روايات

رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم شاهيناز محمد

رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم شاهيناز محمد

 

البارت الثاني والعشرون

 

أخبروني إنها رُبما تكون مجرد لهفة مؤقتة،
اليوم بعد سنوٰات، لازِلت أنظُر إليكِ بـ نفس الطريقة،
يَتزايد نبُض قلبي بـِ كل مَرة أراكِ بها،
وكأنني أحتاج للمزيدُ مِن الإقدام لتستطيع حَملي،
لم ينقُص حُبي درجة، ولازالت عيناي تُحب عيناكِ،
اليوم وغداً وبعد سنوات أخرى، ستكوني أنتِ،
لأ أحد آخر سِواكِ.

_ مِن علي إلى نور.
2

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

عندما تكن معتقداً دائماً أنك غير كافٍ، سيكون من الصعب عليك أن ترى نفسك تستحق أي شئ، ستظل دائماً ترى عدم استحقاقيتك، وأنك لن تستطع أبدا التغيُر والمضي قدماً بطريق أفضل، كل مشاكلك تتجمع بتقديرك لذاتك، فأن احتقرتها لن تنجو، وأن تعلمت كيف تقدرها ستطفوا أخيراً من الغرق.

جلس ” مازن ” على كرسي البار وهو يهز السائل الكهرماني بيده، أبتسم بسخرية لنفسه لأنه كلما اعتقد أن الأمور ستكون أفضل يأتي شئ وينفي ظنونه، نظر إلى فتى البار أمامه، وهمس بنبرة غير متوازنة قائلاً :
1

_ كل ما تحس ان فيه أمل، تيجي أمل بنفسها تقولك أنسى.

اومئ الفتى له لأنه كان معتاداً على حديث السُكارى، سار ” مازن ” بيده على وجهه وتحشرج صوته وهو يردف :

_ بس انا كنت عاوز المرة دي اتغير، كنت حاسس اني خلاص قربت المس القمر، بس مرة واحدة وقعت على وشي، وكأن الدنيا بتقولي مش هتاخد أبدا اللى إنت عاوزه، إني مكتوب عليا اعيش كدة.

أغمض عيناه وهو يحاول أن يستفيق، لا يريد الجلوس والبكاء هنا أمام رجلا لا يعرف، ولكن ربما يكون ذلك أفضل ربما من كثرة الوجوه الذي يراها لن يتذكر أبدا كيف أنهار ” مازن ” أمامه فأكمل حديثه بهدوء :

_ مكتوب عليا أعيش متعلق في الهوا، لا أنا عارف أنزل واقف على رجلي، ولا أنا عارف أطير واوصل للقمر.
2

ثم ارتشف ما تبقى في الكأس ونهض وهو يخرج بضعة أموال من جيبه ويضعها أمام الرجل، ثم خرج بترنح ولكن لحسن حظه لم يكن غير واعٍ كفاية، وكان يستطيع قيادة سيارته ليذهب لمنزله، وعندما ترجل داخل السيارة امسك بالمقود و وضع رأسه عليه عندما لاحظ ارتجافة يده، وتمتم لنفسه بخفوتٍ حزين :

_ خيبت أملها يا ” مازن “، زي ما عيشت حياتك تخيب أمل أبوك عشان واحدة متستاهلش.

اعتدل وقام بتشغيل السيارة وهو يذهب، وعندما وصل القى المفتاح لحارس العقار، عندما فُتح باب المصعد انتفض بفزع وهو يراها واقفة أمامه، فتمالك نفسه وهو يمر من جانبها ليدخل شقته شعر بها تستنشقه فـ لم يقم بأي ردة فعل وهو يدخل غرفته أخيراً، عندما كاد أن يغلق الباب خلفه وضعت يدها وهي تمنعه، فتأفف ولكنها جعدت وجهها قائلة :

قد يعجبك أيضاً
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ بقلم zahra-egy
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ
348K
17.5K
تسلّلَت أنفاسُكِ من لفائفِ الكَتْم، كعطرٍ مسمومٍ من معبدٍ منسي، يا من نُقشَ اسمُكِ على تابوتِ الغواية، أنتِ قبلةُ رع، لكنّ خلفَ عينيكِ تَكمُنُ أنيابُ أنوبيس. أراكِ… لا…
أليف الروح بقلم MariamMahmoud457
أليف الروح
603K
34.5K
شعور أحمد خالد توفيق عندما قال &quot;معني الصداقه الحقيقية أن أراك جديراً بأن أئتمنك على جزء من كرامتي&quot;. يقولون تألف الروح بمن تُحب، من الممكن أن يكون المُحب صديقاً…
الموروث نصل حاد بقلم Asawr_Hussein22
الموروث نصل حاد
17.3M
1M
إرثٌ عظيم .. مُلكٌ أتى من غَير تَرميـم طريقٌ مظلم ومُعتم نهايتهُ غَـريم قَـرار مُدمر ، تصرفاتٌ غير مدروسة بتنظيـم نَظراتٌ حاسِدة ، أيادي مُتشابكة و باردة أسرار مكنونة…
عنقود محرم بقلم yakot1
عنقود محرم
585K
27.7K
حين تنضج المشاعر في غير موسمها و يُصبح الأقرب هو الأكثر بُعدًا، ينشأ حبٌّ لا يَغفره المنطق، ولا يَسمح به القدر . بين روابط العائلة وأسوار المحرمات، بين شاب أحبّها عُمرًا…
لحن الفجر بقلم Salmaa_Ebrahim
لحن الفجر
2.8K
110
ماذا لو كانت حياتك كلها مبنية على كذبة؟ رجل ظننته الأب الحامي، لم يكن سوى خاطف سرقك من عالم لم تعرف بوجوده. بين ألم الخيانة ورحلة البحث عن الحقيقة، تنسج الأحداث خيوط الغ…
هُويَّة منسيَّة. بقلم BasmaLa_Mohammad
هُويَّة منسيَّة.
359K
16.8K
هل يُمكن أن تُنسى هَويَّتك؟؟ هل يمكن أن تفقد جزء أنت منهُ وهو منكَ!؟؟ عندما تُكرِه كونَك أنت فـتُفقد هَويَّتك عن قصد، وتعيش قصة وحياة ليست بقصتك وليست بحياتك! وتُرغم أن…
ديجور الهوى/ كاملة بقلم FatmaSultan947
ديجور الهوى/ كاملة
1.2M
97.2K
لو كنت جلادًا على قلوب البشر وأفعالهم تأكد أن الأمر لن يُحتمل ولو كنت قديسًا بلا أخطاء تأكد أن المكان لن يُناسبك.. هنا نحتاج شخص قلبه لين حتى يغفر وكبير جدًا حتى يتحمل ه…
_ ريحتك تقرف، خش استحمى أنا مستنياك.

تجاهلها وهو يجلس على سريره، ولكنها وقفت أمامه و ربّعت يديها وهي تطالعه بحدة، لقد ظن أنها ستذهب عندما لا يعطيها أي رد فعل، ولكنها بقيت هناك دون أن تتحرك، فتحدث بنفاذ صبر قائلاً :

_ ” بلقيس” مش وقتك، متنـ..

_ متحاولش، هتقعد بقا تقولي متنسيش نفسك و الكلمتين بتوع كل مرة عشان تريح دماغك و اسيبك في حالك، بس خلاص حفظتهم، و اتفضل يا ” مازن ” حالا استحمى وتعالى.
6

ادهشه حديثها وشعر إنه أخرجه من ضبابه، فنهض دون حديث وهو يفعل ما أمرته به واتجه للحمام، ثم تمتم وهو يمر من جانبها :

_ طلعيلي غيار.

قامت بلف عيناها فصفعها على مؤخرة رأسها من الخلف قائلاً :

_ شوفتك.

_ ياض يابنلل

كادت تركض خلفه ولكنه كان اسرع منها و دلف للحمام وهو يغلق الباب خلفه بسرعة، ابتسمت وهي تهز رأسها بينما تذهب لدولابه لتخرج له ملابسه، ولأنها لم تكن تثق به وضعتهم على مقبض باب الحمام، وطرقت الباب قائلة :

_ هتلاقيهم على الأوكرة مد ايدك خدهم.

ثم ركضت وهي تعود لغرفته وجلست على سريره لتنتظره، كان يجب أن يخبرها ما حدث، وكانت تريد أن تعلم قصة والدته، لماذا يكرهها، وما معنى حديثه الذي أردف به قبل أن يذهب، عندما خرج جلس بجانبها دون حديث، فهمست وهي تنظر له :

_ احكيلي يا ” مازن “، مش بتحب والدتك ليه ؟.

ابتسم بسخرية مجيبًا إياها وهو يهز رأسه بالنفي :

_ غلط، سؤال غلط.

ثم رفع أنظاره وهو ينظر لها مُكملاً حديثه :

_ اسمها بتحب والدتك ليه.

تسطح على السرير وهو يستند بظهره للخلف، ثم تمتم وهو يناديها :

_ تعالي يا ” بلقيس “، هحكيلك بس وإنتِ مش بصالي.

اومئت برأسها بتردد وسمحت له بسحبها لتجلس بين قدميه، ثم استندت بظهرها على صدره، كانت متيبسة ولكنه مد ذراعيه حولها وهو يضع رأسه برقبتها يستنشق رائحتها هامساً بخفوت :

_ ريحتك خوخ.
1

_ اللوشن بتاعي بالخوخ.

_ هممم.

همهم بهدوء ثم ابتعد وهو يريح رأسه للخلف، بينما هي أخيراً استرخت وهي تنتبه كي تستطع التركيز عندما يتحدث، وحاولت جاهدة ايقاف ضربات قلبها الثائره بسبب قُربه، تحدث ” مازن ” بهدوءٍ رتيب وهو لأول مره كان لديه أحد ليخبره ما الذي فعلته به الأيامِ :

_ مامي كانت ست High class خالص.

انطلقت ضحكتها فعقد حاجبيه وهو يمد رأسه ينظر لها، فوضعت يدها على فمها وهي تحاول إيقاف ضحكتها قائلة :

_ يا خلاثو على مامي دي.

حاول دفعها وهو يردف بغضب مصطنع :

_ قومي يا بت، مش هحكي.

_ خلاص خلاص والله، كمل.

ابتسم وهو يريح جسده مجدداً، وشد يديه عليها وهو يُكمل حديثه :

_ المهم يعني أن جوازها بـ بابا كان نوع من أنواع العقاب، وقتها بابا اشتغل طول حياته عند ابوها لحد ما قدر أنه يفتح شركة لوحده، وكانت صغيرة لسه فابوها عرض عليه أنه يتجوزها و وقتها هو هيساعده بقا وعلاقاتهم هتبقى واحده والجو دة كله
طبعاً دة جرحها، و ازاي تجوزني لواحد كان شغال عندنا، بس تمردها على أهلها والمشاكل اللى كانت بتعملها هو اللى خلاهم يعملوا كدة، طبعاً حدو الله يرحمه هو اللى قايلي على فكرة الكلام دة، وهي كانت دايماً تتكلم أن بابا كان شغال عندهم.

تنهد وهو يتذكر كل ذلك، كانت تذكره بحقيقة أن والده دائماً كان أقل منها، وحينما كان طفلاً لم يكن يفهم، وكان يتمرد على والده لكي يكسبها هي، كان دائماً يريد الحصول على إعجابها، لم تتحدث ” بلقيس” وهي تنتظره ليكمل، ففعل:

_ كان هو كل همه يكبر الشركة، شاب طموح عاش حياته بحلم وعاوز يحققه، وهي ابتدت تعمل حفلات في البيت، فالاول كان بيفضل يتخانق معاها كتير وبرضو مكنش فيه فايده، لحد ما قالها تعمل اللى تعمله بس بعيد عني ومتخليش دة يأثر عليا، ورغم أنه كان بيشتغل و بيقضي وقت كتير اوي في الشركة كان متابع مع المدرسين وكان جايبلى شيخ يحفظني قرآن، وكان بييجي هو بليل و يسمعلي لما مكنتش بعرف كان.. كان بيضـ.ربني.

عندما رفعت رأسها لتنظر له امسك بوجهها وهو يعيده ويجعلها تنظر أمامها وهو يردف :

_ قولنا مش هتبُصيلي غير لما اخلص، بلاش غش.

اومئت ” بلقيس ” برأسها وهي تريح جسدها عليه صامتة، فأكمل حديثه قائلاً :

_ هي كانت بتخليني اعمل اللى نفسي فيه، مكنتش بتزعقلي لو لعبت وسيبت المذاكرة، مكنتش بتزعقلي لو كلت اي candy أو الحاجات دي، على عكسه، هو كان اليوم اللى بيقعد إجازة فيه كان بيكتفني، بيزعقلي على كل حاجة لحد ما خلى الناني بتاعتي تعملي عينات، مسموحلي يوم بس في الاسبوع اكل براحتي واشرب براحتي، أنا كنت طفل، مكنتش عارف ان دة صح، فاكنت بحبها هي، كنت بحبها أوي وكل همي اكون زيها عشان خاطر هي كمان تحبني

كان بييجي صحابها للبيت واحد منهم كان بيخليني اشرب، لحد ما بابا عرف، كان عندي عشر سنين، طردها من البيت وطلقها بالتلاتة قعدت اتحايل عليه ميعملش كدة ويخليها معانا، كنت عاوزها محتاجها عشان هي مامتي.
1

توقف عندما شعر بأعينه تبتل و تحشرج صوته، وكان شاكراً لها أنها لم تلتفت لتنظر له، لقد دارى جزء ” شيري ” لأنه لا يريدها أن تراه ضعيفاً لتلك الدرجة، لم يكن يستطيع النطق حتى وشرح ما كانت تخبره به أو تفعله تلك المرأة، فأختار عدم اخبارها عن ذلك وهو يكمل :

_ كنت دايمًا بستنى تيجي البيت أو تتصل بالناني تسأل عليا، كنت بسألها كل يوم وانا كلي امل
– هي مامي اتصلت النهارده؟ –
لحد ما نظرات الناني اتحولت لشفقة ودي كانت اكتر حاجة بكرهها، ولما كنت بحاول اتكلم مع بابا كان دايما بيقولي اني أحسن من غيرها، لحد ما عدت السنين وبقى عندي 21 سنة، كل دة وانا بديها هي الحق واقول ما حقها متسألش فيا ولا تكلمني بعد اللى هو عمله، كنت برمي اللوم عليه دايماً،
فابتديت اتمرد واعمل زيها، شرب وسهر وصحاب، وكان دايما يتخانق معايا، خناقات كتير جداً وكلام بقا زي إنت شبهها وإنت زيها و أنت شيطان، حاجات كتير اوي مش عارف انسهالو، بس بعدين لما هي ابتدت تنزل في الأخبار
ارتبطت بفلان وسابت فلان، عرفت قد إيه هو كان عنده حق.

لقد تذكر كل مرة كان يتعارك بها مع والده، وكل مره ألقى باللوم عليه ورفع صوته لأنها لولاه لكانت هنا، لقد كان لديه يقين تام أنها تستطيع التغير، وأن كل ذلك لحظات عابرة وعندما يكبر هو سيستطيع جعلها شخصية أفضل، ولكن ها هو ذا لم يفعل أي شئ سوى أن يكن مثلها تماماً،
حرّك أطراف اصابعه على اذرُع ” بلقيس ” العارية، وعندما شعر بأرتجافها أبتسم وهو يكمل :

_ بس كمان اللى حضرتك دة خلاني اعرف قد إيه الأمل ممكن يكون مُميت، فابطلت يكون عندي أمل في حاجه،
حتى عمري ما فكرت أتغيّر قبل كدة، مرة حاولت ومقدرتش، للأسف الموضوع بقا إدمان كحول، فاقولت خلاص مانا عايش حياتي أهو وكويس حتى لو بكره نفسي،
عارفة امتى يا ” بلقيس ” اول مرة حسيت إني ياريت سمعت كلام بابا، يارتني دلوقتي شخص أفضل ؟

هذه المرة عندما رفعت رأسها لتنظر له مستفهمة، تركها وهو ينظر داخل عيناها بينما همس بخفوت :

_ اول ما شوفتك.

_ متهزرش.

انتفضت جالسة وهي تنظر له ولكنها لم تخرج من حصار جسده، ابتسم وهو ينظر لها متذكراً ذلك اليوم والشعور الذي انتابه حينها فتحدث وهو ينظر لها سارداً :

_ اه والله، كنت دخلت المكتب لقيتك جوا بتنضفيه، و اول ما بصتيلي وبعدين بصيتي في الأرض وإنتِ بتتكلمي بصوت واطي أوي و مكسوف عرفت قد إيه إنتِ كويسة، حسيت إني عاوز حد زيك في حياتي، عاوزك إنتِ، بس مكنتش استاهلك كنت متأكد اني لو حاولت أي حاجه كنتي هترفضيني حتى لو معايا فلوس، وقتها اتمنيت إني أكون شخص تاني، شخص يستحقك.

ابتسمت ” بلقيس ” وهي تستمع له، وتذكرت ذلك اليوم عندما أحمر وجهها تماماً حينما رأته واختفى صوتها على غير عادتها، وكان ذلك لأنها وجدته وسيمًا للغاية، يشبه تلك الأشخاص التي تقرأهم برواياتها، فحدثته بصراحة قائلة :

_ مكنتش متوترة أنا اشتغلت من وانا عيلة فمكنش جديد عليا خالص إني اشوف مديري، كل الحكاية إني اول ما شوفتك حسيتك طالع من رواية، الروايات اللى بقرأها وفيها بطل غني بيلبس بدل دايمًا.
3

_ مش دايما على فكرة مش بنام بيها.

مازحها ضاحكاً، راقبها وهي تبتسم بملئ فمها، كانت أعينها تشع وهي تنظر له، لقد تزوجها لينقذها، ولكن يبدو أن ذلك انقلب عليه، فهمس وهو يُقرّب وجهه منها :

_ مين هينقذني منك يا ” بلقيس “!، أنا كنت قاطع عهد على نفسي ابطل احس بالأمل عشان عمري ما وصلت، بس معاكي بحس إني لازم يكون عندي أمل، لازم يكون عندي أمل اني هقدر اتغير وأكون شخص يستاهلك، لأول مرة هحاول، هحاول بكل طاقتي عشانك.
6

لم يترك لها فرصة للرد، و وضع يده أسفل ذقنها وهو يرفع وجهها ليلتقط ثُغرها بقُبلة هادئة بادلته إياها على استحياء، وعندما أبتعد عنها كان وجهها قرمزياً، فكرت برد ذكي لتخبره به ولكن وكأن لسانها انعقد، وصمت عقلها عندما أمسك بها وهو يقربها منه قائلاً بنبرة خافته وانظاره معلقة على شفتيها :

_ ممكن تكوني مراتي يا ” بلقيس ” ؟، مراتي بجد.

ارتفع صدرها و انخفض أثر تنفُسها العنيف وفكرت في أن تلك لم تكن خطتها، وأنها لا يجب عليها أن تُسلمه نفسها سوى عندما يؤكد لها إنه تغير، لقد كان يشرب منذ اقل من ساعتين
ولكن رغم كل ذلك، رغم اخبار عقلها لها بالرفض تماماً وان تذهب لغرفتها لتنام، إلا أن قلبها انتصر،
القلب الذي اصبح الآن مملوكاً له، ولم يعد أبدا ملكها
اومئت برأسها وهي تنظر له بثقة قائلة :

_ موافقة يا ” مازن “.
12

تهللت اساريره وشعر بيده ترتجف من هوّل مشاعره، وقربها منه أكثر وانتفض قلبه من حلاوة قُربها، فهمس قبل أن يسحبها داخل قبلة أخرى قائلاً :
5

_ اتمنيتك كتير، شكراً يا ” بلقلس ”

كان يعلم أنه لم يكن مشاركة مجرد جسد، لقد علم بتلك اللحظةِ بالذات إنها اخذت منه الكثير، وقد تخلى عن أثمن الاشياء لديه لها بطيب خاطر، تخلى عن قلبه لأنه كان يعلم أنها ستعامله وكأنه من زجاج،
و دعى بداخله أن يستطع مواكبة ذلك
الا يُخيب أملها أبدا.
2

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

أحياناً رغبتك بالحياة تنتهي لأن كل ما كنت تريده هو أن تعيش، ولكن ما يظل يحدث معك يجعلك تفقد هذه الرغبة تماما، فينغلق تفكيرك ويصبح كل ما تريده هو الرحيل، الرحيل مِن الدنيا و مِنك، ترغب في ترك نفسك حتى وتتمنى لو إنك لم تكُن، ولم تُصنع، تتمنى لو خُلقت بمكانٍ أخر، حيث لا يوجد أكاذيب أو خداع، تتمنى لو خُلقت بحديقة زهور عوضاً عن الصبار الذي كلما اقتربتَ مِنه يجرح يدك، ولكن ليس كل ما يريده المرء يُدركه، لأنه كُتب عليك العيش هنا، ورغبتك لا تهم بعد الان.

كانت ستقوم بالقفز، لم تكن تريد أن تبقى لتعلم ما الذي سيحدث، كيف ستتأقلم على حقيقة أن من عاشت معهم كل هذه السنوات لم يكونوا عائلتها، وان الذين اعتادت كرههم كانو كذلك
أغمضت عيناها وهي ترفع قدمها، ولكن التفت حولها قبضة وهي تسحبها للداخل، فقامت بتحريك قدميها وهي تصرخ كي يفلتها، جلس أرضاً وهو يحاوطها ثم سمعت صوته يصرخ بها قائلاً :

_ بس، بطلي تتحركي يا ” مهرة “.

_ ” دياب “؟
1

كان صوته ورائحته، وقد أتى بالوقت المناسب لينقذها، كما كان يفعل دائماً، أغمضت عيناها وهي تصرخ باكية ولم تستطع منع نشيجها من الخروج، بينما امسكها بهدوء دون أن يتحدث، فتحدثت ببكاء :

_ مسبتنيش امـ.وت ليه ؟، هعيش ليه يا ” دياب ” هعيش لمين.

اغمض عيناه وهو لا يجيبها، لقد شدد قبضتيه على جسدها أكثر حتى طُبعت على جسده، كان يريد الشعور بها ليعلم أنه قد وصل باللحظة الأخيرة، وان شعوره أن ربما يحدث شئ ما لها جعله ينطلق من المشفى ويترك ” زيدان ” للمرة الأولى ليطمئن عليها ويرى كيف استقبلت الخبر، ولكنه لم يأتِ بباله أبدا أن تُقدم على فعل شئ مثل هذا، فتحدث بأذنها قائلاً :

_ بلكونتك في الدور الأول كنتي هتتكسري بس مش هتمـ.وتي.
4

ثم ابتعد عنها وهو يقف تاركاً إياها جالسة أرضا، قسى نظراته وهو يسألها قائلاً :

_ امك قالتلك إيه ؟، عاوز أعرف إيه اللى حصل و إزاي إنتِ بنت ‘ فاروق ‘ و ‘ نادية ‘.

اومئت له ونهضت وهي تمسح دموعها، ثم جلست على سريرها و وقف أمامها وهو يضع يده خلف ظهره كي لا يمدها و يلمسها، و يجب عليه أن يحاول جهده كي لا يعانقها مواسياً إياها، فنظر لها وهي تحاول جاهدة إيجاد كلماتها، ثم اختصرت قائلة :

_ هي و ” نادية ” ولدوا في نفس المشتشفى، كره ” هاني ” لـ ” فاروق ” كان معروف للكل، هو بس اللى كان معاها اليوم دة عشان ابوي كان في شغل ويا اخواتي، لما أمي ولدت بنت ميتة، و ” نادية” لأ، معرفش ازاي ” هاني ” قدر ياخدني ويبدل بينا، محدش كان يعرف غير هي وهو.

ثم صمتت وهي ترفع انظارها إليه قائلة بنشيج باكٍ :

_ هعمل إيه يا ” دياب “، هبطل ابصلهم على أنهم امي واخواتي وابوي ازاي!، هعمل دة إزاي، هعمل إيه يا ” دياب “.

لم يتحدث وهو لأول مرة يشفق عليها، لا يكون من السهل أبدا أن يحدث كل ذلك لشخص ما، اقترب خطوة بتردد، ولكنه غير رأيه وكان سيلتفت ليذهب، ولكنها تمتمت بصوت خافت :

_ حضن بس يا ” دياب “، بالله عليك عاوزه بس أنام شوية.
4

كان يريد رفضها، تذكير نفسه بما فعلته وما أوشكت على اخذه منه، ولكنه لم يستطع رفض طلبها الباكٍ، فأقترب منها عندما تسطحت على السرير وهو يتسطح بجانبها أخذاً إياها بأحضانه، فهمست وهي تتشبث به :

_ عارفه أن دة مش هيغير حاجة، بس كان نفسي أقولك أن حضنك الوحيد اللى بيقدر يسكت كلام دماغي.

اغمض عيناه لا يريد التأثر بها، كان يجب عليه كرهها، ولكن لماذا لم يستطع، لم يجيبها وسقطت بالنوم بسرعة، لقد بقى بجانبها لمدة ساعة حتى يضمن أنها غارقة بالنوم ولن تستيقظ عندما يذهب، نظر لها وهي تنام، ثغرها منفرج قليلاً وانفاسها هادئة، مد يده وهو يعيد خصلات شعرها للخلف كي لا توقظها، وهمس قبل أن ينهض :

_ وبعدهالك يا ” مهرة “، لا بتكوني ليا، ولا راضية تخليني أنساكِ.
2

نهض بهدوء وسار على أطراف اصابعه وهو يفتح بابها ليخرج، عندما اغلقه خلفه استمع لصوت والدها الخافت وهو يردف :

_ نامت أخيراً.

اومئ ” دياب ” برأسه، والتفت لينظر إلى ” حامد “، سار خلفه حتى كانوا بمكتبه، وحالما أغلقوا الباب خلفهم سأل ” دياب ” مباشرةً :

_ كنت عارف من امتى ؟

كان يعلم أنه يعرف بالأمر، وإلا لما كان أبداً سيقدمها لتتزوجه، وقد علم من ” عثمان ” أن والد ” مهرة ” اختاره هو، ولكن ” عثمان ” لم يخبره ليستطيع مضايقته بأنها سيزوجها ل ” زيدان ” أو ” عاصم ”
لذا كان متأكداً الآن أن ” حامد ” كان يعرف إنها ليست ابنته، ولكنه تعجب لما كان يصمت!،
راقبه وهو يجلس على كرسيه، وكان يظهر عليه كبر السن فجأة، امسك بعصاءته بين يديه وهو يستمد قوته منها، ثم أجاب ” دياب ” بهدوء :

_ عرفت بعد ما ” هاني ” جتل ” فاروق “، حاول يجولي انه جتله شرف وأن ” فاروق ” غلط مع ” ذكية “، بس مرتي مكنتش بتغيب عن عيني حتى لو اني مش موچود في الدار، لحد ما اعترفلي هو جتله ليه.

كان هذا أيضا شئ لا يفهمه ” دياب “، ربما كان انتقاماً كافياً إنه أخذ ابنته، لم يكن هناك سبب أبدا لقتله، أخرج هاتفه وهو يفتح المسجل كي يستمع ” زيدان “، فأكمل ” حامد ” حديثه وهو يوضح له كل ما حدث قائلاً :

_ ” مهرة ” كان حداها تلت اسنين، ابتدت تلعب وتچري جدام الدار، لحد ما ” فاروق ” شافها، و سبحان الله كيف جدر يعرفها من نظره، كانت شبهه يا ولدي، نفس لون عيونه، وجت ما شوفته شايلها وباصص ليها ارتعبت، بس كدبت نفسي، كنت بحبها جوي، كان نفسي في بنية تبجي حنينة عليا و چاتلي هي.
1

دُهش ” دياب ” عندما مد الرجل يده وهو يزيل دمعه تسربت من عيناه، اشاح بنظره احتراماً وتركه يتمالك نفسه، ثم نظر له مجدداً عندما أكمل بنبرة خافتة:

_ كُلنا كنا متعلجين بيها، كانت البنية الوحيده اللى عندينا في البيت، وردتنا، حتى ” هاني ” كان مچنون بيها، ولما ” فاروق ” سأله وجاله أنه حاسس أنه بته جتله عشان مياخدهاش منينا، بس والله ما كنت اعرِف أنه هيجتله، لو كنت عرفت كنت منعته، من ساعة اليوم ديه وحياتنا اتشجلبت، أخواتها كمان عرفوا معادا هي، ومحدش فينا كان عنده الشچاعه يتخلى عنها، عشان أكده حطينها مسافه بينا وبيناتها، عشان كنا متوكدين أنه هياچي اليوم اللى تعرفوا فيه و وجتها هتكون بتكوا، هنكون رچاله غريبه بالنسبة ليها.

لم يستطع ” دياب ” سوى التأثر مما يستمع له، لقد ظن أن هؤلاء الرجال لا مشاعر لديهم ولم يكونوا يحبونها، ولكن يبدو أن ليس كل ما نظهره يكون حقيقتنا

_ ” هاني ” الوحيد مبعدش عنها، واستغل دة لصالحه وهو بيلمى عجلها سموم ناحيتكوا، كنت عارف أن ” زيدان ” هيجتله و مفكرتش امنعه، لحد ما لجيتها بتتكلم أننا لازم ناخد بطارنا، فاجولتلها أنها هتتچوز واحد من داركوا، عشان الطار يوجف واني مش حمل حد فيكوا يجتل حد من أخواتها، و جتها هي جالت هتچوز ” دياب “.

اتسعت أعين ” دياب ” وهو ينظر له بعدم تصديق، فهز ” حامد ” رأسه وهو يردف بسخرية :

_ كنت مفضوح في البلد كليتها يا ولد ال ” ورداني “، وبتي رغم أننا فضلنا نحبوسها في البيت عشان محدش فيكوا يطولها إلا أنها كانت ذكية، وبتعرف كل حاچه بتحصل، وكانت عارفه منيح إنك عاشجها، فاكنت الخيار الانسب بالنسبة ليها.
1

_ أو يمكن كانت متأكدة أنها هتعرف تستغلني عشان توصل لـ ” زيدان “.

تمتم ” دياب” ولكن ” حامد ” نهض وهو يقترب منه و وضع يده على كتفه قائلاً :

_ العيون معتكذبش يا ولدي، حتى هي كانت عاشجه، ياما شوفتها واجفه في بلكونتها وعامله نفسيها مش واخده قالها إنك بتراجبها عشان تشوفها.

ثم تركه وذهب ليفتح الباب، ولكنه قبل أن يخرج التفت له قائلاً بصوت هادئ :

_ كان نفسي اطلب منك متاخدهاش منينا بس مهينفعش، بس هطلب منك تخلى بالك عليها، صحيح مكنتش بتي بس كان نفسي تكون.

ثم أغلق الباب خلفه تاركاً ” دياب ” يفكر بكل ما حدث وكل ما استمع له، فتح الواتساب وأرسل لـ ” زيدان ” المسجل، وكتب لها رسالة قائلاً
ـ خلي فيه مناديل جنبك، عشان هتعيط ـ
3

ثم خرج من المنزل حتى يذهب ويستطيع أخبار الجميع بكل ما حدث، لا يوجد داع لمداراة الأمر، يجب أن يعلموا.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

كان هناك همهات بجانب ” مهرة ” جعلتها تستيقظ، لقد ظنت أن ” دياب ” لم يذهب ولكنه لم يكن صوته، نظرت بساعة هاتفها وتنهدت براحة عندما علمت أنها غفت لمدة خمس ساعات، كان جيداً لأنها لم تنم منذ ما حدث، فوجئت عندما اعتدلت و وجدت شقيقيها ” عصام ” و ” عابد ” يجلسون على طرف سريرها وظهورهم موجهه لها، وسمعت ” عصام ” يخبر ” عابد ” قائلاً :

_ مش جولتلي إنك متحضر زين لليوم اللى هتعرف فيه وهتسيبنا وتمشي ؟، ما بتبطل نواح، تعالى نتحدت بيها بالعقل بس وطي صوتك عشان متصحاش.

تسطحت مجدداً وهي تتظاهر بالنوم، ثم سمعت ” عصام ” يكمل حديثه :

_ احنا بعدنا عنها من ساعة ما عرفنا، هننسى إزاي كانت بتفضل تعمل دوشة في البيت، هننسى الأيام اللى كنا بندخل نطمن عليها فيها لما كانت بتبقى تعبانة من غير ما تعرف، فاكر لما قفشتك بليل خارج من اوضتها وانا كنت داخل ؟،
2

اومئ ” عابد” وهو يستنشق، وعندما اكمل ” عصام ” شعرت ” مهرة ” بصوته يتحشرج وهو يكمل قائلاً :

_ هننسى كل دة، هتروح عندهم و هيكون ” زيدان ” اخوها الوحيد، واحنا هنكون رجالة غريبة، هتنسانا بسرعة عشان مكنتش بتحبنا، واحنا اللى خليناها متحبناش، بس.. بس انا حبيتها أوي، كنت غبي وانا عارف أنها مش اختي بس مش قادر ابطل احس بكدة، مش قادر اقنع نفسي.
2

_ قولتلك، قولتلك نقول الحقيقة من زمان، قولتلك واحنا عيال يا ” عصام ” يلا نوديها بيتها، و وقتها إنت قولتلي أنها بتاعتنا أحنا، مع انك كنت عارف أنها عمرها ما هتكون، هنعيش إزاي دلوقتي واحنا عارفين أنها خلاص عرفت أنها مش أختنا!، أن مفيش مبرر هيخلينا نعرف نروح نزورها وهي عندهم!

تمتم ” عابد ” ببكاء وهو يلوم شقيقه، وكلاهما كان غافلاً أن ” ذكية ” أرضعتها، وأنها لازالت شقيقتهم
لم تستطع ” مهرة ” السيطرة على دموعها وهي تسمعهم يبكون، لأول مرة رأت هذا منهم، لم تستطع حتى الغضب عندما علمت أن حتى هم كانوا يعلمون ولم يخبروها، كل ما استطاعت سماعه أنهم حتى رغم ذلك احبتها، فلم تستطع منه نفسها من الاعتدال و هي تهمس :

_ خططكوا فشلت عشان انا كمان بحبكوا أوي.
1

نهضوا بحدة وهم ينظرون لها، ورأت كيف اشاح كلاهما وجهه وهو يزيلون دموعهم، فهمست مجدداً :

_ مفيش داعي، سمعتكوا وانتو بتعيطوا.

فتحت يدها وهي تناديهم، كانت تريد معانقتهم، فحك ” عصام ” رأسه وهو يتمتم بخجل :

_ مينفعش.

انزلت يديها ونهضت وهي تقف أمامهم، ثم صرخت بهم قائلة :

_ مينفعش!، ” عصام ” يا غبي انت مكنتش بتوافق تحضني و بتزقني عشان فاكر أنه حرام ؟.
4

اومئوا برؤوسهم، فضحكت وهي لازالت تبكي وأصبح بكائها مرتفع الآن وهي تنظر أرضاً قائلة :

_ أنا راضعة منها سنة ونص، أنا اختكوا يا متخلفين.

كان ” عابد ” أول من ركض واحتضنها، و بادلته وهي تبكي لأنها دائما ظنت أنهم لم يحبوها أبدا، بينما كل ما كانوا يريده هو حمايتهم جميعاً من التعلق ببعضهم البعض، لم يستطع ” عصام ” الوقوف أكثر من ذلك بعيداً عنها وهو يسحب ” عابد ” بعيداً قائلاً :

_ دوري، متبقاش طماع.

انفلتت ضحكتها وهي تقبل عناقه، وسمعته يتمتم :

_ كان قرار حكيم إني محضنكيش، كنت هعيش إزاي من غير ما احضنك كل يوم.

شدت على عناقه وهي تغمض عيناها، وعندما أبتعد عنها مد يده يزيل دموعها وهو يتحدث بهدوء :

_ متخافيش، لو مش عاوزه تروحي عندهم قوليلي وأنا مش هخلى حد فيهم يقدر يقرب منك.

اومئ ” عابد ” مؤيداً، فأبتسمت بحب، ولكنها تحدثت قائلة بخفوت :

_ متنساش اني كدة كدة كنت هروح هناك، دة بيت جوزي، ممكن بس تقولهم إني مش عاوزه اقابل حد لحد ما على الأقل ” زيدان ” يكون كويس ويروح البيت؟، ويكون وقت يخليني أنا وهما قادرين نتعامل مع الموضوع.

اومئ لها وسحبها لأحضانه مجدداً فانضم لهم ” عابد ” بأبتسامة، واغضمت عيناها براحة وهي تشعر أن ربما كل شئ يكون بخير الآن، ربما لن تخسر أحدا منهم بالنهاية!

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

لقد مر أسبوع، و كان موعد عودة ” زيدان ” إلى منزله، أصبح الجميع يعلم حقيقة ان ” مهرة ” شقيقتهم، و همس ” زيدان ” وهو يجلس على سريره بينما ” دياب ” يساعده قائلاً:

_ كنت اخ لبنت واحدة، دلوقتي بقيت أخ لاتنين، ” مهرة ” هتيجي امتى يا ” دياب “؟
1

رفع ” دياب ” كتفيه بجهل وهو يردف :

_ معرفش، من ساعة ما ” عصام ” قالى أنها محتاجة وقت وانا مسألتش.

اومئ ” زيدان “، وعندما كاد يريح جسده دلفت والدته بسرعة وهي تردف بلهفة :

_ ها يا ولدي، اديك اهو منيح الحمدلله و وصلت الدار، ” مهرة ” مش هتاچي عاد ؟

ابتسم ” زيدان ” على حماس والدته، لقد ظن أنها ستكون غاضبه من ” مهرة ” بسبب ما فعلته به، ولكن كل ما فعلته هو الدعاوي على ” هاني ” لأنه هو السبب بكل ذلك وكل ما حدث، بينما ” يارا” لم تبدي أي ردة فعل، كانت تجلس معه يومياً وكلما حاول التحدث معها بالموضوع كانت ترفض، فاكان صامتاً احتراماً لرغبتها،
فاق من شروده على إجابة ” دياب ” ل ” نادية ” بأبتسامة قائلاً :

_ حيلك يا مرت عمي، هتيجي لوحديها.

تمتمت تحت انفاسها وهي تتركهم لتذهب فلم يستطع منع نفسه من الضحك عليها، بينما جلس ” دياب ” بجانبه، تذكر ” زيدان ” شئ ما، فتمتم وهو ينظر ل ” دياب ” :

_ بعتت اللى قولتلك عليه ؟.

_ مش عارف مستعجل ليه، بس أه يا سيدي بعت.

ابتسم ” زيدان ” وهو يريح جسده للخلف على سريره، ثم همس وهو يغمض عيناه :

_ خير البر عاجله يولد عمي، وعدت ولازم أوفى بأسرع وجت.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

– اختار مَن يزرع طريقك وروداً، ليس من يكسوا طريقك بالاشواك ـ

جلست ” يارا ” داخل منزلهم وهي تحاول منع نفسها من الاتصال مرة أخرى بـ ” زيدان “، لقد أخبرها منذ قليل أنه بمنزله وسينام قليلاً، وحاولت طمئنة قلبها أنه بخير، كان ” علي ” وعدها أنه سيذهب غداً لمقابلة والد ” نور ” وسيأخذها معه، ولكنها ودت لو يذهبون اليوم
لم تخبر ” علي ” لأنها تعلم إنه يضغط على نفسه كي يسمح لها بالسؤال علي ” زيدان ” يومياً، وكانت شاكرة له لأنه لم يمنعها، فاقت من شرودها عندما رن جرس منزلها، فعقدت حاجبيها لانه لم يكن موعد عودة ” علي ” من عمله

فنهضت وهي تفتح الباب وتنظر من خلفه بعدما وضعت حجابها، فأتاها صوت شاب قائلاً :

_ حضرتك الأستاذة ” جنة عماد الشامي ” ؟

_ ايوه انا.

_ معايا اوردر لحضرتك.
2

مد يده وهو يعطيها باقة زهور، فأخذتها منه بأستغراب وهي تعطيه امضتها بالاستلام

اغلقت الباب حينما ذهب

أمسكت بالباقة وهي تُلاحظ إنها ليست زهوراً طبيعية، فنظرت لهم بتمعن

 

وجدتهم رفقة بطاقة مدون عليها بخط رقيق
3

وجدتهم رفقة بطاقة مدون عليها بخط رقيق

ـ قارنتُ بينكِ وبين الزهور، فوجدتُ أن كل زهرةٍ تذبُل سواكِ،
كأنكِ زهرةٍ خُلقت مِن الحرير ليس بها اشواكٍ، إن مسّت وجنتيكِ لن تجرحها، فقررتُ إهدائِك هذه الزهور
لأنها لن تذبُل وستظل مُزدهرة مِثلك،
ولن تجرحك مِثلي، تزوجيني ـ
3

وكان ” زيدان” يطلب منها أن تتزوجه،
بل يأمرها أن تفعل.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

قبل اتناشر عشان معيش نت وفتحت من ماما بسرعة أنزله 😭😂

نفسي اقنع نفسي إني عارفه القصص وكل دة وأبطل اعيط وانا بكتب المشاهد الحزينة بجد
+

 

 

اي رأيكوا في الأحداثثث ؟ 👀👀👀👀

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى