روايات

رواية أنا لها شمس الجزء الثاني (اذناب الماضي) الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم روز امين

رواية أنا لها شمس الجزء الثاني (اذناب الماضي) الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم روز امين

 

البارت الحادي والعشرون

 

🔹الفصل الحادي والعشرون🔹
«أذنابُ الماضي»
#_أنا لها شمس الجزء الثاني،بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصرياً بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
__________________________

هرولت إلى الدرج ونزلته بوقتٍ قياسي،فتشت بغرفة المعيشة فلم تجد كلاهما لتخرج سريعًا،وجدت عصمت تخرج من المطبخ، اقبلت عليها بسرعة ثم سألتها بحدة :
-فين فؤاد وسميحة يا ماما؟!

-في المكتب
كادت أن تتحرك جذبتها الأخرى من رسغها:
-إستني، فؤاد منبه محدش يدخل عليهم
اتسعت عينيها بحدة لتهتف بجنونٍ:
-نعم!، هو إيه اللي بيحصل هنا بالظبط؟!
أجابتها مستفسرة:
-إنتِ اللي هتقولي لي إيه اللي بيحصل يا إيثار
وتابعت بجبينٍ مقطب:
-جوزك بات ليلة امبارح في المكتب ليه؟!، وليه عزة تطلع تجيب له هدوم من عندك ويدخل ياخد شاور في الحمام اللي تحت؟!
ابتلعت لعابها فتابعت الأخرى بإصرار:
-ردي عليا يا إيثار، إيه اللي حصل عند يوسف إمبارح وخلى فؤاد غضبان بالشكل ده؟!
هتفت بعدم صبر:
-مش وقت الكلام ده يا ماما، خليني أدخل اشوف الحرباية دي بتعمل إيه جوة مع جوزي؟

أمسكت رسغها لتمنعها من جديد قبل أن تتحدث برزانة:
-قولت لك فؤاد منبه محدش يدخل عليهم، متصغريش نفسك وتدي فرصة لواحدة زي دي تشمت فيكي
-وهتشمت فيا ليه ان شاء الله؟!
اجابتها بتعقلٍ:
-يعني إنتِ تايهة عن جوزك لما حد بيكسر كلامه، أكيد هيحرجك قدامها؟!
5

-يعمل اللي يعمله… قالتها وهي تفلت يدها بحدة واتجهت دون تفكير نحو باب المكتب تحت استنكار عصمت لتصرفها الأرعن، قرعت الباب لمرة واحدة ثم دفعته بطريقة المخبرين ليرفع فؤاد رأسه يستكشف من ذا الذي تجرأ على كسر أوامره، كظم غيظهُ من تلك المتسرعة التي هدأت نارها قليلاً حين رأت زوجها يجلس بمقعدهِ خلف المكتب بينما تجلس تلك الـ”سميحة”بالمقعد الامامي،تجددت نار قلبهِ من جديد حين رأها أمامه لكنه تمالك من حالة الغضب الكامنة بداخله، أما هي فقد هتفت بنبرة حادة عبرت عن مدى غضبها:
-ممكن أفهم طبيعة الإجتماع المغلق وسببه؟
ردت تلك المستفزة بطريقة أثارت حنق الأخرى:
-شغل بيني وبين فؤاد
هتفت تسالها بسخرية:
-وياترى إيه هي طبيعة الشغل ده يا دكتورة؟
1

رفعت حاجبها باستنكار من حدة الأخرى في حديثها فأجابتها لتشعل قلبها أكتر:
-شغل خاص بالشركة يا مدام
ربعت إيثار ساعديها لتنطق متهكمة:
-قصدك الشركة اللي انا رئيس مجلس إدارتها؟!
قرر التدخل لمنع مزيدًا من المشاحنات بين كلتا المستفزتين، فأشار بكفهِ للمقعد المقابل لابنة عمه ونطق ببرودٍ استفزها:
-إتفضلي اقعدي يا إيثار.
نطقت بعنادٍ:
-أنا مش جاية أقعد يا سيادة المستشار، أنا عاوزة أفهم شغل إيه اللي بينك وبين الدكتورة وأنا كرئيس مجلس إدارة معرفهوش؟!
برغم احتراق روحه من اسلوبها الجاف إلا أنه تحدث باحترامٍ وهدوء كي لا يظهر عدائهما أمام “سميحة”:
-ما أنا بقولك أقعدي علشان أفهمك
لم تجد امامها مفرًا سوى الانصياع لرغبته فتحركت تجلس مقابلة للأخرى التي ابتسمت باستفزاز، تحدث فؤاد بهدوء:
-سميحة كتر خيرها،ساعدتني علشان نقدر نوقع الحرباية اللي اسمها”رولا”
ازدردت لعابها ليبدأ هو بسرد ما حدث بالماضي بعد مقابلة “رولا” التي تمت مع “سميحة”منذ فترة من الزمن ليست بعيدة،بعد انتهاء المقابلة توجهت سميحة إلى سيارتها واستقلتها وبدأت تفكر بعرض تلك الخبيثة، اهتدت بعقلها الرزين أن تلك الشيطانة تُحيك خطة شيطانية للوقوع بعائلتها فقررت إبلاغ فؤاد لسببين، الأول أنها إبنة عائلة الزين التي لا ترضى الأذى والهوان على عائلتها ولن تسمح لتلك المرأة الخبيثة ان تنال منهم، والثاني هو أن تُثبت ولائها لفؤاد ومن خلاله تستطيع على الحصول على احترامه ووضعها بمكانة أعلى لدى قلبه،هاتفت فؤاد سريعًا وتحدثت:
-فؤاد، عاوزة أشوفك ضروري، فيه حاجة خطيرة حصلت ولازم تعرفها
أجابها ذاك الجالس فوق مقعدهِ بمكتبه الخاص بالعمل:
-إديني نبذة سريعة عن الموضوع يا سميحة علشان عندي شغل كتير
نطقت بهدوء:
-أنا لسه خارجة حالاً من مقابلة كانت محدداها” رولا إلياس”، لو متعرفهاش فهي مرات…
قاطعها سريعًا بجدية:
-عارفها كويس
وتابع بحزمٍ:
-إطلعي على بيت عمي وأنا نص ساعة بالظبط وهحصلك، بس اتأكدي الأول إن مفيش حد مراقبك.
2

قد يعجبك أيضاً
أرض الخناجر بقلم AylolAishoan
أرض الخناجر
31.3M
1.7M
لست مستعدًا لكتابة وصف يتم تجاهله. إذا كنت مهتمًا بمعرفة محتوى هذه الرواية، تقدم أمامك مقتطف ❗️
القهار والكف الأسود بقلم zainab_ali1
القهار والكف الأسود
3.4M
237K
فزيت من نومي مرعوبة جلست نفسي على فراشي الهث وكأني ماگدر اخذ نفس متعرقة وجسمي كله يرتعد ويرعش بصورة غريبة وبرودة شديدة سرت بجسمي وقشعريرة رددت – كابوس الحمد لله كابوس…
القاضي المتهم بقلم Sela987654321
القاضي المتهم
81K
2.1K
عندما يصبح القلب جافيا قاسيا، فقد يصيب بعتمة حالكة، كالصحراء القاحلة لازرع فيها ولا ماء، حتى تنزف الروح بلا دماء، مما تجعل الجسد ميتا وهو على قيد الحياة"
شط بحر الهوى الجزء الثالث بقلم SomaElaraby8
شط بحر الهوى الجزء الثالث
84.5K
4.3K
الجزء الأخير في ثلاثية شط بحر الهوى
«أذنابُ الماضي» الجزء الثاني من أنا لها شمس بقلم RoseAmin
«أذنابُ الماضي» الجزء الثاني من أنا لها شمس
1.4M
60.6K
المقدمة «أنا التائهُ بظُلمة الماضي ووحشية الحاضر وغشاوة مستقبلي، أتطلعُ على حالي فأتيقنُ أن لا سبيل لانقشاع غُمتي، أتيتُ إلى الحياة ولم يكُن الأمر بخياري،منذُ نشأتي أُقح…
نوفيلا 🦋يا كُل كُلي🦋 بقلم RoseAmin
نوفيلا 🦋يا كُل كُلي🦋
30.5K
779
وسؤالاً دوماً يراودني،كيف حالُ من فارقوا،أمازالت تراودهم تلك الافكار ذاتها، إين هي الأنُ مشاعرهم! رسائلهم!،لحظاتهم الخاصة أمازالت تسكُنهم أم أنها تاهت وأنتست بزحمة الفرا…
أعيش في عيونك أزماني بقلم riwait_m9
أعيش في عيونك أزماني
542K
15.4K
المقدمة : تبدأ الحكايات من قلب الظلام الى اول شعاع املٍ من النور في هذا العالم الواسع حيث تتصارع الاحداث والصور لتكون حكاية من الماضي الى المستقبل , هنا تختفي خلف الستار…
بعد قليل كانت بانتظارهِ داخل مكتب أبيها،حضر فؤاد فقصت عليهما ما حدث وأعطت إلى فؤاد تسجيلاً صوتيًا خاص بـ”رولا”، حيث سجلت بكل دهاء المحادثة دون علم الأخرى حيث جهزت هاتفها وجعلته في وضع التسجيل قبل دخول المكان لمقابلة “رولا”، أثنى أبيها على تصرفها وفؤاد أيضًا الذي شكرها برغم معرفته بتلك المقابلة حيث أبلغهُ الرجل المكلف بمراقبة” رولا” بتلك المقابلة وهو في طريقه إلى هنا وبرغم هذا لم يخبرها هي أو عمه لكي يحتفظ بأسراره لنفسه،طلب منها فؤاد تتبع السرية التامة وألا تخبر أحدًا حتى شقيقها “بسام”،واتفقا على أن توهم تلك الـ”رولا” بأنها وافقت على ابرام ذاك الاتفاق، وتجعلها تطمئن لها وأن تبلغه سميحة بجميع التطورات ليوقعا بها بالوقت المناسب،وطلب أيضًا الاستمرار بتسجيل جل ما يدور بينهما للاحتفاظ به داخل سجل القضية
1

انتهى فؤاد من سرد ما حدث تحت غرور سميحة وهي تتطلعُ على إيثار برأسٍ شامخ مما جعل قلب الأخرى يغلي،ومازاد من اشتعال قلبها هو عدم اخبار زوجها بذاك الاتفاق،تحدثت بنبرة جادة:
-متشكرة يا دكتورة على موقفك، بس لازم تعرفي إن مع احترامي الشديد ليكِ وللهانم اللي اتفقت معاكِ واللي مش فاهمة ليه اختارتك انتِ بالذات لما فكرت في أذيتي
1

ثم حولت بصرها إلى فؤاد الصامد وتابعت بغلٍ يعودُ لغيرتها المشتعلة من فكرة وجود شيئًا مشترك بينه وبين تلك المرأة الحقود التي تكن لها العداء:
:ومع إحترامي ليك شخصيًا يا سيادة المستشار، أنا محدش يقدر يأذيني لسبب بسيط، وهو إني واخدة إحتياطاتي الأمنية كويس جداً، وشغلي كله وأوراقي المهمة بعيدة عن العين واللمس، ومش أنا الست الساذجة اللي هتمضي على ورق من غير ما أقراه كويس
3

حك فؤاد ذقنهُ وبات يتطلعُ بتمعُنٍ ويتعجب لأمر تلك العنيدة، نعم يعلمُ أنها إمرأة ذكية وليست بالهينة ولذا اختارها بدون تفكير لقيادة ذاك المنصب الهام والوثوق بها،لكنهُ كان يتوقع على الأقل شكرها لتلك الـ”سميحة”برغم عدائهما الظاهر للجميع، لكنه توقع تقديمها الشكر حسب الاصول المتعارف عليها، لكنها تخطت الأصول لأول مرة ويعلم هو لماذا، بالطبع فهي الأن تغلي داخليًا لوجود سميحة بمفردها معهُ بحجرة المكتب وهذا ما قصدهُ حين طلب حضورها بجانب الإسراع في ابرام الاتفاق كي يوقعا تلك الشيطانة التي تريد الأذى لزوجته
2

نطق بابتسامة هادئة ليشعل روحها بعدما أستثارهُ عنادها الكافر:
-لو مش حابة تحضري الاجتماع يا حبيبي ممكن تتفضلي
وتابع بنفس ابتسامته الهادئة كي لا يظهر خلافهما ويصل لتلك الـ”سميحة”:
-أنا مقدر إنك واخدة أجازة من شغلك النهاردة علشان ترتاحي، وعلشان كده محبتش اجهدك وأبلغك باجتماعي مع سميحة

رفعت حاجبها باستنكار لكل كلامه لتنطق بنبرة مستفزة متجنبة نبرته الودود وكلماته المعسولة شديدة التصنُع:
-أنا قاعدة يا سيادة المستشار وحابة أعرف سير خطواتكم ، ده لو مكانش يضايقكم طبعاً
تنهد باستسلام ليتابع وضع الخطة لايقاع تلك الشيطانة بأسرع وقت
1

بعد قليل وقفت سميحة وهمت بالخروج وهي تقول:
-أستأذن أنا يا فؤاد علشان ألحق وقتي

وقف يشكرها من باب الاحترام:
-مع السلامة يا سميحة، ومرة تانية متشكر على إنك سبتي شغلك وجيتي أول ما كلمتك

نطقت بصوتٍ حنون متعمدة إشغال قلب تلك الزوجة العاشقة:
– بتشكرني على إيه بس يا فؤاد،إنتَ مش عارف قيمتك عندي ولا إيه

ابتسم بلُطفٍ تحت اشتعال روح الأخرى وكظمها لغضبها الكامن بصعوبة بالغة،لتتابع وهي ترمقها بكبرياء:
-باي باي يا مدام
ظلت جالسة كما هي واكتفت بالتلويح بإشارة من أصابع كفها، تصرف أشعلت به قلب سميحة التي تحركت للخارج وما أن خرجت حتى تحدث فؤاد بحدة وملامح وجه مكفهرة كان يحجبها لوجود ابنة عمه:
-إتفضلي فوق على جناحك يا مدام
هتفت بحدة وتحدي:
-هو الباشا حطني تحت الإقامة الجبرية ولا إيه؟!
لم يكلف حاله عناء النظر لوجهها وبدأ ينظر لذاك الملف الموجود أمامه ويقلب بأوراقه بإهمال لتسأله بعدما استفزها تجاهلهُ:
-ممكن أعرف إنتَ منعتني أروح شغلي ليه النهاردة؟!

-مزاجي كده… قالها باستخفاف لترد بحدة:
-وبالنسبة لنومك هنا في المكتب،وهدومك اللي بعت عزة خدتها وأنا نايمة؟
وتعالت وتيرة حدتها وهي تقص عليه قائمة أخطائه:
-والشاور بتاعك اللي أخدته في الحمام اللي تحت وخلتنا مادة خام للت ورغي الشغالات؟

بمنتهى البرود صدمها :
-خلصتي كلامك،اتفضلي بقى على فوق

صاحت بعدما أشعل روحها بردوده الباردة:
-مش هطلع يا فؤاد،ولازم تحترمني وأنا بكلمك أكتر من كده
لتتابع بعدما خرج وحشها الكامن:
-ويكون في علمك، لو كررت اللي عملته إمبارح ونمت في المكتب هترجع الجناح مش هتلاقيني فيه.

قالت كلماتها التهديدية لتهب واقفة وتتحرك صوب الباب بحدة ليوقفها صوته الحازم:
-استني عندك
توقفت لكنها لم تلتفت فتابع بعصبية مفرطة:
-بصي لي وأنا بكلمك
ظلت على حالها ليصيح بحدة أرعبتها:
-مبتسمعيش الكلام ليه؟
ازدردت لعابها ثم التفتت وناظرتهُ مدعية القوة ليسألها بهدوء ما قبل العاصفة:
-عيدي لي كده الكلام اللي قولتيه ده تاني؟

هتفت تناظرهُ بحده:
-انت سمعته كويس قوي

سألها مستفسرًا:
-تمام، هتروحي فين بقى لما تسيبي الجناح؟

أجابتهُ بتحدي:
-هنام مع مالك،ومش هتشوفني تاني في اوضتك يا فؤاد

أجابها بهسيسٍ من بين أسنانه:
-طب لو قد كلمتك إعمليها، وأنا أطربق الأوضة فوق نفوخك يا إيثار
شعرت بالمهانة جراء تعديهِ عليها في الحوار وخرجت سريعًا لتجد والداي زوجها يقفان بالبهو بعدما ودعا سميحة، سألها علام بارتياب بعدما لمح دموعها الحبيسة:
-مالك يا بنتي، إيه اللي حصل؟!
5

شعرت بوقوف جارح الروح خلفها فتحدثت بعدما اعتدلت لتواجهه:
-ابقى اسأل سيادة المستشار على اللي حصل امبارح وهو يقول لجنابك يا بابا

صاح يعنفها بحدة وصرامة:
-اللي حصل أسرار زوجية والمفروض إنه يخصنا لوحدنا يا مدام، ومش من الأصول ولا الأخلاق نشاركه مع حد مهما كان قدره عندنا

-هو أنا حد يا فؤاد؟!… قالها علام بحدة ليجيبه بهدوء يعود لرفضهِ معرفة والدهُ بما حدث بينهُ وبين ذاك الوغد لعدة أسباب أهمهما هو جرح كبريائه كرجُل وأيضًا الخوف من تعنيف والدهُ له:
-مع احترامي الكبير لحضرتك واللي مش محتاج أتكلم عنه يا باشا
وتابع وهو يرمقها شزرًا:
– بس فيه حاجات خاصة بيني وبين الهانم مراتي المفروض محدش يعرفها غيرنا
لمحت عصمت دموع إيثار وضعفها فهتفت ناهرة ابنها لأجل تلك المسكينة:
-جرى لك إيه يا فؤاد، إنتَ عمرك ما كنت عصبي بالشكل ده، وبعدين هي عملت إيه يعني لكل ده؟!
هرولت لتصعد الدرج هاربة قبل أن تنزل دموعها ويراها الجميع وتشعر بالمهانة أكثر، أما هو فولچ إلى داخل المكتب من جديد بعدما استدعى عزة التي ذهبت إليه بسيقانٍ متخبطة،وقفت برأسٍ منكس كالتلميذ الخائب وهي تقول:
-أفندم يا باشا
وقف ليستدير حول المكتب ثم وقف يقابلها،لحظات من الصمت مرت عليها كدهرٍ وهو يتمعنُ بملامحها المرتعبة ليخرج صوتهُ أخيرًا:
-لما ابن الكـ…. ده دخل الشقة وانتوا فيها مخدتيش المدام وجيتوا بسرعة على البيت ليه؟!
2

هتفت بجسدٍ مرتجف من شدة خوفها من هيأته ولون عينيه الحمراء مما يوحي إلى شدة غضبه:
-والله ملحقنا يا باشا، ده يادوب المنيل على عينه طب علينا، وعلى ما ايثار جريت على أوضتها علشان تغير هدومها وأنا حتى ملحقتش ألم السفرة
وباتت تقص عليه ما حدث ليسألها متذكرًا:
-تليفونها كان فين لما رنيت عليها أكتر من خمس مرات ولا مرة ردت فيهم؟

-كان في شنطتها جوة والاوضة مقفولة عليه،اول ما روحنا يوسف يا حبيبي كان جعان ومكلش حاجة من الصبح،من لهوجتها رمت الشنطة ويادوب غيرنا هدومنا وجرينا على المطبخ علشان نغرف الأكل
سألها مستنكرًا:
-وإنتِ بقى عاجبك اللي حصل ده يا عزة هانم؟!

نطقت بحروفٍ مرتبكة:
-وهو اللي حصل ده يعجب مين بس يا باشا، بس والله العظيم إيثار ماليها أي ذنب

-ليها ملهاش أنا قولت لها مرواح لشقة يوسف تاني ممنوع… قالها بحدة لتنطق بموائمة:
-عداك العيب يا ابن الأصول

نطق مؤكدًا:
-يعني أنا قراري صح يا عزة؟

-صح الصح طبعاً…قالتها بتأكيد لتتابع بإبانة:
– أنا بنفسي قولت لها الكلام ده أول ما نزلنا من شقة يوسف وسبناك فوق، مهو المثل بيقول، الباب اللي يجي لك منه الريح، سده واستريح، وابن البنهاوي راجع وشكله ناوي على الشر، ده عاوز يخرب عليها ويدخل الشيطان بينكم يا باشا

تحدث متمالكًا أعصابه:
-طب يا ريت يا عزة تبقي تفهمي الهانم الكلام ده

نطقت تجيب بدفاع:
-وحياة النبي دي غلبانة وبتتمنى لك الرضا، دي راحت صبغت شعرها عشانك
ورفعت كفيها لأعلى :
-ملحقتش تتهنى بيه إلهي ينكد عليك يا ابن إجلال قادر يا كريم
5

زفر بحدة لينطق بعدما استدار ليعود إلى مقعده:
-روحي إعملي لي فنجان قهوة أروق بيه دمي اللي اتحرق من عمايلكم

-ومن إمتى القهوة كانت بتروق الدم… قالتها مستنكرة لتنسى حالها وهي تقول بتوددٍ متغاضية غضبه:
-أنا هروح أعمل لك كباية مانجة تظبط لك الدماغ، تشربها وتطلع تريح ظهرك على سريرك فوق
وتابعت بثرثرتها المعتادة:
-تلاقيه قافش يا نضري من نومة الكنبة بتاعت امبارح
4

اتسعت عينيه ليسألها مستفسرًا:
-هو إيه ده اللي قافش يا ست إنتِ؟!
باستنكارٍ أجابته:
-ظهرك يا باشا
بالكاد تمالك أعصابه كي لا يتهور ويفعل ما لا يحمد عقباه، أغمض عينيه يستدعي الصبر ثم أشار نحو الباب قائلاً من بين أسنانه:
-إطلعي برة
1

سألته باستفزاز:
-طب والقهوة؟
-بطلتها، همنع دخولها القصر من هنا ورايح بسببك
وتابع بحدة:
-برة
انتفض جسدها لتهرول للخارج سريعًا قبل أن يتحول ويخرج شحنة غضبه بها
1

༺༻༺༻٭༺༻༺༻
بالأعلى، ظلت تبكي حتى أخرجت شحنة ألمها ثم أمسكت الهاتف بعد أن قررت الاتصال بنجلها والاطمئنان عليه، كان يجلس وحيدًا شارد الذهن، ينظر أمامهُ في نقطة اللاشئ، استمع لرنين هاتفه فالتقطه ليجيب سريعًا فقد كان قلقًا عليها للغاية:
-طمنيني عليكِ يا حبيبتي، من امبارح وأنا هتجنن وأكلمك، بس خوفت يكون بابا جنبك
1

نزلت كلماته ولهفتهُ على قلبها أحزنته لتسألهُ بلومٍ كي تزيل عنه ثقل الشعور بالذنب:
-وإيه المشكلة في إنك تكلمني قدام بابا يا يوسف؟!
1

