رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم شاهيناز محمد
رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم شاهيناز محمد
البارت الحادي والعشرون
لكنك الوحيد الذي أردت أن أُحبُه،
الوحيد الذي أُريده أن يشعُر بالأرتياح معي،
أن تؤمن بي وتتأكد أنني أؤمن بِك،
أنت الوحيد الذي أردت دائمًا ضمّه،
وإخباره أن كُل العالم لن يطاله،
لأنني سأُخبئه بين اضلاعي،
أردتُ أن أحمِلُ همّك،
وأن أمدُ يدي لمُعالجة جروح يَدك،
أردت إخبارك أنني أراك بعينايّ، وما أجمّلك بِها!،
سأخذ آلامك، و سأهديك بدلاً مِنها ضحكة،
لـ تعيش براحة حبيبي،
لـ تعلمُ أنني أُحبك.
_ من بلقيس إلى مازن.
2
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
تصطدمُ بِنا الدنيا دائماً، وتظل الحياة تجعلنا نتخبّط لنستطيع أن نُعيّشها، وعندما يَمُر كُل شئ وتظن إنك نجوت، تظن أن العالم أصبح الآن افضل، وان كل ما كنت تخشاه انتهى، تعتقد أن الحياة قد بدأت تراك، وأنك حصلتُ على شخص ما يُمسك بيدك كي لا تتعثر، ولكنك تُفاجئ عندما تعود الحياة، و تُلقي أمامك الشئ الوحيد الذي بدأ كل شئ، ويقف أمامك الشخص المسؤول عن كونك أنت، الشخص الذي شكّلك وجعلك النسخة الاسوء مِنك، فأين المفر هذه المره ؟.
وَقف ” مازن ” أمام المرأة التي أنجبتهُ، وهو يُطالعها بهدوء زائف، لازالت كما هي وكأن العُمر لم يمُر عليها أبدا، وكأنه كان وحده الذي نَضج، وهي لازالت تلك المرأة الجميلة التي كلما ذهب معها لمكان ما توقفت الرجال لتُقبل يدها نُبلاً، وكافئتهم هي بوضع يدها على فمها وإطلاق ضحكة خجولة،
عندما خلعت نظارتها ونظرت له بتلك العينان شعر وكأنه عاد بسنواتِه للخلف، وكأنه لازال ذلك الطفل الذي كان يبذل ما بجهده ليجعلها تُثني عليه
1
ـ FLASH BACK –
_ مامي، بُصي الـ homework mark بتاعتي، الميس قالت للفصل كله يقوم و يسقفلي، عشان أنا الوحيد اللى جبت الـ full mark.
2
نظرت ” سوزان ” من أسفل رموشها لابنها البالغ من العمر عشر سنوات الآن، ومدت يدها وهي تُمسك بالورقة التي يمدها لها بأطراف أصابعها وحرصت ألا تلمس سيجارتها كي لا تحترق، ألقت نظرة عابرة ولم ترى حتى ما هي الكلمات، واعادت الورقة له قائلة :
_ طيب براڤو يا ” مازن “، روح بقا ذاكر، عشان صحابي جايين و هنعمل pool party.
1
أطرّق ” مازن ” رأسه، وقام بهز قدميه توتراً وهو يسألها بصوت خافت :
_ الميس قالتلى إني اقدر أخد إجازة ومذاكرش يوم الخميس، ممكن أقعد معاكي إنتِ وأصحابك؟، أوعدك مش هعمل أي حاجه وحشة.
نظرت له وكأنها تُفكر، ثم عندما سمعت أصوات بالخارج وانطلق جرس المنزل بالارجاء تحدثت بسرعة وهي تنهض :
قد يعجبك أيضاً
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ بقلم zahra-egy
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ
348K
17.5K
تسلّلَت أنفاسُكِ من لفائفِ الكَتْم، كعطرٍ مسمومٍ من معبدٍ منسي، يا من نُقشَ اسمُكِ على تابوتِ الغواية، أنتِ قبلةُ رع، لكنّ خلفَ عينيكِ تَكمُنُ أنيابُ أنوبيس. أراكِ… لا…
أليف الروح بقلم MariamMahmoud457
أليف الروح
603K
34.5K
شعور أحمد خالد توفيق عندما قال "معني الصداقه الحقيقية أن أراك جديراً بأن أئتمنك على جزء من كرامتي". يقولون تألف الروح بمن تُحب، من الممكن أن يكون المُحب صديقاً…
الموروث نصل حاد بقلم Asawr_Hussein22
الموروث نصل حاد
17.3M
1M
إرثٌ عظيم .. مُلكٌ أتى من غَير تَرميـم طريقٌ مظلم ومُعتم نهايتهُ غَـريم قَـرار مُدمر ، تصرفاتٌ غير مدروسة بتنظيـم نَظراتٌ حاسِدة ، أيادي مُتشابكة و باردة أسرار مكنونة…
عنقود محرم بقلم yakot1
عنقود محرم
585K
27.7K
حين تنضج المشاعر في غير موسمها و يُصبح الأقرب هو الأكثر بُعدًا، ينشأ حبٌّ لا يَغفره المنطق، ولا يَسمح به القدر . بين روابط العائلة وأسوار المحرمات، بين شاب أحبّها عُمرًا…
لحن الفجر بقلم Salmaa_Ebrahim
لحن الفجر
2.8K
110
ماذا لو كانت حياتك كلها مبنية على كذبة؟ رجل ظننته الأب الحامي، لم يكن سوى خاطف سرقك من عالم لم تعرف بوجوده. بين ألم الخيانة ورحلة البحث عن الحقيقة، تنسج الأحداث خيوط الغ…
هُويَّة منسيَّة. بقلم BasmaLa_Mohammad
هُويَّة منسيَّة.
359K
16.8K
هل يُمكن أن تُنسى هَويَّتك؟؟ هل يمكن أن تفقد جزء أنت منهُ وهو منكَ!؟؟ عندما تُكرِه كونَك أنت فـتُفقد هَويَّتك عن قصد، وتعيش قصة وحياة ليست بقصتك وليست بحياتك! وتُرغم أن…
ديجور الهوى/ كاملة بقلم FatmaSultan947
ديجور الهوى/ كاملة
1.2M
97.2K
لو كنت جلادًا على قلوب البشر وأفعالهم تأكد أن الأمر لن يُحتمل ولو كنت قديسًا بلا أخطاء تأكد أن المكان لن يُناسبك.. هنا نحتاج شخص قلبه لين حتى يغفر وكبير جدًا حتى يتحمل ه…
_ ماشي ماشي، اقعد معانا.
ظل يقفز بسعادة لأنها سمحت له بمشاركتها لياليها التي لطالما قضتها رفقة اصدقاءها مرة أخرى، ولكنه توقف وهو يراقبهم يدلفون للمنزل، وعندما جلسوا في الجنينة الخاصة بمنزلهم تنهد بسعادة وهو يحاول أن يكن بأفضل سلوكياته، وخرج ليقابلهم وهو يبتسم ابتسامة لطيفة، عندما رأته واحده منهم سحبته من يده قائلة وهي تطالعه :
_ واو يا ” سوزانا”، دة شبه باباه خالص!، اومال لو بتحبي ” عزيز ” بقا.
1
عقد حاجبيه بسبب الحديث الذي لم يفهمه كُلياً، ولكنه استطاع التقاط الكلمات، فتحدث وهو ينظر للمرأة قائلا :
_ انا كمان مش بحب ” عزيز “، عشان هو دايما عاوزني اذاكر واحفظ قرآن، ولو معملتش كدة بيضربني.
رأى كيف توسعت أعين المرأة هلعًا، وسحبته والدته من يده وهي تنهره قائلة :
_ عيب يا ” مازن “، مينفعش تقول كدة على بابي!
نظر أرضًا بخجل، لأن كل ما أراده فقط أن يشاركها شئ ما حتى وإن كان ذلك عدم حبهم لوالده، عندما مرّت الساعات كان الجو خانقاً، ولاحظ إنضمام بضعة رجال لهم، وقام احدهم بمد كأس به مشروب كهرماني، كما فعل معه عدة مرات عندما كان يشاركهم حفلتهم، واردف قائلاً بصوت غني :
_ خد دوق، صدقتني لما قولتلك هتلاقيه احلى من الـ Apple juice بكتير ؟.
اومئ برأسه بحماس وهو يأخذ منه الكأس ويرتشف منه، فضحك الرجل بصوت مرتفع وهو ينظر لـ ” سوزانا ” قائلاً :
_ صحيح شبه ” عزيز ” في الشكل، بس أكيد في التصرفات كله إنتِ، دة شرب الكاس كله مره واحده.
1
بالمرة الأولى التي اعطاه فيها هذا الرجل كأسًا غضبت والدته، ولكن كما كان غضبها دائمًا يكون بضعة كلمات، وصرخت بالرجل قائلة :
_ مش قولتلك يا ” رامي ” تبطل تشربه!، لو باباه في مره شم ريحته هتبقى مصيبة.
ولكن بعد ذلك لم تصرخ أو تغضب، بل كما فعلت الآن ابتسمت وهي تقترب منهم قائلة :
_ الأفضل يكون زيي طبعاً اهو يعرف يعيش حياته، بدل ما يقضيها شغل زي ” عزيز ” دايمًا.
اقتربت المرأة التي تسمى ” شيري ” منه، وتململ بوقفته بتوتر لأنه لا يحبها، و جعل والدته تنحني وهمس بأذنها قائلاً :
_ مامي ممكن متخليش ” شيري ” تقعد معايا ؟، أنا قولتلك أنها بتلمسني بطريقة مش لطيفه و بتقولي كلام عيب.
1
لم تهتم والدته لحديثه واعتدلت وهي تهتف بصوت مرتفع لصديقتها :
_ ” شيري “!، الـ dress دة يجنن!
_ ميرسي يا سوزي.
ثم حوّلت انظارها لـ ” مازن “، وقد رأى الطريقه التي أضاءت عيناها بها، فأنحنت وهي تنظر له قائلة بصوت هامس :
_ ازيك يا ” مازن ” ؟، إيه رأيك نقعد نلعب أنا وأنت زي كل مرة ؟.
كان سينفي برأسه ولكن والدته دفعته قائلة بنبرة لطيفة :
_ دة يابخته أن ” شيري ” تلعب معاه طبعا.
وضعت المرأة يدها وهي تمسك بيده، ونظر لطلاء أظافرها الاسود المعتاد، وعندما أخذته وهي تجلس بمكان بعيداً عن الجميع، اجلسته بجانبها وهي تضع يدها على قدمه، واردفت بصوت خافت :
_ تعرف إني سيبت راجل في سريري وجيت لما عرفت عن الـ party دي عشان اشوفك؟، وعشان احكيلك أنا والراجل دة عملنا إيه.
2
وظلت تسرد له ما حدث، لم يكن عقله يقوم بإستيعاب معظم حديثها، ولكن طريقتها التي تسير بها يدها على جسده وتتنقل بحرية كانت تخبره دائماً أن ذلك لا يجب أن يحدث، وأن هناك خطأ كبير فيما تفعله هذه المرأة، وعلى عكس كل مرة كان يصمت بها، هذه المره دفع يدها وهو يقف على قدميها قائلاً بغضب طفولي :
_ لو سمحتِ!، بابي كان قايلي أن مينفعش ست تلمس راجل هو مش جوزها عشان كدة هيروحوا النار، و أنا مش عاوز اروح النار.
1
ثم تركها وركض داخل المنزل، ولأول مره اتى والده قبل ميعاده، لم يكن معتاداً أبدا أن يترك الشغل ويأتي مبكراً، وعلى الرغم من أنهم لم يكونوا جيدين مع بعضهم البعض، لم يستطع ” مازن ” سوى الركض لوالده الذي دلف من الباب لتوّه، وعانق قدمه قائلاً بنبرة أوشكت على البكاء :
_ بابي، ” شيري ” صاحبة ماما بتلمسني بطريقة وحشة، وبتقولي كلام وحش، أنا بقيت أخاف منها.
مد والده يده وهو يمسك بذقنه ليجعله يرفع رأسه، ولأول مره تحدث بنبرة بالكاد حنونة قائلاً :
_ تعالى وريهالى يا حبيبي.
اومئ ” مازن ” له وسار بجانبه تجاه الحديقة، وعندما وقعت أنظاره على المرأة شاور عليها، اومئ والده وانخفض على ركبتيه، وأمسك بيد ” مازن ” قائلا :
_ أنا هزعقلها دلوقتي، أي رأيك تطلع تراجع على القرآن عشان نسمع النهاردة ؟.
_ يا بابي بس انا كدة خلاص حفظته كله، والله ما نسيت حاجة، ممكن بس متضربش ” شيري ” ؟، عشان مامي هتزعل جدا.
عض ” عزيز ” على شفتيه وهو يحاول كظم غضبه من زوجته ومن نفسه، لقد جعلت هذه المرأة أبنه ينضج قبل سنه، فتحدث وهو يقبل يد ” مازن ” قائلاً :
_ حاضر مش هضرب حد بعد كدة، ولا حتى أنت عشان انت خلاص حفظت القرآن كله، اي رأيك تطلع تلعب شوية فوق لحد ما اجيلك ونلعب سوا ؟
توسعت أعين ” مازن ” بفرح، لأنه للمرة الأولى عرض عليه والده اللعب معه، فأومئ برأسه بحماس وهو يركض لغرفته
ولكنه بعد قليل من الوقت استمع لصراخ والده و والدته، فهبط لأسفل وتوقف قليلاً كي لا يروه، ورأى والدته وهي تصرخ قائلة :
_ إيه الهمجية دي!، يعني أي تضرب صحبتي بالقلم قدام كل اصحابي!، عاجبك الفضيحة دي ؟
كان يستمع دائماً لمشاجرتهم ولكن هذه المرة الأولى التي يرى والدته غاضبة لتلك الدرجة، لدرجة أن وجهها كان أحمر اللون بشكل سلبي، وكما أعتاد والده دائماً مقابلة غضبها، كان يقف بكل هدوء وهو يضع يده بجيبه ونظر لها قائلاً :
_ اه عاجبني، عشان كله يعرف أن أبني خط أحمر، وصحبتك دي يا هانم كانت بتتحـ.رش بأبنك!، وبتحكيله عن لياليها مع الرجاله، أنا سمحتلك تعيشي حياتك، سيبتك تشربي وتسكري و تسهري براحتك بشرط دة ميأثرش على الولد عشان ميبقاش زيك، لكن بعدين اكتشف دة!، والاقي الـ نانا بتاعته بتقولي إنها بقت تشم ريحته ويسكي، بتخلي إبنك اللى عنده عشر سنين يشرب يا ” سوزان “؟.
رفعت والدته وجهها، وبرز ذقنها بطريقة أرستقراطية، ورغم موقفها الغاضب كانت جميلة، وتحدثت بصوت مرتفع بوجه والده :
_ ” شيري ” كانت بتوعيّه، ماهو راجل وبكره يكبر ويشكرها، و بعدين فيها إيه لما يشرب ويتبسط، اومال عاوزه يبقى ملل زيك!، راجل دماغه رجعيه ومتخلف!
1
اخرج ” عزيز ” يده من جيوبه، ولم يتوقع ” مازن ” خطوته التالية وهو يرفع يده وهبط بها بقوة على وجه والدته، فأنتفض فزعاً وهو يراقبه عندما أمسك بحفنة من شعرها بيده مما جعلها تصرخ، وقام بسحبها حتى فتح باب المنزل والقاها بالخارج، ركض ” مازن ” وهو يريد أن يرى والدته، و وقف خلف والده الذي لم يلاحظ وجوده وهو يُلقي بـ ” سوزان ” أرضاً صارخاً :
_ مش عاوز اشوف وشك هنا تاني، ولا اشوفك قريبه من ” مازن ” حياتك كلها.
كانت دموع والدته تسيل ولطخ مكياجها وجهها، ولم يستطع منع نفسه من البكاء معها لأنها بنظره كانت المرأة التي لم تمد يدها عليه قط، أو حتى حاولت منعه من فعل ما يريد، نهضت على قدميها واقتربت من والده متحدثة ببكاء :
_ أنا آسفة، هتطردني يا ” عزيز “!، أنا مراتك ام إبنك.
1
لم تتهز نظرة والده، و أعاد وضع يديه في جيوبه وهو يتمتم قائلاً :
_ إنتِ طالق، طالق، طالق.
صرخت والدته وحاولت الاقتراب ولكن ” عزيز ” أغلق الباب بوجهها، وعندما التفت وجد ” مازن ” يقف وعيناه متوسعة بفزع، وشعر إنه ندم لأن ابنه قد شهد شئ مثل ذلك، ولكنه قرفص أمامه قائلاً بحنان :
_ خلاص هي هتمشي ومش هترجع، ولا هي ولا ” شيري “.
_ بس، بس أنا كنت عاوزاها هي تفضل، ” شيري ” بس اللى كان لازم تمشي.
لم يجيبه والده، وتجاهل صراخ ” سوزان ” بالخارج وهو يحمل ” مازن ” قائلاً بنبرة حاسمة :
_ ولا هي ولا ” سوزان “، صدقني انت احسن من غيرها.
1
لم يجيبه واستمرت دموعه بإغراق وجنتيه، لأنه كان السبب في كل ذلك، لقد كان هو من اخبر والده، و لولاه لما كان والده سيقوم بطردها أبدا.
ـ END FLASH BACK –
نظرت ” بلقيس ” تنتظر من ” مازن ” أن يفسر لها من هذه، وكان من واجبه أن يفعل ذلك، فأخفض رأسه وهو يهمس بأذنها :
_ ماما.
3
اضاءت عيناها بالفهم وتحدثت بصوت مرتفع ترحيباً وهي تتنحى من أمام الباب قائلة :
_ اهلا وسهلاً بحضرتك، اتفضلي.
قبض يديه وهو يراها تنظر لـ ” بلقيس ” من أعلى لأسفل وهي تمر لتدلف للداخل، وعندما جلست على الاريكة، وضع يديه بجيوب بنطاله و لم يستطع منع نفسه وهو يُحدّثها بسخرية قائلاً :
1
_ بتبُصيلها كدة ليه؟، غريبة فكرت أن أي حد يشوف ” بلقيس ” ممكن يجراله حاجه من حلاوتها.
1
وقبّل رأس ” بلقيس ” التي لم تفهم لماذا يتحدث بهذه الطريقة، وابتسمت بتوتر وهي لا تعلم ماذا تفعل، نظرت ” سوزان ” لابنها وتجاهلت حديثه وهي تردف ببرود :
_ كبرت يا ” مازن “، بقالنا كام سنة مشوفناش بعض؟، عشرة!، خمستاشر!
1
عقدت ” بلقيس” حاجبيه بأستغراب و وضعت يدها على ذراع ” مازن ” ولم تتغير هو ملامح وجهه وهو لازال يطالعها بهدوء مستنكرا، وتحدث بنبرة جليدية تحارب برودة نبرتها :
_ رجعتي مصر ليه ؟.
مدّت والدته شفتيها وكأنها تُفكر، ثم أجابته قائلة :
_ ” شيري ” ماتت، كنت بعزي وقولت فرصة اشوف صحابي القدام، وابني.
عندما اردفت بالجملة الاولى ارتجف جسده ولاحظت ” بلقيس ” ذلك، ولكنها داراها عندما انفلتت ضحكة من ثغره بسخرية، المرأة التي تجلس أمامه لم تحاول أبدا أن تحادثه منذ أن طردها والده، و كان قد قرر أن يتوقف عن لوم نفسه، ولكن يبدو أنها لا تريده أن يفعل ذلك، لأنها نهضت من مكانها واقتربت خطوة منه قائلة :
_ أنا ليه شايفه نظرات اللوم في عينيك!، غريب اومال مين كان سبب من الأول اني أخرج برا مصر ؟
تحركت عضلات فكه دليلاً على ضغطه على اسنانه، ولم يستطع إجابتها بينما هي رفعت يدها تجاه وجهه فتحركت ” بلقيس ” بسرعة وهي تقف أمامه، نظر لها مندهشًا وكاد يبتسم عندما رأى النظرة الشرسة التي رأها داخل عيناها، فهمس بأذنها قائلاً :
_ مكنتيش هتعرفي تصدي القلم يا قصيرة.
كان يريد جعل الأمر كوميدياً كي لا تتغلب عليه مشاعره وهو يراها تحاول حمايته من والدته، ولأول مره شعر أن هناك أحد سيقف لأجله،
نظرت والدته لها بسخرية وهي تنزل يدها قائلة :
_ ابوك اللى مجوزهالك مش كدة ؟، باين عليها فلاحة زيه.
2
هذه المرة أزاح ” مازن ” زوجته بيده جانباً، واقترب من والدته قائلاً بصوت منخفض :
_ دي انضف منك و مني، هتتكلمي مع مراتي يبقى تتصرفي و تخلقي شوية إحترام من اللى مش موجودين عندك، لو مش ناوية تعتذري أنا مش عاوز الدقيقة الجاية اشوفك واقفة في بيتي.
رفعت والدته رأسها وهي تبرز ذقنها كما اعتادت أن تفعل، نقطة لتظر بها وكأنها امرأة قوية، واطلقت عليه نظره مجدداً وهي تنطلق للخارج بسرعة مغلقه الباب خلفها بصوت مدوٍ، ظل ينظر بأثرها دون أن يرمش، ثم شعر بيد ” بلقيس ” التي على ذراعه تخرجه من شروده، وعندما نظر لها كانت نظراتها مليئة بالحنان والتفهم على الرغم من أنها لا تعلم ما الذي يحدث
وكان هذا دليلاً آخر على أنه لا يستحقها، فلم يستطع منع نفسه من التحدث بحزن :
_ كل ما ببصلك بحس إني راجل فقير، حلمه الوحيد إنه يلمس القمر.
ثم اشاح بوجهه عنها وهو يتحرك تجاه باب منزله ليذهب، ونظر لها للمرة الأخيرة قائلاً :
_ إنتِ القمر يا ” بلقيس “، وشكلي مش هستحق اطولك أبداً.
كانت تود أن تخبره أنه بالفعل طالها، وأنها الآن بمنزله وزوجته ولكنه لم يترك لها الفرصة وهو يذهب ويغلق الباب خلفه،
تاركاً إياها واقفه حائرة بسبب كل ما حدث.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
ـ مستشفى المنيا التخصصي ـ
_ كفاية بقا شبعت.
تمتم ” زيدان ” وهو يشيح بوجهه بعيداً عن الملعقة الموجهه له، ولكن ” دياب ” رفع حاجبه وهو يردف بحزم :
_ لو مخلصتش الطبق، مش هقولك ” مهرة ” قالتلى إيه امبارح.
_ إنت شوفتها ؟
سأله ” زيدان ” وهو يأكل مجبراً، واومئ ” دياب ” برأسه وهو يتنهد قائلاً :
_ لقيتها قاعدة على سريري بعد ما خرجت من الحمام.
ثم أبتسم بسخرية وهو يضع الاطباق جانباً بعدما انهاهم ” زيدان ” وهو يكمل حديثه قائلاً :
_ اعتقد أن الموقف دة لو كان حصل قبل أربع أيام كان زماني مزقطط، يلا اهو اللى حصل، المهم هحكيلك قالتلى إيه.
ثم سرد عليه بهدوء وهو يراقب رد فعله ما اخبرته به، وعندما انتهى ختم حديثه قائلاً :
_ بس انا خدت كام شعراية منك وانت نايم، وسلمتهم، المفروض التحليل يطلع بكرة أو النهاردة بليل.
ثم اخفض صوته وكأن هناك من سيسمعه بالغرفة التي كانوا بها بمفردهم :
_ رشيتهم عشان يطلعوه بسرعة.
كان ” زيدان ” حاجبيه معقودة وهو لازال متوقفاً عند الجزء الذي أخبره ” دياب ” به أن والده قام بالاعتداء على والدة ” مهرة “، وتحدث وهو يتذكر شئ ما قائلاً :
_ عمها عمل عملته و ” مهرة ” كان عندها تلت سنين!، هي إزاي مش فاكرة، وأنت!
1
حك ” دياب ” خلف رأسه وهو يتذكر، وتمتم قائلاً :
_ تصدق دي غابت عن بالي فعلاً.
اغمض ” زيدان ” عيناه بأرهاق، فأنتفض ” دياب ” بهلع قائلاً :
_ ايه تعبان ولا ايه؟، استنى أنادي الدكتور.
فتح ” زيدان ” عيناه وأمسك بذراعه قبل أن يذهب وهو يتحدث ضاحكاً :
_ يابني بقا مش كل ما اهمس تتخض، اقعد يا ” دياب ” مانا كويس و كلها تلات أيام واخرج يعني مفيش اي خطر بطل خوف بقا.
اومئ ” دياب ” برأسه وهو يجلس مجدداً، وتنحنح وهو ينظر لـ ” زيدان ” بحذر سائلاً :
_ تفتكر عمي ” فاروق ” عمل كدة فعلاً ؟.
نفى ” زيدان ” برأسه، وهو يتحدث بهدوء قائلاً :
_ لأ، إنت نسيت ابويا يا ” دياب “؟، دة هو اللى محفظنا القرآن، كان دايما بيتكلم بالدين، عمره لا غلط في امي ولا غلط في حد والبلد كلها كانت تشهدله، وبعدين أنا عمري في حياتي ما شوفته بيتكلم مع أم ” مهرة ” حتى أو بيرمي عليها السلام، الوحيد اللى مكنش بيحبه عم ” مهرة “، وانا وقتها كنت متأكد أنه قتله حقد وغيرة منه بس مش اكتر،
ممكن تكون دي كانت كدبة قالها لـ ” مهرة ” عشان تكرهنا.
اومئ ” دياب ” مقتنعاً بالحديث، وكان يتذكر بالفعل كيف كان ” فاروق ” رجل عادل ولم يستطع تخيل أن تصرف مثل ذلك يمكن أن ينبُع منه، عندما رن هاتف ” زيدان ” نظر ” دياب ” به و وجد إسم ‘ MY HEAVEN ‘ يملئ الشاشة تمتم بعبث وهو يمد الهاتف لـ ” زيدان ” قائلاً :
_ ايوة بقا بقت MY HEAVEN دلوقتي واتحطلها ملكية.
1
تجاهله ” زيدان” وهو يأخذ الهاتف بلهفة، وعندما وجد ” دياب ” لازال جالساً ينظر له بأبتسامة تمتم قائلاً :
_ انطر ابلكاش خليني اعرف اتكلم.
3
ولم يعطه فرصة الرد وهو يجيب عليها، فنهض ” دياب ” وهو يخرج قائلاً بهمس :
_ عيل رمة.
لم يهتم ” زيدان ” وهو يردف حالما فتح عليها قائلاً :
_ الدكتور قالي حاجة مهمة اكتشفها في الأشعة اللى عملهالى النهاردة.
_ إيه!، خير أن شاءالله ؟.
سألته بخوف شعر به يتخلل حديثها، فأبتسم وهو يريح جسده للخلف قائلاً :
_ قالى ملقناش قلبك، لقينا مكانه اسم ” جنة “.
2
سمع تنهيدتها وفكر أنه ربما اخجلها، ولكنها صرخت به قائلة :
_ ما تبطل هطل يا ” زيدان “، يعني هو احنا في ولا إيه هو أنا ناقصة هزار!
1
_ الدكتور شال جهاز التنفس، ودلوقتي أنا زي الفل وقالى كلها يومين ولا تلاتة وممكن أخرج عادي، المهم
كُنتِ خايفة عليا صح؟.
1
شعرت ” جنة ” إنها على وشك البكاء ولكنها تماسكت وهي تجيبه قائلة :
_ أيوة طبعاً كنت خايفة
ابتسم بسعادة وهو يسمع اجابتها، وحالما كان سيجيبها تمتمت بسرعة :
_ ” علي ” جه هكلمك بعدين.
…
اغلقت الهاتف بوجه ” زيدان ” عندما استمعت لطرق باب غرفتها، اذنت لشقيقها بالدخول فمد رأسه داخل الغرفة وهو يبتسم، ثم عندما وجدها جالسة وهاتفها بيدها تمتم وهو يقترب منها :
_ هو عامل إيه دلوقتي ؟.
احمر وجهها بخجل، ولم تجد فائدة للكذب على شقيقها أكثر من ذلك، فتحدثت بخفوت :
_ كويس، الدكتور قاله كام يوم وهيخرج.
اومئ ” علي ” وجلس بجانبها، ثم امسك بيدها بحنان وهو يستفسر بهدوء :
_ احكيلي.
تنهدت ” جنة ” بتوتر، ولكن عندما نظر لها بتشجيع بدأت حديثها قائلة :
_ انت عارف ان الاكونت عندي public عشان بنزل فيه رسوماتي وكدة.
اومئ برأسه دون حديث كي تكمل، فأكملت بحذر :
_ هو كان عندي و متابعني، اي صورة انزلها كان بيشجعني عليها في الكومنتات بس انا مكنتش برد والله كنت بعمل ريأكت بس، بعدين يعني دخل بعتلى، مردتش في الأول بس بعدين حسيت اني عاوزه ارد، رغم أن صورته مكنتش باينة حتى ومكنش حاطط اي صورة، بس رديت، ومن ساعتها واحنا صحاب، يمكن أقل من سنة بحاجات بسيطة،
بس انا مبردش على اي message تجيلي والله حتى بص.
ومدت هاتفها له ولكنه رفض أخذه وهو يبتسم قائلاً :
_ أنا واثق فيكي.
عضت على شفتيها و امتلأت عيناها بالدموع قائلة :
_ انا كدة كسرت ثقتك فيا مش كدة ؟، والله العظيم ما شافني حتى ولا حتى سمعته صوتي، وفي المره الوحيده اللى اتصل بيا عملتله بلوكات من كل حتة لحد ما روحت بقا عند ” نور ” ولقيته هناك.
اعتدل ” علي ” بجسده وهو ينظر لها، ثم بدأ حديثه بهدوء قائلاً :
_ المفروض دلوقتي ثقتي فيكي تتكسر فعلاً، بس انا اللى مربيكي يا ” جنة “، مكنش المفروض أبدا انك تخبي عليا، يمكن دي مضايقاني اكتر من أي حاجة، دايمًا بتقولي اني صاحبك قبل ما أكون اخوكي، كنت فاكر إنك هتقوليلي كل حاجة، أنا طبعا مش هقولك اني كنت هسيبك تكلميه لا طبعاً، أنا كنت همنعك بس بهدوء وبكل حب وكنت هخليكي إنتِ اللى تبطلي تكلميه من نفسك.
_ أنا اسفة، لو عاوزني مكلموش خالص والله أنا موافقه، متزعلش مني بس أنا كنت حاسة اني وحيدة، مكنتش لسة صاحبت ” نور ” حتى، ومكنتش عاوزة أبدا ابينلك قد إيه أنا حاسة بالوحدة عشان متزعلش و تقصر في شغلك، أنا بقيت أحس قد إيه أنا حمل عليك وقـ..
وضع ” علي ” يده على فمها يمنعها من إكمال حديثها وهو يعقد حاجبيه غضبًا قائلاً :
_ حمل عليا!، وانا من امتى حسستك إنك حمل عليا يا ” جنة “؟، هو أنا عايش حياتي لمين؟، أنا من غيرك كنت هعمل إيه ولا هعيش ازاي!، إنتِ نعمة ربنا ليا، ولا عمرك أبدا كنتي حمل عليا، اوعي تفكري كدة تاني او تحاولى تقولي كدة، وقتها بجد بقا هزعل منك.
لم تستطع سوى معانقته وهي تبتسم، بادلها العناق قليلاً ولكنه أبعدها قائلاً بعبث :
_ قولي بقا إنك بتغيري على الموضوع بتاع ” زيدان “، ” نور ” قالتلى أنه لما يفوق شوية هيطلب يتجوزك، بتحبيه يا ” جنة “؟.
خجلت وهي لا تعلم كيف تتحدث مع شقيقها بأمر مثل ذلك، ولكنه كما أخبرها كان دائماً صديقها قبل أن يكون شقيقها، فتنهدت وهي تنظر بعيداً عنها وتومئ برأسها قائلة :
_ أنا عرفته من صوته، و أول ما شوفته قلبي قالى أن دة ” زيدان “، لو دة مكنش حب يبقى إيه هو الحب ؟.
جعد ” علي ” انفه، ونهض وهو يضع يده على أذنه ذاهباً للخارج وهو يصرخ :
_ بس بس مش قادر أسمع.
ضحكت بصوت مرتفع وهي تراقبه، ولكنه بعد ثانية ادخل رأسه من الباب متمتماً :
_ متفكريش إني غيران!، أنا غيران اوي أوي بصراحة
نهضت وهي تقترب منه وادهشها رؤية عيناه تلمع بالدموع، فوضعت يدها على وجنتيه وهي تضم وجهه قائلة :
_ لو كنت بحب ” زيدان ” فأنا بحبك إنت اكتر منه ومن أي حاجة تاني في الدنيا، إنت حبيبي الأول يا ” علولو”، دة انت حتى اسمك على اسم ” علي معلول ” هحبك اكتر من كدة إيه.
9
دفعها بمزاح وهو يذهب ويتركها، فذهبت خلفه وهي تمزح معه وتبادلوا الضحكات، ابتسمت ” جنة ” بسعادة، لأن تلك الأوقات مع شقيقها لا تعوض أبدا.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
ينتابك الجنون أحياناً بسبب أمر ما تفكر به كثيراً ولا تستطع إيجاد تفسيراً له، فلا يسمح عقلك حتى لك بنسيانه، ويقضى كل الوقت وهو يجعلك تتذكر وتتذكر وأنت ليس بيدك شئ سوى السير ذهاباً وإياباً وأنت تحاول إيجاد اي شئ يمنعك من التفكير، تصرخ الاصوات بعقلك، وتشعر وكأن هناك جماعة كاملة يتناقشون بشئ ما، واحد منهم يلومك، والآخر يدافع عنك، وهناك آخر يذكرك بباقي الأمور
وتجلس أنت لا تعلم إلى أين تذهب منهم، إلى أين تذهب من نفسك!
دلف ” دياب ” على ” زيدان ” ليلاً وبيده اوراق ما، فنظر ” زيدان ” له بترقب وهو يسأله بينما شعر بقلبه ينبض بسرعة داخل صدره قائلاً :
_ اختي صح.
تحدث يقيناً وكأنه كان يعلم، فتمتم ” دياب ” و كان يظهر على وجهه ملامح الرعب :
_ بنسبة 99.8 %.
2
توسعت أعين ” زيدان ” وهو يردف :
_ اختي الشقيقة!، إزاي ؟.
مد ” دياب ” التحاليل له، و وضع يده على رأسه وهو يفكر كيف من الممكن أن تكون شقيقته من الام والاب، وسمع همس ” زيدان ” :
_ عارف، أنا كنت حاسس، كنت بحس تجاهها بحاجة كل ما أشوفها، وكنت بتضايق من نفسي أوي وأقول ازاي احس كدة وهي حبيبتك!، دلوقتي عرفت، دلوقتي عرفت ليه دايمًا كنت بحاول اكلمها.
ابتسم ” دياب ” وهو يستمع له، وتحدث بنبرة مازحة :
_ قولتلها أن عينيها بتفكرني بعيونك، واقامت عليا الحد ساعتها.
ثم تحولت ملامحه بقلق، كانت أمامهم مشكلة كبيرة، و تحدث وهو ينظر ل ” زيدان ” :
_ هنعمل إيه يا ” زيدان “!، هنعرف إلى حصل إزاي ؟.
مد ” زيدان ” الاوراق له، ثم تمتم بحزم :
_ صورهم و ابعتهم ليها، هي إلى هتقدر تعرف إيه اللى حصل من أمها، ومتجبش سيرة لحد بالكلام دة دلوقتي يا ” دياب ”
اومئ ” دياب ” له وهو يفعل ما أخبره بها، وكان يشعر بالفضول تجاه رد فعلها عندما تعلم، ولم يستطع منع القلق الذي توغل لقلبه رغماً عنه، لأن معرفة أنها حاولت قتل شقيقها ربما يقتلها.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
– تحليل من خصلة شعرك وشعر ” زيدان “،
إنتِ عايشة مع ناس غريبة يا ” مهرة “، خدتي طار الناس الغلط ـ
كانت ” مهرة ” تسير ذهاباً وإياباً بغرفتها وبيدها هاتفها وهي تنظر به كل دقيقة وتقرأ التحاليل الذي ارسلها ” دياب “، تارة تمسك بشعرها وهي تشد خصلاتها وتارة أخرى تضع يدها على وجهها، كان الأمر سيجعلها تجن، وجلست وهي تنتظر والدتها أن تأتي، لقد ارسلت الخادمة بطلبها، وتمنت بداخلها ألا تهرب منها هذه المرة، لأنها يجب أن تعلم ما الذي حدث، كانت تتمنى ان تكذب والدتها ذلك، أن يخبرها ” دياب ” أنه كان فقط يعبث بعقلها، لأنها حتماً ستجن أن كان الأمر حقيقة
دلفت والدتها للغرفة، فركضت ” مهرة ” وهي تظهر لها التحاليل قائلة :
_ تطابق كامل في الـ DNA بيني وبين ” زيدان “، يعني أنا مش بنت ” فاروق ” بس، أنا بنت ” فاروق ” و ” نادية ” ؟
ومن نظرة الذنب على وجهها شعرت ” مهرة ” بقلبها ينكسر وهي تدرك أن ذلك حقيقة، فأبتعدت خطوة وشعرت بالخيانة، وضعت يدها على قلبها سائلة بهمس :
_ از.. إزاي ؟.
ادارت ” ذكية ” وجهها، ولكن ” مهرة ” صرخت قائلة :
_ بقولك ازاي، لازم تقوليلي، عشان خاطري يا ماما.
انكسر صوتها بأخر جمله وهي تدرك داخلها أنها ليست والدتها حتى، انهمرت الدموع وهي تغرق وجهها، بينما اقتربت ” ذكية ” منها متمتمة ببكاء :
_ كان هيجتلني، لو كان عرف إن حتى الطفل دة مات كان هيجتلني، غصب عني والله غصب عني.
2
_ أنا مش فاهمة حاجة، إنتِ بتقولي إيه ؟.
صرخت ” مهرة ” وهي تشعر وكأن رأسها ستنفجر، بينما جلست ” ذكية ” على السرير، وكانت تعلم إنه حان الوقت لكشف كل شئ فنظرت أرضاً وهي تردف بخفوت :
_ ” حامد ” كان كل مناه يخلف بنت، بس لما حملت اول بعد ما جبتله الولدين وعرفنا أنها بنت طار من الفرحة، بس سقطت بعد تلت شهور، وبعدين حملت تاني وبرضو كانت بنت والحمل كمل على خير، انا و ” نادية ” ولدنا في نفس اليوم.
كانت ” مهرة ” تتمنى ان الذي أتى ببالها لم يكن صحيحاً واجبرت نفسها على الصمت عندما أكملت ” ذكية ” :
_ كان فيه دايمًا تنافس بين ” فاروق ” و ” هاني ” الله يرحمهم، ” هاني ” مكنش بيطيق حتى سيرته، كلنا كنا عارفين أنه بيغير منه عشان ” فاروق ” كان ملاك مع كل اهل البلد وكلهم كانوا بيبقوا عاوزين يشيلوه من على الأرض شيل
لما ولدت بنتي اتولدت ميتة، كنت لوحدي في المشتشفى ومعايا ” هاني ” بس عشان كان ” حامد ” في مصر بيخلص شغل، فضلت أبكي وافكر هعمل إيه ولا هروح فين، لو عرف هيجتلني، وكانت دماغه جديمه وهيرمي اللوم عليا
لحد ما لقيت ” هاني ” دخل عليا بـ عيلة صغيرة لسه مولوده، وسـ..
2
_ اسكتي.
صرخت ” مهرة ” وهي تضع يدها على اذنيها، وعندما حاولت ” ذكية ” الاقتراب منها صرخت مجدداً وهي تبتعد قائلة :
_ اطلعي برا، اطلعي برا.
ركضت ” ذكية ” باكية، وانهارت ” مهرة ” أرضاً وهي تبكي بصوت مرتفع، لقد أنهار عالمها حولها بلحظة، لم تكن تعلم ما الذي يجب عليها فعله وكيف ستستطيع أخبار أي شخص بكل هذا
نهضت وهي تسير تجاه شرفتها، و وقفت بها وهي تنظر أسفل ولازالت دموعها تغرق وجنتيها،
لقد اكتشفت أن العائلة التي قضت سنواتها معهم لم تكن حقيقية، وفوق ذلك لقد كرهتها عائلتها الحقيقية لأنها أوشكت على القضاء على فرداً منها، الذي كان شقيقها.
همست وهي ترفع قدمها على حافة الشرفة هامسة بينما عيناها ضبابية من دموعها :
_ كنتي هتجتلي اخوكي يا ” مهرة “، جوزك بيكرهك دلوق، و طلعتي عايشة حياتك كلها في كدبة، هتعيشي ليه ؟.
2
وأكملت حديثها لآخر مرة بنشيج باكٍ :
_ هتعيشي لمين ؟.
ثم اغمضت عيناها وقد إتخذت قرارها، فلم تعد لحياتها فائدة بعد الآن.
1
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
ملحوظة قلبوظة مهمة ” حامد ” المفروض كنت كاتبة اسمه مره أنه “حمدان ” وناسية خالص أن ابوه ” دياب ” و ” عاصم ” اسمه ” حمدان ” أصلا، فادة تغيير في الأسامي بقا عشان لو حد خد باله 🏃
….
نفسي في مرة اجمد قلبي واخلف بيكي وأخر البارت يوم مثلا ولا حاجة 😭😂
بجد قلبي طيب مش بتهونوا عليا أخلف بكلامي معاكوا 😔
اي رأيكوا في الأحداث ؟
مولعة مش كدة ؟ 👀
غلبت لهاليبو يح يح بتاع بلبن 😭😂
2
نص البارت تقريباً عن ” مازن ” اهو
وقولت لازم أوضح بقا حوار ” مهرة ” البارت دة عشان مخليش فضولكوا ياكلكوا اكتر من كدة
+
كنتوا فاكرين أن ” فاروق ” اغتـ.صب” ذكية ” بجد عشان كدة ” مهرة ” بنته ؟
غفلتكوا صح ؟ 🙈
- لقراءة باقي فوصل الرواية أضغط على (رواية ايروتومانيا هوس العشق)