رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الرابع 4 بقلم شاهيناز محمد
رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الرابع 4 بقلم شاهيناز محمد
البارت الرابع
انقطعت عن الكتابة مدة لا بأس منها؛
لأنك مُحتل حروفي،
قلمي يخط بكل ذكرياتنا،
عقلي يؤنبني إذا انشغلت بشيء عنك،
حبيبي..
قلبي يظل كل ليلةٍ يحثني على الرجوع،
لكن عقلي يعنفه وبشدة،
عندما كنا سويًا كان قلبي وعقلي يتفقان على نفس الشيء،
_وهو حبك_
أما الآن؛
عقلي في صراع دائم مع قلبي،
ذلك العضو الذي يسبب لي كل آلامي،
أعلم تمام العلم بأن عقلي هو الصواب،
وأن رجعونا أصبح مستحيلًا.
ملك سُليمان.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
_ يا بابا يا حبيبي بقولك انا والله كويسه، وشغلى ماشي كويس واسمي اتعرف شويه كمان.
تحدثت ” نور ” وهي تُغلق باب شقتها خلفها، كانت شقة استوديو صغيرة، بها فقط غرفة نومها وغرفة معيشة، وكانت كافية لها، وضعت حقيبتها وهي تستمع لوالدها:
_ جلبي واكلني يا ” نور “، هتفضلي جلجاني كدا كَتير ؟.
إبتسمت بحُب وهي تتنهد، لم تُكمل السنة هُنا، وكل يوم يخبرها بنفس الاشياء، أجابته بهدوء :
_ متخافش عليا يا حبيبي، وبعدين أنت مش واثق فيا يا بابا ولا إيه ؟.
_ لا واثق طبعاً، لو مش واثق مش هخليكي تخطي برا باب الدار.
تنهدت براحه عند إجابته، وعندما كادت أن تتحدث أخذ إبن عمها الهاتف من والدها وصرخ قائلاً :
_ مش ” دياب ” هيتجوز حبيبة القلب
شهقت ” نور ” وهي تقف، واردفت غير مصدقة :
_ ” مُهرة ” ؟.
_ هي بعينها.
اجابها ” زيدان “، فأبتسمت بسعادة، وسمعت صوت مختلف يردف :
_ دا عشان الطار يوقف يا ” نور “، متسمعيش كلام الصايع دا.
لم تصدقه، كانت تعلم أن الغرفة ربما لا تسع أجنحته من فرحته، كانت ” مُهرة ” حلم ” دياب ” منذ سنوات، والعداوه بين العائلات وقفت بينهم، ولكنها لم تعلم أبدا ولم يخبرها أبدا،
_ طار اه، يلا يا كداب، دا أنت اول ما عمي قالك كان ناقص تطلعلك جناحات تطير بيها
_ لم نفسك يا ” زيدان “.
استمعت ” نور ” لـ المناوشات الخاصة بهم بحُب، وتحدثت حالما انتهوا :
_ وحشتوني أوي يا ولاد.
_ وإنتِ كمان وحشتينا، والله نور البيت غايب من ساعة ما مشيتي.
قد يعجبك أيضاً
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ بقلم zahra-egy
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ
348K
17.5K
تسلّلَت أنفاسُكِ من لفائفِ الكَتْم، كعطرٍ مسمومٍ من معبدٍ منسي، يا من نُقشَ اسمُكِ على تابوتِ الغواية، أنتِ قبلةُ رع، لكنّ خلفَ عينيكِ تَكمُنُ أنيابُ أنوبيس. أراكِ… لا…
أليف الروح بقلم MariamMahmoud457
أليف الروح
603K
34.5K
شعور أحمد خالد توفيق عندما قال "معني الصداقه الحقيقية أن أراك جديراً بأن أئتمنك على جزء من كرامتي". يقولون تألف الروح بمن تُحب، من الممكن أن يكون المُحب صديقاً…
الموروث نصل حاد بقلم Asawr_Hussein22
الموروث نصل حاد
17.3M
1M
إرثٌ عظيم .. مُلكٌ أتى من غَير تَرميـم طريقٌ مظلم ومُعتم نهايتهُ غَـريم قَـرار مُدمر ، تصرفاتٌ غير مدروسة بتنظيـم نَظراتٌ حاسِدة ، أيادي مُتشابكة و باردة أسرار مكنونة…
عنقود محرم بقلم yakot1
عنقود محرم
585K
27.7K
حين تنضج المشاعر في غير موسمها و يُصبح الأقرب هو الأكثر بُعدًا، ينشأ حبٌّ لا يَغفره المنطق، ولا يَسمح به القدر . بين روابط العائلة وأسوار المحرمات، بين شاب أحبّها عُمرًا…
لحن الفجر بقلم Salmaa_Ebrahim
لحن الفجر
2.8K
110
ماذا لو كانت حياتك كلها مبنية على كذبة؟ رجل ظننته الأب الحامي، لم يكن سوى خاطف سرقك من عالم لم تعرف بوجوده. بين ألم الخيانة ورحلة البحث عن الحقيقة، تنسج الأحداث خيوط الغ…
هُويَّة منسيَّة. بقلم BasmaLa_Mohammad
هُويَّة منسيَّة.
359K
16.8K
هل يُمكن أن تُنسى هَويَّتك؟؟ هل يمكن أن تفقد جزء أنت منهُ وهو منكَ!؟؟ عندما تُكرِه كونَك أنت فـتُفقد هَويَّتك عن قصد، وتعيش قصة وحياة ليست بقصتك وليست بحياتك! وتُرغم أن…
ديجور الهوى/ كاملة بقلم FatmaSultan947
ديجور الهوى/ كاملة
1.2M
97.2K
لو كنت جلادًا على قلوب البشر وأفعالهم تأكد أن الأمر لن يُحتمل ولو كنت قديسًا بلا أخطاء تأكد أن المكان لن يُناسبك.. هنا نحتاج شخص قلبه لين حتى يغفر وكبير جدًا حتى يتحمل ه…
اجابها ” زيدان “، فأبتسمت وتحدثت معهم لبعض الوقت، ثم قبل أن يغلق أردف ” دياب ” :
_ هتيجي قبل الفرح بيومين يا ” نور”، ومش هقبل بأقل من كدا.
_ حاضر، انا أقدر اغيب عن حدث زي دا.
بعدما ودعتهم جميعاً أغلقت الهاتف، وضعته على الطاولة ثم دلفت غرفتها لتُغير ملابسها، حينما انتهت تسطحت على سريرها، أمسكت هاتفها وهي ترى ” جنة ” ترسل لها على الواتساب :
GANA : اتمنى يكون موقف علي النهارده مأثرش على صداقتنا الجديده.
إبتسمت ” نور ” من خوف الفتاة من خسارتها، على الرغم أنها اصغر منها بسنتين، إلا أنها احبتها، فأجابتها لتُريح ضميرها :
_ اكيد لا، إنتِ ملكيش ذنب في تصرفات اخوكي، وبعدين قولتلك أنه حقه يتعصب يعني عادي يا ” جنة” بتحصل.
GANA : هو قالي اعتذرلك، وانه مكنش قصده واتعصب بس عشان خايف عليا.
_ وانا قبلت اعتذاره، اطمني إنتِ بقا.
ارسلت لها قلوباً ردتهم ” نور “، فتحت تطبيق الفيسبوك وجدت ” جنة ” تُشير لشقيقها بـ بوست خاص بالأخوة، عضت على شفتها السُفلى وهي تضغط على حسابه الشخصي
وجدت صوره واحده فقط له، كان يقف بمطبخ يبدو أنه بمطعم ما، ظهره للكاميرا بينما يلتفت فقط بنصف وجهه،
عَبِست بحزن، كانت تريد أن تراه، وبخت نفسها وهي تُتمتم بصوت مرتفع :
_ بتعملي إيه يا ” نور ” هنخيب ولا إيه
1
ثم تركت هاتفها، واعتدلت وهي تتسطح على سريرها لتنام، فـ أمامها يوم عمل حافل غداً.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
نظر ” مازن ” بساعة هاتفه، كانت الرابعة فجراً، تثاءب وهو ينهض بترنح، فتحدث صديقه ” معاذ” قائلاً وهو ينهض ويمسك به :
_ بس بس خليك انا هوصلك، مش هتعرف تسوق بحالتك دي.
حاول ” مازن ” دفعه بعيداً عنه ولكن حالته لم تساعده، فأومئ برأسه بصمت وهو يقبل مساعدة صديقه، أعطاه مفتاح سيارته، وصعد بالمقعد الذي بجانب السائق وانتظر أن يأتي ” معاذ ” ولكن يبدو أنه غفى لأنه لم يشعر سوى بشئ يدفعه وشخص يتحدث :
_ اصحى يا ” مازن “، وصلنا شقتك.
حاول مساعدة نفسه على الخروج ولكنه لم يستطع، فتأفف وهو يتمتم :
_ يادي القرف، سُكري وخِرع.
سمع ضحكة صديقه وهو يُمسك به، ثم ساعده بدلوف المصعد حالما وصلوا للطابق الخاص به، كان والده يقف أمامه، وأمسك به من ذراعه و هو ينظر لـ ” معاذ” رادِفاً :
_ شكراً لحد هنا يا ” معاذ “، انا هخلى بالى من الباقي.
_ ماشي يا انكل، تصبح على خير.
كان ” مازن ” يعلم أن ألم رأسه الآن سيتضاعف بسبب محاضرة والده، عندما اغلق باب الشقة خلفه، أفلت ” مازن ” يده من قبضة ” عزيز “، وتحدث وهو يتجه لغرفته :
_ روح على بيتك يا بابا، انا عاوز أنام.
_ ماشي خلى بالك من نفسك.
عقد ” مازن ” حاجبيه بسبب نبرة والده المُستسلمه، والتفت له وهو يردف :
_ بس كده ؟، مفيش محاضرة ؟.
تنهد ” عزيز ” بهزيمة ورفع كتفيه وهو يُجيبه بهدوء :
_ ناقص إيه تاني اعمله معاك ومعملتوش؟، كلامي مبقاش ليه لازمه بالنسبة ليك، اللى أنت فيه دا هيخليك تخسر حاجات كتير قيمة في حياتك يا ” مازن “، وهتفوق بعد فوات الاوان، الله يهديك يا ابني، الله يهديك.
ثم ألتفت ذاهباً وخرج من المنزل و هو يُغلق الباب خلفه، تنهد ” مازن” ودلف غرفته بترنح، ألقى نفسه على سريره وهو ينظر لسقف غرفته
ضائع،
لا يعلم حتى ماذا يفعل، لقد حاول كثيراً أن يتوقف عما يفعله ولكنه لم يستطع، لا يرى حتى ما الضرر فيما يعيشه!
يعمل مع والده صباحاً ومساء يستمتع بحياته مع اصدقائه،
ولكن هل هم أصدقاؤه؟، لقد أصبح يشعر أن حياته خالية تحتاج إلى شئ ما،
عند هذا الفكر امسك هاتفه وهو يطلب رقم برؤية مشوشه، انتظر دقيقه ثم أستمع لصوتها الهادئ أثر نومها :
_ السلام عليكم.
ابتسم ” مازن ” وهو يسمع صوت ” بلقيس “، لا يعلم لما يفعل معها كل ذلك، ولكن هناك شئ بداخله يحثُه على مناوشتها،
_ الو!
سمعها تردف مجددا بنفاذ صبر، ولكنه لم يتحدث، لم تكن تعلم أنه هو من يتصل بها من حين لآخر ولا يتحدث، ولكنه كتم أنفاسه عندما سمعها تهمس :
_ أستاذ ” مازن ” ؟.
انتظر دقيقه ثم اغلق الخط، وشعر بتغير حالته للأحسن، فنهض من مكانه ليقوم بروتينه اليومي كي يحاول ان ينام ربما ساعتين قبل العمل
أصبح الأرق خارج عن السيطرة، فأصبح ينام كل يومين ساعة أو اثنين، ذكر نفسه أن يذهب للطبيب غداً ليجد له حلاً.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
كان يقف بمُنتصف مطبخ مطعمه الصغير، يُشرف على الطباخين الذين تحت يده، دلف شاب يعمل معه رادفاً :
_ يا شيف، مفيش حد برا يوصل الاوردرات، مش عارف ” احمد ” راح فين.
زفر ” علي ” بإرهاق، ثم تحدث وهو يمد يده :
_ هات مفتاح المكنة، أنا هوديهم.
رأى كيف توتر الشاب، لم يتعامل معهم ” علي ” على أنه صاحب المكان أبدا، ولكنه كان جديداً هنا، انطلقت ضحكة من خلفه واردف ” ايهاب ” كان يعمل بالمطبخ منذ تم فتح المطعم :
_ متتوترش كدا، مش اول مره ” علي ” يوصل.
ابتسم ” علي ” وهو يتذكر أيام بدايته، فتحدث وهو يُريح جسده على الطاولة خلفه :
_ ياه، أنا بدأت المطعم هنا وانا أساساً مش معايا فلوس غير الفلوس اللى حطتها في المطعم دا، خاطرت بكل حاجه وبدأت وكنت أنا اللى باخد الاوردرات برا في الصاله، و ” ايهاب ” بيعمل الاكل، و ” احمد ” بيوصل، وساعات كنا بنبدل، واوصل أنا، وبفضلهم بعد ربنا المطعم شغال كويس دلوقتي، وعرفت اشغلك انت واتنين تاني في الصالة، واربع طباخين مع ” ايهاب “، بس مكناش محتاجين دليفري زيادة فأحمد بس اللى كان موجود، وانا كنت بشتغل مكانه وقت اجازته
ابتسم ” إيهاب” و هو يربط على كتف ” علي “، وتحدث بابتسامة فخورة :
_ الفضل كله ليك يا ” علي “، انت اللى شاب مجتهد و بيحب الخير، مش هنسى لما اطردت من المطعم اللى كنا شغالين فيه سوا وكلمتني اشتغل معاك، بفضلك أنا عارف اصرف على بيتي و ولادي.
_ الكلام الشاعري دا هيخليني اعيط.
تمتم ” علي ” وهو يقوم بأحتضان ” ايهاب “، تحمحم الشاب بحرج وهو يردف :
_ طيب انا اسف اني بقطع اللحظه الجميلة دي بس الاوردر أتأخر كدا.
ضحك ” علي ” وهو يبتعد ثم أخذ المفتاح والطلب واتجه للخارج، بعدما وضع الاكل بالصندوق نظر للعنوان المُدوّن، كانت المسافة نصف ساعه بينهم إذا لم يواجه زحمة سير،
تنهد من حرارة الصيف، وأخذ الكاب المُعلق بالمقود وهو يرتديها مُتمتماً :
_ اللهم أجرنا من نار جهنم وحرها
وخفف عنّا حر الدنيا والآخرة
واجعلنا في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك.
1
وبعد وقت كان قد وَصل للعنوان، امسك هاتفه وهو يَطلب الرقم ولكن لم يجيب احد، فـ أعاد الإتصال وعندما كادت المكالمة أن تنتهي أجابه صوت هادئ :
_ السلام عليكم.
_ عليكم السلام، حضرتك أنا دلوقتي عند العنوان المكتوب بالظبط، بس قدامي شارع وعلى يميني شارع وعلى شمالي شارع، ادخل انهي.
سمعها تحاول كتم التثاؤب ولكنها لم تستطع، وكان واضحاً إنه ايقظها من نومها، انتظر بصبر حتى تُجيبه، فأتاه صوتها مجدداً رادفة :
_ ادخل يمين، اول ما تدخل هيبقى فيه شارع على شمالك كدا سد فيه تلت عماير أنا البيت اللى في النص، ومتطلعش أنا هنزل اخده.
تمتم بالموافقة واغلق الهاتف وهو يمشي على تعليماتها، وعندما وصل توقف بالاسفل وهو ينتظرها بعد أن اتصل بها يخبرها بوصوله، نظر لأعلى، كان المنزل صغيراً به فقط شقة بالارضي وربما شقة بالاعلى، لم يُركز وهو ينظر بهاتفه، ثم سمع صوت فتح الباب وتحدث نفس الصوت الذي كان بالهاتف :
_ حضرتك اللى لسه مكلمني ؟
نظر أرضا فقابله شبشب أحمر اللون، يُغطيه بنطال به ورود عديده، وارتفع بنظره حتى قابله خِمار يتجاوز ركبتيها، وأخيراً قابل نظراتها، كانت تنظر له باستنكار، فتذكر سؤالها وتحمحم وهو يعتدل بجلسته ويضع هاتفه بجيب بطاله مُجيباً إياها :
1
_ حضرتك استاذه ” نور ” ؟.
_ دكتورة ” نور ”
عندما صححت له نظر لها وهو يتوقع نظرات مازحة ولكن ملامحها كانت جدّية، فـ ربع يده وهو يجيبها:
_ مكتوب عندي هنا الأستاذة ” نور “، فيه مُدرسة في الشارع هنا ؟.
امتعضت ملامح وجهها، وهمست وهي تمد يدها تجاهه :
_ خلاص دي انا، عاوزه الاوردر.
ابتسم بإنتصار وهو يعطيها طلبها، ولم يستطع منع نفسه من التحدث قائلاً :
_ متعرفيش منتج ميخليش الشمس تسمّرني يا دكتوره ” نور “.
استطاعت سماع السُخرية بحديثه، فنظرت له وهي تضيق عيناها، قبل أن تجيبه نظرت بالفاتورة وهي تمد له الأموال، وعندما مد يده ليأخذها تحدثت قائلة :
_ أنا دكتورة بيطرية، بس لسه معملوش واقي شمس للبهايم.
6
رمش ” علي ” وهو يحاول تدارك حديثها، ولكنها لم تعطه فرصة للرد وهي تدلف باب المنزل واغلقته خلفها، كان لايزال واقفاً وصرخ قبل أن يلتفت ليذهب :
_ مش هرد عليكي عشان بشجع الضحكه الحلوه.
2
وفي طريقه للمطعم الخاص به لم يستطع منع نفسه من الابتسام كُلما تذكر.
2
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
أخيراً أنهت ” بلقيس ” عملها، تذكرت ماذا كانت تريد أن تفعل، لذا بعدما جمعت اشياءها اتجهت لغرفة مدير الشركة، كانت ستُخبره عما يفعله إبنه، لقد أخبرتها صديقتها أنه رجل جيد و يعلم بأعمال إبنه الفاسدة بالفعل، لذا سيُصدقها، عندما طرقت على الباب سمعت صوت يأذن لها بالدخول ففعلت
كان ” عزيز ” جالساً خلف مكتبه، عندما وقعت أنظاره عليها أبتسم بلطف، وتحدث وهو يشير بيده للكرسي أمام مكتبه :
_ اتفضلى يا ” بلقيس “.
_ حضرتك عارفني ؟
لم تقابله أبدا وجهاً لوجه، وظنت أنه مهتم فقط بالموظفين الأعلى مكانة، ولكنه نفى ظنونها عندما أجابها بعدما ضحك ضحكة غنية ذكرتها بـ ” مازن ” :
_ أنا عارف كل الموظفين اللى شغالين عندي يا ” بلقيس “، و إنتِ دورك مهم هنا جدا إنتِ وزمايلك لازم اعرفكوا.
شعرت بالخجل فجأة، ولكنها تمالكت نفسها وهي تجلس على الكرسي الذي أشار إليه، كانت متوترة، تنظر بيديها الموضوعه بحجرها، فشعر ” عزيز ” بذلك، وطمئنها قائلاً :
_ قولي اللى إنتِ عاوزاه، محتاجه سُلفه ؟
_ لا متشكرة لحضرتك، أنا بس كنت جايه يعني اشتكيلك من..
توقفت وهي تعض شفتيها، كانت خائفة أن يغضب لأنها تجرأت وأتت لتقدم شكوى على إبنه، ولكنها اكتفت من تصرفات ” مازن “، لم تراه بعد الموقف الذي فعله معها وجعلها ترتعب، لقد مر أسبوع على ذلك اليوم، عندما كان ” عزيز ” ينتظر حديثها، اتخذت قرارها وهي تكمل بينما تنظر له :
_ جاية اشتكي لحضرتك من استاذ ” مازن “.
نهض ” عزيز ” من مكانه، ورأته برعب يتجه ناحيتها حتى جلس على الكرسي امامها، سائلاً إياها بترقب :
_ عملك ايه ” مازن ” ؟، متخافيش احكيلي كل حاجة.
أجبرتها نظراته الأبوية على الحديث، فبدأت حديثها وهي تسرد له كل شئ منذ البداية قائلة :
_ اول ما جيت هنا بعتوني أرتب المكتب بتاعه، وكان هو موجود ساعتها سألني عن اسمي وعرف اني جديدة هنا بعدين طلب مني اجي أنا بس انضفله المكتب، أنا وقتها مهتمتش وكنت مبسوطه أن شخص في مركزه يعني باين أنه حب شغلي، بعدين ابتدى يضايقني
صمتت بحرج وهي تقيس رد فعل ” عزيز “، لم يتحدث وكان يستمع بهدوء، ولكن عندما توقفت رأت كيف توترت جلسته وهو يسألها بصوت خافت :
_ عملك حاجه جسدية ؟.
أحمّر وجهها بخجل، وتذكرت بضعة اشياء ولكنه لم يتجاوز حدوده كثيراً، فأجابت ” عزيز ” بصراحة :
_ مش بالظبط، بس كان بيقوم يقف قريب مني، وساعات يمسكني من دراعي أو يحسس على وشي، وأوقات كتير اوي بيقول كلام مش لطيف، زي مش هتيجي تنضفيلي شقتي والكلام دا
أنا مش عاوزه حاجه من حضرتك غير لو على الأقل تخليه يسيبني اشتغل في حالي، دا كأن حد مصلطه عليا، حتى من أسبوع خلاني اشتغل لوقت متأخر وفوق كل دا خوفني وعمل نفسه عفريت
_ ” مازن ” أبني عمل نفسه عفريت ؟.
سأل ” عزيز ” بدهشة، فأومئت له وهي تسرد الموقف كاملاً وعندما انتهت لم يستطع ” عزيز ” تمالك ضحكته، فعقدت ” بلقيس ” حاجبيها، اعتذر ” عزيز ” وهو يتوقف رادفاً :
_ بعتذر، بس ” مازن ” عمره ما هزر مع حد من الموظفين كدا، دا حتى كلهم مش بيحبوه، المهم أنا بعتذرلك نيابة عنه يا ” بلقيس “، وهتكلم معاه واضمنلك أنه مش هيضايقك تاني.
1
اومئت له وهي تشكره، وعندما كادت أن تذهب نادى عليها وهو يمد يده بظرف أبيض يبدو أن به أموالاً، عرضه عليها وهو يتحدث :
_ خدي دا واعتبريه هدية اعتذار، و ياريت اللى حكتهولي دا ميطلعش برا.
شعرت بالإهانة، واعتدلت بوقفتها وهي ترفع ذقنها قائلة :
_ من غير ما حضرتك تقولي دي كانت اول مره احكي لحد عن اللى بيحصل، وحضرتك مش مُضطر تشتري سكوتي، أنا كل اللى أنا عاوزاه أن ابن حضرتك يسبني في حالى، بعد أذنك.
والتفتت ذاهبة، عندما خرجت من المكتب وهي تغلق الباب خلفها، سحبها شخص من ذراعها داخل غرفة واغلق الباب وهو يضع جسدها عليه متحدثاً بهمس :
_ كُنتِ بتعملي إيه جوا يا ” بلقيس ” ؟.
تعرفت على الصوت، توترت وهي تُفكر، هل أستمع لكل شئ ؟.
4
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
- لقراءة باقي فوصل الرواية أضغط على (رواية ايروتومانيا هوس العشق)