رواية بنات ورد الفصل الثالث 3 بقلم رشا عبدالعزيز
رواية بنات ورد الفصل الثالث 3 بقلم رشا عبدالعزيز
البارت الثالث
بنات ورد❣️ 3
وقفت أمام باب غرفته بضطراب والأفكار تتضارب في رأسها لماذا طلب منها الحضور إلى مكتبه
هي لاتعمل في القسم ذاته إذا مالسبب أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بشده علها تخرج معه مخاوفها من هذا المواجه لملمت شتات نفسها وأصطنعت الثبات لتطرق الباب طرقات خفيفه ثم أغمضت عينها تمسك مقبض الباب وتديره ما أن سمعت أذنه بالدخول وبخطوات متردده فتحت الباب نحو الداخل لتجده يرسم ابتسامه عريضه على وجهه خلع نظارته الطبيه وقال مرحبا وهو يشير لها بالدخول
-اهلا يادكتوره أتفضلي
لاتعلم لماذا عندما رأته ضربت فكرها صور الماضي تتلاحق الواحد تلو الأخرى تزيدها عزما وقوه تشحن ثقتها وتزيدها عنفواناً وكبرياء لتقول :
-حضرتك طلبتني يادكتور ؟
– أيوه يا شمس أتفضلي عاوز أتكلم معاكِ في موضوع
قالها طارق يشير لها بالجلوس جلست أمامه بثقه تترقب حديثه
-ازيك يا شمس ؟
-الحمد الله
-مرتاحه معانا في المستشفى؟
-الحمد الله
-لسه قدامك كم شهرعشان تيجي قسم القلب ؟
-ايوة
أجوبتها المقتضبة جعلته يبتسم رغما عنه لكن ابتسامته أستفزتها لتتنهد بضيق وتبعد نظرها عنه لكنه باغتها بسؤال
-انت اسمك أي يادكتوره؟
-شمس
ليقهقه ضاحكاً ويقول :
-الكامل
علمت ما يرمي إليه وودت لو تتركه وترحل لكنها تحاملت على نفسها واجابت
-شمس حسين الجوهري
-وأنا طارق محسن الجوهري…يعني أحنا ولاد عم ياشمس
قالها طارق ومازالت تلك الابتسامه السمجه كما وصفتها تملئ. وجهه لتجيبه هي بتحدي
-ما أنا عارفه
مط شفته ورفع حاجبه يسألها بتعجب
-ومدام انت عارفه أننا ولاد عم ! مش معترفه ليه ؟ يعني أنا كنت معيد في الكليه وكنت بشوفك بس عمرك
ماقولتي انك بنت عمي أنا عرفت بالصدفه ولا…
-مابحبش الواسطه
قالتها بسرعه تنهي استرساله بالحديث
هز راسه بحرج يخفف ارتباكه من جوابها ليسألها. (بقلم رشا عبد العزيز)
-طب وهنا في المستشفى؟
-يادكتور أحنا مش في قسم واحد اولاً وزي ماقولتلك أنا مش بحب الواسطه أنا عاوزه أعتمد على نفسي وأتعلم
والحمد الله أنا مجتهده وماشيا خطواتي صح
رغم ان حديثها كان هادئاً لكن كلماتها كانت سهام تعرف ماتصيب هي ليست بحاجه له ولا لمساعدته
فهم هو مغزى حديثها ليقرر إنهاء هذا اللقاء البارد ويقول:
-على العموم ياشمس لوأحتاجتي أي حاجه أنا موجود هنا وهكون سعيد جدا لو طلبتي مني أي خدمه
نهضت بسرعه وجاهدت لترسم ابتسامه باهته على وجهها وهي تقول:
-متشكره يادكتور عن أذنك
ثم تركته ورحلت ينظر لإثرها مبتسما فشخصيتها العنيده لم تكن بالغربيه عليه فهذه صفه وراثيه مشتركه في هذه العائله ليضحك ويقول: (بقلم رشا عبد العزيز)
-بنت الجوهري صحيح
اماً هي فنظرت إلى باب غرفته المغلق خلفها لتضحك بستهزاء قائله:
-عاوزني أقول انك ابن عمي مش لما اعترف أنا الأول بعمي عشان اعترف بيك يا أبن محسن
***********************************
وقفت ترتب الأزهار وتنسقها مع بعضها تلف الشريط الملون حول سيقانها المجتمعه وتربطه بأنتظام
تشكله وتقص أطرافه تلسق تلك البطاقه الخاصه تدون عليها بعض العبارت أمسكت القلم ودعكت جبينها في محاوله لتذكر ما أخبرتها به صاحبه باقه الزهور لتدونه
-ستظل أغلى من ملك قلبي ومنحني حبا مختلفاً
ثم توقفت برهه تضع القلم في فمها وعينها تتحرك يمينا ويسارا تحاول أن تتذكر بقيه الكلمات ثم أخرجته من فمها تهتف بانتصاروهي تخط الباقي
-يشبه حب الأساطير
رددت الكلمات لتتأكد من صحتها ليطرق ذاكرتها كلام شقيقتها شمس وهي تصف لها كيف تتمنى ان تعيش
قصه حب مختلفه ليفتر ثغرهاعن ابتسامه
متحيره وهي تسأل نفسها
-ياترى ياشمس أنت هتعيشي الحب والا هتحرمي على نفسك ؟
لتشهق فجأه بفزع عندما رفعت راسها لتجد يقف امامها مبتسماً لتضع يدها على صدها تهدئ من ضربات قلبها وتغمض عينها تردد
-بسم الله الرحمن الرحيم…أنت دخلت أمتى
ضحك على تصرفها وقال:
-أنا أسف أني خضيتك…دخلت من شويه بس أنتِ كنت مشغوله ممكن أقعد
-أيوه أكيد أتفضل
قالتها وهي تهز رسها بالموافقه وتشير له بالجلوس نظر لها با بتسامه وقال:
-كنت عاوز بوكيه ورد؟
-هي أي المناسبه؟
-عيد ميلاد. (بقلم رشا عبد العزيز)
نهضت بسرعه تتجه نحو نحو مجاميع الزهو وتسأله
-لون موحد والا مجموعه ألوان؟
-أبيض هي بتحب اللون الأبيض
بهتت ملامحها وقلبها الغبي بدأ يخفق بجنو وتزاحمت الأفكار في عقلها ترى لمن يشتري الزهو هل يملك حبيبه
أرتعشت يدها وهي تلتقط الأزهار وارتبكت نظرات عينها حتى تخيلت ان الأوان امتزجت ببعضها
كما امتزجت مشاعرها مابين الحزن والغيره بلعت ريقها وقالت بصوت جاهدت لأخراجه
-ذوقها جميل …كم ورده؟
تقافز قلبه بين أضلعه وهو يرى تغير قسمات وجهها هل ياترى تبادله نفس الشعور ليقول بمكر قاصداً
التأكد مما يشعر به
-خليهم خمسه وعشرين حبيبتي بتحب الرقم دا
كلمه حبيبتي جعلت دمائها تتيبس بين عروقها وتجمد جسدها لتتوسل مدامعها ان لاتخلونها وتذرف الدموع فيبدو ان ماحلمت بيه كان سراب ووهم صنعه عقلها ومشاعر صدقها قلبها الغبي
جمعت الزهور ورتبتهاوهي وعقلها مشتت كانها انفصلت على العالم كل ماتسمعه هو حطام قلبها المتناثره وصراخه الما وحسره وجل ما تفكر فيه ان لاتهرب دموعها التي تحبسها امامه
انتهت من ماتفعله تحت نظراته التي توقدت حبا وهو يرى تاثير كلماته عليها اقتربت منه وهي تريه ماصنعت جلت حنجرتها وسألته بصوت مختنق سألته
-كده البوكيه كويس؟
نظر إلى باقه الزهور باستحسان وقال مادحاً
-برافو تجنن بس لو ممكن تكتبيلي بطاقه
هذا ماكان ينقصها ان تكتب كلمات الغزل لحبيبته زفرت أنفاسها بضيق وقالت بحده
-هعلقلك البطاقه وحضرتك ممكن تكتب الي أنت عاوزه
أشار لها بيده رافضا وقال متصنعاً
-لا لا أنا خطي وحش أنا همليكي وأنتِ أكتبي
تحلت بأعلى درجات الصبر وتمالكت أعصابها تجلس امامه وتمسك القلم تضغط عليه بين أصابعها حتى لاتظهر امامه ارتعاش جسدها وقالت با أمتعاض
-أتفضل
ابتسم على حنقها وخفق قلبه مع ارتعاش صوتها الذي منحه الراحه انها تبادله المشاعر
-الى من سكنت قلبي منذ سينين دمتي حبيبتي إلى الأبد كل سنه وانت أغلى حاجه عندي
كانت تخط الكلمات وتشعر أن القلم قد تحول إلى خنجر مزق قلبها العاشق كادت دموعها ان تسقط مع آخر حرف لولا انها تداركتها تمنعها لاتريد ان تظهر ضعفها أمامه رفعت البطاقه بسرعه تعطيها إياها
-اتفضل
ليدفعها بيده يعيدها اليها وهو يقول:
-استني لسه الاسم
أغمضت عينها وتنهدت بألم ثم فتحتها وعادت تمسك القلم من جديد تنهي هذا الموقف العصيب قبل أن تنهار أمامه
-أتفضل
-أمي الحبيبه
قالها مع ابتسامه عريضه ونظرات ماكره أتسعت عينها ونظرت له بدهشه ليفتر ثغرها عن ابتسامه عريضه وهي تسأله بلهفه
-انت قلت امي؟
-أيوه اصل النهارده عيد ميلادها
رغم فرحتها التي ظهرت امامه كانت تود لو تصفعه على تلك المشاعر التي عاشتها لكنها أجبرت لسانها ان ينطق
-كل سنه وحضرتها طيبه كده هنعملك دسكونت عندنا نظام في المحل باقات الأمهات عليها خصم
لتضيق عينها وتقول بضيق
-كويس انك عرفتني قبل ماتدفع
ضحك ملئ قلبه على تعابير وجهها وقلبه يتراقص فرحا فلقد نال الجواب الذي يود سماعه دون ان يسأل فوجهها البريئ لم يستطع إخفاء مشاعر قلبها العاشق
*******************************
وصلت إلى البت منهكه بعد يوم عمل طويل دخلت المنزل بخطى متعبه تنفث أنفاسها بتذمر حتى وجدت والدتها وشقيقاتها يجلسون حول المائده يتناولون العشاء لتصرخ مستنكره
-اه ياخونه بتتعشو مش كنتو تستنوني
-يابنتي انت مش قلتي هتتاخري
قالتها والدتها بحنان امتزج بالأسف
-ايوه بس اهم رحموني ومشوني بدري
قالتها وهي تمد يدها لتطقت قطعه خيار لتصفعها هدى على يدها تمنعها
-اغسلي أيدك الأول تلاقيها مليانا مكروبات وجراثيم
زفرت أنفاسها بضيق ورحلت لتغيب قليلا ثم عادت تسحب كرسيها وتاخذ طب تسكب الطعام بحماس وهي تروي لوالدتها ماحدث معها
-تعرفي يا ماما مين الي أتكلم معايا النهارده؟
-مين
-دكتور طارق. (بقلم رشا عبد العزيز)
قطبت ورد حاجبها وقالت مستفهمه
-مين دكتور طارق؟
-طارق محسن الجوهري
قالتها قبل أن تدس ملعقه الطعام بفمها وتمضغه وعينها تترقب رده فعل والدتها التي احتقن وجهها وقالت بشده
-وكان عاوز منك أي ابن محسن؟
-كان بينبهني اني بنت عمه
-ياسلام وهو لسه مفتكر الحكايه دي حمد الله على السلامه
قالتها ندى متهكمه
-لا أصله قال لومحتاجه حاجه أنا موجود يعني بيعرض مساعدته
قالتها شمس بلا مبالا وهي تكمل تناولها طعامها
-طب كويس فيه الخير
رغم أن ورد قالتها بسخريه لكنها واجهت اعتراض من شمس التي قالت:
-أنا مش محتاجه مساعدته وحتى لو احتجت مساعده مش هطلبها منه
-جدعه يابت
رددتها ندى مؤيه لكلام شقيقتها
-يابنتي جايز هو قالها بحسن نيه جايز هو واخذ طباع أمه حسين الله يرحمه كان دئماً يقول أحلام طيبه وخساره بمحسن
-حسن نيه سوء نيه ربنا مايحوجناش لولاد الجوهري.
دعاء قالته شمس لتأمن عليه ندى ووالدتها
-أمين يارب
اماً تلك التي كانت تنصت للحديث دون ان تشارك فيه كانت تعيش وسط صراع من المشاعر والمخاوف
إذا كانت هذه ردت فعلهم على من عرض المساعده كيف ستكون ردت فعلهم لو أخبرتهم انها تحب ابن عمها
فما حدث اليوم جعلها تعترف امام نفسها انها تحبه وربما هو ايضاً يحبها فنظرات عينه اليوم وشت لها بالكثير
يبدو انها داخل دوامه الحب المستحيل هل سيعيد الماضي نفسه وتعيش ماعاشته والدتها
خرجت من شرودها لتجد الطاوله خاليه إلا منها لتلتفت عندما سمعت هتاف شمس التي قالت:
-هدهد ماما قالت آخر واحد يلم السفر ويغسل المواعين سلام ياقمر
قالتها وهي تلاعب حواجبها وتخرج لسنها في محاوله لاغاضتها قبل ان تهرب نحو غرفتها استشاطت هدى غضبا وهي تتمتم متوعده لها
-طيب يا شمس اماً وريتك
************************************
دخل عليه المكتب ليجده يحمل جهازه اللوحي يدون عليه بعض الأشياء
-مساء آلخير ياباشا
رفع نظره عن الجهاز لينظر له ببتسامه وهو يضع الجهاز جانباً
-علي اهلا أتفضل
-طبعا أتفضل أمال عاوزني افضل واقف
قالها علي وهو يجلس
-وأي سر زيارة العظيمه دي
-أبدا كنت قريب وقلت أجي أشوف فارس باشا واهو بالمره اخذلي طقم جديد
-تشرب أي
-ملوش لزوم عشان انت هتعزمني على العشا
رفع فارس حاجبه بتعجب وحرك يده باستنكار وهو يقول:
-يبقى الحكايه مش حكايه طقم ولا قريب منك والا الكلام دا انت عاوز تفضفض يادكتور
تنهد علي بحيره وهو يخبره
-بصراحه ايوه أنا عاوز أتكلم معاك
-طب ما تتكلم وانا سامعك يا علي
ثم أردف فارس مازحاً
-وماتخافش هعزمك على العشا
سكت علي قليلا ثم نظر لعينه التي كانت تترقب حديثه
-أنا بحب يافارس
ضحك فارس رغما عنه ليمتعض وجه علي ويقول باستياء
-شوف أهو أنا كنت خايف من ردت فعلك التافهه دي
سيطر على ضحكاته عندما راى على يحاول النهوض والمغادر ليشير له أن يتوقف
-طب خلاص خليك أهو والله أنا هسمعك بس غصب عني متوقعتش الموضوع دا
-هقعد بس والله يافارس لو ضحكت تاني لاسيبك وامشي
قالها علي وهو يعود للجلوس مره أخرى
-لا خلاص مش هضحك بس قلي أنت متاكد من الحكايه دي؟ ليكون إعجاب اصل عارفك رومانسي وقلبك رهيف
حرك راسه نافيه يجيبه مؤكداً
-لا يا فارس أنا اتاكدت النهارده اني بحبها وبحبها أوي كمان
ضيق فارس عينه ثم غمز له قائلا بمشاكسه
-شكلك واقع يا ابن عمي والحكايه جد؟
-واقع ومدهول كمان
-طب وهي بتحبك ؟
ليهز علي راسه مؤكد
-أيوه
قطب فارس حاجبه وسأله بحيره
-الله امال فين المشكله لما هي بتحبك وانت بتحبها؟
زفر أنفاسه بثقل وقال بنبره صوت امتزجت باليأس
-أنا بحب هدى بنت عمي حسين
أتسعت حدقتي فارس بدهشه وقال متعجباً
-بنت ورد !
-أيوه
توتر فارس بعد ان ابصر صدق ابن عمه في حبه وقال بتلعثم
-بس ياعلي أنت عارف رأي جدي في بنات ورد هيكون أي؟
حرك علي راسه مؤيدا له
-أيوه عارف بس الحكايه دي مش بأيدي يافارس أنا حبيتها غصب عني ومحدش له سلطان على قلبه يا صاحبي
-بس أنت كده بتعيد الماضي ياعلي وأنت عارف النهايه
-مهو المشكله أني عارف النهايه بس أعمل اي مش قادر أبعدها عن تفكيري قلبي بتنفض لما بشوفها بحسه عاوز يخرج من بين ضلوعي ويروح لها كل حاجه فيها بتشدني
ثم أنهار واضعا رأسه بين يديه
-بحبها يافارس بحبها
اشفق فارس عليه لينهض ويذهب اليه يمسك ذراعه يجذبها يحثه على الوقوف
-طب قوم دلوقت نتعشا وبعد كده يحلها الحلال
*******************************
جلست ورد على سجاده صلاتها بعد ان انتهت من أداء فرضها ثم بدأت تحرك أصابعها تسبح وتردد
سبحان الله، الحمد الله ، لا إله إلا الله والله أكبر ظلت تردد التسابيح حتى انتهت ورفعت يدها تدعو الله
وهي تقول:
-يارب اجبرصبري وعوضني ببناتي يارب يارب أنا مليش غيرهم يارب اجبرني بيهم جبرا يتعجب له أهل الأرض والسماء
ثم تجمعت الدموع في عينها واختنق صوتها وهي تقول:
-يارب هما تحرمو من حنان أبوهم ارزقهم بلي يعوضهم حنان أبوهم يارب
ثم شعرت بتألم قدمها لتمدها وتنظر لانتفاخ قدمها وهي تحركها يمينا ويسارا حتى بدأ جنبها ينغزها بألم لتمسّكه
علها تخفف المه لكن من دون فائده لتعاتب نفسها
-أي ياورد مالك عجزتي بدري وإلا الهم هو الي كبرك قبل أوانك
لتتنهد بألم حتى تأرجحت الدموع بين أهدابها وانسابت على وجنتها لتمسحها بأنامها بسرعه وهي تلوم حالها
-بس ياورد لحسن حد من البنات يدخل عليك وانت متقدرش تخبي دموعك عنيكي مفضوحه
لتبتسم فجاه وأطياف الماضي تلوح أمام عينها تتذكر حبيبها الغائب
-ياورد أنا بحبك ومش بكذب عليكِ
ياحسين بيه ميصحش الكلام دا عيب
ليضيق عينه ويسألها مبتسما
-يعني انت مش بتحبيني زي مابحبك ياورد
نظرات لعينه بهيام وتأهت بين نظراته لتشي عينها له بكل شي
ليبتسم هو قائلا:
-مش محتاج أسمعها ياورد عنيكي مفضوحه واعترفتلي بحُبك
أسبلت أهدابها بخجل تبتعد عن مواجه عينه لتسمعه يقول:
-أوعدك تكوني نصيبي ياورد أن شاء الله
عادت من ذكريتها تمسح دموعها قائله:
-ولسه عيني مفضوحه ياحبيبي
لتعاود الرحيل لمابعد هذه الذكرى بسنتين عندما رحل والدها عن الحياة ولم يكن لها احد من بعده
تجلس تذرف الدموع على فراقه بعد أن أصبحت وحيده برحيله
كان يجلس امامها مواسياً لها وقلبه يتمزق حزناً عليها
-كفايه ياورد ادعيله هو محتاج دعا ئك
لتخبره بصوت مختنق وشهقاتها تعلو
-سابني لوحدي ياحسين هعمل أي من بعد
-كده ياورد وأنا رحت فين ما أنا جنبك
قالها مدعياً الانزعاج كي يخفف عنها لكنها زادت من بكائها وكان ماقاله أضافه حزنا لأحزانها
لتدهشه فعلتها ويقول متحيراً
-مالك ياورد بلاش الدموع دي أرجوكِ دموعك بتوجعني
-حتى أنت ياحسين بكره تسبني زي ماهو سابني
علم الآن سبب بكاءها ليحاول طمئنتها بكلماته الحنونه
-حد يسيب روحو يامجنونه أنتِ حبيبتي وبكره هتكوني مراتي
رفعت يدها تمسح دموعها بأكمام ثوبها وهي تسأله بلهفه
-انت قلت مراتي؟
ليهز راسه ويقول مؤكدا لها
-أيوه مراتي وحبيبتي وأم ولادي
-ووالدك؟
سألته بتعجب ليخفض راسه ويقول بكسره
-وأعمل أي ياورد أنا بقالي سنتين بحاول أقنعه ومش راضي يقتنع
ابتلعت ريقها الذي جف من شده البكاء وقالت بحزن
-بس انت كده بتعصي والدك أنا مش عاوزه أكون سبب في مشكله بينكم
ليحتقن وجهه فجاه وصدح صوته بنبره غضب
-وانا فين حقي ياورد عمري الي ضاع فينته معاه وفي طعاته دا أنا بشتغل من وانا عندي اربعطاشر سنه لا كملت دراسه ولادخل كليه اتحرمت من كل حاجه لاعشت زي صحابي لاعمري تفسحت ولاسافرت كل حياتي وانا بتعب وبشتغل روح ياحسين وتعالى ياحسين
ثم تحشرج صوته وأكمل
-حتى خواتي شافو حياتهم واتمتعو درسو ودخلو جامعه وحققوراحلامهم ورمو الحمل عليا لا عمري قلت ولا اشتكيت كل الي على لساني حاضر يابا وتأمر ياحاج عمري ماقلت لا
ثم نظر لها بعين تلوث بياضها بلون الأحمر من شده الغضب والحسره
-يبقى ليه عاوز يحرمني من الحاجه الوحيده الي حبتها ليه مستكتر عليا الفرحه
قال كلماته الاخيره صارخا كانه يخرج الما مكتوم في صدره منذ سنين
ثم هز رأسه بعنف نافيا
-لاياوردانا مش هسيبك حتى لو حرمني من كل حاجه واتبرى مني زي ماهددني أنا أبيع الدنيا وأشتريكِ ياورد
هنتجوز والي يحصل يحصل الرزق على ربنا …وبكره يقتنع ويرضى لمايشوف سعادتي معاكِ
لتشق ثغره ابتسامه عريضه رغم حزن ملامحه وهو يقول:
-تتجوزيني ياورد؟
عادت من ذكرياتها على نداء ابنتها المتكرر لتنتبه فترفع طرف أسدالها تغطي قدمها المنتفخه وتكفكف دموعها
تجيبها
-أنا هنا ياشمس
لتدخل لها تشتكي من شقيقتها
-شفتي يا ماما بنتك بتعاقبني وآخذه جزمتي الجديده ومخبياها وانا عاوزه البسها مع طقم بكره
ليمتعض وجهها وتهتف بضيق
-يابنت انت مش هتبطلو حكايه ناقر ونقير بتاعه كل يوم
لتجيبها بتذمر وهي تقول:
-أنا والا هي يعني انت سايباها وبتكلميني أنا
-أنتِ الصغيره لازم تحترميها
-ياسلام صغيره ينداس عليا يعني واسكت
لتقهقه ورد ضاحكه وهي تقول مستنكره
-انت يابنت الجوهري يضحك عليك؟
-بلاش اللقب دا مابحبوش أنا مش بنت الجوهري أنا بنت حسين وورد
لتتفاجأ شمس بوالدتها تفتح لها ذراعيها وهي تقول :
طب تعالي يابنت ورد
لتلبي شمس الدعوه بابتهاج وتجثو على ركبتيها تحتضن والدتها بقوه لتبادلها شمس العناق وهي تمسح على شعرها بحنان
-شمس ياريحة الغالي عارفه أنكِ بتحبي أكتر مني ومش زعلانه زمان كنت بهزر معاه وأقله شمس ضرتي
عشان كان بيحبك اوي وكنت محتله حضنه مكنتيش بتقعدي إلا على حجره وحتى لو كان تعبان وأخذك من حضنه يقول سيبيها أنا مرتاح وهي بحضني…
شعرت شمس بشي غريب صوت والدتها وكلماتها نغزت قلبها شعرت بالاسى رغم ان كلامها ألمها هي ايضاً
لتخرج من أحضانها تسألها بقلق
-ماما انت كويسه ؟
مسحت ورد على وجنتها وقالت بحنان
-ايوه ياحبيبتي ماتخافيش بس حسين واحشني وبشم رحته فيكِ
لتأذن ورد لدموعها الحبيسه بالنزول رغم مقاومتها فطوفان الذكريات الذي داهمها زاد من شوقها إليه
مسحت شمس دموعها وقالت معاتبه
-ليه الدموع ديه ياوردتي أهو خليتيني أعيط أنا كمان
ثم استطردت مداعبه
-والا انت عاوزه تتوهيني عشان أنسى عملت بنتك
ضحكت ورد من بين دموعها وقالت :
-والله هدى طيبه
-اه ومين يشهده للعروسه هدى طيبه يعني أنا الي شريره
زادت ضحكاتها وقالت:
-هدى وندى بنات ورد طيبين زي امهم لكن انت بنت حسين الجوهري قادره ودماغك ناشفه
ادعت الانزعاج ومثلت الضيق قائله:
-كده ياورد متشكرين بتتبري مني
لتمسك ورد يدها بحنان وقالت:
-أنا أتبرى من روحي والا أتبرى منكم دانت ريحه الغالي
لتشدد على يدها وتقول:
-انتو بناتي الي عاوزاكم ديماً تحبو بعض أنتو ياشمس عاملين زي المثلث هدى القلب وندى العقل
وأنت …
-أوعي تقولي اللسان أزعل منك
ضحكت ورد حتى بانت نواجذها لتقرص وجنتها
-انت احلى حاجه في الدنيا انت الاثنين
-ماشي رغم اني مش مقتنعه
لتضربها ورد على رأسها بخفه وهي تقول:
-يابنت أنتِ بقالك ساعه بترغي وتشتكي مع اني عارفه أنك بتحبيها وبتموتي فيها
غمزت لها شمس وقالت :
-قفشاني أنتِ على طول بصراحه بحب أناغشها ديماً
-ربنا يخليكم لبعض
-ويخليكي لينا يا أحلى ام في الدنيا
قالتها شمس وهي ترفع يدها تلثمها ثم نهضت تقرر الرحيل
-أروح انكد عليها
-لا حول ولا قوه إلا بالله
لتستدير مغادره ولكن قبل ان تخطي خطوه خارج الغرفه سمعت والدتها تصدر تأوها
التفتت إليها بفزع وهي تجدها تمسك جنبها جثت بجانبها تتفقدها بقلق
-مالك يا ماما الي بيوجعك؟
-مافيش
قالتها ورد وهي تغلق عينها تعتصرها لتخفي الألم الذي زاد لتعض شفتها تكتم آهاتها
لتنتبه شمس إلى تورم قدمها بعد أن انزاح أسدال الصلاه عنها لتسألها برعب
-ماما رجليك وارمه؟!
-مفيهاش حاجه ياشمس ماتخافيش
لتلومها بخوف قائله
-مفيهاش حاجه إزاي؟
لتسألها بذعر
-هي كده من امتى؟ وجنبك بيوجعك من امتى؟
ليتملكها الفزع من سماع الاجابه التي تخشى سماعها…..
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية بنات ورد)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)