رواية دبلة ومليون خناقة الفصل الثاني 2 بقلم اية فرجاني
رواية دبلة ومليون خناقة الفصل الثاني 2 بقلم اية فرجاني
البارت الثاني
2
كان حاسس انو الحرب بنهم لسه مخلصتش
عامر بصّ لرنا وهو رافع حاجبه:
طب والاستراحة دي مدتها قد إيه عشان ألحق أرتاح قبل ما الحرب تبدأ تاني؟
رنا حركت كتفها بعدم اهتمام وهي بتشرب العصير:
على حسب لو فضلت مؤدب ممكن نمدّها شوية
عامر ضحك وهو بيهزّ راسه:
مؤدب؟
ده احنا لسه من شوية كنا ماسكين في بعض زي عيال الحضانة والناس فاكرانا أجمل كابل في العالم
رنا ضحكت بخفة لأول مرة، لكنها بسرعة حاولت تخبي ضحكتها وغيّرت الموضوع:
ما علينا إنت إيه اللي جابك في دماغ أهلي أصلًا يعني إزاي أقنعوك تخطبني
عامر سكت لحظة فرد حواجبه، وقال بهدوء مش متعود عليه:
بصراحة
أنا مش مقتنع بالجوازة دي زيّك بس أمي وأهلك ضغطواعليا وبعدين فكرت… ليه لأ
رنا ضيّقت عيونها بتوجس:
يعني إيه ليه لأ مكنش عجباك ولا إيه؟
عامر انفجر ضحك:
ها؟ إنتي بتهزري ده أنا كنت بفكر إزاي أهرب من الموضوع ده أكتر منك
رنا رجعت اتكئدت لكنها قررت تكمل بجدية:
طب ليه ما رفضتش
عامر تنهد وهو بيبصّ في الأرض:
يمكن… زهقت من كتر الرفض ويمكن قلت أجرب أشوف إيه اللي ممكن يحصل… وأكيد دي حاجة مش هتعجبك بس يمكن حسيت إنك مش هتخلي حياتي مملة
رنا كانت بتسمع بتركيز لكن لما سمعته بيقول كده، رفعت حاجبها:
مملة🤔؟
عامر هزّ راسه بابتسامة جانبية:
أيوه… انتي مش طبيعية وده شيء ممكن يكون ممتع حتى لو الحرب بينّا مش هتنتهي قريب
رنا ما قدرتش ترد على كلامه لأنه لأول مرة بيتكلم بجدية لكنها بسرعة غيرت الموضوع وهزّت راسها بقوة:
مش معنى إني هدّيت معاك شوية إنك تتوقع إني خلاص قبلتك… الجوازة دي مغصوبة عليها وعاجلًا أو آجلًا هنلاقي طريقة نخرج منها
عامر بصّ لها للحظة وبعدها تنهد وهو بيحطّ إيده على ركبته:
يبقى نشوف مين اللي هيهرب الأول
رنا رفعت حاجبها بتحدي:
أنا
عامر ابتسم بخبث وقال:
نشوف
وفضلوا قاعدين جنب بعض
عامر بصّ لها وهو مبتسم بسخرية حاسس إن الموضوع مش هيقف عند كده وإنها أكيد بتحضّر له مصيبة تانية بس في نفس الوقت كان مستغرب إنها فجأة سكتت وقررت تهدأ
حاول يركّز مع اللي حواليه بس فضوله خلاه يبصّ عليها كل شوية وهي كأنها متجاهلاه خالص وكأن اللي كان بينهم من دقائق ما حصلش
قرب منها شوية وقال بصوت واطي:
إيه استسلمتي كده فجأة ولا دي الهدوء اللي قبل العاصفة
رنا بصت له بنص عين وهي بتقول ببرود:
عامر متحاولش تستفزني أنا دلوقتي إنسانة رايقة ومسالمة ولو عايز تخربها فإنت الخسران
عامر ضحك ضحكة خفيفة وقال:
ما شاء الله تصالحتي مع نفسك فجأة؟
رنا شالت حتة جاتوه صغيرة من طرف الطبق وقالت بابتسامة جانبية:
آه أصل الواحد لازم يكون هادي… ويفكّر قبل ما ياخد أي خطوة
عامر ضيّق عيونه وهو حاسس إن في مصيبة وقبل ما يتحرك، لقى الجاتوه طاير على قميصه الأبيض الجديد
سكت وهو بيصّ لها بعدم تصديق، وهي بتضحك بخبث وتقول:
إنت السبب قلتلك سيبني في حالي
عامر مسك منديله وهو بيبصّ للكارثة اللي حصلت في هدومه وبصّ لها بتهديد وهو بيقول:
خلاص إنتي اللي جبتيه لنفسك
في اللحظة دي دخل أبوها عليهم فجأة وهو بيقول بصوته القوي:
إيه اللي بيحصل هنا
رنا عاملة نفسها ملاك، ومسكت ضحكتها فورًا وهي بتقول بسرعة:
ولا حاجة يا بابا عامر كان بس بيتكلم معايا عن المستقبل والمودة والرحمة اللي المفروض تكون بينا
أبوها بصّ لعامر وكأنه مستنيه يأكد كلامها، وعامر حاسس إنه لو فتح بقه وقال الحقيقة هتقوم حرب عالمية في البيت فقال بابتسامة صفراء:
آه يا عمي بنتك بتتكلم صح… فعلاً بنتناقش في أمور حياتنا المستقبلية
أبوها بص لهم بشك وقال بتحذير:
أتمنى تكونوا فاهمين إن الجواز مش لعب عيال ولازم كل واحد فيكم يحترم التاني
رنا هزّت راسها بسرعه وعامر عمل نفسه موافق وأبوها مشي وهو لسه مش مقتنع أوي بس قرر يعدّيها
بمجرد ما مشي، عامر بصّ لرنا وقال بتهديد:
وربّي لو ما عرّفتك مقامك، ما يبقاش اسمي عامر!
رنا ابتسمت ابتسامة مستفزة وقالت بهدوء:
هدّي نفسك يا حبيبي… في الآخر، إحنا مخطويبين يعني لازم نتفاهم مش كده؟
عامر قرّب منها وهمس بصوت واطي:
ماشي بس خدي بالك اللي يلعب مع عامر، لازم يكون قدّ اللعب
رنا رفعت حواجبها وقالت بثقة:
جاهزة يا حبيبي
ولأول مرة عامر حاسس إنه قدام بنت مش سهلة…
بعد ما الحفلة خلصت والناس بدأت تمشي رنا أخيرًا قدرت اخدت نفس عميق وهي بتتمطع بتعب كانت لابسة الدبلة وكل حاجة تمت زي ما المفروض تحصل
عامر كان واقف بعيد عنها بيتكلم مع أبوه وبيودع المعازيم عينها راحت عليه من غير ما تحس لقيته هادي بس كأن مفيش حاجة مختلفة، كأن اليوم ده كان مجرد خطوة عادية في حياته
أمها قربت منها وقالت بحماس:
ها عجبك اليوم؟
رنا ابتسمت ابتسامة نص نص وقالت:
أهو… عدّى على خير
أمها ضربتها بكوعها بلطافة وقالت:
يبت عامر شاب محترم وعيلته ناس كويسه مفيش حاجة أحسن من كده
رنا ما ردتش عارفة إن أمها مقتنعة تمامًا بالكلام ده بس هي مش عارفة إذا كانت مقتنعة ولا لأ
بعد شوية وهي بتتسلل بعيد علشان تاخد تمشي من المكان لقت موبايلها بيرن بصت للشاشة… لقته عامر
رفعت حاجبها باستغراب وردّت وهي لسه في القاعة:
إنت بتكلمني ليه مش لسه شايفين بعض من دقيقة؟
عامر ضحك وقال بهدوء:
واضح إنك مش متعودة على حد يفضل حواليك حتى بعد ما المناسبة تخلص
رنا قعدت على الكرسي وقالت بتنهيدة:
تقريبًا آه
عامر سكت لحظة وبعدها قال بصوت أخف:
بس إحنا لسه في البداية… هتتعوّدي
رنا معرفتش تردبس الغريب إن صوت عامر رغم بساطته كان فيه حاجة مطمنها… أو يمكن بس لإنه كان أول مرة يحسسها إن الموضوع مش مجرد حاجة حصلت وانتهت لكن حاجة هتفضل مستمرة
فضلت ساكتة لحظة بتلف الدبلة في صباعها من غير ما تاخد بالها عامر ما قالش حاجة هو كمان بس ما قفلش كأنه مستني منها رد مستني منها حتى نفس يدل إنه لسه موجود في المكالمة
وأخيرًابصوت هادي بس فيه لمحة من التوتر قالت:
ماشي هنشوف
عامر ضحك وقال:
متقلقيش مش هضغط عليكي بس مش هختفي برضه
رنا رفعت حواجبها وقالت بنبرة شبه مستفزة:
مش عارفة إذا كان ده تهديد ولا وعد
اتنين في واحد رد عامر بنفس النبرة وهو بيضحك
المكالمة خلصت بعدها بلحظات، بس رنا فضلت بصَّة للموبايل شوية كانت عارفة إن حياتها هتتغير، وإنها داخلها على حاجة جديدة… بس ما كانتش عارفة إذا كان ده مخيف ولا مجرد حاجه محتاجه وقت علشان تتعود عليه
الأيام عدت عامر ما كانش بيعمل حاجة غير إنه بيظهر في حياتها بشكل مش مزعج يرن عليها الصبح علشان يتأكد إنها فاقت يبعتلها رسالة بالليل بس علشان يقولها تصبح على خير، يسألها عن شغلها من وقت للتاني ولو صادف إنه عدى من جنب مكان شغلها يبعتلها صورة للشارع ويقول:
انا جنبك مش محتاجة حاجة؟
في الأول كانت بترد ببرودتحس إنها مجبرة ترد علشان ده الطبيعي بس مع الوقت… بقت مستنية الرسائل دي من غير ما تاخد بالها ولما في يوم عامر اتأخر وما بعتش حاجة لقت نفسها بتبص للموبايل أكتر من مرة… و في الآخر هو اللي كلمها وقال:
بتبصي للموبايل ليه مستنية حاجة؟
رنا رفعت حواجبها وقالت بسرعة:
هو عرف منين “كتبت”
لا طبعًا هو إنت فاكر نفسك مين يعني عشان استني حاجه منك
ضحك عامر بهدوء وقال بكل ثقة:
انا اللي هتتعودي عليه رغمًا عنك
ياتري عامرناوي لرنا علي اي…
هياخد حقه ولا خلاص قرر يسامح
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية دبلة ومليون خناقة)