روايات

رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم شاهيناز محمد

رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم شاهيناز محمد

 

البارت السابع والثلاثون

 

لقد انتهى الوقت الذي سأقضيه بمفردي،
الآن أنتِ معي؛ تُمسكين بيدي،
تسيرين بجانبي على طريقٍ مليئ بالأشواكِ،
لا أنا أعلم هل سننجح ولا أنتِ،
ولكن على الرغم من ذلك لم تتركيني،
ولأول مره جعلتيني اتذوق طعم المشاركة،
وكيف أن الطريق يكون أسهل عندما تكون امرأتك بجانبك،
والآن علمتُ
أن وراء كل رجل عظيم، امرأة أعظم.

_ من علي إلى نور.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

أكثر ما يفرق في العلاقات هو دعم شريكك في الأوقات التي يصعب عليك فعل ذلك بها، تكمن اشياء بهذه اللحظات لن يعوضها اي شئ اخر، فكلما سقط سيعلم إنك هناك لتمسك به، سيزداد حبه لك لأنك لم تتركه باللحظات التي كان يصعب التمسك به بها.

ربما كانت بدايتهم كذبة بواسطته، ولكنه لن يندم أبدا إنه وقع بحبها، لن يندم على اليوم الذي قرر أنه سيحبها لسنوات حتى يستطيع أن يتزوجها، كانت امرأته منذ تلك اللحظة، ويبدو أنها ستظل كذلك،
نظر ” علي ” لها وهي تجلس بجانبه على كراسي الانتظار بالعيادة الخاصة بالطبيب النفسي،
لقد مرت بضعة أيام منذ أخبرته عن قرارها بشأن حياتهم سويا، وكان يجب عليهم أن يذهبوا بعد ذلك لرؤية المنزل الذي سيمكثون به، تحدث وهو يشاكسها قائلاً :

_ اخرتينا اربع أيام، أفرض حالتي اتدهورت بقا.

انفلتت منها ضحكة وهي تنظر له، ثم أجابته بتنهد :

_ والله يا ” علي ” غصب عني، الأيام دي معرفش في إيه بس في حالات تسمم كتير اوي للحيوانات، العيادة مكنتش بتفضى.

عبس بسبب حديثها، فلم يكن يفكر أن هناك أشخاصًا قادرة على قتل روح لا تعلم حتى كيفية الدفاع عن نفسها، فسألها قائلاً :

_ هو لسه فيه ناس بتسمم الحيوانات ؟

_ كتير جداً، دة الدنيا دلوقتي مقلوبة على جامعة القاهرة، بيقولو أن فيه حيوانات كتير جوا محبوسة بيعملوا تجارب ويدرسوا العملي عليها وهي صاحية، مش عارفه ليه رغم أن لما كنت أنا بدرس هناك كنا بنذاكر على مجسمات أو بنشرح حيوانات ميتة أصلا.
3

تنهد ” علي ” وهو يهز رأسه بحزن على ما وصلت إليه قلوب الناس، فأصبحت الرحمة بهذه الايام شبه منعدمه، تحدث وهو ينظر أمامه كي يتذكر جيداً :

_ حرام جدا وهيتسألوا عنهم يوم القيامة، تعرفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ما من إنسان قتل عصفوراً فما فوقها بغير حقها إلا سأله الله عز وجل عنها. قيل: يا رسول الله، وما حقها؟ قال: يذبحها فيأكلها، ولا يقطع رأسها يرمي بها
يعني الحيوانات اللى هي بتتاكل لازم يدبحها الأول عشان ياكلها، ولو مش بتتاكل وقتلها يتحاسب عليها
وكمان ابن عباس قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل أربع من الدواب: النملة والنحلة والهدهد والصرد، وقالوا إن دة حديث صحيح لأن صححه الألباني رحمه الله عليه، بيقولوا هنا أنه حرام قتل النمل الكبير لأنه مفيد إنما الصغير اللى بيظهر في الشقق دة عادي.
1

قد يعجبك أيضاً
صياد الظلام «ما قبل العاصفة» بقلم ItsEnAm
صياد الظلام «ما قبل العاصفة»
14.4K
697
في أعقاب عودته، كان يبدو وكأنه يجر خلفه سحابة من الدهشة والذهول، بينما تتسلل نظرات الحقد من كل زاوية، كيف له وقد غادر كملاك تقيًا ولطيفًا أن يعود على هذا النحو؟ وكيف له…
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ بقلم zahra-egy
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ
348K
17.5K
تسلّلَت أنفاسُكِ من لفائفِ الكَتْم، كعطرٍ مسمومٍ من معبدٍ منسي، يا من نُقشَ اسمُكِ على تابوتِ الغواية، أنتِ قبلةُ رع، لكنّ خلفَ عينيكِ تَكمُنُ أنيابُ أنوبيس. أراكِ… لا…
𝐎𝐍𝐋𝐘 𝐘𝐎𝐔 𝐊𝐍𝐎𝐖 بقلم sounalle
𝐎𝐍𝐋𝐘 𝐘𝐎𝐔 𝐊𝐍𝐎𝐖
3M
110K
•| مُــحــتــوىٰ جٓــريــئ +18 |• &quot;ظننت أن الزواج سجن، لكنه كان مختبرًا… وأنا كنت التجربة.&quot; زوجوني غصب لرجل يكبرني بسبعة عشر عامًا، قيل لي إنه مضطرب، طفل في…
بما لا تشتهي السفن بقلم SalmaAyman127
بما لا تشتهي السفن
27.7K
1.5K
يأتي القدر بما لا تشتهي السفن حين تظن أن الخير قد ذهب وان الحياة لا فائده منها يأتي الخير الحقيقي ،وتعلم أن القدر يخبئ لك ما هو افضل دائمًا لا حياة بدون قرارات خاطئه نتع…
الآنسة حنفي _نوفيلا _إشتباك من نوع خاص بقلم Amirisa_28
الآنسة حنفي _نوفيلا _إشتباك من نوع خاص
32.6K
2K
حينما يجتمع النقيض فماذا يحدث ؟! بهذه الحكاية سنشاهد ثنائي غريب أحدهما يسعي وراء الزواج و الآخر يسعي للطلاق .. فماذا يحدث حينما يرتبط المأذون بمحامية ؟! بالتأكيد ستش…
ديجور الهوى/ كاملة بقلم FatmaSultan947
ديجور الهوى/ كاملة
1.2M
97.2K
لو كنت جلادًا على قلوب البشر وأفعالهم تأكد أن الأمر لن يُحتمل ولو كنت قديسًا بلا أخطاء تأكد أن المكان لن يُناسبك.. هنا نحتاج شخص قلبه لين حتى يغفر وكبير جدًا حتى يتحمل ه…
خيوط متشابكة “أولاد المُختلين” بقلم Ganaeesa_5657
خيوط متشابكة “أولاد المُختلين”
150K
9.4K
الحياة تسير وكل ثانية تكتشف شيء جديد في خيوط قصتك ، لتُصدم بخيطٍ آخر يقتحم قصتك وحينما نظرت إلى المُقتحم وجدته شخص عكسك لا يشبهك، وحينما حاولت الهروب وجدت خيوط قصتك تشاب…
نظرت له ” نور ” بأعين تشع، كما كانت تنظر بكل مرة يتحدث معها عن شئ بدينها، فكانت مطمئنة لأنها مع رجل سيقدمها خطوات مع الله ولن يؤخرها، بينما هو حديثه قائلاً :

_ وفيه كمان حيوانات اباح قتلها عادي برضو وقال خمس من الدواب يقتلن في الحل والحرم: الغراب والحدأة والفأرة والحية والكلب العقور، يعني بالمختصر لو حيوان آذاكِ وحاولت تمشيه ومرضيش يمشي ويسيبك تقتله عادي غير كدة لأ.

عندما أنهى حديثه أعاد أنظاره إليها وجدها تلقيه بهذه النظرة، فأبتسم بخجل وهو يمد يده ليرفع نظارته فوق جسر أنفه قائلاً :

_ بتبصيلي كدة ليه ؟

اتسعت ابتسامتها أكثر وهي تجيبه بهدوء قائلة :

_ مستغربة ازاي فكرت مجرد تفكير انك ممكن تأذيني، إنت فيك كل اللى اتمنيت يكون في جوزي يا ” علي “، أكيد عارف أن الراجل سيسأل على تدين زوجته أو بنته أو الانثى اللى تحت وصايته عموماً، عشان الدين خلى الراجل هو القوّام وأنك لازم تاخد بأيديها للحلال، ودة فيك يا ” علي “، ربنا يحفظك ليا يا حبيبي وعقبال ما اشوفك بتربي بناتنا و أولادنا نفس التربية دي.

لم يستطع الإجابة عليه وقد امتلئت عيناه، فأمسك يدها وهو يقبلها من باطنها بأبتسامة هامساً :

_ شكراً يا ” نور “، يا نوري.

ابتسمت ” نور ” بسعادة ثم تم مناداة اسمهم، تنهد وهو يجمع شجاعته وربطت هي على يده وهي تنهض معه، عندما دلفوا للطبيب تحدث بأبتسامة وهو يراه قائلاً :

_ ” علي “!، أنا كنت مستنيك على فكرة، طولت شوية.

ظهرت ” نور ” خلفه فنظر لها الطبيب بأبتسامة عارفة، أغلقوا الباب خلفهم بينما ذهبوا وجلسوا أمام مكتبه، واجابه ” علي ” بحرج :

_ عارف اني اتأخرت لحد ما جيت بس يعني كنت بحاول اعالج الدنيا.

اومئ الطبيب برأسه متفهماً ثم حول أنظاره ل ” نور ” قائلا بأبتسامة :

_ المدام ؟

ابتسم ” علي ” وهو يومئ له، بينما سألت ” نور ” الطبيب وهي تدخل بالموضوع :

_ ممكن اعرف يا دكتور مرض الايروتومانيا دة عبارة عن إيه ؟، عاوزه معلومات اكتر.

نظر الطبيب ل ” علي ” وكأنه يستأذنه بمشاركة الأمر، فأومئ ” علي ” برأسه له بتوتر، بينما نظر ل ” نور ” ليرى رد فعلها عندما بدأ الطبيب بالحديث قائلاً :

_ مرض الايروتومانيا أو متلازمة دي كليرامبو ودي حالة نادرة، اختصاراً يعني أنك بتفكري أن فيه حد بيحبك وهو ميعرفكيش أصلا وأحياناً دة بيكون ممثل أو حد مشهور مثلاً أو حد انت ممكن تكون فيه حاجة واقفه بينك وبينه، أسبابه بقا إنك ممكن تتعرض لاضطراب الوهم، فاتفتكر أن فيه شخص بيحبك وهو مبيحبكش، فايبتدي مخك يترجم الإشارات غلط، وايماءات الشخص دة وتفتكر أنه كدة بيتواصل معاك، ده كمان غير ان التوتر كمان بيسبب المرض دة أو لو فقدت شخص كنت مرتبط بيه، زي حد من قرايبك أو حتى صديقك المقرب، فأنت وقتها بتبحث عن الشعور بالأمان في شخص انت حبيته
و ممكن ييجي بسبب أمراض أخرى أو من تلقاء نفسها، ممكن يكون الموضوع ليه علاقه بجينات المريض يعني وراثة في العيلة، بس البيئة اللى حواليه بتبقى مؤثرة اكتر وبتساعد في دة، المرض دة ممكن يقعد اسابيع أو سنين، بس اول ما المريض بيدرك أنه في مشكلة ويطلب المساعدة كل شئ بيتحل.

_ طب ودة علاجة بيكون إيه ؟

سألته ” نور ” مجدداً فأبتسم الطبيب سعيداً بأسئلتها وهو يجيبها :

_ ملوش علاج معين الكلام في معظم الوقت بيكون كفاية، انما لو برضو فيه آثار فاممكن يتعالج بأدوية مضادات الاكتئاب أو مثبت للمزاج.

عندما اومئت برأسها علم الطبيب أنها حصلت على ما تريده، فألتفت ل ” علي ” قائلاً :

_ عاوز بقا يا ” علي ” منك إنك تحكيلي اللى حصل بالظبط من اول ما شوفت البنت دي.

_ أنا البنت دي يا دكتور.

تمتمت ” نور ” بغيرة فأبتسم ” علي ” وهو يؤيد حديثها قائلاً :

_ المدام هي البنت دي يا دكتور.

_ اعذروني بقا دماغي مش دفتر.
2

تمتم الطبيب مازحاً فأبتسموا مما خفف من حدة الجو وساعد على استرخاء ” علي “، الذي تنهد وتململ بتردد بجلسته ولكنه بدأ حديثه قائلاً بصدق :

_ شوفتها اول مرة من تسع سنين، كان لسة قبلها بتلت سنين والدي و والدتي متوفيين في حادثة.

لم يضطر ليخبره أن والدته لم تمت فكان الطبيب يعلم ذلك لأنه من كان مشرفا على حالتها، فأومئ له ليكمل ففعل بهدوء :

_ كنت بشتغل في مطعم دليفري وساعات في المطبخ، فاروحت كليتها اسلمها اوردر، قولتلها حضرتك الاستاذه ” نور ” قالتلى الدكتوره ” نور “.

نظرت ” نور ” له بدهشة، لقد اقتبس بلقاءهم حينما رأته لأول مرة، شعر ” علي ” بنظراتها فأبتسم وهو يرفع كتفيه قائلاً :

_ ما أنا كنت فاكرك عرفاني وهتفتكريني.

ابتسمت بحزن، وبهذه اللحظة تمنت لو أنها تذكرته، اكمل هو وهو يعيد أنظاره للطبيب :

_ بس بعدها ادتني فلوس الاوردر وقالتلي تسلم ايدك كدة مليش باقي رغم أنه كان ليها، فاحبيتها هتقولي ازاي هقولك معرفش، أنا فاكر اني فضلت واقف اشوفها لحد ما دخلت الكلية، ومن هنا بقيت كل خميس أروحلها، حفظت الوقت اللى بتقعد تفطر فيه، فابقيت اروح أشوفها وساعات اصورها، كنت بسيب الصور على الفون، بس من ساعتها وانا عرفت اني لازم اكون حاجة عشان اعرف اطلبها وانا عندي أمل اني مش هترفض، فاكثفت الشغل وبقيت أشيل الفلوس اللى بتيجي زيادة وأخش جمعيات واحوش لحد ما فتحت اول مطعم وأنا داخل على تمانيه وعشرين سنة.

تنهد بأرهاق فمد له الطبيب كوب ماء، بينما وضعت هي يدها على فخذه بدعم، فأبتسم وهو يرتشف من الكوب، لم ينظر لها وهو يسرد وقد لاحظت ذلك، ولكنها لم تتحدث يكفي إنه تقبل وجودها الآن،

_ وقتها بصراحه كنت اهملتها شوية، مراقبتي ليها قلّت بس كنت عارف مكان العيادة طبعا والبيت، قعدت أفكر المفروض اكلمها ازاي؟، لحد ما طلبت اوردر من عندي والقدر خلاني أنا كمان اللى اروح أوصله، لما بصيت على العنوان ساعتها والاسم كان عندي إيمان غريب أن ربنا بيسببلي الأسباب، وإن أكيد نهايتنا خير، بعدين ضايقتها شوية ودخلتلها عن طريق أني اخو ” جنة ” وكانت بتودي قطتها عندها، مكنش عندي ثقة برضو في أنها ممكن تتقبلني و توافق تتجوزني بالسرعة دي، فابقيت ابعتلها مسدجات كأني واحد بيراقبها، وعرضت وقتها عليها اني اتجوزها عشان والدها ميرجعهاش الصعيد ويخليها تسيب شغلها وحياتها هنا.

زفر بأرتياح عندما انهى حديثه، كان الطبيب يمسك بدفتره وهو يدون شئ ما، و قع الصمت على الغرفة لمدة دقيقتان، حتى سأله الطبيب بجدية :

_ شكيت امتى أن فيه حاجة غلط يا ” علي “؟

_ لما كنت بلمحلها أننا عارفين بعض بقالنا سنين وهي مكنتش بتفهم.

_ و وقتها كان إيه رد فعلك ؟

_ الأول اتضايقت وفكرتها بتكدب، بس بعدين حسيت أن كلامها صح وتقبلت الفكرة وقولت مش مشكلة المهم أنها بتحبني دلوقتي، بس بعدين كلام عمي و وصفه لحالتي خلتني أتأكد اني مريض.

هز الطبيب رأسه، ثم وضع المذكرة التي كان يكتب عليها، وابتسم ببساطة وهو ينظر له قائلاً :

_ بس كدة انت خفيت.

_ يعني ايه يا دكتور ؟

سألت ” نور ” بتعجب عندما صمت ” علي “، فحول الطبيب أنظاره إليها قائلاً ببساطة :

_ يعني زي ما سمعتي، الأمراض النفسية درجات زي ما قولتله قبل كدة، فيه أمراض كتير جداً إنتِ بتعالجي نفسك منها من غير حتى ما تحسي، و ” علي ” عالج نفسه من اليوم اللى اتجوزك فيه، بدليل أنه قالي أن من وقتها بطل يراقبك حتى، لو كان فضل يراقبك كان وقتها هيكون هوس وشك وحاجات تاني كتير أوي، إنما هو معملش كدة
عقلة لما بقيتي قريبه منه ومراته استوعب خلاص انك ليه و بتاعته، فوقف آليات الدفاع اللى بتخليه يحس انك هتضيعي منه في اي لحظة.

ضغطت ” نور ” على يد ” علي ” وهي تنظر له بأبتسامة، ولكنه لم ينظر لها وهو يسأل الطبيب بهمس :

_ يعني أنا مش خطر عليها يا دكتور صح ؟، لو سمحت متخبيش عليا، دلوقتي لو هي بقت معايا في نفس البيت خلاص ودة اللى هيحصل قريب أنا مش هأذيها؟، مش هبقى زي عمي ؟

رقت ملامح ” نور ” لأن كل ما كان يفكر به كانت هي، فوقعت بحبه مجدداً بتلك اللحظة، بينما نفى الطبيب برأسه وهو يجيبه بهدوء:

_ قولتلك أن عمك كانت كتلة أمراض يا ” علي ” مش إيروتومانيا بس، ويمكن لو كان عايش دلوقتي كان زمانه في مصحة نفسيه بدل السجن، وعشان تطمن اكتر أنا هطلب منك تجيلي مرتين في الشهر نتكلم أنا وأنت واتابع معاك لحد ما تطمن خالص ونتأكد يا سيدي، وصحيح خدوا خطوة الجواز في اسرع وقت لأنها هتساعد جدا.

اومئ ” علي ” برأسه بأمتنان، ونهضوا سوياً بينما مد يده للطبيب قائلاً بأبتسامة ممتنة :

_ انا متشكر يا دكتور، الله يباركلك ويريح قلبك.

_ حبيبي يا ” علي “، هستناك بعد شهر أن شاءالله.

امالت ” نور ” رأسها للطبيب وهي تشكره أيضاً، ثم خرجا سويا من غرفته، كان ” علي ” يمسك بيدها ولم يتركها، وحالما خرجوا من العيادة كان الشارع فارغاً، فتوقف وهو يعانقها ثم حملها ودار بها مما جعلها تتشبث به صارخة، توقف عن الدوران ولكنه لم يتركها، و وضع رأسه بثنية رقبتها قائلاً بصوت باكٍ :

_ الحمدلله، أنا كنت خايف اوي يا ” نور “، كنت خايف عليكي مني.

اغمضت ” نور ” عيناها وهي تتشبث به و تبادله عناقه، ثم ابتعدت عنه و حاوطت وجهه قائلة بأبتسامة :

_ خلاص يا حبيبي كل حاجة اتحلت، انت زي الفل، واحنا زي الفل.

_ بحبك أوي

ابتسمت بسعادة وهي تجيبه :

_ وانا كمان بحبك اوي اوي.

امسك بيدها وهو يركض بينما تركض خلفه، وصرخت به قائلة :

_ ايه يا ” علي ” على مهلك!

_ مهلي إيه مش هنروح غير لما نشوف شقة النهارده ونتجوز الشهر الجاي، مش شايفة الدكتور قالك اتجوزوا في اسرع وقت لازم نسمع كلامه.

ثم توقف فجأة والتفت لها قائلاً بصوت منخفض :

_ و بصراحة بقا عشان مش عارف اخد راحتي، عاوز ابوس براحتي بقا.
5

صفعته على ذراعه بينما اكمل سيره وهو يضحك بصوت مرتفع عندما استمع لهمسها قائلة :

_ وقح.

_ بس اعجبك.

اجابها وهو يلاعب حاجبيه فأرتفعت ضحكتها وركضت معه تجاه سيارته، بهذه اللحظة شعرت بالخفة، وكأنهم يحلقون سوياً، ولم تكن أكثر سعادة من اليوم أبدا.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

« إن وقف القدر بجانبك مرةٍ واحدة يجب أن تصمت وألا تُبالغ بفرحتك، رحم الله امرئ علم قدر نفسه، من الغباء أن تعتقد أن وقوف الحظ بجانبك لمرة سيستمر، و تُهلل بفرحتك لتجعل الخصم يغار، أيغار من كان يكتسح القارة؟، هل سيغار من كان يسير رافعاً رأسه لا يرى أمامه وهو يأخذ بطولاته حتى وإن كانت بأفواه الأسود!، عزيزي لون الاهلي هو الأحمر،
الدماء، الانتقام، الموت،
لا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد،
هذه القارة، هذه البلد، هذه الدولة لها سيّد واحد،
ملك واحد،
لها الأهلي المصري »
3

كانت ” يارا ” جالسة وهي تعض اصابع يدها، لقد بدأت المباراة وكانت الأجواء مشتعلة، كان الأهلي مكتسحاً، أضاع فرص محققة لولا سوء الحظ، كانت تجلس على آخرها بينما يجلس كالعادة ” زيدان ” بجانبها بينما على الأريكة الأخرى كان ” عاصم” يجلس، صرخت ” يارا ” وهي تقف عندما تم تسجيل هدف من قبل الجزيري، فنهض ” زيدان ” أيضاً قائلاً :

_ تسلل، تسلل اهدي.

لم يكن يحدث ” يارا ” كانت ” جنة ” تضع الهاتف أمامها وهي تحادثه مكالمة فيديو، كان يريد أن يشاهد المباراة معها ولكن ” علي ” لم يكن بالمنزل لذا لم يذهب ولكنهم حرصوا على مشاركة بعضهم، استمع لحديث ” جنة ” وهي تستنشق لتهدئ من روعها قائلة :

_ اكيد تسلل، مش بعد كل الفرص واللعب دة يدخل فينا جول، يا رب!

وبالفعل بعد دقيقتان من التحقق بتقنية الـ var تم إثبات التسلل، فنظرت ” يارا ” بجانب عيناها ل ” عاصم ” الذي رفع كتفيه قائلاً ببساطة :

_ مش مشكوك فيها، واضحة.

اومئت برأسها واصابتها خيبة الأمل قليلا لأنها قد ظنت أنه سيعاندها وستضطر إلى أخباره بالتفصيل، بعد بضعة دقائق انتهى الشوط الأول، بينما أردف ” عاصم ” بتشاؤم :

_ شوط يخلص اربعه مستريح ليكوا، فرص ضايعة يارب تندموا عليها أن شاءالله.

_ بصراحة أنا مش هتكلم غير لما الماتش يخلص، مبحبش احرق على الفاضي.

تمتم ” زيدان ” بينما اومئت ” جنة ” و ” يارا ” برأسهم مؤيدين له،

_ ” عماد” كمان كان بيحب الاهلي أوي يا ” جنة “، فاكرة ؟

استمعوا لصوت ” ياسمين ” التي كانت تجلس بجانب ” يارا ” ولكنهم لم يروها، فأبتسموا جميعهم بحزن بينما اومئت ” يارا ” لوالدتها، وصرخ ” عاصم ” قائلاً :

_ مفكرتيش في عرضي ليه يا خالتي ؟.

_ خالتي!

تحدث ” زيدان ” بأشمئزاز ولكن ” عاصم ” تجاهله بينما تجيبه ” ياسمين ” وهي تضحك :

_ كان على عيني يا قلب خالتك، بس انا لراجل واحد بس لحد موتي.

لحسن حظهم تم بدأ الشوط الثاني، فعادت ” جنة” بأنظارها للتلفاز ولم يتمكن منها الحزن، لقد مرت الخمسة والاربعون دقيقة الأخرى بنفس الوتيرة، فرصة تضيع من هنا وفرصه من هنا، وكانت ايدي ” يارا ” ترتجف من توترها بالفعل، بينما ” عاصم ” كان صامتاً لم يتحدث فقط إلا حينما قال :

_ عواد ده مش طبيعي والله.

اومئوا مؤيدين له، بينما تحدثت ” يارا ” قائلة :

_ كلمة حق هو اللى جابلكوا البطولة اللى فاتت، ولو دي خدتوها هتكون بسببه برضو، ربنا يحفظه.
1

لم يجيبها لأن حديثها كان صحيحاً، اغمضت عيناها وهي تعيد رأسها للخلف عندما انتهى الوقت الإضافي حتى، لقد لعبوا لمدة ساعتين ورغم ذلك لم تصيب اي فرصة حتى، لقد ازداد الضغط، وتمتمت ” يارا ” بحزن :

_ خسرناها، الشناوي هيضيعها زي اللى فاتت.

_ هو في إيه ؟، مالو يعني الشناوي يا ” يارا “؟، احنا هننسى بقا كل اللى عمله عشاننا ؟، كل خبراته والتزامه؟، دة القائد بتاعنا مهما حصل فضله علينا كبير جداً، خلي ثقتك في ربنا وفيه كبيرة، أنا متفائلة الصراحه.
2

تحدثت ” جنة ” فأبتسم ” زيدان ” وكما هو متوقع لقد أيد حديثها، فنظر له ” عاصم ” بسخرية قائلاً :

_ مش دة اللى كنت عمال تلعنه من كام يوم ؟.

انفلتت ضحكة من ” جنة ” عندما زجر ” زيدان ” لـ ” عاصم “، لقد بدأت ركلات الترجيح، التوتر الأكبر، حين تشعر وكأن ضغط دمك ارتفع للسماء، ونسبة الادرينالين بجسدك أصبحت خارجة عن السيطرة، تنهدت ” يارا ” وهي تردف :
3

_ احنا اللى هنبدأ، صاحب القاضية هيسجلها.

وبالفعل لقد أصابت الكرة هدفها، فصرخت هي و ” زيدان ” بسعادة، وقف منافس اليوم رفيق أمس ‘ عبدالله السعيد ‘ ليسدد كورته، وقد أصابها، فحرك ” عاصم ” يديه قائلاً :

_ تحفة أيوه كدة.

وكان الآخر أيضاً حليف اليوم منافس امس، وقف ‘ عمر كمال ‘ ليسدد كورته وقد أصابها أيضاً، كان دورهم، فحبس ” عاصم ” أنفاسه وهو يتمتم :

_ مش مرتاح، المـ..

لم يكد يكمل حديثه فقام الشناوي بصد الكرة، صرخت ” جنة ” وقد اهتزت صورتها بالكاميرا وهي تردف :

_ صدها، قولتلك، قولتلك.

وضع ” عاصم ” يده على رأسه شاعراً بالهزيمة، ولكنه جدد عزيمته عندما تم التصدي لكرة ‘ رضا سليم ‘ لاعب الأهلي، وهكذا وكأنه لم يحدث شئ، استمرت الضربات واستمر التسديد، حتى أضاع لاعب الأهلي كرة اخرى، فـ جاء دور اسطورتهم أن اصابت الكرة، ستكون البطولة لهم، فتمتم ” عاصم ” بأبتسامة ساخرة :

_ شيكا هينهيا، اتفرج يا قلبي
4

وقف الشناوي، أخذ أنفاسه وركز أنظاره أمامه حتى قام شيكابالا بتسديد كورته وقد تصدى لها حارس المرمى، صرخت ” يارا ” بينما نهض ” زيدان ” أيضا وهو يحملها ويدور بها، اغمض ” عاصم ” عيناه وهو يرجع رأسه للخلف على الأريكة، عندما وضع ” زيدان ” شقيقته أرضا وعادوا للجلوس نظرت ل ” عاصم ” ثم انفجرت ضاحكة وهي تردف :

_ يا وجع الأسطورة.

لم يجيبها ” عاصم ” كان أمامهم فرصة، لم ينتهى كل شئ
ولكن لاعبهم بدلاً من أن يجعل كورته تعانق المرمى، جعلها تعانق قائمها، ركضت ” يارا ” بأرجاء المنزل وهي تصرخ، ولكنها توقفت فجأة وانفجرت باكية، ركض ” زيدان ” لها قائلاً.

_ بتعيطي ليه يا بنتي، إنتِ عبيطة ؟

_ والله خدناها صح ؟، والله ما مصدقه الحمدلله.

كانت تضحك وتبكي بنفس الوقت، نظر ” زيدان ” لهاتفه بينما تحدث بأبتسامة :

_ مبروك يا وش السعد، عقبال ما نكون واقفين سوا في المدرجات بنشجع احنا و ولادنا.
1

_ امين.

تحدثت ” جنة ” بخجل فودعها ثم أغلق الخط وذهب هو ” ويارا ” وجلسوا أمام ” عاصم “، سألها ” زيدان ” بصوت منخفض :

_ هتبدأي إنتِ؟، ولا اخش أنا ؟

_ سيبلي أنا الطالعة دي الأول.

أجابت شقيقها وهي تراقب ” عاصم ” الذي نظر لها بجانب عينه، ربع ” زيدان ” يديه وهو يشاهد بينما بدأت حديثها قائلة :

_ هارد لك يا استاذ ” عاصم “، فكرني كنت بتقول إيه بقا ؟

قلب عيناه وهو يجيبها بسخرية :

_ متعيشيش الدور، أنا مديكي على قفاكي في بطولة قارية بتتعمل كل قرن.

ضحكت بسخرية وهي تجيبه :

_ بطولة قارية بتتعمل كل قرن؟، مش دي اللى كانت لسه من اربع سنين باين مش قرن يعني ولا حاجة!، وبعدين مانا مدياك على قفا قفاك لما خدت التاسعة من عينك وحرمتك من السادسة اللى هتمـ.وت عليها من أيام الهكسوس،
وبعدين يعني أنت يوم ما ربنا يكرمكوا وتاخدوا مننا بطولة، يطلع واحد يقولك الراجل منكوا بعشرة مننا ؟.

كانت تداري كل ذلك بداخلها، و كان يعلم أن هذه فرصتها، كاد يقاطعها ولكنها لم تعطيه الفرصة وهي تكمل :

_ انا في ماتشات الكورة مش بمشي بالرجولة، أنا بمشي بالبطولات، ناديك كله على بعضه معاه بالبطولة اللى فاتت دي 80 بطولة غلبانه، النادي بتاعي معاه 122 بطولة،
في الكورة البطولات اللى بتعمل رجالة،

نهضت من مكانها وهي تقترب منه، ثم توقفت وهي تميل عليه وتنظر داخل عيناه بينما تكمل حديثها :

_ البطولة الواحدة متعملش منك راجل.

وحتى لا يجد الفرصة لمناقشتها عادت وهي تجلس بجانب شقيقها مجدداً، لم يتحدث ” زيدان ” ولكنه فقط هز رأسه قائلاً بسخرية :

_ ياني ياني ياني.

ضحكت ” يارا ” بصوت مرتفع وهي تصافح شقيقها، ورغماً عن ” عاصم ” أبتسم وهو يراهم، لقد كان يحب رؤيتها سعيدة حتى وإن كان ذلك سيجعله هو ليس كذلك، ولم يحتفظ بالفكرة وهو يردف بينما ينظر لها :

_ انا معايا مليون بطولة، عارفه خدتهم ازاي ؟.

عقدت حاجبيها باستغراب وهي تسأله :

_ ازاي ؟

_ كل مرة خليتك بتضحكي فيها، كل مرة شوفتك مبسوطة وعينيكي بتلمع، كل دي بطولات بالنسبة ليا.

عضت شفتيها بخجل وهي تبتسم، بينما لم يتحدث ” زيدان ” وهو يهز رأسه، أردف صوت خلفهم قائلاً :

_ طول عمرك نحنوح.

كانت ” سمية ” والدته التي تحدثت، ضحكت ” نادية ” خلفها وهم يجلسون بجانب أبناءهم، نظرت ” نادية ” حولها ثم سألتهم بتعجب :

_ اومال ” مهرة ” و ” دياب ” فين ؟.

_ فوق بقالهم كام ساعة.

اجابها ” زيدان ” فرأو أعين ” سمية ” تضيئ بينما نهضت وهي تقف أسفل السلم صارخة :

_ الاهلي كسب يا ” دياب ” خليها اچوان فوج وتِحت وهاتلي حفيدي يا واد.
1

_ مش قادر.

انفجر ” عاصم ” ضاحكاً وشاركه ” زيدان ” بينما احمر وجه ” يارا ” بخجل فتمتم ” زيدان ” :

_ تعالي يا مرت عمي الله يستر عرضك فضحتيهم.

جلست ” سمية ” وهي ترفع كتفيها قائلة بأبتسامة:

_ برفع معنوياتهم الله.

_ والله ياما إنتِ عسل، الحمدلله اني هتجوز برا.

ارتفعت ضحكاتهم، بينما لم تتحدث ” يارا ” بالمباراة مجدداً، لقد اسكتها ” عاصم ” بطريقته، وكان كلما تقابلت أنظارهم يغمز لها، نهض ” زيدان ” ليتحدث مع حبيبته هو الآخر
وانقضى الوقت بين احاديثهم واحتفالات ” يارا ” التي صدحت بأرجاء المنزل طوال اليوم.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<
ــ فارق زمني’ بعد خمسة وأربعون يوماً ــ
2

مرور الوقت بجانب شخص تحبه يصنف من اجمل الاشياء التي يمكن أن يشعر بها المرء، تجلس وكلما تنظر بجانبك تجده ينظر لك بأعين مشعة، أعين تتحدث فقط عن الحب الذي يكنه داخله لك، تشعر وكأن نسيم الهواء أصبح له رائحة عطرية، وأن السماء لونها يقدر بالحب،
تدرك حينها أن ما اجمل الدنيا حين يكون هناك قلب يحبك.

تنهد ” زيدان ” وهو ينظر لها جالسة بجانبه خلف منزلهم، بأحلامه عندما كان يتحدث اليها كل يوم دون أن يعلم هويتها وهو يجلس على نفس المقعد لم يتخيل أنه سيأتي اليوم الذي ستجلس به هي أيضاً هنا، ولكنه كان كلما نظر بجانبه تمنى أن يراها يوماً ما، وبدلاً من أن يُشارك معها احاديثها عن افلامها خلف الهاتف سيشاركها وجها لوجه وهو يرى تعبيراتها،
انفعالاتها وإضاءة عيناها،

_ ” علي ” و ” نور ” كدة خلاص فرحهم بكرة، مش هنحصلهم بقا ؟

تمتم وهو ينظر لها، إجابته دون النظر له قائلة :

_ يتجوزوا بس وبعدين نتكلم.

اومئ برأسه ولم يشأ أن يجعلها تشعر وكأنه يضغط عليها، أبتسم عندما التفتت تنظر له وهي تنظر للورود التي جمعتها بيديها ثم تحدثت بخجل وهي تنظر لـ لحيته :

_ ممكن اعمل حاجة ؟.

رفع حاجبه بفضول، ولكنه أجابها وهو يقرب وجهه منها قائلاً :

_ لو هتبوسي بوسي بسرعة قبل ما نتقفش.

_ زيدان!

وبخته وهي تصفع ذراعه فأنفلتت ضحكته، كان أكثر شئ يحبه هو اغاظتها، تحدث هذه المرة بهدوء وهو يبتسم :

_ بهزر معاكي، إنت تعمل اللى انت عايزه يا حبيبي، أنا كلي ليكي.

كما كان رد فعلها كلما غازلها، احمر وجهها ولكنها تجاهلته وهي ترفع يدها التي تحتوي على زهور بنفسجية صغيرة، ضحك عندما وضعت واحده بين شعر لحيته، ورتبت البقية أيضاً بجانبه، ابتسمت وهي تصفق بيديها سعيدة بالنتيجة قائلة :

_ والله شكلها واو.

كان ينظر للطريقة التي تنظر بها إليه، ربما كانت قليلة الكلام والتعبير عن مشاعرها، ولكنه كان يعلم أنها تضع ضوابط الخطوبة بينهم، كان يحاول هو أيضاً ولكنه لم يستطع التوقف عن اخبارها مراراً بما يعترى فؤاده، امسك هاتفه وهو ينظر للحيته، وابتسم قائلاً :

_ إنتِ عارفة ” عاصم ” لو شافني دلوقتي كدة هيطلعني مسرح.

ابتسمت وهي تمسك هاتفها لتصور ما فعلته، ثم انزلته قائلة :

_ خلاص شيلهم بقا صورتهم.

_ متأكدة ؟، طز في ” عاصم “، لو هيخليكي مبسوطة أنا همشي بيهم في الشارع عادي.

ابتسمت بسعادة على محاولته دائما أن يراضيها ويفعل لها ما تحب، مدت هي يدها وهي تزيلهم قائلة :

_ لا، ماحبش حد أبدا يتريق على حبيبي.

_ كدة تاني تقوليها بعد خمسين يوم.

نظرت له بدهشة وهي تسأله :

_ انت بتعد الأيام ؟

_ دة أنا كاتبهم كمان

مد يده داخل جيبه وهو يخرج مذكرة صغيرة، اخذتها منه وهي تفتحها ورأت بدهشة أنه قد سجل جميع تواريخهم، انفلتت منها ضحكة بصوت مرتفع وهي تردف :

_ انت حتى يوم البلوكات مسجله ؟

حك رأسه وهو يبتسم قائلاً :

_ حتى لو مسجلتوش، هو دة يوم يتنسى!، نتجوز بس وانا هعرف اخد حقي كويس.

ابتسمت وهي تمد له الدفتر الذي اخذته، ثم تنهدت ونهضت واقفة كي تعود للداخل، ولكنها قبل أن تفعل نظرت له قائلة :

_ بحبك يا ” زيدان “.
1

ثم دون انتظار رده عادت للداخل راكضة، توقف هو لدقيقة بمكانه يحاول استيعاب ما اخبرته به، ثم نهض بسرعة وهو يركض خلفها مناديا إياها بصوت مرتفع :

_ استنى يا بت، هقولك أنا كمان بحبك.

استمع لضحكتها وشاركها إياها، لقد كانت حياته مليئة بها، ولم يستطع الإنتظار حتى يصل إلى اليوم الذي سيجعلها به زوجته، ليستطيع أخبارها كل يوم أنه يحبها.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

يتولى الرجل دائما المهام الشاقة بالحياة، يعمل ويحمل مسؤولية بيته، لأن هذا هو دوره، لقد خلقه الله ليقود المرأة،
فـ يظن البعض أنه بهذه الطريقة المرأة يكون دورها أقل، وأنها أقل شأناً منه، ولكنهم تناسوا إن المرأة هي التى صنعتهم
المرأة هي من تصنع الإنسان، يتكون داخلها، ينمو داخلها، ثم عندما يخرج للدنيا تكون هي المسؤولة عنه، هي التي تخرجه للمجتمع، وهي التي تسهر على راحته كي ينضج بالقدر الكافي،
لولا المرأة لما وجدت الرجال.

كانوا جميعاً جالسين بجو من الترابط الأسري، جلس ” عثمان ” على رأس الطاولة، على يمينه ” حمدان ” وبجانبه زوجته، وعلى يساره ” نادية “، بينما بجانبها يجلس ” زيدان ” وامامه يجلس ” دياب ” وبجانبه زوجته، وكان بجانب ” زيدان ” ” علي ” وبجانبه ” نور ” وبجانب ” نور ” جلست ” ياسمين”، وبجانبها ” جنة” بينما أخذ ” عاصم ” يارا ” بجانبه وهو يجلس بجانب ” مهرة ”

كانت الساعة قاربت على منتصف الليل وكانوا أخيرا جالسون بعد أن كانوا يجهزون المنزل للغد، بينما تركوا الرجال بالخارج يقومون بتزيين المكان، تنهد ” دياب ” وهو يردف بإرهاق :

_ كدة كله تمام خلاص، الشيف والتيم بتاعه هييجوا الفجر عشان يبتدوا يجهزوا الأكل، كله لازم يتحرك من هنا الساعه تلاته العصر نروح القاعة عشان السيشن، وفي الوقت دة الناس هتكون بتاكل هنا واحنا هنقضي شوية وقت هناك زي ما اتفقنا وبعدين كل واحد يروح لحاله.

_ متأكدين مش عاوزين شوية اغاني ؟

سألتهم ” يارا “، فنظر ” علي ” و ” نور ” إلى بعضهم البعض بأبتسامة، بينما اجابها ” علي ” بهدوء :

_ صدقيني دة اكتر قرار احنا واثقين منه، أن شاءالله نعوض الهيصة دي في فرحك إنتِ و ” عاصم “.

كان اتفاقهم أن يكون اليوم هادئاً، يلتقطون بعض الصور في مكان جيد عبارة عن قاعة مفتوحة، ثم يجلسون قليلاً و يأكلون سوياً، بينما هنا تولى والدها مسؤولية إطعام أهلهم، كان في مخططهم أن اليوم سينتهى الساعة الثامنة ليلا ثم سيعودون إلى منزلهم الذي قضوا هذه الأيام يقومون بتجهيزه بكل حب، والذي كان قرب العيادة الخاصة ب ” نور ” كي لا ترهق نفسها بالذهاب كل يوم لمكان بعيد، لقد كان ” علي ” حرصاً على راحتها أكثر من راحته وهذا اكثر ما جعلها تطمئن

بالطبع لم ينسى مواعيده مع الطبيب، وكان يذهب إليه كلما شعر بأنه يريد التحدث معه، كانت ” نور ” سعيدة بأختيارها له، وإن عاد الزمن ستفعل مجدداً وستختاره رغم كل شئ
أخرجها من شرودها قدوم خادمة المنزل وهي توزع قطع كعك عليهم جميعاً بعدما انتهوا من عشائهم،

كانت ” مهرة ” تنظر ل ” دياب ” بترقب وهو يمسك بشوكته ويأخذ اول قضمة، ثم الثانية ولكن أوقفه وجود شئ ما داخل كعكته، عقد حاجبيه وهو يقوم بقسمها نصفين حتى وجد عصا بيضاء أمسكها وهو ينظر بتمعن بينما صمتت الطاولة بأكملها وأصبحت كل العيون عليه
أضاءت أعينهم وهم يخمنوا ما الذي بيديه، ولكنهم صمتوا تاركين إياه يعلم بمفرده،
وجد شاشة صغيره عليها خطين باللون الأحمر، لقد كان يرى مثل هذه الأشياء بالفيديوهات، فنظر بجانبه ل ” مهرة ” بعدم تصديق وهو يسألها بخفوت :
3

_ دة اللى في بالي صح ؟.
1

امتلئت عيناها بالدموع وهي تومئ برأسها، فنظر مجدداً بيده وهو يقبل العصا واغمض عيناه، وبينما نهضت والدته و ” نادية ” وهم يزغردون امسك بزوجته وهو يعانقها، وقام بتخبئة وجهه بين ثنايا رقبتها وهو يهمس بصوت باكٍ :
1

_ ‘ اللهم اني أريدها زوجة لي دون غيرها، اللهم ارزقني إياها واجعل ذريتي منها ‘
كانت دعوتي الثابتة في كل صلاة، لقد جعلها ربي حقا، دعوتي المستجابة يا ” مهرة “، ربنا يخليكي ليا.

تشبثت ” مهرة ” به وهي تشاركه بكاءه قائلة :

_ حبيبي الوحيد، أحلى أب في الدنيا.

عند هذه الجملة ابتعد عنها ثم نظر لوالدته التي تقف على يمينه قائلاً :

_ سمعتي ياما، هبقى أب، الحفيد اهو.

_ سمعت يا ولدي، الف مبروك يا حبة جلبي.

توالت التهنئة عليهم، بينما كان ” عاصم ” فقط جالساً وهو يتمتم ل ” يارا ” :

_ هو باس الاختبار ؟، وهي حطته في الكيكة اللى اكلها ؟، هو عارف الاختبار دة بيتعمل ازاي!، هرجع.
5

صفعته ” يارا ” كي يصمت، وفاق من تأثره بالموقف وهو ينهض ويعانق شقيقه قائلاً :

_ لو واد هيبقى اسمه ” عاصم “.

_ لا طبعا هيسميه ” زيدان “.

تحدث ” زيدان ” بثقة فنظروا لبعضهم بتحدي بينما تحدثت ” سمية ” قائلة :

_ ولا ديه ولا ديه، هيبقى أسمه مسعود.

_ اجعدي يا ” سمية “.

امرها ” عثمان ” وهو يضحك، و تشاركوا جميعاً ضحكة وهم يعودون للجلوس بأماكنهم، نظر ” علي ” لوالدته التي كانت تنظر لما يحدث حولها بأبتسامة هادئة، فهمس بأذنها قائلاً :

_ إنتِ كويسة ؟.

حولت أنظارها إليه وهي تومئ برأسها بينما بادلته الهمس قائلة :

_ كويسة اوي، أنا و ابوك مكنش عندنا العيلة الكبيرة دي اللى تملى حياتكوا، وكنت بدعي دايمًا أن ربنا يعوضكوا، وشايف عوضه كبير ازاي ؟، ربنا يسعدكوا يا حبيبي، يارب اشوفكوا دايمًا مبسوطين وسط عيلة بتحبكوا، ويخليكوا ليا.

تأثر بسبب عاطفة حديثها ورفع يدها وهو يقبلها قائلاً :

_ ويخليكي لينا يا حبيبتي.

ابتسمت وهي تربط على يديه، نهض ” عثمان ” قائلاً:

_ مش جادر اجعد اكتر من أكده، تصبحوا على خير.

نهض الجميع وهم يجيبون عليه، بينما ذهب خلفه ” نادية ” و ” سمية ” و ” حمدان ” وأخذوا ” ياسمين” معهم كي ترتاح بغرفتها، نظر ” عثمان ” ل ” نور ” نظرة ذات مغزى، فهمست ل ” علي ” وهي تنهض خلف والدها قائلة :

_ بابا عاوزني، كانوا قايلين هيقعدوا ورا البيت شوية روح معاهم وهحصلكوا.

_ لا أنا هطلع على السطح واستناكي هناك.

اجابها ” علي ” بهمس كي لا يستمع احد له، فأومئت برأسها وهي تركض بسرعة خلف والدها، طرقت على باب غرفته ثم فتحت الباب وهي تردف بينما تغلقه خلفها :

_ نعم يا حبيبي.

_ تعالى اجعدي جنبي.

كان يجلس على سريره فذهبت وهي تجلس بجانبه، تنهد وكأنه لا يعلم كيف يبدأ حديثه، ولكنه مد يده بجانبه وهو يأخذ صندوق قديم، ومده لها قائلاً :

_ وصية أمك انك تاخديهم لما تتچوزي.

تخطى قلبها نبضه وهي تمد اصابعها المرتجفة لتفتح الصندوق، شهقت عندما رأت بضعة مجوهرات قليلة، نظرت بهم ثم اعادت انظارها لوالدها الذي ابتسم بحزن قائلاً :

_ كانت عامله عصابة هي و ” سمية ” و ” نادية “، ياخدوا مننا فلوس كل اول شهر ويچيبوا دهب، لاولهم مكناش عرفنا نعمل كل اللى احنا فيه ديه، كانت مدبرة وبتعرف تشيل الجرش وترتب بيتها، ودماغها كانت توزن بلد، مكنتش أعرف اخد قرار في حياتي غير لما استشيرها، ودايمًا كان عندها حل لكل مشاكلي،
كانت چميلة جوي، شبهك بالظبط.

نظر لها بأخر حديثه، ورأت حبه لوالدتها داخل عيناه، لقد مرت أكثر من عشرون سنة منذ توفت، ورغم ذلك لازال والدها يحبها، مدت يدها تمسك بيده، فربت هو عليها وهو يهز رأسه قائلاً :

_ اني عارف انك هتبجي زييها بالظبط، كان نفسي اديكي النصايح اللى لو هي كانت موچودة اهنه هتديهالك، بس أنا مجدرش اعمل الدور دة، أنا بس بجولك هي كانت عامله ازاي، لو زيها الواد ” علي ” هيفتح الفرع التاني آخر السنة ديه.

ضحكت عندما شاكسها، لقد تخلى ” علي ” عن حلمه بتوسيع مطعمه يقوم بشراء الشقة التي سيعيشون بها، ودون حديث والدها كانت عازمة على مساعدته بذلك بعد أن تكون زوجته، نظرت لوالدها قائلة :

_ فرع واتنين و تلاتة كمان.

ابتسم وهو يومئ برأسه، ثم تحدث مجدداً :

_ عارفه، دي اول مره افكر إني خدت القرار الصح اني خليتك تدرسي بعيد، مسهل عليا فكرة إنك هتتچوزي وهتكوني بعيدة عن البيت.

_ مش زعلان مني يا بابا ؟، اني اتصرفت بأنانية ؟

سألته بصوت خافت، لقد كانت دائماً تريد سؤاله ولكنها كانت تتردد، ويبدو أن هذا الوقت هو الوقت المناسب لذلك، ضغط والدها على يديها وهو يجيبها بصوت هادئ :

_ انانية ؟، أنانية عشان اجتهدي و چريتي ورا حلمك؟، وعملتي لنفسك شغل بتحبيه وبجيتي ناجحة!، وإني ازعل ليه يا بتي وانا عايش عشان اشوفك بتحججي أحلامك، ديه دوري في حياتك يا بتي، أني موچود بس عشان اشوفك سعيدة ومحججه اللى بهواكي.
1

كان تفكيرها بهذا الأمر يشكل عبئًا عليها، لم يتخيل كيف اراحها حديثه، اقتربت منه وهي تعانقه باكية، بينما بادلها هو عناقها وهو يضمها إليه بحنانه الأبوي، عندما ابتعد ازال دموعها بيد ترتجف اثر تقدمه بالسن وهو يتمتم :

_ وصيتي أنا ليكي إنك تفضلي طول حياتك أكده، مبسوطة و ماشية ورا احلامك، وده كان اكبر سبب خلاني اوافج على ” علي “، عشان شوفت فيه راچل لو شافك عاوزه توصلي للجمر هيمد يده ويرفعك.

_ حاضر يا حبيبي، ربنا يخليك ليا يا بابا، أنا بحبك اوي.

_ واني كمان يا بتي بحبك جوي جوي.

ضحكت وسط بكاءها ثم ودعته بهدوء وهي تتركه لينام، وأخذت الصندوق الذي تركته والدتها و وضعته بغرفتها وهي تسير بأطراف أصابعها عليه، لقد كان يؤلمها أحياناً أنها توفت بسن مبكرة جداً، لم تكن تتذكر عنها غير القليل فقط، تنهدت وهي تخرج من غرفتها وتغلق الباب خلفها لتذهب إليه

عندما صعدت لأعلى وجدته واقفاً وهو يضع يديه خلفه وينظر لأعلى، يبدو إنه شعر بوجودها لأنه تحدث بهدوء دون أن يلتفت لـ ينظر لها :

_ بحاول اقنع نفسي إن بكره هتكوني معايا في نفس البيت، لو دة حلم فأنا عاوز افضل طول حياتي نايم.

ابتسمت وهي تقترب منه، ثم قامت بمد يده وهي تقرصه من ظهره بعدما وقفت بجانبه، تأوه بألم وهو يدلك مكان قرصتها بينما نظر لها بتفاجئ، رفعت كتفيها قائلة :

_ بثبتلك أنه مش حلم.

وقف خلفها ثم حاوط جسدها بيديه معانقاً إياها، أراح رأسه على كتفها وهو يستنشق رائحتها، لم تبتعد أو تخجل منه، بهذه الفترة الذي قضوها بترتيب منزلهم لقد اعتادت على قربه منها ومعانقتها، وقفوا بصمت لبعض الوقت حتى تحدثت هي قائلة :

_ ” مازن ” اكيد جاي بكرة صح ؟

_ همم، ابوه اداله الأذن خلاص أنه يخرج برا البيت ويعيش حياته براحته، متوتر جدا خصوصاً أنه هيشوفها بكره.

تنهدت ” نور ” وهي تتذكر حالة صديقتها، لقد كانت حاملاً ورغم ذلك كانت تذهب معها لتجهيز شهقتها وترتيبها، واخبرتها أن ذلك يساعد على تحسين حالتها لأن جلوسها بمفردها كان يرهقها، وكان حملها أيضًا له دور بأرهاقها، لم تخبر ” نور ” ” علي ” بحمل صديقتها خشية أن يخبر ” مازن ” دون قصد

_ هي بتعد الليالي إلى هيرجعلها فيها، عمو ” عزيز ” بيقولها أخباره دايمًا، واحلى حاجة أنها عارفه أنه بعيد عنها عشان بيتعالج، بس خايفة يكون نسيها وهيعرف يعيش من غيرها عادي.

_ نسيها اه، ده قارفني وكل شوية يقولي خلي ” نور ” تصورها وهي معاها عشان يشوفها بس انا إلى كنت برفض عشان يتعذب، ربنا يجمعهم على خير أن شاءالله.

اجابها ” علي ” ورددت بالدعاء خلفه، ثم صمتوا وهم يستمتعون بوجودهم بجانب بعضهم البعض، دون حديث حتى ولكن كان هناك شئ في الصمت المشترك وجدوه مريحاً،
وقد كان صادقاً من قال أنه يجب علينا أن نختار من نستطع أن نصمت معه دون أن نضطر إلى الحديث لنقضي وقتنا.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

نظرت ” بلقيس” لنفسها للمرة الأخيرة وهي تحاوط بطنها بيديها، كانت تعلم إنها ستراه اليوم، لذا حرصت على ارتداء فستان يظهر بروز بطنها الصغير، ابتسمت بحماس وهي تخرج من شقتها وتنزل منها لتجد ” عزيز ” ينتظرها بسيارته، حالما رأها فتح ذراعيه وهو يعانقها قائلاً :

_ حبيب جدو عامل ايه ؟

_ طب أسأل عليا أنا الأول.

ابتسمت وهي تبادله العناق، لقد أخبرته هو أولا عندما علمت، ولكنها اخذت وعداً منه ألا يخبر إبنه وكانت واثقه أنه لم يفعل، كان أكثر الأشخاص الذي وقف معها بهذه الفترة، وهو من كان يذهب معها للطبيب ليطمئن على حالتها هي وجنينها، لقد كان والدا لها اكثر من والدها، وعلى ذكره ابتعدت عن ” عزيز ” و دخلت السيارة بعدما فتح لها بابها، وعندما قام بتشغيل السيارة وهو يتحرك سألته بهدوء :

_ متعرفش حاجة عن بابا ؟

تنهد ” عزيز ” بأحباط وهو ينفى برأسه قائلاً بهدوء :

_ عمال ادور عليه مش لاقيه، بعت كمان ناس يشوفوا في الأماكن الرخيصة اللى بيروحها ومحدش شافه، وبقاله شهرين مراحش الشقة.

_ شكرا يا بابا ” عزيز “، على وقفتك جنبي الفترة دي كلها وانك كمان بتدور عليه عشاني.

امسك ” عزيز ” بالمقود بيد ومد يده الأخرى وهو يضغط على يدها قائلاً بأبتسامة ممتنة :

_ أنا إلى مفروض اشكرك يا ” بلقيس “، لولاكي أبني مكنش هيبقى أحسن و مكنش هيبقى عنده رغبة ودافع تخليه يتعالج، إنتِ رجعتيلي أبني، وحسستيني بمعنى أن يكون عندي بنت كمان.

ابتسمت ” بلقيس ” وهي تنظر له، ثم حولت انظارها للخارج وهي تراقب الطريق، لقد اشتاقت له، اشتاقت لرؤيته ولحديثه، لقد كانت تأمل أن يأتي إليها أولا، ولكن ” عزيز ” أخبرها أنه أعطاه مفتاح الشقة بالأمس وسمح له أخيراً بالخروج، لذا بالتأكيد كان هو أيضاً يحضر لرؤيتها بهذا الحدث،
أرجعت رأسها للخلف وهي تغمض عيناها لأن الطريق سيأخذ وقتا قليلاً، ولكنها فاقت بعد وقت و ” عزيز ” يهزها بهدوء قائلا :

_ احنا وصلنا.

فتحت عيناها واعتدلت وهي تنظر للمكان، نظرت بالمرآه وعدلت حجابها وهي تنزل من السيارة، انتظرت حتى وقف ” عزيز ” بجانبها ومد مرفقه لها قائلاً :

_ جاهزة ؟.

ابتسمت واومئت برأسها، اخذوا اول خطواتهم واحنوا رؤوسهم بتحية للواقفون على باب القاعة، فتحوا لهم الأبواب ودخلت بهدوء وهي تنظر حولها، كان أول من وقعت عيناها عليه ” يارا ” التي تقف بجانب ” عاصم ” وهم يتشاكسون كعادتهم، اقتربت منهم وهي تستمع ل ” يارا ” التي أردفت :

_ لا والله!، يعني بقا عاوز تقول اني مبشوفش وأنك مبصتلهاش ؟

_ يا بنتي الله يهديكي بصتلها فين طيب ؟، دة يدوب العربية وقفت في الإشارة جنبنا لحقت بصتلها كمان!

انفلتت منها ضحكة جعلتهم يلتفتون لها، صرخت ” يارا ” واقتربت منها معانقة إياها قائلة بصوت مرتفع :

_ وحشتيني موت.

_ ” مازن ” لسه مجاش.

تمتم ” عاصم ” مما جعل ” يارا ” تبتعد عن ” بلقيس ” وهي تصفعه على ذراعه، ابتسم بمشاكسة وهو ينظر ل ” بلقيس ” قائلاً :

_ دة القولون ولا إيه ؟.

احمر وجهها عندما تحدث، لقد ظنت أنهم لن يستطيعوا رؤية بروز معدتها وكانت تخطط لوضع يدها عليها عندما يقف ” مازن ” أمامها ليراها، ولكن يبدو أن الأمر واضحاً، هذه المرة وبخته ” يارا ” بحده :

_ يابني الملافظ سعد، دة انت تنح وانت مالك بيها.

تجاهل توبيخها وأمسك يدها وهو يأخذها ويبتعد بينما سمعته ” بلقيس ” يتحدث قائلاً :

_ مليش بحد غير بيك انت يا جميل، مش ناوية يجيلك القولون إنتِ كمان زيها هي و ” مهرة “!

لم تستطع أن تستمع لرد ” يارا ” عليها وهزت رأسها بينما جلس ” عزيز ” على الطاولة قائلاً :

_ مشكلة الواد دة، روحي بقا لصحابك وانا هقعد هنا أنا راجل عجوز مليش في الحاجات دي.

ابتسمت ” بلقيس ” وهي تومئ برأسها له ثم ذهبت تجاه التجمع الذي رأته، وهناك كانوا يقفون جميعاً مع المصور الذي يلتقط الصور لهم، وسمعت ” نور ” تردف بعناد :

_ قولت مش هناخد الصورة الجماعية للبنات غير لما ” بلقيس ” تيجي.

_ اصيله والله.

ردت ” بلقيس ” بصوت مرتفع فأنفصلوا وهم ينظرون لها جميعاً، ضحكت ” نور ” وهي تقترب معانقة صديقتها، ثم ابتعدت ونظرت لها ” بلقيس ” بتمعن لترى فستانها،
كان من الساتان الأبيض، يضيق من الأعلى ولكن لفة خمارها تداري تفاصيله، بينما ينزل بأتساع محبب وهناك بضعة ورود بيضاء ملقاة هنا وهناك، كانت جميلة ولم تحتفظ ” بلقيس ” بالفكرة وهي تشاركها قائلة بسعادة :

_ شكلك حلو أوي اوي بجد.

ابتسمت ” نور ” بخجل وهي تبتسم، بينما تحدث ” مهرة ” وهي تقترب لتعانقها أيضا قائلة بمزاح :

_ ” بلقيس ” جاية بأسلحتها.

ضحكت ” بلقيس ” وهي تقبل عناقها، ثم اقترب ” جنة ” أيضاً معانقة إياها، قام الرجال بتحيتها بهدوء، بينما مر الوقت وهي تشاركهم بألتقاط الصور، ثم أردفت ل ” نور ” قائلة :

_ هروح اتطمن على بابا ” عزيز ” واجي.
2

اومئت ” نور ” برأسها بينما عادت هي حيث جلس ” عزيز “، وقفت أمامه وعندما كادت تتحدث استمعت لصوت يردف بهدوء :

_ ايه يا بوب مش تقولي انك جيت.

تخطى قلبها نبضه وهي تمسك بحافة الطاولة كي لا تخدعها قدميها وتسقط، كانت تشعر بخطواته تقترب من خلفها، حتى توقف فجأة وحينها أدركت إنه علم إنها هي التي تقف، نظر ” عزيز ” لها بترقب ثم اومئ برأسه مشجعا لها، استنشقت انفاسها ثم التفتت تنظر له واقفا هناك
كانت لحيته الطويلة اول ما لفت انظارها إليه، كان يشذبها بطريقة جميلة وقد أضافت إلى وسامته، لقد قل وزنه للنصف أيضاً ولكن دون ذلك لقد كان ” مازن ” كما شهدته
واثق ولطيف وذو ملامح حادة

كان هو ينظر لها بنفس الطريقة التي تنظر له بها، تشرب ملامح وجهها بأشتياق وهو ينظر اولا إلى عينيها التي تتفحصه، ثم سار بأنظاره لاسفل وهو يراقب فستانها الذي كان باللون الاخضر الغامق، عقد حاجبيه عندما لاحظ إنه كان ضيقاً بعض الشئ على جسدها، ولكنه توقف هناك

كانت معدتها البارزة من فستانها من جعلته يتوقف، تراجع خطوة وهو ينظر جيداً، نظر لوالدها الذي كان ذو ملامح ثابته ولم يتحدث، ثم شعر بأن الجميع وقف ينظر لهم، عندما التقت عيناه بأعين ” علي ” اومئ صديقه برأسه، وقد كان ذلك تأكيداً، اقترب منها خطوة مرتجفة،
ورفع يده التي كانت ترتعش من هول مشاعره هامساً بصدمة :

_ ” بلقيس”!، إنتِ حامل ؟.

ابتعدت بسرعة عن حدود يده قبل أن يلمسها، و حاوطت معدتها بيديها وكأنها تريد حماية طفلها منه، وتحدثت بقوة وهي تنظر داخل عيناه :

_ أه حامل، ابنك او بنتك ومش هحرمك منهم متقلقش.
+

عقد حاجبيه بسبب حديثها، ولم يكن هذا ما تخيله عندما يراها لأول مره، فحاول الاقتراب مجدداً ولكنها ابتعدت مجدداً، فتحدث وهو ينظر لها ولكن كانت أنظاره تعود كل دقيقه لمعدتها:

_ يعني ايه ؟

_ يعني طلقني يا ” مازن “.
10

لقد استمع لهذه الجملة من قبل، ولكن هذه المرة بدت أكثر تصميما على تنفيذها.
6

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

أخيراً بقا 😭

شايفين ريحة البارتات الجاية عموما هتبقى فراولة، حلاوة النهايات بقا 🥳
10

البارتات والله تقيلة عليا بشكل حاسة اني عاوزه اتمرقع واتأخر عشان مخلصش الرواية دي بجد 😭

 

ما تقولولي كدة كان أي رأيكوا في الرواية كدى من اولها 🙊

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى