روايات

رواية بين الحب والإنتقام الفصل الرابع 4 بقلم نور الهادي

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية بين الحب والإنتقام الفصل الرابع 4 بقلم نور الهادي

 

 

البارت الرابع

 

سحبها علي وبقا فوقها فى لحظه، بصتله وعد بشده قالت– عـمى
قبل ما تكمل انقض على شفايفها وباسها ، مسك رقبتها واتعمق فيها وبقيت أنفاسها مختلطه
اتصدمت وعد من الى بيحصل، وعلى كان في حالة ضعف،سكتت، للحظة شافته راجل… لكن فجأة وعَت، ده مش أي رجل… ده عمها!
بعدت، لكنه كان لسه بيتحكم فيها.
قالت بصوت مخنوق:
– عمي…

 

وقف علي وزقها بعيد، وشها احمر بشدة من الخجل.
بص لها علي واتصدم من اللي عمله، بعد عنها وقعد على طرف السرير… اللعنة… إيه اللي عملته؟ إزاي أوصل لكده؟ ومع مين؟ مع وعد!
اتعدلت وعد في جلستها مرتبكة.قال -عمى
قال علي فورا- وعد… أنا مكنتش أقصد.
بصتله رد على- كنت شايفك حد تاني.
سكتت وعد من الصدمة.كمل علي:
– أنا شربت شوية… عشان كده كنت سهران، واللي حصل ناتج عن سكري…نسيت إنتي مين.
وقف وهو مش قادر يبص في عينيها:- انسِي اللي حصل.
خرج علي بسرعة من الأوضة، خايف يرتكب أي حماقة تانية تضيّعه وتضيّعها معاه.
وعد فضلت قاعدة مكانها، صامتة، ودماغها كلها في اللي حصل.
افتكرت قبلته… قربه… الدقات اللي خبّطت في قلبها بشكل مرعب.
سكاتها وقتها كان معناه إيه؟! كأنها اتقبلت اللحظة، حتى لو للحظة صغيرة.
قلبها خبط أقوى وهي تسترجع الإحساس.
اللعنة… إزاي؟ إزاي يكون عندي مشاعر بالشكل ده ناحيته؟
هو مش أي حد… ده عمها!
بتحبه… آه، لكن دايمًا حب احترام، حب اعجاب… مش حب راجل!
غمضت عينيها بشدة، همست لنفسها:
– مستحيل… مستحيل الى نا بفكر كده.
لكن صورتُه رجعت، إيده، صوته، والقبلة اللي كسرتها من جوه.
افتكرت كمان كلمته… “كنت شايفك حد تاني”
– معقول… كان قصده نادين؟
قفل علي باب أوضته بعصبية، ورمى نفسه على الكنبة، مسح شعره لورا وهو ينهج بضيق.المشاعر لسا متفجّرة جواه… ووجه وعد مش بيروح من قدامه.
إزاي؟ إزاي بنت صغيرة زي دي تهزّني بالشكل ده؟!
كل ما يشوفها بيحس إنه شخص تاني، كأنها بتسحب منه تحكمه بنفسه.
قام بسرعة، دخل الحمّام، فتح الميه الساقعة على آخرها ورمى وشه وجسمه تحتها.
قلع القميص ورماه أرضًا، تنهد تنهيدة تقيلة كأنها طالع من صدره نار.
غمغم بصوت واطي:- وعد…
رفع راسه وهو مغمض عينه… هي مش مجرد بنت… هي لعنة.
لعنة دخلت حياته، وابتدت تفتحله باب نهايته.لو الموضوع اتكرر… لازم أسيطر… لازم… وإلا كل حاجة هتخرج من إيدي.
————
قبل 10 سنين

 

 

على الطريق السريع..
بدران ذو٣٥عام،كان قاعد ورا في عربيته، والسواق ماسك الدركسيون.
مسك تليفونه وقال بعصبية:
– خلصت الشغل ومشيت… إنت مدير ولا لأ؟! أنا بدفع مرتبات محدش بياخدها في أي شركه، ومش شايف غير خسارة! اتصرف يا نصفي، جدد البرنامج وهات موظفين عدلة… أنا مش برمي فلوسي في الأرض.
قفل الخط وهو متنرفز. فجأة حس العربية وقفت.
– وقفت ليه؟!
رد السواق وهو بيبص قدامه:
– في خشبة قافلة الطريق يا بدران بيه، هنزل أشيلها.
فتح السواق بابه ونزل.
بدران لحق يشوف لحظة غريبة…
شخص نازل من الجنب وضرب السواق بقوة، وقع قدام العربية
اتسعت عيون بدران وهو بيبص حواليه.
باب العربية اتفتح بعنف، ورجل غريب رفسه بدران برجله. بس في نفس اللحظة، إيد تانية سحبته من قفاه من الناحية التانية وجرّته برا.
وقع بدران على الأسفلت وهو بيتنفس بسرعة، رفع راسه لقى نفسه محاصر…
مجموعة مجرمين حواليه.
صرخ بغضب وخوف:
– إنتو مين؟! عايزين إيه؟!
بدران حاول يقاوم…
واحد مسكه، بدران رد عليه ببوكس في وشه خلاه يتراجع، ونط برجله على التاني وقعوه.
لكن الباقيين هجمو عليه مرة واحدة، مسكوه ورموه على العربية بقوة.
صرخ وهو متشنج:
– يا ابن الكلب! بتمد إيدك عليا؟! إنت متعرفش أنا مين!
ما لحقش يكمل، واحد ضربه بشومة على دماغه… وقع على الأرض والدم سال من راسه.
فضلوا يضربوا فيه، يحاول يصد… لكن إيديه ضعفت، جسده مش قادر يقاوم.
مسكه اتنين من دراعيه ووقفوه غصب عنه.
بص لهم بدران وعينه مدمية، صوته مبحوح:
– عايزين إيه؟ مين بعتكم؟
واحد طلع سكينة من وسط هدومه، لمعت في الضلمة.
بدران اتجمد، اتسعت عينه بصدمة.للي ماسكه من كتفه
قال بدران وهو بيحاول يصرخ:
– إنتو اتجننتوا؟! عارفين بتعملوا إيه؟! هديكوا فلوس أكتر… بس سيبوني… سيبنييي!
المجرم ما ردش، رفع السكينة وهو ناوي يغرسها.
وفجأة…
حركة سريعة خاطفة!
ضربة قاسية على رقبته خلته ينهار في الأرض قبل ما يلحق يقرب من بدران.
المجرمين لفوا في لحظة بذهول:
– إيه ده؟ مين؟!
الهواء اتغير… وظهر قدامهم شاب قوي، واقف بثبات وعينه حادة.
خطواته كانت واثقة، نظرته قاتلة.
واحد منهم صرخ:
– إنت مين يا ابن الكلب؟!
بس ما ردش عليهم… كان شاب في حدود الـ٢٥ سنة، جسمه رياضي وقوي.
انقضّ عليهم وضربهم بقسوة، وبدران اتعدل وشاف العركة قدامه.
اتسند على عربيته بسرعة، وفتح الباب وهو بيترمي على الكرسي ويمسك الدركسيون بإيده المرتعشة، عيناه لسه بتتابع الشاب والرجالة من بعيد… بس عارف كويس إن الولد ده بيحكم على نفسه بالموت وهو بيدافع عنه.
ولوهلة، شك إن الشاب ممكن يكون واحد منهم أصلاً، لعبة مدبّرة!
هز راسه ونفض الفكرة، ولفّ العربية بسرعة ومشي بعيد عن المكان، نفسه تقيل ويده ماسكة جنبه المتورم من الضرب.
طلع الموبايل بصعوبة وضغط الاتصال، صوته متقطع من الألم:
“ألوو… ابعتلي بودي جارد فورًا… واتصل بالبوليس!”
جاله الرد مرتبك:
“بدران بيه؟”
“سامعني! في ناس هجموني… كنت همو-”
“إيه؟ مش سامعك كويس يا بدران بيه…”
قفل بدران التليفون بعصبية، إيده بتنزف وهو ماسك الدركسيون، رجله بتدوس البنزين بعنف.
الطريق قدامه فاضي… فجأة لقى يفطة كبيرة باينة في الضلمة: تحذير.
عبس وهو بيقراها، ولسه بيستوعب، عينه اتسعت برعب…

 

 

الكوبري قدامه مكسور!
شدّ الفرامل بكل قوته، العجل صرخ، العربية انزلقت للأمام، ووقفت وهي نصها برة الكوبري!
شهق بدران… إيده اتمسكت في الطارة، جسمه متجمد، نفسه بيتقطع. أي حركة غلط… العربية هتطير تحت!
رجع ببطء، رجليه بتترعش، قلبه بيخبط في صدره… لحد ما سمع فجأة صوت موتور قوي جاي من وراه.
اتجمد مكانه:
“مستحيل… لحقوني؟!”
بص في المراية، عينه اتسعت أكتر لما شاف نفس الشاب… نازل من على دراجة نارية!
رفع راسه بخوف وصاح:
“ساعدني… أرجوك!”
قبل ما يكمل، لقى الشاب بينط على العربية من ورا… وزن جسمه خلّاها تثبت أكتر فوق الكوبري.
بدران وقف مذهول، عينيه طالعة من الرعب، رفع راسه… ولقى نفس الشاب واقف قدامه، ساكت، بيبصله بنظرات تقيلة كأنها بتخترق قلبه.
بصله الشاب بثبات، عينه متجمدة وصوته هادي لكنه حاد:
“انقذ نفسك.”
اتعدل بدران، مد إيده له بجنون:
“ساعدني!”
لكن الشاب واقف… ما مديش إيده، كأنه بيتعمد يسيبه يواجه الموت.
فجأة… جزء من الكوبري اتكسر، والعربية اتحركت بقوة. بدران صرخ وهو بينط باندفاع… بس رجليه ماوصلتش. وقع، وإيديه الاتنين اتشبثت بحرف الكوبري!
شهق، فتح عينيه مرعوب… الهاوية تحت رجليه، الهوى بيشدّه لتحت، وكل ثانية محسوبة.
حاول يرفع نفسه لكن إيده خانته، انزلقت، وبقى متشبث بإيد واحدة بس!
رفع عينه للشاب مرة تانية، صوته متقطع من الخوف:
“أرجوووك… ساعدني!”
الشاب أخيراً مدله حاجة… حبل.
بدران اتجمد:
“إيه ده؟! إنت مجنون؟ هتقولي أمسك بالحبل وانت شايفني هقع؟!”
إيده انزلقت أكتر… اتصدم، قلبه هيقف، لكن في اللحظة الأخيرة مسك الحبل بكل قوته.
شهق بدران وهو بيصرخ:
“مش هتعرف تسحبني… هات إيدك، أرجوك!”
لكن الشاب ما نطقش… وما مدش إيده.
لف الحبل حوالين إيده هو، وشد بكل قوته، عروقه بارزة من الضغط.
صرخة بدران خرجت وهو بيتألم من شدة السحب، الدم محبوس في إيده، بس في الآخر… الحبل بيطلعه شبر ورا شبر.
اتألم بدران، حس الدم اتحبس في إيده، بس فضِل ماسك الحبل بكل قوته، عرقه بيتصبب وهو بيصارع الموت.
والشاب… ثابت، بيشد بقوة، يلف الحبل حوالين إيده مرة بعد مرة، وكل ما يسحبه بدران يساعد نفسه برجله لحد ما طلع أخيراً على الكوبري.
وقع على الأرض وهو بيشهق بشدة، قلبه بيدق كأنه هيكسر ضلوعه. رفع عينه ببطء، لقى نفسه لسه عايش، ولقي الراجل ده واقف قدامه زي الصخر.
قال بدران وهو بيتنفس بصعوبة:
“ا… انت مين؟”
الشاب ما ردش.
جلس بدران على الأرض، يحاول يلملم نفسه، وقال وهو بيبصله بامتنان وارتباك:
“إنت أنقذتني… أنا مديونلك بحياتي. عرفني اسمك… عشان أكافئك.”
ابتسم الشاب ابتسامة باهتة وقال بهدوء:
“مش عايز مكافأة.”
اتجمد بدران، رد بسرعة:
“أمال عايز إيه؟”
اقترب الشاب منه، وصوته كان غامض وهو بيقول:
“دين.”
عين بدران اتسعت بدهشة، مش فاهم قصده. لكن الشاب مد له منديل، وقال وهو بيركبه في إيده:
“الرجالة اللي هجموا عليك مرتين… أنا كلمت البوليس يشوفهم.”
بصله بدران، وفهم من كلامه إن الرجالة مش تبعه… لأنه لو كان متواطئ معاهم كان زمانه خبّاهم بدل ما يسلّمهم للبوليس.
تابعه بنظره وهو بيلف ويمشي، وقلب بدران بيغلي من التفكير… عينه راحت على المنحدر اللي كان على وشك يبتلعه، ورجع ببصره للشاب اللي خاطر بحياته عشانه.
وقف بدران على رجليه، وقبل ما الشاب يركب الموتوسيكل ناداه:
“استنى!”
توقف الشاب ونظر له.

 

اقترب بدران بخطوات مترددة وقال:
“اسمك إيه؟”
صمت الشاب لثوانٍ، وكأنه بيفكر هل يقول ولا لأ… وبعدين نطق أخيرًا:
“علي… اسمي علي.”
تسمرت نظرات بدران عليه، شعور غريب اجتاحه… كأنه يعرفه من زمان، وكأن بينهم ماضي مشترك مجهول. لكن الإحساس بالوفاء اللي لمسه من علي خلّى جواه يقين واحد:
“ده الشخص اللي مش هقدر أستغنى عنه طول حياتي.”

عودة إلى الحاضر
خرجت وعد من أوضتها بهدوء، وقفت للحظة تبص ناحية أوضة علي.
رفعت وعد إيدها تلمس شفايفها، صورة قبلتها مع على ضربت عقلها من جديد. قلبها اتلخبط… مشاعر غريبة بتشدها ناحيته، وإحساس بالذنب بيخنقها.
نفضت أفكارها بسرعة، كأنها بترمي حاجة محرمة من دماغها، وطلعت السلم.
وقفت قدام أوضة علي، لكن قبل ما تمد إيدها على الباب، وقفت مكانها لما سمعت صوت أبوها جاي من جوه:
بدران: “بقيت أحسن دلوقتي؟”
علي: “عملت معاها حاجة؟”
بدران: “لا… محجوزة في القسم. إنت قولت أسيبها لك تتصرف.”
بص بدران لعلي وقال: “متقلقش، مش هتكون عاهة… أنا هعين حراس تانين.”
علي أومأ وقال: “اختارهم كويس يا بدران. ساعات بيكونوا خونة… زي اللي حصل هنا.”
بدران اتجهم: “قصدك إيه؟”
علي: “يعني لو في عداوة… الحارس مش بيمنع الغدر. ممكن هو نفسه يكون أول واحد يغدر بيك.”
بدران اتنهد وقال: “أنا هعينهم عشانك… أنا خايف عليك.”
ابتسم علي بخفة: “عارف إني مش بحب حد يرافقني… وأنا كفيل أحمي نفسي. لو عايز رجالة، أجيبهم أنا. متشغلش بالك.”
بدران بان عليه ضيق: “ليه مش بتحب تخليني أساعدك؟”
علي: “مش بحب أتعبك.”
ابتسم بدران من إجابة علي وقال:
ـ عارف إن السبب الحقيقي مخبيه… بس ماشي، هعدّيها. اللي حصل أنا السبب فيه.
رن جرس الاوضه، فالتفت بدران وقال:
ـ هتعرف تنزل تفطر معانا؟
رد علي ـ خليهم يطلّعوا الأكل هنا.
أومأ بدران بتفهم، ثم أضاف ـ النسايب وعد جايين النهارده.
سكت علي فجأة لما سمع اسمها، عيناه اتغيرت، كأن الكلمة لوحدها حرّكت جواه حاجه. بدران لمح التغيير وقال بابتسامة خفيفة:
ـ عايزك تتعرف عليهم.
قال علي ـ هي مخطوبة؟
هز بدران رأسه وقال بهدوء:
ـ لسه… على وش خطوبة لو وافقت. أبو الولد صديقي من عيلة محترمة، والولد نفسه طيار. اتقابلوا قبل كده في حفلة اجتماع.
ـ وبعدين؟
ـ هو اتقدملها فعلاً… بس وعد لسه بتفكر، والظاهر إنها رافضة.
ـ رافضة؟ طب وليه جايين تاني وبتقول عليهم نسايبها؟
ـ لأنه شاب ما يترفضش… محترم وناجح. ووعد ما وضّحتش سبب رفضها. يمكن متوترة، وأنا عارف بنتي.
سكت علي، فبصله بدران وقال:
ـ عايزك تقابله، واثق إنه هيعجبك، ووعد ممكن تتقبل الكلام منك. يمكن تكون خافت تقولي عشان أنا شديد.
رد علي:
ـ أو عشان إنت دايمًا مش سامعها.
قال بدران:
ـ المشاغل كتير، قليل لما بشوف عيلتي، بس ف الآخر كل ده ليهم.
سكت علي. خرج بدران من عنده، وعلي مسك تليفونه واتصل.
رد مالك بسرعة:
ـ إنت بخير؟ عرفت اللي حصلك.
قال علي:
ـ جهز العربية عشان نمشي.

 

مالك بتردد:
ـ بس إنت مريض، خليه بعدين.
علي بحزم:
ـ هقابله النهارده، جهز العربية زي ما بقولك.
مالك استسلم:
ـ حاضر.
في الكلية، كانت وعد قاعدة مع صحابها في الكافيه.سألتها ياسمين:
ـ عمك عامل إيه؟
تنهدت وعد وقالت ـ بطلي تتكلمي عنه.
ضحكت ياسمين:ـ أنا معجبة بيه.
دخل زميلهم وقال لياسمين:ـ إنتي بتعجبي بأي حد تشوفيه.
ضحكت ياسمين:ـ معاك حق.
ضحكوا كلهم، وفجأة شافوا شاب ملفت واقف مع مجموعة حواليه، واضح من وقفته وكلامه إنه محور الكون، وكمان شكله يدل إنه ثري.
وعد بصت له لحظة، ولما عينه جت في عينها حولت نظرها بهدوء وكأنها مش مهتمة.
زميلتها قالت:ـ أول ما الكابتن حازم يدخل البنات بتتلم حواليه.
زميلهم قال مازحًا:ـ خلاص بقى، بدل ما وعد تتضايق.
وعد قالت:ـ وأنا هتضايق ليه؟
ياسمين ـ مش في مشروع خطوبة بينكم؟
وعد بهدوء:ـ مفيش الكلام ده… محصلش نصيب وخلاص.
استغربت ياسمين:ـ ومقولتليش ليه؟ أنا طول الوقت بحسبك خطيبته، عشان كده كنت بتجنبه.
دخل زميلهم وقال:ـ ليه رفضتيه؟ أنا شايفه ممتاز.
ردت وعد-مبحبوش.
بصولها باستغراب، فقالت واحدة من صحابها:
ـ بلاش تاخدي اللي بتحبيه، لأنك هتكوني ضعيفة قدامه… والحب ده أصلًا مش موجود.
زميلها أضاف:ـ دي حقيقة، ممكن تحبيه مع الوقت. لكن تاخدي “حب حياتك” من الأول؟ ساعات يتحول لعنة لو اتأذيتي.
قاطعتهم ياسمين بحدة:ـ طب ليه بتخوفوها كده؟
وعد قالت:ـ لا مفيش حاجة، هما فاكرين إني مرتبطة فبينصحوني بس.
قامت من مكانها، فسألوها:ـ رايحة فين؟
قالت وهي بتمسك شنطتها:ـ مروحة.
في العربية كان علي راكب جنب مالك اللي كان بيسوق.
مالك سأل: «مالك، إنت مضايق؟»
علي رد: «المفروض أفرح باللي حصل.»
مالك قال: «المهم إنك بخير.»
علي قال: كانت عايزة تق.تلني.»
مالك رد: «كانت عايزة تقتل بدران بيه.»
علي «لأ… كانت عايزة تق.تلني أنا. أنا… أنا شيطان. بدران-درّاعه اليمين أنا… أنا رأس الأفعى اللي بتخرجه من كل مصيبه وتعليه شويه شويه.»
مالك سكت عن كلام علي. بعد شوية علي كمل: «إيدي بقت مذنبة في دم ناس كتير. في ناس عايزة تق.تلني زي اللي حصل امبارح؛ عايزين ينتقموا من الظالم اللي أخد روح ابنها.»
مالك قال: «بدران بيه قالك إنها كانت حادثة.»
علي: « قال كده عشان يريحني
مالك بصله من شروده قال: «عايز تعمل إيه؟»
علي رد: «دوري على حد من العمال يومها اللي كان مسؤول عن السفينة نفسها.»
مالك قال: «حاضر… طب والست اللي في الحبس؟»
علي رد: «خليهم يخرجوها.»
مالك استغرب: «يخرجوها إزاي؟ دي شكلها مش هتسيب حق ابنها وبتاخد تارها.»
ابتسم علي وبصّ له: «فاكر إن الحق ذنب؟ وتل اللي بسعى عشان آخد حقي.»
مالك: «الخطر عليك إنت.»
علي قال بهدوء: «متقلقش… المو.ت مش هيقدر ياخدني دلوقتي طول ما لسه ما حققتش انتقامي.»
ــ
في أوضتها، كانت وعد بتغيّر هدومها. الباب اتفتح ودخلت رانيا.
وعد قالت: «دخلتي ليه من غير ما تخبطي؟»
رانيا ردّت: «اتأخرتي ليه؟»
وعد: «كنت قاعدة مع صحابي.»
رانيا: «طب البسي فستان، نسايبكم جايين.»
وعد استغربت جدًا وقالت: «قولتلك أكتر من مرة إنهم مش نسايبي… أنا ما وافقتش عليهم أصلاً!
رانيا قالت: «ولا رفضتي؟! ثم أنا بقولك البسي عادي يا وعد، لأنك هتتعقدي معاهم… مش إجبار يعني.»
وعد ردّت بضيق: «ولو مش إجبار… جايين ليه؟»
رانيا: «زيارة… وحازم رجع معاهم.»
وعد باستغراب: «عارفة؟»
رانيا: «منين؟ إنتو بتتكلموا؟»

 

وعد: «شوفته في الجامعة.»
رانيا «سلمتوا على بعض؟ أو اتكلمتوا؟»
وعد ما ردتش. من سكوتها، رانيا فهمت إنهم ما اتكلموش
رانيا: «يلا، البسي وجهزي نفسك عشان باباكي ما يضايقش.»
مشيت وقفلت الباب وراها. وعد تنهدت بضيق وهي تبص لنفسها في المراية.
ــ
في فيلا كبيرة، كان راجل قاعد على كرسي هزّاز، ملامحه هادية لكن شامخة.
دخلت خادمة وقالت باحترام: «علي بيه وصل.»
قال بهدوء وقال: «دخليه… علي مش محتاج يستأذن يدخل.»
ظهر علي من وراها ومعاه مالك. قرب بخطوات واثقه قال:
«الكرسي المقدّس… اللي عمرك ما بتقوم من عليه.»
ابتسم الرجل وقال«اقعد يا علي… بقالك غيبة كبيرة.»
وبإشارة لمالك أضاف: «واقف ليه؟»
قرب مالك وسلم عليه باحترام: «إزي حضرتك يا رضوان بيه؟»
رضوان رد بهدوء: «بخير.»
نظر رضوان لدرع علي المصاب وقال:«يبقى اللي سمعته صح… واحدة اتهجمت عليك وصابتك.»
علي قال: «إصابة بسيطع.»
رضوان علّق : «بس من واحدة ست.»
علي حس إنها إهانة متعمدة.رضوان سأل: «عرفت هي مين؟»
علي: «آه.»
رضوان: «وبعدين؟»
علي: «مفيش… هتاخد إفراج سبيل.»
رضوان: «إفراج…؟ متعودين عليك تسيب حقك؟..»
علي : «عشان مفيش حق… واقفل على الموضوع. أنا جاي لك في حاجة تانية.»
رضوان: «إيه هي؟»
علي: «قلت إنك لقيت ظابط القضية.»
رضوان أومأ: «آه… وعشان كده كنت عايزك تنزل.»
علي باهتمام: «اتكلم… هو فين؟»
رضوان بهدوء: «مالهوش لزوم تعرف.»
علي بصوت مخيف: «إنت عارف كويس أنا عايش ليه وهدفي إيه… وعارف قد إيه الظابط ده ليه كل اللزوم.»
مالك حاول يهدي: «أكيد رضوان بيه ماقصدش كده يا علي.»
لكن علي انفجر بغضب: «متدخلش يا مالك! قول يا رضوان… فين مكانه فوراً؟»
رضوان قال ببرود: «ميت.»
سكت علي، ومالك قال بتردد: «كنت عايز أقولك كده قبل ما تنزل…»
علي قاطعه: «ميت مقتو.ل… ولا إيه؟»
رضوان: «لأ… عمل حادثة وهو سكران. اللي عرفته إنه من زمان بعد ما اتقفلت القضية استقال… أو بمعنى أصح، ريحوه في البيت بمرتب. لكن اكتشفت إن حسابه كان فيه مبالغ كبيرة غير اللي بياخدها. عاش حياته بين الخمرة والنسوان، وبعد عن مراته وولاده… ولحد ما مات في حادثة من تلات سنين.»
سكت علي وهو بيجمع قبضته، ثم قال ببرود: «بيروح بمعاشه؟ مكافأة نهاية الخدمة؟ ولا عشان انسحب من التحقيق وهو عارف إن القضية هتفتح تاني؟»
رضوان هز راسه: «كل حاجة ليها أسبابها… والفلوس اللي معاه ليها معنى.»
مالك فهم وقال: «يعني كان متأمّن على حياته كلها… استقال وقلبه مرتاح وضميره ميت؟»
علي وهو بيجمع قبضته: «كده واحد نقص.»
رضوان : «على»
علي بهدوء حاد: «كان لازم يمو.ت على إيدي أنا.»
رضوان بصوت متحذّر: – متشلش عينك على عدوك الحقيقي.»
علي ابتسم ابتسامة مرة، ونبرة صوته صارت أخطر: «أنا عارف أعدائي مين. والدائرة اللي دفنت الحق زمان هفضحها لما ألاقي الحقيقة اللي بدوّر عليها.»
رفع علي عينه، كأنه بيجمع وحشاً داخله، وقال بهدوء مخيف: «وقتها… هتبقى حرب على الكل.»
في القسم، كانت منى – المرأة نفسها اللي اتهجمت على علي – قاعدة في قفص ساكتة، وما بتتكلمش مع حد، لأنها حاطينها في عزلة لوحدها. محدش دخل عليها ولا حد حاطط لها أكل. عارفة إنها ارتكبت جريمة، ومش فارق معاها هيحصل لها إيه.
فجأة الباب اتفتح، وقال الشاويش: «اطلعي يلا.»
منى باستغراب: «هروح فين؟»
الشاويش رد: «هتروحي…»
منى ضاقت: «أروح؟»
قال لها: «أه… علي بيه سحب القضية وأمر يخرجوكي.»
منى سكتت من كل الكلام اللي سمعتُه. الشاويش كمل: «بعت مساعده وخلص كل الإجراءات. قال إنها كانت حادثة، وإنك ما عملتيش حاجة؛ دفعوا كفالتك وهتطلعي دلوقتي يلا.»
منى فضلت ساكتة، كل اللي شافته جوه دماغها كان يقول إن هذا الشخص غبي… لأنها لو خرجت دلوقتي، وحتى لو هو فاكر إنه يقلل ذنبه ناحيتها فهي برضه مش هتسيبه، وهتحاول تقتله تاني.
خرجت منى وخدت شنطتها. قال لها الظابط: «أتمنى متعمليش أي غلط تاني يا مدام منى.»
منى مردتش، أخدت حاجتها ومشيت.
وقفت لما شافت مالك واقف، ولما شافها خرجت، راح ركب العربية.
منى قالت: «أنت مساعده؟»
مالك: «حمدالله على سلامتك.»
منى ردّت: «قوله إنه غلط لما خرجني.»
مالك قال: قولتله… لكنه أصر تخرجي، وإلا كان اكتفى بسحب القضية وما دفعش الكفالة.»
منى سكتت. مالك قال: «عن إذنك.»

 

لفّ واخد عربيته ومشي.

في فيلا، كان بدران قاعد مع رجل، بيضحكوا ضحكات الأغنياء
بدران – وأنت يحازم، أخبار شغلك إيه؟»
حازم قال: «كله تمام يا عمّي، وبابا ساعدني كتير.»
أبوه رد مبتسمًا: «أبدًا… حازم الوحيد لما عملت الشركة جابلي أرباح، ما دفعتش في مساعدته.»
رانيا قالت: «كويس… ده يثبتلك إنه نجح وتعتمد عليه.»
الراجل بابتسامة: «معاكِ حق يا مدام رانيا… أمال فين وعد؟»
رانيا: «زمانها نازلة… كانت جايه من الكلية تعبانة شوية.»
بدران قال: «اطلعي ناديلها يا رانيا.»
رانيا: «عن إذنكم.»
طلعت رانيا عند وعد اللي كانت قاعدة زي ما هي.
رانيا سألتها: «منزلتيش ليه؟»
وعد ردّت: «قولتلك… مش عايزه.»
رانيا قالت: «وعد، متعصبنيش… انزلي سلمى عليه.»
وعد بغضب: «لا.»
رانيا لأول مرة غضبت. قالت: «يعني اى لا هونا هاخد رأيك.»
وعد بصّت لها ، قالت رانيا – انجزى بقولك
يوسف دخل وسأل: «فإيه؟»
رانيا: «اتفضل… عايزة تحرجنا قدام الناس ومتنزلش… مش عارفة ليه هيكلوها مثلاً. لولا أن بدران قاللي أكلمها، ماكنتش هتناقش معاها أصلاً.»
يوسف: «ماما»
رانيا سكتت بضيق، فقال يوسف: «اخرجي… أنا هجيبها.»
رانيا قالت: «اديني… هخرج، أما نشوف آخرتها.»
مشيت وسبتهم.يوسف قال: «متزعليش… أنتِ عارفة ماما بتتعصب من أقل حاجة.»
وعد بتعصب: «هي بتتعصب عليا أنا بس.»
يوسف قال: «مش صح… أنا واثق إنها كانت بتتكلم معاكي براحة.»
سكتت وعد، لأنها عارفة إنه مش هيغلط أمه لأنه بيحبها.
يوسف: «مش عايزة تنزلي ليه؟»
وعد: «كده وخلاص… هيفيد بإيه أما رفضاه؟»
يوسف: «بس إنتي مقولتيش رفضاه لبابا؟»
وعد: «معرفتش… اتوترت.»
يوسف: «اتوترت ليه يعني؟ هو غلط؟ انزلي عادي… سلمّي عليهم كضيوف واطلعي.»
وعد: «أنا مش عايزه.»
يوسف سكت وقال: «خلاص… ماشي، خليكي وانا هتصرف.»
وعد: «إزاي؟»
ابتسم وقال لها: «اعقدي مش الأوضة… عجباني.»
وعد قالت: «اه.»
يوسف ضحك بتريقة مستفزة: «اه.»
ابتسمت وعد عليه، ثم خرج وسابها.

تحت في القعدة، رانيا قالت:- «وعد زمانها جاية.»
حازم رد بهدوء:- «مفيش داعي… هي أكيد تعبانة، وده سبب تأخيرها.»
يوسف دخل وقال بابتسامة- «بتفهم والله يا حازم.»
بصوله، سلّم يوسف عليهم، وقال حازم:- «عامل إيه؟»
يوسف: «كويس… وانت؟»
حازم: «أنا كويس.»
بدران سأل:- «وعد فين؟»
يوسف رد – «وعد تعبانة… حاولت تنزل، حتى ماما حاولت معاها، بس هي مش قادرة. وكمان مكسوفة عشان شكلها… وحازم طبعًا ميشوفهاش وهي كده وحشة.»
الراجل ضحك وقال:- «البنات بتخاف من حاجات كده.»
يوسف ضاف:- «ودي وعد مش أي بنت… هي زعلانة إنها مش هتعرف تنزل، وقالتلي أعتذرلكم.»
حازم قال بلطف- «ألف سلامة عليها… أنا جاي لبدران بيه، مفيش داعي تضغط على نفسها.»
ابتسم بدران وقال:- «منور يا حازم.»
حازم رد: «بنورك… يلا يا بابا عشان اتأخرنا.»
أبوه قال: «ماشي يا حازم عن اذنك يبدران»
قاموا مشيو، بدران بص لرانيا ويوسف بنظرة ضيق مكتوم لحد ما بقوا لوحدهم.
قال بدران بحدة:
– «وعد فين؟»
رانيا ردت:- «في أوضتها.»
طلع بدران على أوضة وعد.فتح الباب ودخل، لقاها نايمة على السرير وبتكح. بصّ لها باستغراب
– «بابا…»
بدران: «مالك؟»

 

 

وعد: «تعبانة… يوسف مقلكش؟»
بدران: «طيب ما نزلتيش ليه يا وعد؟ انتي احرجتيني قدامهم. الزيارة دي ليكي إنتي، عشان تتعرفوا على بعض. بدل ما حجتك إنك متعرفهوش.»
قالت وعد بضعف- «أنا مقدرتش… بس.»
بدران هز راسه وقال:- «تمام يا وعد… ألف سلامة عليكي. بس المرة الجاية مش هيكون عندك حجة.»
بصتله وعد باستغراب وقالت:- «مرة جاية؟!»
قال: «أيوه.»
ردت بسرعة:- «بابا… أنا مش عايزة حازم.»
بدران قفل وشه قال- «مش عايزاه؟ يعني بترفضيه؟»
بصت وعد ليوسف اللي كان واقف عند الباب مستني ردها، وقالت بحسم:
– «أه… برفضه.»
بدران شد نفسه وقال:- «ليه؟ في حاجة تخليكي ترفضيه؟ لازم يكون في سبب.»
وعد :- «مش بحبه.»
:- «حب إيه وكلام تافه ده؟ مع الوقت هتحبيه… انتي اللي مدتيش نفسك فرصة.»
رانيا قالت – «أو يمكن في سبب تاني؟»
بصتلها وعد، والتفت بدران ناحيتها وقال – «سبب إيه؟!»
وعد:- «لا… مفيش حاجة.»
بدران – «أنا مش عايز أسمع الكلام ده دلوقتي… نكمل بكرة.»
خرج من الأوضة وسابهم في توتر.

في فيلا في منطقة هادئة ومميزة…
نزل علي من عربيته الفخمة، الحارس وقف باحترام وقال:
– «أهلا يا علي بيه.»
علي ما ردش، اكتفى بإيماءة بسيطة، وطلع بخطوات هادية تقيلة.
دي كانت فيلته الخاصة اللي عايش فيها… أما فيلا بدران، فكانت مجرد ضيافة، رغم إن بدران عارف كويس إن علي بيكره يعيش مع حد، وبيفضل وحدته.
دخل جوه، قعد على الكنبة الكبيرة، طلع الإزازة المعهودة وسكب لنفسه وشرب.
رن موبايله…
رد بصوته الغليظ:
– «عملت إيه؟»
مالك: «خرجت المدام منى من السجن… وهروح دلوقتي للمينا. بس تفتكر مش هيمنعوني؟»
علي: «لو حد اتكلم معاك… رن عليا.»
مالك: «تمام.»
قفل علي مع مالك، ورمى الموبايل على الترابيزة وهو بيحاول يريح دماغه شوية.
غصب عنه، صورة وعد طلعت قدام عينيه… نفس المشهد اللي بيطارده: وهي لابسة الفوطة، بملامحها اللي بتثيره.
فتح عينيه بقوة، وتدفقت الذكريات… افتكر قبّلته ليها، اللحظة اللي خطفت روحه قبل عقلُه.
المشاعر شدت قلبه من جديد، مسكت فيه كأنها بتعاقبه كل ما حاول ينساها.
رن تليفونه…
بص في الشاشة، لقى اسم بدران.
رد ببرود:
– «أيوة.»
صوت بدران جه غاضب:
– «فينك يا علي؟»
– «في البيت.»
– «بيتك؟! مجتش هنا ليه؟ مش قولتلك عايزك تشوف حازم؟»
شد علي حواجبه وقال بحدة:
– «حازم مين؟»
– «حازم… خطيب وعد!»
سكت علي لحظة، كأن الوقت وقف عند الكلمة.

 

بدران كمل بحدة:
– «أنت خرجت الست دي من الحبس!»
– «آه.»
– «إزاي تعمل كده؟!»
– «قولتلك… أمرها كله في إيدي.»
– «بس مش إنك تسامحها!»
صوت علي جمد:
– «أنا مسامحتهاش… أنا عارف بعمل إيه يا بدران.»
سكت بدران لحظة طويلة وقال:
– «لما ترجع… نتكلم يا علي.»
قفل علي الموبايل من غير كلمة، قام بخطوات تقيلة، وراح على أوضته… كأن قلبه نفسه عايز يهرب من اللي جواه.
رن تليفونه، تنهد علي بضيق وقال في نفسه: كان لازم أقفله من الأول.
بص على الشاشة، لقى المتصلة “وعد”. استغرب: إزاي بتتصل؟ إزاي عندها الجرأة تكلمه بعد اللي حصل امبارح؟
رد عليها، لكن لقاها ساكتة كأنها مش عارفه تتكلم معاه
قال بهدوء:
“فيه حاجة يا وعد؟”
اتجمدت للحظة قبل ما ترد بصوت متردد:”انت هتيجي إمتى؟”
قال علي:”مش هروح الفيلا النهارده.”
– ليه؟ طب إنت فين؟”
قال “مالك يا وعد؟”
وعد”عايزه أتكلم معاك في موضوع.”
سكت علي، وافتكر امبارح… قراره إنه يبعد عنها بأي شكل فقال “لما أشوفك بكرة نتكلم.”
اعترضت:”بس أنا ممكن أجي دلوقتي.”
قال وهو عايز يقفل أي مجال: “نامي يا وعد… نأجل الموضوع لبعدين.”
وقفل المكالمة. سكتت وعد ثواني وهي ماسكة التليفون بإيد مرتعشة، بعدين قررت تنزل.
لما وصلت تحت، شافت البواب وقالت له: “فين مالك؟”
رد البواب: “مالك… مساعد علي بيه؟”
قالت:”أيوه.فين هو”
قال لها:”خرج من الصبح ولسه مرجعش.”
قالت وعد بسرعة: “طب رن له وخليه ييجي حالاً.”
رد باحترام:”حاضر يا هانم.”
——–
خرج علي من الحمام بعد ما خد دش، سمع صوت حركة برا. استغرب وقال للبواب:
“إيه الصوت ده؟ أنا قايل ممنوع حد يدخل.”
خرج وهو بينشف شعره بالفوطة، واتصدم لما شاف وعد واقفة قدام الباب.
قال
“وعد؟!”
بسرعة قالت:
“خليهم يسيبوني… رجالتك برا شكلهم يخوفوا برده.”
التفت علي للبواب وقال بصرامة:”سيبها… ماسكها كده ليه؟”
رد البواب مرتبك:”والله ما قصد يا بيه.”
سابها البواب، وعد بصتلها بنظرة انتصار وهي داخلة مع علي.
شدها علي من إيدها ودخلها البيت بسرعة، وهي تتألم وقالت:”على مهلك… إيدي بتوجعني.”
التفت لها بعصبية وقال:”إيه اللي جابك هنا يا وعد؟”
ردت بجرأة:”جيت عشان أشوفك.”
قربت منه خطوة، ونبرتها بقت مليانة أنوثة، ببرائه قالت
“عايزاك في موضوع… بينا.”
رفع حاجبه بخبث قال:”موضوع… بينا؟!”
أومأت له إيجابًا.أشار لها تدخل جوه، وقعد هو على الكنبة قدامها وقال:
“قولي… إيه الموضوع؟”
تنهدت وعد وقالت:”بابا مضايق مني… وكمان العيلة كلها.”
سألها علي “ليه؟”
قالت:”عشان حازم عرف إني مش متقبلاه.”
رد : ” رفضتيه.”
قالت:”آه… لسه النهارده رفضته. بس بابا مضايق… بيقول إنه مفيهوش غلطة حسب كلامه.”
بصّ لها علي قليلًا وقال : “طب… وانتي رفضتيه ليه يا وعد؟”
تنهدت وقالت بصدق: “مش بحبه.”
مال برأسه ناحيتها وسألها بجدية:
“في حد في حياتك؟ صارحيني.”
سكتت للحظة، ثم نفت برأسها بسرعة: “مفيش… بس أنا مش شايفة حازم.”
رفع حاجبه باستغراب: “مش شايفاه إزاي يعني؟”
قالت بخجل وهي بتلعب في صوابعها: “هو حلو وكل حاجة… بس المشاعر أهم من شكله. أنا بحسه زي أخ… مش قادره أشوفه راجل أو أتخيل نفسي معاه.”
سكت علي وهو بيتأملها، وعقله بيرجع يفتكر كلامها.
ظرت له وعد بعمق، وعينيها غاصت في عينيه لوهلة، قبل ما تنزلها بخجل وقالت مترددة:
“أنا كده عملت غلط؟”

 

اقترب منها علي وقال بهدوء مطمئن: “إنتي مضايقة عشان بدران؟”
أومأت وعد إيجابًا. علي قال
“متقلقيش… هكلمه. محدش يقدر يجبرك على حاجة.”
نظرت له بدهشة، وابتسامة صغيرة طلعت منها: “بجد؟”
مد إيده، مسك وشها برفق وخلاها تبص في عينه مباشرة:
“بجد.”
ارتبكت وعد لما خلاها تبثله وعينهم تيجى ف عين بعض، اتكسفت أكتر لما حسّت بدقات قلبها بتتسارع مع قربه. علي هو كمان قلبه دق جامد وهو بيبص على ملامحها… ونزلت عينه من غير ما يقصد على شفايفها الوردية.
حست وعد باللحظة، واحمر وشها وقالت بخجل:”عمي…”
شدها علي ناحيته وخلاها تقعد جنبه، كأن المسافة بينهم خلاص مش موجودة.
بصتله وعد قليلا
قال على- عايزه تقولى اى
وعد – “لسه مش مصدقة إنك رجعت يا عمي… غيابك كان طويل.”
سكت علي وهو بيتأملها، وقال بصوت واطي: “كنتى مستنياني أنا؟”
أومأت وعد بخجل، وردّت “فرحت قوي لما عرفت برجوعك.”
على: “يمكن رجوعي يكون شؤم.”
هزّت رأسها ونفت بابتسامة بريئه:

 

“بالعكس… بقيت أوسم لما رجعت. عارف… أنا بفكر فيك كرجل أكتر من حازم.
اتجمدت الكلمة على لسانها، وحست كأن الأرض انشقت وبلعتها.
علي بصّ لها بابتسامه من الى قالته وحط ايده تحت دقنه بنظره وسيمه جدا خلاها عايزه تجرى
عل. “يعني… لو كنت أنا حازم، كنتي هتتجوزيني؟”
عينيها اتقابلت مع عينيه للحظة، وفيها جواب صامت بيقول “ياريت”.
قامت بسرعة من جنبه وقالت بصوت واطي ومتوتر:”لا… المشاعر دي غلط… لا ياوعد”
حسيت بيه وراها. قلبها بدأ يدق بقوة وهي شاعره بحرارة صدره قريب من ضهرها، وإيده اللي اتحطت على كتفها كأنه بيسيطر على كل ضعف جواها.
مس في ودنها بنبرة اخترقت قلبها:
“مجاوبتنيش.”
وعد “على إيه؟”
قرب منها أكتر وهمس من جديد “بتشوفيني راجل؟”
سكتت وعد، مش قادرة ترد، وصوت أنفاسها اختلط بدقات قلبها، لفها ومسك دقنها وهو باصص فى عينها قال
“توافقي تتجوزيني؟”
بين الحب والانتقام

 

 

5 1 vote
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x