رواية أمنية مؤجلة الفصل الثاني 2 بقلم يارا ابراهيم
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية أمنية مؤجلة الفصل الثاني 2 بقلم يارا ابراهيم
البارت الثاني
_هي إيه العيلة الهبلة دي؟
قولت كده أول ما لقيت الحاج أبويا وعمي وصاحب يحيى نازلين من العربية وجايين ناحيتي، وبالمناسبة صاحب يحيى ده كمان ماكنش طايق منى، خلص يحيى المكالمة وجه، أوّل ما شافهم، وأنا واقفة مش فاهمة حاجة قولت بعدم فهم بعد ما لمحت اللوحة اللي في نص الشارع واللي فيما معناه إننا رايحين للمأذون:
_ أنتم جايين ليه وأنا بعمل إيه هنا عند المأذون؟
بصلي يحيى وكان لسه هيمسك إيدي:
_ أنت استحليتها ولا إيه؟ ما ينفعش تمسك إيدي.
اتكلم بثقة مش عارفة جابها منين:
_ ماهو كمان شوية كل حاجة هتنفع، ما تقلقيش.
_ لا، ماهو أنا مش قلقانة غير عليك.
لف نفسه ووقف قدامي، هو طويل قوي كده ليه؟
_ يلا علشان هكتب كتابي عليكِ.
_ وتكتب عليا ليه؟ من قلة الورق! أكتب علي ورق وروّحوني يلا.
_ أنا بتكلم بجد يا لارين.
اتكلمت بعصبية حقيقية:
_ هو إيه اللي “هكتب كتابي عليكِ”؟ أنت فاكر الدنيا ماشية على مزاجك؟ شوية تبين إنك بتحبني، وبعدين تقول إنك عايز تتجوز منى وبتحبها، والنهارده الخطوبة، ودلوقتي بتقول هكتب كتابي عليكِ! أنت إيه هااا؟ أنت إيه بتعمل فيا كده ليه؟
قولت كده وأنا حاسة إن قلبي هيقف ومش قادرة آخد نفسي، ودموعي على خدي، ماكنتش قادرة أقف. ناديت بصوت مخنوق بالعياط على بابا علشان يسندني، علشان فعلًا مش قادرة أقف ، قرب مني وكان هيمسكني بس صرخت فيه:
_ قولت ما تقربش مني وحِل عني بقى، وروح شوف خطيبتك وشوف حياتك مع اللي قلبك اختارها، علشان أنا كمان هشوف حياتي مع اللي قلبي هيختاره.
اتعصب جدًا أول ما سمع كده، لدرجة إن عروقه برزت، وعينه أحمرت جدًا ، مسكه صاحبه جامد لما شافه كده، بس قال وهو عينه متركزة عليا:
_ مش هتكوني لحد غيري، فاهمة؟ ووعد مني، لو بس حد فكر مجرد التفكير يقرب منك، أظن إنتِ عارفة هعمل إيه. إنتِ ملكي… ملكي أنا وبس، فاهمة؟
ما رديتش عليه علشان حرفيًا مش قادرة همست لبابا بصوت طالع بالعافية:
_ حاسة إن قلبي هيقف ع…
ملحقتش أكمل كلامي ووقعت في حضن بابا.
“يحيى”.
شوفتها بالحالة دي وأنا عاجز مش عارف أعمل إيه، نفسي أشدها لحضني بس للأسف مش هينفع ، على قد ما أنا فرحان بلبسها النقاب علشان ماحدش هيشوفها، على قد ما أنا مضايق علشان مش عارف أشوفها. فوقت على صوت محمد صاحبي وهو بيقول:
_ قوم يا يحيى يلا فوق دلوقتي ورتب حساباتك بعدين، يلااا.
قومت بسرعة وركبت العربية اللي هي فيها، وسوقت بأسرع حاجة ممكنة، وأنا عيني متعلقة بين المرايا والطريق. عدى عشر دقايق كأنهم ساعات ووصلنا المستشفى. جبت دكتورة وطبعًا بعد خناق إن اللي يكشف تكون واحدة ست. قعدت بره على الأرض وأنا على تكّة. فجأة لقيت العيلة كلها داخلة المستشفى، الستات بتعيط والرجالة مضايقة. طبيعي دي لارين، حبيبة الكل وحبيبة…
سكت وماكملتش، مش عارف أحدد مشاعري. كأني عيل مراهق، بس اللي عارفه إني ماقدرش أشوف راجل غيري حواليها، ولا حد يلمّح منها حاجة غيري برضه، وهي بنت عمي وبنتي وصاحبتي و… قاطع تفكيري أمي اللي شدتني على جنب بعيد عن عيون الكل:
_ عيط يا يحيى، عيط وخرج اللي جواك.
لحد هنا ماقدرتش أخبي زيادة، حضنت أمي وأنا بعيط. على فكرة، إنت وهو، العياط عمره ما كان قلة رجولة منك، ولا حتى بيقلل من كرامتك. أنت لازم تفهم إنك إنسان، يعني بشر من لحم ودم، بتحس وعندك مشاعر.
_ ما تفهمني يا بني، إنت حيرتنا كلنا معاك. منين بتغير على لارين وبتحبها قوي كده، ومنين رايح تخطب صاحبتها؟
_ مش عارف، والله العظيم أنا مش عارف، ولا فاهم حتى أنا حاسس بإيه. ساعديني يا أمي، نار في قلبي مش قادر.
_ طب قوم كده يلا وامسح دموعك، وأنا هسأل ورد عليا.
هزيت رأسي، فـ كملت وقالت:
_ لما بيكون فيه راجل غيرك حوالين لارين، بتحس بإيه؟
_ بحس بدمي فاير، ومش بارتاح غير لما أضربه.
_ طب لو حد قرب من منى، إنت بتحس بنفس الإحساس ده؟
بدأت أفكر فعلًا، وهزيت رأسي بـ “لأ”.
_ طيب قولي، لما لارين بتتعب بتحس بإيه؟
_ بحس زي ما أنا حاسس دلوقتي، إن روحي مش فيا.
_ حسيت بالإحساس ده لما منى كانت عاملة عملية؟
هزيت رأسي بـ “لأ”.
_ طب تعرف إيه عن لارين؟
_ كل حاجة.
_ طب لما بيحصلك أي حاجة سواء حلوة ولا وحشة، مين أول حد بييجي في دماغك تقوله؟
المرة دي رديت بتلقائية مني:
_ لارين.
فقالت أمي بابتسامة:
_ المفروض دي تبقى فهمت خلاص.
هزيت رأسي وأنا بفتكر كل الذكريات اللي بيني وبين لارين، عارف كل تفصيلة سواء صغيرة أو كبيرة عنها. بتحب إيه وبتكره إيه، كل حاجة ممكن تتوقعوها أنا عارفها. وسط ما أنا بفتكر الذكريات، جت ذكرى في بالي خلتني ابتسم.
“فلاش باك”
كان فيه تجمع للستات في شقة عمي طه والد لارين، والستات في شقتنا. كنت طالع وخبطت، فقالت أمي:
_ استني يا يحيى لما لارين تلبس النقاب.
كنت مضايق ليه ما شوفهاش. دخلت وهي كانت منزلة عينها للأرض، وبعدين خدت الحاجة اللي عايزاها ونزلت. قد إيه عيونها حلوة، أقدر أعرفها من وسط مليون واحدة منتقبة.
“باك”
كنت ناوي أكملكم الأحداث، بس مالكوش نصيب. الدكتورة طلعت وقطعت علينا الأحداث. يلا روحوا أنتم كملوا قراءة الإسكريبت، وإحنا هروح لحبيبتي أطمن عليها. مش تبصولي كده! أيوه ما أنا عرفت خلاص. إحنا: بنت عمي، وأختي، وصاحبتي، وبنوتي، وأهم لقب فيهم… حبيبتي. وقريبًا يعني هحقق رغبة أهلي ورغبتي ورغبتكم أنتم كمان، ونتجوز بقى. حاسس إننا قلبنا على فيلم هندي. يا ختيييي، البت نسيتها! وسّعوا بقى.
الدكتورة طلعت والكل جري عليها. الدكتورة خافت من العدد ورجعت لورا، فقالت مرات عمي والدة لارين:
_ بنتي عاملة إيه يا دكتورة؟ طمنيني عليها.
ردت الدكتورة بتوتر، ومعاها حق الصراحة. واقفين حواليها كإننا هنضربها:
_ المريضة عندها انهيار عصبي، ياريت تهتموا بيها شوية.
سابته الدكتورة ومشيت. ودخلت مرات عمي وأمي والستات يطمنوا عليها، وأنا مشيت. أصل أنا السبب في الحالة اللي وصلت ليها دي. روّحت على أقرب مسجد أصلي لربنا وأشكره على إنها لسة بخير. اتوضيت وصليت وقعدت. أنا لازم أسيبها فترة ترتاح وبعدين أكلمها براحة.
عدّت الأيام، وعدّى شهر ونص وهو مش بيشوفها من يوم المستشفى.
كنت قاعدة على سريري، كالعادة بتاعتي من شهر ونص. كل يوم أصحى، أصلي، آكل، أنام أو أعيط… وعلى الحال. هتقولولي: إنتِ مكبرة الموضوع ليه؟ ماهو خلاص، قالك “أتجوزك”. بس يا جماعة أنا مستحيل أقبل أتجوز بالطريقة دي. أنا غالية وأستاهل الغالي. ثم إني واثقة في ربنا.
في يوم وأنا قاعدة في أوضتي وعلى حالي، ساكتة وباصّة للسقف، دخلت عليا ريم بنت عمي وهي بتعيط بدموع وبتشهق وبتقول:
_ الحقّي يحيى يا لارين!
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية أمنية مؤجلة)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)