تغاضى عن التحدث في ذاك الموضوع كي لا يجدد حزنها فأكمل متخطيًا:
-مفيش مشاكل ولا حاجة يا حبيبتي، المهم إنتِ طمنيني عليكِ، فيه حد زعلك؟

شعرت بحاجتها للارتماء بأحضانه والبكاء على صدره لكنها تماسكت لاجله لتجيبه بصمودٍ ونبرة خرجت بصعوبة متماسكة:
-ولا أي حاجة، انا زي الفل، طمني عنك إنتِ يا حبيبي

-أنا كويس يا ماما متشليش همي
بعد الاطمئنان عن حاله سألته باهتمام:
-أختك عاملة إيه
بابتسامة مريرة أجابها:
-مشيت مع ابوها امبارح

سألته متعجبة:
-بتتكلم عن زينة؟!
-هي فيه غيرها عايش معايا يا ماما… قالها بهدوء ثم قص عليها ما حدث لتشهق وهي تستمع إلى تلك التفاصيل وجسدها يرتعب خوفًا، يا الله، هل فعل زوجها هذا حقًا، ماذا قال له ذاك الحقير حتى أوصلهُ للتصرف بتلك الهمجية واستغلال السلطة لاول مرة، فتحدث يوسف بعدما علم عدم معرفتها بالأمر:
ماما الكلام ده ميطلعش لأي حد، وخصوصًا الباشا
نطقت على استحياء:
-متقلقش، خلي بالك من نفسك لحد ما الأمور تهدى وبعدها ترجع تعيش معايا هنا

هتف بلهجة شديدة:
-إنسي يا ماما، اللي بتقوليه ده مستحيل يحصل، أنا عمري ما هسمح لنفسي أكون عالة على أي حد تاني
3

هتفت تعنفهُ باعتراض:
-إنتَ عارف إن عمرك ما كنت عالة على حد يا يوسف، وأنا عمري ما كنت هقبل عليك ده أبدًا حتى لو كنت هتطلق للمرة التانية
-متخليش زعلك من فؤاد ينسيك وقوفه معانا ومعاملته ليك يا يوسف، ومش هو وبس، جدك فؤاد وتيتا عصمت وكمان فريال، كلهم بيحبوك وعمرهم ما فرقوا في المعاملة بينك وبين أحفادهم اللي من صُلبهم
وتابعت ناصحة:
-اوعى تخلي الغضب يتحكم فيك وينسيك فضل الناس عليك يا ابني
نطق بقلبٍ منكسر:
-ماما، أنا مش حابب أتكلم ولا قادر، أنا اتصلت علشان اطمن عليكِ، وعلشان أقولك بلاش تيجي عندي الفترة اللي جاية، لحد ما أعصاب الباشا تهدى
3

وتابع مغيرًا وجهة الحديث:
-بالمناسبة، خالو ايهم جالي بالليل وسهر معايا لوقت متأخر، وكلمنا تيتا منيرة وسألتني عليكي
تنهدت وأجابته:
-أنا نسيتها خالص في وسط اللي أنا فيه، بقالي خمس أيام مكلمتهاش ولا اطمنت عليها.
تابعا حديثهما ثم أغلقت لتنهمر دموعها قهرًا على نجلها الحبيب وما تفعلهُ به الحياة من تلطيم.
1

༺༻༺༻٭༺༻༺༻
داخل غرفتها التي خُصصت لها بمنزل والدها، كانت تتوسط الفراش تحتضن جسدها بذراعيها، تشعر بغربة روحها وتبكي على فراق شقيقها الحنون، بكت ولامته على تفريطه بها بتلك السهولة، انتبهت لرنين هاتفها فهرولت تخطفهُ على أمل أن يكون المتصل شقيقها، تنهدت وخاب ظنها حين رأت نقش اسم رامي، فأجابت بصوتٍ واهن:
-أيوه يا رامي
بعد السلام والاطمئنان عليها سألها باهتمام:
-صوتك ماله يا زينة، إنتِ فيه حد مزعلك
وكأنها كانت تنتظر سؤاله، فمنذ أن حضرتك لمغارة علي بابا تلك وهي تشعر بالوحدة والعزلة والانكسار، نطقت بصوتٍ مختنق بفضل الدموع:
-أنا سيبت البيت ليوسف إمبارح وقاعدة عند بابا يا رامي
1

-ليه، إيه اللي حصل؟!
نطقت باقتضابٍ:
-بابا اختلف وعمل مشكلة مع جوز طنط إيثار مامت يوسف، ويوسف أخد صف جوز مامته، وانا زعلت منه وخيرته لو ما وقفش مع بابا هسيب له البيت وهعيش عند بابا
وتابعت بخزيٍ وخزلان:
-وللأسف، إختار يفرط فيا، سابني يا رامي وهو عارف إني مليش حد غيره
3

قالت جملتها الأخيرة بألم ودموع مما أحزن قلب الأخر ليقول محاولاً إصلاح ما بين الأشقاء:
-يوسف بيحبك يا زينة، ومش معنى إنه انحاز لطرف على حساب التاني إنه اتخلى عنك أو فرط فيكِ زي ما بتقولي
وتابع بتروي:
-اكيد هو انحاز للطرف اللي شايفة على حق من وجهة نظره
تنهدت بألم ليتابع مسترسلاً يلومها:
-ممكن اقول لك رأيي بس من غير ما تزعلي مني

-أنا عمري ما ازعل منك يا رامي مهما حصل…قالتها بصوتٍ حنون وصل لأوصاله فأصاب قلبهُ بارتجافة منعشة لينطق بنبرة رومانسية:
-أحلا رامي بسمعها في حياتي منك إنتِ يا زينة
اذابتها كلماته الساحرة حتى كادت تُنسيها ذاك الحزن الكامن بقلبها إن لم يكن عظيما، ابتسمت بخجل ليتابع مسترسلاً:
-بصي يا زينة،اللي قدرت استنتجه من خلال كلامك معايا المدة اللي فاتت، واللي قدرت أعرفه لما كنت معاكم في شقة يوسف، إن اخوكي بيحبك جدًا، وضحى كتير علشانك، مش هنيجي علشان موقف حصل ننسى بيه الحلو كله
وافقته الرأي فتحدث من جديد:
-لو تحبي أتدخل واكلمه…
قاطعت كلماته وهي تقول بانفعال:
-لا يا رامي لو سمحت، أنا مش عاوزة أكون تقيلة عليه، هو لو عاوزني اكيد هييجي ياخدني من غير ما حد يضغط عليه ولا يتوسط لي عنده

تعجب لطريقة تفكيرها العقيمة وأجابها:
-يا بنتي ده أخوكي، مش لازم يكون فيه حساسية بينكم بالشكل ده

-معلش يا رامي، ارجوك سيبني على راحتي
أجابها بابتسامة وصوتٍ حنون:
-أنا أهم حاجة عندي راحتك
جعلت كلماته روحها تسبحُ في الفضاء وكأنها فراشة تتراقصُ بجناحيها وتخطف الأنظار بألوانها الزاهية، ليجهر عليها بقولهِ:
-زينة
-نعم
-أنا بحبك
إلى هُنا شعرت بروحها تُسحب منها،باتت دقات قلبها تتسارعُ بوتيرةٍ عالية وكأنها دقاتِ طبولٍ تعلنُ عن بداية الحرب،نطق يسألها بارتياب:
-ساكتة ليه يا زينة
لم يجد ردًا فتسائل بخوفٍ من جديد:
-ارجوكِ ردي عليا
لا صوت يعلو فوق صوت دقات قلبها العالية وللمرة الثالثة على التوالي يقابل صمتٕا رهيبًا منها مما جعلهُ يسألها بريبة:
-أنا أسف لو ضايقتك،وصدقيني أخر مرة هتطفل عليكـ….
لم تدعه يكمل لتهتف مخترقة طبيعتها الخجولة خشيةً من خسارته:
-بالعكس،أنا مضايقتش خالص
تعجبت من حالها،منذ متى وهي تتحلى بتلك الجرآة،بينما شعر هو بسعادة تملكت منه لينطق متسائلاً:
-أفهم من كلامك إنك بتبادليني نفس المشاعر؟
1

اشتدت سعادتها والتزمت الصمت من جديد لكنها اكتفت بصوت ابتسامتها العذبة التي جعلته يتحدث:
-أنا مش هضغط عليكِ أكتر من كده،بس هعتبر الضحكة الحلوة اللي سمعتها دي هي الرد،لحد ما اشوفك بكرة في الجامعة،وأشوف الرد في عيونك الحلوة

قاطع اندماجها صوت طرقات الباب لتدلف تلك الصغيرة التي نطقت برقة:
-زينة،البابا طالب يشوفك هلا
أجابتها بهدوء:
-إنزلي وأنا هحصلك يا نور

نطقت الفتاة باعتراضٍ:
-مافيني،هاديك التيتا اللسمينة يلي قاعدة تحت قالت بتچيبيها معك.
ابتسمت على وصف الصغيرة لجدتها إجلال بالسمينة واستأذنت لتغلق الهاتف وتهبط للأسفل لتتلقى كلماتها السامة على يد تلك المرأة الجبروت لتلعن غبائها بقرار القدوم للعيش هنا.

༺༻༺༻٭༺༻༺༻
كانت تجلس بغرفتها تنتظر صعودهُ إليها وقد قررت بتنفيذ تهديدها إذا ما صعد وغفى اليوم أيضًا بحجرة المكتب، ملت من الإنتظار وقد تأخر الوقت وتعدت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل، هبت واقفة لترتدي مأزرها الحريري بعدما عقدت النية على الذهاب إلى حجرة صغيرها لقضاء الليلة معه، اتجهت صوب الباب وما أن أمسكت مقوده لتلفهُ وجدت من يدفعهُ برفقٍ لتتراجع سريعًا وتُفاجأت بدخولهُ إليها مستسلمًا خانعًا لقرارها خشيةً من تنفيذه، فقد اتخذ قرار الصعود بعد تفكيرًا عميق تجنبًا لاتساع حجم المشكلة والفجوة التي سيحدثها العناد بينهما، طالعها بحدة وسألها بصوتٍ غاضب:
-الهانم كانت رايحة على فين إن شاءالله؟!
وقفت تقابلهُ بتحدي لتجيب بصرامة:
-كنت رايحة أوضة مالك
طالعها وجنون الغضب يتمثلُ بعينيه لينطق بعدما استطاع كبح غضبه كي لا يفرغهُ بها:
-طب ادخلي نامي وخلي ليلتك تعدي على خير
4

حكمت العقل، لم تريد افتعال مزيدًا من المشاكل واتساع دائرة الصراع بينهما، لذا تحركت نحو الفراش لتخلع عنها مئزرها وتلقيه بإهمالٍ فوق المقعد المجاور، ويظهر ثوب نومها الرقيق الذي بالكاد يصل لمنتصف فخدها بالإضافة لكونه باللون النبيذي الذي يثير ويزيد من جنون عشقه بها، مما أشعل قلبهُ ليصيح بجنون بعدما رأها بكل تلك الأنوثة ولون شعرها الجديد الذي لم تتح لهُ الفرصة كاملة بالتغزل به بما يكفي والاستمتاع أيضًا بلونه المميز:
-إنتِ كنتي رايحة أوضة إبنك باللانچري ده يا مدام؟
طالعته بحدة لتنطق ببرودٍ قاتل:
-وإيه المشكلة، أنا كنت رايحة أوضة ابني، يعني لا نازلة تحت ولا خارجة الجنينة؟
زادت حدته وهو يهتف بأعين متسعة بجنون:
-أهو ده اللي ناقص، فعلاً ده اللي ناقص
رفع كفيه للتعبير عن فرط عصبيته من أفعال تلك التي ستتسببُ يومًا بإصابته بسكتة قلبيه جراء عنادها ليحاول التحدث ولكن خرجت كلماته متلعثمة من شدة انفعاله وأيضًا هيأتها المثيرة جعلت من عقله وقلبه متضاربين فشتت تركيزه:
-أنا تعبت معاكِ،بجد مبقتش قادر أستوعب أفعالك
رمقتهُ بازدراءٍ قبل أن تتحرك ناحية الفراش وترفع الغطاء كي تتسطح بجسدها الأنثوي أمامهُ، بسطت كفها وأغلقت اضاءة الإنارة المجاورةِ لها وتحدثت بلامبالاة كادت أن تصيبهُ بالجنون:
-إقفل النور اللي عندك علشان تعبانة وعاوزة أنام
جذب شعرهُ للخلف بقوة مفرطة كادت أن تنتزع جذوره وبات يتطلعُ لبرود تلك المرأة، فبدلاً من مبادرتها لمراضاته وطلب السماح تعند وتتجاهل بل وتحاول إغرائه دون التودد له والتقرب، اسرع إلى الحمام ليخلع عنه ثيابه بالكامل ويفتح المياه الباردة لتنهمر على جسده علها تهدأ ثورتي العشق والغضب اللذان تملكا منه
7

بعد قليل كان يتسطح بجوار تلك التي تعطيه ظهرها وتصنعت بالنوم كي تزيد من حرقة قلبه، تسطح على ظهره ليتجنب النظر لمنحنيات جسدها المثير وبات ينظر في سقف الغرفة ويزفر محاولاً إخراج غضبه الممتزج بشوقه حتى غفى بعد صراع طويل وحربًا ضارية بين العقل والقلب خرج فيها العقل منتصرًا.
2

༺༻༺༻٭༺༻༺༻
مر يومين وبقي الوضع على حاله، صراعًا نفسي رهيب بين الجميع، فؤاد، إيثار يوسف بيسان زينة وأيضًا عمرو،
كانت رولا تجلس داخل مكتبها الخاص بشركة الصخرة المملوكة لزوجها، أتاها اتصالاً من سميحة فأجابت سريعًا:

-كيفك حياتي
لم تعر لكلماتها المصطنعة أية أهمية وتحدثت مباشرةً:
-صفقة شُحنة اللاب توب جاهزة ولا لسه

أجابتها بانتشاءٍ وسعادة:
-جاهزة وكل شي تمام حياتي،الشُحنة رح توصل للجمارك بعد يومين، الزلام قاموا بالواچب وچهزوا كِل شي، واتفقت مع زلمة بالچمارك المصرية رح يمرق لي ياها بكل سهولة، إي الموضوع كلفني كتير، بس مو مهم، كِله لعيون السِت إيثار بيهون

كان الاتفاق الذي عرضته عليها رولا بالماضي توريط إيثار بأخذها رشوة ووضع إمضائها على أوراق تُثبت التهمة عليها والتبليغ عنها ليتم التحفظ عليها من قِبل رجال الشرطة،ولكن التهمة لم ترق لفؤاد فأراد أن ينتقم من تلك الحقودة التي تجرأت وأقبلت على أذية خليلة الروح، فطلب من سميحة أن تقترح على الأخرى بتغليظ التهمة وتوريط “إيثار” أكثر عن طريق وضع أخطر أنواع المواد المخدرة”الهيروين”داخل شحنة أجهزة الحاسوب التي ستقوم باستيرادها شركة الصخرة باسم “رولا سليم إلياس” وبعد دخولها للبلاد ستدخلها سميحة إلى شركة الزين عن طريق أوراق رسمية ستضع إيثار عليها إمضائها،وبعدها سيتم إبلاغ الشرطة للقبض على إيثار، تحدثت سميحة بخبثٍ:
-ياريت تخلصيني من الموضوع ده بسرعة، أنا مبحبش التوتر والقلق

نطقت رولا لطمأنة الأخرى :
-لشو القلق يا عيوني، الموضوع كتير سَهل، مانه صعب صدئيني

أغلقت الهاتف ومر اليومان سريعًا، ووصلت الشحنة إلى ميناء القاهرة الدولي وبترتيب من فؤاد تم ضبط الشحنة والتحفظ عليها والقبض على الموظف الفاسد الذي اعترف على تلك البلهاء التي اتفقت معه بنفسها، فقد كانت صيدًا سهلاً للغاية بالنسبة لفؤاد حيث فعلت كل شيءٍ بنفسها ورفضت الاستعانة بوالدها رجل العصابات الدولية خشيةً من منعها من القيام بذلك العمل المتهور، بينما أخفت الأمر عن عمرو لتفاجأهُ بالخبر ظنًا منها أنهُ سيسعدُ بخطتها ويزيد رصيدها لديه أضعافًا بعد أخذها ثأرهِ القديم.

تم القبض على “رولا” من داخل الميناء،صرخت بكل قوتها وطلبت الاتصال بوالدها لكن رجال الشرطة رفضت وقاموا باصطحابها إلى قسم الشرطة مقيدة،بينما كان “عمرو” يجلس داخل شركة الصخرة يتابع العمل أتاهُ اتصالاً هاتفيًا من رقم غير مدون ليضغط زر الرد ليقابلهُ المتصل:
-بقول لك يا عمورة، إطلع على قسم شرطة النزهة ومتنساش تاخد معاك عيش وحلاوة لمراتك، وإن شاءالله قريب هبعت لك أوردر باسمك إنتَ كمان لما تنور في ليمان طُرة
انتفض واقفًا ليصرخ بقوة:
-مين اللي بيتكلم؟!
وتابع بعدما استطاع تمييز صوته لينطق:
-فؤاد علام اللي معايا مش كده؟
أنهى فؤاد الاتصال وابتسم بشرٍ وقلبهُ يشعر بغليان برغم القبض على تلك الحقيرة التي تجرأت على أذية حبيبته، بينما جن جنون عمرو ليهاتف امرأته ليجيب عليه ضابط الشرطة ويؤكد له ما أخبرهُ به فؤاد، هرول إليها وبينما كان بطريقه إلى قسم الشرطة اتصل ليبلغ سليم إلياس كي يتحدث إلى معارفه لإخراج تلك البلهاء التي ولچت بساقيها لعرين الأسد
2

بعد قليل كان يقف أمامها داخل مكتب الضابط الذي خرج ليتركهما سويًا لبعض الوقت، بأعين تشتعلُ بنار الغضب صرخ بها “عمرو”:
-مين طلب منك تتصرفي لوحدك من غير ما تبلغيني؟، وإزاي جت لك الجرأة تفكري وتخطتي بحبس أم إبني في جريمة كبيرة زي دي؟!

من بين دموعها الحارقة تحدثت بشهقات متقطعة:
-كان بدي أنتقملك منها وبرد نار قلبك عخيانتها هي وزوچها الحقير،كان بدي إتخلص منها لنرتاح ويهدى قلبي يا”عمرو”، وبهيك يوسف بيرچع لك وبيعيش معنا كعيلة واحدة وبنرتاح كلياتنا

صرخ وهو يرمقها وعينيه تطلقُ سهامًا نارية لو خرجت لحولت جسدها لإربًا:
-وإنتِ كنتي فاكرة إني هفرح لو عملتي فيها كده؟!، لا ومن غبائك متخيلة إن يوسف هييجي يعيش معانا بعد ما يعرف إن أنا وإنتِ كنا السبب في حبس أمه!، ده مش بعيد كان قتلني أنا وإنتِ يا غبية
كان يصيح بجنون يتخفى خلف الخوف على مشاعر نجله بينما الحقيقة سبب إثارته وجنونه هي رعبه على تلك الجميلة مالكة الكيان، تلك التي امتلكت القلب واستوطنت وختمت باسمها على قلبه وأغلقته للأبد، شهقت بقوة لتنطق برجاءٍ من عينيها:
-دخيلك يا عمرو تطلعني من هون
انفطر قلبها وهي تكمل بهزة نافية من رأسها:
-مفيني أقضي ليلة واحدة بالحبس، رح موت إذا بقيت هون يا زلمة
رق قلبهُ لحالها فاقترب يدخلها بأحضانه مربتًا لتهدئتها :
-إهدي يا رولا،أنا هعمل المستحيل وهخرجك، وأكيد سليم باشا مش هيسيبك وهيصرف بطريقته
شهقت بقوة لتدخل في حالة من النحيب الشديد

أما بمنزل عمرو البنهاوي، تجلس تلك السمينة بوسط الأريكة وتجاورها “زينة” المنكمشة على حالها وقلبها يرتعدُ رعبًا بفضل صوت تلك التي كانت تصرخ بكامل صوتها وهي تتمسكُ بتلابيب بذلة زوجها:
-بتقلب الدنيي فوقاني تحتاني وبتچيبلي بنتي الليلة يا سليم، بنت نائلة المحمدي ما بتبات بالحبوس متل المُچرمين والحرامية
حاول تهدأتها وتحدث بثقة ويقين:
-فيكي تهدي، صدقيني رح طلعها وچيبها لعندك
أخرج تنهيدة حارة تنمُ عن مدى احتراق روحه على ما حدث لوحيدته ثم تابع بنبرة جادة:
-بس الموضوع بده شوية وئت، الورطة يلي ورطت بنتك حالها فيها مانا سهلة
2

صرخت وهي تنطق اعتراضًا برأسها:
-ما تئلي وئت، ما فيني أقعد دقيقة واحدة بدون بنتي، إتصرف يا سَليم، إتصل بمعارفك وشوف يلي بيقدروا يعملوه وادفعلن ، لو بدن ياخدوا كِل ثروتي بس بيطلعولي بنتي بعطيهن

حاوطت تلك البدينة فكها بأصابع يدها لتنطق متسائلة بسخرية تعود لعدم معرفتها بما حدث:
-مقولتليش يا سنيورة، الحلوة بنتك اتحبست في إيه؟!
وكأنها استفاقت على صوت تلك البغيضة لتلتفت إليها بحدة وتطالعها بأعين تطلق شزرًا وهي تنطق باتهام:
-انحبست بسبب إبنك الأزعر، بنتي يلي عاشت عمرها كله مدللة بفرنسا وما انهانت بعمرها ولو بكلمة، موچودة بالحبوس بسبب إبنك والمصايب يلي عمتلاحقه، ابنك الحقير هو لعنة بنتي، وبإذن الله لما تطلع بالسلامة، أول اشي رح إعمله هو طلاقها منه يلي ماشافت يوم منيح معه من وئت ما عرفته
وأشارت مهددة بسبابتها:
-بتتصلي هلا بإبنك وبتقيلي له، إذا بنتي ما إچت معه مبيرچع عالبيت الليلة، وحياة الله إذا بشوفه بقتله بإيدي هادول

حاولت زينة أن تقترب من المرأة لتنطق في محاولة لتهدئتها:
-من فضلك اهدي علشان متتعبيش

صرخت بقوة وغضب:
-محدا منكن يقلي إهدي، كل يلي بدي إياه منكن إنكن تخرسوا ومتسمعوني أصواتكن البغيضة.
ارتعب جسد الفتاة لتنكمش على حالها متراجعة للخلف ونزلت دموع الندم على ما اقترفته بحق ذاتها.
أما إجلال فتحدثت بشرٍ يكمن بنظراتها:
-حظك حلو إنك جيتي لي بعد ما صحتي راحت،يا خسارة،كنت عرفتك مقامك صح وخليتك تقضي باقية حياتك بتتلفتي حوالين نفسك زي المجانين .
4

إنتهى الفصل

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى