
زقّته بكل قوتها – “ابعد! انت مين؟ عايز إيه؟ لو قربت… هتمو.ت! سمعتني؟… انت متعرفش أنا مين!”
رجعت بسرعة لورا، لكن اتخبطت في الحيطة، كادت تقع… فجأة إيد قوية مسكتها من وسطها، جذبتها ناحيته لدرجة إنها اتشبكت في رقبته من غير وعي.
لحظة صمت خانقة وبعدين… طقطقة “ولا.عة” كسر.ت السكون.
اللهب الصغير أضاء وشوشهم. انعكاس النا.ر ارتجف في عينه… عينيه الصقرية اللي اتلمعت وسط الظلام.
وعد اتسمرت مكانها، شهقتها اتحبست في صدرها، وعينيها اتسعت بدهشة مش مصدقة. وجهه… تعرفه جيدا…
علي – “لسّا بتخافي من الضلمة
بين الحب والانتقام
البارت٢

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *