روايات

رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الثامن 8 بقلم شاهيناز محمد

رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الثامن 8 بقلم شاهيناز محمد

 

البارت الثامن

 

وددتُ لو تكون الأمور بيننا بخير،
أجبرتني أن أتخلى عن شخصيتي اللطيفة،
أظننتُ أن إهاناتك لي ستذهب سدى ؟
بل سأمِدُ يدي وأخذ حقي من سعادتك،
اتغذيتُ على ألمي ؟،
إذا أستعدُ، لأنه حان دوري.

_ مِن بِلقيس إلى مَازن.
2

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

الألم هو الثمن الذي ندفعه من أجل الحب، مَن ذاق العِشقُ ولم ينالٌ ألمه!، تارةٍ ترتشفُ قلبًا وتارةٍ يكون سيفاً يَشقُ قلبك، ولكن الأدهى والاكثر إيلاماً عندما يكون مُعذبك هو مَلِكُ فؤادك، لا تُريد تَركِه يذهب من بين يديك، تتحملُ الألم الذي يجعلك تَشعُر به، وتَظلُ تنتظر بأمل، ولكنك لا تَدري أن الأمل أحياناً يَكون لديه القُدرة على قَتلِك
2

جلس ” دياب ” بإنتظار ” مهرة ” لتخرج من غرفتها وتأتي معه، وبألم أستمع لصوت والدتها وهي تَحثها على النزول، إذا كان شخصاً مُختلف كان سينهض ويذهب ولن يعود أبدا، ولكنها كانت ” مهرة “، حُب حياته والمرأة التي لطالما تمنّاها، وكان مؤمناً إنه سيجعلها تقع بحُبه، فقط عليه أن يتريث معها ويقترب أكثر منها، حينها كل شئ سيتغير،
عندما شعر بخطوات تهبط السلالم نهض واقفاً على قدميه وهو ينظر لها بولهٍ، بينما هي بادلته بنفس النظرات الباردة التي تخصّها، عندما وقفت أمامه أمسك يدها وهو يقبلها قائلاً :

_ لو واعدوني بالقمر مكنتش هستنى كل دة.

_ عاوزني عشان نروح فين ؟

تجاهلت مُغازلته ببرود وهي تسأله بدلاً من ذلك، لم تهتم أبدا بقلبه أو مشاعِره، وكان يخشى أن يُصدق أنها باردة القلب لهذا الحد، على الرغم من الأثر الذي تركه تجاهلها وطريقتها ابتسم ” دياب ” وهو يُطالعها بنفس درجات الحب المعتاد عليها، وامسك يدها وهو يأخذها قائلاً :

_ هنروح نتفسح، وبعدين هوريكي حاجة بحبها.

رأى بوضوح إنها كانت تريد الرفض، ولكن والدتها ظهرت قائلة :

_ أني قولت لابوكي وقال خليها تروح ويا جوزها.

اومئت لوالدتها ولم يترك ” دياب ” يدها وهم يخرجون من المنزل، فهمست وهي تحاول فك يديها من حصار يده :

_ اخواتي الرجاله ممكن يشوفونا يا ” دياب ”

_ فين المشكلة ؟، أنا حاسس انك بتنسي انك مراتي.

توقفت وهي تنزع يدها عنوة من يده، ونظرت خلفها لتتأكد من عدم وجود أحد ينظر لهم، بينما اقتربت منه وهي تردف بحدة :

قد يعجبك أيضاً
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ بقلم zahra-egy
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ
348K
17.5K
تسلّلَت أنفاسُكِ من لفائفِ الكَتْم، كعطرٍ مسمومٍ من معبدٍ منسي، يا من نُقشَ اسمُكِ على تابوتِ الغواية، أنتِ قبلةُ رع، لكنّ خلفَ عينيكِ تَكمُنُ أنيابُ أنوبيس. أراكِ… لا…
أليف الروح بقلم MariamMahmoud457
أليف الروح
603K
34.5K
شعور أحمد خالد توفيق عندما قال &quot;معني الصداقه الحقيقية أن أراك جديراً بأن أئتمنك على جزء من كرامتي&quot;. يقولون تألف الروح بمن تُحب، من الممكن أن يكون المُحب صديقاً…
الموروث نصل حاد بقلم Asawr_Hussein22
الموروث نصل حاد
17.3M
1M
إرثٌ عظيم .. مُلكٌ أتى من غَير تَرميـم طريقٌ مظلم ومُعتم نهايتهُ غَـريم قَـرار مُدمر ، تصرفاتٌ غير مدروسة بتنظيـم نَظراتٌ حاسِدة ، أيادي مُتشابكة و باردة أسرار مكنونة…
عنقود محرم بقلم yakot1
عنقود محرم
585K
27.7K
حين تنضج المشاعر في غير موسمها و يُصبح الأقرب هو الأكثر بُعدًا، ينشأ حبٌّ لا يَغفره المنطق، ولا يَسمح به القدر . بين روابط العائلة وأسوار المحرمات، بين شاب أحبّها عُمرًا…
لحن الفجر بقلم Salmaa_Ebrahim
لحن الفجر
2.8K
110
ماذا لو كانت حياتك كلها مبنية على كذبة؟ رجل ظننته الأب الحامي، لم يكن سوى خاطف سرقك من عالم لم تعرف بوجوده. بين ألم الخيانة ورحلة البحث عن الحقيقة، تنسج الأحداث خيوط الغ…
هُويَّة منسيَّة. بقلم BasmaLa_Mohammad
هُويَّة منسيَّة.
359K
16.8K
هل يُمكن أن تُنسى هَويَّتك؟؟ هل يمكن أن تفقد جزء أنت منهُ وهو منكَ!؟؟ عندما تُكرِه كونَك أنت فـتُفقد هَويَّتك عن قصد، وتعيش قصة وحياة ليست بقصتك وليست بحياتك! وتُرغم أن…
ديجور الهوى/ كاملة بقلم FatmaSultan947
ديجور الهوى/ كاملة
1.2M
97.2K
لو كنت جلادًا على قلوب البشر وأفعالهم تأكد أن الأمر لن يُحتمل ولو كنت قديسًا بلا أخطاء تأكد أن المكان لن يُناسبك.. هنا نحتاج شخص قلبه لين حتى يغفر وكبير جدًا حتى يتحمل ه…
_ مراتك أو مش مراتك أنا مش عاوزاك تمسك ايدي يا سيدي، هو لية كل حاجة عافية بالنسبالك ؟

كان ينظر لها صامتاً تاركاً إياها تنتهي من حديثها، لم يقصد أن يجبرها، كل ما كان يريده أن يجعلها ترى حبه لها دون النطق به، وضع يده بخصرها وهو يسحبها تجاهه بينما يُريح جبهته على جبهتها غير آبها لشهقتها المرتفعة:

_ عافية ؟، اعمل إيه تاني وياكِ يا ” مُهرة “، اعمل إيه عشان تشوفي أن كل اللى أنا رايده هو أنتِ.

رغماً عنها تساقطت دموعها، كانت ” مهرة ” بين طريقين ولا تعلم اين تسير، واحد منهم تربت عليه، لقد تم غرزه فيها، والآخر يبدو مليئا بالحب، خالياً من الانتقام والدماء، و رؤيتها ل ” دياب ” يحاول هكذا رغم عدم مبادلته تؤلها، فأدركت أنها لا تريد أن تجلب له الأذى، فأغمضت عيناها في محاولة منها ألا يرى دموعها، افلتت منه ضحكة وكأنه قرأ أفكارها قائلاً :

_ بتخبي عيونك عني عشان مشوفش انك بتبكي ؟، تعرفي يا ” مهرة” أنا فضلت أشوفك قد إيه ؟، مش عارف أعد بس كل اللى عاوزك تعرفيه اني حافظك اكتر من اي حد

ثم حاوط وجهها بكلتها يديه وهو يمد ابهاميه ويزيل دموعها، رفع وجهها ففتحت عيناها تنظر له، تأوه ” دياب ” رادفاً :

_ عليكي جوز عيون ياما زاروني في أحلامي، كُنتِ كل أحلامي يا ” مهرة “.
2

كان يعرف أنه يردف بالكثير ولم يكن بمخططه أبدا جعلها تعلم الى أي حد يحبها والى اي حد كان ينتظرها، ولكن الم تثبت أفعاله كل شئ!، لقد كاد يتوسل لها لتعطيهم فرصة، ولكنها عوضاً عن ذلك كانت تستمر ببناء الجدران بينهم، ولكنه كان وسيكون دائماً حريصاً على هدم كل جدار تُشيده

عندما لم تجيبه تمتم وهو لازال ينظر لها ولم يزل يده من على وجهها :

_ إيه اللى بكى العيون دي ؟

_ أنا مضغوطة يا ” دياب “، انت ضاغطني وبقيت كاتم على نفسي.
2

ازال يده وهو يبتعد عنها خطوة، مشدوهاً من حديثها، رفع سبابته وهو يشير لنفسه قائلا :

_ أنا كاتم على نفسك ؟

عندما كادت تقترب منه ربما لتصحح حديثها نفى برأسه وهو يبتعد، يبدو أن هذا الجانب منه لا يعجبها، لذا قوّم وقفته وهو يرفع رأسه وتحولت نظراته لأخرى باردة، مد يده وهو يعدل ياقة عباءته قائلاً :

_ أنا آسف يا ” مهرة ” مش هكتم على نفسك تاني، أشوفك بعد شهر ونص.

ثم التفت ذاهبا ولم يلتفت حتى عندما نادت عليه، سيقام عرسهم بعد شهر ونصف، حينها لن يضطر أبدا إلى الركض خلفها، ستكون أمام عينه كما تمنى دائماً، وحينها سيحرص على جعلها واقعة بالحب،

بينما وقفت ” مهرة ” تراقب ذهابه بأعين دامعة، وعندما عادت لمنزلها كانت والدتها واقفة وهي تربع يديها، خجلت ” مهرة ” من النظرة الموجهة لها فأخفضت نظرها أرضا، تحدثت والدتها وهي تقترب منها :

_ أنا مش هتعارك معاكي، ولا هقولك أن دا جوزك وشاريكي والراجل اللى بيحبك يمكن اكتر ما إنتِ بتحبي نفسك، أنا هقولك إنك هتندمي يا ” مهرة “، ” دياب ” لو بطل يحبك محدش غيرك هيكون خسران.

وتركتها والدتها واقفة وذهبت، كما فعل هو منذ قليل، جلست على الأريكة التي خلفها وهي تضع وجهها بين يديها باكية، لم تكن تعلم ماذا تفعل، هل تستسلم له وتنسى ما حدث!، تنسى أن تلك العائلة سلبوا منها شقيق والدها، الرجل الذي أحبها حتى أكثر من والدها، الذي جلس معها وسرد لها قصص قبل النوم!، كانت تعلم إنها يجب عليها أن تختار بينهم، لأن الطرفين لن يجتمعوا أبدا بجبهة واحدة، لذا أزالت دموعها وهي تصعد غرفتها، وكانت وجهتها واضحة بالفعل.
2

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

كل منهم كان يريد شئ مختلف عن الآخر، هي أرادت الحُب بينما هو كل ما كان يريده الاستقرار، لم يكن مهماً بالنسبة له أن يحب شريكة حياته، كل ما كان يريده هو امرأه يستطيع أن يتحملها، يتناقش معها كما يريد، وكانت هي بها كل المواصفات التي أرادها، ولكنها كانت تطلب شئ واحد فقط، وكان من الواضح أنه لن يستطع أن يعطيها إياه

طرق ” عاصم ” على باب غرفة ” يارا ” وعندما أذنت له بالدخول فتح الباب وهو يدلف للداخل واغلقه خلفه، عقدت حاجبيها وهي تنظر له قائلة :

_ ميصحش تقفل الباب يا ” عاصم ”

جلس بجانبها على الأريكة ولكن بعيد عنها نسبيا وهو يجيبها:

_ مش عاوز حد يسمع هنقول إيه.

كان من الواضح على وجهها أنها علمت ما يريده، لذا جلست مُتأهبة، لقد اجلوا هذه المحادثة لمدة أسبوع الآن، كانو يتصرفون بطبيعية أمام عائلتهم ولكن نظرات ” عاصم ” الحانقة التي كان يلقيها بها كانت واضحة،
تحدث ” عاصم” بصوت جاد وهو ينظر لها :

_ هنتكلم بكل صراحة و مش هنكدب على بعض ؟.

توترت ولكنها اومئت له موافقة، لن يكون هناك فائدة من الكذب بينهم الآن، لذا اكمل هو حديثه :

_ رفضتيني ليه ؟

_ أعتقد أننا نسأل الاول على الفعل قبل ما نسأل على رد الفعل، طلبت تتجوزني ليه يا ” عاصم ” ؟.

فكر قليلاً، كان يريد أن يخبرها بالحقيقة بطريقة جيدة كي لا تأخذها بحساسية، حمحم وهو يتوصل إلى الإجابة قائلاً :

_ عشان إنتِ كويسة و محترمة وبنت عمي، هلاقي فين عروسة احسن منك؟، وانا مبقتش صغير وعاوز ابطل طيش بقا واستقر

كان من الواضح على وجهها أنها لم تحب إجابته، اومئت له ورأى كيف أصبحت عيناها غائمة، كان جاهلاً للسبب الذي جعلها على مقربة للبكاء، ولم ” يارا ” أبدا من قبل بأي مراحل من مراحل الضعف، كانت تربية شقيقها ” زيدان ” ولم تكن تجعل أحد أبدا يرى اي نقاط ضعفها، لذا كانت هذه البادرة منها جديدة، عندما كاد أن يتحدث تحدثت هي قائلة :

_ وسألتني أنا رفضت ليه، أنا رفضت عشان كنت عارفة أن دي أسبابك.

عقد حاجبيه بإستغراب، لم يصل له بعد اسبابها، فأستفسر قائلاً :

_ مش فاهم دي حاجة تخليكي ترفضي ليه ؟، احنا عارفين بعض من واحنا صغيرين اوي، وانا واحد ناجح في حياتي، مهندس وعندي شقتي في القاهرة يعني كمان مش هنعيش هنا لو إنتِ يعني مقلقة من امي.

_ انت بني ادم غبي.

صرخت به وهي تقف، فوقف امامها مندهشًا من سبها له لأول مره، ما الغريب بحديثه جعلها تغضب بهذا الشكل!، كانت وجنتيها حمراء و لكن هذه المرة بسبب الغضب ليس الخجل،

_ أنا غبي يا ” يارا ” ؟، تقدري تقوليلي أنا غبي ليه

انفعلت وهي تقترب منه خطوة لا إرادية وهي غير مركزة عن تجاوزها للحدود، وتحدثت و اصبح وجهها بالكامل احمر اللون :

_ عشان مش عارف انا عاوزه إيه، لو أسبابك مختلفة كنت وافقت، سبب مثلا زي انك بتحبني.

كان صامتاً لمدة دقيقة ثم انفجر ضاحكاً، شعرت بالإهانة وهي تشاهده يسخر منها، فأشارت بيدها لباب غرفتها قائلة من بين التحام أسنانها :

_ أخرج برا يا ” عاصم “.

توقف عن الضحك بصعوبة ولم يتحرك وهو ينظر لها قائلا :

_ استنى بس مش قصدي، بس انا اخر حاجة كنت اتخيلها انك تكوني شايفة أننا لازم نحب بعض عشان نتجوز، كفاية نكون بنحترم بعض والحب بيجي بعدين.
1

_ أخرج.. برا.. يا ” عاصم ”

تحدثت ببطئ شديد ورأى بتسلية كيف تقاوم غضبها وكل ما تريده الآن ربما ضربه بشئ ما على رأسه، لاعب حاجبيه بوجهها قائلاً بأبتسامة متجاهلا غضبها :

_ طلعتي كل دة عاوزه الحب يا خلبوصة وانا كنت فاكرك حلوفه معندكيش مشاعر
1

عندما كادت تجيبه فُتح باب غرفتها بعنف، نظرت خلفها وسمع صوت ” زيدان ” قائلاً :

_ بتعمل إيه يا ” عاصم ” في اوضة ” يارا ” وكمان قافل الباب!

فتح ” عاصم ” عيناه عندما رأى نظرة الخبث التي سيطرت على ملامحها، نفى برأسه وهو لديه فكرة عما تريد فعله، وفجأة انفجرت بالبكاء وهي تتجه ناحية شقيقها ساقطة بأحضانه قائلة :

_ الحقني يا ” زيدان “، ” عاصم” دخل عليا الاوضة وقفل الباب وراه ولما قولتله بتقفل الباب ليه قالى

_ عشان اطلب ايديها للجواز.
1

سبقها ” عاصم ” بسرعة، ضيقت عيناها تجاه النظرة المنتصرة التي وجهها إليها، واقترب من ” زيدان ” وهو يكمل حديثه :

_ كلمت عمي وقالي إني لازم اشوف رأيها الأول قبل ما نعمل شوشرة في البيت، والحمدلله يعني..

توقف عن حديثه وهو ينظر لها بخبث، ثم أكمل حديثه عندما رأى ” نادية ” والدتها و والدته واقفون خارج باب الغرفه ينظرون لما يحدث بإستغراب :

_ و الحمدلله ” يارا ” وافقت تتجوزني.

لم يعطها فرصة للحديث حتى ونفي الأمر عندما انطلقت الزغاريد من والدتها و والدته، واقتربت والدتها وهي تسحبها من بين احضان ” زيدان ” لأحضانها قائلة بسعادة :

_ شوفتي مش قولتلك الواد دة هيقع في الآخر

واقتربت والدة ” عاصم ” منه وهي تزغرد مرة أخرى قائلة :

_ يا زين ما اخترت يا ” عاصم”، كنت خايفة تجبلنا واحدة من الصيع اللى بتعرفهم بس عرفت تنقي يا ولدي.
1

ثم ركضت للخارج وهي تصرخ بكل المنزل كي يتناقلون الخبر، كل ذلك وكانت ” يارا ” واقفة فقط تتقبل التهاني وتنظر له، لم تختفي نظرة الخبث عن وجهه، وكانت ستمحيها مهما كلفها الثمن، ستجعله يدفع ثمن ما فعله والذي أجبرها عليه، لقد تحداها ” عاصم ” مرة أخرى، وكانت ستفوز أيضاً هذه المره.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

هناك العديد من الأسرار المختبئة داخل الاشخاص، ليس كل من يظهر لك شئ يكون صادق به، أحياناً يكون هناك ما هو أكثر بكثير من الظاهر، فكن مستعداً لأنه بيوم من الأيام ستُفاجئ بشخصية أخرى غير التى اعتدت التعامل معها

كانت ” نور ” جالسة الآن داخل مطعم ‘ الشامي ‘ الخاص بشقيق ” جنة “، لقد أصرت شقيقته أن يأتون سوياً إلى هنا، وكانت تجلس متوترة لأنها حتى الآن لم تخبر ” جنة ” أن شقيقها أتى إليها من أسبوع رفقة قطتها، وكانت خائفة من حديث ” علي ” عن ذلك اليوم، ولكنها طمئنت نفسها لأن نيتها كانت خير، بالنهاية لم تكن تريد أن تجعل الفتاة ترى خداع شقيقها
لذا جلست وهي تتحدث مع ” جنة ” بمواضيع عدة، حتى تحمحم شخص بجانبهم واستمعت بنبضة قلب إلى صوت ” علي ” الذي قال :

_ بما انكوا شربتوا حاجة، ينفع اعملكوا اكل على ذوقي ؟

رفعت رأسها وهي تنظر له واقفاً بجانبها، كان يرتدي بنطال اسود وقميص أبيض، ويربط حول وسطه مريلة سوداء، لم ترى شخصاً جيداً للغاية هكذا في ملابس عمله، عندما لاحظت انحناء طرف فمه للأعلى بابتسامة أدركت أنها تحدق بها علانية، وكانت ” جنة ” تراقب التفاعل بينهم فأنقذتها من التوتر مجيبة شقيقها :

_ لسه كنت بقولها إنك أكيد هتعملنا الأكلة اللى المطعم مشهور بيها.

رفعت ” نور ” حاجبها وهي تنظر له قائلة :

_ وايه هي بقا الأكلة دي ؟.

وعادت بأنظارها للمريلة الخاصة به مكملة حديثها :

_ يا شيف ” علي “.

ابتسم ” علي ” بسعادة لم يستطع مدارتها، يبدو أن الجمود الذي كان بينهم تلاشى الآن، فأجابها وهو يمد سبابته ليرفع نظارته فوق جسر أنفه:

_ خليها مفاجأة بقا يا دكتورة ” نور “.

ثم امال رأسه بتحية وهو يذهب ليقوم بإعداد الطعام لهم، تحدثت ” جنة ” فجأة وهي تلاحظ نظرات ” نور ” المعلقة عليه أثناء ذهابه :

_ تعرفي أن ” علي ” عمره في حياته ما كلم بنت او ارتبط ؟.

تظاهرت ” نور ” بالانشغال بكوب القهوة أمامها وسألت بلا مبالاة ظاهرية :

_ ممم بجد ؟، اشمعنى بقا

رفعت ” جنة ” كتفيه وهي ترى اهتمام ” نور ” بمعرفة الأمر، كانت ترى بوضوح أن شقيقها معجب ب ” نور ” وكانت تريد التأكد فقط هل سيتعذب بالحب من طرف واحد ام سيكون هناك مبادلة، لذا أجابت حديثها حريصة على الوصل لمبتغاها قائلة :

_ كان بيقول أنه لحد دلوقتي مشافش واحدة قلبه قاله هي دي، عارفة أن دة ممكن يكون مفاجأة بس ” علي ” رومانسي اوي على فكرة، ويمكن اكتر واحد مؤمن بالحب من النظرة الأولى.

رأت كيف تسللت البسمة على وجهها ولكنها تراجعت عنها وهي تومئ ل ” جنة ” رداً على حديثها، ثم غيرت الموضوع بمهارة حتى مر الوقت وجاء ” علي ” تجاههم وهو يجعل العاملين يضعون الطعام أمامهم على الطاولة، عندما رأى نظرة ” نور ” المندهشة ابتسم بسعادة وهو يردف بينما يشير على الصحون :

_ مكرونة بالوايت صوص والجمبري، شوربة كريمة بالماشروم، و بانية مشوي.

_ الاكل شكله جميل اوي، تسلم ايدك.

شكرته ” نور ” وهي تنظر له بأبتسامة خجلة، فأجابها وانظاره مسلطة عليها :

_ تسلميلي يا ” نور “.

لم يغيب عنها إزالته للألقاب بينهم، ولكنها ابتسمت دون حديث بينما تركهم هو ليأكلوا طعامهم، ولكنه وقف على باب المطبخ الخاص بالمطعم مراقباً إياها، يرى كيف تغيرت ملامح وجهها للدهشة ثم الإعجاب ببطئ عند أول قضمة من كل صنف، وكاد يجزم أن أكثر ما اعجبها هي المكرونة لأنها كانت بكل قضمة تغمض عيناها مُستمتعة، همس صوت بجانبه :

_ هو الحب كدة، يخليك مش عارف تحرك عينك من عليها.

انتفض بوقفته وكأنه ظُبط وهو يفعل شئ فظيع، فأبتسم صديقه قائلا وهو يربط على كتفه :

_ دة أنا متخافش، الحب دة احلى حاجه في الدنيا يا ” علي ” متخلهوش يضيع من ايدك.

ثم تركه وذهب ليكمل عمله دون حتى أن ينتظر منه تفسيراً أو يعطيه فرصة لينفي الأمر، فتنهد ” علي ” وعاد بأنظاره إليها ولكنها اختبئ بسرعة عندما وقعت عيناها عليه، كانت وكأنها تبحث عنها وهي تنظر حولها، ثم عادت بأنظارها ل ” جنة ” واكملت حديثها، ما الذي يحدث معه ؟.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

يجب أن يحدث شئ ما بحياتك ليعرقل كل ما كنت حرصاً ألا يتغير، تضع نفسك بمواقف عدة وانت لا تعلم حتى الى أي مدى سيصل الضرر الذي ستعانيه بسبب ذلك، لقد كان دائماً يبحث عن ملذاته، غارقاً بها لدرجة لم يلاحظ ما يحدث حوله، أو أن هناك شئ يُحضر له لدرجة ستجعله يندم على اليوم الذي فكر به التلاعب بها، وسيكون اكبر خطأ قام به بحياته هو الاستهانة بها، ونسى تماماً أن « إن كيدهن عظيم »

كان ” مازن ” جالساً على كرسيه داخل مكتبه عندما تم طرق الباب، ومن طريقة الطرق كان يعلم انها ” بلقيس ” لذا انتظر قليلاً ثم سمح لها بالدخول،
رفع حاجبيه بدهشة عندما ابتسمت بوجهه لأول مرة، وتخطى قلبه نبضه لأنه أدرك مدى جمالها عند الابتسام، ارتفعت طرفي شفتيها الموقرة بإبتسامة واسعة مما جعل وجنتيها كالتفاح الناضج،
اعتدل بجلسته متعجباً من تفكيره، وكيف ابتسامة منها جعلته يفكر بذلك، لذا تحدث بصوت مرتفع وهو يرى أنها ليس لديها معاداتها المعتادة :

_ شايف انك جاية هنا مش عشان التنضيف، فيه حاجة ولا إيه ؟.

اقتربت منه ببطئ حتى توقفت أمام مكتبه، نظر لها ” مازن” مترقبا، كان يشعر أن هناك شئ تغير بها لا يعلم ما هو، منذ أن احرجها صديقه ” معتز ” لم يراها، وقد حاول الحديث معها ولكنها رفضت، عندما تأخرت بالإجابة رأى أنه من المناسب أن يفعل ما أراد فعله الان، لذا تمتم وانظاره معلقة بها :

_ أنا آسف على اللى حصل الاسبوع اللى فات هنا، ” معتز ” غبي ومش عارف امتى يسكت أو يتكلم

رفعت حاجبها بوجهه، وصدم عندما رأى المشاكسة داخلها وهي تجيبه :

_ طب ما الاعتذار سهل اهو.

_ عشان أنا حسيت اني زودتها شوية.

رأى كيف تزعزعت ابتسامتها ولكنها حافظت عليها جيداً وهي تجيبه :

_ كويس إنك أدركت دة، كنت عاوزة اقولك حاجة.

أشار بيده وهو يسمح لها بالتحدث، فنظرت أرضا بخجل مُتمتمة بصوت منخفض كان يحاول جاهداً الاستماع له :

_ مش كنت بتقولي اجي يعني انضفلك شقتك ؟.

قفز قلبه عندما التقط كلماتها، لم يكن جاداً أبدا بأي من حديثه معها، لقد كان يشرب الخمر ويسهر لوقت متأخر للخارج ولكنه لم يقترب أبدا من أي امرأة، وصدم من سؤالها هذا السؤال الان، هل كانت آتية لتوافق؟، تظاهر بالخبث وهو يجيبها :

_ إيه قررتي توافقي أخيراً ؟

عدلت حجابها بطريقة خجولة، وكان يرى كيف تحارب حتى تردف بحديثها، ما الذي جعلها إذن تقوله!، لم يضايقها بشأن هذه الأشياء منذ فترة، رفعت انظارها وهي تنظر له بعيناها السوداء اللامعة وهي تتحدث بثقة :

_ النهاردة الساعة 8 بابا مش موجود وبيجي الساعه 12.

ثم وضعت ورقة على مكتبه أمامه وهي تركض خارج الغرفة، نظر للورقة التي تركتها وكان بها عنوانها وحتى وصف للشارع ورقم المنزل، وكان ” مازن ” حائراً هل سيذهب أم لا!

وقد اتخذ قراره امسك هاتفه وهو يطلب رقم محل ورد قائلاً :

_ عاوز بوكية ورد أحمر وحطلي فيه شوكولاته.

ثم أعطاه عنوان منزله وهو ينهض ليقوم بتجهيز نفسه، سيذهب لها بالورود ويجلس معها قليلاً ثم سيتركها ويذهب، فمن هو ليرفض دعوة إمرأة جميلة ؟

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

وقفت ” بلقيس ” أمام مراية غرفتها متوترة، ونظرت للفستان الذي قامت بإرتدائه، كان فضفاضاً باللون الاحمر و وضعت حجابها اسود اللون، مع قليل من الكحل داخل عيناها وأحمر شفاه رقيق، كانت تلك خطوة جريئة وكانت تعلم ذلك، ولم تستطع التفكير كيف ستكون ردة فعله، أو هل سيأتي أم لا، تبقى على الوقت الذي حددته له نصف ساعة فقط،
استمعت صوت هاتفها وركضت تجاهه وهي تجيب :

_ الو.

_ لسه مصممة تعملي كدة يا ” بلقيس ” ؟

كانت صديقتها ” نور “، لقد تعرفت عليها منذ سنوات عندما كانت ” نور ” ذاهبة الى جامعتها كانت ” بلقيس ” حينها تعمل بالكافتريا الخاصة بالكلية، ومنذ ذلك الحين وهم أصدقاء مقريبن، وكانت ” بلقيس ” تثق بها أكثر من أي أحد،
لقد أخبرتها بما تنوي فعله، وحاولت ” نور ” جعلها تتراجع ولكنها كانت قد إتخذت قرارها، وعلى الرغم من ذلك بهذه اللحظة لم تكن تعلم ما الذي تفعله، فأجابت صديقتها بصراحة :

_ مش عارفة يا ” نور ” اعمل إيه

_ ” مازن ” شرّاني يا ” بلقيس “، رد فعله مش هيعجبك

وكانت مدركة تماماً لحديث ” نور “، ربما حتى يقتلها ” مازن ” ولكن الأمر يستحق المخاطرة، هو من بدأ وهو من اهانها أولا، كانت فقط تريد العمل بسلام ولكنه لم يسمح لها حتى، فأجابت ” نور ” بحدة :

_ مش هاممني يا ” نور “، أنا محتاجة اعمل كدة، إنتِ عارفة أن لولا اللى بابا عاوز يعمله مكنتش هوافق، افهمي اني مضطره

استمعت لتنهيدة صديقتها، ثم وصلها صوتها وهي تردف :

_ طيب خلي بالك من نفسك ويبقى طمنيني.

ثم ودعتها وهي تغلق الهاتف، نظرت بالساعة وكان يتبقى عشر دقائق، هل من الممكن ألا يأتي!، ولكنه هو من عرض هذا عليها دائماً، لم سيتراجع الأن بعد أن وافقت أخيراً!

تأفف ” مازن ” للمرة التي لا يعلم عددها وهو يعاني من الطريق المتكسر، فتحدث بفراغ سيارته :

_ منك لله يا ” بلقيس ” العربية زمانها بتموت

ولكنها كان عازمًا على الوصول، لقد تبقى دقائق وكان يحب أن يكون رجلاً ملتزم بمواعيده، نظر للورود التي بجانبه على الكرسي وأبتسم وهو يحاول تخيل رد فعلها، ثم توتر وهو يفكر في الذي سيحدث، لم يتخيل أبدا أن امرأة مثل ” بلقيس ” ستوافق على اقتراحه الذي كان يقترحه فقط ليضايقها

كانت دعوتها له إلى شقتها أمر مثير للريبة، ولكن يبدو أنها أخيراً رأت الشرارة التي تنطلق بينهم، ربما لم تريد أن تتجاهلها بعد الآن، عندما أخيرا استطاع ركن سيارته بالشارع الخاص بها ترجل منها واغلقها خلفه، ثم أخرج الورقة وهو ينظر لرقم المنزل، ونظر أمامه عندما وجده
كانت عمارة مكونة من عدة طوابق، وكانت مدونة أنها ستكون بالطابق الثالث، تنهد وهو يعدل ياقة بدلته ويمسك بالازهار بطريقة جيدة وصعد السلالم

عندما وصل لشقتها كان مهيئا نفسه لرؤيتها والجلوس معها بمفردهم لبعض الوقت، فطرق على الباب بهدوء وهو ينتظر بترقب ويعتلى وجهه اجمل ابتساماته متوقعاً رؤيتها حالما يفتح الباب، ولكن ما قابله كان رجل ممتلئ الجسد وهو ينظر له من أعلى لأسفل وخلفه يقف رجل آخر مشابها له يبدو وكأنه شقيقه، عندما كان سيعتذر عن خطئة لأن هذا المنزل الخطأ صرخ الرجل وهو ينادي :

_ عريسك جه يا ” بلقيس “.
2

وقف ” مازن ” غير مستوعبًا للذي نطق به الرجل حتى عندما صافحه وقاده إلى أريكة مترهلة بالداخل لم يستطع الفهم بعد ما يحدث، ونظر لها بدهشة وهي تخرج من غرفتها مرتدية فستاناً لطيفاً وهي تنظر له بأبتسامة خجولة، وتحدث والدها مجدداً وهو يربط بعنف على قدم ” مازن ” :

_ نشرب حاجة وبعدين نتكلم في تفاصيل الجوازة

حينها أدرك ” مازن ” ما حدث وما فعلته به، لقد خدعته ” بلقيس ” ليطلب يدها.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

السلام عليكم 🙊

عموماً من هنا ورايح ” بلقيس ” القدوة ☝️😂

أي رأيكوا في الأحداث ؟ 🥳

قولولي كدة اكتر شخصية توكسيك من البنات اللى موجودة هتكون مين ؟
واكتر شخصية من الولاد مين ؟

اكتر كابل بتحبوه ؟

إنجوي يابنوتاتي 😘

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى