روايات

رواية وجه في القلب الفصل السابع 7 بقلم جويرية أحمد

رواية وجه في القلب الفصل السابع 7 بقلم جويرية أحمد

 

 

البارت السابع

 

 

هدى : ربنا يخليك يا بابا بلاش الكلام ده أرجوك
شاكر : أعمل إيه أنت مش راضية تريحيني وتتجوزي علشان أرتاح ويهدى بالي إن فيه راجل يحميكي ويصونك ويشوف مصالحك, وتفرحي قلبى بنونو صغير يقولي يا جدو
هند “بنبرة تحوى الكثير من المعاني”: بصراحة دكتور رياض مسبناش على طول كان جنبنا بيسأل علينا ويشوف طلبتنا, إنسان محترم جداً
شاكر : مع إنه دكتور صغير بس عنده كفاءة في الإدارة واثبت نفسه بسرعة في المستشفى, وهى أخبار المستشفى إيه ؟
هدى : الحمد لله الشغل ماشى كويس
رياض “يدخل من الباب”: بسم الله ما شاء الله النهاردة أحسن بكتير
شاكر “بابتسامه”: ابن حلال كنا لسه في سيرتك, ويقضى بعض الوقت يتحدث عن المستشفى وأحوال العمل.
رياض طبيب التاسعة والعشرون متوسط الطول قمحي اللون شعره قصير نحيف بعض الشىء له عيون عسيلية تلمع فيها نظرة الذكاء وبعض الدهاء, عنده كاريزما القائد فهو إدارى أفضل منه طبيب, ينهى الخلافات ويحل المشاكل يعرف كيف يتعامل مع الإداريات والنواحي المادية, تم تعينه كطبيب في الاستقبال ولكن في وقت قصير أثبت كفاءة في الإدارة وأصبح قريب من الدكتور شاكر, فهو حلال المشاكل في المستشفى
وفى مكتب هدى فى المستشفى
“رياض”: أنت فاضية؟ ممكن أتكلم معاكي ؟
هدى : اتفضل يا دكتور في حاجة؟ خير
رياض : أنت مش راضية تديني فرصة ليه؟
هدى “بارتباك” : فرصة إيه؟
رياض : مش معقول كل ما أجي أقرب منك تهربي وتصديني وتقفلي الباب
هدى : لو سمحت يا دكتور إحنا هنا في مكان شغل, ومافيش مجال لمناقشة المواضيع الشخصية
رياض : طيب أتكلم معاكي فين؟
هدى : تصمت فليس هناك مكان يمكن أن تقابل فيه رياض أو أى شخص آخر
رياض : يعنى سكتي, حتى طلبي الرسمي للدكتور شاكر مردتيش عليه, ممكن تقولي لي أعمل إيه علشان أتكلم معاكي
هدى : أرجوك الوضع ما يسمحش بالكلام, ولا حالة بابا, وأنا كل تفكيري حالياً فى صحة بابا
رياض “تغيرت نبرات صوته للحزن” : يعنى هو ده ردك, رفضك ليا
هدى : تصمت وهى تراقب وجه الحزين وتأثره الشديد ولا ترد
رياض : طب ممكن أسألك سؤال واحد قبل ما أمشى ؟
هدى (بحرج ) : إتفضل
رياض : ممكن أعرف أنت رفضتيني ليه؟
هدى “لا تدري بماذا تجيب وقد أثرت فيها مشاعره الحزينة”
رياض : علشان أنا من أسرة متوسطة وأنتوا علية القوم مش كده, يعنى مش قد المقام
هدى : دكتور رياض أنا مقلتش كده وأنا أصلاً ما رفضتكش “تعنى أنها لم تفكر فيه أصلاً”
رياض “تهلل وجه وقاطعها ” : يعنى في أمل إنك تحسي بيا وبمشاعري ناحيتك, يعنى هتسمحي لى أقولك بحبك قد إيه
هدى : دكتور ثواني هقولك
رياض “لا يعطيها فرصة للكلام ” : أنا مستعد أنتظر للوقت اللي تحدديه, عايز أقولك حاجات كتير جوايا بس إدينى فرصة,
ولم يذهب إلا بعد أن أهداها نظرة تحمل الحب والهيام
هل أسكتتها كلمة “بحبك” كم حلمت وتمنت أن تسمعها من يوسف, تفكر في نفسها “أين يوسف من ألمى وحزنى, سافر وتزوج, نسينى أم لم أكن في قلبه يوما, رأسى يكاد نفجر” تسحب حقيبتها وتسرع لتعود للمنزل في صالة الانتظار للمستشفى جذبها مشهد أم تحتضن طفل صغير وكأنه ملاك نائم تنظر إليه بحب وحنان تمسك بيده الصغيرة الناعمة تضمه إلى صدرها تعطيه الدفء والحنان وتستمد منه أجمل مشاعر الحب, الأمومة, تلك الغريزة التي تسكن نفوس وقلوب النساء, صرخ عقلها “بداخلها دفنت نفسى في كتبى وعملى, نسيت أحلامى وطموحاتى توقفت أيامى عند لحظة الفراق, إن كان يوسف لا يحبنى ولا أعنى له شىء ولا أستحق منه كلمة يشفى بها جراحى وتعطينى أمل لأنتظر فلقد كرهت الألم والانتظار, ولن أنتظر بعد الآن ولكن يوسف, وكأن قلبها نادى باسمه, سأرسل له آخر خطاب, وآخر فرصة وآخر أمل, فستسمر الحياة, لن أقف كشجرة ذابلة تتقاذفها الرياح
تمسك بالقلم وتكتب الكلمات تطوى الورقة وتضعها في الظرف ثم تنظر إليه ويقفز في رأسها صوت العقل
صوت العقل : “ليه كتبت الجواب؟”
هدى : دى آخر فرصة ليوسف
صوت العقل: “فرصة لأيه؟ أنت لسه غبية مش فاهمة أنك ضيعتي عمرك في السراب, لو كان يحبك كان قال أي حاجة أو حتى لمح, ولكنه مشي, سافر وبدون أي كلمة
هدى : نظراته ولفتاته, وإحساسي اللي يأكد لي إنه يبادلني نفس المشاعر
صوت العقل : إحساسك أنت, وهو ما تعرفيش إيه اللي جواه
هدى : يعنى إيه ؟ كل ده وهم في خيالي
صوت العقل : “لسه فاهمة دلوقتي, أنت كنت بالنسبة له مجرد تلميذة صعبت عليه, وحب يساعدها وبس
هدى : أنا مطلبتش مساعدته
صوت العقل : “هو راجل شهم وطيب وشافك بتبكي وضعيفة وعاوزة تسيبي الكلية, حب يساعدك ولما شاف صورته اللي رسمتيها صعبتي عليه أكتر وحس بالذنب . لو إحساسك صح تقدري تقولي لي, هو سكت كل الفترة دي ليه ؟وسافر من غير وعد, ليه؟ وماردش على ولا جواب واحد ليه؟
هدى : يمكن….., “وتصمت فهي لا تجد مبرر مقنع”
صوت العقل : الإجابة الوحيدة إنه مش حاسس بيكي وعايزك تنسيه وهو خلاص شاف حياته ومستقبله, أنت عايشة في وهم كبير بتعذبي نفسك من غير فايدة وغلطتي لأنه حب من طرف واحد, وكفاية أوى كده ,انسيه وفكي قيده الوهمي من حوالين رقبتك, وأنت شوفي حياتك ومستقبلك, ما تفرضيش نفسك عليه أكتر من كده
تتداخل فى عقلها الصور يوسف وزوجته والاولاد فى هدوء وهناء ثم يصله الخطاب تسئله زوجته ممن يتلعثم يدب بينهم الشجار يقطع الخطاب قطع صغيرة يبرر لها فتاة بلهاء تطارده وهو لا يستجيب ولايرد على خطاباتها ويعتذر لزوجته ويصف لها مدى حبه واخلاصه لها . تترد فى عقلها ” بتفرضى نفسك عليه ” ” تسببين المشاكل والحزن للجميع ” ما ذنب والدك ووالدتك ويوسف ورياض وانت هدى
هدى “تمسك بالخطاب وتقوم بتقطيعه” : إزاى لغيت عقلي وظلمت نفسي كل الفترة اللي فاتت, أنا فعلاً عايشة في وهم ولازم أصحى منه, وأشوف نفسي وحياتي وأفكر بعقلي كفاية قلبي اللي تعبني وفعلاً أنا مش هفرض نفسي عليه, لو بيحبني كان رد عليا وكان حس بيا, هقفل صفحة الماضي وحاول اأبتدي من جديد وتمسح دمعة سالت غصب عنها
هند : صباح الخير يا حبيبة ماما
هدى “مبتسمة”: صباح النور يا ست الكل
هند : متشيكة كده ورايحة فين؟
هدى : هروح الجامعة وبعدين أطلع على المستشفى ونتقابل الساعة خمسة عند بابا, ونرجع مع بعض على البيت, في حاجة تانية يا قمر قبل ما أنزل
هند : ربنا يوفقك حبيبتي ويسعدك وأفرح بيكي عن قريب
هدى “تبتسم لوالدتها”: إن شاء الله يا ماما
هند (بلهفة ) : يعنى نقول مبروك
هدى : مبروك على إيه بس؟ أنا وافقت على المبدأ بس
هند : يعنى نحدد مع رياض معاد علشان تتكلموا مع بعض
هدى : لأ, مش بالسرعة دي إديني وقت
هند : حاضر لما نشوف أخرتها إيه معاكي يا بنت شاكر.
بدأت هدى تلملم نفسها وتجمع شتات قلبها تفكر بعقلها وترسخ فيه إنه حب فاشل ومن طرف واحد وعليها أن تداوى جروحها, ولكن ما أصعب جروح القلب, تزرع في نفسها أمل جديد ومستقبل جديد سعيد, بيت وزوج وأولاد, حياة هادئة مستقرة, إنسان يحبها ويعطيها الدفء والأمان, يرسم في حياتها السعادة ويعيد إليها الألوان, وتحلى معاهمرارة الأيام, لم تعد تفكر في الماضي, وبدأت ترسم لنفسها مستقبل جميل
استعاد والدها عافيته وعاد إلى المنزل وتمت دعوة دكتور رياض إلي المنزل, تكلم مع هدى عن إعجابه بها وبشخصيتها الجميلة ومدى حبه لها ورغبته في إسعادها وانبهاره بجمالها وذوقها الرفيع, يجيد رياض الكلام ويعرف كيف يشرح ما يريد بسهولة وسلاسة له أسلوب جذاب تحدث عن عائلته وإمكانيته البسيطة فهو لا يملك غير شقة في عمارة والده الذى خصص لكل ابن وابنة شقة وأنه كان يتمنى أن يهديها قصر كبيرمزود بكل الإمكانيات, ولكنه لا يملك إلا القليل, ووصف مدى خوفه وألمه لو تم رفضه, ومن حسن حظه أن عائلة هدى لا تفكر بمنطق الإمكانيات, وكل ما يهمهم أن تكون هدى سعيدة, فهدى الابنة الوحيدة, ودكتور شاكر يمتلك الكثير ولن يبخل على ابنته الوحيدة وكل أمله أن يراها سعيدة .
برغم رومانسية رياض وكل ما يبذله من اهتمام وإعجاب فهو يغدقها بالكلمات الرقيقة والورود الجميلة والهدايا البسيطة ويظهر مشاعره وحبه ويمطرها بكلمات المديح ويتفانى في عمله بالمستشفى, لم يستطع أن يسكن قلبها , هو فقط يجذب اهتمامها ويشغل عقلها. وافقت على الخطوبة وهى تأمل أن تحبه, واقترب موعد الزفاف وكلما اقترب أحست بالخوف وأنها سترتبط بمن لا يحبه قلبها, ولكن تذكرت كلمة والدتها الحب بعد الزواج بالعشرة الطيبة والمعاملة الحسنة, ورياض يعاملها أفضل معاملة ويتعهد بأنه سيجعلها ملكة متوجة على عرش قلبه ووعدها أنها لن تندم في يوم على اختيارها له
مجدى (بخبث ): أيوه يا عم بيضالك في القفص هتتجوز القمر وتحط المستشفى في جيبك الصغير
رياض : أنت هتقر ولا إيه؟ وخلى بالك أنت بتتكلم عن مراة أخوك
مجدى : أنا اقر, إخس عليك أنا بحسد بس
رياض : أعوذ بالله منك, الخير هيعم علينا كلنا, لما أبقا المدير, أنت هتكون نائب المدير
مجدى : بس أنت واقع واقف, المال والجمال ليك حقك تموت فيها
رياض : هه مين اللي يموت, دا شغل يابني .
دي طلعت عيني, طالعة فيها ومبتديش فرصة لحد يكلمها وفاكرة نفسها من كوكب تاني, دكتورة في الجامعة ومديرة المستشفى ومهندسة ديكور ومفيش زيها
مجدى : يعنى هتتعبك ومش هتخليك مدير للمستشفى
رياض : على مين, دا أنا رياض وهتشوف هعمل معها ايه ؟ بس بس لحسن وصلنا الفندق يسمعنا حد من عيلتها تبوظ الدنيا
ومر أسبوع العسل في أوروبا كلمح البصر هدية من والدها الدكتور شاكر, وعادت هدى ورياض لشقتهما
هدى “باستغراب”: إيه ده ؟ مين اللي جاب ده هنا ؟
رياض : في إيه يا حبيبتي؟
هدى : قفص العصافير ده مين جابه؟ أنا مرتبة كل حاجة بإيدى والقفص ده ما كنش موجود
رياض : قفص العصافير ده بتاعي, تلاقى ماما هي اللي طلعته, أنت مش بتحبي العصافير “يقترب منها” شوفي بيحبوا بعض إزاى زينا بالظبط
هدى : تنظر إلى العصافير وتشعر بوخزة في قلبها

بسمة : حبيبة قلبى وحشانى, من بعد ما اتجوزتي وأنت ما حدش بيشوفك ولا بيسمع صوتك

هدى : أنت اللى وحشانى أوى, أمال فين الولاد

بسمة : راحوا النادى مع نادر وقلت أجى أشوفك وأقعد معاك شوية

هدى : معلش أنا عارفة إنى مقصرة معاكى, بس أنت حبيبتى وهتعذرينى

بسمة : مالك يا هدى شكلك مش عاجبنى, لونك مخطوف وخاسة وعيونك مورمة, أنت كنتى بتبكى ولا إيه؟

هدى : لا يا حبيبتى مفيش حاجة, شوية تعب من الحمل

بسمة : بس كده غلط جداً على البيبى لازم تاكلى كويس وحالتك النفسية تكون مرتفعة وإلا هيأثر على البيبى

هدى : مش عارفة أقولك إيه ؟ وبدأت في البكاء

بسمة : إهدى يا حبيبتى حصل إيه لكل ده؟ دا أنت لسة عروسة ما كملتيش ست شهور جواز

هدى : عروسة, أنا حاسة إنى متجوزة من قرن كامل. انا أفشل زوجة في العالم

بسمة : حبيبتى هدى نفسك شوية, كل البيوت فيها مشاكل وخلافات وأول سنة جواز هى أصعب سنة

هدى : مش عارفة أعمل إيه مع رياض علشان نعيش في هدوء, كل حاجة بحبها بيكرها وكل حاجة بكرها بيحبها ويفرضها عليا غصب عنى

بسمة : يا بنتى عادى, ده اختلاف طبيعى وبكرة تاخدوا على بعض

هدى : بحاول أعمل كل حاجة بيحبها وأتجنب المشاكل ومع ذلك مفيش يوم يعدى بهدوء لازم الصوت العالى والخناق والتريقة ويطلعنى غلطانة وخلاص, بيقول أنى مش بقدر تعبه وانشغاله والمجهود اللى بيبذله في المستشفى

بسمة : يمكن علشان أنت فاضية طول النهار وهو بيشتغل طول النهار, طب ما ترجعى شغلك

هدى (بأسى ) : شغلى, المشكلة أصلاً من شغلى . الأول فضل يتلكك على المستشفى ويعمل أى مشكلة في المستشفى وطبعاً لازم تكمل في البيت, لحد لما كرهت نفسى من كتر الخناق وفى الآخر خيرنى بينه وبين إنى أشتغل في المستشفى, وقال لى: لو بتحبينى لازم تسيبى المستشفى وإلا تكونى بتخوننينى ومش بتحبينى وبينى وبينك كنت تعبانة البيت والجامعة والمستشفى والحمل واضطريت إنى أسيب المستشفى

بسمة : نفس اللى حصل معايا أنا ونادر لما كنا بنشتغل في نفس الشركة كان فيه خلافات كتير لحد ما سبت الشركة و اشتغلت في المدرسة وهى كانت أحسن لى مواعيدها أفضل ودلوقت الولاد معايا في المدرسة . طب دى المستشفى أخدتى أجازة من الجامعة ليه؟

هدى : بعد لما سبت المستشفى كان كويس جداً ويا دوب كام يوم وبدأ يجى بدرى وعايز نخرج نتفسح وبيعتذر عن النكد اللى كان عاملة ونبتدى شهر عسل جديد وأنا فرحت جداً, وفضل يقولى خدى أجازة من الكلية سنة واتفرغلى وأنه خايف البيبى ياخدنى منه وكلام كتير لحد لما أخدت الأجازة وبعد كده بقيت في البيت لوحدى بيخرج الصبح ويرجع متأخر يتعشى ويتفرج على المصارعة الحرة أو كورة أو فيلم رعب وضرب وبس ومش عايز لا يتكلم ولا يناقش في أى حاجة .

بسمة : ممكن تكونى بتكلميه في مواضيع بتضايقه أو بتعملى حاجة تغيظه مثلا

هدى : أبداً بجهز له كل حاجة, البيت مترتب وزى الفل و الأكل اللى بيحبه طول النهار أشغل نفسي بتجهيزه له وبجهز نفسى وأفضل أستنى طول اليوم لحد ما يجى يقابلنى بمنتهى البرود اللى في الدنيا ويقعد ياكل وهو بيتفرج على التليفزيون ولا حتى يقولى تسلم إيديكى ولا أنت فين ؟

بسمة : جربى تغيروا جو البيت واخرجوا

هدى : مش بيحب الخروج ويوم الأجازة بينام لحد الضهر وبعد كده ننزل نقعد مع اخواته وحماتى

بسمة : أقولك إيه, روحى النادى واتمشى شوية وغيرى جو

هدى : للاسف مش بيرضى أروح لوحدى وغير كده وأخد عربيتى على طول, لحد من شهرين بابا اشترى له عربية هدية علشان يسيب لى العربية

 

 

بسمة : والله عمى شاكر طيب جدا وحل المشكلة بمنتهى الذوق

هدى : للأسف مفيش حاجة اتغيرت لأنه كل يوم والتانى يعمل حادثة بالعربية وتروح الصيانة بيبدل على العربيتين يخبط واحدة ويركب التانية, بيسوق بطريقة رهيبة, العربية الجديدة لو شوفتيها تقولى دى عمرها عشر سنين من كتر الخبطات

بسمة : معلش لازم تصبرى وتحاولى معاه رياض جوزك وأبو ابنك والحاجات دى بسيطة العصبية والغيرة مقدور عليهم في حاجات تانية بتكون أصعب .

هدى : فيه إيه قلقتينى هو نادر عمل حاجة ؟

بسمة : لااااااا هو يقدر, دا مراد جوز شاهى

هدى : ماله مراد ؟

بسمة : أنت عارفة, رجل أعمال وغنى وشايف نفسه كل يوم مع واحدة شكل وشاهى قربت تتجنن من عمايله بس صابره عليه

هدى : يا خبر, ازاى مستحمله كده ؟ إلا الخيانة

بسمة : حاجات كتير تخليها تستحمل منها المصالح والشغل مع باباها والولاد وبعدين بتخاف من كلام الناس لا يشمتوا فيها لو اتطلقت

هدى : ربنا يعينها, زعلتينى أوى يا بسمة الله يكون في عونها, لأ يا ستى رياض أرحم

بسمة : شوفتى أديكى اعترفتى إنه أحسن, اتفهمى معاه وكلمتين حلوين يمشوا الزعل والدنيا ترجع بمبى, يلا أسيبك علشان ألحق نادر والولاد وأنت تلحقى تظبطى نفسك قبل رياض ما يجى.

تعد هدى المنزل لعشاء رومانسى الورد والشموع والطعام الذى يفضله رياض وترتدى أجمل ما عندها وتتزين فهى تريد أن تحقق حلمها في حياة هادئة سعيدة.

يركب رياض سيارته ويقودها بسرعة كالمعتاد ولكن قبل أن يصل المنزل أوقف المحرك ونزل ليتمشى قليلاً فقد تذكر شكل هدى في الصباح تبدو كوردة زابلة فقد سلبها حريتها وشخصيتها وضغط عليها كثيراً ويمكن أن تثور وتضرب بكلامه عرض الحائط وتتركه وتعود الى المستشفى, المستشفى تترد الكلمة فى أذنه بعد أن اصبح المدير المسئول والآمر الناهى ولا يوجد من يعارضه فهدى حبيسة المنزل ودكتور شاكر كثير السفر وصحته لا تتحمل متابعة المستشفى, ومن بعد تعيينه لأخوه مجدى المدير المالى أصبحت المستشفى لهم, فإذا عادت هدى ستهدم كل أماله فعليه تغير أسلوبه وإيجاد ما يشغلها غير المستشفى والجامعة فهو يشعر بالغيرة من تفوقها ووجد الحل, لبس ثوب الحمل الوديع ورسم نظرة الاسى والأسف .

هدى “بلهفة”: خير مالك يا رياض فيه إيه ؟

رياض : ينظر بحزن ولا يرد

هدى : في إيه؟ حرام عليك أعصابى ما تتحمل كده ؟

رياض : النهاردة رحت عند الدكتور المشرف على رسالة الماجستير بتاعتى ….وقالى إنه هسيب الرسالة ومش هيشرف عليها علشان أنا مش بقدم له أى جديد من فترة طويلة

هدى : طب وبعدين ؟

رياض : أنت عارفة إنه لازم آخد الماجستير شكلى هيكون وحش أوى بين الدكاترة في المستشفى وعايزك ….

هدى : عايز إيه؟ ممكن أعمل إيه وأنا أعمله على طول

رياض : لو بتحبينى ساعدينى’ يعنى

هدى : يعنى إيه ؟ أساعدك إزاى؟

رياض : تجمعى المادة وتكتبيها على الكمبيوتر وتلخصي لى الكتب وتشرحيها لى لأنى معنديش وقت أذاكر

بدأت هدى تكرس وقتها لزوجها وكأنها هى من تريد الحصول على الماجستير وقتها مقسم بين الكتب والمراجع والتلخيص وشرح الملخص لرياض والكتابة والمراجعة ودراسة الحالات ووضع الصور التوضيحية ومراجعة الكتابة واستمرت حتى بعد وضعها لكريم ابنها كانت تعتنى بكريم ولم تتوقف عن الدراسة والمذاكرة لرياض والاهتمام بمنزلها حتى قطع رياض شوط كبير في الرسالة وتخطى الامتحانات الشفوية والتحريرية ولم يبقى غير مناقشة الرسالة فقد مر عام ونصف في هدوء توقف عن الشجار وتفرغ لإدارة المستشفى وتحقيق أحلامه وأهدافه من الزواج بهدى حصل على المركز والمال والسلطة وأكثر تحقيق طموحه العلمى وساعدته هدى في ذلك فلقد أصبحت الزوجة المثالية من وجهة نظرة لا تقوم إلا بما يريد ولا تفكر إلا في راحته وتنفذ رغباته قبل أن يطلبها تكرس وقتها وجهدها ليكون سعيد وهادىء تعتنى بالمنزل تجعله مرتب ونظيف وجميل وتعتبر أم نموذجية فكريم هادىء ونظيف ونادر ما يعانى من المرض, بالإضافةلزوجة قليلة الطلبات جميلة ومطيعة لم تعد تتدخل في سير العمل بالمستشفى أو حتى تطلب قطع الاجازة والعودة إلى العمل نجح رياض في خطته أنساها نفسها لتذوب في متطلباته وحياته

هدى : الرسالة جاهزة وكل دكتور أخد نسخته, واشتريت لك البدلة اللى هتلبسها يوم المناقشة

رياض : ربنا يخيلكى ليا يا حبيبتى, وراء كل رجل عظيم امرأه

هدى : حبيبى ممكن أطلب منك طلب ؟

رياض : أنت تأمرى

هدى : ممكن أقطع الأجازة وأرجع الجامعة ؟

رياض “وقد تغيرت لهجته وملامحه الهادئة الى الغضب” : إيه بتقولى إيه ؟ ترجعى الجامعة ؟ ومين يهتم بكريم والبيت يتلخبط؟ لأ طبعاً مش موافق

هدى : مفيش لخبطة ولا حاجة, كل حاجة في البيت زى ما هي, وهما يومين اللى هنزل فيهم وكريم هوديه عند ماما يعنى اطمن

رياض : يعنى أنت مرتبة كل حاجة وجاية تفرضي علي أوامرك, يعنى أنا ماليش لازمة,طيب مش موافق شوفى هتعملى إيه؟

هدى : استهدى بالله, إحنا بنتكلم أنت بتزعق ليه؟ وبعدين رسالة الماجستير وخلصت وكريم كبر وأنا زهقت وعايزة أرجع شغلى ورسالة الدكتوراة اللى ما كتبتش فيها كلمة من يوم ما اتجوزنا, يعنى مفيش حاجة تخليك ترفض

رياض : مفيش دكتوراة قبل ما آخد أنا الدكتوراه الأول . انا الراجل يا هانم, وكريم لو كبر يبقى نجيب أخ أو أخت وكلام في الموضوع ده مش عايز أسمع .فهمتى, وتركها وذهب لينام

تبكى وتنظر للعصفور الحبيس في القفص,كانت تظن أن تفانيها في إسعاده سيغير من طباعه, وكانت تعتقد أن تحقيق آماله سيحقق لها السعادة, كانت تنتظر أن يروى حياتها بالحب والحنان ويعطيها السعادة, ولكنها تعطى ليأخذ بلا مقابل وتبذل جهدها ليرضى ولكن توحشت أحلامه فأصبحت لا تشعر بوجودها ولا تجد سعادتها بل تشعر بالوحدة والوحشة والاختناق, تريد تكسير القفص والخروج أخذت قرارها سيكون هناك وقفة مع رياض, بعد مناقشته الرسالة وحصوله على الماجستير إما أن يعطيها حريتها وهى بجانبه وليس وراءه أو تكون حرة بعيد عنه

انتهى الاحتفال الذى أقامه رياض في أحد الفنادق بمناسبة حصوله على الماجستير بامتياز وبعد أن ذهب الجميع وركب رياض وهدى وكريم السيارة, وضعت هدى كريم على الكرسى الخلفى وربطته بالحزام بإحكام وجلست بجوار رياض تتذكر العامين الماضيين تفانيها في خدمته ومدى جحوده وقسوته معها حتى فى الحفل أثنى وشكر الجميع إلا هى لم يشر اليها بكلمة ولا اهتمام تحترق من الغيظ والالم , ولكن ستواجهه اليوم ترتب في رأسها الكلام وردود الافعال ستحاول أن تكون هادئة مقنعة وستعطيه فرصة ومهلة ليحقق طلبها ولكن فاجئها قطع أفكارها صوت فرملة واصطدام هائل ثم ألم رهيب من الارتطام;

 

 

بسمة : إزيك يا هدى عاملة إيه ؟

هدى : الحمد لله, فين نادر والولاد

بسمة : عند والدة نادر وهيجوا كمان شوية عند بابا, وحبيب قلبى كريم فين؟

هدى : يا دوب لسة نايم من خمس دقايق

بسمة : الحمد لله أنت كويسة وكريم بخير, خضتينى كان صوتك متوتر أوى في التليفون

هدى : النهاردة أغرب يوم في حياتي

بسمة : حصل إيه ؟ اتكلمي على طول ما تلعبيش بأعصابى
هدى : أنت عارفة إن مجدى من يوم الحادثة وهو اللي ماسك المستشفى وبيعمل كل اللي هو عاوزه من غير رقيب ومن غير ما يرجع لحد

بسمة : هو مسك المستشفى بعد رياض الله يرحمه ما توفى في الحادثة وأنت كانت حالتك خطرة وسافرتى أمريكا تتعالجى مع عمى شاكر و طنط هند وكريم وفضلتم خمس شهور لحد ما ربنا نجاكى وشفاكى الحمد لله

هدى : عليكى نور, خمس شهور كاملين وهو مسئول عن المستشفى

بسمة : إيه المشكلة ؟

هدى : المشكلة إن المستشفى بقت خرابة, هو عكس رياض الله يرحمه تماما بيتعامل بطريقة وحشة مع الدكاترة والموظفين وبيعمل مشاكل كتير جداً لدرجة إنه طفش أحسن دكاترة وموظفين وخلاهم سابوا المستشفى وعمل مشاكل مع مفتشين وزارة الصحة والضرايب وفى أسبوع واحد اكتشفت بلاوى ملهاش عدد دمر المستشفى وفيه تجاوزات كتير جداً

بسمة : وأنت ما وجهتهوش بكل المشاكل دى ؟

هدى : وجهته طبعا وأنكر كل حاجة وكلمني بطريقة وحشة جداً

بسمة : وأنت سكتي على كده؟

هدى : طبعا لأ, وقفته عند حده وقولت له يرجع وظيفته كمدير مالي وبس وده إكراماً للمرحوم رياض وعينت معاه موظف محترم جدا علشان يساعده والقرار يكون بينهم هما الإتنين

بسمة: اتصرفتى كويس وخلصتي من المشكلة

هدى : لأ طبعاً مش هتصدقي عمل إيه ؟ طلبني للجواز

بسمة : يتجوزك مش معقول وهو أصلا متجوز وعنده أولاد وأنت رديتى عليه؟

هدى : أيوه واعتذرت له وقولت له إنى مش هتجوز ومش ممكن أتجوزه

بسمة : وهو سكت على كده

هدى : تخيلى حصل إيه ؟ لاقيت حماتي طالعه وقالت لى كلام عمري ما كنت أتخيل أنى أسمعه وبدأت هدى في البكاء

بسمة : يا حبيبتى أهدى وفهمينى قالت إيه؟

هدى “تحاول أن تتماسك وتمسح دموعها”: قالت لى إزاي أرفض ابنها وإن المفروض واحدة في ظروفي أرملة وبتربى طفل عنده سنتين اوافق من غير تفكير وأنا اللى أترجاه علشان يشوف مصالحي ومصالح ابنى,وإزاى أعين واحد معاه لأنه أكتر واحد أمين على مال ابن أخوه, والأغرب من كده إنها عايزانى أتحبس في البيت زى رياض ما كان حبسنى في البيت وإن البيت بيتها وممنوع أخرج أو أدخل إلا بإذنها . وهددتني إن لو اتجوزت هتاخد كريم منى ومش هتوافق إنى أتجوز غير مجدي وإن ده أمر .

بسمة : معقول, ليه كل ده ؟ وأنتى قولتي لها ايه؟

هدى : ما قلتش أى حاجة, برغم كل شىء هى صعبانة عليا. رياض أكبر أولادها وصدمتها فيه كبيرة, ومقدرة أوى إنها زعلانة ومصدومة ولازم أتحملها

بسمة : وهتعملى ايه ؟

هدى : أنا خلاص عملت, جمعت شوية حاجات ليا ولكريم وسبت الشقة وهقعد أنا وكريم مع بابا وماما .

بسمة : طب وبقية حاجتك ؟ والشقة دى شقة ابنك

هدى : الشقة مش باسم رياض دى باسم والده يعنى أنا وكريم ملناش حاجة أما العفش فوالدة رياض رفضت إنى أخد أى حاجة منه وأنا مش عايزة حاجة كفاية إنى أخرج من السجن اللي كنت فيه,كل حاجة فى الشقة بتفكرنى برياض وذكريات كتيرة نفسى أنساها وهحاول ابتدى من جديد من غير ذكريات بتجرحنى

بسمة : ربنا يوفقك, المهم أنك أنت وابنك تكونوا بخير’ طب ممكن أساعدك إزاى ؟

هدى : أنا محتاجة هانى وعمرو أخواتك يكونوا معايا, أظن خلصوا الامتياز والتكليف, وجه وقت إنهم يقفوا معايا وفي الأول والآخر المستشفى دي بتاعتنا كلنا .

بسمة : طبعا يا حبيبتي لازم يقفوا معاكي ونشوف حل للمشاكل, أنا هنزل أتكلم معاهم وإن شاء الله من بكرة الساعة ثمانية في المستشفى .

هدى : إنزلى افتحى الموضوع وأنا نازلة وراكي على طول

تبدل هدى ملابسها وتوقظ كريم ليلعب مع أولاد بسمة وقبل أن تغلق باب الشقة

مراد : إزيك يا دكتورة هدى, عاملة إيه؟

هدى : الحمد لله بخير , إزيك وإزاى شاهى والأولاد

 

 

مراد : الحمد لله بخير, ويداعب كريم إزيك يا بطل عامل إيه؟

شاهى “بصوت عالى”: الله الله واقف هنا بتعمل إيه؟

مراد “يكتم غيظه من شاهي ويحاول أن يكون طبيعي حتى لا يحرج هدى” : إيه يا شاهي مش واخدة بالك دي الدكتورة هدى وكريم, تعالى سلمى عليهم

شاهى : أه هدى ازيك, عامل ايه؟ “ووجهت كلامها لمراد” طب إنزل أنت على ما سلم على هدى لحسن وحشانى أوى . يستأذن مراد وهو في قمة الغضب من تصرف شاهي وطريقة كلامها المستفزة

هدى : الحمد لله بخير

شاهي “التي وجدت فرصة لتسمع هدى بعض الكلام الموجع”: معلش يا هدى أنت بنت خالي ولازم أنصحك . أنت دلوقت أرملة وكل حركة محسوبة عليكي خلى بالك من تصرفاتك حد غيري يشوفك وأنت واقفة بتتكلمي مع مراد هيقول إيه ؟أنا بثق فيكي جداً لكن الناس؟ أنت فهمانى طبعاً

هدى “تمسك أعصابها بقوة فهي لا تريد استفزاز فيكفيها ما لاقت اليوم من والدة رياض”: مرسى يا شاهي على النصيحة مش عارفة من غيرك كنت هعمل أيه ؟

تنصرف شاهى الى مراد وتقابل هدى أولاد عمها هاني وعمرو وتتفق معهم على العمل في المستشفى وفى الصباح يقدم مجدي استقالته كنوع من الضغط على هدى لتفشل من دونه .يخرج مجدي ويدخل عمرو وهاني فستقبلهم هدى وتشرح لكل منهم دوره والخطة التي وضعتها لتستعيد المستشفى مكانتها, تبدو هدى نشيطة تتحرك في كل مكان تجرى الاتصالات وتوزع المهام وتعيد ترتيب المستشفى وتعيين الموظفين وتفحص التالف وتطلب المواد الناقصة وتستبدل الهالك وتكلف مجموعة من الموظفين لحل المشكلات المتراكمة وإيجاد حلول سريعة وفعالة لإنقاذ المستشفى لم تعد هدى الساكنة الحالمة, ثار داخلها بركان من الإصرار على النجاح وتحقيق الذات لن تفشل لن تكون لعبة في أيدي الاخرين ستكمل مشوارها وتحقق طموحها

بسمة : أخبارك إيه يا جميل؟ مش معقول النهاردة عيد ولا إيه ؟ محدش بيشوفك ولا بيسمع صوتك

هدى : المستشفى واخدة كل وقتى بحاول أرجعها زى ما كانت, شغل نهار وليل, مجدي سابها مركبة غرقانة وعليها مشاكل ملهاش حصر, بس الحمد لله اتحلت معظم المشاكل وأقنعت عدد كبير من الدكاترة إنهم يرجعوا تاني يشتغلوا في المستشفى والدنيا ابتدت تتظبط وعمرو وهاني هما كمان بذلوا مجهود كبير جداً والحمد لله قطعنا شوط كبير والمستشفى بقت أحسن من الأول وكمان انشغلت في الدكتوراة كانت بتخلص على شوية الوقت الفاضى, بس دلوقتى فضيت لك يا جميل

بسمة: الحمد لله دا كان كابوس وخلص, وأنت ما شاء الله عليك وشك رجع ينور وعنيك بتلمع من الفرحة

هدى “تخرج نفس عميق” : كنت حاسة إنى غرقانة في بير ومش عارفة أخرج منه, والحمد لله مرت بسلام

بسمة : كنت عايزة أتكلم معاك في موضوع كده ؟

هدى : قولي من غير مقدمات

بسمة : يعنى مر على وفاة رياض أكتر من سنتين . وأنت لسة في عز شبابك, ولازم يعنى….

هدى : يعنى إيه ؟ في إيه ؟

بسمة : في عريس

هدى : لأ متقوليش… “وتضحك”

بسمة : بتضحكى على إيه ؟ هو أنا قلت نكتة .

هدى : معلش ماتزعليش, دا تالت عريس يتقدم الأسبوع ده

بسمة : يا سلام يا سلام من العرسان دول

هدى : هقولك بس أوعدينى ما تقوليش لحد

بسمة : أنت عارفة سرك في بير

هدى : الأسبوع اللي فات جه مراد المستشفى وقال لى إنه عايز يتجوزنى وقال إنه معجب بيا من أول مرة شافني فيها في فرحك وطلبني من بابا بس بابا رفض لأنى كنت بادرس

بسمة : وبعدين

هدى : ولا بعدين ولا قبلين قاطعته ومخلتهوش يكمل و قلت له إنى مش ممكن أوافق أبداً وإنه زى أخويا وشاهي أختى وطلبت منه إنه ما يفتحش الموضوع تاني ولا يتكلم فيه, وهو احترم رغبتي

بسمة: ومين التانى ؟

هدى : بشمهندس معتز

بسمة : وقلتي له إيه ده كمان؟

هدى : نفس الكلام اللي قولته لمراد وإن مراته ست هايلة ومحترمة وأنى لغيت موضوع الجواز ده من تفكيري

بسمة : طب ليه؟ العريس التالت مش متجوز ولا عنده اولاد . اسمعى بس هقولك

هدى : مش هسمع حاجة, أنا مش عايزة أتجوز وعندي كريم وهو دنيتي كلها خلاص كبر وبقا راجل عنده أربع سنين, وكمان عندي طموحات وآمال مدفونة ولازم أخرجها وأحقق حلمي, كده كفاية أوى المستشفى ورجعت أحسن من الأول وهانى وعمرو بيديروها أحسن منى والدكتوراه وخلصتها وعلقت الشهادة في المكتب والحمد لله حققت حلم والدي وشفت السعادة في عينيه, وجه الوقت إنى أرجع للألوان والتصميمات وحلمي اللي أتأجل سنين طويلة

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى