رواية دبلة ومليون خناقة الفصل الثالث 3 بقلم اية فرجاني
رواية دبلة ومليون خناقة الفصل الثالث 3 بقلم اية فرجاني
البارت الثالث
3
الأيام اللي بعدها فضلت ماشية تمام بدون خناق او حاجه لحد يوم ما
في يوم بعد شغل طويل ومتعب قاعدة في أوضتها لقت موبايلها بيرن…وكان عامر
ردت بصوت مرهق:
خير؟
ضحك عامر وقال:
إيه النبرة دي حد مضايقك غيري ولا أنا واخد كل الأدوار؟
رنا غمغمت بضيق:
مش ناقصة غلاستك يا عامر
يا بنتي غلاستي دي اللي مفرحاكي في حياتك اعترفي
هزت رنا راسها رغم إنه مش شايفها، وقالت بحدة مصطنعة:
عاوز إيه يا عامر؟
سكت لحظة وبعدين قال بصوته هادي:
عاوزك تخرجي معايا بكرة
رنا رفعت حواجبها باستغراب:
إيه دا ليه؟
لأننا ما نعرفش بعض كفاية، ولأنك محتاجة تقضي وقت بعيد عن الشغل والضغط ولأنك سكت لحظة وبعدين كمل بنبرة أخف ولأنك عاوزة تقولي آه بس
خايفه
رنا اتنهدت كانت عارفة إنه مش هيسيبها غير لما ياخد إجابة واضحة بعد تفكير قالت:
ماشي بس مش خروج لوحدنا لازم مكان فيه ناس
ضحك عامر وقال:
مش هخطِفِك يعني هنروح كافيه عادي
تمام بس لو جيت متأخر دقيقة هروح لوحدي
ولو جيت بدري هتجيبيلي شوكولاتة
رنا ابتسمت رغمًا عنهاوقالت:
شوكولاته عموما مواقفه هنشوف مين هيكسب
عامر ضحك وقال بثقة:
انا دايمًا بكسب
تاني رنا كانت مجهزة نفسها بس مش عارفة ليه كانت متوترة لبست حاجة بسيطة ميكب خفيف، وحاولت تقنع نفسها إنها خروجة عادي مع عامر، مع خطيبها، مع الشخص اللي بقى جزء من يومها غصب عنها
خرجت من البيت ووصلت للكافيه في الوقت المحدد
وقبل ما تلحق تدور عليه، سمعت صوته من وراها:
اتأخرتي دقيقتين فين الشوكولاتة؟
استدارت له بغيظ لاقته واقف قدامها بابتسامته المستفزة لابس قميص كحلي وكاجوال جدًا بس بشياكة وعينيه فيها لمعة الانتصار
قالت بتحدي:
إنت جيت قبلي بلحظة مش محسوبة
ضحك عامر وقال:
كل ثانية محسوبة هاتي الشوكولاتة بقى
رنا رفعت حواجبها وقالت بتحدي:
مش معايا اي هتضربني؟
عامر قرب خطوة منها، وقال بنبرة منخفضة بس مليانة لعب:
لا بس ممكن أخليك تندمي
رنا شهقت باستفزاز:
إنت إيه بلطجي؟
عامر ضحك، وقال وهو بيأشر ناحية الكافيه:
ندخل الأول وبعدها نشوف الموضوع
دخلوا الكافيه، قعدوا على ترابيزة في ركن هادي وبدأت المحادثة تاخد شكلها العفوي المعتاد رنا كانت بتتكلم براحتها لأول مرة تحس إنها مش محتاجة تلبس شخصية معينة، مش محتاجة تبقى قوية زيادة عن اللزوم مش محتاجة تفكر في كل كلمة بتقولها
عامر كان مركز معاها، عينيه متعلقة بيها وهي بتتكلم بحماس عن حاجات صغيرة زي الأفلام اللي بتحبها والموسيقى اللي بتهديها لما تكون مضغوطةفي لحظة، سكتت فجأة وركزت عينيها فيه وقالت بجدية:
عامر… إنت بتعمل كل ده ليه؟
رفع حواجبه بسأل، وقال بهدوء:
كل ده إيه؟
الرزالة المستمرة، الاهتمام المبالغ فيه… إنت عايز إيه مني بالظبط؟
عامر بص لها لحظة وبعدين ابتسم ابتسامة صغيرة وقال:
أنا نفسي أعرف
رنا رفعت حاجبها باستغراب لكنه كمل قبل ما ترد:
أنا مش بعرف أعمل حاجات مش عاوزها ورغم إني ما خططتش لأي حاجة بينا لقيت نفسي بتعود عليكِ ودي حاجة مش بتحصل معايا كتير
رنا فضلت ساكتة مش عارفة ترد بإيه، بس لأول مرة حست إنها مش عايزة تهرب من الكلام… مش عايزة تحط حاجز بينه وبينها يمكن لأنها حست بنفس الإحساس… يمكن لأنها بردو… اتعودت
وهي خارجة من الكافيه مع عامر كانت مبسوطه لكن فجأة سمعت صوت صفارة مستفزة من الناحية التانية من الشارع
يختي على القمر مش ممكن اي الجمال ده
لفّت بعفوية لقت شاب واقف على الناصية، بيبصلها بنظرة وقحة عامر كان لسه بيبص قدامه بس بمجرد ما شاف نظرة رنا اللي تغيرت استوعب اللي حصل
في ثانية كان متحرك بسرعة ناحية الشاب ده
إنت بتكلم مين؟
الشاب ضحك باستفزاز:
إنت مالك يا صاحبي بنت حلوة قولنا كلمة حلوة ولا الغيرة كلتك؟”
عامر ما استناش لحظة فجأة إيده كانت في وش الولد قبضته ارتطمت بوشه بقوة الولد وقع على الأرض، لكن قبل ما يلحق يستوعب عامر كان فوقه، ماسكه من قميصه وبيخبطه تاني
إنت متربيش وانا بقي هعلمك الادب؟ مش عارف تتكلم بأدب؟
رنا كانت واقفة مصدومة بتحاول تستوعب المشهد اللي بقى خناقة كاملة الولد كان بيحاول يبعد عامر لكن مش عارف وعامر كان حرفيًا مولّع الناس حواليهم بدأت تتدخل حد شد عامر من كتفه، وحد تاني ساعد الولد يوقف لكن عامر لسه عيونه فيها نار
رنا جريت ناحيته،سحبته من دراعه بقوة:
عامر كفاية! كفاية بقولك
عامر بص لها لقى في عينيها توتر وزعل بس مش خوف منه خد نفس عميق وبعدها سحب إيده من اللي بيحاولوا يمسكوه ولفّ ومشي
رنا مشيت وراه وهي متعصبة:
إنت اتجننت
عامر وقف فجأة، لفّ وبص لها بعصبية:
آه، اتجننت! لما حد يعاكس خطيبتي قدامي، أتجنن وأكسر الدنيا
رنا شهقت:
بس ده ما كانش حل بتضربه كأنه قتل حد كنت هتموته
عامر عدّل هدومه وهو بيتمالك أعصابه:
أنا مش مستني منك شكران بس على الأقل ما تزعقيش فيا كأن اللي غلطان
رنا حست إنه مش هيسمعها، فقررت تسكت طول الطريق كانوا ساكتين، كل واحد فيهم محبوس في تفكيره
لما وصلت البيت رمت نفسها على السرير وهي بتفكر في اللي حصل كانت لسه متضايقة لكن كل ما تفتكر شكل عامر وهو بيضرب الولد وشه اللي كان مليان غضب الطريقة اللي كان بيحميها بيها…
ضحكت غصب عنها المشهد كله كان درامي بزيادة بس في جزء جواها حسّها إنه مشهد بطل في فيلم أكشن وكان فيه حاجة غريبة… حاجة خلت قلبها يدق بسرعة
بعد تفكير قررت إنها تصالحه مسكت موبايلها وكتبت له رسالة:
إنت كنت عامل زي بطل في فيلم أكشن ناقص بس موسيقى درامية بس بما إنك وحشني فهنزل أجيب شوكولاتة عشان أعوضك على العصبية بتاعتي جاي؟
بعد لحظات، وصلها الرد:
هكون قدام بيتك خلال 5 دقايق ومتأخريش ثانية
وانا الي هختار الشوكولاته ”
ابتسمت غصب عنها، قامت بسرعة لبست حاجة خفيفة ونزلت لقيته مستنيها عند العربية واقف بجدية واضحة وعامل فيها جامد بس نظرة عينه كانت بتقول إنه لسه متضايق
فتحت باب العربية وركبت، وبعد لحظة صمت قالت:
لسه متضايق؟
عامر ردّ وهو مركز في الطريق:
مش موضوع مضايق، بس واضح إنك شايفة اللي حصل مالوش لازمة
رنا اتنهدت حست إنه خد على خاطره فعلاً قربت منه شوية وقالت:
مش كده بس كنت خايفة الدنيا تكبر وأنت كنت هتسيب في الولد علامة مدى الحياة
عامر ضحك ضحكة صغيرة بس كان لسه بيبان انو مدايق:
يستاهل كنت ناوي أعلّمه الأدب
رنا حركت حاجبها بمكر وقالت:
يعني لو أي حد قال حاجة هتفضل تضرب في الناس كده؟ مش خايف تتحول لمجرم عشان غيرتك؟
عامر لفّ لها بصة سريعة وهو بيركن عند السوبر ماركت:
أنا غيرتي مش مشكلة مشكلتك إنتِ إنك بتستفزيني
رنا فتحت الباب ونزلت وهي بتضحك:
أنا؟! دا انا ملاك مفيش مني اتنين
دخلوا السوبر ماركت وهي بتحاول تختار شوكولاتة لكنه كان أسرع منها وخد نوع ما بتحبوش وحطه في السلة
إيه ده مش بحبها!
أنا اللي هاختار على كلامك، ده عقابك
رنا بصت له بغيظ لكنه كان بيتحرك كأنه مش سامعهاوقفت قدامه وقالت وهي بتبص له بتركيز:
طب ولو قلت إني هفضل زعلانة لحد ما تختار اللي بحبه؟
عامر حط إيده في جيبه وبص لها بسخرية:
جربي بس ما تنسيش إني بعرف أتحكم في اللي حواليا
رنا شبكت إيديها وقالت بتحدي:
وأنا بعرف أزوغ من تحكمك
عامر قرب منها شوية وهو بيهمس:
هنشوف
هي اللي تراجعت المرة دي، قلبها دق بسرعة وهو خد باله ابتسم وهو بيحط النوع اللي بتحبه في السلة
عشان متقولييش إني ظالمك
خرجوا من السوبر ماركت
ركبوا العربية من غير كلام بس رنا كانت حاسة إن عامر لسه مستمتع بفكرة إنه يتحكم فيها شافت ابتسامته الجانبية اللي كانت بتجننها كل ما يحس إنه كسب الجولة
وهي قاعدة، بدأت تفكر في طريقة تقلب الطاولة عليه.بصت له فجأة وقالت بجدية:
عامر انا عايزة حاجة
هو لفّ لها بسرعة، مستغرب من نبرة صوتها:
إيه؟
هي قعدت تبص قدامها بتوتر مصطنع، كأنها مترددة تحكي، وبعد ثواني قالت بصوت منخفض:
عايزة أسوق
عامر ضحك ضحكة قصيرة بس كانت كلها سخرية:
إيه تسوقي إيه؟
“العربية”
عامر رفع حاجبه وكأنه بيحاول يستوعب هي بتهزر ولا بتتكلم جد
أنتِ بتعرفي تسوقي؟
“طبعًا خدت كورسات بس عمري ما جربت على الطريق فعلاً”
عامر بص لها بنظرة كلها تهكم:
وأنا بقى اللي هسمحلك تجربي أول مرة على حسابي بس ي بابا اسكتي؟
وإيه المشكلة يعني هنمشي جنب الرصيف لو خبطنا حد يبقى أنت المسؤول
عامر رفع إيده على ودنه كأنه مش سامع:
آسف مش سامع الهبل اللي بتقولييه
رنا قعدت تبص له بعيون متوسلة وعامر عارف إنها بتستخدم أسلوب “العيون البريئة” عشان يوافق
“لو بتحبني بجد هتخليني أسوق”
عامر تنهد وهو بيركن على جنب:
أنتِ عارفة إن ده استغلال رخيص للموقف صح؟
“أيوة وعارفة إنك مش هتقدر ترفض”
عامر بص لها بحدة وبعدها خرج من العربية ووقف عند باب السواق، وهي نطت مكانه بسرعة فرحانة بانتصارها الأول عليه لكنه وهو بيقفل باب العربية، مال عليها وهمس:
أول خبطة وأنا اللي هسوق حياتك كلها بعد كده
هي بلعت ريقها حست إنه قلب الطاولة عليها تاني بس قبل ما تفكر ترد كان عامر قاعد جنبها رابط الحزام ومستعد لمغامرة… مغامرة هو واثق إنه في الآخر هو اللي هيكسب فيها كالعادة بس
الي حصل كان غير متوقع
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية دبلة ومليون خناقة)