روايات

رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل السادس 6 بقلم شاهيناز محمد

رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل السادس 6 بقلم شاهيناز محمد

 

البارت السادس

 

وضعنا القدر أمام بعضنا البعض مرةٍ أخرى،
و في كل مرة، أجِد نبضي مُتسارعاً،
و يداي مُتعرقة، وكإنني أمامُ الإختبار الذي سيُحدد مَصيري،
ولكن مَن يعلم، رُبما أنتِ مَصيري!،
المصير الذي سأخاطر بكُل ما لديّ ليكون لي.

_ شاهيناز مـحمد.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<

دائماً يأتي الحُب بالوقت الذي تجد نفسك به غير مُستعداً، مُكتفياً بِذاتك ولا تفكر حتى بدخول شخص آخر لـ حياتك، ولكن متى سارت الحياة كما خططنا لها ؟، فـ كُلما قُلنا لن نفعل، فعلنا، وكُلما قُلنا سنفعل لم نفعل، كل ما يجب عليك فعله هو ترك قلبك ليُقرر، لأنه حينما يرى نِصفه الآخر لن يتركك تتهنى سوى عندما يحصل عليه.

كانت ” يارا ” جالسة بجانب شقيقها ” زيدان”، وعلى الأريكة التي بجانبهم جلس ” عاصم ” وهم يُشاهدون المباراة الجارية على التلفاز أمامهم، انفعلت ” يارا ” على عركلة أحد اللاعبين لـ لاعب اخر، وهبت واقفة وهي تصرخ :

_ ڤار إيه دا اللى يراجعوا، واضح جداً أنها مش ضربة جزاء!

_ مش فاهم بصراحة، بس عادي الحكم مش عبيط، هيقول أنها مش ضربة جزاء دلوقتي.

أيّدها ” زيدان ” وهو يتحدث بنفس انفعالها، اعتدل ” عاصم ” بجلسته ونظر لها بإستخفاف رادفاً :

_ لا طبعا ضربة جزاء، هي مش دي نفس ضربة الجزاء اللى اتحسبت لـ ” حسين الشحات ” الماتش اللى فات!!، تقدري تقوليلي الفرق بينهم!
1

كتم ” زيدان ” ابتسامته وهو يستعد لرؤية المناقشة التي ستجري بينهم، كان ” عاصم ” يشجع نادي الزمالك، بينما ” يارا ” كانت مثلهم، أهلاوية منذ صِغرها، ربعت ” يارا ” يديها وهي تبادل ” عاصم ” النظرات المُستخفة، وتحدثت قائلة :
1

_ اه فيه فرق بينهم، لو ركزت هنا هتلاقي أن ” كريم فؤاد ” أصلا ملمسهوش، دا مفيش حتى أدنى احتكاك، هو اللى حط رجله قدام ” كريم ” ودا اللى خلاهم هما الاتنين يوقعوا.

كان سيقاطعها، ولكنها كانت ذات شخصية نارية، لم تسمح لأحد أبدا أن يقلل منها بأي شئ، وكانت هواية ” عاصم ” هو التقليل من فهمها لكرة القدم، فشعرت أنها دائماً ستظل تتعارك معه لنفس السبب، لذا كانت تحاول دائماً ألا تسمح له بالفوز عليها، فأكملت حديثها وهي ترفع إصبعها بوجهه مانعة إياه من الحديث :

_ إنما ضربة الجزاء اللى اتحسبت للشحات الماتش اللى فات، فـ دي عشان كان اللعيب هو اللى رامي جسمه قدام الشحات عشان كدا حاول يمنع نفسه أنه يقع فـ داس على بطنه، أعتقد انك لازم تتخلى عن العقلية الزملكاوية دي عشان تعرف تتناقش معايا.

قد يعجبك أيضاً
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ بقلم zahra-egy
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ
348K
17.5K
تسلّلَت أنفاسُكِ من لفائفِ الكَتْم، كعطرٍ مسمومٍ من معبدٍ منسي، يا من نُقشَ اسمُكِ على تابوتِ الغواية، أنتِ قبلةُ رع، لكنّ خلفَ عينيكِ تَكمُنُ أنيابُ أنوبيس. أراكِ… لا…
أليف الروح بقلم MariamMahmoud457
أليف الروح
603K
34.5K
شعور أحمد خالد توفيق عندما قال &quot;معني الصداقه الحقيقية أن أراك جديراً بأن أئتمنك على جزء من كرامتي&quot;. يقولون تألف الروح بمن تُحب، من الممكن أن يكون المُحب صديقاً…
الموروث نصل حاد بقلم Asawr_Hussein22
الموروث نصل حاد
17.3M
1M
إرثٌ عظيم .. مُلكٌ أتى من غَير تَرميـم طريقٌ مظلم ومُعتم نهايتهُ غَـريم قَـرار مُدمر ، تصرفاتٌ غير مدروسة بتنظيـم نَظراتٌ حاسِدة ، أيادي مُتشابكة و باردة أسرار مكنونة…
عنقود محرم بقلم yakot1
عنقود محرم
585K
27.7K
حين تنضج المشاعر في غير موسمها و يُصبح الأقرب هو الأكثر بُعدًا، ينشأ حبٌّ لا يَغفره المنطق، ولا يَسمح به القدر . بين روابط العائلة وأسوار المحرمات، بين شاب أحبّها عُمرًا…
لحن الفجر بقلم Salmaa_Ebrahim
لحن الفجر
2.8K
110
ماذا لو كانت حياتك كلها مبنية على كذبة؟ رجل ظننته الأب الحامي، لم يكن سوى خاطف سرقك من عالم لم تعرف بوجوده. بين ألم الخيانة ورحلة البحث عن الحقيقة، تنسج الأحداث خيوط الغ…
هُويَّة منسيَّة. بقلم BasmaLa_Mohammad
هُويَّة منسيَّة.
359K
16.8K
هل يُمكن أن تُنسى هَويَّتك؟؟ هل يمكن أن تفقد جزء أنت منهُ وهو منكَ!؟؟ عندما تُكرِه كونَك أنت فـتُفقد هَويَّتك عن قصد، وتعيش قصة وحياة ليست بقصتك وليست بحياتك! وتُرغم أن…
ديجور الهوى/ كاملة بقلم FatmaSultan947
ديجور الهوى/ كاملة
1.2M
97.2K
لو كنت جلادًا على قلوب البشر وأفعالهم تأكد أن الأمر لن يُحتمل ولو كنت قديسًا بلا أخطاء تأكد أن المكان لن يُناسبك.. هنا نحتاج شخص قلبه لين حتى يغفر وكبير جدًا حتى يتحمل ه…
رفع ” زيدان ” يديه وهو يصفق لها، جلست بجانبه فنظر لها بفخر وهو يقبل رأسها قائلا :

_ برافو يا حبيبتي، تربيتي.

ولكن ” عاصم ” يأبى الصمت وتقبل الهزيمة، كان نادراً ما يسمح لها بالفوز بالمناقشة، ولكنه لن ينكر أبدا ذكائها في تلك المناقشات، تحدث وهو يحاول التظاهر باللامُبالاة :

_ ماشي، مبروك عليكوا الدوري.

_ مبروك علينا ولا مش مبروك ما تسيب المركز الاول والتاني يقرروا، قولتلى انتو فين؟، في الرابع باين ولا لسه في الخامس.

ارتفعت ضحكة ” زيدان ” على طريقتها بالحديث، واشتعلت نظرات ” عاصم ” بالغضب وهو ينهض بينما يرفع إصبعه بوجهها وهو يتحدث بحده :

_ اتكلمي معايا عدل يا ” يارا ” أنا مش صغير معاكي.

فتحت فمها لتجيب، لكن ” زيدان ” وضع يده على كتفها ليُظهر لها إنه سيتولى الحديث عنها من هنا، فأبتسمت بسعادة وهي تسمع شقيقها يجيبه بنبرة مقتضبة:

_ تتكلم زي ما هي عاوزه يا ” عاصم “، انت اللى بدأت، وبعدين مش كل مرة هتغلبك في الكلام هتقلب الموضوع عليها.

عانقت ” يارا ” شقيقها، وأخرجت لسانها بوجه ” عاصم ” الذي رغماً عنه أبتسم وهو يعود للجلوس مكانه وينظر لها، كان دائما شاباً طائشًا، يأتي ويذهب دون أن يهتم لأي شئ، ولكنه قرر إنه يريد الإستقرار، وهي أول من أتى بباله، كان يعرفها منذ نعومة أظافرها، ولن يعارض أحد على ارتباطهم، كان ابن عمها، رجل من صُلبها يسهتم بها ويرعاها كما اعتاد أن يفعل ولكن هذه المرة ستختلف المُسميات، فاق من شروده بها على صوت ” زيدان ” الحاد :

_ فيه حاچه يا ولد عمي؟، شايفك سرحان.

تنحنح ” عاصم ” وهو يدرك أن ” زيدان” لاحظه وهو شارداً بها، فهمس وهو يعيد أنظاره للتلفاز متظاهراً بالتركيز بالمباراة :

_ اه سرحت شوية.

_ هممم

همهم ” زيدان ” رداً عليه، وعندما وقعت أنظاره على شقيقته وجد وجهها أحمر اللون، فهمس بأذنها بصوت لا يصل لـ ” عاصم ” :

_ الواد دا لو عملك اي حاجة اديلو على عينه اليمين، بعدين نادي عليا اديلو ع عينه الشمال، هتقوليلي اشمعنى إنتِ تديلو على اليمين هقولك عشان اخت ” زيدان” ملهاش في الشمال.
2

ضحكت ” يارا ” بصوت مرتفع، فنظر ” عاصم ” بجانب عينه مراقباً ضحكتها، وسقطت أنظاره على ” زيدان ” الذي يبادله النظرات الحادة، فأعتدل بجسده وهو يوليها ظهره كي لا تخونه عيناه وتتجه لها مرة أخرى.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

أحياناً يكون كل ما نريده من الحياة هي أن تتركنا نعيشها، ولكنها دائمًا ما تضع أمامنا العديد من الأشياء التي تجعل العيش صعباً،

كانت ” بلقيس ” تفكر بحديث ” مازن ” منذ عادت إلى منزلها، هل يعتقد أنه لأنها لم تستقيل يعني أنها توافق على ما يفعله معها؟، كانت بوسط حيرتها، تفكر هل تستقيل بالفعل وتتركه يفوز عليها، ام تكمل وهي تضع الحدود له أكثر، بكل الأحوال كانت كما قال
هي من رمت نفسها بالنيران أولا، لذا يجب أن تتحمل الاحتراق، كان من المفترض أن تستقيل بالفعل عندما بدأ التحرش بها بنظراته، ولكنها كانت ستجد صعوبة بالحصول على عمل اخر، وهذا يعني الجلوس بالمنزل طوال اليوم وهو ما لن تتحمله أبدا بوجود والد مثل والدها

وكأنه أتى على سيرته، سمعت صوت صفع باب المنزل ثم تلاه صوته صارخاً :

_ ” بلقيس “.

تأففت وهي تنهض من على سريرها لتخرج له، فتحت باب غرفتها فوجدته جالساً على الأريكة التي بوجهها، أغلقت باب غرفتها خلفها، و وقفت أمامه وهي تعقد يديها توتراً، نظر لها من أعلى لأسفل فشعرت بالخوف،
كانت تعلم إنه لن يتعرض لها جسديًا، لم يتطور الأمر أبداً لأكثر من صفعة، كلما طال صمته كلما زاد تَوتُرها، فبادرت بالحديث قائلة :

_ ناديت عليا.

رفع قدميه على الطاولة أمامه، ورفع يده وهو يشير لها بالذهاب رادفاً :

_ خلاص، غوري من وشي.

ابتلعت الإهانة وهي تدلف سريعاً لغرفتها، أغلقت الباب خلفها واستندت بجسدها عليه وهي تزفر براحة، لم يطلب أموالاً منها منذ بضعة أيام، وكانت حالته المالية جيدة، يرتدي ملابس جديدة بينما دائمًا يوجد زجاجات البيرة التي يفضلها، كانت تشم رائحة شئ خارج القانون، ولكن لطالما كان هو بعيداً عنها لم تهتم أبداً بما يفعله،

تسطحت على سريرها وهي تقلب بمواقع التواصل، حتى وصل لها اتصال، نظرت للرقم الذي اعتاد الاتصال عليها من حين لآخر، لقد شكّت إنه ” مازن “، ولكنه لم يتحدث أبدا، هذه المرة أجابت ولكنها لم تتحدث، استمعت لصوت تنفس على الجانب الآخر، وصوت رجل يتمتم :

_ مش هتردي ولا إيه

كان صوت ” مازن ” ولكنه كان صوتاً غير مستقر، ومن حالة السُكر التي يكون والدها بها دائمًا لقد علمت إنه كان يشرب،
أغمضت عيناها بخيبة أمل، ولكنها فتحتها عندما تمتم مجدداً :

_ بابا واخد مني مفاتيح العربية بتاعتي بسببك، اروح ازاي دلوقتي أنا لوحدي

ثم انخفض صوته و زفر بحرارة وهي يُكرر :

_ أنا لوحدي أوي.

_ استاذ ” مازن “، قولي مكان حضرتك وهطلبلك اوبر.

تحدثت بهدوء متجاهلة حديثه، لم يجيبها، ثم استمعت لصوت إمرأة يقول :

_ ” معتز ” قالى إنك مش معاك عربيتك، قوم هوصلك في طريقي.

_ لا إذا كان كدا مش عاوز اروح، ودينا شقتك أحسن.

سمعت ” بلقيس ” إجابته وتجعد وجهها بِقرف وهي تغلق الهاتف بعدما استمعت لضحكة المرأة، لم تتوقع أن تكن حياته هكذا، تمتمت بصوت مرتفع :

_ المعنى الحرفي للخمر والنِساء، جتك القرف.

تركت هاتفها بغضب وهي تعدل وسادتها كي تغفو، لديها عمل غداً، وتمنت أن سُكر ” مازن ” يمنعه من القدوم، تمنت ألا تراه أبدا بعدما استمعت له، لأنها لن تستطع إخفاء نفورها منه.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

لا يعلم أحد ما الذي يُداريه كل شخص بداخله، أحياناً تتظاهر بشئ وهناك شئ اخر تماماً يجري داخل عقلك،
كان ” علي ” ينظر لـ ” نور ” وهي تطالعه بنظرات حادة، كان يعلم إنه سيراها، كيف لا يعلم، ولكن قدومها بباله كل يوم لم يكن مصادفة، خرج من شروده على قدوم ” جنة ” تجاهه، فحوّل نظراته لها، فأسبل عيناه بحنان ناظراً لهيئتها بالحجاب الصحيح، كوّب وجهها بكفيه قائلاً :

_ شايفة بقيتي زي القمر ازاي، ربنا يحفظك يا حبيبتي.

ابتسمت ” جنة ” بسعادة بسبب اطراءه على شكلها، والتفتت برأسها وهي تنظر لـ ” نور ” قائلة بحماس :

_ ” نور ” السبب بجد، أنا استغربت شكلى بقا حلو اوي كدا إزاي.

_ إنتِ كدة كدة حلوه في كل حاجه يا ” جنة “.

تحدثت ” نور ” ولازالت أنظارها مُعلقة على ” علي “، وبادلها هو نظراتها، وأبتسم ابتسامة واسعة وهو يتحدث :

_ متشكر يا أستاذة ” نور ” لولاكي مكنتش هعرف هقنعها ازاي تلبسه.

لقد حرص على عدم منادتها بالدكتورة، و انشرح قلبه عندما رأى نظرتها الغاضبة، وكأن ” جنة ” شعرت بتوتر الأجواء بينهم، فـ قامت بضربه بمرفقها بمعدته وهي تتحدث بتوتر :

_ كنت بتقولي يا ” علي ” إنك لما تشوف دكتورة ” نور ” هتعتذرلها.

رفع يده وهو يرفع نظارته عن جسر أنفه، ولاحظت ” نور ” أنه لم يكن يرتديها عندما قابلته للمرة الأولى، ضيقت عيناها وهي تنتظر منه الاعتذار، فرفع حاجبه بوجهها وهو يحوّل أنظاره لـ ” جنة ” قائلاً :

_ مانا اعتذرت لما شوفتها من كام يوم

كاذب، على الرغم من إنه قد اجرم بحقها حينما ناداها بالمُستغلة، إلا أنه لن يقبل الاعتذار!، ربعت يدها وهي تُجيب بحدة :

_ على حد علمي المرة الوحيدة اللى شوفتك فيها مكنتش الطف حاجة، و مسمعتش فيها أبدا اي اعتذار

نظر لها مُتفاجئاً، وكأنه لم يعتقد أبدا أن تُكذبه أمام شقيقته، فرفع سبابته مرة أخرى ليحرك نظارته، وارجحت ” نور ” أن تلك الحركة يحاول بها إخفاء توتره، رأت كيف نظرت له ” جنة ” بعتاب وهي تُشير بعينها تجاه ” نور ” وقد كان تحذيراً واضحاً إنه يجب أن يعتذر هنا والآن، فـ تنحنح قائلاً :

_ أنا أسف على سوء الظن يا أستاذة ” نور “.

شعرت بتنفسها يتسارع غضبًا، ولا تعلم لما يتعمد اغضابها وهي لم تقابله سوى من بضعة أيام حتى، تحدث مجدداً وهو يقترب خطوة منها :

_ توتي تحت في العربية يا ” جنة ” انزلي هاتيها عشان تطعم ونمشي.

وكأنها كانت تنتظر الإشارة لتهرب من التوتر السائد بالغرفة، ركضت ” جنة ” قبل حتى أن ينهي حديثه، ابتعدت ” نور ” لآخر الغرفة، فأطلق ضحكة اجشة قائلاً :

_ مش بعُض.

رفعت حاجبها بوجهه، ثم تظاهرت بإعداد الطاولة لتطعيم قطة ” جنة “، و اجابته دون النظر له :

_ حضرتك تقدر تخرج برا تستنى ” جنة ” لحد ما تطلع.

لم يعتقد إنها ستكون غاضبة هكذا، لقد كان يُناكشها قليلاً، عندما أدرك إنه ربما تمادى قليلاً، تململ بوقفته توتراً، وتحدث بصوت خافت :

_ بعتذر لو زودتها شويتين.

لم تنظر له وهي تجيب :

_ مش سامعة بتقول ايه ؟

تأفف وهو يدرك إنها لن تجعل ذلك سهلاً، ولكنه لن يتركها تنال منه، لذا هذه المرة قام برفع صوته قائلاً :

_ الاعتذار من شيّم الرجال، أنا آسف لو زودتها.

تركت ما بيدها وأخيراً ابتسمت بوجهه قائلة بصوت هادئ :

_ اعتذارك مقبول.

اومئ لها ثم دلفت ” جنة ” وهي تردف بصوت مرتفع :

_ أخيراً، واقفه متذنبة برا مستنيه الخلاف يخلص عشان اعرف ادخل.

_ ربنا ما يجيب خلافات تاني.

تمتم ” علي ” وانظاره مُسلطة عليها، فتجاهلته ” نور ” ولكنها ابتسمت وهي تأخذ القطة من يد ” جنة “، وشرعت بالاهتمام بها تحت أنظار ” علي ”

إن الحُب عاصفة، يحتاج لشخص قوي كي يستطيع الصمود أمام الرياح التي ستهب بوجهه، و لكن ” علي ” كان استثناءا، لا يعلم أحد أبدا ما الذي بداخل رأسه، ولكنه يعلم إنه عندما يريد شيئاً يحصل عليه.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

كانت ” مُهرة ” جالسة بالشرفة الخاصة بغرفتها، تُفكر كيف تغيرت حياتها بين يوم وليلة، لقد كانت العداوة بين العائلتين قائمة منذ سنوات، منذ أن قتل عمها والد ” زيدان “، لقد كنت أن الثأر قد تم نسيانه، حتى كبر الطفل وانتقم لوالده، كان العم المفضل لديها، كان يُدللها دائمًا، ولا يجرؤ أحد على رفض طلب لها، لقد مرت خمس سنوات على ذلك اليوم، وفي كل يوم كانت تُطالب والدها بالقصاص
يجب عليه قتل ” زيدان “، ولكنه كان خائفاً على اشقاءها، وقد ذهب حق عمها الحبيب، ولكنها كانت عازمة على تحويل حياة عائلة آل ” ورادني ” لجحيم،
أخرجها من شرودها دخول والدتها رادفة بسرعة :

_ جومي يا ” مهرة ” ، چوزك تحت و عاوزك.

تأففت بضيق، ما الذى اتى به الآن!، نظرت بالساعة وكانت قد قاربت على منتصف الليل، توغل القلق لقلبها وهي تضع حجابها وتخرج من غرفتها لتذهب له، كان واقفاً أمام درجة السلم الاخيرة، توقفت قليلاً
وطالعته بنظرات مُتفحصة، كان اليوم يرتدي عباءة سوداء، وهو يضع شالاً مُطرز بالاخضر يحاوط كتفيه العريضان، لقد كانت الوسامة التي يمتلكها ” دياب ” غير عادلة، على الرغم من ملامح وجهه الصلبة، ألا أن عيناه العسلية الناعمة تنفي حدة وجهه،

_ يارب يكون عاجبك اللى إنتِ شيفاه.

تحدث بعبث وهو يرى نظراتها، فأحمر وجهها خجلاً واكملت نزولها حتى وصلت له، نظرت حولها ولم يكن هناك أحد بالجوار، فعقدت حاجبيها بضيق، مدّ ” دياب ” إبهامه وهو يُمسد المنطقة بين حاجبيها بهدوء قائلاً :

_ متزعليش أكده، أنا جوزك يعني طبيعي ميكونش فيه حد وأنا جاي أشوفك

ابعدت وجهها بعيداً عن حدود يده، و ربّعت يديها قائلة بحدة :

_ خير يا ” دياب” جايلى في انصاص الليالي ليه ؟

_ هممم، شكلنا رجعنا للعند.

تحدث بهمس ولكنها استمعت، لقد ظن أنهم قطعوا شوطاً جيداً بيوم كتابهم، لقد تحدثت معه بلطف وبادلته العناق وضحكت بوجهه، والآن تقابله بنفس الوجه الذي اعتادت مقابلته به، لذا لم يطل زيارته وذهب إلى الطاولة القريبه وهو يأخذ الصندوق الذي أتى به من عليها، وعاد إلى ” مهرة ” ورأها وهي تُطالع ما بيده بفضول التمع بعينها الرمادية، فأبتسم وهو يمده لها رادفاً :

_ كنت جاي اديكي دة.

تحمحت وهي تتصنع الجدية كي لا يرى فضولها وتشوقها لما بيده، وأخذت الصندوق منه وهي تجلس على درجة السلم أسفلها، رفع ” دياب ” شاله وجلس بجانبه وهو ينظر بترقب لرد فعلها، عندنا فتحت الصندوق ورأت مقدمته أضاءت عيناها
وها هو ذا، يسقط ويسقط مراراً وتكراراً بكل نظرة تلقيها، سواء كانت غاضبة أو حادة، ولكن المفضلة لديه هي تلك النظرة التي يراها الآن، نفس النظرة التي كانت تطالعه بها عندما كان بغرفتها،
مدت يدها بالصندوق وهي تُفتش باقي محتوياته، وعندما اخذت فكرة اوليه عما به، تصنعت الحدة وهي تنظر له :

_ شايفني عيلة صغيرة عشان تجبلى كل الكاندي والشوكولاته دي ؟

لقد كان متوقعاً ردها، وكان الرد جاهزاً لديه أيضاً، فبادلها نظراتها قائلاً :

_ لا مش صغيرة، بس لو عاوزه تكوني صغيرة أنا موافق تكوني صغيرة معايا أنا بس.

ثم نهض وهو يقبلها من رأسها كي يذهب، وقبل أن يخرج من باب المنزل التفت لها برأسه وهو يقول :

_ بلكونة اوضتك كاشفة الشارع، إياكِ تقعدي قدامها من غير حجابك.
2

ودون أن يعطيها فرصة للرد لف شاله على يديه وهو يخرج ويغلق الباب خلفه، سمعت ” مهرة ” صوت والدتها قائلة :

_ متنشفيش دماغك عاد يا ” مهرة”، الراجل يتمنالك الرضا ترضي.

التفتت لها بحدة وهي تصرخ بينما تنهض لتصعد غرفتها :

_ وانسى دم عمي اللى على يدهم كلهم زي مانتوا عملتوا ؟.
5

وركضت لأعلى والصندوق بيدها، لقد لامست هذه الحركة منه قلبها كما فعل منذ بضعة أيام، كان يجب عليها حماية قلبها منه، لأنه يبدو وكأنه رجلاً مُثابراً، مُحارباً وهي الأرض التي هو عازما على احتلالها.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

عندما كاد باب المصعد الخاص بالشركة أن يُغلق خلف ” بلقيس ” ولكن هناك يد امتدت وهي توقف إغلاقه، أغمضت عيناها بندم وهي ترى ” مازن ” يدلف للداخل، همّت بالخروج فضغط سريعاً على الزر مما جعل الباب يغلق قبل أن تخرج، تأففت وهي تقلب عيناها وتجاهلته، لم تعلم هل يتذكر ليلة أمس ام لا، لقد كان والدها عادةً ما ينسى ما حدث بالليلة التي كان غير واع بها، وتمنت أن يكون ” مازن ” نفس الشئ
ولكنه كما اعتاد أن يُخيب أملها، انتشر صوته حولهم وهو يقول بينما ينظر أمامه :

_ مش المفروض تطلبيلى اوبر ؟، مش انا مديرك.

_ أنا مش السكرتيرة بتاعت حضرتك.

اجابته سريعاً دون النظر له، فأبتسم وهو يلتفت بجسده لينظر لها وتحدث وهو يقترب خطوة منها :

_ طب إيه رأيك تترقي، وتبقى السكرتيرة بتاعتي؟، المرتب هيبقى أعلى بكتير على فكرة، و هيبقى ليكي وجبة كمان يا ستي كل يوم.

شعرت بالإهانة فلم تـجيبة، سيصل المصعد و ستبعتد عنه، وأخيراً وصلت للطابق الخاص بها، وعندما فُتح الباب وكانت تهم بالخروج أمسك ذراعها وهو يردف :

_ استني يا ” بلقيس ”

_ سيب ايديها يا ” مازن ” حالا

نظر كلاهما لـ ” عزيز ” الذي تحدث بنبرة غاضبة، خرجوا من المصعد وترك ” مازن ” يدها على مضض، فاتحدث والده مجدداً :

_ اعتذرلها.

انفعل ” مازن ” وكأنه شعر بالإهانة، ورفع سبابته وهو يشاور عليها رادفاً بأستخفاف :

_ اعتذر لـ دي!
1

عقد ” عزيز ” يديه خلف ظهره، ومن النظرة الصارمة على وجهه علم ” مازن ” إنه ان لم يعتذر الآن سيواجه مشكلة مع والده، لذا نظر لها وبصق كلماته ببرود :

_ أنا آسف

ثم تحرك وهو يمر من جانبها، فأخفض رأسه هامسًا داخل أذنها بصوت لن يسمعه والده :

_ هنتحاسب.

وتركها واقفة رفقة والده وذهب، ليس هو من يُجبر على الإعتذار، لقد وضعته بموقف ليس جيدا أمام والده مرتين،
لقد ألقت ” بلقيس ” بنفسها في النيران للمرة التالية، ولكنه هذه المرة سيكون حرصاً أن يكون الاحتراق أشد

3

>>>>>>>>>><<<<<<<<<
+

مساء الخير يا بنوتاتي ♥️.
لسه مخلصة البارت حالا عشان كنت بتفرج على ماتش الأهلى 😭😂

على فكرة بقا اللى تخلي صعيدي يحبها يبقى يبختها، بينا على الصعيد عشان مفيش امل هنا 😭😂
2

المهم
رأيكوا ؟
الشخصيات ؟.
1

حبيتوا مين اكتر ؟
مهرة ودياب ؟
علي ونور ؟
عاصم ويارا ؟
2

 

 

إنچوي ♥️🦋.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى