رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الثامن عشر 18 بقلم شاهيناز محمد
رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الثامن عشر 18 بقلم شاهيناز محمد
البارت الثامن عشر
لا أدري ماذا فعلتُ،
وأنا كل ما أردتُه أن اُحبك،
لم أظُن أبداً أنني عندما أحببتك جلبتُ الهلاك لأغلى ما لدي،
لقد خلعتُ سَيفي وأعطيتك إياه بدءاً للسلامِ،
وكان كُل آملي أن تَريّ كيف تليقين بي،
ولكنك رغم ذلك اخترتي القيام بأكثر شئ يمكن أن يؤلمني،
و رأيتك تطعنيني بـ سيفي.
_ من دياب إلى مُهرة.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
عندما تتلاعب بِك الحياة، لا شئ يجعلك مُتماسك سوى وجود اصدقاءٍ حولك، تجد نفسك حائراً ولكن بحديث مِنهم تترتب امورك، كُل شئ يُحل بوجودهم، تجلس حزيناً وكأن هموم الدُنيا تُثقل كاهلك، فيأتون ويحملون مَعك همّك، فـ تُصبح مليئاً بالخفة، وكأن الحِمل لم يكن موجوداً قط.
نظرت ” نور ” لوجوه اصدقائها، لقد جمعتهم بعدما ذهب الرجال حتى تتناقش معهم فيما قاله لها ” علي “، كانو ينظرون لها بفضول، فتحدثت بصوت خافت قائلة :
_ انا متقدملي عريس.
نهضت ” يارا ” وهي تطلق زغرودة عالية فركضت ” نور ” وهي تضع يدها على فمها قائلة :
_ يخربيتك هتفضحيني استني اسمعي.
_ إيه مش بتقولي عريس!
اجابتها ” يارا ” وهي تجلس مكانها، فتحدثت ” مهرة ” بهدوء:
_ سيبيها تكمل كلامها الأول، كملي يا ” نور “.
كانت ” نور ” شاكرة لوجود بعض العقل بينهم، نظرت ل ” جنة ” وهي تردف قائلة :
_ ” علي ” اخو ” جنة”
عندما لم تظهر المفاجأة على وجه ” جنة” علمت ” نور ” أنها تعلم، فنظرت لها قائلة :
_ ممكن يا ” جنة ” أتكلم كأنه مش اخوكي؟، ومتعرفيهوش أبدا باللى هنتناقش فيه.
_ حاضر والله وعد.
ابتسمت ” نور ” لها بأمتنان، وربطت ” بلقيس ” على المكان الفارغ بجانبها قائلة :
_ بطلى بقا تروحي و تيجي زي عقارب الساعة وتعالي اقعدي قولي ايه مخليكي رافضه واي مخليكي موافقه
جلست ” نور ” وعقدت يديها بحجرها وبدأت حديثها بنبرة خافتة قائلة :
_ اللى مخليني عاوزه أوافق اني معجبة بيه، وأنه أخلاقه ماشاءالله كويسة، ومتدين، واحد هياخد بأيدي لطاعة ربنا مش العكس، حنين وطيب ومسؤول مربي أخته لوحده.
قد يعجبك أيضاً
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ بقلم zahra-egy
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ
348K
17.5K
تسلّلَت أنفاسُكِ من لفائفِ الكَتْم، كعطرٍ مسمومٍ من معبدٍ منسي، يا من نُقشَ اسمُكِ على تابوتِ الغواية، أنتِ قبلةُ رع، لكنّ خلفَ عينيكِ تَكمُنُ أنيابُ أنوبيس. أراكِ… لا…
أليف الروح بقلم MariamMahmoud457
أليف الروح
603K
34.5K
شعور أحمد خالد توفيق عندما قال "معني الصداقه الحقيقية أن أراك جديراً بأن أئتمنك على جزء من كرامتي". يقولون تألف الروح بمن تُحب، من الممكن أن يكون المُحب صديقاً…
الموروث نصل حاد بقلم Asawr_Hussein22
الموروث نصل حاد
17.3M
1M
إرثٌ عظيم .. مُلكٌ أتى من غَير تَرميـم طريقٌ مظلم ومُعتم نهايتهُ غَـريم قَـرار مُدمر ، تصرفاتٌ غير مدروسة بتنظيـم نَظراتٌ حاسِدة ، أيادي مُتشابكة و باردة أسرار مكنونة…
عنقود محرم بقلم yakot1
عنقود محرم
585K
27.7K
حين تنضج المشاعر في غير موسمها و يُصبح الأقرب هو الأكثر بُعدًا، ينشأ حبٌّ لا يَغفره المنطق، ولا يَسمح به القدر . بين روابط العائلة وأسوار المحرمات، بين شاب أحبّها عُمرًا…
لحن الفجر بقلم Salmaa_Ebrahim
لحن الفجر
2.8K
110
ماذا لو كانت حياتك كلها مبنية على كذبة؟ رجل ظننته الأب الحامي، لم يكن سوى خاطف سرقك من عالم لم تعرف بوجوده. بين ألم الخيانة ورحلة البحث عن الحقيقة، تنسج الأحداث خيوط الغ…
هُويَّة منسيَّة. بقلم BasmaLa_Mohammad
هُويَّة منسيَّة.
359K
16.8K
هل يُمكن أن تُنسى هَويَّتك؟؟ هل يمكن أن تفقد جزء أنت منهُ وهو منكَ!؟؟ عندما تُكرِه كونَك أنت فـتُفقد هَويَّتك عن قصد، وتعيش قصة وحياة ليست بقصتك وليست بحياتك! وتُرغم أن…
ديجور الهوى/ كاملة بقلم FatmaSultan947
ديجور الهوى/ كاملة
1.2M
97.2K
لو كنت جلادًا على قلوب البشر وأفعالهم تأكد أن الأمر لن يُحتمل ولو كنت قديسًا بلا أخطاء تأكد أن المكان لن يُناسبك.. هنا نحتاج شخص قلبه لين حتى يغفر وكبير جدًا حتى يتحمل ه…
_ حلو ماشاءالله مليان green flag.
تحدثت ” يارا “، و اومئوا جميعاً مؤيدين حديثها، فأكملت ” نور ” قائلة بأحباط :
_ اللي مخليني رافضة ان اسباب الجوازة مش عادية، دة بس عشان بابا ميقعدنيش هنا في المنيا
نظروا لها بعدم فهم، فتنهدت وهي تسرد لهم ما حدث، و تخبرهم بكل شئ حتى الرسائل التي يرسلها ذلك الشخص، وعندما انتهت صرخت ” جنة ” قائلة :
_ الحيوان، خطفوا ازاي يعني، يبقى دو اليوم اللى ” علي ” قالى أنه كان في المستشفى مع واحد شغال عنده فيه!!، أنا هقتل ” زيدان “.
2
عندما نهضت امسكتها ” يارا ” من يدها وهي تجلسها مجدداً قائلة :
_ ياختي اقعدي بس ما ” دياب ” كان معاه ولا أنت عاوزه تقتلي أخويا اللى حيلتي وخلاص.
_ دة مش وقته
تحدثت ” بلقيس ” قائلة وهي توقفهم، ثم أكملت حديثها وهي تعود للموضوع المطروح مجددا :
_ الموضوع يخوف فعلاً، طبعاً لو وصل لعمو حوار المتربص دة مش هيخليكي تتحركي من البيت
_ ولا هيخليها تغيب عن عينه حتى
تمتمت ” يارا ” واومئت ” نور ” برأسها، تحدثت ” مهرة” بهدوء تميّزت به وهي تنظر لهم قائلة :
_ يعني ” علي ” دة عرض عليكي الجواز عشان خاطر تقعدي في القاهرة وتقدري تشتغلي وتكملي حياتك، و في نفس الوقت قالك أنه عاوزه يبقى جواز طبيعي زي اي جواز ؟.
اومئت ” نور ” مؤكدة، فتحدثت ” بلقيس ” بثقة :
_ بيحبك، بس محرج يقول فاقال يلزقها في الموضوع دة عشان توافقي، مش قادرة افهم المفروض دي تبقى رومانسية ولا ابتزاز.
_ ابتزاز!، و ” علي “!، دة ” علي ” أخويا اعبط من العبط ميجيش في باله التخطيط والحاجات دي كلها، هو بيحب ” نور ” فعلا وانا عارفه من بدري، بس ” علي ” خجول وعمره ما اتكلم مع بنت أبدا، فاعشان كدة تلاقيه لزق الموضوعين في بعض.
كانت أنظار ” نور ” تتنقل بينهم وهي تركز في حديثهم، ونظرت ل ” مهرة ” عندما بدأت حديثها قائلة :
_ طيب انا شايفة أن مفيش مشكلة، خصوصاً أنه قالك أنه هيديكي وقتك تتعودي عليه يعني مش هياخدها خبط لزق، زيها زي اي جواز زاي واحد هييجي يتقدملك هيقول نفس الكلام، بس خليكي عارفه أن عم ” عثمان ” هيعمل الخطوبة بكتب الكتاب، لأنه مستحيل يسيبك إنتِ وخطيبك في مدينة واحده وهو مش موجود، أو هيقولك خليكي هنا فترة الخطوبة كلها، أعتقد أنه هيديكي الاختيار زي ما بيعمل دايماً، فأنا شايفه انك تفكري فيها براحة
تملتلت ” جنة ” بجلستها، ونظرت ل ” نور ” بحذر قائلة :
_ بس أنتِ عارفه أن ” علي ” قعد وهو في تالتة ثانوي صح ؟، هو كان شاطر جدا والله حتى هو تقريباً قارئ كتب كتير جدا وهتلاقيه مثقف يعني مش جاهل، بس هو عمل كدة لما بابا وماما يعني توفوا، عمل كدة عشاني فأتمني يا ” نور ” دة ميكونش سبب للرفض عشان مش هقدر أسامح نفسي.
ابتسمت ” نور ” بحنان وهي تمد يدها لتمسك بيد ” جنة ” وهي تقول بهدوء :
_ متفكريش أبدا أن دة ذنبك، ” علي ” هو اللى راجل مسؤول و يُعتمد عليه و ممكن يضحي بأي حاجة عشانك، دة اخ بيحب أخته وكان عاوز ليها الاحسن بس ومهتمش بنفسه، وبعدين يا ستي عشان اريحك أنا مفكرتش في الموضوع دة خالص، اخوكي ماشاءالله عنده مطعم خاص بيه وناجح في حياته.
_ وهي الشهادة بتعمل إيه يعني في الآخر!، المهم يكون عندك شغل خاص بيكي وتعرفي تجيبي القرش كويس، ما أنا أهو برضو ابويا قعدني من الاعداديه وبشتغل من ساعتها.
تحدثت ” بلقيس ” بسخرية و لكن ” مهرة ” تمتمت بحسرة قائلة :
_ بس برضو يا ” بلقيس” التعليم بصراحة مهم جداً على الأقل في تربية ولادك في المستقبل وأنك تكوني بتتكلمي معاهم وإنتِ قادرة تديهم حاجه ينتفعوا بيها، دة أنا ياما اتحايلت على ابويا واخواتي يخلوني ادرس ومحدش فيهم رضي أبداً.
عندما شعروا بحزنها، دفعتها ” يارا ” بمرفقها قائلة بمزاح :
_ بس بقا ” دياب ” لو سمعك دلوقتي هيجبلك جامعة القاهرة لحد هنا.
ابتسمت ” مهرة ” بخجل بينما تحدثت ” جنة ” بحماس قائلة :
_ ورينا الفيديو اللى صورتيه وهي بتشوف الحصان يا ” يارا “، عاوزه اشوفو هتلاقيه زي مشاهد الافلام.
ركضت ” يارا ” وهي تجلب الحاسوب الخاص بها، ثم وضعته أمامهم وهي تشغل الفيديو، نظروا جميعاً واعينهم تتلألأ، وتحدثت ” بلقيس ” بعبث :
_ سيدي يا سيدي على الحضن دة بقا.
_ بس بقا مش عارفه انا إزاي عملت كدة.
تمتمت ” مهرة ” بخجل، فتشدقت ” يارا ” بسخرية قائلة :
_ ياختي جايبلك حصان زي العسل و صارف ومكلف و مستخسره فيه الحضن، دة لو أنا كان زماني كل شوية اديلو بوسة.
_ وقت البوس جاي متقلقيش.
تحدثت ” نور ” بعبث فصرخت ” مهرة ” بهم بخجل و أصبح وجهها أحمر اللون، ضحكوا عليها ثم شغلت ” يارا ” فيديو آخر، وظهر ” دياب ” وهو يحمل ” زيدان ” بمزاح، فأردفت جنة ” قائلة :
_ ماشاءالله قادر يشيل جتة ” زيدان ” دي كلها ازاي
_ هما الاتنين دايماً كدة بيقدروا يشيلوا بعض عادي، كانو بيبقوا نايمين في الجيم لو معندهمش شغل، بيعملوا كل حاجة مع بعض.
تحدثت ” يارا ” بحنان، فنهضت ” نور ” بسرعة عندما نظرت للساعة قائلة :
_ يا نهار احمر، الساعة تمانية الصبح، المفروض اننا عندنا خطوبة يعني لازم نصحى كمان تلت ساعات بالكتير.
ركضوا جميعاً كل واحدة لغرفتها، وعندما وضعت ” نور ” رأسها أخيراً على وسادتها لم يسعها سوى التفكير بالأمر مجدداً، لقد ساعدها حديثها معهم، ولكنها لازالت لديها شكوك خاصة بها لم تستطع مشاركتها،
لم تخبرهم كيف تشعر وكأنه ينظر لها بنظرة ثاقبة او كيف تتغير نظراته كلما وقعوا عليها، تعلم أن ذلك يمكن أن يكون علامة للحُب، ولكنه لم يفشل يوماً في جعل بشرتها تزحف
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
كانت التجهيزات بالمنزل تسير على قدم وساق، ركض ” عاصم” لغرفته بمنزل عائلته ليجلب البدلة الخاصة به، فتشدقت والدته ” سُمية ” بسخرية :
_ وكان لازمتها اي اللهوجة ديه!، ما كانت الخطوبة تتعمل إهنه وخلاص.
توقف ” عاصم ” وهو ينظر لها، ثم حاوط وجهها بيديه قائلاً بمرح :
_ روقي كدة يا ” سمية “، مش العروسة عاوزة خطوبتها في قاعة؟، يبقى تتعمل في قاعة، وبعدين دي القاعة ربع ساعة من هنا مش قصة يعني،
روحي بقا البسي الحتة الزفرة كدة عاوزك تبقى احلى من ” يارا “.
كعادته كان يعلم كيف يؤثر على والدته وجعلها تلين لأي شئ يريده، فتحدث ” دياب ” من خلفه بسخرية :
_ اهو دة اللى إنت فالح فيه، بتاكل بعقلها حلاوة كل مرة ازاي مش عارف.
_ دة بكيفي بس.
تمتمت والدته و ألقاها بنظرة غير مصدقه، فلوحت بيدها أمام وجهه وهي تتركهم وتذهب، وكان ” دياب ” متأكداً إنها ستفعل تماماً ما أخبرها إياه ” عاصم”، نظر له ” عاصم ” قائلاً قبل أن يذهب :
_ روح صحي ” مهرة” وخليها تصحي البنات، الميكب ارتيسيت قدامها نص ساعه وتوصل.
ثم تركه وذهب بينما كان ” دياب ” أكثر من سعيد بفعل ما طلبه، فذهب لغرفة ” مهرة ” وعندما طرّق مرتين لم يكن هناك استجابة، عندما مد يده لمقبض الباب فُتح معه، فأدخل رأسه فقط قائلاً بنبرة مرتفعة :
_ ادخل ولا حد خالع راسه ؟
عندما لم يجيبه أحد علم أنها نائمة بمفردها، فنظر على السرير وجدها نائمة بعمق على معدتها، بينما يديها أسفل وسادتها وشعرها ينتشر حولها، فأقترب ضاحكاً وهو يردف :
_ جثة نايمة، فين الرقة ؟.
اصدرت صوتاً خشناً وهي تتحرك قليلاً فارتفعت ضحكته قائلاً :
_ إنتِ بتزمريلي ؟.
كل ذلك ولم تستيقظ فمد يده وهو يحركها برفق قائلاً بهدوء كي لا يفزعها :
_ ” مُهرتي “، اصحي يلا الميكب ارتيست جت مع ” يارا ” بقالها شوية قربت تخلص.
_ شوية بس شوية
ابتسم عندما تمتمت وسط نومها، ولكنه توقف عندما سمع صوتها مجدداً قائلة :
_ العريس صحانا لحد متأخر، مش قادره اقوم.
كانت تتحدث وهي نائمة، ولم يستطع منع نفسه من سؤالها قائلاً بصوت هامس كي لا تفيق :
_ عريس مين يا حبيبتي ؟
_ ” نور “، ” علي “.
اردفت بنبرة غير ثابته، فأيقن ” دياب ” أن ” علي ” قد تحدث الان مع ” نور “، سيقتله ” زيدان ” إذا وصلت أخبار خطفهم له إلى شقيقته، كان يجب عليه تحذير، فمد يده وهو يمسك ب ” مهرة ” من كتفيها وجعلها تعتدل بنومتها وتجلس، فتحت نصف عيناها وهي تنظر له بعدم وضوح، فعض على شفتيه وهو يبتسم من تشابك شعرها حولها، ومد يده وهو يحاول ترتيبه قائلاً :
_ عش فراخ، اصحي يلا متناميش تاني.
_ حاضر.
همست ونهضت بغتة مما جعله ينتفض، عندما وقعت أنظارها على الساعة صرخت قائلة وهي تقفز من على السرير :
_ الساعة سته، الميكب ارتيست جت، أنا هروح اصحي ” جنة “.
امسكها من مؤخرة رأسها وهو يسحبها قبل أن تخرج قائلاً وهو يشاور بيده على جسدها :
_ ودة منظر هتخرجي بيه يعني ؟، اتفضلي البسي عباية و طرحة.
اومئت وكأنها للتو استوعبت، فأنتشلت نفسها من يده ودفعته للخارج قائلة :
_ طيب طيب امشي إنت دلوقتي.
عندما نجحت في إخراجه من الغرفة أغلقت الباب بوجهه، وقف قليلاً وهو يرمش ثم هز رأسه وذهب بطريق غرفة ” زيدان “، لقد كان سعيداً أن ” مهرة ” وجدت الصداقة أخيرا مع الفتيات، وقد أعطاه ذلك الأمل في الصلح بينها وبين ” زيدان ” فيما بعد.
طرق على الغرفة ثم فتح الباب ودلف، كان ” زيدان ” يتسطح على سريره بملل، فنظر ل ” دياب ” بأبتسامة ولكن النظرة على وجهه جعلته يتراجع وهو يعتدل قائلاً بحذر :
_ إيه!، في مصيبة ولا ايه
_ ” علي ” قال ل ” نور ” تقريباً أنه عاوز يتجوزها.
عقد ” زيدان ” حاجبيه وهو يبحث عن المشكلة، ولكن لم يجد شئ فتحدث وهو ينظر ل ” دياب ” :
_ طب و أيه المشكلة ؟، يعني خطوة متوقعه وانت كلمت عمي وقالك تجيبه يبقى في إيه ؟.
_ فيه أنه ممكن تكون ” جنة ” دلوقتي عارفة أننا خطفنا أخوها.
صمت ” زيدان ” وهو لا يعلم بما يجيبه، لقد كان يريد أن يتقدم خطوة معها لا ان يبتعد، فتمتم بنواحٍ وهو يجلس قائلاً :
_ يا حظ البوم بتاعي، يعني هي كانت ناقصة يعني
1
لم يستطع ” دياب ” احتواء ضحكاته، فنظر له ” زيدان ” بحنق ولم يتحدث، لقد كانت الأمور معها غير جيدة بالفعل، لم يكن ينقصه شئ اخر يجعلها تراه رجلاً مجرما، فهمس بحسرة وهو ينظر ل ” دياب ” :
_ كفاية موضوع الطار، دي حاجة ممكن تتفهم عندنا هنا عادي، إنما هي بقا هتقعد تقولي القانون ومش القانون وأكيد هتشوفني قاتل، أنا مش عارف اعمل ايه.
_ متفكرش فيها كدة، هي بس تعترف الأول أنها اللى كانت بتكلمك وبعدين كل دة هيتحل أن شاءالله.
عندما كاد ” دياب ” أن يجيبه، دلف ” عثمان” وخلفه والد ” دياب ” ” حمدان ” قائلاً :
_ المغرب أذن، يلا هنصلي جماعة، ” زيدان ” الإمام.
_ بتستغلوني انتوا
تمتم ” زيدان ” بأبتسامة، فربط ” عثمان ” على كتفه بحب قائلاً :
_ انت اللى صوتك حلو في تلاوة القرآن اللهم بارك، يلا بقا اتوضوا.
_ أنا محافظ على وضوئي من العصر
تحدث ” زيدان ” فذهب ” دياب ” ليتوضأ بينما وقف ” عثمان ” بجانب ” زيدان ” قائلا بصوت منخفض :
_ سألتوا على اللى متقدم ل ” نور ” ولا لسه.
_ ” دياب ” سأل، ومفيش حاجة كدة ولا كدة، عنده مطعم واخت واحده وعم، يعتبر عائلته كدة خلصانه، محترم وكله بيشهدله بالخير هو وأهله الله يرحمهم.
اومئ ” عثمان ” برضا، وعاد ” دياب ” قائلاً :
_ يلا بينا، عديت على ” عاصم ” بس لقيته بيصلي في اوضته، فاتته بقا.
ابتسموا و وقف ” زيدان ” بينما وقفوا خلفه، بدأوا بالصلاة، وعندما أتى عند :
_ صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ
_ يارب اتجوز اختك.
صرخ بها وهو يراقبهم وبالكاد استطاعوا احتواء ابتسامتهم وهم يرددون :
_ آمين.
عندما انتهوا نظر ” زيدان ” خلفه و وجد ” عاصم ” لازال واقفاً، فأمسك بطرف عباءته وانطلق خلفه ركضاً، صرخ ” عاصم ” وهو يركض عائداً لغرفته، واستطاع غلق الباب قبل وصول ” زيدان” له، فخبط ” زيدان ” قائلاً :
_ افتح يا كلب.
_ مش فاتح.
اجابه ” عاصم ” من خلف الباب، فتحدث ” دياب ” بعدما ركض خلفهم قائلاً :
_ مش هتعقل ياض ؟
_ اللى يعرف ابويا يروح يقولو.
عندما أجابهم لم يستطيعوا كتم ضحكاتهم أكثر من ذلك، بينما تمتم ” دياب ” وسط ضحكاته قائلا:
_ والله عمي ” عثمان ” فضل يكح ياعيني عشان ميضحكش وهو بيصلي.
_ سبحان مثبت القلوب بصراحة أنا كنت حاسس اني هموت لو مضحكتش، متتكررهاش يا ” عاصم ” الكلب.
ثم تركوه وهم يذهبون، وجد ” زيدان ” ” جنة” تسير أمامه فترك ” دياب ” وهو يركض خلفها قائلاً :
_ هطير أنا.
هز ” دياب ” رأسه بقلة حيلة بينما ركض ” زيدان ” ليلحق بها، عندما وقف أمامها تحدثت بنفاذ صبر :
_ مش وقته يا ” زيدان ” والله، المفروض انزل اجيب سندوتشات من المطبخ عشان ” يارا ” مفطرتش
_ وانا عملت ايه انا كل اللى عاوزه اعرف إنتِ ليه مش راضيه تعترفي أننا كنا بنتكلم!، على فكرة أنا متأكد بس مضايقني جدا انك عامله نفسك مش عارفاني، أنا كنت فاكر أننا صحاب.
خفت صوته بالجمله الأخيرة وقد ارهقه دفعها له بهذه الطريقة، وعندما رأت النظرة الحزينة التي سكنت عينه رق قلبها، فتحدثت بصوت خافت خجول وهي تنظر لأي مكان عداه قائلة :
_ انا اسفه، عارفة أن دة تصرف طفولي جداً، بس انا اتكسفت.
تنهد براحة وتهللت اساريره وكأنه لم يكن حزينا منذ لحظة، بينما تحدث بصوت مرتفع قائلا :
_ الحمدلله أخيراً، مش مهم بقا مكسوفة ولا مش مكسوفة المهم اعترفتي، فكيلي البلوكات بقا.
مرّت من جانبه دون حديث، فتركها تذهب كي لا تتحول مرة أخرى، ولكنها أرجعت رأسها للخلف وهي تتحدث بأبتسامة قائلة :
_ هفكر.
ثم ابتسمت وهي تركض من أمامه، وضع يده على قلبه الذي ثارت ضرباته قائلاً بحُب :
_ يابختك وهنّاك يا ” زيدان “.
ابتسم بسعادة وهي يلتفت عائداً لغرفته ليحضر ملابسه، ولم يستطع منع نفسه من الابتسام كل دقيقة.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
تطرق السعادة بابك في الوقت الذي تكون تحتاجها أكثر من أي شئ، وكأن الله يعطيك دافع لتُكمل باقي الصعوبات التي ستُلقى في طريقك، حتى تكون أكثر من مُستعد، وتستقبل أي شئ يأتي بطريقك بصدر رَحب و قلب مؤمن بأن الابتلاء لا يدوم طويلاً، وكل طريق صَعب تسيرُ به نهايته حتماً ستكون مُضيئة ومليئة بالخيّر.
وقف ” عاصم ” داخل المكان الذي تم حجزه للخطبة، و نظر للناس وهم يملؤون المكان، ولقد اصرّت ” يارا ” على الدخول بمفردها بينما يقف هو بأنتظارها، لم يكن يعلم ما الذي ستجنيه من ذلك، ولكنه شعر أن هناك شئ ما تخطط له، ولم يستطع منعها من فعل ما تريد بيومها،
كان ” دياب ” يقف بجانبه، فتحدث ” عاصم ” وهو يسأله قائلاً :
_ محدش فتنلك ” يارا ” في دماغها إيه ؟.
_ لا، وبعدين هيكون في دماغها اي يعني يا ” عاصم ” مانت عارف دماغها مش فيها أساساً خليها تعمل اللى في نفسها.
اجابه ” دياب ” فأومئ له ” عاصم ” بأقتناع، دخلت ” مهرة ” فنظر ل ” دياب ” ورأى عيناه تشع وهو يذهب لها، فتمتم بسخرية :
_ حرفياً ” مهرة ” و المجنون.
هز رأسه ولكنه عندما تذكر ” يارا ” أبتسم، كان يتوق لرؤيتها وقد منعته من فعل ذلك، عندما هدأ المكان نظر للباب بصبر وهو يتوقع ظهورها بأبتسامة، ثم انطلق صوت من السماعات
ـ تماس للمعلول، كورة لعلى سته وتمانين دقيقه الاكسترا تايم قريب ولكن احذروا الكاوو، احذروا الكاوو ـ
3
كاد ” زيدان ” أن يغشى عليه من كثرة ضحكه، فنظر له ” عاصم ” بعدم تصديق قائلاً :
_ قولي اني سامع غلط وانها أكيد مش هتدخل على ذكرى التاسعة.
هز ” زيدان ” رأسه ودلفت ” يارا ” بينما انتشر الصوت مجدداً بالمكان :
ـ ترجع الكورة بالرأس القاضيه ممكن، القاضيه ممكن ، شاطر الكورة وجول القاضية مُممكن، القاضية ممكن سجلها الولد معلول، سجلها علي معلول ملك الحلول، وي يا علي وي، معلول وي علي وي ـ
كانت مباراة بين فريقيهم على كأس أبطال إفريقيا، وقد كان هناك هدف بالدقائق الأخيرة جعل فريقه يخسر، ومنذ ذلك اليوم كانت ” يارا ” تستغل كل فرصة لتذكيره بذلك، ويبدو أن اليوم ليس مختلفاً، عندما اقتربت منه أخيرا كانت تضحك بصوت مرتفع، ولم يستطع منع نفسه من مشاركتها وقد كان أكثر ما يعجبه بها حيويتها وطاقتها، تحدثت وهي تنظر له قائلة :
_ إيه رأيك ؟
نظر لها من أعلى لأسفل، ثم امسك يدها وهو يقوم بتدويرها، كانت ترتدي فستان باللون البيج الفاتح، وكانت تضع مستحضرات تجميل خفيفة بنية اللون، وتحدث بأبتسامة واسعة :
_ بعيداً عن الداخلة، بس شكلك زي القمر، الالوان تحفة، دة أنا يا بختي والله.
نظرت له وهي تراه قد ارتدى البدلة التي قامت بأختيارها لتتناسب مع فستانها، وتحدثت بأبتسامة عابثة :
_ وانت كمان شكلك مش بطال.
ابتسم ثم انطلقت الاغاني بالمكان، وتحدثت وهي تركض لتشارك أصدقاءها الرقص قائلة :
_ بالسلامة إنت.
كان أكثر ما تحبه هو الرقص والأجواء الصاخبة، وقد كان هو أيضاً نفس الشئ لذا كانت مناسبة له اكثر من أي شخص آخر.
تململت ” مهرة ” بوقفتها، والتفتت لـ ” دياب ” قائلة :
_ مش هرقص يا ” دياب ” هحرك كتفي بس.
_ مفيش ولا أي حاجه فيكي هتتحرك.
كانت تريد مشاركة الفتيات الرقص ولكنه كان يرفض رفضاً تاماً، عقدت يديها وذهبت وهي تجلس بجانب ” جنة ” التي كانت تقوم بالتصفيق فقط، و كانت تلتقط صور ل ” نور ” لتشاركها مع ” علي “، اتصلت عليه مرتين ولكنه لم يجيب،
_ العاقلة اللى قاعدة هاديه وبتصقف بس، تربيتي.
سمعت صوت شقيقها خلفها، فشهقت وهي تلتفت و وجدته واقفاً بأبتسامة، صرخت وهي تنهض وتعانقه، وتحدثت بصوت مرتفع كي يستمع من الموسيقى الصادحة بالمكان :
_ ازاي!، إيه اللى جابك دلوقتي وحشتني اوي.
ضحك وهو يضمها، وكانت هذه الأيام تكاد تقوده للجنون لأنها لم تكن معه، لقد اعتاد عليها وكانت هي كل ما لديه، ابتعد عنها واجابها قائلاً :
_ ابو ” نور ” هو اللى طلب مني اجي عشان نتكلم النهارده، إنتِ كمان وحشتيني أوي، البيت مضلم وساكت بطريقة تخنق.
ابتسمت بحنان وهي تتشرب ملامحه، لقد كان و سيماً أكثر من المعتاد، بارتداء بنطال اسود وقميص يطابقه كان يكاد يكون الرجل الاجمل الذي رأته، عندما لاحظ نظراتها رفع يده وهو يرفع نظارته فوق جسر انفه قائلاً :
_ مأڤورتش؟
_ لا طبعاً، شكلك زي العسل بجد ربنا يحميك يا حبيبي.
ابتسم بخجل وهو يحول نظره وينظر حوله، فأشارت له على مكان ” نور ” قائلة :
_ واقفة هناك اهي، مكنتش بترقص متخافش بس واقفه جنب ” يارا ” عشان لو احتاجت حاجة، انتوا عاملين ماتشينج تحفة.
وقعت أنظاره عليها وراقبها وهي ترتدي فستان باللون الأسود مع حجاب باللون نفسه، ولم يجعلها اللون سوى أن تزداد جمالاً، كانت آثرة، وقريباً جدا ستكون له بمفرده، نظر حوله وكأنه يريد رؤية هل هناك أحد ينظر لها مثلما يفعل، عندما وقعت انظارها عليه رأى كيف توسعت عيناها، فأبتسم بوجهها بهدوء وهو يشاور بيده بخفة،
وقف بقلب ثائر وهو يراها تقترب منه وكأن امواج البحر تتلاطم داخل قلبه ولا تنوي الهدوء، إلا عندما كانت أمامه، هدأ قلبه وخفتت الضوضاء حوله، وكل ما كان يراه كانت هي، ودّ لو يخبرها أن قلبه يؤلمه من كثرة ما يحمله لها، ولكن هذا لم يكن وقته، كان يقترب منها وتفصله عنها خطوة واحده،
انطلق صوتها وهو يقضي على ضباب أفكاره قائلة :
_ ” علي “!، إزاي جيت ؟.
مال برأسه تجاهها كي تستمع له، وتحدث بصوت هادئ كي لا يؤذي أذنها قائلاً :
_ المفروض اقعد مع والدك النهارده، عاوز ردك يا ” نور ” عشان اعرف اتكلم معاه بثقة.
ابتسمت بخجل ونظرت أرضاً، ثم رفعت عيناها اللامعة تجاهه عندما اتخذت قرارها قائلة :
_ لو بابا شاف إنك مناسب، هينادي عليا يسألني، هتعرف ردي أنت وهو وقتها.
على الرغم من خيبة أمله بمعرفة ردها الأن إلا إنه لم يستطع الغضب منها، فأومئ برأسه لها، رأى ” زيدان ” و ” دياب ” يقتربون منه، فأقتربت ” جنة ” وهي تقف بجانب شقيقها، فأنفلتت ضحكة من ” زيدان ” عندما رأى ذلك قائلاً :
_ والله كان سوء تفاهم، ” منصور ” هو اللى خطفه.
نظرت له من أعلى لأسفل ولم تجيبه، بينما ابتسم ” علي ” بهدوء ومد يده يقبل مصافحتهم، نظر له ” دياب ” بنفس النظرة الثاقبة التي يلقيها تجاهه بكل مرة يراه، وتحدث قائلاً :
_ بعد ما تتكلم مع عمي، عاوزك في موضوع
نظر له ” زيدان ” بأستفهام ولكنه هز رأسه، فأومئ ” علي ” برأسه موافقاً، اقترب ” عاصم ” لاهثاً وهو يردف :
_ ولاد الكـ.لب مش راضيين يقعدوا أنا تعبت.
القاه ” علي ” بنظرة جانبية، وقد خمّن أن هذا إبن العم الأصغر، عندما سمع سبابه لأصدقاءه لم يستطع سوى القول بهدوء ولكن بصوت وصل لهم :
_ قال رسول الله ﷺ: من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه قالوا: وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسب الرجل أبا الرجل، فيسب أباه، ويسب أمه، فيسب أمه.
كانوا ينظرون له بأبتسامة، ولكن ” عاصم ” بدا وكأنه ينظر بجهل، فأكمل ” زيدان ” حديث ” علي ” قائلاً :
_ يعني لما تشتم حد بأمه وأبوه هيشتمك هو كمان بأمك وابوك، كدة انت جبت الشتيمة لأهلك ودة نفس العقوق كدة، كمان الرسول صلى الله عليه وسلم قال : سباب المسلم فسوق.
رفع ” عاصم ” يديه بإستسلام قائلاً :
_ حاضر حاضر أنا آسف، بالله ساعدوني بقا نخلص الليلة دي أنا تعبت.
ابتسموا وانطلقوا وهم يجعلون الرجل يقوم بإطفاء الموسيقى وذهبت ” نور ” لتجعل ” يارا ” تجلس قليلاً
وبعد وقت ليس بقليل كانوا بسيارتهم مغادرون، جلست ” بلقيس ” بجانب ” نور “، وامسكت هاتفها وهي تقوم بجعل ” نور ” تستمع إلى التسجيلات التي وجدتها من ” مازن “، وكان آخر واحد يحتوي على حديثه قائلاً :
_ شاطرة فتحتي فونك، أنا جايلك متتحركيش من مكانك.
عضت على شفتيها وهي تهمس ل ” نور ” :
_ أنا فتحت تلفوني العصر كدة، هو كدة هيوصل على امتى ؟
كانت الساعة العاشرة مساءً الآن، ففكرت ” نور ” قليلاً ثم اجابتها:
_ كدة ممكن يوصل على الساعة اتنين او تلاته.
اومئت ” بلقيس ” برأسها بتوتر، فأمسكت ” نور ” بيدها قائلة :
_ مش هيعمل حاجة متخافيش.
_ مش خايفة لا.
ولكنها كانت كاذبة، كانت تشعر بالتوتر اكثر من أي شئ، ولا تعلم ماذا ستكون ردة فعله بعد، لقد حاولت الاتصال به لتجعله يعود عن قراره حتى تأتي هي ولكنه لم يجيب، وجعلها ذلك متوترة أكثر، ولكن ليس بيدها شئ سوى الجلوس بهدوء وانتظاره.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
ذهبوا الرجال لمنزل ال ” مهران “، و عندما عرض ” دياب ” علي ” زيدان” القدوم والجلوس معهم نفى برأسه قائلاً :
_ لا مش قادر والله، شوف بس هتخلص على إيه بين ” علي ” وعمي ويبقى عرفني.
_ طب ما تيجي تسهر معايا النهارده!، طب اقولك اول ما ” علي ” يخلص هاجي أنا ونسهر سوا، نام شوية لحد ما اجي.
اجابه ” دياب” وكان يشعر برغبة غريبة في عدم السماح له بالذهاب، اقترب منه معانقاً إياه فانفلتت ضحكة من ” زيدان ” قائلاً :
_ في إيه يا راجل إنت ؟.
ابتسم ” دياب ” وهو يبتعد، ثم وضع يديه على كتفي ” زيدان ” وهو يردف :
_ مش عارف بس حسيت من غير سبب اني عاوز أشكرك على كل حاجة عملتها وبتعملها معايا، و النهارده لما شوفتك واقف مع ” جنة” و ازاي بتبصلها شوفت نفسي أيام ما كنت ببص على ” مهرة ” كأنها حاجة بعيدة اوي عني ودلوقتي خلاص يومين بالظبط وهتبقى معايا، ربنا يارب يخليك تجرب نفس إحساسي وفرحتي يا ” زيدان ” انت اكتر واحد في الدنيا تستاهل كل الخير.
لم يستطع ” زيدان ” الإجابة وسحب ” دياب ” مجدداً وهو يعانقه، ثم أستمع ” دياب ” لصوت عمه يناديه فركض خلفه وهو يلوّح بيده ل ” زيدان” الذي ابتسم بحب وهو يراقب طيفه يبتعد، عندما دلف المنزل كان هادئاً وكان يعلم أن الجميع الآن سيكونون نائمون بعمق بعد إرهاق اليوم، لذا صعد لغرفته وغير ملابسه وهو يسقط على سريره ساقطاً في النوم.
3
……………………..
خرجت من غرفتها وهي تغلق الباب خلفها وتسير بهدوء بالردهة على أطراف اصابعها، نظرت حولها وهي تريد الإكتشاف هل هناك أحد مستيقظ غيرها ام لا،
طوال خطواتها كان قلبها يحاول منعها، يحاول تذكيرها بما رأته من حب داخل جدران هذا المنزل، ولكن عقلها ذكرها بأخر لقاء لها مع عمها، الرجل الذي أحبته أكثر من أي شئ لدرجة تمنت لو كان هو والدها،
الرجل الذي قتله ” زيدان ” بدم بارد دون أن يرف له جفن، ودون أي وجه حق، لن تنكر أنها كانت تريد بشدة نسيان الأمر، ولكن أحلامها بعمها وهو يطالب بحقه لن تتوقف أبدا سوى عندما تحقق ذلك.
وصلت للغرفة التي تريد أن تكون بها وهي تفتح بابها بهدوء، ثم دخلت بخطوات خفيفة كي لا يشعر بها، وقفت لمدة دقيقة تراقبه أثناء نومه وهو يتنفس بهدوء رتيب،
ثم أخرجت يدها التي كانت تُخبئها تحت حجابها وهي تخرج سلاحها
السلاح الذي سلمه لها عمها بيده، رفعته وهي تتذكر كلماته :
” إنتِ اللى هتاخدي حقي يا ” مهرة ” متخليش تربيتي وحبي ليكي يروحوا هدر ”
1
كانت تبكي ولا تعلم لما، هي الآن ستقدم على فعل الشئ الذي لطالما خططت له، الشئ الذي قضت حياتها تنتظره،
حاول قلبها ثنيها عن قرارها، ولكن
انتصر عقلها و وضعت يدها وهي تُتمتم :
_ العين بالعين والسن بالسن.
ثم أغلقت عيناها وهي تضغط على الزناد، خرجت الرصاصة ودوى صوتها بالمنزل، وكانت تعلم أن الجميع سيستمع الان، كانت لازالت في حالة ذهول وهي تستمع لصراخ يأتي بأتجاهها و والدتها تصرخ :
_ لا يا ” مهرة ” لا، اخوكي يا ” مهرة “، ” زيدان ” اخوكي.
12
توسعت عيناها و انظارها معلقه على الجسد الذي أصبح مغطى بالدماء أمامها، الجسد الذي لتوّها أخرجت الروح منه، شقيقها.
8
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
اللى يعرف يمسكني يفرچني 🏃🏃🏃🏃
6
باكيت مناديل بقا عشان داخلين على سواد
- لقراءة باقي فوصل الرواية أضغط على (رواية ايروتومانيا هوس العشق)