رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل السادس والعشرون 26 بقلم شاهيناز محمد
رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل السادس والعشرون 26 بقلم شاهيناز محمد
البارت السادس والعشرون
لقد وقف الجميع بوجهي قائلين إن هذا لن يُجدي نفعاً،
ولكنني أخبرتهم إنك لن تؤذيني،
ستتغير لأجلي وتكتفي بي،
لقد رأيتك بأعين تُحبك،
ولم تراني أنت سوى شئ تريد امتلاكه،
لقد راهنتُ عليك؛ و خسرتُ
وقد كان قلبي الثمن.
_ من يارا إلى عاصم.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
تضع الحياة أمامك العديد من الصعوبات، أغلبها ستتخطاها وكأنها لم تَكُن، وبعضها سيتركون خلفهم ندوبٍ ربما تُفنى حياتك وأنت تُحاول التخلص منهم، ولكن يجب عليك اعتياد العيش بهم، أن تتقبلهم وتعلم إنه لا يَخرج منها أحداً مُعافى، جميعنا لدينا ندوبنا الخاصة ولكننا نعلم كيف لا نجعل أحد يراهم سوانا، لأن التعافى يكمُن هُنا، حتى وإن كان مُزيفاً.
شد ” مازن” يديه حول ” بلقيس “، بينما رأى بدهشة وقوف الشباب أمامه وكأنهم يريدون حمايته هو وزوجته، كان ” علي ” اول المتحدثين وهو يقول بينما يحاول الإقتراب من ” محروس ” :
_ دي مراته و مكنش لازم تاخدها من الأول، فلوسك و خدتها، مشكلتك مع أبوها مش معاهم، سيبنا نمشي.
_ البوليس معاه العنوان، خمس دقايق و هيكون هنا، مش في مصلحة حد أننا نفضل.
تحدث ” دياب ” وهو يقف بجانب ” علي “، بينما تقدم ” عاصم ” و ” زيدان ” أيضاً، وتمتم ” زيدان ” بصوت مرتفع :
_ متفكرش انك بالشويتين دول عتخوفنا، إحنا صعايدة والطار عندينا لسه ساير، ألمس شعرة منا، و هيطاردوك حتى لو تحت الأرض
1
بهيئته هذه لم يكن بموضع تهديد، ولم يترك ” عاصم ” ذلك يمر وهو يهمس له:
_ بتهددهم و انت واقف بالكلسون.
9
_ اكتم يا كلب.
هسّ ” زيدان “، لقد خلع عباءته واعطاها لزوجة ” مازن ” لذا كان يقف الآن بالذي كان يرتديه اسفلها ولكنه لم يهتم، تحدث ” محروس ” وهو ينظر بينهم :
_ وانتوا متلزمونيش، امشوا، أنا عاوزه هو وهي.
تراجعوا خطوة، و وقف كلاً منهم حول ” مازن ” و ” بلقيس “، بينما تمتم ” دياب ” :
_ عاوزهم؟، عدينا الأول.
1
حركوا اسلحتهم بيديهم بينما استمعوا لتنهيدة ” مازن “، ويبدو إنه ظن أنهم سيتركوه، فألتفت ” زيدان ” وهو يغمز له قائلاً :
_ انا وابن عمي على الغريب، وانا وابن عمي وصاحبي على العدو.
لم يستطع ” مازن ” من التماسك وتساقطت دمعة على وجنته، مدت ” بلقيس ” يدها وهي تزيلها وتبتسم له بخفوت، كانت تعلم إنه الآن مليئا بالمشاعر، لأنه لم يقف أحد لأجله قط، كانت تريد أخباره أنهم سيكونون موجودين لأجله دائماً ولكنها لم تجد صوتها، وكان ظهرها لازال ينزف، ولكنها تماسكت لأن ذلك ليس وقتها، إن اغشى عليها الآن لن يزيد ذلك الأمور إلا سوءاً
قد يعجبك أيضاً
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ بقلم zahra-egy
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ
348K
17.5K
تسلّلَت أنفاسُكِ من لفائفِ الكَتْم، كعطرٍ مسمومٍ من معبدٍ منسي، يا من نُقشَ اسمُكِ على تابوتِ الغواية، أنتِ قبلةُ رع، لكنّ خلفَ عينيكِ تَكمُنُ أنيابُ أنوبيس. أراكِ… لا…
أليف الروح بقلم MariamMahmoud457
أليف الروح
603K
34.5K
شعور أحمد خالد توفيق عندما قال "معني الصداقه الحقيقية أن أراك جديراً بأن أئتمنك على جزء من كرامتي". يقولون تألف الروح بمن تُحب، من الممكن أن يكون المُحب صديقاً…
الموروث نصل حاد بقلم Asawr_Hussein22
الموروث نصل حاد
17.3M
1M
إرثٌ عظيم .. مُلكٌ أتى من غَير تَرميـم طريقٌ مظلم ومُعتم نهايتهُ غَـريم قَـرار مُدمر ، تصرفاتٌ غير مدروسة بتنظيـم نَظراتٌ حاسِدة ، أيادي مُتشابكة و باردة أسرار مكنونة…
عنقود محرم بقلم yakot1
عنقود محرم
585K
27.7K
حين تنضج المشاعر في غير موسمها و يُصبح الأقرب هو الأكثر بُعدًا، ينشأ حبٌّ لا يَغفره المنطق، ولا يَسمح به القدر . بين روابط العائلة وأسوار المحرمات، بين شاب أحبّها عُمرًا…
لحن الفجر بقلم Salmaa_Ebrahim
لحن الفجر
2.8K
110
ماذا لو كانت حياتك كلها مبنية على كذبة؟ رجل ظننته الأب الحامي، لم يكن سوى خاطف سرقك من عالم لم تعرف بوجوده. بين ألم الخيانة ورحلة البحث عن الحقيقة، تنسج الأحداث خيوط الغ…
هُويَّة منسيَّة. بقلم BasmaLa_Mohammad
هُويَّة منسيَّة.
359K
16.8K
هل يُمكن أن تُنسى هَويَّتك؟؟ هل يمكن أن تفقد جزء أنت منهُ وهو منكَ!؟؟ عندما تُكرِه كونَك أنت فـتُفقد هَويَّتك عن قصد، وتعيش قصة وحياة ليست بقصتك وليست بحياتك! وتُرغم أن…
ديجور الهوى/ كاملة بقلم FatmaSultan947
ديجور الهوى/ كاملة
1.2M
97.2K
لو كنت جلادًا على قلوب البشر وأفعالهم تأكد أن الأمر لن يُحتمل ولو كنت قديسًا بلا أخطاء تأكد أن المكان لن يُناسبك.. هنا نحتاج شخص قلبه لين حتى يغفر وكبير جدًا حتى يتحمل ه…
_ جو صاحب صاحبه ده مش هينفعكوا، أنا بديكوا فرصة مش هتتكرر مرتين.
أردف ” محروس” وهو ينظر بينهم، فأجابه ” مازن ” بصوت مرتفع كي يستمع له :
_ طيب مراتي تمشي معاهم، وانا معاك اعمل اللى إنت عاوزه.
_ ” مازن “!
صرخت ” بلقيس ” به بصوت منخفض أثر ارهاقها، ولكنه لم ينظر لها حتى وكانت أنظاره معلقة أمامه، كان يبدو وكأن ” محروس ” يُفكر، ثم عندما استمع لصوت ” بلقيس ” تمتم بسخرية وهو ينظر ل ” مازن ” :
_ موافق.
اقترب ” مازن ” خطوة، كان يقف خلف ” عاصم ” فأردف بصوت هامس كي يستمعوا هم فقط له :
_ هتاخد ” بلقيس ” كأنك هتمشي، و خش بيها المستودع، أقفل عليها واديني سلاحك و خد سلاحي من جوا.
اومئ ” عاصم ” بخفة، بينما تحدث ” دياب ” :
_ مش هنمشي غير لما نتأكد أن ” عاصم ” خد المدام وبعد عن هنا، و وقتها هنسيبلك ” مازن “.
_ deal.
تمتم ” محروس ” فأعطوا الإشارة ل ” عاصم “، تجاهل ” مازن ” غيرته من أن يحملها رجلاً آخر ولكنه مضطر، وكان الرجل الذي أمامه صديقه الذي وقف بوجه الموت لأجلهم لذا كان يشعر بالأمان، همست ” بلقيس ” وهي تتمسك به:
_ مش عاوزه، خليني افضل معاك.
أخفض رأسه ليستطيع الهمس بأذنها، وتحدث بهدوء :
_ ششش مش هيجرى حاجة، خليكي جوا المستودع وانا هجيلك لما كل دة يخلص.
نظرت له هامسة بينما عيناها ممتلئة بالدموع :
_ اوعدني إنك هترجع، اوعدني إنك مش هتموت يا ” مازن”.
كان هذا شئ لم يكن يستطيع ضمانه، القى نظره حوله وهو يلاحظ ربما خمسة عشر رجلاً وكانوا هم فقط خمسة، ولكنه رغم ذلك همس لها :
_ اوعدك يا حبيبتي.
قبلته فقبل قُبلتها بأسى، وكان ذلك دافعاً اكبر للعودة لها، وضعها بيد ” عاصم ” وتحدث بحرص :
_ خلي بالك عشان ضهرها.
_ في الأمان يا صاحب.
تمتم ” عاصم ” ودون إعطاء فرصة لأي شئ اخر سار بها مبتعدا ولكن ليس قبل أن يضع سلاحه بيد ” مازن “، كان ” مازن ” ينظر لظهر ” عاصم ” المبتعد بينما هي تنظر له من فوق كتفه، ابتسمت له مشجعة وحالما اختفوا خلف المبنى كان يعلم أن ” عاصم ” سيدخلها من الباب الخلفى كي لا يراهم أحد، انتظر لدقيقة ثم عاد للنظر أمامه و وجد ” علي ” و ” زيدان ” و ” دياب ” كلا منهم يقف وهو يواجه البقية،
ضامنون له ولزوجته السلامة وعدم التعرض لحركة غادرة،
حرك السلاح بيده ونظر حوله للمباني التي لم يكمل بنائها،
ثم همس لهم :
_ بصوا، هما اتنين الدربندح والغرزة الضيقة و هنخلص الدنيا.
اتخذوا مواضعهم وفتحوا ارجلهم، تمسكوا بأسلحتهم وصرخ ” مازن ” فجأة :
_ أجروا
انطلقت الرصاصات حولهم بينما ركضوا وهم يطلقون النار أيضاً، اتخذوا من المباني عازل لهم، و تبادلوا إطلاق النار، بينما كان ” علي ” واقفاً بحيرة، حرك سكاكينه بيده وكاد يخرج فأمسك شخص به من مؤخرة رأسه قائلاً :
_ تعالى هنا أنت فاكر نفسك – علي إبن أبي طالب ـ رايح تحارب بالسيف، أمسك.
9
مد ” عاصم ” له سلاحاً كان قد وجده داخل المستودع، فأبتسم ” علي ” وهو يضع سكاكينه أرضاً ونظر للسلاح بعدم اعتياد، فتحدث ” عاصم ” وهو يتخذ موضع كي يطلق النار على الرجال بالخارج :
_ مش لازم تتعلم، اضرب وخلاص.
اومئ ” علي ” له وهو يتخذ موضعاً معاكساً، وكان ” دياب ” و ” زيدان ” بالمبنى أمامهم، فصرخ وهو ينظر حوله :
_ ” مازن ” فين ؟.
_ بيحاول يقفش المدفع.
كان ” مازن ” واقفاً خلف صخرة بينما يتبادل الإطلاق بشكل خاص مع ” محروس “، لم يعلموا كم استمر إطلاق النار ولكنهم استطاعوا استهداف عدداً كبيراً دون إصابة أحد منهم، نفذ رصاص ” دياب ” فصرخ وهو ينظر لهم :
_ حد يحدفلى رصاص.
ولكن كان رصاصهم جميعا قد انتهى، ولن يأخذ الذين بالخارج وقتاً حتى يعلموا، فأقترب ” مازن ” منهم قائلاً :
_ امشوا، خدوا ” بلقيس ” و امشوا، أنا هحاول اسلك.
نظروا لبعضهم البعض، فرفع ” دياب ” كتفيه وهو ينظر ل ” زيدان ” ثم ل ” مازن ” :
_ انا وابن عمي على الغريب، وانا وابن عمي وصاحبي على العدو.
تمتم ” عاصم ” بنفس الجملة، ثم نظروا جميعاً ل ” علي ” الذي حرك نظارته قائلاً :
_ معنديش ولاد عم، بس انا و صاحبي على العدو.
2
ضحكوا بخفوت وكأنهم لن يذهبون للموت بأرجلهم للتو، بينما مازح ” عاصم ” ” علي ” قائلاً :
_ ياخي كل الاكشن دة والنضارة زي ما هي.
3
_ فلوس حلال.
رفع ” علي ” كتفيه وهو يجيبه فتبادلوا إبتسامة وعندما كانوا على وشك التحرك للخارج رافعون أيديهم بأستسلام تمتم ” مازن ” :
_ عمري ما حسيت أن ورايا حتى حيطه أسند عليها، دلوقتي ورايا جبل، شكراً.
ابتسموا له دون إجابة وخرجوا وهم يرفعون أيديهم، بينما استمعوا لضحكة ” محروس ” قائلاً حالما رأهم :
_ وكان لازمتها إيه النمردة يا حيلتها انت وهو، فاكرين انكوا هتقدروا تغلبوني.
_ حظ العبيط.
تحدث ” دياب ” بسخرية فتحولت نظرات الذي أمامه بغضب، وأشار برأسه لرجاله الواقفون خلفهم فأجبروهم على الجلوس على ركبتيهم، وأخذ سلاح من واحد منهم قائلاً بشماتة:
_ كان نفسي متبقاش موتة سهله لحد فيكوا، بس ضيعتوا من وقتي كتير.
رفع السلاح وهو يوجهه تجاههم، بينما ابتسموا وتحدث ” علي ” لهم :
_ رِفقة في الجنة إن شاءالله، اتشاهدوا يا رجالة.
نطقوا الشهادة بنفسٍ واحد واستقبلوا الموت بأبتسامة بينما انطلقت اول رصاصة.
8
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
« وراء كل رجل مُنتصر، امرأة تحمل الراية له »
_ يعني ايه ؟ يعني هنفضل جاعدين أكده و احنا عارفين أنهم رايحين يحاربوا عصابة ؟
تحدثت ” مهرة ” وهي تنظر للفتيات الجالسون أمامها، منذ أن وصلت هنا وهي لم تجلس، كان القلق يأكلها، وكانت تعلم أن جميعهم كذلك، فتحدثت ” جنة ” وهي تنظر لهم بقلق :
_ هو الموضوع كبير كدة؟، انا مليش غير ” علي “، هعمل إيه لو جراله حاجه ؟.
_ يا جماعه متتشائموش، أن شاءالله خير.
تحدثت ” نور ” بهدوء، فوضعت ” مهرة ” يديها بخصرها متشدقة بسخرية :
_ وانا هفضل جاعده أكده وجوزي واخوي مدرياش عنهم حاچه؟
_ وهو مش اخوكي دة اللى إنتِ بنفسك كنتي هتخلصي عليه ؟.
تحدثت ” يارا ” من مكان جلوسها بسخرية، فنظرت لها ” نور ” زاجره بينما لم تجيبها ” مهرة ” وهي تجلس بحزن، وضعت ” نور ” يدها على ركبتها قائلة بهدوء:
_ القلق هيموتنا كلنا يا ” مهرة “، في إيه في دماغك نعمله ؟
_ نروح للبوليس طبعاً.
اومئت ” جنة ” برأسها، بينما همست ” يارا ” وكان من الواضح أنها لم تعجبها فكرة أنها مؤيدة ل ” مهرة ” :
_ ” عاصم ” مديني العنوان اللى ” دياب ” بعتلهم يروحوا عليه، لو اديناه للبوليس أكيد هيروحولهم.
كانوا جميعاً ينظرون ل ” نور ” في انتظار ردها، كانت الأكبر بينهم لذا عندما تنهدت وهي تقف بينما تردف :
_ طيب، يلا نروح اقرب قسم.
تحمسوا وهم يقفون بسعادة، تململت ” يارا ” بوقفتها فنظروا لها متعجبين، اقتربت بهدوء وهي تأخذ مفاتيح موضوعه على الطاولة قائلة :
_ هناخد عربية جوز ” بلقيس ” عشان نروح ورا البوليس.
_ دي مش سرقة؟، وبعدين محدش فينا بيعرف يسوق.
تمتمت ” نور “، ولكن ” مهرة ” عقدت ذراعيها قائلة :
_ لا مش سرقة ماحنا هنرجعها يعني هو احنا هناخدها و نطير.
_ ” علي ” معلمني السواقة.
وتحدثت ” جنة “، فلم يكن هناك داعٍ للرفض لأن يبدو وكأن هذه خطة محكمة، لأنهم لن يستطيعوا الجلوس دون فعل شئ، لقد مرت ثلاث ساعات منذ أن رحل الرجال ولم يستمعوا منهم شئ، لذا اومئت ” نور ” وهم يذهبون، عندما كانوا بالاسفل توقفوا امام صف سيارات بالمرأب الخاص بالمسكن
فتمتمت ” يارا ” وهي تسير بجانب ” جنة ” التي بيدها المفتاح :
_ امشي بثقة عشان محدش يشك اننا مش عارفين انهي عربية احسن كدة هنروح القسم بقا بس بالكلابوش
_ يعني إيه كلابوش؟
سألتها ” جنة ” بأستغراب، فمدت ” مهرة ” يدها وهي تدفعها قليلاً قائلاً :
_ متاخديش في بالك يا برنسيس، إنتِ بس ركزي في السواقة.
عندما رأوا أنهم ثلاثة فقط يسيرون نظروا خلفهم باحثون عن ” نور “، فوجدوها واقفة أمام سيارة وهي تربع يديها قائلة:
_ اسفه اني بوظتلكوا المغامرة بس هي دي العربية اللى ودت ” زيدان ” المستشفى.
نظرت ” يارا ” ل ” مهرة ” بجانب عيناها وهي تعود ل ” نور ” فتنهدت ” مهرة ” بصمت بينما تحدثت ” جنة ” وهي تسير بجانبها :
_ هتلين مع الوقت، ” يارا ” طيبة.
اومئت ” مهرة ” برأسها دون حديثٍ وهي تتمنى ان يكون كلام ” جنة ” صادقاً، فتحوا السيارة وجلست ” جنة ” على مقعد السائق، بينما ” يارا ” بجانبها وجلست ” نور ” و ” مهرة ” بالخلف، فتحت ” جنة” هاتفها لتجد عنوان اقرب قسم و وضعته على الخريطة وهي تنطلق، عندما وجدتهم جالسون بترقب ابتسمت وهي تردف :
_ آخر سنة في الكليه كنت بروح بالعربية لوحدي، متخافوش يعني مش مبتدئه.
انفلتت منها ضحكة عندما وجدتهم يتنهدون وهم يجلسون بأرتياح، كان القسم قريباً منهم لذا استغرق الأمر خمس دقائق بالسيارة للوصول، ترجلوا سوياً ولم يرتبوا حتى الحديث الذي سيخبروه لرجال الشرطة، حالما دلفوا للداخل اوقفهم عسكري قائلاً :
_ على فين ؟، زيارة ولا بلاغ
_ بلاغ حضرتك.
اجابته ” نور ” بثبات، فأومئ العسكري لها قائلاً :
_ اتفضلوا هتلاقوا مكتب ” عصام الدغيري” أول مكتب على اليمين.
تمتموا بشكر بهدوء بينما عندما وجدوا باب المكتب قرأت ” جنة ” بصوت مرتفع :
_ العقيد ” عصام الدغيري “، واو اسمه تحفه.
_ هقول ل ” زيدان “.
تمتمت ” يارا ” بجانبها فدفعتها ” جنة” بمرفقها بينما هسّت ” نور ” وهي تنظر بينهم :
_ ششش مش عاوزين هزار عشان ياخدنا على محمل الجد.
اومئوا برؤوسهم وهم يصمتون، ثم طرقت ” نور ” على الباب وعندما سمعت صوت رجولي يأذن لها بالدخول تنهدت وهي تفتح الباب بينما دلفوا جميعاً خلفها، قابلهم رجل يجلس خلف مكتبه، نظر بينهم بهدوء، كانت نظرته ثاقبة ومزعجة جعلتهم يدفعون ” نور ” للأمام بينما يقفون خلفها، فنظرت لهم بعدم تصديق وعندما قابلوها بنظرات بريئة تجاهلتهم عندما تحدث العقيد بصوت حاد :
_ انتوا جايين هنا تبصوا في وش بعض؟
قوّمت ” نور ” وقفتها وهي تنظر له بهدوء قائلة :
_ لا احنا جايين نقدم بلاغ حضرتك.
_ اقعدي
كان وقحاً بلا شك مما جعل وجهها يتجعد ولكنها اطاعته وهي تجلس كما أمرها، كانت تريده بصفها ولم يكن يجب عليها اغضابه، لذا بدأت حديثها قائلة بهدوء :
_ حضرتك صحبتي اتخطفت امبارح الساعه عشره بليل، و دلوقتي جوزها و ولاد عمي وخطيبي راحوا ينقذوها بس أتأخروا، احنا معانا العنوان اللى هما عرفوا أنها محبوسة فيه، فالو ممكن يعني حضرتك تاخد كام ظابط معاك وتروحوا تشوفوا حصل ايه!
لم تكن تعلم ما الذي يجب أن تخبره به ولكنها أخبرته بما تتمنى، كان ينظر لها ثم لهم دون حديث، وبعد ثانيتين تمتم ببرود:
_ طب وانا مالي!، مش هما عملوا ابطال ومبلغوش وراحوا ينقذوها بنفسهم، يشربوا.
غضبت من حديثه ولكنها عندما كادت تتحدث اقتربت ” مهرة ” خطوة وهي تردف بأنفعال :
_ هما معملوش ابطال حضرتك، كل الحكاية أن إلى خطفها راجل معروف و لو كانوا بلغوا كان هيعرف وممكن يعمل فيها حاجه لقدر الله.
_ ومين بقا يا ستي الراجل الواصل إلى خطفها ؟
سألها بسخرية ولكن رغم ذلك تجاهلوا سخريته بينما تجيبه ” جنة ” :
_ واحد اسمه المدفع، اتعرف على باباها في كباريه ودفع فلوس عشان يتجوزها.
_ المدفع ؟
سأل وهو يتأهب بجلسته ولكنه كان من الواضح أنه يخفي حماسه عندما أكدت له ” نور ” قائلة :
_ أيوه اسمه المدفع، وهما عرفوا أن عنده مستودع أو مخزن في الهرم دة ممكن يعمل فيه اي حاجه مش قانونية
اومئ ” عصام ” ونظروا له بترقب في انتظار حديثه، فسأل بهدوء وقد تخلى عن الاستخفاف بهم :
_ اسم صحبتكوا إيه ؟، والشباب اللى راحوا.
نظروا فيما بينهم وكأنهم يشكون في نيته بأخباره بأسماء الشباب، و كرجل شرطة استطاع قراءة وجوههم فتمتم بنفاذ صبر :
_ دي معلومة ليا مفيهاش اي خطر عليهم، كدة كدة لما نروح هنعرفهم.
حديثه اقنعهم فأردفت ” جنة ” اولا بأسم ” علي ” قائلة :
_ اخويا “علي عماد الشامي”
_ چوزي ” دياب حمدان الورداني”، و ” زيدان فاروق الورداني”، و ” عاصم حمدان الورداني “.
نظر ل ” نور ” قائلاً :
_ وإنتِ خطيبك مين ؟
_ أخوها
اشارت ل ” يارا ” وتهيأ لها أنها رأت ابتسامه تكاد تشق فمه، فيبدو أن سؤاله كان ساخراً ولكنه اجابت عليه بجدية، تجاهلته وهي تردف :
_ صحبتي اسمها ” بلقيس”، وجوزها ” مازن عزيز الدين ” ابن صاحب شركة عـزيـ..
هب ” عصام ” واقفاً عندما نطقت بأسم ” مازن ” مما منعها من إكمال حديثها، بينما التف هو حول مكتبه وهو يفتح باب غرفته بعد أن صرخ بها :
_ ماكنتي تقولي من الصبح أنها مرات ” مازن “.
_ مجنون دة ولا إيه
همست ” يارا “، عندما نظر لها بأعينه الفحمية توسعت نظراتها رعباً وهي تظن إنه استمع لها، ويبدو أنه فعل ولكنه أختار التغاضى عن ذلك وهو يخرج رأسه من باب مكتبه منادياً :
_ ” حسام ” جمعلي الفريق بتاعي، رايحين نداهم مكان ” محروس المدفع “.
تعجبوا كيف كان يعلم اسم الرجل، فعندما عاد لمكتبه وراقبوه وهو يخرج سلاحه ويضعه بالحافظة الخاصة به وعلقه حول وسطه، ثم أخرج واحد آخر وهو يضعه بالجهة الأخرى سألته ” نور ” بخفوت :
_ حضرتك عرفت اسم الراجل اللى خطفها إزاي ؟
_ تاجر مخدرات وسلاح مدوخنا
اجابها دون أن ينظر لها، فأردفت ” يارا ” وهي تقترب :
_ احنا هنييجي وراكوا بالعربية.
توقف عما يفعله ونظر لهم قائلاً :
_ لا، مش عاوزين إلهاء ومش هينفع تفضلوا هنا دة مش مكان كويس للأنسات، ادوني العنوان وروحوا واحنا هنحل كل حاجة.
نهضت ” نور ” واقفة و هي تردف :
_ صحبتنا ممكن تكون محتجانا.
_ انا قولت اللى عندي.
اجابها ببرود وهو ينهي تحضيره، اقتربت ” مهرة ” خطوة، ونظرت له بحده قائلة بصوت قوي :
_ حضرتك احنا هنا بنقدملك تاجر كبير زي ما قولت على طبق من دهب، شرطنا الوحيد عشان تاخد العنوان أننا نيچوا وراكوا، اقبل الصفقة أو ارفضها، احنا صعايدة لو كلَمت اخواتي الباجيين وابوي هيجيبوا رچالتهم وهييجوا.
كتموا الفتيات انفاسهم برعب عندما نظر لها ” عصام ” بحده ولكنها أبت التراجع، بينما همست ” يارا ” بخوف :
_ ينهار أحمر بتعمل إيه دي ؟، دة عقيد هو ابن خالتها.
لم يتحدث أحد وهم ينظرون ل ” عصام ” الذي ربما بقى دقيقة ينظر ل ” مهرة ” في انتظار أن تتراجع أو تنزل عيناها من عينه، ولكن من النظرة الفولاذية التي كانت تلقيها عليه كانت لن تستسلم، تنهد واقترب منها خطوة ولكنها أبت التراجع، وتحدث بصوت جهوري وهو ينظر لها لأسفل لأنه على غير المعتاد ولاول مره تجد رجلاً اطول من زوجها حتى :
_ كان ممكن اخد منكوا العنوان غصب ولا كان هيتهزلي رمش، مش ” عصام الدغيري ” اللى يتهدد وسط مكتبه، بس للأسف انتوا من طرف ” مازن ” فامش هقدر اعمل حاجه، اتفضلوا قدامي خلينا نمشي.
اومئت بأنتصار وهي تردف بلطف :
_ شكراً يا سيادة العقيد.
ثم التفتوا وهم يذهبون أمامه كما اخبرهم، بينما همست ” جنة ” بجانبهم :
_ حاسة اني كنت هعملها على نفسي.
انفلتت منهم ضحكة، عندما وصلوا لسيارتهم رأوا كيف تجمع ربما عشرون رجلاً و وقف ” عصام ” وسطهم بكل قوة ويبدو أنه يمليهم خطة ما، انتفضوا بفزع عندما صرخ الرجال وهم يرفعون يديهم بالتحية بينما يصدمون قدمهم بالأرض، ثم تحركوا بنظام إلى سيارات الشرطة، بينما عندما دلفوا هن لسيارتهم امسك ” عصام ” باب ” يارا ” قبل أن تدلف قائلاً :
_ العنوان.
فتحت هاتفها بصمت وهي تفتح له محادثة ” عاصم ” وتريه العنوان، نظر له و يبدو أنه قد سجله داخل عقله لأنه لم ينقله والتفت وهو يذهب، دلفت ” يارا ” السيارة صارخة وهي تغلق الباب خلفها :
_ الحمدلله على رجالتنا، دة إيه لوح التلج دة.
_ مرعب والله.
اجابتها ” جنة” ثم عندما انطلقت سيارات الشرطة انطلقوا خلفهم، لقد استغرق الأمر منهم ساعة حتى وصلا، توقفت سيارات الشرطة ثم رأوا ” عصام ” يقترب من سيارتهم و انحنى على نافذة ” جنة ” المفتوحة قائلاً وهو ينظر لهم :
_ بصوا بقا، عِند النسوان بتاعكوا مش هينفع هنا،
هقول كلمة وهتتسمع، ممنوع تنزلوا من العربية غير لما نمسك كل الرجالة اللى واقفه هناك دي، أنا مش عاوز عيل معاه سلاح يمسك واحده فيكوا ويهددنا بيها.
ثم وزع أنظاره عليهم وهو يكمل :
_ وقتها وديني وما أعبد هسيبه يقتلها و هاخد مصلحتي وامشي، امين ؟
_ إيه امين دي احنا بندعي ولا إيه
تمتمت ” مهرة ” وكانوا ينظرون له بصدمة، فصرخ بهم :
_ امين ؟.
_ امين
اجابوه بنفس واحد فأومئ برأسه برضا وهو يذهب، رأوه يقف مع رجاله ثم بعد دقيقة انحنوا وهم يسيرون بخفة، واندهش الفتيات من صمت خطواتهم، أمسك ” عصام ” ميكروفون وهو يردف :
_ سلم نفسك المكان كله محاصر
_ الله أنا كنت فاكرة الجمله دي في الافلام بس
تحدثت ” يارا ” بحماس ولكنهم تجاهلوها وهم يراقبون ما يحدث أمامهم، لم يروا ملامح رجالهم فقد كانوا بعيدا بدرجة كافية، ولكنهم استطاعوا تبين ما يحدث.
اغمضوا الشباب اعينهم وهم ينتظرون مصيرهم، ثم انطلقت صوت رصاصة في الفراغ، ففتحوا اعينهم بهلع وهم ينظرون على بعضهم البعض، عندما لم يجدوا أن هناك من تم إصابته سمعوا صوت دوى حولهم وشخص يردف :
_ سلم نفسك المكان كله محاصر.
رأوا كيف تفرق الرجال عند اقتراب العديد من رجال الشرطة، لقد خرجوا من كل مكان حولهم وحاوطوهم، لم يجد ” محروس ” مخرج ليهرب منه، فأستسلم وهو يرفع يديه و فعلوا رجاله مثله، لقد أصاب ” مازن ” والاخرين ثلاثة أرباع رجاله لذا كان سيدخل حرب خاسرة مع الشرطة، اقترب رجال الشرطة وهم يكبلون الجميع، و عندما اقترب رجل منهم تمتم ” مازن ” وهو يقف :
_ ” عصام “!، مين قالك ؟.
نهض الجميع، وقبل أن يجيبه ” عصام ” استمعوا لزغرودة بينما يركضوا البنات تجاههم بينما ” يارا ” تصرخ :
_ والله وعملوها الرچاله.
وقفوا بصدمة ينظرون لهم بينما التفت ” عصام ” وهو يصرخ بهم :
_ هو أنا مش قولت محدش ينزل من العربية، انتوا إيه ناويين تجننوني.
_ انت جولت لحد ما نجبض عليهم، وأهه كلهم في البوكس وسع كده.
دفعته ” مهرة ” بيدها وهي تقفز على ” دياب ” معانقة اياه، فأمسك بها بسرعة قبل أن تتسبب في سقوطه وسمعها تصرخ بأذنه قائلة :
_ كنت متوكده أنه مش هيچرالك حاجة، كنت قلقانة أوي.
لم يستطع منع نفسه من ضمّها دون الإهتمام بغضبه منها واردف وهو يشتم رائحتها :
_ كل اللى فكرت فيه وأنا على اعتاب الموت كان إنتِ، هعمل إيه وياكي يا ” مهرة ” ؟، لا منك سيباني أنساكِ ولا منك سيباني احبك، اروح منك فين ؟.
ابتعدت عنه وهي تمسك بوجهه بين يديها قائلة :
_ وانت تروح بعيد عني ليه وانا حضني مفتوحلك؟
ابتسم وهو يضمها مرة أخرى قائلاً :
_ هرجع ازعل منك بس مش دلوقتي.
ابتسمت وعندما ابتعدوا رأى ” جنة ” تعانق شقيقها بينما ” يارا ” تقف مع ” عاصم ” و ” زيدان “، وكان ” عاصم ” يسرد لهم ما حدث بحماس مع جعل نفسه بدور البطولة، بحث حوله عن ” مازن ” و ” نور ” فألتقط ” زيدان ” نظراته قائلاً :
_ دخلوا لـ المدام.
اومئ برأسه بينما راقب ” مهرة ” تُحدث ” زيدان ” بخجل قائلة:
_ حمدالله على سلامتك يا خوي.
اضاءت عين ” زيدان ” بسبب كلمتها الأخيرة وهو يجيبها بأبتسامه :
_ الله يسلمك يا خيتي.
استمر ” دياب ” بوضعها بجانبه وهو يختلط مع الآخرين بالحديث، ولم يغب عنه أن الشرطة لازالت لم تذهب وكان يعلم أنهم يجب عليهم الذهاب لقسم الشرطة أيضاً بسبب حوزتهم على سلاح ولكن كل ذلك سيتم حله فيما بعد، اقتربت سيارة إسعاف من المكان وكان سعيداً لأن يبدو أن زوجة ” مازن ” ستحتاجها
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
الأنتظار أحياناً يكون قاتلاً، خصوصاً عندما تجلس بأنتظار مصيرك وأنت لا تستطيع التحرك خطوة واحده حتى، تكن فقط جالساً بهدوء وأنت ترى الأشياء تحدث حولك، ولكنك لا تمتلك القدرة على محاولة تغيير أو إنقاذ أي شئ، فتتأكل روحك وتنفذ طاقتك، ويكون كل ما تريده أن ينتهي انتظارك أيا كانت نهايته.
كانت ” بلقيس ” تجلس على الأرضية الباردة، ترتدي عباءة اكبر أربعة أضعاف من حجمها بينما على رأسها حجاباً فضفاضاً، كانت تستمع لكل شئ يحدث بالخارج، بدءاً من إطلاق النار حتى توقفها، وقد ظلت جالسة تنظر للباب بأنتظار دخول ” مازن “، أو قد يكون حظها سيئا وتجد ” محروس ” هو الذي يستقبلها، ولكنها كان لديها يقين أن زوجها هو من ستراه
عندما استمعت لصوت الشرطة ابتسمت بسعادة وهي تبكي بشدة، لقد كان ظهرها يؤلمها وكانت كل ما تريده هو أن تغفوا، عندما فتح الباب ركض ” مازن ” تجاهها فأبتسمت وهي ترفع يديها كي يعانقها، غلفها بين يديه بعناق دافئ، وهمست ببكاء في ثنايا رقبته :
_ كنت عارفة، أنا كنت واثقة فيك.
_ الحمدلله، الحمدلله إنك بين ايديا دلوقتي.
همس وهو يشدد عناقه حولها، بينما همست هي وكانت آخر ما رأته ” نور ” وهي تقترب منهم بأبتسامة واعين دامعة :
_ ” مازن ” وديني المستشفى.
صرخت ” نور ” وهي تركض تجاهها عندما أغمضت عيناها وسقطت رأسها، بينما سمعوا صوت ” علي” الذي كان قد ذهب ليتحدث مع ” نور ” وهو يردف :
_ الاسعاف برا.
ركض ” مازن ” وهي بين ذراعيه، و ” نور ” خلفه، بينما عندما ركضوا المسعفون بعربة تمتم ” مازن ” :
_ على بطنها، نيموها على بطنها ضهرها مليان جروح.
لم يستطع تحديد أن ظهرها كان تتساقط منه دماءاً غزيره هكذا، وضعوها برفق على السرير و نقلوه إلى السيارة وصعد هو خلفهم، وتمتمت ” نور ” وهي تنظر لأبناء عمومتها :
_ انا هروح معاهم، تعالوا ورانا.
_ ” عصام ” معلش أجل كل حاجة، أنا هجيبهم واجيلك والله العظيم بس اتطمن عليها وانا مش مشغول بالى عليهم، سيبهم ييجوا ورايا.
تحدث ” مازن ” وهو يجلس داخل سيارة الإسعاف، وقف ” عصام ” دقيقة يفكر ثم اومئ برأسه قائلاً :
_ انا كمان هاجي وراك لحد ما نتطمن على المدام.
اومئ ” مازن ” له ممتناً، ثم أغلقوا الباب وحالما تحركت السيارة امسك مسعف بمقص وهو يشق عباءتها من الخلف شهقت ” نور ” عندما تبينت جروح ظهرها ولم تستطع سوى البكاء وهي تهمس :
_ يا حبيبتي.
كان ” مازن ” ناظراً بصدمة وهو يشاهد كيف كان ظهرها يبدو وكأنه مشقوق طولياً، و ود لو ذهب لذلك الرجل وقتله، كان يجب عليه فعل ذلك، رأى المسعف يخرج قطن وهو يحاول تنظيف الجروح وإيقاف النزيف، و أمسك بجهاز بيده بينما يردف :
_ مستشفى الهرم، يرجى تجهيز غرفة خاصة، الإصابة
قطع وجروح بالظهر، وأدى ذلك إلى نزيف قدر كبير من الدماء، التنفس ضعيف نسبياً بسبب كمية الدماء المفقودة.
مد ” مازن ” يده وهو يمسك بيدها وهمس بينما أغرقت دموعه وجهه :
_ اوعي تسيبيني يا ” بلقيس “، عشان خاطري متيتمنيش.
كتمت ” نور ” بكاءها كي لا تزيد همّه وهي تراقب جسد صديقتها، أخيرا لما يبدو وكأنه سنوات توقفت السيارة واقترب بسرعة مسعفون بسرير بينما ينقلونها عليه، وكان ” مازن ” لازال ممسك بيدها حتى ادخلوها الغرفة واغلقوا الباب خلفهم، لم يستطع التماسك وهو ينهار أرضا و وضع وجهه بين يديه باكياً وهو يردف :
_ كان لازم احميها زيادة، أو على الأقل اعرفها أن فيه خطر على حياتها.
_ انت عملت دة بنية خير، هتبقى كويسة متقلقش.
تحدثت ” نور ” مطمئنة إياه بينما كانت هي من تحتاج إلى من يفعل، ولكن عزاءها الوحيد إنها كانت تعلم أن الأمر لن يؤدي إلى موتها، ولكن كل ما كانت تفكر به هو كيف ستتقبل صديقتها الندوب العميقة التي ستتركها هذه الجروح على ظهرها، قاطع شرودها وصول الجميع، وراقبت بأبتسامة ممتنة وهم يقتربون من ” مازن ” ويحاوطوه وسمعت ” دياب ” يردف :
_ هتكون كويسة، لازم تقوى عشانها، أعتقد أن اكتر حاجة هتكون متأثرة هي نفسيتها و هيبقى دورك كبير اوي في تحسينها.
اومئ ” مازن ” له وهو يمد يده ويزيل دموعه، بينما ساعدوه على النهوض و وقف على قدميه، نظرت ” نور ” للفتيات واتجهت ناحيتهم، كان وجه ” يارا ” فاقداً لألوانه وعلمت أن ذلك لا يخص ما حدث، فهمست وهي تنظر بيها وبين ” مهرة ”
_ حصل إيه ؟
نظرت ” مهرة ” ل ” يارا ” وكأنها تريد الحصول على الأذن لتخبرها بما حدث، فأومئت ” يارا ” بضعف، وأخذت ” مهرة” اشارتها فنظرت ل ” نور ” قائلة :
_ عاصم بيخونها.
8
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
السلام عليكم
مسا مسا 🤩❤️
شايفين دي رابع كوباية ليمون مغلي اشربها عشان دور البرد اللى أنا فيه واقدر اخلص البارت، معتذرتش عنه أهو عشان خاطركوا وعشان فداكوا كل حاجهعشان وقت ما بقا ما يمنعني الشديد القوي من اني انزل بارت تقولولي فداكي يقلبي أقل من قلبي مش هقبل 😔😂
3
شايفين دي رابع كوباية ليمون مغلي اشربها عشان دور البرد اللى أنا فيه واقدر اخلص البارت، معتذرتش عنه أهو عشان خاطركوا وعشان فداكوا كل حاجه
عشان وقت ما بقا ما يمنعني الشديد القوي من اني انزل بارت تقولولي فداكي يقلبي
أقل من قلبي مش هقبل 😔😂
اي رأيكوا في البارت بقا ؟
في الأحداث ؟
في الابطال ؟
في كل حاجة ارغوا في اي حاجه ولو فيه أي حاجة كدة ولا كدة قولولي عليها
10
نسيت اقول ان ” عصام الدغيري ” بطل رواية وجوهٍ مُتعدده ‘ احاطهم الهيام ‘ 🤩
+
- لقراءة باقي فوصل الرواية أضغط على (رواية ايروتومانيا هوس العشق)
انچوي يبنوتاتي 😘