روايات

رواية زهرة الفصل الحادي عشر 11 بقلم فريدة أحمد

رواية زهرة الفصل الحادي عشر 11 بقلم فريدة أحمد

 

 

البارت الحادي عشر

 

– إيه يا عروسة معرفتيش تكيفيه قال أتكيف بالقهوة!
وهي تنظر إليها بشماتة.
أغمضت زهرة عينيها بغضب، ولكنها تمالكت أعصابها وبسرعة مسحت دموعها قبل أن تلاحظها أمينة، ثم أخفت آثار الكف على وجهها بشعرها، واستدارت لها حيث رسمت ابتسامة باردة، وقالت باستفزاز:
– لا يا حماتي انتي فاهمة غلط خالص. القهوة دي لزوم السهرة.
أكملت وهي تصُب القهوة:
-أصل ابنك محتاج يبقى فايق علشان كده طلب مني أعمل له قهوة.
اقتربت من أذنها وقالت:
– أصل اللي متعرفهوش يا حماتي.. ابنك مش بيقدر يقاومني.
ابتعدت وأمسكت الفنجان، وتابعت بابتسامة شاردة:
– مكنتش متخيلة إنه بيحبني أوي كده.
نظرت إليها مرة أخرى وقالت قبل مغادرتها:
– عن إذنك يا طنط هطلع بقى مش عاوزة أتأخر عليه أكتر من كده.. أصله مستنيني على نارررر.
وضحكت بشدة وغادرت
ظلت أمينة تضغط على أسنانها بغِل وهي تقول :
– يا بت ال…
ثم أكملت بغضب:
– طبعا ما انتي زي امك وانتي هتجبيه من بره فضلت تلف على أبوكي لحد ما اتجوزته وخلته خاتم في صباعها.. ودلوقتي دورك تعملي كده مع ابني..
لم تتحمل الفكرة فقالت بإصرار
– لكن لا.. دا بُعدك.. استحالة اسمح بكده ابدا واسيبك تاخدي ابني مني يا بنت آمال..
وهي تمسك خصلات شعرها من خلف غطاء راسها وتقول:
– وحياة مقاصيصي دول مبقاش أمينة ان ماطفشتك من البيت ده.. وقريب أوي.
بقلم فريدة احمد
****
في الغرفة دخلت زهرة وضعت القهوة على المنضدة، ثم تحركت وقفت أمام المرآة واخذت تنظر إلى وجهها بحزن؛ لتتساقط دموعها بحسرة على نفسها،
كان في الشرفة معه مكالمة هاتفية، بعدما انتهى دخل وجدها هكذا، أغمض عينه بغضب من نفسه على ما فعله بها، اقترب منها قبل رأسها بهدوء ثم قال بندم:
-آسف.. آسف يا زهرة.
ثم مد يده على خدها قائلا:
-بيوجعك؟
نظرت إليه بعتاب دون حديث ودموعها ما زالت تتساقط، أمسك يدها وقبَّلها، ثم رجع ينظر إلى عيونها المليئة بالدموع، فمد يده ومسح دموعها ثم قال:
– حقك عليا.
جذبت يدها وكادت ان تتحرك لكنه جذبها وقال:
– مش هسيبك تنامي زعلانة.
حرك يده على خدها بحزن وقال:
– عارف إني اتغابيت عليكي.. بس انتي يا زهرة اللي اضطرتيني لكده.. بس عموما انا آسف.
وقبَّل خدها مكان الكف ليبتعد وهو ينظر لعيونها بتوهان ويقول:
– انتي حلوة.. حلوة أوي يا زهرة.
كانت ستبتعد عنه ولكنها أحست بحركة خلف الباب، استنتجت أنها أمينة، فقررت ان تثير غضبها فتحدثت بصوت به دلال،كي تغيظها. وقالت لحمزة الذي كان قد اقترب من رقبتها بتوهان ويُقبلها.
– تؤ يا حمزة.. طيب اشرب القهوة الاول قبل ما تبرد.. هو انا هطير ما انا معاك اهو يا حبيبي.
ليتمتم حمزة بتوهان وهو مشغول بتقبيلها فهو لم يفهم مغزي كلامها:
– بحبك. بحبك يا زهرة.
لتسمعه امينة بالخارج لتتوسع عيونها بصدمة وهي تجز بغيظ علي اسنانها
اما حمزة فقد أفاق وهو مستغربًا من تغيرها المفاجئ، كان ينظر إليها بتعجب، كيف تبدلت هكذا؟!.. وما هذا الدلال؟!..
ولكنه لم يرد قطع تلك اللحظة، فقرر استغلال تلك الفرصة، مال عليها يُقبلها مجددا ولكن قاطعهم أمينة عندما دقت على الباب بقوة.
لتهمس زهرة:
– حمزة.. الباب بيخبط.
ليقول حمزة وهو مشغول بها:
– سيبك منه.
لكن الطرقات زادت على الباب، أغمض عينيه بغضب، وابتعد بصعوبة، ثم فتح الباب فوجدها والدته.
– احم.. خير يا ست الكل؟؟
– عاوزاك.
وهي تنظر إلى زهرة التي مثَّلت أنها تُهندم ملابسها، قاصدة فِعل ذلك أمام أمينة.
– طيب ادخلي ياما انتي هتقفي على الباب؟!
لتقول امينة وهي تنظر الي زهرة بغل مخفي:
-لا يا حبيبي أنا بس كنت هسألك..
لتقاطعها زهرة وهي تقول:
– معقول يا طنط هتقفي على الباب كده؟!.. طب ادخلي طيب.
لتقول امينة بابتسامة مصطنعة:
– تسلمي يا قلب طنط. كلك ذوق.. بس انا عايزة حمزة في حاجة صغيرة مش مستاهلة أدخل.
ثم نظرت إلى حمزة وقالت :
– كنت عاوزة أعرف انت نازل القاهرة الصبح ولا لا؟
ليرد حمزة باستغراب:
– أيوة نازل. بس ليه؟
– علشان عاوزاك تاخد حبيبة بنت خالتك في سكتك توصلها الجامعة.
ليقول حمزة متعجبا : واخدها ليه ما هي بتروح مع السواق.
لتقول امينة بغضب:
– ومفيهاش حاجة لما تاخدها في طريقك وانت رايح.. واهي تروح معاك احسن ماتروح مع السواق.
كانت زهرة تنتظر رد حمزة اكثر من امينة، ولكنها أرادت تصنُّع اللامبالاة، فتحركت ناحية المرآة وهي تتجاهل أمينة التي تعرف أن نظراتها عليها برغم حديثها مع حمزة إلا أن عيونها على زهرة تراقبها وتتابع كل حركاتها بغل،
بدأت زهرة تمشط شعرها، وتُهندم نفسها ومكياجها.
حملت أمينة عيونها من عليها ونظرت إلى حمزة قائلة:
– ها قولت إيه يا ولدي؟
ليقول حمزة بضيق:
-انا عندي شغل الصبح ومش فاضي لمشاويركم. خلي السواق يوصلها زي ما بيوصلها.
لتقول أمينة بزعل:
– كده برضه يا حمزة مش عاوز تاخد بنت خالتلك معاك.. دي خالتلك الله يرحمها موصياني عليها.. بس تمام يابني لو المشوار هيضايقك أوي كده.. خلاص.
ليمسح حمزة وجهه ويقول بضيق:
– خلاص ياما.. هاخدها بكرة معايا.. أي أوامر تانية؟
لتقول أمينة بابتسامة راضية:
: لا يا حبيبي.. ربنا يكرمك يا رب يا بن بطني.. يلا تصبح على خير.
ليقبَّل يدها ويقول:
– وانتي من أهله.
غادرت أمينة، ثم أغلق حمزة الباب و استدار الي زهرة ليقترب منها ويقول:
– ها كنا بنقول إيه بقى؟
وهو يمسك خصلة من شعرها، وكاد ان يقترب منها ولكنها دفعته بقوة، وقالت بغضب:
-اياك تفكر إنك تلمسني. سامع.
لينصدم حمزة ويقول بزهول:
– بسم الله الرحمن الرحيم.. بتتحولي والا ايه يا بت؟!… يا بنت المجانين.
وهو يضرب كف على الاخر ويقول:
– أومال ايه الدلع اللي كان من شوية ده؟!
حاول ترجمة ما فعلته، ليبتسم بسخرية عندما فهم أنها كانت تفعل هكذا حتى لا تشك بها والدته.
– لا تنفعي ممثلة.. طب والله برافو. دا انا صدقتك.
ليضيف قائلا :
– طب وليه التمثيل؟
ثم أكمل وهو يُمرر عينه بوقاحة على جسدها:
– لما ممكن نخليه حقيقه وهبسطك.
– دا بعدك.. عمري ما هخليك تلمس مني شعرة.. مش هسمحلك تقربلي يا حمزة .. بالذات بعد ما مديت ايدك عليا.
وهبت أخذت غطاء ووسادة، ونامت على الأريكة، ذهب هو الآخر ونام على السرير، وبعد دقائق لاحظ دموعها، تنهد وقال:
– انتي اللي بتجبيه لنفسك يا زهرة.. لو مكنتيش قليتي أدبك عمري ما كنت همد إيدي عليكي.
نظرت إليه بدموع ولم ترد، بل غطت وجهها ونامت.
****
صباحًا، وقف حمزة يرتدي ملابسه، بينما كانت زهرة تجلس على الأريكة، تنظر إليه فقالت بتساؤل:
– هو انت فعلا هتاخد بنت خالتك معاك؟
-اه.
تجمعت الدموع في عينيها، مسحتها بسرعة وأبعدت الغطاء من عليها وقامت تدخل المرحاض أمسك يدها اوقفها وقال:
– انا لسة عند كلامي.
جذبت يدها وقالت بجمود:
– وانا لو مش هرجع الجامعة تاني في حياتي مش هيحصل اللي في دماغك
ثم تركته ودخلت المرحاض
****
بعدما هبط حمزة الي الاسفل، كان في السيارة ينتظر حبيبة في حديقة الڤيلا، اقتربت وفتحت السيارة وركبت وهي تقول:
– اتأخرت عليك؟!
ليرد حمزة باختصار:
– لا.
وأدار السيارة وتحرك
أما زهرة فكانت تقف في الشرفة تنظر اليهم بضيق وهي تقول بحزن:
– ربنا يسامحك يا عمي.
ثم دخلت من الشرفة و ظلت تتحرك في الغرفة بملل وضيق
****
وقف حمزة بسيارته بعد ما أوصل حبيبة أمام باب الجامعة وقال:
– انزلي. ولما تخلصي السواق هييجي ياخدك.
– وانت؟!
-أنا مش فاضي احتمال مرجعش الصعيد النهاردة وأبات في الشقة هنا.
لتقترب منه وتمسك يده وتقول بإغواء:
– طب ممكن آجي معاك الشقة النهاردة؟
نظر إلى يدها ثم رفع نظره إليها وقال:
-تيجي تعملي إيه؟!
-احم.. يعني لو محتاج حاجه في الشقة انا ممكن أعملهالك.. أنضف لك.. أطبخ لك.
سحب يده بهدوء وقال:
– لا مش محتاج حاجة.
رفعت يدها وبدأت تحركها على رقبته بإغواء وقالت:
– طب مش محتاجني أنا أبقى معاك.
وهي تقترب منه أكثر كي تُقبله وتقول:
– حمزة.. انت عارف إني بحبك أوي.و.
ولكن فجأة صفعها حمزة كف شديد على وجهها؛ لتنزف شفاها إثره، ثم أمسكها من شعرها وقال محذرا اياها:
– أقسم بالله لو فكرتي تعملي الحركات دي تاني مرة لأكون دافنك.. سامعة.
دفعها وقال:
-يلا انزلي.
لتقول بدموع وهي تضع يدها على خدها:
– انت سيبتي وروحت اتجوزت بنت عمك وانت عارف إني بحبـ..
ليقاطعها بغضب:
– سمعتي قولتلك إيه؟.. انزلي.. يلا
نظرت له بغل ثم هبطت من السيارة سريعا
، اما هو أدار السيارة وغادر بغضب، نظرت إليه بعدما مسحت دموعها وقالت بتوعد:
– ورحمة أمي ما هخليكوا تتهنوا ببعض.
ثم دخلت الجامعة وهي تتوعد له هو وزهرة
****
وصل إلى معرض السيارات الخاص به، جلس على كرسي مكتبه، بعدما طلب قهوته ، بعد قليل دخلت السكرتيرة بالقهوة، وضعتها أمامه وقالت:
-تؤمر بحاجة تانية يا حمزة بيه؟
-حضرتي العقد والورق بتاع العربية اللي هيستلمها مختار الحلواني؟
-أيوة حضرتك.. هو كمان زمانه على وصول.
-هاتيلي الورق .
– حاضر.
****
بعد يومين، كانت تجلس زهرة على سريرها، تُقلب في هاتفها، حتى وصلت إليها رسالة من رقم مجهول، صُدمت حين رأتها، فكانت تحتوي علي صورًا لها وفيديوهات ليست جيدة، ومعها رسالة “محتواها”
“بكرة تقابليني في شقة في العنوان ده (….) وصدقيني لو مجيتيش الحاجات دي هتوصل لجوزك”
وضعت يدها على فمها، اثر صدمتها وظلت تبكي برعب.
يتبع….

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية أنهكها عشقا الفصل الثالث 3 بقلم سولييه نصار

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *