رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم شاهيناز محمد
رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم شاهيناز محمد
البارت الثالث والثلاثون
حينما رأيتِك قُلت أن أيام الشقاء قد ولّت،
لقد قَبلتُ يدك المُمتدة وانا أردد أنه ها قد جاء اليوم الذي سيكون هناك شخص لإنقاذي،
حاولت بكُل استطاعتي لأجلِك،
كُنت أريد أن أكون رجلاً أفضل لأجلِك،
لقد ساندتِك وامسكتُ بيدك لأمضي بكِ لتحقيق أحلامك،
الآن بعد اكتشافي أن كل ذلك كان خدعة،
أين أذهب بأحلامي التي بنيتها لنا ؟
من سيُعيد لي أطرافي التي قُمتي ببترها ؟.
_ من مازن إلى بلقيس.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
يأتي الموت على حين غرة، لا يعلم أحد متى يكون موعِده، لذا قد وجدتُ بهذه الدُنيا لتُحضر فقط إلى مغادرتها، يجب أن تَحسبُ خطواتك، حتى وإن تعثرت يوماً يجب أن تحاول جاهداً أن تعتدل، لأنه حينما يأتي وقتك لن يكن هناك من سيُمسك بك، ستقف وحدك لتُحاسب، لن تجد مبرراً لما فعلته، ستشهد يدك على ما فعلتُه، و سيتحدث لسانك دون استشارتك بما قُلته، ستكون حمولتك لك لتحملها وحدك، لذا استعد حتى عندما تذهب يكون مصيرك نعيمًا.
…
_ مامي، هو يعني إيه موت؟
سأل ” مازن ” البالغ من العمر ست سنوات والدته وهو يجلس بجانبها بحديقة منزلهم، فأستنشقت ” سوزان ” من سيجارتها ونظرت لابنها وهي تُفكر قليلاً بسؤاله، ثم بعد دقيقتين أجابته بهدوء :
_ الموت مكسب وخسارة.
_ يعني إيه ؟.
سألها بجهل وقد توسعت عيناه بحماس طفولي متعطش للمعلومات التي يجهلها، نظرت هي أمامها وحينها كان صغيراً على أن يفهم النظرة التي اعترت وجهها، فتحدثت بصوت منخفض مجيبة إياه وكأنها تُحدث نفسها :
_ يعني يا تموت خسران، يا تموت كسبان،
يا تختار الدنيا، يا الجنة، الاتنين مينفعش يكونوا في كفه واحده.
اقترب ” مازن ” منها وهو يردف :
_ وإنتِ اخترتي إيه ؟
نظرت للسيجارة بيدها وابتسمت بسخرية دون أن تجيبه، فألتفت يُكمل تصفح الجهاز الذي بيده دون إهتمام، بينما هي ظلت تنظر أمامها وكأنها عادت إلى عالمها الخاص الذي بنته لنفسها كل تلك السنوات.
….
_ اختارت الدنيا!
1
همس ” مازن” البالغ من العمر سبعة وعشرون عاماً وهو ينظر للرجل بينما يضع اخر حفنة من التراب ليدفن والدته اسفله للأبد، كانت دموعه تتساقط ولأول مره كان يخاف عليها، شعر بجلوس شخص ما بحانبه فنظر له ثم أعاد أنظاره للأمام قائلاً :
قد يعجبك أيضاً
صياد الظلام «ما قبل العاصفة» بقلم ItsEnAm
صياد الظلام «ما قبل العاصفة»
14.4K
697
في أعقاب عودته، كان يبدو وكأنه يجر خلفه سحابة من الدهشة والذهول، بينما تتسلل نظرات الحقد من كل زاوية، كيف له وقد غادر كملاك تقيًا ولطيفًا أن يعود على هذا النحو؟ وكيف له…
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ بقلم zahra-egy
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ
348K
17.5K
تسلّلَت أنفاسُكِ من لفائفِ الكَتْم، كعطرٍ مسمومٍ من معبدٍ منسي، يا من نُقشَ اسمُكِ على تابوتِ الغواية، أنتِ قبلةُ رع، لكنّ خلفَ عينيكِ تَكمُنُ أنيابُ أنوبيس. أراكِ… لا…
𝐎𝐍𝐋𝐘 𝐘𝐎𝐔 𝐊𝐍𝐎𝐖 بقلم sounalle
𝐎𝐍𝐋𝐘 𝐘𝐎𝐔 𝐊𝐍𝐎𝐖
3M
110K
•| مُــحــتــوىٰ جٓــريــئ +18 |• "ظننت أن الزواج سجن، لكنه كان مختبرًا… وأنا كنت التجربة." زوجوني غصب لرجل يكبرني بسبعة عشر عامًا، قيل لي إنه مضطرب، طفل في…
بما لا تشتهي السفن بقلم SalmaAyman127
بما لا تشتهي السفن
27.7K
1.5K
يأتي القدر بما لا تشتهي السفن حين تظن أن الخير قد ذهب وان الحياة لا فائده منها يأتي الخير الحقيقي ،وتعلم أن القدر يخبئ لك ما هو افضل دائمًا لا حياة بدون قرارات خاطئه نتع…
الآنسة حنفي _نوفيلا _إشتباك من نوع خاص بقلم Amirisa_28
الآنسة حنفي _نوفيلا _إشتباك من نوع خاص
32.6K
2K
حينما يجتمع النقيض فماذا يحدث ؟! بهذه الحكاية سنشاهد ثنائي غريب أحدهما يسعي وراء الزواج و الآخر يسعي للطلاق .. فماذا يحدث حينما يرتبط المأذون بمحامية ؟! بالتأكيد ستش…
ديجور الهوى/ كاملة بقلم FatmaSultan947
ديجور الهوى/ كاملة
1.2M
97.2K
لو كنت جلادًا على قلوب البشر وأفعالهم تأكد أن الأمر لن يُحتمل ولو كنت قديسًا بلا أخطاء تأكد أن المكان لن يُناسبك.. هنا نحتاج شخص قلبه لين حتى يغفر وكبير جدًا حتى يتحمل ه…
خيوط متشابكة “أولاد المُختلين” بقلم Ganaeesa_5657
خيوط متشابكة “أولاد المُختلين”
150K
9.4K
الحياة تسير وكل ثانية تكتشف شيء جديد في خيوط قصتك ، لتُصدم بخيطٍ آخر يقتحم قصتك وحينما نظرت إلى المُقتحم وجدته شخص عكسك لا يشبهك، وحينما حاولت الهروب وجدت خيوط قصتك تشاب…
_ هو أنت حبيتها يا بابا ؟
تنهد ” عزيز ” وهو يجلس بجانبه، ثم استلم المفتاح من الرجل الذي أغلق الترب، ثم أجاب ابنه بهدوء :
_ متوقع اقول لا؟، حبيتها طبعاً، قبل ما نتجوز أنا كنت منبهر بيها، تخيل واحد عادي شغال عندهم ومره واحده اتعرض عليا اتجوزها، وهي محدش كان بيعرف يوصلها ما بالك بقا واحد زيي!، قولت هنتجوز وهتتغير، متغيرتش
قولت لما تبقى ام اكيد هتتغير، وبرضو متغيرتش، لحد ما لقيت نفسي قدام اختيارين، يا اما اختارها أو اختارك
و اخترتك.
نظر ” مازن ” لوالده فوجد عيناه مليئة بالدموع، فسأله بهمس و عيناه مليئة بالعتاب :
_ ليه مختارتناش سوا ؟، يمكن.. يمكن هي كانت محتاجة حد يوجهها، ماتت لوحدها يا بابا، عشرين يوم بتتعذب بسبب الكانسر لوحدها.
_ صاحبها دة كان معاها.
تمتم والده بسخرية فأبعد ” مازن ” أنظاره عنه، لن يتغير أبدا، لذا نهض وهو يذهب فتمتم والده خلفه قائلاً :
_ لو رجع بينا الزمن، هحاول معاها تاني،
لو رجع بينا الزمن هكون اقرب ليك، هغير طريقتي في تربيتك.
_ الزمن مش بيرجع يا بابا.
ثم ذهب تاركاً والده جالساً يبكي عليها لأول مرة،وربما يبكي عليه، وكأنه لتوه لاحظ أن كل منا يحتاج إلى من يمسك به، ولكنه ترك الحياه تبتلعها، رأها تغرق ولم يمد يده ليسحبها،
ركب سيارته وهو يحاول ألا يبكي مجدداً، ود لو يعود إلى زوجته ليبكي داخل أحضانها ولكنه تذكر، فهمس بفراغ سيارته بصوت متحشرج :
_ ليه يا ” بلقيس “، هروح فين دلوقتي، هعيط لمين.
اراح رأسه على المقود وهو يبكي، لقد أخذت منه الحياة راحته مجدداً، لقد حرمته من اطمئنانه، قام بتشغيل السيارة ثم ذهب إلى المكان الذي لم يزوره لبعض الوقت، لقد ظن أنه لن يذهب إليه مجدداً لأجلها، لقد كان سيفعل أي شئ حتى يشعر إنه يستحقها، ولكنها لم تكن تريده، لقد اختارت فقط الهرب من والدها وكان هو المغفل المتاح أمامها،
_ بلاش ويسكي، عاوز حاجه اقوى.
همس لرجل البار وهو يجلس، وأخذ منه الكأس وهو يستقبل الحرق الذي سار من حلقه حتى معدته، اغمض عيناه وهو يمد الكأس له مجدداً بينما يحرك يده بإعادة ملئه، ظل يتجرع لا يعلم حتى متى، ولكنه شعر بيد تمسك به من ذراعه وصوت يردف :
_ تعالى معايا يا ” مازن “.
نظر وإذ به كان ” علي “، فأبتسم بسخرية وهو ينهض معه قائلاً بينما تركه يسحبه للخارج:
_ ” بلقيس ” اللى قالتلك ؟
_ اه وادتني رقم والدك عرفت منه العنوان، البقاء لله هي في مكان احسن أكيد.
اجابه ” علي ” فهمهم ” مازن ” دون حديث، بينما وصل ” علي ” لسيارته ففتح باب مقعد الراكب وهو يضعه بالداخل، ثم التف حول السيارة وهو يجلس بمقعد السائق قائلاً وهو يشغل السيارة وينطلق :
_ يبقى ابعت حد ياخد عربيتك.
_ متودنيش البيت يا ” علي “، دة لو ينفع اقول عليه بيت.
لم يعلق ” علي ” على حديثه ولكنه اومئ له، لم يتحدث أيا منهم مجدداً، حتى توقف ” علي ” أمام مطعمه، ثم خرج من السيارة رادفاً :
_ انزل.
تنهد ” مازن ” وهو يذهب خلفه، و وقف ينتظر منه أن يفتح المطعم، لقد كانت الساعة تخطت منتصف الليل، وفكر أن ” بلقيس ” ربما تكن قلقة الآن، و هو لن يحب حقيقة أن يقلقها خصوصاً بهذا الوقت، لذا تمتم وهو يدلف خلف ” علي ” وجلس على اول طاولة قابلته :
_ قولتلها أني معاك ؟.
_ اه متقلقش.
اختفى ” علي ” لبعض الوقت وجلس ” مازن ” وحيداً وهو يضع رأسه على الطاوله، ثم شعر بأطباق توضع فأعتدل وهو ينظر للطعام الذي وضعه ” علي ” أمامه قائلاً :
_ مراتك موصياني انك يادوب فطرت، كُل.
_ مراتي.
همس خلفه وهو يبتسم بسخرية، ثم مد يده وهو يأكل صامتاً، كان الطعام بلا طعم بفمه، وعندما شعر بالامتلاء توقف ثم همس دون أن ينظر ل ” علي ” :
_ لو حد مات وهو معملش اي حاجه حلوه في حياته مصيره إيه ؟.
شعر بنظرة ” علي ” وكأنه فوجئ من السؤال، ويبدو إنه يفكر بالإجابة الامثل، ولم يتأخر عليه وهو يجيبه بهدوء :
_ بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]،
يعني لا تيأسوا منها، فتلقوا بأيديكم إلى التهلكة، وتقولوا ما كدة كدة ذنوبنا كترت وتراكمت عيوبنا، فاتقول ربنا هيسامحني على كل الذنوب دي ازاي!، فتفضل مُصر على عصيانك وانت كدة مش بتعمل حاجة غير انك بتزود غضب ربنا عليك، اعرف ان ربنا اسمائه داله على كرمه وجوده، وأنه بيغفر الذنوب جميعاً من الشرك، والقتل، والزنا، والربا، والظلم، وغير ذلك من الذنوب الكبار والصغار.
3
لقد ظن ” علي ” أن ” مازن ” يتحدث عن نفسه ولكنه كان يتحدث عن والدته، ولكنه لم يشأ أن يعلم شخص آخر بما كانت تفعله، فأومئ برأسه لـ ” علي ” قائلاً :
_ شكرا يا ” علي “.
_ الوقت متأخرش أبدا يا ” مازن “، اللى انت بتشربه ده سم، هيدمرك ويدمر كل اللى حواليك، انت دلوقتي عندك زوجة وبكره تبقى أب مش هينفع تفضل كدة، أنا مستعد أساعدك تقرب من ربنا ونحاول و تبطل كل دة
استمع ” مازن ” بهدوء وكان ممتناً أن هناك شخصاً آخر يريد الافضل له، ولكنه كان يريدها هي، لم يكن يريد أن يقبل المساعدة من أحد سواها، فنهض من مكانه وترنح ولكنه قام بالتماسك وهو يردف بينما يخرج هاتفه ليطلب سيارة :
_ حاضر يا ” علي ” أنا بحاول، أنا هطلب عربية تروحني، مبروك مقدماً عشان بكره، معلش بقا مش هقدر احضر هعوضهالك في الفرح.
يبدو أن ” علي ” فهم فكرة أنه لا يريد الحديث مجددا، فنهض وهو يضع يده على كتفه قائلاً :
_ الله يبارك فيك، ولا يهمك ربنا يصبرك على الى انت فيه.
_ يارب.
همس بأمل وهو يغمض عيناه، ثم خرج من المطعم و وقف ” علي ” بجانبه حتى اتت السيارة التى ستقله، فودع ” علي ” سريعاً ثم ترجل داخل السيارة واستند برأسه للخلف بينما انطلقت، لم يكن يعلم ما الذي يجب أن يفعله
كيف يجب أن يبتعد عنها ؟، ولكن هل سيكون قادراً على ذلك!،
كيف شغفته حُباً، حتى كان يرى كل العابرين هي!، لم يكن يريد الإبتعاد عنها، ولكن أن يغفر لها ما فعلته كان شئ لن يستطع أن يفعله الآن، عندما توقفت السيارة علم أنه لقد جاء وقت المواجهة، أخرج الاموال من جيب بنطاله وهو يعطيها للسائق
ثم سار برجل تتقدم وأخرى تتأخر، ولكنه وصل شقته على كل حال
عندما وضع مفتاحه بالقفل استمع لخطواتها تقترب من الباب وحالما فتحه ودلف للداخل القت بجسدها عليه فلم يستطع التماسك وسقط أرضاً وهي فوقه، تأوه بألم وهو يدفعها فسقطت بجانبه بينما نهض واقفاً و اردفت هي وهي تعتدل:
_ الريحة اللى أنا شماها دي بجد ؟، تاني يا ” مازن ” ؟.
لم يجيبها وهو يذهب لغرفتهم، فأستمع لها تأتي خلفه بينما أمسكت به من ذراعه وجعلته ينظر لها وهي تصرخ به :
_ انا بكلمك، لما اكلمك ترد عليا، احنا مش اتفقنا يا ” مازن “؟، أنا مقدره اللى انت فيه بس مكنتش مستاهله أنا كنت مستنياك تيجي تعيط في حضني، مش دة اللى اتفقنا عليه؟، اني هكون ملجأك بعد ربنا احسن من الكاس ؟
_ ملجأي؟
تمتم بسخرية وهو ينظر لها، ولتوها لاحظت كم عيناه حزينه،
فـ رق وجهها وهي تقترب منه خطوه بينما أمسكت بوجهه بين يديها قائله بصوت هادئ :
_ خلاص بلاش نتكلم دلوقتي، انت عارف أنها دلوقتي مرتاحه صح ؟
_ مين قال ؟.
تساقطت دموعه وهو يكمل :
_ مين قال إنها دلوقتي مرتاحه؟، هي لحقت تتوب طيب!، العشرين يوم اللى قعدت فيهم تصارع المرض تابت فيهم ولا لأ!، ارتاحت دلوقتي ولا بتتعذب ؟
كان سيجن، لم يكن يعلم ماذا يفعل لمساعدتها الآن وهي تُسأل، لقد سامحها على تركها له، لعلها تجد سلامها، استمع لصوت ” بلقيس ” ينتشله من زوبعة أفكاره وهي تجيبه بهدوء قائلة :
_ ربنا غفور رحيم، دي حاجه بينها وبين ربها، مفيش احن منه على عباده يا ” مازن “، ادعيلها بس، طلع صدقه على روحها، أو اقولك شارك في جامع بأسمها، اعملها كولدير في الشارع، كل دة هتقدر تساعدها بيه، إنما الباقي مش بتاعك، ادعيلها وبس.
اومئ برأسه ثم أزال يدها من وجهه، وابتعد عنها وهو يتجه لخزانته، تمتم وهو يوليها ظهره بينما يبحث عن شئ ما :
_ مش هعرف اروح معاكي بكره كتب الكتاب، يبقى روحي إنتِ.
كانت ” بلقيس ” تشعر بوجود شئ اخر، فأقتربت منه وهي تردف بحذر :
_ كلمت ” نور ” وقولتلها على اللي حصل واعتذرت اني مش هروح، أنا هقعد معاك.
لم ينظر لها حتى وهو يكمل بحثه، واجابها بصوت بارد :
_ لا مش عاوزك تقعدي معايا، هو انك تهوني عليا حزني كان جزء من الصفقه ؟.
تراجعت خطوة عندما التفت ينظر لها بأعين متقدة، وضعت يدها على صدرها وهي تسأله :
_ صفقة إيه ؟
_ اللى عملتيها مع بابا، تهربي من ابوكي وتتجوزيني عشان تغيريني، عشان تخليني النسخة اللى هو عاوزها.
تحدث بغضب، ارتجف جسدها وهي ترفع يديها كي تلمسه ولكنه ابتعد عن حدود يدها وهو ينظر لها وكأنها ستحرقه بينما سقطت دمعة من عيناه وهو يردف :
_ كل لمسة كانت صفقه يا ” بلقيس “؟، كل كلمة قولتيهالي،
كل حضن، كل دة كان ولا حاجه بالنسبالك ؟.
_ لا، اسمعني بس.
تحدثت ببكاء وهي تحاول الاقتراب منه مرة أخرى، ولكنه ابتعد وهو ينفى برأسه، ثم عاد للبحث بخزانته فأخرج زجاجة خمر، اقتربت بفزع وهي تحاول اخذها منه قائلة :
_ لا يا ” مازن ” عشان خاطري، بلاش تشرب تاني وخلينا نقعد سوا وانا هحكيلك كل حاجة.
_ مش عاوز اسمع، ملكيش دعوة بيا.
صرخ بها، ثم امسكها من ذراعها وهو يخرجها من الغرفه واغلق الباب خلفه، رفعت قبضتها وهي تضرب الباب صارخه من الخارج :
_ يا ” مازن ” والله العظيم دي كانت خطه وبعدين رجعت عنها وإنت اللى اصريت تتجوزني، فاكر ؟، فاكر لما قولتلك اني مش موافقه لما جيت تكتب الكتاب والله ما كنت بمثل والله ما جه في بالى حتى كلامي مع باباك من يومها.
لم يجيبها ولكنها لم تسمعه يبتعد عن الباب، شعرت بجسده يجلس أرضا فجلست هي أيضاً، كانت تعلم أن الذي يفصل بينهم فقط باب غرفته، فتحدثت مجدداً علّها تقنعه:
_ طب بلاش دلوقتي نتكلم في الموضوع دة، خليني بس اكون معاك دلوقتي، خليني اطيّب جرحك زي ما طيبت جروحي، عشان خاطري يا ” مازن “.
_ أنا مبقتش عاوز يا ” بلقيس “، مش عاوزك تقربي مني أو من جروحي، عادي مانا متعود اقعد بالجروح لحد ما تلم لوحدها، عارفه اكتر حاجه مزعلاني إيه ؟
أجابها من خلف الباب، اراحت وجنتها على الباب كي تستمع له بوضوح، فأكمل حديثه قائلاً بصوت باكٍ :
_ انك ادتيني أمل أن ممكن يكون فيه حد هيطيب جروحي عشاني وبعدين بكل قسوة خدتيه مني، إنتِ رجعتيني وحيد تاني يا ” بلقيس “،
أنا عمري ما حسيت أن عندي بيت غير لما اتجوزتك، دلوقتي خلتيني مجرد مُشرّد هيموت من البرد بس مش هيمد أيده لحد تاني، مش هيطلب المساعده تاني.
1
علا صوت بكائها ولكنه كان يبكي دون صوت، أراح وجهه على الباب وهو يرفع يده وكأنه يستطيع لمسها وهو يغمض عيناه بينما ترك عيناه تُمطر وتغرق وجهه، ثم استمع لصوتها وهي تردف :
_ متقولش كدة، صدقني أنا بحبك.
وضع يده على فمه وهو يحاول كتم شهقته، منذ أن اخبرها أنه يحبها كان ينتظر منها أن تخبره أنها تبادله، وعندما استمع لوالده كان قد وجد مبرراً لعدم اخبارها له بذلك، لم تكن تريد أن تكذب بمشاعرها بعد كل شئ، ما الذي جعلها تحاول الكذب الآن ؟، لم يجيبها وهو لازال يسمع بكائها، توقف عن البكاء ثم تحدث بصوت حاول جعله قوي :
_ امشي يا ” بلقيس “، مبقاش فيه خطر على حياتك خلاص مبقتيش محتاجاني.
2
_ لا لا والله العظيم محتاجاك، مش هقدر يا ” مازن ” مش بعد ما حبيتك، مش بعد ما خاطرت بقلبي ومهتمتش لأي حاجه وحبيتك، عشان خاطري، افتحلي يا ” مازن “.
اردفت بسرعة وهي تجيبه ببكاء، فهز رأسه بنفي وكأنها تراه، ثم استنشق وهو يجيبها :
_ انا كنت عاوز اتغير عشانك، أنا كنت عاوزك اكتر من أي حاجة في حياتي، إنتِ قتلتيني يا ” بلقيس”، قتلتينا.
1
شهقت ” بلقيس ” ببكاء وهي تستمع له، كان يجب عليها أن تخبره عندما اعترف لها بحبه، كان يجب أن تبدأ معه من جديد، يبدو أن الأوان قد فات، ازالت دموعها ثم أردفت كمحاولة أخيرة :
_ عاوزني امشي يا ” مازن ” ؟.
عندما صمت تجدد الامل بداخلها ونظرت للباب لأنها تخيلت أنه سيفتح الباب ثم يأخذها بأحضانه، سيخبرها إن كل ذلك سيمر كما مر كل شئ بينهم، ولكن أتاها صوته قائلاً :
_ عاوزك تمشي، إنتِ طـ..
1
توسعت عيناها وهي تنتظر منه اكمال جملته، ولكنها لم تراه وهو يغمض عيناه بينما أبى لسانه أن ينطق بهذه الكلمات، لن يستطع قطع علاقته معها بهذه الطريقه، ففتح زجاجة الخمر وقد استمعت للصوت، تجرع منها رشفة طويله ثم تحدث مجدداً:
_ امشي يا ” بلقيس “.
انحنى رأسها باكية، ثم جمعت قوتها وهي تنهض ازالت دموعها، ثم تحدثت للمرة الأخيرة قائلة :
_ أتغير عشان نفسك، عشان انت تستاهل تكون احسن،
وعشان أنا بحبك، خليك عارف أن في مكان ما فيه واحده كل اللى بتفكر فيه هو انت، وبتدعيلك دايمًا.
ثم ذهبت لغرفتها دون انتظار اجابته، لقد قررت أنها ستتركه مع زجاجاته التي يبدو إنه يفضلها أكثر منها،
ولكنها لم ترى النظرة التي اعترت وجهه والطريقة التي ترك بها الزجاجة وهو لأول مره يعد نفسه أنه لن يمسها مره أخرى،
هذه المره وعد نفسه، لم يعد أحد آخر.
3
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
كان ” زيدان ” ينظر بهاتفه وهو يحادث ” جنة ” على تطبيق الواتساب وهو يسير بالمنزل تجاه غرفة ” دياب “، لم يكن بالمنزل حينما أتوا لقد انزلوه بموقع بناء العقار الذي كانوا يعملون عليه، وقد انتهى لتوه ويريد سؤال ” دياب ” شئ ما يخص العمل، عندما اقترب من الغرفه استمع لصوت اغاني ينطلق منها، فأغلق هاتفه و وضعه بجيبه ثم ابتسم وهو يفتح باب الغرفه قائلاً :
_ ايه ياض بتعمل نمره ولا ايـ…
توقف عن الحديث عندما صرخت ” مهرة ” وهي تنظر له، توسعت عيناه بصدمة وهو يرى هيئتها، لقد كانت ترتدي عباءة سوداء صعيديه مخصصه للرقص وبها العديد من الحلقات الذهبية، وكان هناك شالاً ملتفاً حول خصرها، لم يتحرك أحد منهم وهم فقط ينظرون لبعضهم بصدمة، نظر ” زيدان ” بجانبه سريعاً وهو يصرخ :
1
_ بتنيلي إيه في عز النهار يا موكوسة، يعني هي حبكت دلوقتي ؟.
2
كانت تريد أن تنشق الأرض و تبتلعها، عندما لم تجيبه التفت ينظر لها، كانت عباءتها محتشمة على أية حال وكانت شقيقته، ولكن حالما تواصلت أعينهم سقطت مغشياً عليها،
1
_ ” مهرة “!
لا يعلم من اين اتى ” دياب ” الذي دفعه ودلف للغرفة سريعاً وهو يركض لزوجته الواقعة أرضاً، اقترب ” زيدان ” ولكن ” دياب ” صرخ به عندما رأى هيئتها قائلاً :
_ امشي يا ” زيدان ” أنا هشوف مالها.
_ تشوف مالها إيه انت عبيط!، دي اختي.
هس ” زيدان ” بغضب وهو يقترب بقلق، ولكنه حالما نظر بوجهها رأى عيناها تتحرك ذهاباً وإياباً، فسعل حتى يداري ضحكته، لقد كانت تمثيلية حتى تداري خجلها، فأشار لـ ” دياب ” بيده هامساً وهو يحرك شفتيه كي لا تستمع :
_ اتكسفت اتكسفت، أنا همشي أنا.
فهم ” دياب ” عليه و ابتسم بتسلية وهو ينظر لها، ثم أشار ل ” زيدان ” بيده أن يغلق الباب خلفه، وحالما فعل نهضت بسرعة قائلة :
_ مشي ؟.
_ قفشتك.
فتح ” زيدان ” الباب بسرعة وهو يصرخ فألقت نفسها أرضا مجدداً مما جعل صوت ضحكاته يرتفع، ولم يستطع ” دياب ” أن يتماسك وهو يشاركه، ذهب ” زيدان ” وهذه المره كانت تعلم إنه لن يعود فأعتدلت وهي تنظر لزوجها الذي لازال يضحك قائلة :
_ والله ؟، طب أنا ماشية اضحك كويس.
نهضت واقفة ولكنها حالما فعلت ترنحت وكادت تسقط، فتوقف عن الضحك وهو يمسك بها بسرعة قائلاً بينما يقودها للجلوس على السرير :
_ إنتِ فيكي حيل أصلا تمشي، اقعدي اقعدي.
اجلسها ثم نظر لها بقلق، كانت اعراضها تقلقه، ولم يرى من قبل شخص ما لديه ما لديها، أخرجته من شروده وهي تجيبه قائلة:
_ كنت عملالك مفاجأة، بس طلعت من نصيب ” زيدان”
يبدو إنها لتوها لاحظت الفكاهة بالموقف، فضحكت بصوت مرتفع قائلة :
_ مش هقدر انسى تعابير وشه حياتي كلها.
عندما وجدته ينظر لها بتمعن خجلت وهي تصمت، بينما تحدث هو قائلاً :
_ مفاجأة حلوه برضو الصراحه، بقا الفاكهة دي نصيبي أنا ؟
عندما نهضت لتقوم بالدوران حول نفسها ليرى تفاصيل ما ترتديه ترنحت، فـ زفر بإرهاق وهو يمسك بها قائلاً :
_ مش وقته كل دة، يلا نروح للدكتور نشوف الأشعة هتقول إيه.
لم تجادله وهي تسير معه، بينما خلع شاله وهو يلقيه على جسدها وحملها حتى غرفتها، أمسكت به قائلة :
_ بتشال كَتير الأيام دي.
ضحك عندما تذكر الصورة التي ارسلتها ” يارا ” له وكان والده يحملها، فتمتم عندما وصل لغرفتها و وضعها كي يساعدها على تبديل ملابسها قائلاً :
_ لا بس ابوي صحة ماشاءالله، قدر يشيلك في السن دى.
رفعت يدها وهي تحركها أمام وجهه قائلة:
_ خمسة وخميسه هتحسده ولا إيه، ربنا يباركله في عمره وفي صحته يارب.
_ دة شكل فيه حد هنا بقا يحب عمه ولا إيه
شاكسها بأبتسامة سعيدة لأنه كان يرى إنها قد تقبلت فكرة أنهم أصبحوا عائلتها، بينما هي ابتسمت دون أن تجيبه، عندما انهوا ارتداء ملابسها قامت بلف حجابها، أمسكها من يدها وحالما كانوا بالاسفل وجدوا ” زيدان ” واقفاً وهو يتحدث بجدية :
_ يلا أنا جاي معاكوا.
لم يترك لهم فرصة الإجابة وهو يسير للخارج بينما ساروا خلفه، لم يتحدث ” زيدان ” عما رأه وهو يركب بمقعد السائق بينما أردفت ” مهرة ” وهي تنظر لـ ” دياب ” :
_ اركب جنبي.
_ عيني يا عيني.
اجابها بسرعة وهو يصعد معها بالخلف، فتحدث ” زيدان ” بأبتسامة وهو يقوم بتشغيل السيارة وينطلق قائلاً :
_ هكون سواق لأجل الحب ماشي.
ربت ” دياب ” على كتفه بأبتسامة بادله إياها، بينما هي اراحت رأسها على كتف زوجها وهي تتمتع بالهدوء الذي يصيبها قربه، لم يمر الكثير من الوقت حتى وصلوا إلى المشفى، وجلست هي و ” دياب ” بينما ذهب ” زيدان ” لقسم الأشعة حتى يجلبها،
عندما دخلوا غرفة الطبيب وأمسك بالأشعة نظر بها لبعض الوقت، ثم هز رأسه وهو يخلع نظارته قائلاً بينما ينظر لهم :
_ زي ما اتوقعت، كدة هي عندها Ms.
ثم امسك بالأشعة وهو يشير إلى شئ ما بعقلها شارحاً :
_ شايف دول تلت بؤر على الجانب الشمال من المخ، دة اللى مخلي الجانب اليمين من جسمها اعصابه تعبانه وفيها ترنح كدة.
_ يعني ايه يا دكتور دة من ايه ؟.
سأله ” دياب ” بينما عقد ” زيدان ” حاجبيه بقلق، ودون تركيز مد يده وهو يمسك يد شقيقته، فنظرت له ” مهرة ” بدهشة ولكن أنظاره كانت موجهة للطبيب وهو يجيب سؤال ” دياب ” قائلاً:
_ ده مرض دلوقتي منتشر وفيه حالات منه كتير جداً واصله اتنين مليون هنا في مصر بس، دة بسبب أن المناعة عندها نشطه جداً فابقت تهاجم خلايا الجسم السليمه والضاره، مش بتميز يعني ايه اللى قدامها وطبعاً الحاجات دي كلها وليدة الزعل المكتوم و الحزن الشديد، في حين انت بتبقى فاكر إنك كتوم دي حاجة حلوه فاهي بالنسبة لجسمك لا، لأن انت مش رجل آلي بالعكس كل حاجه واي حاجه بتعود بالضرر أو النفع على جسمك.
1
شد ” زيدان ” قبضته على يدها، بينما اخفضت هي رأسها بسبب النظرة التي ألقاها بها ” دياب ” لم تكن تريد شفقتهم عليها، ولكنها حدثت نفسها بأن ذلك لأنهم يحبونها، كانت مُعاناتها تؤلمهم، اكمل الطبيب حديثه وهو يطمئنهم قائلاً :
_ بس متقلقوش خالص، هو مش خطير يعني اللى عندها نسبة قليله والحمدلله كدة في الأول، هي بس عشان نتأكد اكتر هتعمل أشعة على فقرات الرقبة و بذل، دلوقتي هتعلق كل يوم محلول لمدة خمس أيام و لما نتأكد هتاخد برشام وهتفضل ماشية عليه على طول، البرشام دة هتستمله من الدوله مش بيتباع، دوره انه بيعمل تثبيط للمناعه عندها، تيجي بس تغيره لما أن شاءالله ربنا يرزقكوا بطفل.
اومئ ” دياب ” برأسه ثم صافح الطبيب وهو يشكره، لم يترك ” زيدان ” يدها وهم يرحلون، وظل صامتا طوال المسافة حتى وصلوا إلى السيارة، ثم قذف مفتاح سيارته إلى ” دياب “، لم يشأ ” دياب ” أن يتحدث وهو يأخذ مقعد الراكب، بينما جلس ” زيدان ” بجانب ” مهرة ” بالخلف، لم يتحدث أيا منهم عندما قام ” دياب ” بتشغيل السيارة وهو يذهب، فألتفت ” زيدان ” بجسده وهو يُمسك بكلتا يديها بين يديه قائلاً :
_ انا كنت ساكت ومش راضي اتكلم قولت لحد ما تاخدي على الوضع وتتقبليه، بس اعتقد ان ممكن يكون دة انسب وقت اقولك فيه اني بحبك يا ” مهرة”، من اليوم اللى عرفت فيه إنك اختي وأنتِ بقيتي زيك زي ” يارا ” بالظبط عندي مش مختلفين عن بعض أبدا،
سلامتك يا حبيبتي انا آسف
ابتسمت بتردد وهي تنظر له، ثم فوجئت عندما اغرورقت عيناه فأردفت بهلع :
_ آسف ليه وانت مالك الله!
_ ” دياب ” قالى انك شوفتيني أنا و ” هاني ” يعني يومها، دلوقتي اكتشفت بجد الضغط اللى كنتي فيه ودة اللى خلى التعب دة يجيلك، كمان مكنش فيه حد في بيت ال مهران قريب منك فاضطريتي تكتمي كل دة لوحدك، أنا آسف والله هعيش حياتي كلها اعوضك عن كل حاجة.
تحدث ” زيدان ” بنبرة منخفضة، عندما تحشرج صوته أمسكت بوجهه بيديها الصغيرتين فوجدت دمعة تسقط على وجنته، فشهقت وهي تقترب لتعانقه قائلة :
_ أنت بتبكي عشاني ؟
3
لم تستطع تمالك نفسها عندما اومئ لها وهي تتشبث به باكية، ولاحظت بطرف عيناها نظرة ” دياب ” المتلألئة وهو ينظر لهم بالمرآة، اعادت انتباهها ل ” زيدان ” الذي تمتم بعناقها قائلاً :
_ لو الجحش دة عملك اي حاجه قوليلي، لو اي حد همسلك بس همسة ضايقتك قوليلي، أنا هكون دايما هنا، في اي وقت عاوزه حضن هتلاقيني.
_ تسلملي، تسلملي يا خوي.
همست وهي لازالت تعانقه، فصرخ ” دياب” من كرسيه قائلاً:
_ ما كفاية خلاص.
ابتعدت ” مهرة ” عن ” زيدان ” ثم اقتربت وهي تصفع ” دياب ” على ذراعه قائلة بعتاب:
_ انت بتقولو اني شوفتهم يومها ليه ؟
_ أنا غلطان كنت ببرلك طريقتك معاه.
تحدث بحرج وهو ينظر ل ” زيدان ” زاجرا لأنه أخبرها، فتمتمت هي وهي تريح رأسها على كتف شقيقها:
_ متبصلوش كدة، انت الغلطان.
ضحك ” زيدان ” عندما قرأ الغيرة بصوت ” دياب ” وهو يتمتم بحنق :
_ اتفقتوا عليا!، يا ستي ماشي.
اخرجت لسانها له ثم ابتسمت وهي تشاركهم الضحك، توقفت السيارة أمام المنزل فتمتم ” زيدان ” وهو يأخذ الورقة التي كتبها الطبيب من ” دياب ” قائلاً :
_ هروح اجيب المحاليل و ” نور ” تعلقلها اول واحد.
_ لا استنى لبكره بعد كتب الكتاب ابدأ اعلقهم، انتوا ناسيين ولا إيه!، ياريت متقولولش لحد دلوقتي عشان فرحتنا تكمل، عشان خاطري.
تحدثت برجاء فنظر ” دياب ” و ” زيدان ” لبعضهم البعض ثم اومئ ” دياب ” برأسه قائلاً :
_ ماشي بس بكرة بعد كتب الكتاب على طول نعلق ؟.
اومئت برأسها موافقة ثم أمسكت بيد ” زيدان ” و ” دياب ” وهي تسير معهم لداخل المنزل، حالما رأوهم كانوا جميعاً جالسون سوياً، فأردفت ” نور ” بمزاح قائلة :
_ مكانك اتاخد يا ” يارا ” خلاص.
_ عادي المهم مكانها عندي.
تمتم ” عاصم ” وهو ينهض ليجلس بجانب ” يارا ” فترك” زيدان ” يد ” مهرة ” بحرص وهو يركض بسرعة ليجلس بجانب شقيقته قائلاً :
_ يبقى المحك قاعد جنبها حتى، انت إيه مقعدك في البيت أصلا مش اتفقنا تمشي.
_ ودك تاخد مني ولدي برضو يا ” زيدان ”
تشدقت ” سمية ” وهي تمسك بعاصم بجانبها، فأجابها ” دياب ” وهو يجلس رفقة ” مهرة ” على الأريكة بجانب ” نور ” :
_ ياما ماهو هيتجوز في القاهرة برضو يعني هي فرقت!
لوت فمها ولم تجيبه بينما تحدث ” عثمان ” وهو يسألهم قائلاً بينما ينظر إلى ” مهرة ” :
_ الدكتور قالكم إيه ؟
تململ ” دياب ” بجلسته ثم سرد لهم ما حدث، فنهض ” عثمان ” وهو يقترب منها قائلاً :
_ حد منينا زعلك في حاچه يا بتي ؟.
_ لا والله أبدا، هو الدكتور قال يعني أنه تراكمات وكدة، ملهوش علاقة بدلوقتي.
اومئ ” عثمان ” برأسه بينما اقتربوا منها جميعاً وهم يتحدثوا معها فأبتسمت سعيدة بقلقهم الظاهر عليها، لقد حصلت أخيراً على عائلة خاصة بها، عائلة لا تتردد في إظهار حبهم لها، مدت يدها بالخفاء وهي تمسك بيد ” دياب ” ثم نظرت له بأعين متلألئة وهي تحرك شفتيها بهمس قائلة :
_ بحبك.
رفع يدها وهو يقبل مفاصلها بينما بادلها الهمس، لقد كانت هنا بفضله، لقد أهداها هو هذه العائله حتى وإن كانت عائلتها بالاصل ولكنه كان الرجل الذي آمن بها وأحبها كما هي، لم ولن يتركها أبدا.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
إن الحب يجعلنا نرى العالم بأسره في شخص واحد، كلما نظرت له تجد أن عالمك يدور حوله، وكأنه لا يوجد لك مكان ليحملك سواه، فـ تتولد لديك مشاعر بالثقة انك وضعت كل شئ بيد هذا الشخص وأنت تعلم يقيناً أنه مكانك الآمن، كلما ضاقت الدنيا ستركض إليه و ستجده واقفاً فاتحاً ذراعيه بأنتظارك.
ضحكت ” جنة ” عندما نظر شقيقها بمرآة السيارة للمرة التي لا تعلم عددها، بينما تحدث ” وائل” وهو يبتسم :
_ طب هنفضل واقفين قدام باب الناس كتير ؟
تنهد ” علي ” بتوتر وهو يمسح يديه ببنطاله ثم أردف بسرعة وهو يفتح الباب قبل أن يتراجع :
_ يلا بينا.
حالما خرج من باب سيارته وجد ” زيدان ” أمامه فأنتفض بفزع بينما أردف ” زيدان ” وهو ينظر ل ” جنة ” وهي تخرج من كرسيها قائلاً :
_ كل دة، كنت هاجي اخرجك من العربية غصب.
ابتسمت ” جنة ” بخجل من نظراته بينما تحدث وهو يقترب منها قائلاً :
_ يا صباح كل حاجة حلوه في الدنيا.
قبل أن تجيبه سحبه ” علي ” من قميصه قائلاً :
_ سلم على عمي يا منحنح.
ابتسم ” زيدان ” بحرج لأنه لم يرى الرجل حتى، فمد يده له قائلا بتوتر :
_ اهلا وسهلا يا عمي، منور والله
_ شكراً النور نورك.
اجابه ” وائل ” بهدوء شديد، فسار بجانب ” علي ” بينما أخر ” زيدان ” خطواته وهو يسير بجانب ” جنة ” فهمس لها قائلاً :
_ هو متوحد برضو زي اخوكي ؟.
2
ابتسمت ” جنة ” وهي تومئ له، فهمي مجدداً بمشاكسة وهو ينظر لها :
_ بس ايه الحلاوة دي كلها ؟، مش كتير على قلبي ولا إيه ؟
‘ نظرتُ وإذا بالورود تغار، فسألتها كيف ذلك وأنتِ الأجمل بالحدائق، فأجابتني أن جنة زيدان الأجمل بين نساء العالم ‘
احمر وجهها وهي تنظر بعيداً عنه بينما أردفت بهمس :
_ مقولتليش قبل كدة انك غاوي شعر
_ عرفت اني غاوي لما حبيتك.
اجابها بسرعة فعضت شفتيها بخجل بينما أخيراً دلفوا للمنزل، استقبلهم باقي الرجال بينما أتت ” يارا ” وهي تمسك بيد ” جنة ” قائلة :
_ تعالي يا جنجونه إحنا هنروح للستات.
غمز لها ” زيدان ” قبل أن تذهب فصفعه ” علي ” على ظهره فتأوه بألم قائلاً :
_ ياعم خطيبتي.
_ مش مراتك.
اجابه ” علي ” فأومئ ” زيدان ” برأسه دون جدال، بينما رأوا اقتراب ” دياب ” من ” وائل” قائلاً:
_ حضرتك اخو والده صح ؟، اخوك لزم يعني من امك وابوك ؟
كان يلقيه بنظرة ثاقبة مثل تلك التي نظر بها ل ” علي ” اول مره، وقد شعر بتوتر عمه، فذهب بجانبهم بينما وضع يده على كتف ” دياب ” قائلاً بمزاح يخفف التوتر :
_ إيه يا ” دياب ” بتاخد أقواله ولا إيه ؟.
ضحك ” وائل” بتردد فأتى ” عثمان ” وهو يأخذه قائلاً :
_ اتفضل معانا، نورت.
لم تترك عين ” دياب ” عيناه وهو يرحل مع ” عثمان ” فعقد ” علي ” و ” زيدان ” حاجبيهم بينما سأله ” عاصم ” قائلاً وهو يجلس يراقب ما يحدث :
_ في إيه ياض هتامل الراجل كدة ليه ؟
نظر ” دياب ” لهم فوجدهم جميعاً ينظرون له، تنحنح وهو يردف متجاهلا نظرات ” علي ” :
_ عادي يعني يا جماعة في إيه هو أنا عملتله حاجه!، بس مش عارف حسيت فيه حاجة.
جلس ” علي ” بجانب ” عاصم ” ثم أردف وهو يأخذ كوب من العصير الموضوع أمامه:
_ حاجة إيه بس، دة عمي دة ملهوش في اي حاجة خالص، واحد مش بيعمل أي حاجه في حياته غير أنه بيشتغل، لا عنده زوجه ولا اطفال حتى
_ هممم
همهم ” دياب ” وهو يجلس، بينما تمتم ” علي ” بترقب وهو ينظر تجاه السلالم التي تؤدي إلى الغرف بالأعلى :
_ هو المأذون هييجي امتى ؟
حمحم ” زيدان ” بتوتر وهو يتبادل النظرات مع ” دياب ” فتوتر ” علي ” وهو ينظر بينهم قائلاً :
_ ايه النظرات دي بقا ؟.
_ قولوا انت
تحدث ” زيدان ” وهو يدفع ” دياب ” بينما شعر ” دياب ” بالخجل قليلاً وهو يتردد في قول ما يريد قوله، فبدأ حديثه قائلاً بحذر :
_ هو عمي يعني قالنا نتكلم معاك احنا كشباب يعني في حاجة كدة بما إن ” نور ” هتبقى معاك في القاهرة هناك وكدة يعني انت عارف.
_ ما تقول يا ابني في إيه قلقتني!
تحدث ” علي ” بنفاذ صبر وقد توغل القلق إلى قلبه، وظن أن والدها قد غير رأيه مجددا كما فعل، فتنحنح ” دياب ” مجدداً ولكن قبل أن يتحدث تحدث ” عاصم ” بأندفاع:
_ محرجين يقولوا يعني أن عمي بيقول إنه لا يجوز الدخول بزوجتك إلا بإذن وليها اللى هو والدها، وهو مش مديك الاذن طبعا لان دة لسه كتب كتاب بس.
توقف ” علي ” قليلاً وهو يراقب ” زيدان ” و ” دياب ” ينظرون حولهم بخجل، فأنفلتت منه ضحكة على تعابير وجوههم، بينما أردف وهو ينظر ل ” عاصم ” :
_ قولوا ميقلقش أنا عارف الكلام دة كويس، مش من أخلاقي والله.
اومئ ” عاصم ” برأسه وهو يذهب، ثم بعد ما يقارب للخمس دقائق رأوا المأذون يدلف من الباب، فتمتم ” دياب ” وهو يقف ويتجه له :
_ هو كان مستخبي برا ولا إيه!
لم يتحدث ” علي ” عندما جلس الرجل أمام طاولة تم وضعها بمنتصف الغرفة الواسعة، ومد يده وهو يخرج أوراقه ويعطيها له، فأتى باقي الرجال بينما وضع ” عثمان ” الاوراق الأخرى، فتحدث وهو ينظر ل ” علي ” قائلاً :
_ ” نور ” الحمدلله جهازها كله موچود، دي الجايمه لو مش عاوز تمضي غير لما تخلص حاجتـ..
لم يجعله ” علي ” ينهي حديثه وهو يسحب الأوراق ثم تحدث للمأذون :
_ امضي فين ؟.
اشار له على أماكن فارغة، فقام بالامضاء دون النظر حتى وهو ينحنى على الاوراق، انطلقت زغروده بالأفق فرفع رأسه بسرعة وهو ينظر لها تقترب، نظر لفستانها الابيض الفضفاض، ثم ارتفعت أنظاره حتى التقت عيناهم، كانت تتشرب ملامحه كما كان يفعل معها، كانت ستصبح زوجته
بعدما قضى سنواتٍ ينظر لها من بعيد بشغف، كم مرة تمنى أن تكن له!، كم مرة دعى و تذلل إلى ربه، كانت الآن تبعد عنه فقط خطوة، وكان سيقطعها كاملة.
جلست بجانب والدها على الجهة الأخرى بينما كان يمليها أين تمضي و تبصم وفعل هو المثل،
وبغمضة عين تم الانتهاء من الأوراق، و وضع يده بيد والدها بينما بدأ الشيخ حديثه قائلاً:
ـ إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدالله ورسوله.
صمت الجميع وهم يستمعون له، تجمعت الفتيات وهي تقف خلف ” نور ” بينما جلس ” حمدان” و ” وائل” شهوداً، وسرعان ما انتقل الأمر حتى أزال القماشة التي تغطي أيديهم قائلاً بصوت مرتفع :
_ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
أغمض ” علي ” عيناه وهو يضع يده على وجهه، لا يريد لأحد أن يرى المشاعر التي تظهر عليه، الانتصار والسعادة، لقد حصل عليها، لقد كانت زوجته الآن، نهض وهو يقف بترقب بينما يراها تعانق والدها باكية، الذي حالما ابتعد عنها صرخ بزوجة أخيه قائلاً :
_ قولي للرچاله يوزعوا الدبايح يا ” سمية ”
ثم ابتعد عن ابنته وحالما كان سيقترب منها اقتربوا الفتيات وهم يعانقوها، فضحك ” زيدان ” وهو يسحب ” علي ” ليعانقه قائلاً :
_ تعالى اتحضن انت كمان، مبروك يا عم.
_ نفسي تقتنع اني مش عاوز احضنك إنت
تحدث ” علي ” بمزاح وهو يقبل عناقه، فدفعه ” زيدان ” بعيداً عنه بأشمئزاز مصطنع، فأقترب ” دياب ” وهو يعانقها أيضاً قائلاً :
_ متضايقهوش بقا مش هيجوزك ” جنة “.
_ بالظبط.
تحدث ” علي ” خلفه، فوضع ” زيدان ” يده على فمه دليلاً على صمته، فأبتسم ” عاصم ” بأنتصار قائلاً :
_ جالك اللى هياخدلي حقي
_ اكتم يا كلب.
اجابه ” زيدان ” فعبس ” عاصم ” صامتاً،
شعر ” علي ” بيد تمسك يده التي كان يداريها خلف ظهره، عندما نظر بجانبها كانت ” نور ” تقف، كانوا يولون ظهرهم للجميع، فربما لم يلاحظ أحد تشابك أيديهم، نظر لها بأعين تشع قائلاً وهو يميل ليهمس بأذنها :
_ قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يٰمُوسَىٰ
وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ،
بقيتي مراتي يا ” نور “، بعد ما كان أخرى ابص عليكي من بعيد مش عارف حتى اجي اسلم عليكي، بقيت دلوقتي قادر امسك ايدك واحضنك كل ما أحب، مبروك عليا يا سعادة ” علي “، يا نهاية حزنه وبداية فرحه.
لم يكن يريد أن يعانقها أمام أهلها كي لا يثير غيرة والدها ورجال عائلتها، فأكتفى الآن بتشابك ايديهم، بينما رفعت رأسها وهي تنظر له مجيبة إياه قائلة :
_ مبروك عليا إنت يا ” علي “، ربنا يجعلك زوج صالح ليا و يباركلي فيك.
ابتسم لها بينما تنحنح وهو ينظر لـ ” عاصم ” فشاور له ليقترب منه، وعندما فعل همس بأذنه قائلاً :
_ انت اللى هتعرف تعملي المصلحة دي، عاوز لحظة مع ” نور ” لوحدنا، هدافع عنك قدام ” زيدان ” لو عملت حاجة.
كان يعلم كيف يشتريه، فأومئ ” عاصم ” برأسه سعيداً بالاتفاق، ثم عندما ابتعد أتى بعد دقيقة رفقة ” يارا ” التي أمسكت ” نور ” من مرفقها قائلة :
_ تعالوا عشان اصوركوا كام صورة ورا البيت في الديكور إلى عملناه، وبعدين ننادي على الباقي نتصور صور جماعية.
عندما كادت ” نور ” تتحدث شد ” علي ” على يدها مجيباً هو :
_ فكره حلوه، يلا.
ترك يدها وشعر على الفور بالخسارة ولكنه سار بجانبها خلف ” يارا ” وحالما وصلوا تمتمت ” يارا ” :
_ انا هخلع ربع ساعة و هاجي.
_ ” يارا ” !
نادتها” نور ” بتعجب ولكنها ركضت من امامهم، كان ” علي ” يقف خلفها فأمسكها من يدها وهو يجعلها تلتفت ثم عانقها بهدوء، تيبس جسدها ولكنها رفعت ذراعيها تحاوطه، استنشق ” علي ” رائحتها وهو يهمس :
_ الله، الحمدلله، الحمدلله يارب.
ابتسمت ” نور ” بخجل، ثم تحدث هو مجدداً قائلاً :
_ والله ما عاوز من الدنيا حاجة تاني، دلوقتي هيكون كل همي اخدك بس من إيدك للجنة.
_ امين يارب سوا.
تنهدت وهي تبتعد عنه فتركها خشية إحراجها، وقبل أن يتحدث اقتربت ” يارا ” بالكاميرا الخاصة بها قائلة :
_ كفاية بقا يا عصافير الحب ويلا نصور قبل ما النهار يروح.
اومئوا لها ثم اتبعوا تعليماتها بكل الصور، بينما بعد وقت اقتربت العائلة منهم وهم يلتقطون الصور سوياً، وكان ” علي ” كلما سهى عنها ينظر لها ويقترب منها،ولم يضع فرصه في لمسها أو امساك يديها، كان يُحلق لأنه وأخيراً وصل لما أراد.
كان موعدهم بالذهاب عندما تأخر الوقت، فوقف أمام سيارته وكانت هي تقف معه، فقبل باطن يدها قائلاً :
_ لما ترجعي القاهرة عرفيني عشان نروح نشوف الشقة اللى ” مازن ” قال عليها سوا.
_ حاضر، خلي بالك من نفسك واول ما توصل البيت كلمني.
اجابته بالمقابل فأبتسم وهو يومئ لها بينما قبل يدها قبله أخرى وشاهدها تبتعد لداخل المنزل، كانت ” جنة ” و ” وائل” شبه نائمون بالسيارة بسبب إرهاق اليوم، عندما كاد يفتح بابه اقترب ” دياب ” وهو يناديه قائلاً :
_ استنى يا ” علي “، أنا عاوزك.
توقف ” علي ” واقترب منه ناظراً لهم بأستفهام، كان ” دياب ” متوتراً ولكنه صارماً، وربما لم يشأ الصمت أكثر فأردف مباشرةً :
_ لما سألت عليك في شارعكوا القديم، المكانيكي اللى تحت البيت قال إن فرامل عربية والدك كانت متشاله، وعمك عارف وقاله يسكت.
رمش ” علي ” وهو يحاول استيعاب حديثه، كانت أفكاره ضبابية فسأله بتشوش:
_ يعني ايه ؟.
_ يعني ” وائل” هو اللى قاتل اهلك.
8
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
يارب نفسي كل ما ازنق نفسي حد ييجي يمسكني يرنني علقة اقسم بالله 😭
عموماً لازم ننكد الفرحة مش عارفه انا تعبانه في دماغي ولا إيه بس مش مهم المهم الواد اتجوزها وخلاص
اي رأيكوا في تسلسل الأحداث ؟
+
ننهي الرواية قريب ولا نستنى شوية كمان ؟
“””” طبعا ممكن كلكوا تستغربوا ليه اتكلمت على المرض دة عند ” مهرة ” وهو ملوش لازمه، بس للأسف الموضوع دة منتشر فعلاً دلوقتي وعندي أنا شخصياً، أنا قولت كل الاسباب اللى الدكتور قالى عليها عشان تعرفوا يا بنات أن كتم الزعل والعصبية كله بيطلع على صحتنا في الآخر والله وان مفيش حاجه تستاهل “””
..
4
اه صح، دار تنوين أعلنوا عن التعاقد النهارده، اكتبوا في السيرش على الفيس تنوين للنشر والتوزيع هتلاقوني اول بوست كدة عندهم 😂❤️.
3
يلا بقا
إنجوي يبنوتاتي 😘
- لقراءة باقي فوصل الرواية أضغط على (رواية ايروتومانيا هوس العشق)