روايات

رواية فاتورة حب الفصل السادس عشر 16 بقلم جنى أحمد

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية فاتورة حب الفصل السادس عشر 16 بقلم جنى أحمد

 

 

البارت السادس عشر

 

كانت عائشة في طريقها للأكاديمية بتاعتها والسواق هو اللي بيسوق… كانت بتتكلم مع صاحبتها على الموبايل بتعرفها انها قربت توصل خلاص وقفلت معاها
وفجأة لقوا عربية ظهرت مرة واحدة في وشهم في الإتجاه اللي ماشيين فيه
عائشة بصدمة وصراخ للسائق : خلي بااااالككككك
السائق حاول يسيطر على الوضع بدون خساير ، عائشة كانت هتتخبط بس اللي حماها حزام الأمان وكانت مغمضة عينها ، وكذلك السائق اللي لابس حزام الأمان.
العربيتين وقفوا على اخر لحظة من غير ما يخبطوا بعض الفارق الوحيد كان سنتيمتر ، وعائشة فتحت عينها وفاقت من صدمتها على صوت كلاكس العربية اللي اصدمت بيهم….
كان السائق هينزل ويتكلم بس وقفته عائشة وفكت حزام الأمان وقالت هي بتنزل من العربية : خليك انت في العربية … انا اللي هنزل… لازم يتهزق بجد
نزلت عائشة من العربية وكذلك نزل شاب وسيم وجسمه رياضي
خالد بأسف : بعتذر جداً عن اللي حصل والله بس انا كنت جاي من دوران واتصدمت بيكي و…..
قاطعته عائشة بعصبية : لا على فكره احنا ماشيين على سرعة عادية.. انت اللي طايش ومش مركز في طريقك…. وبعدين اعمل ايه بإعتذارك انا لو كان لقدر الله حصلي حاجة
خالد بأسف وهدوء : صدقيني اتصدمت بيكوا زي ما قولتلك كنت جاي من دوران… والحمدلله ربنا سترها ومحصلش حاجة…. وعربيتك سليمة زي ما هي اهي
عائشة بصت في ساعتها وقالت : انا مش هضيع وقتي مع حد زيك… انا ورايا حاجات مهمة ومش لازم تتأجل
انطلقت عربية عائشة للأكاديمية بتاعتها وخالد بصلها بصدمة وضحك وركب عربيته تاني وهو في اتجاه القسم….
خالد بإبتسامة وتفكير : مجنونة والله…. بس حلوة
وسكت شوية وهو بيفكر وبعدين جاتله فكرة في دماغه.. ابتسم عليها وانطلق بعربيته على القسم
_ اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد🦋
المكان هادي، بعض الكتيبات والبوسترات لسه متوزعة على الطاولات… عائشة تدخل بخطوات سريعة وهي ماسكة شنطتها، ملامحها متوترة.
غادة وقفت شغلها وبصتلها بإستغراب : فينك يا عائشة هانم اتأخرتي، وشك مش طبيعي.
عائشة بحدّة وهي بتحط شنطتها : متسأليش! وأنا جاية كنت هعمل حاد،،ثة… عربية طلعت فجأة عليا، لو مكانش السواق فرمل كان زماني خلاص.
غادة بصدمة : الحمد لله إنك بخير… طيب إهدي كدة وتعالي بقى نرجع للشغل.
عائشة اخدت نفس واتكلمت بنوع من انواع الهدوء : ماشي… في إيه؟
غادة وهي بتمسك التابلت : أول حاجة، قسم اللغة التركية كان عليه إقبال كبير، لازم نزود عدد الحصص ونشوف لو نقدر نجيب مدرس تاني يساعد.
عائشة بتفكير : صح، وكمان قسم التركي المتوسط محتاج تطوير… الطلبة اشتكوا إن المستوى المتوسط مش منظم كفاية.
غادة وهي بتكتب الملاحظات : بالنسبة للموظفين، سارة في الاستقبال ممتازة مع الزباين، بس أحمد في التسجيل محتاج تدريب أكتر على النظام الجديد.
عائشة وهي بتهز رأسها : تمام… وبالنسبة للعروض، أنا شايفة نعمل خصم 15٪ لو في اقبال كبير على الأقسام ، ده هيشجع الناس.
_استغفر الله العلي العظيم واتوب اليه 🦋
بيت سلسبيل، الضهر… بعد ما اتفق يونس مع سلسبيل انه جاي يقضي معاهم وقت
صوت التلفزيون في الخلفية من الصالة، ريحة قهوة طالعة من المطبخ. سلسبيل بتفتح الباب ليونس وهي لابسة دريس واسع ولابسة تربونة ، ومبتسمة بخجل.
سلسبيل بهدوء : أهلاً يا يونس… تفضل.
يونس بإبتسامة دافئة : إزيك يا سلسبيل؟
قعدوا في غرفة الضيوف، فنجانين قهوة قدامهم. لحظة صمت قصيرة، يونس باين عليه متردد شوية بس بياخد نفس ويبدأ الكلام.
يونس بنبرة جادة : بصي… أنا مش بحب ألف وأدور….. أنا جيت النهاردة عشان أقولك حاجة من قلبي.
سلسبيل بإستغراب : خير؟
يونس وهو بيبصلها في عينيها بثبات : أنا مش شايف أي سبب يخلي فترة الخطوبة طويلة… بالعكس، كل ما طالت كل ما المشاكل زادت. أنا عايز أتجوزك في أقرب وقت… مش عايز أفضل أضيع وقت بعيد عنك.
سلسبيل اتسعت عينيها من المفاجأة، وابتسمت بخجل : بسرعة كده؟!
يونس بإبتسامة مطمئنة : أيوه… أنا عارف أنا عايز إيه، وأنتِ بالنسبة لي القرار الصح. طول ما إحنا متفقين ومشاعرنا واضحة، إيه اللي يمنع؟
سلسبيل نزلت عينيها للأرض بخجل، بعدين رفعتها : طب… لازم أكلم ماما وأشوف رأيها.
يونس وهو بيهز راسه : وأنا هنا عشان أكلمها كمان… أنا مش جاي أطلبك بس، أنا جاي أخد خطوة حقيقية.
سلسبيل ابتسمت بهدوء ، وحاولت تخفي ارتباكها وهي بتحرك فنجان القهوة.
~~~~~~~~
طلعت نهاد من المطبخ وهي شايلة صينية فيها عصير وكحك ، ودخلت عليهم بإبتسامة
نهاد بإبتسامة : أهلاً يا يونس، منوّر… اتفضل يا ابني.
يونس وقف بإحترام : النور بيكِ يا طنط… بصراحة، وجودك دلوقتي فرصة إني أتكلم معاكي في موضوع مهم.
نهاد وهي بتقعد على الكنبة وبتحط الصينية على الطاولة بإستغراب : خير يا ابني؟
يونس بصلها بثبات : أنا بطلب إيد سلسبيل… وعايز الجواز يتم في وقت قريب. مش حابب نطوّل فترة الخطوبة، لأن كل حاجة واضحة بينا وأنا جاهز من دلوقتي.
سلسبيل تحمر وجنتاها وتنزل عينيها في الأرض، اما نهاد تبص ليونس بتركيز.
نهاد بنبرة هادئة : الكلام ده كبير يا يونس… وأنت عارف إن القرار مش بسيط.
يونس بثقة : عارف، وعشان كده حبيت أقولك بنفسي… أنا جاد في طلبي ومستعد أعمل كل اللي يريحك ويريّح سلسبيل.
نهاد تبتسم بخفة، وتبص على سلسبيل اللي لسه محمرة من الخجل، والجو فيه مزيج من الجدية والود.
~~~~~~~~
نهاد سابت سلسبيل ويونس مع بعض… ويونس فضل يتكلم مع سلسبيل في مواضيع كتير وكذلك سلسبيل اللي كانت بتحكيله عن طفولتها وشقاوتها وهي صغيرة… وفضلوا يتكلموا ويضحكوا ويهزروا
بعدين يونس حب يتكلم في شوية تفاصيل مع نهاد… وفعلاً نهاد قعدت معاهم وكانوا بيتشاوروا في مواضيع لحد ما جه السؤال الحاسم…
نهاد بإبتسامة خفيفة : طيب يا يونس، إحنا فهمنا رغبتك إن الموضوع يتم بسرعة… بس لازم ندي نفسنا وقت نجهز.
يونس بحماس هاديء : أكيد يا طنط… أنا مش ضد التجهيز، بس ضد المماطلة.
سلسبيل وهي بتبص لأمها بخجل : طب… إيه المدة اللي شايفاها مناسبة يا ماما؟
نهاد وهي بتفكر : أنا شايفة تلت شهور كويسين. هنلحق نجهز كل حاجة من غير استعجال.
يونس بإبتسامة مطمئنة : ممتاز… تلت شهور من النهاردة يبقى فرحنا، إن شاء الله.
سلسبيل تبتسم وهي تحاول تخفي ارتباكها، ونهاد تهز رأسها موافقة.
نهاد بإبتسامة : خلاص، اتفقنا… هنبدأ من بكرة التحضيرات. وأول حاجة، نكتب قائمة بالطلبات.
يونس بحب واضح في عينه لسلسبيل : وأنا مستعد أشارك في كل خطوة… مش هسيب سلسبيل لوحدها في الدوامة دي.
سلسبيل ضحكت بخفة، ويونس بادلها نظرة دافئة، ونهاد بصتلهم برضا وهي بترتب الكوبيات على السفرة.
يونس كح بخفة واتكلم بهدوء : طيب يا طنط في حاجة تانية كنت عايز اعرفها لحضرتك واخد رأيك حضرتك وسلسبيل فيها
نهاد بهدوء وترقب : اتفضل قول يابني…!
يونس بإبتسامة هادئة : بصي يا طنط… أنا حابب أقول حاجة مهمة قبل ما نبتدي نرتب كل حاجة. أنا وسلسبيل بعد الجواز… هنعيش في بيت جدي أيمن.
نهاد برفعة حاجب بسيطة : في بيت جدك؟ مش هتكونوا لوحدكم؟
يونس بسرعة : اه، جدي كبير في السن حضرتك عارفة طبعاً … وأنا وعائشة متربين معاه من زمان. هو بالنسبة لينا مش بس جد، ده أبويا وجدي وكل حاجة في نفس الوقت. بصراحة، مش قادر أسيبه يعيش لوحده.
سلسبيل بهدوء وابتسامة صغيرة لأمها : وأنا كمان معنديش مشكلة يا ماما، أنا بحب الجو العائلي… وهيكون بيتنا برضه.
نهاد وهي بتفكر لحظة، وبعدين تبتسم : طالما أنتوا متفقين… والبيت فيه راحة ليكم… أنا ماعنديش مانع. أهم حاجة تكونوا مرتاحين.
يونس بإمتنان : ربنا يحفظك لينا يا طنط… وإن شاء الله هتشوفي سلسبيل سعيدة معايا طول العمر.
سلسبيل تبص ليونس بخجل، ونهاد تبتسم وهي شايفة في عينيه الإصرار والصدق.
_ سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم🦋
الكاميرا بتدخل مع الظابط “خالد” وهو راجع المكتب بعد جولة ميدانية. ماسك كارت صغير مكتوب عليه رقم لوحة عربية. بيقف قدام المكتب ويفكر شوية.
خالد بصوت منخفض وكأنه بيكلم نفسه :
هي مين البنت دي؟… أول مرة أشوف حد يلفت نظري بالشكل ده.
يطلع الموبايل ويفتح صورة كان مصورها للعربية من بعيد ، و يكتب الرقم في ورقة، ويحطها قدامه.
خالد لف ضهره وقعد على كرسي المكتب ونادى على شخص : سامي! تعال لحظة.
سامي أمين الشرطة دخل بإبتسامة : أوامرك يا باشا.
خالد بغموض : فيه عربية شفتها في محيط شغلنا، عايز أعرف بياناتها… احتمال تكون شاهدة في حاجة مهمة.
سامي وهو بياخد الرقم وبيسجله على الكمبيوتر : تمام، هبعت استعلام للمرور.
الكاميرا تركز على خالد وهو بيحاول يخفي ابتسامة صغيرة.
بعد ساعة ، سامي يرجع ومعاه ورقة:
– المالك: عائشة فؤاد عبد الرحمن.
– العنوان: فيلا رقم 12، حي الندى.
– الوظيفة: صاحبة مشروع “لافيستا”.
خالد وهو بيقرأ الاسم، ويبتسم في سرّه :
عائشة… اسمها حتى جميل زيها.
يحط الورقة في درج مكتبه، ويقفل عليها، وكأنه بيخبي سر صغير.
خالد بإبتسامة : شكراً يا سامي… اتفضل انت تقدر تمشي..
اومأ له سامي وطلع برا المكتب وقعد خالد وهو بيفكر وبيردد الأسم
خالد بتفكير وهو ساند ضهره على الكرسي : عائشة فؤاد عبدالرحمن… الأسم دة مش غريب عليا… حاسس اني سمعته قبل كدة…
رفع موبايله ورن على شخص وحط الموبايل على اذنه بهدوء : الوو احمد عامل ايه يارب تكون بخير
احمد بإبتسامة : الحمدلله بخير يا خالد ليك وَحشة يا جدع…
خالد بسرعة : حبيبي.. بقولك يا احمد بما ان انك شغال في التكنولوجيا والكومبيوترات والحاجات دي ، هبعتلك اسم بنت عايزك تعرفلي مين هي وبنت مين وكل حاجة عنها….عايز اعرف كل تفصيلة عنها… معاك من دلوقتي لأخر اليوم.
احمد بإستغراب : عايز تعرف كل دة ليه يعني…؟
خالد اخد نفس وزفره واتكلم : ملكش دعوة بس… هعرفك كل حاجة بعدين… اهم حاجة تجيبلي كل المعلومات دي انهاردة بليل!
احمد وهو بيحك شعره بلطف : يعني كل المعلومات دي انهاردة معتقدش اعرف اجيبهالك كلها…. هجيبلك المعلومات دي كلها انهاردة ازاي!!
خالد بحزم بسيط : اتصرف يا احمد …. اهم حاجة كل تفصيلة عنها تكون انهاردة وياعم ليك عندي هدية بس تجيبلي المعلومات دي….
احمد اتنهد وقال : هحاول اجيبلك كل المعلومات… ابعتلي بس اسمها دلوقتي وهحاول اجيبلك المعلومات دي وامري إلى الله..
_ اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد🦋
في صباح يوم جديد صحى يونس بدري واخد شاور ولبس هدومه الرسمية ونزل قعد على سفرة الطعام
يونس بإبتسامة : صباح الخير يا جدو
ايمن بنفس الإبتسامة : صباح النور يا يونس… ايه خلاص كدة اجازتك خلصت
يونس بحزن مصطنع : اه خلاص كدة.. الأسبوع خلص
في نفس الوقت كانت نازلة عائشة وقالت : صباح الخير
لف يونس ضهره وبصلها وقال : صباح النور يا عائشة… يلا تعالي انزلي افطري
نزلت عائشة وسلمت عليهم وبدأوا في الفطار… وبعد مدة كانوا انتهوا من الفطار
يونس وهو بيقوم : الحمدلله… انا همشي دلوقتي يا جدو.. عايز حاجة
عائشة وهي بتقوم : استنى انا كمان همشي… خدني معاك
ايمن بإبتسامة : عايز سلامتكوا يابني…
ابتسموا له كلهم وعائشة ويونس سلموا عليه وطلعوا من الفيلا
يونس بهدوء : عائشة… انا احتمال اتأخر انهاردة.. قلت اعرفك عشان متقلقيش عليا
عائشة بإستغراب : احتمال تتأخر ليه يعني؟… انت لسة مروحتش القسم وشوفت القضية… يعني معرفتش هتتأخر ولا لأ
يونس بإبتسامة : لا موضوع كدة بسيط… ممكن اتأخر فيه
عائشة ابتسمت له وقالت : يلا هات حضن انهاردة عشان همشي دلوقتي
ضحك يونس عليها وقال : هو بقى حضن يومي؟!
وحضنها بقوة وبعدين باس راسها وهي ركبت العربية واتجهت الأكاديمية وهو نفس الكلام ركب عربيته واتجه للقسم…..
_ استغفر الله العلي العظيم واتوب اليه 🦋
وصل يونس القسم في سرعة قياسية ونزل من عربيته خلى شخص يركنهاله…..
في مكتب التحريات……
أدهم قاعد قدام الكمبيوتر في غرفة الأرشيف، ويونس واقف ورا ضهره، متوتر، بيهز صباعه على المكتب.
أدهم وهو بيحرك صوابعه على الكيبورد : اسم الراجل إيه كامل؟
يونس بسرعة : سالم السيد عبد الله… قالي كدة..
أدهم وهو بيكتب الإسم وبيردده ببطيء : ماشي… نشوف سجل الأحوال، شوف كان ساكن فين، وده رقمه القومي…
بيظهر ملف على الشاشة ، وأدهم بيبدأ يقرأ بهدوء ، ويونس كان بيقرأ الكلام بسرعة وعينه بتتحرك بسرعة على الشاشة
أدهم:
مواليد 1960…
كان متجوز، اسم الزوجة: “فاطمة جابر”…
بس استنى…
ادهم بيوقف شوية ويقرأ بعينه وملامح وشه متغيرة ، ويونس بيقرب أكتر.
يونس بإستغراب وقلق : فيه إيه… مال وشك جاب ألوان كدة؟
أدهم بصوت منخفض : في بلاغ من أكتر من 20 سنة…
حا،،دث كبير على طريق السويس، عربية اتقلبت، الزوجة ما،،تت، والزوج “سالم”… مفقود.
يونس عينه توسعت بصدمة وصوته اتكتم واتكلم بذهول : مفقود؟
أدهم وهو بيهز راسه : أيوه، مكتوب إنه فقد بعد الحا،،دث… جسمه ما اتلاقاش في العربية، وكان فيه شكوك إنه اتخـ،،ـطف أو تهرّب، بس محدش قدر يثبت حاجة… وتم قيده “مفقود”.
يونس تراجع خطوتين لورا وهو حاطط ايده على راسه ومش مصدق اللي بيسمعه… كإن الدنيا وقفت بيه ومافيش كلام بيتردد غير كلام الماضي
“ابوك ما،،ت……صراااخ…. ابني لسة شباب…. عياله لسة صغيرين… ”
يونس بهمس ودموع : ده نفس وقت حا،،دثة أبويا…
نفس الطريق… نفس الاسم الأول… ومراته اسمها فاطة؟!
أمي اسمها فاطمة…
أدهم بصله بذهول ، وسكون يسيطر على الغرفة…. لحظة صمت بين الأتنين بس اللي قطعها أدهم
أدهم بصوت مدهوش : يونس… مش ممكن…
~~~~~~~~~
قسم الشرطة – مكتب الأدلة الجنا،،ئية
يونس قاعد على طرف المكتب، ساكت، باصص في الأرض. أدهم قاعد قدامه، ماسك ورق مطبوع فيه بيانات الراجل. المروحة شغالة وصوتها ثابت، والمكان هادي.
أدهم بصوت هادي لكنه حاسم : يونس… كل حاجة بتقول إن الراجل ده هو أبوك.
يونس بصوت مبحوح : بس مش كفاية…
كلها مؤشرات، مش أدلة دامغة. أنا محتاج حاجة تقطع الشك… محتاج أعرف الحقيقة بنفسي.
أدهم : طب نكمّل خطواتنا. شوف…
هو كان متجوز فعلاً، ومراته ماتت في نفس الحادث، وبلاغ “مفقود” متسجل باسمه بعدها بأيام…
إحنا ممكن:
1. نراجع تقرير الحادث الأصلي — يمكن نلاقي أوصاف أو صور أو شهود.
2. نحاول نجيب سجل طبي لو اتعالج في مستشفى قريبة بعد الحادث، يمكن الاسم تغيّر بسبب فقدان الذاكرة.
3. ولو قدرنا نلاقي بصماته في أي سجل قديم، ونقارنها بالبصمات اللي عندنا… نقدر نثبت ده بنسبة ١٠٠٪.
يونس وهو بيتنفس بعمق وبيفكر : طيب… بالنسبة للمستشفى، لو كان فقد ذاكرته فعلاً، أكيد اتنقل لطبيب أو دار رعاية أو حتى مستشفى نفسي…
أدهم وهو بيفتح اللابتوب : برافو، بصحّى شوية ملفات مستشفيات الحوادث حوالين طريق السويس وقتها…
ولو لقينا اسم بدون هوية أو باسم مستعار، نبقى قربنا نوصّل.
يونس بيقف ويمشي شوية داخل المكتب، مشاعره متلخبطة بين القلق والأمل….
يونس بصوت واطي : عارف يا أدهم؟
طول عمري كنت بحس إن في حاجة ناقصة…
زي حتة مقطوعة مني مش لاقيها…
والراجل ده… من أول مرة شُفته، قلبي اتحرك، بس عقلي رفض يصدق.
أدهم وهو بيقلب في الملفات : ما تستعجلش، إحنا بنقرّب…
وساعتها يا هنعرف إنك كنت على حق، يا هنقفل الباب ده براحة…بس مش هنسيب الموضوع عايم.
لحظة صمت، وبعدين صوت طابعة بتطبع ورقة جديدة
أدهم وهو بيبص فيها : إحنا لقينا اسم لمريض دخل مستشفى عام في نفس اليوم…
اسم مستعار: “سالم السيد”…
بس عمره، وصفه، وطبيعة الإصابة… كلهم يطابقوا سالم.
يونس بيرجع ناحيته بسرعة : لازم نروح المستشفى دي…
لازم نشوف الملف… يمكن نلاقي صورة، أو ملاحظة، أو بصمة…
_ اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🦋
في مستشفى حكومي قديمة – الأرشيف الطبي – نهار
الجو جو تراب خفيف، وأوراق قديمة، ومراوح سقف بتلف ببطء، وريحة ديتول قديم. موظف أرشيف قاعد ورا مكتب خشب باهت، قدامه سجل كبير ومطبوعات قديمة.
يونس وأدهم واقفين قدامه، مقدمين طلبهم باهتمام واضح.
أدهم بلغة رسمية : إحنا جايين بخصوص مريض كان مسجّل هنا باسم “سالم السيد”، اتنقل ليكم يوم ٢٧ مايو ٢٠٠٠، بعد حا،،دث على طريق السويس.
موظف الأرشيف وهو بيقلب في دفتر كبير : ده من زمان قوي… الحوا،،دث القديمة دي بننقل ملفاتها للأرشيف السفلي.
بس استنوا… الاسم ده فعلاً اتسجل عندنا. أهو… سالم السيد… دخّلناه الطوارئ في غيبوبة، وبعدها تم تحويله لقسم الصحة النفسية عندنا.
يونس بيحس قلبه بيدق بسرعة وعينه اتثبتت بصدمة ، وأدهم بيبص له بخفة
أدهم بهدوء : ممكن نشوف الملف؟
الموظف وهو بيقوم : استنوا شوية…
الموظف يقوم ويمشي جوه مخزن صغير، وصوت تقليب الورق بيملى المكان. لحظة صمت، ويونس واقف مكانه متوتر جدًا.
يونس بهمس لأدهم : حاسس إني هعرف حاجة هتغير حياتي كلها…
أدهم بهدوء : خليك قوي… أيًا كانت الحقيقة، لازم تعرفها.
الموظف يرجع بملف بني مترب، مكتوب عليه بخط قديم: “سالم السيد” – 2000″
الموظف وهو بيمد الملف : اتفضلوا الملف اهوا… بس رجّعوه قبل ما تمشوا.
أدهم بيفتح الملف بهدوء، ويونس واقف فوقه بيبص. الصفحة الأولى فيها بيانات عامة: العمر، الإصابات، ومكان الحادث.
الصفحة التانية فيها ملحوظة مكتوبة بخط دكتور: “المريض فاقد للذاكرة تمامًا. لا يتذكر اسمه الحقيقي. لا يحمل أوراقًا. إصا،،بات في الرأس. تم إدخاله باسم مستعار بناءً على قرار الطوارئ.”
يونس يقلب الصفحة، ويوقف عند ورقة فيها صورة بولارويد قديمة مرفقة بالملف — الصورة باهتة، لكن الوش باين بوضوح… سالم، أبوه.
يونس بيشهق بصوت مكتوم، وصوته يرتعش : د… دة هـ… هو…. دة ابويا… هو يا ادهم
أدهم يقرب منه، ويتأكد من الصورة، وبعدين بيقلب الورق
أدهم : كل حاجة بتقول إنه هو…
الملف ده هيمكّننا نثبت هويته رسميًا… ونقارن بصماته كمان لو حبيت.
يونس يسند ضهره للحائط، وإيده على قلبه، والدموع في عينه، مش مصدق… كأنه أخيرًا ربط القطعة الأخيرة في اللغز اللي عاش فيه عمره كله.
يونس بصوت مبحوح : أنا لقيته يا أدهم… بعد السنين دي كلها… لقيته….. كنا مفكرينه مـ،،ـيت بس طلع عايش….
ابويا طلع عايش مما،،تش
يتبع…….

 

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *