روايات

رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم شاهيناز محمد

رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم شاهيناز محمد

 

البارت الثامن والثلاثون

 

الآن بعد أن قُمتي بِقلب حياتي تريدين الخروج منها ؟
إن ظننتِ أنني سأتركك ترحلين عني هُنا أنتِ مُخطئة،
فمن يترك المرأة التي مدت يدها إليه حينما كان اسوء رجل على وجه الأرض ؟،
لقد اشغفتيني حُبًا لدرجة أنني أموت بدلاً من العيش بحياة لستِ بها،
ربما ابتعدتُ بعض الوقت، ولكن كل ذلك كان لأجلك،
يا كُل أملي،
مُنقذتي، و آسرتي،
لقد تقاطعت طرقاتنا دائماً، لقد كُنتِ المُقدرة لي،
لن أسمح لأحد بأن يأخُذك مني،
حتى لو كان هذا الشخص هو أنتِ.

_ من مازن إلى بلقيس.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

تختلفُ مشاهد الفرح، فهناك من يتألف مشهده من إنجاز شئ مادي، وهناك من يفرح لأنه اجتاز اختباره، ولكن أكبر سبب للفرحة هو هذه المشاهد التي ترى بها اثنان واقعان بالحُب وأنت تنظر لهم وهم يتحدون للأبد، تقف تراقب نظراتهم والبسمة التي تأبى ترك شفتيهم،
حينها ترى لأول مرة كيف يكون الإنسان عندما يصل لمراده، عندما يجد نصفه الآخر الذي وعده ربه به، مهما تعددت مشاهد الفرحة ستكون هذه الاعظم من بينهم
ستجد نفسك تردد ‘ يارب و أنا ‘.

وقف ” علي ” يراقبها وهي تبتسم رفقة أصدقائها، أبتسم عندما مدت ذراعها وهي تحتضن والدته بمزاح على شئ كانوا يتحدثون به، ربما تحولت عيناه إلى قلوب عندما رآها ترفع رأسها وهي تلقيها للخلف ضاحكة بصوت مرتفع وصل إليه، نظر حوله ولم يكن هناك أي وجه غير مألوف، لذا تنهد بأرتياح لأنه لم يكن هناك غريبٍ يستمع لضحكتها، اقترب منه المصور قائلاً بهدوء :

_ ” علي ” عاوزك أنت و العروسة في المكان اللى ورا هنا في خصوصية عشان ناخد اخر كام صورة.

اومئ برأسه له وتحرك تجاهها كي يحضرها، واستمع لحديثها وهي تردف بحماس :

_ يعني كدة ” بلقيس ” قربت على الخامس، و ” مهرة ” لسه في التاني ؟، هيبقى عندنا اتنين بيبي ورا بعض، واو.

_ التالت عليكي بقا.

تحدثت لها والدته وهي تدفعها بمرفقها بخبث وأحمر وجه زوجته بشدة مما جعل الفتيات يضحكون عليها، فتحدث بصوت مرتفع وهو يقف قريباً منهم :

_ محدش مسموح ليه يكسف مراتي غيري.

ابتسموا بوجهه وهم يفسحون له الطريق ليقترب منها، ففعل وهو يمد لها مرفقه قائلاً :

_ المصور عاوزنا عشان اخر الصور.

اومئت له بأبتسامة ثم اعتذرت منهم ونظرت لـ ” يارا ” قائلة :

قد يعجبك أيضاً
صياد الظلام «ما قبل العاصفة» بقلم ItsEnAm
صياد الظلام «ما قبل العاصفة»
14.4K
697
في أعقاب عودته، كان يبدو وكأنه يجر خلفه سحابة من الدهشة والذهول، بينما تتسلل نظرات الحقد من كل زاوية، كيف له وقد غادر كملاك تقيًا ولطيفًا أن يعود على هذا النحو؟ وكيف له…
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ بقلم zahra-egy
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ
348K
17.5K
تسلّلَت أنفاسُكِ من لفائفِ الكَتْم، كعطرٍ مسمومٍ من معبدٍ منسي، يا من نُقشَ اسمُكِ على تابوتِ الغواية، أنتِ قبلةُ رع، لكنّ خلفَ عينيكِ تَكمُنُ أنيابُ أنوبيس. أراكِ… لا…
𝐎𝐍𝐋𝐘 𝐘𝐎𝐔 𝐊𝐍𝐎𝐖 بقلم sounalle
𝐎𝐍𝐋𝐘 𝐘𝐎𝐔 𝐊𝐍𝐎𝐖
3M
110K
•| مُــحــتــوىٰ جٓــريــئ +18 |• &quot;ظننت أن الزواج سجن، لكنه كان مختبرًا… وأنا كنت التجربة.&quot; زوجوني غصب لرجل يكبرني بسبعة عشر عامًا، قيل لي إنه مضطرب، طفل في…
بما لا تشتهي السفن بقلم SalmaAyman127
بما لا تشتهي السفن
27.7K
1.5K
يأتي القدر بما لا تشتهي السفن حين تظن أن الخير قد ذهب وان الحياة لا فائده منها يأتي الخير الحقيقي ،وتعلم أن القدر يخبئ لك ما هو افضل دائمًا لا حياة بدون قرارات خاطئه نتع…
الآنسة حنفي _نوفيلا _إشتباك من نوع خاص بقلم Amirisa_28
الآنسة حنفي _نوفيلا _إشتباك من نوع خاص
32.6K
2K
حينما يجتمع النقيض فماذا يحدث ؟! بهذه الحكاية سنشاهد ثنائي غريب أحدهما يسعي وراء الزواج و الآخر يسعي للطلاق .. فماذا يحدث حينما يرتبط المأذون بمحامية ؟! بالتأكيد ستش…
ديجور الهوى/ كاملة بقلم FatmaSultan947
ديجور الهوى/ كاملة
1.2M
97.2K
لو كنت جلادًا على قلوب البشر وأفعالهم تأكد أن الأمر لن يُحتمل ولو كنت قديسًا بلا أخطاء تأكد أن المكان لن يُناسبك.. هنا نحتاج شخص قلبه لين حتى يغفر وكبير جدًا حتى يتحمل ه…
خيوط متشابكة “أولاد المُختلين” بقلم Ganaeesa_5657
خيوط متشابكة “أولاد المُختلين”
150K
9.4K
الحياة تسير وكل ثانية تكتشف شيء جديد في خيوط قصتك ، لتُصدم بخيطٍ آخر يقتحم قصتك وحينما نظرت إلى المُقتحم وجدته شخص عكسك لا يشبهك، وحينما حاولت الهروب وجدت خيوط قصتك تشاب…
_ خلي ” عاصم ” يقول للبوفيه بقا يرتب الترابيزات جنب بعض ويحط الاكل لحد ما نيجي.

لقد كان ذلك شرطها، أن تجلس على طاولة كبيرة تحتوي على كل أفراد عائلتها، والآن بعد أن أتى والدها وعمها وزوجته و ” نادية ” اكتملت العائلة، كان فقط ينقصهم بضعة أشخاص وكانوا بطريقهم الآن، سرعت خطواتها مع ” علي ” لأنها تريد رؤية رد الفعل عندما يصل ضيوفها السريين، تمتم ” علي ” وهو يلاحق خطواتها:

_ ايه الاستعجال دة كله؟، عاوزه تروحي ولا إيه
هو كلام ماما على الأطفال خلاكـ..

صفعت يدها على فمه قبل أن يكمل حديثه، لم تكن تعلم كيف سيكمل جملته ولكنها كانت متأكدة أنه ربما يردف بشئ بذيئ و تمتمت بحنق وهي تنظر له بغضب :

_ بجد يا ” علي ” انت بقيت قليل الادب كدة امتى ؟.

_ اممم..ممم

كان يتحدث من وراء يدها، وعندما لم تزيلها قبّلها عليها مما جعلها تبعدها بسرعه فأبتسم قائلاً :

_ يا حبيبتي انا قليل الادب كدة كدة بس إنتِ إلى مكنتيش مراتي قبلها.
3

زفرت وهي تسحبه من يده خلفها تجاه المصور قائلة بهمس :

_ ما وراء السواهي دواهي.

عندما ضحك علمت إنه استمع لها، اقتربوا أخيرا من المصور الذي ابتسم لهم قائلاً :

_ حلو اوي، أوقفوا هنا كدة.

أشار لهم بمكان ليقفوا به فأستمعوا إلى حديثه وهم يفعلون ما أخبرهم به، بينما اكمل وهو يعطيهم باقي التعليمات:

_ حط ايدك في وسطها و إنتِ حطي إيدك واحده على كتفه و واحده على صدره.

التفتت تنظر له وفعلوا كما أمرهم به، ابتسم ” علي ” وهو ينظر لها عن قرب، ثم اخفض رأسها وهو يهمس بهدوء بأذنها قائلاً :

_ قولتلك إن شكلك النهاردة يهبل ؟، اللون الأبيض اتعمل عشان إنتِ تلبسيه، لؤلؤه.

ابتسمت بخجل وهي تميل رأسها على رأسه القريبة منها، واستمعوا لصوت الكاميرا وهي تلتقط وضعيتهم ولكنه لم يبتعد إلا عندما أجابته بهمس مماثل:

_ قولتلي سبع مرات لحد دلوقتي.

_ سبعة بس ؟ ازاي أنا مقصر كدة ؟

انفلتت منها ضحكة فبادلها إياها وهو يبتعد، يبدو أنه لتوه لاحظ إنه انجرف بالأمر فتنحنح وهو يعتدل ونظر للمصور الذي كان ينظر لهم بأبتسامة قائلاً بجرأة :

_ دلوقتي بقا بوسها من بوقها وهنجيب طرحة الفسـ..

_ أنت عبيط ولا إيه ؟، ازاي تسمح لنفسك تقول كدة ؟.

قاطعه ” علي ” بحدة وهو يقترب منه، مما جعل المصور يأخذ خطوة للخلف قائلاً بهدوء :

_ كل العرسان بيتصوروا كدة يا ” علي ” دلوقتي، أهدى مقصدش حاجة.

_ مش معنى أن أشباه الرجال بتبوس حريمهم قدام الناس يبقى تخليك تفكر أن كل الرجاله خابت كدة يا معتز.

صرخ ” علي ” به، فأخفض المصور رأسه وهو يعتذر بهدوء، تنهد ” علي ” وهو يعود لزوجته، امسك بها من يدها ثم أردف وهو يأخذها ويبتعد :

_ ولا يهمك يا معتز، كفاية صور كدة أن شاءالله اخدهم في ميعادهم.

ودون انتظار رده اكمل سيره، عندما رأها صامتة لم تتحدث توقف وهو ينظر لها، فرفعت حاجبها بتساؤل مما جعله يردف بهدوء :

_ اتعصبت زيادة ؟، أنا آسف.

_ لا يا حبيبي برافو عليك.

اجابته بأبتسامة بادلها إياها ثم أكمل سيره قائلاً بسخط وغضب :

_ قال بوسها من بوقها قال، إزاي يقولي كدة، أنا اه هموت وابوسك دلوقتي بس أكيد مش هعمل كدة قدامه، ومين الرجاله اللى بتعمل كدة يعني
اي العبط دة!

عضت شفتيها وهي تراقب انفعاله بتسلية، لم تتحدث حتى وصلوا إلى مكان تجمع عائلتهم، ابتسمت بسعادة وهي تراقب الجميع يتبادلون أطراف الحديث، من كان صامتا كان ” مازن ” الذي جلس بعيداً عن زوجته ولكنه كان يركز أنظاره عليها ويراقبها وهي تتحدث مع ” يارا ” تحدثت ل ” علي ” قائلة :

_ دخول بابا وباقي العيلة خلى ” مازن ” مردش على ” بلقيس “، تفتكر هيطلقها ؟، أكيد هي بتعمل كدة عشان تعاقبه

_ متخافيش مش هيطلقها طبعاً، يموت من غيرها.

ومن النظرة التي كانت تراها على وجهه وهو ينظر لزوجته اثبتت صحة حديث زوجها، فتنهدت وهي تومئ برأسها ثم اقتربوا من الطاولة، صمتوا وهم ينظرون لهم، عندها تم اضافة اصوات اقدام إضافية تقترب، فنظروا للخلف وحينها كانت عائلة آل ” مهران ” تدخل، صرخت ” مهرة ” وهي تنهض بسرعة وتقترب منهم قائلة :

_ مش ممكن، جيتوا ازاي ؟.

فتح اشقاءها اذرعهم والقت نفسها عليهم، ضحكوا وهم يعانقوها سويا بينما تحدث ” عابد ” قائلاً :

_ ” نور ” عزمتنا، بس قالت خليها مفاجأة ليكي.

ابتعدت عنهم ” مهرة ” وهي تنظر ل ” نور ” بأمتنان فغمزت لها، عادت بأنظارها إلى العائلة التي ربتها و عانقت ” ذكية ” كانت تراهم ولكن ليس كثيراً لذا وجودهم هنا جعلها تراهم مع عائلتها الأخرى، شئ ذكرها ان هناك العديد من الأشخاص معها

جلسوا على الطاولة مجدداً وقد تم جلب كراسي إضافية للبقية بعدما القوا السلام على الجميع، ابتسمت ” نور ” ثم تحدثت بصوت مرتفع نسبياً قائلة :

_ حسيت إن هما لو مش موجودين يبقى كدة فيه حاجة ناقصة، يمكن دي حاجة هتقتل العداوة اللى بينا خالص، ومفيش مناسبة اكتر من دي تخلينا كلنا نشكركوا انكوا حافظتوا على ” مهرة ” وربتوها كأنها بنتكوا رغم معرفتكوا أنها مش كدة، دي جميلة هنفضل شايلنهالكوا.

اومئ ” عثمان ” و ” حمدان ” مؤيدين حديث ” نور “، بينما نظرت ” نادية ” ل ” ذكية ” قائلة :

_ ” مهرة ” جالتلي إنك كنتي نعم الأم ليها، شكراً يا ” ذكية ” إنك كنتي چنبيها في كل وجت، وأني مسمحاكي على كل حاچة، بنتي هي بنتك، إنتِ أمها كمان.

ابتسمت ” ذكية ” بينما امتلئت عيناها بالدموع وهي تنظر ل ” مهرة ” التي ألقت لها قبلة بالهواء جعلتها تضحك، عادت ” نور ” للتحدث قائلة ببهجة :

_ اخر حاجة بقا عاوزه أشكر كل اللى قاعدين قدامي دلوقتي، عاوزه أشكر ” بابا ” إنه كان معايا في كل اوقاتي، أنه عمره ما وقف في وش أحلامي، واكتر حاجة عاوزه اشكره عليها إنه علمني إزاي أكون زي ماما، أنا بحبك يا بابا.

رفع ” عثمان ” منديله وهو يزيل الدمعة التي تسربت من عينه بينما نهض وهو يقبل عناقها عندما اقتربت منه، كانت رؤيتها بفستانها الأبيض ذكرته بها وهي لازالت طفلة ترتدي نفس اللون، لقد مر الوقت سريعاً وأصبحت الآن شابة جميلة،
عاد للجلوس عندما ابتعدت عنه وهي تتحدث مجدداً :

_ عاوزه كمان اشكر مرتات اعمامي، شكرا عشان عمركوا ما حسستوني بغياب ماما.

عند هذه الجملة بكت هي، وشاركوها هم، لم تكن ” سمية ” معتادة على مشاركة مشاعرها، ولكنها تحدثت وهي تنظر ل ” نور ” بأبتسامة:

_ دة إنتِ وصية صاحبة عمري يا بتي، إنتِ البنية اللى أنا مخلفتهاشي، يمكن مكنتش بَعرِف اعبرلك كويس بس اني أكده يا بتي، حبي بيبان في المناكشه.

_ مرضيتشي تخلف بعد ” عاصم ” عشان متچيش بت وتحبها اكتر منك.

تحدث زوجها ” حمدان ” مما جعلها تصفعه على ذراعه لأنه قد قام بإفشاء سرها، لم تستطع ” نور ” الوقوف بمكانها وركضت معانقة ” سمية ” التي عانقتها بدورها وهي تبكي معها، كان الجميع يراقب بأبتسامة حنونة على وجوههم، ابتعدت ” نور ” قم عادت للوقوف بجانب زوجها الذي كان يراقب كل تفاعلاتها بأبتسامة محبه، استنشقت وهي تمسح دموعها قائلة :

_ كفاية بقا دراما، شكراً يا ” زيدان ” و ” دياب ” و ” عاصم ” و ” يارا “، شكراً على كل مرة ساعدتوني فيها و وقفتوا معايا، انكوا قوتوني و خليتوني اجري ورا احلامي وقدمتوا ليا الدعم دايما في كل قراراتي.

_ بنحبك يا بت.

صرخ ” عاصم ” وأيدوه جميعاً مما جعلها تضحك وقد شاركها الجميع، نظرت لـ ” بلقيس ” التي أخفت وجهها بين يديها قائلة بأحباط:

_ لا يا ” نور ” ارجوكي أنا هرموناتي بايظة لوحدها والله لو فتحت في العياط محدش هيعرف يسكتني

لم ترى كيف نظر لها ” مازن ” عند حديثها، ود بهذه اللحظة أن ينهض ويحملها ليعودون إلى منزلهم، ويبقى جانبها بالمنزل كي يرى جميع هرموناتها وتقلباتها التي تهاجمها بسبب نمو طفلهم بداخلها،

ضحكت ” نور ” من حديث ” بلقيس ” وهي تردف :

_ خلاص خلاص هقول بس اني بحبك

_ وانا كمان بحبك.

اجابتها ” بلقيس ” بأبتسامة، هنا أتى دور ” علي ” و عائلته، فنظرت له ثم حولت أنظارها إليهم قائلة بحنان :

_ انا فرحانة إني هكون جزء من عيلتكوا الصغيرة، شكراً انكوا قبلتوني وحبتوني.

_ هنحبك دايمًا.

تحدث ” علي ” واومئت ” جنة ” برأسها بحدة تؤيد حديثه، ابتسمت ثم جلسوا أخيراً، تنحنحت ” ياسمين ” وهي تنهض واقفة مما جعل الجميع ينظر لها، فأبتسمت بحرج لأن الإنتباه موجه اليها الآن قائلة :

_ عاوزه اقول حاجة أنا كمان.

صمتوا وهم ينتبهون لها، فتنهدت ثم نظرت لهم الواحد تلو الآخر قائلة :

_ ” جنة ” كانت بتحكيلي الأيام اللى فاتت دي عن كل حاجة، عن إزاي من ساعة ما ” علي ” اتقدم ل ” نور ” وانتوا موجودين عشانهم وماليين حياتهم، و قالتلى أن لولا ” دياب ” محدش كان هيعرف أنا فين،
أنا دلوقتي بوجه كل شكري ليكوا، شكراً انكوا حاوطتوا ولادي و خليتوا احساس الوحدة اللى عندهم يقل، شكراً انكوا كنتوا موجودين عشانهم، أنا حقيقي ممتنة من كل قلبي.

ازال ” علي ” الدمعة التي تدحرجت على وجنته وهو يشاركها امتنانها، بينما تحدث صوت مرتفع وهو يكسر المشاعر الحزينة التي طغت على المكان :

_ يا سلام على ممتنة دي، اي الفخامة دي، اي الرقي دة كله يا احلى ياسمينه.

كان صوت ” عاصم ” الذي جعلهم ينفجرون ضحكاً بينما جلست ” ياسمين ” بخجل وهي تشاركهم الضحك، عندما نهض ” مازن ” وضع ” زيدان ” شوكته بحدة على الطبق قائلاً بحنق :

_ مش هناكل احنا في أم الليلة دي.
2

_ مجتش عليا يا عم.

عدل ” مازن ” من سترة بدلته، ثم نظر لـ ” علي ” وهو يبدأ حديثه :

_ بما إنه يعني كله بيقدم الشكر وكدة، ” علي ” في الشهر ونص اللى فاتوا دول كان بيجيلي في انصاص الليالي عشان يقف معايا و يساعدني إني اقدر اكمل علاجي للآخر، الراجل دة اجدع راجل ممكن اي حد يقابله، احلى صاحب كمان،
شكراً يا ” علي ” إنك كنت موجود في اكتر اللحظات اللى كنت محتاج فيها صاحب جنبي وراجل زيي يرشدني، بتمنالك كل السعادة في حياتك الجاية إنت و ” نور “، عشان انت تستاهل كل الخير اللى في الدنيا.
2

_ حبيبي يا صاحبي.

اجابه ” علي ” بأبتسامة، عندما ألقى ” مازن ” نظرة على ” بلقيس ” وجدها تنظر له بفضول ولكنها حولت أنظارها بسرعة عندما التقت بنظراته، تنهد وهو يعود للجلوس، كاد ” عاصم ” ينهض فأمسك به ” زيدان ” صارخاً :

_ اقسم بالله ما حد قايم تاني غير لما ناكل.

انفرجت الطاولة بالضحك بينما صرخ ” عاصم ” دون أن ينهض :

_ خلاص هقول الشكر وانا قاعد، شكراً يا ” يارا ” انك بتحبيني، وبقولك وربنا ما كنت ببص للبت ام احمر اللى كانت في العربية المرسيدس جنبنا، بحبك يا مزة.

_ واضح انك مبصتش واضح.

صفعه ” زيدان ” على مؤخرة رأسه فتأوه بألم وسط ضحكات البقية وخجل ” يارا “، ولكنه اكمل صراخه قائلاً هذه المرة :

_ بالنسبة للعرسان بقا أن شاءالله تكون علاقتكوا مثيرة للجدل ومثمرة بالأطفال.

_ مش قادر والله، الله يخليك يا ” عاصم “.

اجابه ” علي ” وسط ضحكته المرتفعة، ونظرت ” نور ” بدفئ للجميع وهي تراهم يضحكون، ثم أخيراً هدأت الطاولة مع تناولهم جميعاً للطعام، لقد كان حفل زفافها تماماً كما تمنت، لم يكن هناك وجوه لا تعرفها، أو أشخاص لا يكنون لها اي عاطفة ولكنهم أتوا فقط ليقومون بقييمها هي وزوجها، كانت فرحتها هكذا جميلة وهي متأكدة أن كل الذين يجلسون أمامها يحبونها ويتمنون لها الخير هي وزوجها.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

نظر ” زيدان ” بحذر خلفه وهو يراقب المكان، لم يعلم أحد سبب استعجاله لأنتهائهم من الطعام، وهذا لأنه كان يحضر لمفاجأة كبرى، عندما رأى أن الجميع قد انتهى من طعامه أشار بيده للذين اقتربوا منهم بطاولة اصغر و وضعها ثم وضعوا خمس كراسي حولها، نظر الجميع بتعجب فنهض هو قائلاً بأبتسامة :

_ انا قولت الليلة متتقفلش كدة، تتقفل قفلة تليق بيا.
1

نظروا له بترقب ليكمل جملته، فتحدث بفخر :

_ اتجوز.

شهقت الفتيات من ضمنهم ” جنة ” التي نهضت بسرعة وهي تقترب منه قائلة بأنفعال :

_ تتجوز مين بقا يا استاذ زيـ..

عندما وقفت أمامها قاطعها وهو يجلس على ركبة واحده، فوضعت يدها على فمها بصدمة وهي تتراجع خطوة للخلف، صفقوا الشباب بينما أطلق ” عاصم ” صافرة تشجيع، نظرت ” نور ” ل ” علي ” وهي تسأله بدهشة :

_ كنت عارف ؟

_ اكيد مش هيعمل كدة غير لما يستأذن.

اومئت برأسها وعادت لتنظر إلى المشهد أمامها،
نظر ” زيدان ” لـ ” جنة ” وعيناه تحتوي على كل الحب الذي يكنه لها، قائلاً بصوت مرتفع :

_ حكايتنا بدأت من ورا الشاشة، كنت مستغرب جداً ازاي فيه حد ممكن يحب حد من مجرد كلامه، من غير ما يشوفوا ولا حتى يسمع صوتوا، أنا كنت واحد لا عمري اهتميت بالبنات ولا في أي واحده لفتت نظري، تسعه وعشرين سنة وأنا عايش حياة عاديه لحد ما حبيتك، طريقتك وإنتِ منفعلة بسبب مسلسل أو فيلم، انبساطك لما ترسمي لوحة وتطلع زي ما كانت في دماغك، كل دي حاجات أنا حافظها كويس أوي، أنا حافظ كل ضحكة وكل كلمة طلعت منك،
عارف أننا مخطوبين و كدة كدة اخرها هنتجوز بس حبيت اعمل دة بطريقة مميزة تفتكريها دايمًا وتبسطك.

كانت أعين ” جنة ” تمتلئ بالدموع وهي تنظر له وهو يتحدث، ولازالت يدها موضوعة على فمها بينما اكمل هو وهو يخرج علبة من جيبه ثم فتحها و وجدت بداخلها انسيال كان قد وقعت انظارها عليه وهي ترافقه لتجلب شبكتها، حقيقة أنه لاحظ ذلك وجلبه لها أيضاً جعل قلبها ينتفخ حباً للرجل الجالس أمامها، بينما اكمل هو حديثه :

_ أنا بحبك يا ” جنة “،
وبطلب منك دلوقتي تقبلي حُبي وتوافقي تكملي باقي حياتك معايا ؟،
تقبلي تكوني جنتي على الأرض يا ” جنة ” ؟.

رأها تنظر لشقيقها و والدتها تأخذ اذنهم وقد جعلته هذه اللفتة أن يقع بحبها مجدداً، يبدو أنها حصلت على موافقتهم لأنها عادت لتنظر إليه وهي تومئ برأسها قائلة بين دموعها :

_ موافقة يا ” زيدان “.

نهض بحماس وهو يقترب منها فسحبه ” علي ” من مؤخرة سترته قائلاً :

_ اكتب الكتاب بعدين احضن يا حيلتها.

_ طب البسها الانسيال طيب.

لم يجيبه ” علي ” وسحبه علمياً إلى الطاولة التي تم وضعها وكان المأذون ينتظر عليها، بينما جلس ” عاصم ” و ” دياب ” ليكونوا الشهود، جلس ” علي ” على يمين رجل الدين و ” زيدان ” على يساره، ثم شبكوا أيديهم وبدأ كتب الكتاب

كانت ” جنة ” تقف رفقة الفتيات وهي لا تزال غير مصدقة لما حدث، التفتت ل ” نور ” قائلة باعتذار :

_ انا اسفة يا ” نور “، المفروض ده يكون يومك إنتِ و ” علي ” و..

_ إنتِ عبيطة يا بت؟، هو فيه حاجة اكتر من كدة تخلي يومي أنا واخوكي مميز؟، هو كان عارف على فكرة اومال فاكرة أن ” زيدان ” هيعمل كدة من غير ما يقولوا ؟.

ابتسمت وهي تعود بأنظارها إلى ” زيدان ” الذي كان يردد الآن خلف رجل الدين، وقفت والدتها بجانبها وهي تردف :

_ مبسوطة ؟.

_ أوي يا ماما، اوي.

اجابتها بسعادة ظاهرة، ثم وقف الجميع وهم يرددون خلف رجل الدين قائلين :

_ بارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكم في خير.

نهض ” زيدان ” وهو يصافح ” علي ” ويعانقه، ثم فعل نفس الشئ مع ” عاصم ” و ” دياب “، واقتربوا باقي الرجال منه وهم يعانقوه أيضا مباركين له، عندما انتهى رفع أنظاره ينظر خلفه يبحث عنها، حتى وجد تجمع الفتيات فأقترب بهدوء وعندما لاحظوه ابتعدوا جميعاً وهم يفسحون الطريق له، أبتسم عندما وقعت أنظاره عليها، ونظرت هي له وهي تبادله نظراته العاشقة، مد يده فأومئت برأسها وهي تأخذها،

ثم عانقها وهو يزرع رأسه بين ثنايا رقبتها، وهمس وهو يستنشق رائحتها :

_ يا رب كيف الجنة.

ابتسمت وهي تتشبث به، ثم ابتعد عنها وقبلها من رأسها، ثم سألها بهدوء :

_ عارف انك كنتي عاوزه تأجلي الجواز، بس دة كتب كتاب بس وقت ما تحبي هندخل متفكريش اني بضغط عليكي، أنا بس كان كل قصدي والله اعمل ذكرى مميزة، وكمان اقدر اروح واجي معاكي وانا ماسك إيدك من غير ما نحس بالذنب.

_ دي احسن حاجة حصلتلي في حياتي والله، شكراً يا ” زيدان “، أنا بحبك اوي.

ابتسم بسعادة عند حديثها، ثم قاطعهم صوت ” علي ” المرتفع قائلاً :

_ طب يلا بقا كله على بيته، الساعة بقت عشرة بليل أنا تعبت.

_ تعبت برضو ولا عاوز تروح يا شقي.

شاكسه ” عاصم ” فأمسك به ” مازن ” من سترته ساحبا إياه قائلاً :

_ نفسي تبطل حشرية وسفاله.

_ سيبه مانا عاوز اروح فعلا.

عندما تحدث ” علي ” ضحك الجميع ثم اقتربوا وخرجوا سوياً من المكان اتجه كل واحد لسيارته بعد أن ودعوهم، فمد ” علي ” مرفقه لـ ” نور ” قائلاً :

_ يلا بينا على بيتنا ؟

_ يلا بينا.

اجابته وهي تمسك بيده ثم ساعدها بركوب السيارة، كان يعلم إنهم سيأتون خلفه ليزفّوه، لقد اختار هو أن يقود سيارته وهي بجانبه بمفردهم، ولكن كان ذلك لسبب معين، فعندما قام بتشغيل السيارة أخرج رأسه من نافذته صارخاً :

_ اعملوا الزفة لوحدكوا بقا أنا همشي من طريق تاني.

وقبل أن يحتجوا انطلق بسرعة وهو يضحك، فصرخت ” نور ” به وهي تصفعه على ذراعه:

_ كدة يا ” علي “؟، يقولوا إيه بقا دلوقتي.

_ يقولوا عريس بيحب مراته بقالوا تمن سنين وعاوز يكون معاها لوحدهم.

هزت رأسها بلا فائدة منه وابتسمت بحب عندما امسك يديها وهو يقبلها قائلاً بحب :

_ بحبك يا نوري.

_ وانا كمان بحبك يا علولتي.

ابتسم من اسم الدلع التي تناديه به، و قد اتفق معها أن يكون هذا بينهم فقط، لن يخاطر بأستماع أحد وخصوصاً ” عاصم ” بهذا الشئ
والآن كان يشعر وكأنه يريد أن يطير بسيارته ليذهب لمنزلهم، وهو حتى الآن لا يستطيع التصديق أنها معه، وستكون دائماً بجانبه.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

كان ” مازن ” يراقب سيارة ” علي ” وهي تنطلق بسرعة بأبتسامة سعيدة، لقد كان يعلم كيف عانى هذا الرجل بحياته، ورؤيته سعيداً أخيراً بهذه الطريقة جعلت الدفئ يتسلل إلى قلبه،

نظر خلفه يبحث عنها، كان والده يقف وهو يتحدث بالهاتف بينما هي لم يكن لها أثر، فأشار له ” عزيز ” إلى سيارته، خطى بخطوات سريعة مقترباً من سيارة والده ثم فتح باب الراكب قائلاً عندما وجدها جالسة بهدوء :

_ يلا عشان نروح.

_ هنشوف اكشن.

تمتم ” عاصم ” فسحبه ” زيدان ” وهو يجعله يصعد للسيارة، ثم تحدث ل ” مازن ” قائلاً :

_ ربنا معاك يا كينج، اوعى تستسلم

_ على جثتي.

اجابه ” مازن ” وأنظاره معلقة على زوجته الجالسة امامه، لم تنظر له واستمرت بالنظر أمامها وكأنه لا يقف بجانبها، انطلقت السيارات وذهب الجميع بينما تحدث ” عزيز ” بأعتذار وهو يقترب منهم :

_ صاحبي عاوزني حالا، معلش بقا يا ” بلقيس ” خلي ” مازن ” يروحك.

نظرت له ” بلقيس ” بعدم تصديق بينما كان ” مازن ” ممتناً، يعلم أن والده يفعل ذلك كي تذهب معه، فتحدثت هي وهي تترجل خارج السيارة قائلة ل ” عزيز ” :

_ مش مشكلة يا بابا أنا هطلب in driver.

رفع يديه وهو يركب سيارته قائلاً بتسلية :

_ برا عني بقا حلوها.

تأففت ” بلقيس ” عندما ذهب ” عزيز ” ثم أمسكت هاتفها ولكن ” مازن ” سحبه من يدها قائلاً بهدوء :

_ اركبي يا ” بلقيس ” خلينا نروح.

_ نروح!، بيوتنا مختلفة يا ” مازن “.

تحدثت بسخرية دون أن تنظر له، كانت لا تريد أن تفعل ذلك، لا تريد أن ترى كيف يبدو قاتلاً بلحيته، بأحلامها لم تعتقد إنه ربما يقوم بتربيتها لذا كان شكله هكذا مفاجأة لها، شعرت به يقترب منه، ثم انحنى وهو يهمس بأذنها قائلاً :

_ إنتِ بيتي.

ثم وضع يديه خلف ركبتيها وهو يرفعها، شهقت وهي تتشبث برقبته قائلة :

_ ” مازن “!!، نزلني بتعمل إيه احنا في الشارع.

_ مراتي ومش راضية تروح معايا، فيها إيه ؟

امسكها بيد واحدة فتشبثت به بخوف، بيده الأخرى فتح باب السيارة ثم وضعها بعناية عندما كاد يعتدل لم تفك حصار رقبته، وقربتها من وجهها ثم قامت بقضمه منها، تأوه بألم وهو يبتعد بينما يضع يده على مكان عضتها قائلاً بألم :

_ عموماً شوقك وصل يا جميل.

لم يراها وهي تنفلت منها ضحكة بينما التفت وهو يركب مكانه، ثم قام بتشغيل السيارة وهو يتحرك، قامت بتربيع يديها و نظرت من النافذة بجانبها، لم يتحدث وهو يتركها على راحتها بالوقت الحالي، عندما رأت أن هذا الطريق ليس طريق المنزل تحدثت وهي تنظر له :

_ احنا رايحين فين ؟، دة مش طريق البيت.

ابتسم لأنها نادت منزلهم بالبيت ولم تعاند أكثر، فأجابها بهدوء وهو ينظر لها :

_ حجزت عند دكتور نساء بيقولوا كويس اوي، هنروح.

على الرغم من الطريقة التي نبض بها قلبها إنه لم ينتظر وكان يرغب بالاطمئنان عليها وعلى طفلهم إلا أنها رفعت ذقنها بعناد وهي تتحدث :

_ شكراً أنا متابعة مع الدكتور بتاعي وكنت لسه عنده اول امبارح.

اوقف السيارة ويبدو أنهم وصلوا، ثم اعتدل بجلسته وهو ينظر لها قائلاً بأرهاق ظهر على ملامح وجهه :

_ ” بلقيس ” أنا تعبان، مش عاوز أبدأ اتكلم دلوقتي بس ممكن لو سمحتي تنزلي معايا خلي الدكتور يطمني و لما نروح بيتنا هنتكلم ونتخانق ونعمل كل إلى نفسك فيه ؟، عشان خاطري.

رقت ملامح وجهها وفتحت باب السيارة وهي تنزل دون أن تجيبه، نزل خلفها ثم مد يده، أمسكت بيده بهدوء وهي تسير معه، عندما كانوا بالداخل تحدث وهو ينظر لها :

_ الساعة حداشر طبعا الدكتور خلص بس هو قعد عشاننا.

كانت العيادة فارغة بالفعل، اومئ برأسه لموظفة الإستقبال التي ابتسمت لهم قائلة :

_ اكيد حضرتك استاذ ” مازن ” اللى مأخرنا.

_ هو بعينه.

أجابها بأبتسامة بادلته إياها ثم ارشدتهم لغرفة الطبيب الذي نهض حالما رأى ” مازن ” وهو يمد يده له قائلاً :

_ فاكر لما قولتلك بكرة تجيب مراتك تكشف عندي ؟.

_ ياه بكره دي قعدت عشر سنين.

اجابه ” مازن ” بمزاح بينما تشاركوا الضحك وعانقوا بعض بخفة، جلست ” بلقيس ” وهي تخمن أنهم يبدون كرفقة قديمه، بعد أن تعرف عليها الطبيب وسألها بعضة اسأله نهض وهو يرشدها للسرير قائلاً :

_ يلا نسمع البابا نبضات القلب ؟

رأت ” بلقيس ” كيف تلألأت أعين زوجها، فنهضت وهي تتسطح على السرير بينما ساعدها هو، أردفت بأذنه قائلة :

_ ارفع أنا الفستان ازاي بقا يا استاذ ” مازن ” ؟

_ ما يكشف من فوقه، إنتِ لازم ترفعي ؟

تحدث ببساطة وهو ينظر لها، فقلبت عيناها قائلة بحنق :

_ ونعمل السونار على الفستان ؟، اسكت متخليش بس الدكتور ييجي دلوقتي استنى.

اومئ برأسه واغلق الستار الذي كان يفصلهم عن الطبيب، عندما نجحت أخيرا برفع فستانها غطت نفسها، فنادى على الطبيب الذي تنحنح بهدوء وهو يضع الجل على معدتها دون النظر، ثم سار بالجهاز على معدتها،
شعرت بيد تمسك بيدها فنظرت لـ ” مازن ” الذي كان ينظر للشاشة أمامه بدهشة، بينما تحدث الطبيب بأبتسامة:

_ بسم الله ماشاءالله، إنتِ كدة هتبدأي الخامس، عرفتي الجنس ؟.

_ لأ، كنت عاوزه اعرفه أنا وباباه.

عندما نظر لها رأت الدموع التي تغرق وجنتيه، فأبتسمت بحنان بينما امتلئت عيناها بدموع لم تسمح لها بالنزول، نظر الطبيب له قائلاً :

_ جاهز تسمع صوت ضربات القلب ؟.

اومئ برأسه بسرعة، فقام الطبيب بتشغيل الصوت وصدح حولهم، وضع يده على فمه بدهشة، و تمتم وهو ينظر بتمعن :

_ في بطنها ؟.

_ لا في رجلي.

اجابته بسخرية فقام بتجاهلها، قام الطبيب بفصل الجهاز ونهض وهو يعود لمكتبه، بينما اعتدلت هي وهي تعيد ملابسها ثم نهضت وذهبت معه وعادوا للجلوس أمام الطبيب الذي نظر ل ” مازن ” وهو يسأله:

_ كان نفسك في ولد ولا بنت ؟

صمت ” مازن ” وهو يفكر، وتحدث بصراحة قائلاً :

_ والله يا دكتور أنا عمري ما فكرت في الأطفال غير لما شوفتها، مفكرتش في النوع قد ما فكرت اني عاوز اطفالي يكونوا منها، بس أن شاءالله تكون بنوتة، حلوة وجميلة زي مراتي بالظبط.

كانت تريد البكاء ولكنها كانت تعلم إنه ليس الوقت المناسب لتفعل ذلك، ابتسم الطبيب بسبب إجابته وقد علمت ” بلقيس ” ما النوع الذي داخل بطنها بفضل ضحكته تلك، وكما توقعت قام بأرجاع جسده للخلف وهو يتحدث ل ” مازن ” بأبتسامة :

_ اتمنيت و نولت، مبروك فيها بنوتة.

اغمض ” مازن ” عيناه وهو يريح رأسه على المكتب، بينما ضحكت ” بلقيس ” بسعادة، كتب لها الطبيب بعضة مكملات غذائية، ثم شكروه ولم يترك ” مازن ” يدها حتى وصلوا إلى سيارته، فتح لها الباب وهذه المرة وضع يد على بطنها والأخرى فوق رأسها، وكانت هذه اللفتة جعلتها تقع بحبه مجدداً

عندما قام بتشغيل السيارة نظرت للخارج مجدداً ولكنها هذه المرة سمحت لدموعها بالنزول وهي تردف بصوت خافت :

_ تعرف إني لما اتخطفت كنت حامل ؟

نظر لها بدهشة ثم عاد بانظاره للطريق وهو يستمع لها تكمل :

_ انا عرفت من شهر ونص بس، لما سألت الدكتور ازاي في المستشفى معرفوش وانا كمان محستش قالتلى أن النفسية بتفرق في الحاجات دي جدا وفيه حمل مش بيظهر في الأول، وقتها اتمنيتك تكون جنبي.

شهقت باكية واغمضت عيناها وهي تكمل :

_ وكل مرة روحت فيها وبابا ” عزيز ” معايا كنت بتمنى تكون انت، مكنتش بعرف اقعد بلقمة في بطني، كنت تعبانة أوي وحاسة اني بحارب و وقتها برضو اتمنيتك تكون جنبي.

عندما مد يده ليمسك بيدها لم تمسح له، ثم أخيراً وصلوا للمنزل، ترجلت من السيارة بسرعة وهي تصعد بالمصعد، ولولا ركضه والقاء مفتاحه لحارس العقار ليتولي أمر سيارته لم يكن سيلحق بها، توقف المصعد بالطابق الخاص بهم فأندفعت للخارج وكان خلفها، قام بفتح الباب وكان يعلم إنها ستركض للغرفة الأخرى، فأمسك يدها بسرعة قائلاً :

_ لا، مش هتخشي الاوضة ونفضل متخانقين، ” بلقيس ” اسمعيني.

افلتت يدها من يده ثم التفتت تنظر له وهي تربع يديها، تنهد وهو يذهب ليغلق الباب ثم عاد إليها، خلع سترته والقاها على الأريكة، ثم بدأ حديثه بهدوء :

_ انا عارف أن حقك تزعلي، عارف ان آخر مرة بينا مكنتش لطيفة كمان، بس والله العظيم الفترة دي كلها أنا كنت بتعالج، أنا كنت بتعالج عشاني زي ما إنتِ قولتيلي بس كان أكبر سبب عشانك برضو، عشان اعرف اعيش معاكي حياة كويسة.

ثم نظر لمعدتها وهو يكمل حديثه بأبتسامة خافتة :

_ عشان نبني عيلة ونربيهم في بيت سويّ قائم على الدين والحب بدل ما يتولدوا و يشوفوا ابوهم سكري، أنا عارف ان كل دة مش هيبرر.

امسك بيديها بكلتا يديه وهذه المرة لم تمنعه وهي تنظر له وأكمل قائلا :

_ انا آسف، عارف أنك ممكن تشوفي دة تكبر بس اعتبريه غرور راجل مكنش عاوز غروره ينجرح ومراته شايفاه بيصارع إدمانه، أنا كنت متبهدل، لو بصيتي على الشقة هتلاحظي أن يعتبر كل حاجه متجددة، أنا كنت ببقى زي المجنون من كتر وجع جسمي و حاسس اني هموت لو مشربتش، مكنش هينفع اخليكي تفضلي معايا، مكنش هينفع اعرضك للخطر يا ” بلقيس ”
لو أنت زعلانه عشان كلامي آخر مرة فأنا اسف
انما لو زعلانه عشان بعدتك في الوقت دة عشان خايف عليكي فأنا مش اسف لأني هعمل كدة تاني

اراح جبهته على جبهتها وهو يتمتم بهمس :

_ لاني هموت لو ايدي اترفعت عليكي، وعشان أنا وعدتك يوم كتب كتابنا فاكرة ؟

F.B

أمسكت به من معصم يده، نظر ليدها متعجباً أنها من بادرت هذه المره، ابعدت يدها قائلة عندما رفع أنظاره لها :

_ عاوزه منك وعد طيب.

_ رغم انك مش في موقف يخليكي تطلبي وعود، بس قولي.

رأى كيف توترت، وهذه المرة استطاع رؤية بعض الخوف داخل عيناها، فأقترب منها خطوة ناظراً لها وهو يتخلى عن موقفه الغاضب قائلاً بصوت هادئ :

_ قولي اللى إنتِ عاوزاه يا ” بلقيس “.

_ مش هتمد إيدك عليا أبدا ؟، حتى لو سكران.

نظر لها ولم يستطع احتواء غضبه عندما فكر في أن يكون والدها قد عنفها بيوم، ولكنها ترجمت غضبه بشكل خاطئ، فتحدثت بسرعة :

_ بابا كان كل ما ييجي سكران كان بيمسك ماما يعدمها العافية

ثم انخفض صوتها ناظرة أرضاً :

_ مش عاوزه اكون زيها

تضخم قلبه، وقد رقت نظراته وهو يراها لأول مره بشكل مختلف، لأول مرة استطاع لمس ضعفها و طبيعتها الأنثوية التي تطلب الأمان، فوضع اصابعه أسفل ذقنها وهو يرفع وجهها، ناظراً داخل عيناها قائلاً :

_ مش همد ايدي عليكي، حتى وانا سكران
أنا عمري ما هسببلك أذى جسدي يا ” بلقيس “.

_ أذى نَفسي بس يعني

اردفت بمشاكسة فأبتسم قائلاً :

_ يمكن

E.F.B.

اومئت برأسها وهي تتذكر حديثهم، بينما أبتسم قائلاً :

_ كان فيه شوية أذى نفسي اهو بس خلاص عدت.

تركها وابتعد عنها، ثم مد يده لها نظرت له بأستغراب قائلة :

_ في إيه ؟

_ مادد ايدي، هموت لو مطولتش القمر.

ابتسمت وهذه المرة رفعت يدها وهي تمسك بيده، سحبها وهو يعانقها وشعر وكأنه يريد تركها هناك للأبد، بينما تحدثت هي باكية :

_ وحشتني اوي يا ” مازن “، وحشتني أوي.

_ وإنتِ كمان، والله ما فيه حاجة قوتني الفترة دي غير اخر جملة في الرسالة اللى سبتيها ‘ اعرف اني في واحده في مكان ما بتحبك وبتدعيلك دايما تكون كويس ‘

ابتعد عنها ثم حاوط وجهها بكفيه قائلاً وهو ينظر داخل مقلتيها:

_ انا بحبك يا ” بلقيس “، مهما اقول أو اعمل مش هوفيكي حقك أبداً، إنتِ رضيتي فيا الروح، غيرتيني وخلتيني إنسان احسن، أنا من غيرك ولا حاجة.

_ وانا كمان بحبك اوي، دي اخر مرة هنفترق فيها يا ” مازن ” ؟

اومئ برأسه وهو يردف :

_ وعد، مش هيفرقني عنك غير الموت.

ابتسمت وهي تقترب منه ثم قبلته بهدوء بادلها إياه، عندما ابتعد
وضع يده على معدتها يتحسس طفله قائلاً بمزاح :

_ انا كنت عارف إنك شايلة مني، بس متخيلتش تكوني شايلة بجد.

ارتفعت ضحكته عندما صفعته على ذراعه، ثم دفعته وهي تذهب تجاه الغرفة، وعندما لم يأتي خلفها التفتت تنظر له قائلة بأبتسامة :

_ هتقف تتفرج عليا ولا إيه ؟.

ابتسم ثم ذهب خلفها، سعيداً لأن حياته الآن ستكون معتدلة رفقتها، لقد وقف القدر معه هذه المرة، أصبح شخصاً أفضل، وسيعي المتبقى من حياته وهو يحاول أن يكون افضل وافضل، كـ زوج لها و كـ والد لأطفالهم.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

بارت تو ماتش مشاعر والله

طبعاً قصير عشان احنا خلاص بنشطب 😭

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى