روايات

رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم شاهيناز محمد

رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم شاهيناز محمد

 

البارت التاسع والثلاثون والأخير

 

كل الأمور بحضرتك بخير،
أنا و قلبي و حُبي،
منذ أن كُنتِ بحياتي وهي أصبحت تنضج بالألوان،
أنا الذي قضيت حياتي اركض بين الأبيض والأسود،
حتى ظننتُ أنني أريد الوصول للرمادي،
لكن منذ أن أحببتك؛ علمت كيف تكون الحياة عندما تكون وردية،
حبيبتي؛ نصفي لم يكتمل إلا بِك،
لقد كُنتِ من شكّلك الله من ضلعي،
إذا كيف اصبحتي كُلّي!
أحببتِك مِن قبل،
وأحبك اليوم،
وسأحبك غداً وبعد غد،
لم ننتهي هُنا،
لازالت لحكايتنا بقية.

_ من رجال إيروتومانيا إلى نسائهم.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

دائماً نسعى إلى النهاية السعيدة، لأننا لا نريد بعد كل محاولاتنا أن نخسر، جميعنا نريد أن نصل لما أردناه، لذا تكون النهايات السعيدة دائمًا مُنصفة، تجد نفسك قد عوّضِت عن كل ما مررت به، فتشعر و كأن الدنيا قررت مكافئتك على ما مررت به، وأخيراً تم انتهاء المده التي ستقضيها بمفردك،
الآن هناك من سيكون دائمًا بجانبك، لمحاربة الدنيا سوياً.

_ يا حلو صبّح يا حلو طُل.

ابتسمت ” نور ” من نومها وهي تفتح عيناها، فوجدت ” علي ” منحني عليها وحالما نظرت له اكمل بنبرة غنائيه:

_ يا حلو صبّح، نهارنا فل.

انفلتت منها ضحكة عندما غمز لها، بادلها إياها وهو يتمتم قبل أن يُلقي قبلة سريعة على ثغرها :

_ صباح كل حاجة في الدنيا يا نوري، يلا فوقي كدة وقومي خدي شاور الفطار مستنيكي.

ثم تركها وهو يعود للمطبخ كي يكمل ما كان يفعله، بينما تنهدت هي بأبتسامة سعيدة وهي تنهض وفتحت الخزانة مخرجة بجامة بيضاء ثم دلفت للحمام لتستحم، بعدما انتهت ولجت إلى المطبخ فاكان يوليها ظهره، حاوطت خصره من الخلف بيديها قائلة بمشاغبة :

_ احضنك أنا بقا بما إنك سرقت دوري.

ضحك والتفت وهو يمسك بيدها سائلاً إياها :

_ ايه بقا دورك ؟

_ انك تصحى تلاقيني واقفة في المطبخ بجهز فطار فاتحضني بقا وكدة.

_ طب ما احضنك دلوقتي.

عانقها ثم قام برفعها مجلساً إياها على طاولة المطبخ قائلاً وهو يضع الاطباق على الطاولة :

_ وبعدين يعني هو خيراً تعمل شراً تلقى!، متفكريش أن المطبخ دة بتاعك شكلك نسيتي أنك متجوزة شيف.

قد يعجبك أيضاً
صياد الظلام «ما قبل العاصفة» بقلم ItsEnAm
صياد الظلام «ما قبل العاصفة»
14.4K
697
في أعقاب عودته، كان يبدو وكأنه يجر خلفه سحابة من الدهشة والذهول، بينما تتسلل نظرات الحقد من كل زاوية، كيف له وقد غادر كملاك تقيًا ولطيفًا أن يعود على هذا النحو؟ وكيف له…
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ بقلم zahra-egy
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ
348K
17.5K
تسلّلَت أنفاسُكِ من لفائفِ الكَتْم، كعطرٍ مسمومٍ من معبدٍ منسي، يا من نُقشَ اسمُكِ على تابوتِ الغواية، أنتِ قبلةُ رع، لكنّ خلفَ عينيكِ تَكمُنُ أنيابُ أنوبيس. أراكِ… لا…
𝐎𝐍𝐋𝐘 𝐘𝐎𝐔 𝐊𝐍𝐎𝐖 بقلم sounalle
𝐎𝐍𝐋𝐘 𝐘𝐎𝐔 𝐊𝐍𝐎𝐖
3M
110K
•| مُــحــتــوىٰ جٓــريــئ +18 |• &quot;ظننت أن الزواج سجن، لكنه كان مختبرًا… وأنا كنت التجربة.&quot; زوجوني غصب لرجل يكبرني بسبعة عشر عامًا، قيل لي إنه مضطرب، طفل في…
بما لا تشتهي السفن بقلم SalmaAyman127
بما لا تشتهي السفن
27.7K
1.5K
يأتي القدر بما لا تشتهي السفن حين تظن أن الخير قد ذهب وان الحياة لا فائده منها يأتي الخير الحقيقي ،وتعلم أن القدر يخبئ لك ما هو افضل دائمًا لا حياة بدون قرارات خاطئه نتع…
الآنسة حنفي _نوفيلا _إشتباك من نوع خاص بقلم Amirisa_28
الآنسة حنفي _نوفيلا _إشتباك من نوع خاص
32.6K
2K
حينما يجتمع النقيض فماذا يحدث ؟! بهذه الحكاية سنشاهد ثنائي غريب أحدهما يسعي وراء الزواج و الآخر يسعي للطلاق .. فماذا يحدث حينما يرتبط المأذون بمحامية ؟! بالتأكيد ستش…
ديجور الهوى/ كاملة بقلم FatmaSultan947
ديجور الهوى/ كاملة
1.2M
97.2K
لو كنت جلادًا على قلوب البشر وأفعالهم تأكد أن الأمر لن يُحتمل ولو كنت قديسًا بلا أخطاء تأكد أن المكان لن يُناسبك.. هنا نحتاج شخص قلبه لين حتى يغفر وكبير جدًا حتى يتحمل ه…
خيوط متشابكة “أولاد المُختلين” بقلم Ganaeesa_5657
خيوط متشابكة “أولاد المُختلين”
150K
9.4K
الحياة تسير وكل ثانية تكتشف شيء جديد في خيوط قصتك ، لتُصدم بخيطٍ آخر يقتحم قصتك وحينما نظرت إلى المُقتحم وجدته شخص عكسك لا يشبهك، وحينما حاولت الهروب وجدت خيوط قصتك تشاب…
اشتمت لرائحة الطعام اللذيذة وهي تومئ برأسها بتقدير قائلة :

_ شيف فعلاً، عموماً أنا هتعود على الدلع دة

_ يا حياتي إنتِ الدلع اتخلق عشانك أصلا وانا موجود بس عشان احقق النظرية دي.

ابتسمت بخجل وهي تقفز من على الطاولة وتجلس على الكرسي، جلس بجانبها وبدأوا يأكلون بهدوء دون حديث، فنظرت له بأبتسامة قائلة :

_ عارف مرة قرأت جملة بتقول ‘ اختار من تستطع أن تصمت معه ‘، و الصراحة أنا عمري ما استمتعت بالسكوت كدة غير معاك.

أخذ يدها وقبلها على ظهرها بهدوء فأبتسمت بحب، عندما انتهت من طعامها نهضت ثم عادت مجدداً وهي تمد له بضعة اوراق، عقد حاجبيه وهو ينظر لها، فتحدثت بتوضيح قائلة :

_ ورق الوديعة بتاعتي في البنك، فكها عشان تبدأ تفتح الفرع التاني للمطعم.

عقد حاجبيه بغضب وهو ينهض دون أن يمد يده ليأخذ ما تقدمه، قام برفع الاطباق التي على الطاولة وهو يضعها بالحوض، فوقفت خلفه قائلة بتعجب :

_ ايه دة بقا ؟

وضع الطبق من يده بحده، ثم التفت لها قائلاً :

_ وانت شيفاني إيه بقا عشان اخد فلوس مراتي يوم صباحيتنا عشان أكبر شغلي!

_ فلوس مراتك!

تمتمت بحدة، ثم عقدت ذراعيها قائلة بصوت شبه مرتفع :

_ وهي هتبقى فلوسي وفلوسك!، ما احنا بقينا واحد دلوقتي يا ” علي “، مش دة كلامك ؟

_ بقينا واحد في كل حاجة إلا فلوسك، شقاكي وتعبك لنفسك مش ليا.

اجابها بنبرة قاطعة، ولكنها عاندت وهي ترفع ذقنها بوجهه :

_ يبقى فلوسك إنت كمان لنفسك مش ليا!

تنهد ” علي ” وهو يحك طرف أنفه ويحاول الهدوء، لم يكن يريد أن يتعارك معها باليوم الأول لهم بمنزلهم، اقترب منها ثم امسك بها من يديها وهو يجلسها على الكرسي القريب، ثم قرفص أمامها وهو يمسك يديها بين يديه قائلاً بهدوء وقور :

_ إنتِ صوتك عالي يعني عشان عاوزه تقوّي رأيك اللى إنتِ شيفاه صح ؟، أنا وأنتِ مش بنتعامل بالصوت يا ” نور ” لأن لو اتعاملنا بيه احنا عارفين أن صوتي هيكون أعلى من صوتك.

فتحت فمها لتجيبه ولكنه ضغط على يديها وهو يكمل بينما يشدد على حديثه :

_ ولكن!، إحنا بنتعامل بالدين؛ هل ديننا امرني أنا كراجل أخد فلوس من مراتي ؟ لأ، أنا اللى مسؤول عنك وعن البيت دة من النهاردة لحد ما أموت، فلوسك شغلك انجازاتك كلها ليكي إنتِ، لما ولادنا ييجوا لو عاوزه بفلوسك تصرفيها عليهم أو تشيليها ليهم هنا انتِ حرة، لكن أنا اللى ملزم اصرف عليهم وعلى البيت دة.

عندما تحدث معها بهذه النبرة لم تستطع أن تجادل، وقد اعترفت داخليًا بخطئها في ارتفاع صوتها، فأجابته بهدوء :

_ يا ” علي ” أنا مش بقولك تاخد فلوسي تصرفها أو اصرف معاك على البيت، إنت كنت محوش فلوس الفرع التانية جنية فوق جنية، واتنازلت عن دة عشان نتجوز بسرعة، الوديعة دي فيها فلوسي أنا، بابا كان بيديني مصروف حتى وانا بشتغل فامكنتش بعمل حاجة بفلوس شغلي غير اني بحوشها، وفيها إيه لما تاخدهم وتردهملي بعدين ؟، وانا والله هاخدهم منك و هحطهم في وديعة تانية.

_ يا حبيبتي انا بكامل قواي العقلية اخترت اني ابني معاكي بيت افضل من إني افتح فرع تاني، كدة كدة الفرع التاني هيتفتح يعني هيروح مني فين!

اجابها وهو يبتسم ويحاول تهدئة الأمور حتى تقتنع بوجهة نظره، ولكن نظرتها تغيرت ورفعت يديها وهي تحاوط رقبته، ثم انحنت عليه وهي تقرب وجهها من وجهه قائلة بنبرة هامسة مقصودة :

_ عشان خاطري يا علولتي، هزعل منك والله.

اقترب بوجهه كي يحصل على قبله ولكنها ابتعدت بسرعة ورفعت حاجبها، فتنهد وهو يومئ برأسه قائلاً :

_ حاضر يا نوري، بس هرجعهملك تاني.

صرخت ثم رمت بجسدها عليه فسقط أرضاً وهي فوقه، امسك بها ضاحكاً من ردة فعلها، ثم اعتدلوا ومدت له الأوراق اخذها منها وهو يفتحها، فنظر لها قائلاً بمشاكسة :

_ بس كدة ؟، ما هما دول مش هيفتحوا فرع تاني.

جعدت وجهها ثم أردفت وهي تعلم إنه يضايقها :

_ مانا عارفة إنك معاك فلوس تاني يعني هو أنت أكيد مصرفتش كل اللى كنت شايله في الجوازه.

_ لا ميلزمنيش، أنا بقول اخدك افكك قطع غيار وابيعك عشان افتح كام فرع كدة.

تمتم وهو ينهض بينما ينظر لها بنظرة شريرة مصطنعة، ضحكت هي بحذر عندما أمسك بسكين بيده، فصرخت وهي تركض للخارج وهي تستمع له يركض خلفها، وقفت خلف الأريكة وهي تردف بينما تحاول احتواء ضحكتها المرتفعطة :

_ ” علي ” السلاح يطول.

حرك السكين بيده بمهارة وهو يردف :

_ يطول!، دة أنا الشيف ” علي ” يا بت.

ضحكت وهي تحاول مراوغته كي لا يمسك بها، ولكنه القى السكين ثم قفز وأمسك بها على حين غرة، بينما يردف وهو يقوم بدغدغتها:

_ هتتعاقبي بقا.

شعرت بأن أنفاسها تغادرها من كثرة ضحكها وهي تحاول الإفلات من قبضته بينما تصرخ :

_ بلاش تزغزغني والله يا ” علي ” هموت مضحوكة.

انفلتت منه ضحكة وتوقف لثانية ينظر لها سائلاً :

_ يعني إيه هتموتي مضحوكة دي.

_ هموت من الضحك يعني.

ارتفعت ضحكته ثم كاد يكمل ما يفعله ولكن رنين جرس المنزل قاطعهم وصوت الزغاريد بالخارج، فتنهدت بأرتياح وهي تضع طرحة على رأسها بينما تركض للباب قائلة :

_ الحمدلله جم أنقذوني منك.

ذهب خلفها عندما فتحت الباب، وحالما رأوهم صرخ ” عاصم ” وهو يضع يديه على اعينه:

_ أستغفر الله العظيم، شكلنا قاطعنا فعل فاضح، ماذا حدث للشيخ ” علي ” لا حول ولا قوة الا بالله.
2

نظرت ” نور ” لزوجها فكان يتنفس اثر ركضه خلفها وضحكهم المرتفع وقد خمنت أن ربما هيئتها هي اصعب، فتحدثت بسرعة وهي تسمح لهم بالدخول :

_ كنا بنلعب سوا.

_ بس يا حبيبتي إنتِ بتعميها مش بتكحليها، وأنت مالك ياض يا ابن ال

تمتم ” علي ” وهو يمسك به ويضع رأسه أسفل ذراعه، فصرخ ” عاصم ” قائلاً وهو يحاول فك حصار رأسه :

_ بيشتمني كمان، ياخونا الدنيا جرا فيها إيه.

_ مشتمكش هو قال يا ابن الل، ممكن يقول يا ابن الحلو عادي.

تحدث ” زيدان ” وهو يجلس مستمتعا لأن ” عاصم ” يتعرض للتعذيب على يد شخص غيره، عادت ” نادية ” و ” سمية ” من داخل المطبخ بعد أن وضعوا ما جلبوه، بينما عانقوها بحب وهم يسألون عن أحوالها، ثم أردفت ” نادية ” بهدوء :

_ ابوكي و عمك عندهم شغل معرفوش ياجوا، و ” مهرة ” الحمل تاعبها فاعند الدكتور هي و ” دياب “.

_ ” مهرة ” بتقولك هتعوضهالك.

تحدثت ” يارا ” لها، فأردفت ” نور ” قائلة بأمتنان :

_ مفيش حاجة والله، كفاية انكوا جيتوا المهم تخلي بالها على نفسها وعلى البيبي.

_ يارب تولد بسرعة، قرفانا كل ما تشم ريحة الأكل تقعد في الحمام ساعة تجيب اللى في بطنها، ببقى خايف ترجع الواد والله.

تمتم ” عاصم ” بحنق وقد أصبح جالساً الآن بجانب ” علي ” و ” زيدان ” الذي صفعه على ذراعه قائلاً بحنق :

_ انت حلوف ياض، مش شايفها خست ازاي وشكلها على طول مرهق؟، وانت همك على كرشك.

_ ربنا معاها والله إن شاءالله تولد بخير، يلا نمشي عشان منتأخرش.

تمتمت ” سمية ” وهي تنهض بينما تبعها الجميع، انحنى ” زيدان ” على ” علي ” قائلاً بهدوء :

_ ينفع اخد ” جنة ” النهاردة برا شوية ؟

_ ما تاخدها ماهي مراتك

كان ” عاصم ” من أجاب، فرفع ” علي ” حاجبه بوجهه قائلاً :

_ دا راجل عنده ذوق عارف إنها لسه يعتبر في بيتي فابيستأذن، أتعلم شوية أخلاق، وعموماً مش مضطر بعد كدة تاخد أذني يا ” زيدان ” طالما ماما عارفة خلاص.

وجه آخر حديثه ل” زيدان ” الذي اومئ برأسه وهو يشكره ثم ودعوهم جميعاً وهم يرحلون، أغلق ” علي ” الباب خلفه، ثم نظر ل ” نور ” نظرة شريرة وهو يردف بصوت حاول جعله مخيفاً :

_ كنا بنلعب سوا بقا ها ؟، يلا نكمل لعب.

صرخ بأخر حديثه فأطلقت هي صرخة مرتفعه وهي تركض من أمامه، استمر بالضحك بطريقة شريرة وهو يتبعها، وفكر إنه يريد أن تستمر حياتهم بهذه الطريقة، وربما كل يوم سيقع أكثر بحب زوجته.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

ما الفائدة من وجود شخص يحبك إلا عندما تقع بأمر ما أقوى منك، فتجده بجانبه ليساندك ويقف معك حتى تتعافى، بلحظاته الأهم يجب أن تكون هناك، حتى وإن كان الأمر سيؤذيك أو سيجعلك تستمع إلى كلمات لا ينبغي أن تستمع لها، ولكن بالنهاية سيمر كل ذلك، ونستطيع أخيراً أن نحيا رفقة بعضنا البعض دون حواجز بيننا.

تنهدت ” بلقيس ” وهي تقف بالمطبخ وتحضر الغداء لقد اشتاقت للمنزل ولإعداد الطعام لزوجها، استمعت لصوت الباب وهو يفتح بينما صوت ” مازن ” المرتفع قائلاً :

_ انا جيت يا ” بلقلس ”

لقد كان بالعمل، ولم يكن هناك داع ليبقى بالمنزل بعد الآن، التفتت تنظر له بابتسامة حتى توقف قليلاً وهو يردف بحذر :

_ في إيه ؟

لا تعلم كيف من نظرة يستطيع معرفة ما بها، فعبست وهي تعلم إنه لا يوجد سبب للابتسامة المصطنعة الآن، و اردفت وهي تذهب للجلوس على الكرسي القريب من الطاولة :

_ كل ما افتكر انك اخترت تعدي الفترة دي من غيري ازعل منك، أنا كنت أولى من ” علي “، أنا اللى كان مفروض اكون هنا.

امتلئت عيناها بالدموع وهي ترفع رأسها تنظر له بينما تكمل بصوت متحشرج :

_ انا اللى كان مفروض اكون معاك، أشوف وجعك واحس بيك، احضنك واطمنك أن بكرة اكيد هيكون احسن، أنا كان لازم اكون معاك يا ” مازن ” في اسوء لحظاتك، عشان دوري عشان أنا مراتك، فكرة إنك حرمتني من دة مزعلاني أوي.

تساقطت دموعها الواحدة تلو الأخرى، كانت تعلم إنها كان يجب أن تخبره بهذا الحديث البارحة ولكنها لم ترغب بتعكير صفو مزاجهم وكانت سعيدة بعودتها إليه أخيراً، سمعته يتنهد ثم جلس على الكرسي بجانبها وأمسك يدها بين يديه قائلاً بهدوء :

_ انا آسف، مكنتش مدرك لكل دة قد ما كنت مش عاوزك تشوفيني كدة، وكنت خايف أأذيكي، أنا كنت عارف أن حاجة زي دي ممكن تزعلك، تحبي تشوفي أنا كنت عامل ازاي الوقت دة ؟

عقدت حاجبيها بتعجب ولكنها اومئت برأسها بتردد، فأمسك بيدها ثم اجلسها على الأريكة بغرفة المعيشة، وصل هاتفه بالتلفاز امامهم، ثم أخذ وقت وشغل فيديو ما، اقتربت بجسدها حتى كانت على طرف الأريكة ثم كان هناك

لقد ظهر على شاشة التلفاز وهو جالس على مكتبه، نظرت بتمعن وهي ترى كيف بدى، عندما نظرت بجانبها لم تجده فحولت انظارها مره أخرى للتلفاز وهي تسمعه يردف بأرتجاف :

_ وحشتيني يا ” بلقلس”، أنا عارف اني مش هبعت الفيد..

توقف عن الحديث عندما ارتجف جسده، مما جعلها تشهق وهي تمد يدها وكأنها تستطيع الإمساك به، رأت كيف تعرق وجهه، كيف كانت يداه ترتجف عندما رفعها وهو يمسح عرقه، زفر وهو يحاول السيطرة على رجفة جسده، ثم ارتعشت شفتاه بأبتسامة قائلاً :

_ الموضوع صعب، فيه نار قايده في جسمي، ورغم دة بترعش كأني قاعد في القطب الشمالي، مش عارف انا بصور الفيديو دة ليه، بس الدكتور النفسي قالى زمان أن دة ممكن يساعد، اعتقد أن محدش هيشوف الفيديو دة ولا حتى إنتِ، بس انا عاوز اقول إني بحبك اوي.

ابتسمت بدموع وهي تراقبه يرفع ورقة كان يضعها على مكتبه، الورقه التي تركتها له قبل رحيلها، رأته يستنشقها وهو يبتسم بحنين مكملاً حديثه :

_ لو حد شاف إزاي أنا دايمًا قاعد مع الورقة دي هيقول عليا مجنون، بس الحقيقة أن من غيرها، من غير كلامك وحبك ليا اللى باين بين حروف الكلام مكنتش هعرف اكمل، مكنتش هعرف احس بالأمل.

تساقطت دموعها وهي تراه يبكي، ثم اغمض عيناه قائلاً بألم أصبح ظاهراً حتى من خلف الهاتف :

_ انا تعبان اوي يا ” بلقيس “، تعبان اوي ومفيش حد محتاجه جنبي دلوقتي قدك، بس مش هينفع، بصي

ثم رأته يرفع الهاتف وهو يقوم بتدويره ليصور لها ما حدث بالمنزل، كان كل شئ محطماً كما اخبرها، العديد من الأشياء ملقاة أرضاً، أعاد الهاتف لوجهه وهو يتحدث :

_ مببقاش حاسس وانا بعمل كدة، كل اللى بيبقى هاممني ادور على اي ازازة يكون فيها اي حاجة تهدي تعبي، أنا بحبك اكتر من نفسي يا ” بلقيس “، أموت عشانك، أموت قبل ما ايدي تترفع عليكي حتى لو مش في وعيي.
الباب بيتفتح، ” علي ” جه.

ثم انتهى التسجيل، جلست قليلاً غير قادرة على الذهاب له، ولكنها بعد أن هدأت مشاعرها نهضت وهي تسير تجاه غرفتهم، وجدته هناك جالساً وهو يحني رأسه، فتحدثت وهي تقترب منه :

_ بحبك يا ” مازن “.

رفع أنظاره وهو يطالعها بهدوء، ثم حالما وقفت أمامه حاوط يديه خصرها وهو يعانقها، وهمس على جسدها قائلاً بصوت خافت :

_ سامحتيني ؟

تغلغلت اصابعها بخصلاته وهي تهمهم إجابة له، ولكنها بعد ذلك سحبته من شعره للخلف حتى نظر لها بتأوه، وقالت بصوت جاد :

_ بس دي اخر مرة يا ” مازن “، اخر مرة هتبعدني عنك لما يكون فيك حاجة.

_ وعد.

وعدها فأبتسمت بسعادة بادلها إياها، ثم قبّل معدتها وهو يردف بهمس وكأن ابنته ستستمع له :

_ حبيبة بابا، فكرتي في إسم ؟

_ سوزانا.

رفع أنظاره بدهشة، فأبتسمت وهي تردف :

_ قولت إن مامتك كانت تستحق حياة أفضل، معرفتش تقدم لـ سوزان اللى كنت عاوزه، هتقدمه لـ سوزانا.

رأت كيف لمعت عيناه ونهض وهو يعانقها قائلاً بخفوت :

_ عملت إيه عشان استحقك يا ” بلقيس ” ؟، والله ما استاهلك.

_ تستاهلني ونص يا حبيبي، أنا اتخلقت عشانك وليك يا ” مازن “، كان لازم اكون معاك.

اومئ برأسه مبتسماً، ثم أبتعدت عنه وهي تسحبه من يده خلفها قائلة :

_ تعالى بقا عملتلك شوية أكل تحفة.

_ ريحته باينه يا حبيبتي، ربنا يخليكي ليا إنتِ وأكلك وبناتنا.

_ بناتنا ؟

اومئ برأسه وهو يجلس على الطاولة بأنتظارها لتضع الاطباق قائلاً :

_ ايوه، يارب أخلف بنات بس، كلهم شبهك وابقى ابو البنات

ثم نهض وهو يعانقها بينما يقول بحب :

_ هقولهم ازاي مامتهم كانت superwoman، صحيح مأنقذتش العالم، بس وجودها أنقذني.

ضحكت وهي تهز رأسها بينما تتشبث به ثم أبتعدت لتضع الطعام لهم، وراقبها هو وهي تتجول بالمطبخ وتتحدث معه بحماس وهي تشرح له ماذا أعدت وكيف أعدته، يستطيع أن يموت هكذا، وهو يراها سعيدة وبجانبه، حينها لن يشكوا أبدا.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

_ ” يارا ” قولتلك اطلعي عاوز اروح.

نادى ” عاصم ” البالغ من العمر ستة عشر على إبنة عمه المختئبه، واستمع لضحكتها التي تحاول جاهدة كتمها فعلم أين تختبئ، سار بهدوء على أطراف أصابعه وهو يبتسم بشرر قائلا :

_ لو لقيتيك من غير ما تطلعي محدش هيزعل غيرك.

قفز فجأة أمامها فصرخت وهي تحاول الركض، ولكنه كان اسرع منها وأمسك بها بسرعة، ارتفعت ضحكتها وهي تحاول التملص من بين يديه قائلة بصوتها الطفولي :

_ خلاص يا عصومتي خلاص مش هتسخبى تاني.

تركها وهو يمسك بيدها كي يعودون إلى المنزل قائلا بحنق :

_ مش قولتلك بلاش عصومتي دي، لو حد سمعك وقرر يقولهالى دلوقتي بقا

_ انت عصومتي انا وبس.

أجابته بهدوء فنظر لها بتأمل، ثم تنحنح عندما أدرك أنها طفلة بالعاشرة، بالتأكيد لا تقصد ما تقوله له، عندما أخيراً وصلوا خلف المنزل ركضت وهي تجلس على المقعد القديم هناك، ثم ربتت بيدها بجانبها كي يجلس، وعلى الرغم من أنه كان يجب عليه الخروج رفقة اصدقائه إلا أنه ذهب وجلس بجانبها،
وكما كان يفعل دائماً كان يفضلها هي على الآخرين، تنهدت ونظرت للسماء بأبتسامة طفولية، ثم نهضت وجلبت وردة صغيره من الأرض قطفتها وعادت للجلوس بجانبه، ثم لفت جذعها الصغير على إصبعها قائلة وهي تنظر له :

_ بص، لما أكبر عاوزه جوزي يجبلي واحد زيه، و يقولي تتجوزيني يا يايا ؟

_ أنا بس اللى بقولك يا يايا.

اجابها بغضب، فنظرت له ورفعت كتفيها بأبتسامة ثم نهضت وهي تتركه وتذهب للداخل، تاركة إياه ينظر لمكان رحيلها، وتحدث لنفسه وهو ينهض ليذهب :

_ مينفعش يا ” عاصم “، مينفعش.

………

لقد أصبحت له
سنوات مرّت، كان يرى هذه المرأة منذ ولادته تقريباً، ولكنه لاحظ إنه لازال ينظر لها بنفس الطريقة، لازال يشعر وكأنه الرجل الأكثر حظًا لأنه حظى بها، كانت كل ما يريد، وكان سعيداً لأنها تحبه، لأنها قضت حياتها لا ترى سواه، كانت له منذ أن أتت على هذه الدنيا، ولن يسمح لها أبدا بأن تذهب.

نظر ” عاصم ” لها وهي تجلس بجانبه لقد اقتربوا أخيرا من المنزل، وقد تأكد من أن كل ما حضرها لها أصبح جاهزاً، ابتسم بحماس عندما اوقف السيارة، ترجل منها بسرعة وهي يلتفت ليفتح بابها، نظرت له ” يارا ” بشك قائلة :

_ عامل مصيبة إيه المره دي يا ذكر الكلب إنت

_ يا حبيبتي الكلب أصلا ذكر، مش مصيبة عاملك حاجه حلوه.

اجابها بأبتسامة غير متأثراً بأهانتها، ودع والدتهما الذين كانوا سيتجهون للنوم، وقد أسعده أنها سترى المفاجأة وهم بمفردهم، أخذها خلف المنزل بمكانهم المعتاد، ثم شهقت عندما رأت كيف اصبح المكان
لقد حرص على تزيينه بأفضل طريقة وكان هناك وسائد على الأرض مع الجهاز المحمول الخاص به كي يشاهدون فيلماً، عندما كانت تنظر حولها كان هو يقف ويراقبها، وحالما التفتت تنظر له سقط على ركبة واحدة
ابتسمت وهي تنظر له بينما تردف :

_ بتقلد ” زيدان “!، هو دة صورم الرجاله اللى قالوا عليه ؟

لم يستطع منع نفسه من الضحك بصوت مرتفع، وتعجب من كيفية تحويلها لأي لحظة بينهم إلى لحظة مضحكه، ولكنه لن يسمح لها أن تفعل ذلك الآن، لذا فتح العلبة الصغيرة التي كانت بيده قائلاً :

_ بس انا معايا خاتم سوليتير.

نظرت بدهشة للخاتم بيده، كانت تتوسطه ماسة صغيره وحولها ماسات اصغر منها مما جعله يبدو وكأنه زهرة صغيرة، امتلئت عيناها بالدموع وهي تنظر له بعدم تصديق عندما تذكرت مشهدهم هنا منذ عشر سنوات مرت،
ابتسم هو عندما علم ما تفكر به، ثم بدأ حديثه قائلاً بهدوء :

_ أنا معملتش حاجة لحد دلوقتي توضحلك قد إيه أنا بحبك، يمكن عشان بحس إن دة أكيد باين، باين قد اي أنا بحبك من صغري، أنا عرفت الصحوبية بيكي، عرفت الحب بيكي، يمكن مخدتيش بالك من دة بس إنتِ كنتي دايمًا مكاني الهادي، البنت الوحيدة اللى احب اقعد معاها كل يوم من غير ما ازهق، اسمع كل كلامها عن الحاجات التافهة ومزهقش، أنا اللى خلقي ضيق ومستحملش اسمع رغي حد نص ساعه كنت بلاقي نفسي قاعد بالساعات اسمعك.

ابتسمت بحب وهي تراقبه، لقد انعكس الضوء على عيناه مما جعلها تلمع بشدة مضيفه جمالاً خاص الى ملامح وجهه، رأته يتنهد وهو يكمل :

_ انا اتعلمت الحب عشانك يا ” يارا “، إنتِ من يوم ما اتولدتي وإنتِ ليا، جيتي هنا عشاني،
عشان كدة دلوقتي بقولك
تتجوزيني يا يايا ؟

ضحكت ببكاء غير قادرة على الحديث وهي تومئ برأسها بحدة، فنهض وهو يمسك بيدها ويلبسها الخاتم باليد الأخرى بعيداً عن دبلتها، نظرت له قائلة بحب :

_ بحبك يا عصومتي.

كان على وجهة ابتسامة ضخمة، رفعت يدها تنظر للخاتم فأردف بمزاح :

_ كدة جوازنا هيتأخر سنة كمان خلصت فلوسي عليه.

ضحكت وهي تنظر له ثم حالما كاد يقترب منها استمع لصوت ” دياب ” قائلاً :

_ ” زيدان ” حالف هيراجع الكاميرا لما يرجع ولو لقاك مقرب منها هيكسر عضمك.

تنهد بحنق وابتعد عنها، التفت فرأى ” مهرة ” و ” دياب ” واقفون خلفهم، ركضت ” يارا ” إلى شقيقتها وهي تريها خاتمها، بينما كان ينظر لها هو بأبتسامة، عندما كادت ” مهرة ” تتحدث وضعت يدها على فمها وهي تركض للداخل،
فركض زوجها خلفها بينما استمعوا لحديث ” عاصم ” :

_ هي ريحة الخاتم كمان قلبتلها بطنها.

دخلت ” مهرة ” الحمام الأقرب الذي وجدته أمامها وهي تتقيأ ما اكلته منذ ساعة، و وقف ” دياب ” كعادته خلفها وهو يسير بيده بهدوء على ظهرها، عندما انتهت غسلت وجهها واسنانها، ثم نظرت له بأرهاق، ابتسم بحزن وهو ينحني ثم حملها صاعداً لغرفتهم وهو يردف :

_ هو دة هيفضل لحد امتى كدة ؟

_ مانت سمعت الدكتور قال هي الشهور الأولى بس.

تنهد وهو يضعها على السرير، لقد كان حزيناً من رؤيتها هكذا، خلعت حجابها ثم مدت يدها إليه وهي تتسطح بينما تسطح بجانبها، وضعت رأسها على صدره قائلة بهدوء :

_ متزعلش يا حبيبي، دة طبيعي وصدقني أنا معنديش اعتراض، المهم البيبي ييجي بخير، اول ما نشوفو هننسى كل دة.

_ ربنا يقومك ليا بالسلامة يا حب عمري.

ثم شدد على عناقها وهو يقبلها من رأسها قائلاً بهمس :

_ يا حلم العمر.

ابتسمت بسعادة وهي تغمض عيناها، وغفت بسرعة كما كانت تفعل منذ أن أصبحت مريضة بهذا الشكل، كانت مرهقة دائماً وتريد فقط النوم، تنهد وهو يطبع قبلة على رأسها مجدداً
وتمنى أن تمر هذه الفترة على خير، وأن تجلب له طفله بسلامة ولكن الأهم من ذلك أن تكون هي سالمة.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

« أحلامك ما هي إلا أوامر بالنسبةِ لي »

_ مش هتقولي برضو رايحين فين ؟

سألت ” جنة ” ” زيدان ” الجالس بجانبها يقود سيارته، لقد فوجئت عندما اتصل بها واخبرها أن تنزل لأنه أسفل منزلها و يريدها أن تذهب معه بمكان ما، ولكنه رفض أخبارها إلى أين سيذهبون، حتى الآن لم بجيبها فزفرت بحنق وهي تربع يديها قائلة :

_ هتخطفني يعني ولا إيه ؟

_ هو حد بيخطف مراته ؟.

رد على سؤالها بسؤال فأبتسمت وهي تعيد انظارها إليه بنظرة متلألئة لعلها تؤثر عليه بينما تهمس بدلع :

_ طب ما تقولي بقا يا ‘ زيدو ‘ هنروح فين ؟.

_ زيدو!

ردد خلفها بتعجب وهو يضحك بصوت مرتفع، ثم تمتم وهو يهز رأسه :

_ والله خابت خالص، بقيت ‘ زيدو ‘ يعني.

اومئت برأسها وهي تبتسم، عندما كادت تسأله مجدداً توقفت السيارة، ثم خرج منها وذهب وهو يفتح بابها، نظرت حولها بتعجب لقد كانوا بمكان خالٍ من الناس، امسك بيدها ثم التف حول سيارته وهو يفتحها من الخلف، فشهقت عندما رأت معدات التلوين المتعددة وهي تسأله بصوت مرتفع اثر حماسها :

_ ايه كل دة يا ” زيدان ” ؟

_ – حلمي أرسم على حيطه كبيره، بس طبعا مش هينفع عشان مش قانوني لو اتقفشت الله يرحمني، بس بحب رسم الجداريات عموماً -،
ادي كل الألوان والحاجات اللى ممكن تستخدميها، قدامك تلت ساعات محدش هييجي هنا، الشارع مفيهوش رادار أو كاميرات محدش هيعرف، ولو فيه عربيات عدت ‘ عثمان ‘ هيقولنا

عندما اجابها نظرت له بدهشة، ثم تحدثت بعدم تصديق :

_ انت فاكر كلامي ؟، ازاي أنا قولت كدة من بدري اوي!

امسك يديها بين يديه، ثم ألقى قبلة خفيفه على ظهر كلا منهم وهو يجيبها بحب :

_ إنتِ أحلامك بالنسبالي كلها مجابة، من هنا ورايح إنتِ تتمني وانا أنفذ.

عندما امتلئت عيناها بالدموع تحدث مازحاً :

_ لا تعيطي ليه، أنا كنت مستني لما نتجوز عشان تبوسيني.

ثم احنى رأسه وهو يقدم لها وجنته كي تلقي عليها قبلة، ولكنها أمسكت بوجهه بكلتا يديها وهي تلقي قبله على ثغره، عندما ابتعدت كانت عيناه مفتوحة على مصراعيها، فضحكت بهدوء وهي تأخذ المعدات قائلة :

_ جوزي.

وقفت أمام الجدار الكبير و وضعت المعدات أرضا، فركض خلفها بعدما فاق من شروده قائلاً :

_ طب واحدة كمان.

انفلتت منها ضحكة وهي تنظر له، ثم سمحت له بتقبليها مرة أخرى، وعندما ابتعد تمتم :

_ انا كدة هتعب بقا لو فضلت ادور على شوارع فاضية تعرفي ترسمي فيها عشان اعرف اخد بوسة.

دفعته بمرفقها قائلة بعبث :

_ ومين قال إنك لازم تعمل حاجة عشان ابوسك!، اطلب بس.

كان حاجبيه تكاد تلمس خط شعره وهو ينظر لها بعدم تصديق، ثم تحدث بضحكة قائلاً :

_ اه انتوا عيلة كلكوا كدة بقا.

عقدت حاجبيها بأستغراب وهي تسأله :

_ كدة ازاي يعني ؟

_ محترمين قبل الجواز وبعد الجواز حاجة تاني.

ضحكت عندما فهمت أنه يتحدث عنها هي و ” علي ” رفعت كتفيها وهي تمسك زجاجة باللون الابيض بينما تقوم برّجها كي تبدأ الرسم قائلة :

_ مش حلال ؟ اي المشكلة.

_ أنت تعمل اللى إنت عاوزه يا حبيبي.

ابتسمت بخجل ثم مدت له زجاجة باللون الاسود قائلة :

_ يلا عشان تساعدني، عاوزه الجنب دة كله اسود.

_ أوامر.

اجابها بسرعة وهو يفعل ما أمرته به، فأبتسمت بحب وهي تنظر له قليلاً ثم انشغلت بالرسم، بعدما فعل ما أمرته به ابتعد وهو يجلس على سيارته ويراقبها
بعد ساعتين كانت قد انتهت، فعادت للخلف وقفز هو بجانبها ينظرون إلى عملها، لقد قامت برسم رجل يجلس على ركبة واحده وفتاة واقفة وتضع يدها على فمها، و اندهش لأنها حتى رسمت عائلتهم بالخليفة، كانت اجسام فقط لم تضع لهم ملامح، ابتسمت بسعادة قائلة :

_ يارب الحكومة متمسحهاش، عشان نجيب أولادنا هنا.

ابتسم وهو يقف خلفها معانقاً إياها قائلاً :

_ حتى لو مسحوها في اي مكان في مصر هعرف اخليكي ترسمي فيه هخليكي ترسمي، جهزي نفسك عشان أنا هخليكي ترسمي في اوضتنا.
1

اومئت برأسها بحماس من الفكرة وهي تلتفت له بينما لازالت يداه تحاوط جسدها :

_ فكرة تحفة أنا موافقة، هرسم صورة لينا برضو اي رأيك ؟

_ والله حتى لو هترسمي الجميلة والوحش أنا موافق على اي حاجة ممكن تبسطك.

برزت شفتها السفلية وهي تنظر له بتأثر من حديثه، فقبلها بسرعة وابتعد بينما ابتسمت وهي تعانقه قائلة بحب :

_ شكرا يا ” زيدان “، شكراً إنك من ساعة ما عرفتك وأنت عمال تفرحني، أنا بحبك اوي.

ثم ابتعدت ونظرت له بعبوس قائلة :

_ انا كدة المفروض اعمل حاجة تفرحك برضو، اعمل أي ؟

_ حبيني، هاتيلي اطفال، والأهم من دة كله خليكي مبسوطة، مفيش حاجة هتفرحني قد إنك تكوني مبسوطة يا ” جنتي “.

ابتسمت بحب عندما اجابها دون تردد، لقد كانت تحب هذا الرجل الواقف أمامها دون أن تعرف كيف يبدو، واحبته عندما رأته لأول مرة، والآن هي تحبه مجدداً و مجدداً، تحرك وهو يمسك يدها وفتح لها باب السيارة بعدما جلست امسك كلتا يديها قائلاً :

_ ‘ خُلِقت يداي لتُمسك يداكِ، و صدري لتريحين رأسِك عليه،
خُلقِت كُلي لأجلك، وخُلقتي لأجلي،
يا ضلعي الثابت،
حبيبتي؛ زوجتي؛ جنتي ‘.

تلألأت عيناها وهي تردف بأبتسامة :

_ دة مين الشاعر اللى قال كدة ؟.

وكما كان يفعل، نفخ صدره بغرور مازح قائلاً :

_ ” زيدان ال ورداني “.

ضحكت بصوت مرتفع بينما شاركها هو وهو يغلق بابها متجهاً لمقعده، عندما جلس امسك يديها مجدداً و طوال الطريق رفض تركها، يجب أن تعتاد لأنه سيظل هكذا دائماً، متشبثاً بها حتى لا تغيب عنه أبداً.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

العلاقات وجدت بالحياة كي تجعلنا نستريح، كلما كُنت بعلاقات صحية ستجد أن عقلك يصمت، وأن أفكارك الاكثر سوداوية تختفي حينما تكون جالساً مع من اخترت إقامة علاقة معهم، لذا قُم بأنتقاء علاقاتك بعناية،
سواء كانوا اصدقاء ام أحباء، لأن كلما كنت مع أشخاصا يريدون أن يكونوا معك، يحبونك لشخصك، ستجد أن الحياة أخف، وستقضي الباقي منها بسعادة،
لن تهتم حتى لو مُت غداً لأنك تعلم أن هناك من سيبكون عليك، ولن ينسوك.

ـ كان يوم حبك اجمل صدفة، لما قابلتك مرة صدفة،
ياللي جمالك اجمل صدفة، ياللي جمالك اجمل صدفة،
كان يوم حُبك صدفة ـ

كانوا يصقفون لـ ” بلقيس ” التي تغني بسعادة بينما تريح جسدها على جسد ” مازن ” الجالس أرضا بجانبها، بينما بجانبهم جلسوا ” نور ” و ” علي ” متعانقان أيضاً،
و ” دياب ” يجلس وهو يسير بيده بحنان على بطن زوجته لأنها وأخيراً توقفت عن التقيؤ ولم يكن يريدها أن تتذكر حتى لا تتركهم و تركض مجدداً، جلس ” زيدان ” بجانب ” جنة ” بينما يمسك بيديها فقط، حتى تمتم ” عاصم ” بحنق :

_ كله حاضن إلا أنا، والله ظلم.

_ اكتم يا كلب.

اجابه ” زيدان ” فزفر ” عاصم ” بحنق بينما تركت ” يارا ” جانبه على الأريكة التي كانوا معتادون على الجلوس عليها خلف المنزل ثم أمسكت زجاجة فارغة قائلة :

_ يلا نلعب صراحة.

وافق الجميع بينما انتقل ” عاصم ” للجلوس أرضاً كي يشارك، قامت ” يارا ” بلف الزجاجة، حتى توقفت فوهتها أمام ” نور ” و ” علي ” وظهرها موجه ل ” يارا ” فأبتسمت قائلة :

_ بعد اربع شهور جواز، اكتشفتوا إيه في بعض مكنتوش تعرفوه؟

نظر ” علي ” ل ” نور ” بخبث وهو يرفع حاجبه، فأعتدلت وهي تردف بتحذير :

_ ” علي “!، لو قولت هقول.

_ مفيش حاجة مسكاها عليا، ” نور ” بتفتح عينها وتقعد على السرير وترجع تنام تاني وهي مش حاسة.

ضحك بصوت مرتفع عندما تذكر المرة الاولى التي فعلت بها ذلك، عندما شعر بها تجلس بجانبه فنادى عليها ولكنها لم تجيب وعندما اعتدل ونظر لها كانت عيناها مفتوحة على مصراعيها، بينما تنظر أمامها بجمود حتى عادت للنوم مجددا وكأن شئ لم يحدث، فأردف وهو يضحك :

_ اول مرة وربنا اترعبت مش تحذرني حتى بدل الخضة دي

ارتفعت الضحكات حولهم، فربعت يديها وهي تنظر له بتهديد قائلة :

_ اقول أنا بقا.

لم يكن يعلم عما تتحدث، فنظر لها بتعجب بينما ابتسمت هي وهي تنظر لهم قائلة :

_ ” علي ” بيتفرج على توم و جيري كل يوم قبل ما ينام.

لم يتخيل ذلك، وضع يده على وجهه عندما ضحكوا حولهم، بينما ضايقه ” عاصم ” قائلاً :

_ يوغتي كوتي موتي خالص.

امسك ” علي ” بزجاجة بجانبه والقاها عليه، وتحدث ” مازن ” دفاعاً عن صديقه :

_ دة شئ يعرفك أنه قلبه أبيض، وبعدين بقا صراحة دي يعني فضايح فامش عاوزين نعلق على بعض

اومئوا برؤوسهم، ثم قامت ” يارا ” بتحريك الزجاجة مجدداً، حتى توقفت فوهتها على ” زيدان ” و كان ظهرها موجهه ل ” عاصم ” الذي ابتسم بشرر ولم يضيع وقته وهو ينظر ل ” زيدان ” قائلاً :

_ بوست ولا لسه ؟

احمر وجه ” جنة ” بينما قام ” زيدان ” بضربه بقدمه قائلاً :

_ يابني انت مفيش فايدة فيك.

_ محطتوش قواعد للأسئلة بقا أنا مالي أسأل اللى أنا عاوزه.

تنهد ” زيدان ” وهو يهز رأسه بقلة حيلة منه، بينما كان الجميع ينظر لهم بترقب حتى صرخ بهم :

_ في اي يا جدعان متنحين كدة ليه ؟

_ السؤال مشوق.

اجابته ” مهرة ” ضاحكة، فتنحنحت ” جنة ” قائلة ببساطة :

_ اه فيها ايه يعني ؟

_ اخت ” علي ” وربنا مش قادر.

تمتم ” عاصم ” ضاحكاً فتلقى ضربة أخرى من ” زيدان ” فنظرت له ” يارا ” صارخة به :

_ ما تبطل ضرب فيه يابني الله.

_ حاسس اني مصدوم.

تمتم ” علي ” بخفوت فأنفلتت ضحكة من شقيقته بحرج، بينما ربطت ” نور ” على قدميه، أنقذت ” يارا ” الموقف وهي تقوم بلف الزجاجة مره أخرى حتى توقفت فوهتها أمام ” مازن ” و ظهرها لـ ” زيدان ” فسأله بسرعة :

_ ” علي ” ولا ” بلقيس ” ؟.

_ أوه.

تمتم ” مازن ” ونظرت له ” بلقيس ” بحزن بينما تحدث ” علي ” ضاحكاً :

_ ياعم قول ” بلقيس ” احمينا من هرموناتها الله يرضي عنك.

نظرت له بعبوس فأبتسم، بينما تنهد ” مازن ” مجيبًا بصراحة :

_ الاتنين، بعد دخولهم لحياتي حياتي بقت احسن، بعد دخولكوا كلكوا الحقيقة، فأنا مش عاوز اختار، أنا عاوزكوا كلكوا.

ابتسم بعضهم والبعض الآخر تنحنح بسبب حرجهم من إظهار المشاعر، مد ” عاصم ” يده وهو يلف الزجاجة، حتى وقفت هذه المرة فوهتها عليه وظهرها على ” جنة ” فأنحنى ” زيدان ” بسرعة وهو يغششها سؤالاً بينما صرخ ” عاصم ” :

_ لا ظلم مش هجاوب.

_ البنت اللي اتصلت بيك الاسبوع اللى فات كانت عاوزه إيه ؟.

سألته ” جنة ” بأنتصار، فهسّ وهو ينظر ل ” زيدان ” بغضب :

_ يا ذكر الحرباية أنت

رفع ” زيدان ” كتفيه وهو ينظر له بتشفي، بينما عقدت ” يارا ” ذراعيها وهي تنظر له بحاجب مرفوع، فأقسم بصوت مرتفع قائلاً :

_ اقسم بالله عروسة بعملها شقتها ومتصله تسألني على حاجات.

_ وانت بتقول للعميلة اي يا سكر ؟.

خرجت شهقتان، واحدة من ” يارا ” والاخرى من مصدر آخر، فنظروا لبعضهم كي يعلموا من، فشهقت مجدداً بألم صارخة :

_ اه، الحقني يا ” مازن “.

اتجهت أنظارهم ل ” بلقيس ” التي تضع يدها على بطنها، بينما تحرك ” مازن ” من خلفها وهو يصرخ قائلاً :

_ في إيه؟، بتولدي ؟، بتولدي صح ؟

_ ااااه.

صرخت فنهض الجميع وهم يلتفون حولها، بينما ركض ” علي ” للخارج صارخاً :

_ هاتها بسرعة هدور العربية.

امسك بها ” مازن ” وهو يساعدها على النهوض بينما أمسكت بها ” نور ” من يدها الأخرى قائلة لصديقتها التي تصرخ بألم :

_ اهدي يا ” بلقيس ” براحة.

_ مش قادرة.

صرخت ” بلقيس ” فتحركوا أسرع وهم يحاولون الوصول للسيارة بسرعة، بينما كان ” عاصم ” خلفهم قائلاً بصوت مرتفع :

_ خدي شفير وزهيق يا ” بلقيس “، شفير زهيق
3

كان يقلد ما يقوله وهو يتنفس كي تستمع له، بينما هي انفلتت منها ضحكة رغماً عنها ولكنها عادت للصراخ عندما انقبضت معدتها قائلة :

_ اسـ.مها شهيق وزفير اااه

ركض ” عاصم ” من جانبهم كي يقوم هو أيضا بتشغيل سيارة كي يستطيع الجميع الذهاب، حاول ألا يلقي نظرة عليها، ولكنه نظر بجانب عينه فرأى معدتها المنتفخة تنقبض وضع يده على فمه وركض صارخاً :

_ يما يخربيت الرعب، الحمدلله يارب اني معنديش رحم الحمدلله.
3

على الرغم من حالة الجميع إلا أنهم لم يستطيعوا سوى الضحك، بينما همست هي لزوجها وهو يساعدها بدخول السيارة :

_ قولو يبطل يضحكني، مش قادرة يا ” مازن “.

_ معلش يا حبيبي، هتعدي.

تمتم ” مازن ” بصوت خافت وهو يجلس بجانبها بينما يمسك يدها، لقد كان يشعر بالرعب ولم يعلم ماذا يفعل، على الرغم من أنه قرأ الكثير ليحضر نفسه ويعلم أن ذلك طبيعي ولكنه لم يستطع منع القلق من التوغل داخل قلبه، وكان يتألم لأنها تفعل، حالما تحركت السيارة ركبت ” نور ” بجانب ” علي ” بينما كانت تعلم أن الجميع سيأتي خلفهم

هدأت ” بلقيس ” قليلاً فهمس ” علي ” من مقعد السائق بقلق :

_ هي سكتت ليه ؟

نظرت ” نور ” لها فكانت تغمض عيناها وهي تتنفس بعنف وتمسك بيد زوجها بقوة، فأردفت تطمئنه قائلة :

_ الطلق بيروح وييجي، ممكن تفضل كدة وتولد بكره الصبح أصلا.

اومئ ” علي ” لها وهو يطمئن، ثم وصلوا للمشفى نظراً لقربها من منزل أهل ” نور ” بالمنيا، كانت سيارة ” زيدان ” قد وصلت قبلهم نظراً لأن ” علي ” كان يقود ببطئ مراعاة لها، حالما توقفت سيارتهم كان ” زيدان ” يركض تجاههم بجانبه ممرضين بسرير المرضى، وضعوها عليه وهم يأخذوها للداخل

حتى قابلهم الطبيب خارج الغرفة وهو بأنتظارها قائلاً :

_ لو هتولد النهارده هعرف حضرتك.

ثم دلف للغرفة بسرعة عندما صرخت ” بلقيس ” وضع ” مازن ” يده على رأسه وهو يسير ذهاباً وإياباً، حتى استمعوا لصراخ ” عاصم ” وهو يقتحم المشفى :

_ ايه ولدت؟، وحياة امك اوعى تكون عملتها في العربية.

_ لسه يابني الدكتور معاها جوا.

اومئ وهو يزفر بأرتياح، بينما وقف الجميع بحالة ترقب ينتظرونه خبر من الطبيب، نظر ” دياب ” ل ” مهرة ” التي كانت تقف بينما تمسك بيده تستند عليه، فشاكسها بهدوء وهو يخشى أن تفزع :

_ اوعي تكوني خايفة عشان الدور عليكي

نفت برأسها وهي تجيبه :

_ مانا عارفة أن الوجع هيبقى شديد، ربنا يقومها بالسلامه هي وسوزانا.

_ امين.

ردد الجميع عندما استمعوا لها، فخرج الطبيب قائلا وهو يركض من أمامهم ولكنه توقف للحظة أمام ” زيدان ” قائلاً :

_ بتولد خلاص، لو عاوز تخش معاها خلي الممرضة تجهزك.

ثم لم يعطهم فرصة للرد وهو يركض ربما ليجلب شئ ما، فعقد ” زيدان ” حاجبيه برعب قائلاً :

_ وانا مالي!، اشمعنى أنا اللى اخش ؟

_ فاكرك جوزها ياعم، روح يا ” مازن ” البس احسن العبيط دة هيعيط.

تمتم” عاصم ” فوجدوا ” زيدان ” يتنهد براحة بينما ضحكوا عليه، ركض ” مازن ” مع الممرضة وهي تعقمه وتجعله يرتدي زي المشفى، ثم تنهد وهو يقف أمام باب المشفى بينما تحدث ” علي ” إليه بتشجيع :

_ يلا يا بابا، مستنين سوزانا تخرج على إيدك.

كان ” مازن ” يدرك أن والده سيحزن لأنه لم يكن هنا، فطلب من ” علي ” الاتصال به ليأتي ثم دلف لزوجته التي حالما رأته مدت يدها ليمسك بها، امسك بيدها وهو ينحني ويقبلها من جبينها المتعرق، وتحدث ” مازن ” بأذنها قائلاً بهمس مشجع :

_ يلا يا روحي، إنتِ قدها.

كانت تسير على تعليمات الطبيب وهي تدفع بقوة، تشعر وكأن جسدها ينكسر ثم يعيد تصحيحه وينكسر مرة أخرى أغمضت عيناها وهي تسمح لدموعها بالتساقط ولكنها لم تستسلم حتى استمعت لصرخة مرتفعة صرخ ” مازن ” بسعادة وهو يقبلها قبلات متعددة على جبينها،

ثم اعتدل وهو يركض بسرعة ليرى ابنته، كانت حمراء ومليئة بالدماء ولكنه لم يهتم وهو يأخذها من يد الممرضة بعد أن وضعتها بمنشفة صغيره، نظر لها برهبة ثم حول أنظاره لزوجته التي كانت تراقبهم بأبتسامة

_ سوزانا، بنتي.

همس ” مازن ” بينما تساقطت دمعة من عينه، اخذتها الممرضة منه كي تنظفها، فعاد لزوجته وهو يقبلها مرة أخرى قائلاً بأمتنان :

_ شكراً يا ” بلقلس “، أحسن هدية في حياتي، حمدالله على سلامتكوا يا حبايبي.

ابتسمت وهي تومئ برأسها له، بينما انتظر حتى قامت الممرضة بتنظيف ابنته والباسها شئ ما من لديهم لأنهم لم يجلبوا ملابسها، اخذها وهو يضمها بحرص ثم خرج للخارج وحالما رأوه تجمع الجميع حوله، وكان اول من تحدث ” زيدان ” برهبة :

_ واو، صغيرة ازاي.

_ لونها احمر.

همس ” دياب “،
كانوا ينظرون لها وكأنهم يرون شئ غريب، عندما قاموا بتجهيز ” بلقيس ” دلف الجميع للغرفة، بينما اقترب ” مازن ” من ” علي ” قائلاً :

_ خد اذنلها.

ابتسم ” علي ” بسعادة لأنه سيجعله هو يفعل ذلك، أخرجت ” يارا ” كاميرتها التي ركضت لتجلبها قبل أن يلحقونهم هي و ” عاصم ” وهي توثق ما يحدث، اخذ ” علي ” سوزانا
ثم أذن بأذنها اليمنى وأقام باليسرى ثم ختم ذلك وهو يردف بأذنها :

_ سوزانا مازن عزيز الدين.

ابتسموا بسعادة وتوالت التهنئة على ” بلقيس ” و ” مازن “، فنظر ” زيدان ” للجميع بينما مد يده وهو يمسك بيد ” جنة ” ثم بيده الأخرى امسك يد ” دياب ” الذي امسك بدوره يد ” مهرة “، وفعلوا ذلك حتى انتهت بيد ” مازن ” و ” بلقيس ” وتحدث ” زيدان ” بصوت مرتفع :

_ على العهد يا رجالة، طول العمر نفضل كدة، ضهر لبعض وسند وقت الضيق، ونفرح لبعض دايمًا ونفضل كدة بنحب بعض لحد ما نحضر كلنا ونشوف كل واحد فينا وهو بيبقى أب مع الست الوحيدة اللى حبّها.

_ على العهد.

ردد الجميع خلفه بأبتسامة، فتشاركوا ضحكة وتركوا اياديهم، بينما اقترب ” عاصم ” من سوزانا قائلاً بصوت مرتفع :

_ يع، شبه الفضائيين.

امتلئت الغرفة بالتوبيخ وهم يلقون عليه الشتائم، فأبتسم ” علي ” مقترباً من زوجته التي كانت تنظر للجميع بأبتسامة عاشقة، حاوط كتفيها بيديه قائلاً:

_ الحمدلله، عقبالنا يا نوري.

_ عقبالنا كلنا يا علولتي.

أجابته بأبتسامة بادلها إياها، ثم عادوا بأنظارهم إلى الجميع وهم يراقبوهم بينما يعلقون على شكل ” سوزانا ” وصغر حجمها، وهمس ” زيدان ” وهو يراقبهم:

_ – رفقةٍ صالحة في الدنيا تُغنيك عن ملذاتها، فكل مِتاعك تتلخص بهم،
تضحك وتبكي،
تسعد وتحزن،
ولكن بالنهاية يمسكون بأيادي بعضهم البعض، متشبثين بأمل لا ينضّب، بأنهم باقون لأجل بعضهم البعض، وبالتأكيد هذه ليست نهايتهم ـ

_ دة مين الشاعر اللى قال كدة ؟

سألته ” جنة ” بأبتسامة، فنفخ صدره مجيبًا إياها :

_ ” زيدان ال ورداني”

ضحكت بينما قبلها من رأسها،
وأتى ” عزيز ” وهو يرى حفيدته للمرة الأولى واجهش بالبكاء شاركه به الجميع تأثراً، و على الرغم من أن قد يخيل للبعض أن هذه نهاية
ولكنها بداية جديدة، بمكان يولد به بداية ونهاية كل دقيقة،
كل صرخة طفل صغير خرج لتوه من بطن أمه ترتب له بدايته ونهايته،
فما هي إلا أيام ونمضى، لذا احرص على الحصول على رفقة تبدأ بهم، وتنتهي معهم.
+

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

« تمت بحمد الله »

أي كلمة للذكرى ؟

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى