روايات

رواية مملكة الصعيد الفصل العشرون 20 بقلم سالي دياب

رواية مملكة الصعيد الفصل العشرون 20 بقلم سالي دياب

 

البارت العشرون

 

تبسمت للصغير الممدد بجانبها على الفراش، طبعت قبلة ناعمة على صدغه الصغير ، ثم وقفت ببطء وابتعدت عن الفراش، رمقته بنظرة حنونة، وتوجهت إلى الخارج.
جلست على الأريكة العريضة الموضوعة في تلك الصالة الفاخرة، شاردة في التلفاز الذي كان يعرض أحد الأفلام العربية.
أسبوع كامل… سبعة أيام مرت عليها وهي داخل هذه الشقة مع طفلها.
1
الشقة فاخرة للغاية وتطل على كورنيش أخميم، وبمحض الصدفة تقع بجوار المكتبة التي اشتراها صالح. كان قد أخذها هي والرضيع إلى أحد المشافي الخاصة في سوهاج ليطمئن على صحتهما. الطفل كانت صحته جيدة للغاية، أما هي فقد رأى الأطباء ضرورة احتجازها ليلة كاملة لتتلقى العلاج الصحيح، إذ لم تكن صحتها تسمح بأن ترضع طفلها، فمدوها بالأدوية والمغذيات، ثم خرجت في صباح اليوم التالي.
أسبوع كامل تمضيه هنا بعد ولادتها جاءت زوجة شعبان لتعاونها كثيرًا خلال هذه الفترة، أما صالح فقد رفضت رفضًا قاطعًا أن يقيم معهما، فكان يكتفي بالقدوم للاطمئنان عليهما ثم يغادر.
1
غير أنها توجست حائرة من تصرفاته. فعندما يأتي يجلس مع الطفل ويلعب معه كأنه طفل صغير مثله، بل ويتحدث إليه في أمور لا يستوعبها عقل رضيع. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل كان يتعامل معها بهدوء وحنان مبالغ فيه، وفي الساعات الثلاث أو الأربع التي يقضيها معهما كان يحرص أن يعد لها الطعام بنفسه، رغم ثقته بزوجة شعبان.
2
كانت قد استمعت إلى الحوار الدائر بينه وبين شقيقته في ذلك اليوم المشؤوم، وعلمت أن تلك المتجبرة سلبته كل ما يملك. فمن أين إذن أتى بالمال لشراء هذه الشقة الفاخرة؟ ولماذا يتصرف بكل هذا الهدوء؟ شعور غريب يراودها أن هناك شيئًا يحدث من حولها وهي لا تدري عنه شيئًا.
2
وما زاد من قلقها أن رجالا يتعسكرون أسفل البناية، واثنين آخرين أمام باب الشقة. تعلم أنها معرضة للخطر هي وطفلها، ولكن ماذا عنه هو؟ تلك السيدة التي لم تشفق عليه لسنوات، هل
يمكن أن تؤذيه؟ ثم ما معنى تلك الكلمة التي يكررها دائمًا: ” المساخيط”؟
تذكرت حديثه إليها غير مرة:
” جعدتك هنا مسأله وجت… ولدي هيرجع لسرايته…”
وقال أيضا:
“ميتي ترجعي السرايا …”
لكن كيف؟! كيف يريدها أن تعود إلى ذلك المكان بعد أن سمعت باعتراف عنايات بأنها استولت على كل ما يملك؟
وضعت رأسها بين كفيها وأغمضت عينيها بإرهاق. صراع داخلي ينهشها: هل هذا القلق لأنها تجهل ما يدور في الخارج؟ أم لأنه هو نفسه يثير قلقها؟ هل يعقل أن تشعر بالخوف عليه بعدما فعل بها كل ما فعل؟
ريناد… لقد عذبك وحبسك في مكان أقشعر بدنك حين رأيته، وأخذك عنوة واغتصبك رغم أنك زوجته. وبعد كل ذلك… تشفقين عليه؟!لا … لا … بل نعم. لقد تحركت براءتها المغفلة مرة أخرى. اشتعلت العاطفة بداخلها حين علمت أنه ضحية لمؤامرات امرأة خبيثة.
1
نعم، لقد سمعت حديث عنايات وهي تعترف بأنها زيفت الأوراق لتجعله عقيمًا، بل وضمت زوجته إلى مخططها الدنيء. فكوني صريحة مع نفسك: أنتِ تشفقين عليه، وعندما قلت إنك تكرهينه كنت كاذبة… وما زلت كاذبة.
1
“أوووووف…”
زفرت بضيق، وانتفضت من على الأريكة محاولة إنهاء صراعاتها الداخلية. التفتت نحو باب الشقة حين انفتح، ليدخل صالح كعادته حاملًا في يده العديد من الأكياس.
ما إن وقع بصرها عليه حتى تبكت كالمعتذر، ثم جلست على الأريكة تشاهد التلفاز متجاهلةً إياه تمامًا. تجاهلها هذا يجعله
يشعر بالانزعاج، فهو يأتي في كل ليلة متمنيا أن تبتسم في وجهه، لكن يبدو أن الأمر مستحيل.
1
وضع الأكياس على الطاولة المنخفضة أمام الأريكة، ثم ألقى بجسده ليستقر جوارها التقطت جهاز التحكم وعبثت بالقنوات بعشوائية محاولة إخفاء ارتباكها عن بصره المسلط عليها.
“عمر نايم…”
لم تجبه. وضعت جهاز التحكم على الطاولة أمامها ثم وقفت متوجهة إلى غرفة النوم.
” يا مثبت العقل والدين يا رب…”
تنهد بقوة ونهض متوجها خلفها فتح الباب دون استئذان فرفعت هي عينيها إليه وقالت بحدة لذيذة:
“انت إزاي تدخل كده؟ المفروض تستأذن… ممكن أكون بغير هدومي!”
“…وايه يعني” –
1
رد بابتسامة مستفزة زفرت بضيق وتوجهت نحو رضيعها، انحنت عليه لتقبله. اقترب هو الآخر من الطفل ووقف خلفها فاستدارت سريعًا بصدمة وجلست على الفراش بخضة. انحنى عليها قائلا بابتسامة عاشقة:
” اسم الله عليكي يا هلاكي…”
1
كادت أن تتحدث، لكن الصغير اعترض مغمغما بصوت خافت. التفتت برأسها إليه، بينما ابتسم صالح وقد بدا كأنه يقرأ لغة الطفل: فقد استيقظ وكأنه يقول لهما: “ماذا تفعلان؟”
1
ابتسمت ريناد وقالت للرضيع بغلب:
” إنت لحقت نمت يا عمر ؟”
فجاء الرد من أبي عمر .
“حاسس بأبوه … مش اكده يا عمر بيه؟”
انخفضت بجسدها للجانب حين أحاطها بذراعه، ومد يده ليلتقط الرضيع وهي بين ذراعيه. اقترب برأسه من رأسها متعمدًا.
قبضت على الوسادة وضغطت عليها بقوة، مائلة بوجهها للجانب محاولة تجنب أنفاسه الملتهبة على عنقها. رفعت يدها لتدفع صدره بعيدًا عنها.
” ابعد… أنا قلتلك ما تقربش مني…”
1
لكنه اقترب أكثر حتى أجبرها على التمدد على الوسادة، ووضع الرضيع جانبًا قبل أن يضع يده على خصرها، وهمس بصوت دافئ
“إنتي عارفه إنه ما ينفعش أجر بلك دلوك… حتى لو اتمددت عليكي أني جوزك… وأبو ولدك.”
طبع قبلات متفرقة على عرقها النابض، فتسارعت أنفاسها وقبضت على الوسادة أكثر …. ضغطت على شفاها السفليه حينما شعرت بیده تسير بحريه وحراره على جسدها…
سحبت جسدها للأسفل، محاولةً الفرار. انزلقت بسرعة البرق مبتعدة عن الفراش، واستدارت إليه بغيظ وحمرة ارتباك تعلو وجهها، ثم ركضت مهرولة إلى الخارج.
ابتسم هو وعينيه تراقب فرارها وقال للصغير:
– “أمك هتجنني يا عمر بيه…”
1
نزلت من السياره عينيها الحادة تمر على الظلام من حولها… كان الليل ثقيلا والهواء ساكنا إلا من همسات الريح كانت تقف في قلب الظلام جسدها مغطى بعباءة سوداء ووشاح أسود يخفي نصف ملامحها كانت عيناها تتحركان بحده … والرجال من حولها ينتشرون في المكان…. انتظرت دقائق طويلة حتى استمعت لصوت محرك السياره… التفتت بثبات لتنظر لعبد الجواد الذي نزل من السياره… تلفت اهوال اخر حوله اقترب منها دون أن ينطق ثم وقف أمامها وقال بحاده…
هااا چبت الفلوس… –
ردت عنايات بصوت يملاه الصرامه والجديه…
– جبل الفلوس والحديت الماسخ ده… خد شوف الخاينه اللي باعتك…
عقد عبد الجواد حاجبيه واخذ الهاتف لتتسع عينيه عندما راى زوجته عاريه تجلس على ساق صالح الصاوي نظر الى عنايات متسعه يملاها الصدمه … لا تتبسم هي ساخره وتقول بعين بتهمك …
1
– طلع الخاين من جلب دارك…
اشتعلت الحمم البركانيه في عينيه لتتدفق داخل اوردته على الفور كان يرفع سلاحه وقبل ان يتحدث كانت هي تقول بصرامه…
سيبك من الفجر يا بت الكلب دي… وركز في اللي وراهم…
نظره الى الصوره مره اخرى… اغمض عينيه وفتحها ليتحكم في غضبه من هذه السقط … ضيق عينيه وقام بتوسيع الصوره…. ليتلاشى غضب على الفور ويبتسم باتساع ينظر لها ويقول…
عرفت مكان المساخيط ….
ابتسمت بثقه ورده – غبي وهتفضل طول عمرك غبي… اطلع زين في الصوره وشوف اللي فوج المساخيط….
نظر الى الصوره مره اخرى … لحظات … وو….
برديه…اااا… دي برديه…
ابتسمت ثم نظرت بعينيها الحادة للظلام امامها لتقول….
– صالح امفكر نفسه مالك النيل وهو مخابرش إن المية بتتسرب من تحته من غير ما يحس…
1
ابتسم عبد الجواد وقال ـ المكان ده فين…
تحت الزريبة الجديمة ….
عقد عبد الجواد حاجبيه ونظر إلى الظلام من خلفها وقال…. تحت الزريبة الجديمه … وابوووي ده مخ واعر جوي… يلا نروح نجيبهم دلوكتي…
نچیب آیه یا مخبل…
قالتها عنايات بضيق… ثم اكملت ….
تعرف صالح حاطط عليها حراسه كد اي… وغيرك أكده ده اوضه تحت الارض… انا خبره صالح زين اكيد واخد احتياطاته.
1
طب والعمل دلوكتي…..
العمل…. ولا كاننا عرفنا حاجه… لو صالح شم خبر اكيد هينقل الاثارات في مكان ثاني… لازم المره دي نتحرك واحده
واحده …. والاهم من ده كله اوعاك تجرب من بنت الفرطوس دي دي الورجه اللي هتوجع صالح…..
قال هو بغضب – اهملها كيف بعد اللي شفته…
ردت عليه بقوه اسمعني زين… ايه دلوكتي بتوصل كل حاچه لصالح… وده الي ف راسي … لازم صالح يعرف اللي انا مخططه له… بس اللي انا عايزاه يعرفه…
نظرت للظلام وتبسمت ابتسامه مرعبه…وو…
هنجتل نسله.
1
يتحدثون هامسين ويدبرون المكائد ولا يعلمون ان الجبال من حولهم ملغمه باجهزه التصنت البشرية …. انسحب بعيدا بعد ان استمع لما يحدث وفور ان ابتعد نهائيا عن عنايات وعسفان رفع الهات على اذنه ليقول…
1
=حوصل يا كبير … الزريبه الجديمه ….
_اممممم….
انزل الهاتف من على اذنه …. فرد زراعيها على ظهر الاريكه وعاد براسه للخلف اغمض عينيه وتنهد بقوه… حتى هذه اللحظه لا يستوعب ان شقيقته الذي كان يستشيرها الصغيره قبل الكبيره طعنته في ظهره بطريقه بشعه لما ولماذا فعلت ذلك هذا ما يسعى اليه ويريد ان يعرفه … قبل ان ياخذ اي اجراء ضدها….
1
ابتسم بهم عندما تذكر هذا اليوم…..
فلاش
….
مش فاهم جصدك اي…
امسكت القلم واشارت الى الارقام وقالت بتوضيح اكثر …
يعني الاوراق اللي قدامي دي بعد ما عملنا جرد ليها كلها … اتضح ان في كل مره بيتسحب نفس المبلغ .. يا اما ده شخص ذكي قوي يا اما شخص غبي…
ابتسم اقترب براسه من خاصتها فقال بهمس حنون وهو ينظر داخل عينيها ….
متخيل انني ٣٥ سنه خبره في الحياه اكثر من عمرك وجاعد جدامك دلوكتي مش فاهم حاجه….
ضحكت بخفه امسكت القلم وقالت بصوت منخفض وهي تعبت بالقلم بارتباك…
٣٥ سنه… انت اكبر مني ١٦ سنه….
كتير صوح…
ضغطت على شفاها السفليه وهزات راسها دون النظر اليه… نظرت له بطرف عينيها عندما قال بمزح…
طب كويس عشان ابجي بابا صوح… جولي بابا اكده…
نفت براسها وقالت باعتذار انا اسفه مش هقدر اقول لك كده لان كلمه بابا مش اي حد يفهمها الكلمه دي بتتقال لشخص واحد بس وهو بابا حاجه مقدسه كده هي مش مجرد كلمه انا لما كنت بقول لبابا يا بابا كنت بحس كده ان قلبي بيرتعش..اممم.. انت فاهم.. يعني بتبقى..ااا…
1
ما فهمتش برده اللي بيعمل كده غبي ليه وذكي ليه..
شعرت بالاحراج الشديد عندما قطع حديثها فجاه بل وايضا شعرت ببعض الخوف عندما رات نظرته الحادة المسلطه على الاوراق…. انزلق لعابها بصعوبه داخل حلقها… قالت منخفض.. بصوت
الاوراق كلها…ااا.. يعني نفس الرقم موجود في جميع الاوراق …ا… الشخص اللي عمل كده عارف هو بيعمل ايه باختصار … هو بيسحب نفس المبلغ كل مره علشان ما يتكشفش ودي حركه ذكيه جدا… اللي مش ذكي بقى..ااا… ثواني اخذ نفس…
ضحكه ونظر لها… عندما اخذت نفس عميق ثم اكملت..
ان هو… بيغستل..ااا… بيغتسل…اااا… يعني هو بياخد الفلوس…
1
ضحك بشده وقال _ بيختلس… هههه… كملي يا هلاكي…
– ابتسمت و اكملت ____ تمام… دلوقتي بقى اللي هو الشخص اللي بيعمل كده كل شحنه بتطلع من المحصول بياخد… منها جزء… بس هو تقريبا كان بياخد الفلوس دي بعد ما بيصفي كل الحسابات علشان كده… لما حسبت الفلوس اللي اتصرفت على العمال… مع فلوس الشحنات اللي خرجت … اكد لي ان هو بياخد الفلوس بعد الحساب كله يعني بياخدها قبل ما بيوصلك…
تطلع الى الاوراق بنظره مطوله… فتح فمه ليتحدث ولكن اغلقه مره اخرى ضرب كف بالاخر وقال…
انا اول مره في حياتي احس نفسي اني غبي هتجولي ايه انت مش فاهم حاجه…
والله ولا انا يا كبير … ضحكت ريناد فضحك هو تلقائيا امسكت القلم وقالت وهي تشير على الارقام…..
بصي كده هنا الرقم ده نقص منه الرقم اللي تحته اللي هو مصاريف العمال… هيطلع لك الناتج ده… الرقم ده لما دخل البنك… نقص منه مبلغ محدد… نفس الموضوع حصل مع كل الحسابات الموجوده… وده اللي كشفه … بس واضح ان هو كان واثق في نفسه قوي لان الموضوع اتكرر اكثر من مره وشكلك ما كنتش بتراجع ورايا…
1
انت محقه يا صغيره … انا لم اكن اراجع هذه الاوراق.. بل كنت اضعها في يد عنايات …. ايعقل ان تكون .. لالالا… بالطبع لا … هو مدير الحسابات المخطئ بالتاكيد هذا الخطا غير مقصود من عنايات… واذا كان مقصود يا صالح…. المال ليس بقليل… بالملايين يا كبير المملكه… يا صالح.
1
باك
حدث… وكانت عنايات المخطئه … فبعد هذا الجرد الذي قام به هو وزوجته الصغيره مع بحث مستمر ليومين اكتشف الخائن وهو مساعد مدير الحسابات.. والذي يدير جميع الحسابات البنكيه… وعندما القى القبض عليه متلبسا على الفور اعترف
ان كل ما فعلوا كانت باوامر عنايات… ومن هنا ان زرع الشك داخل قلبه…
1
فتح عينيه… تنحد بقوه وهو يعود براسه مره اخرى للامام تفاجا بها تقف امامه تتطلع اليه بصمت… وقف من على الاريكه وقال بقلق…
مالك.. اي موجفك اكده عمر چرى له حاجه انتي زينه…
ابتعدت خطوه للخلف.. ثم قالت بارتباك….
عمر كويس… ونايم …ااا… انا كنت عاوزه..اا…
رفعت عينيها في عينيها بشجاعه زائفه وقالت سريعا…
انا عاوزه اشتغل…
ضيق عينيه ليستوعب حديثها رفع حاجبه الايسر … و..اممم… اقترب منها الخطوه الفاصله لتتراجع هي للخلف ابتسم وقال بتهمك …
عاوزه تشتغلي… عشان چوزك مش عارف ياكلك… ولا عشان مش لاجيه مكان تجعدي فيه… لحد علم ان چوزك راچل ميسور الحال يعني ما اعتجدش انه منجصك حاجه…
1
ابعدت عينيها عن عينيه بضيق فهي تعلم انه يسخر منها فتنهد بقوه وقال هذه المره بحنان….
ريناد ايه اللي حصل جبل سابج… كان…ااا…
ما ليش دعوه انا زهقت من المكان ده عايزه انزل اشتغل… هشتغل في المكتبه اللي انت قافلها…
اصبببررر…..
عدد خطوتين الى الخلف بخوف فور النظر لها بحاده…. ظفر بضيق ولا نت ملامحه قليلا… امسك ذراعها فتطلعت اليه بخوف سحبها اليه ببطء… نظره داخل عينيها الخائفه بضيق من حاله فهو من اوصلها لهذه المرحله حركها يد صعودا وهبوطا على طول ذراعيا وقال بنبره دافئه..
_انتي دلوك لساكي والده ما ربعنتيش لسه…. كيف عايزه تشتغلي وولدك لسه حته لحمه حمراء ما فكرتيش في عمر
ابعدت يده عن ذراعها ردت عليه بصوت منخفض وهي تنظر بعيدا …
انا مش هسيب عمر هاخده معايا على طول…
1
وبعدين معاكي عاد… يا بت الناس انت لساكي نفسه… وبعدين انتي وراكي دراستك… ولا نسيتي…
عقدت حاجبيها ونظرت اليه بعدم تصديق… بل ضحكت بسخريه ايضا وقالت بتهامك يملاه القهر…
دراستي… هي فين دراستي دي انا من وقت ما جيت المكان ده وانا حياتي كلها اتدمرت… رجعت دراستي اللي بتقول عليها اقل من ١٠ ايام اتهمتني في شرفي…ااا….
حاولت ان تتحكم في دموعها ولكن لم تستطيع انهمرت بغزاره… بل شجعت حالها ايضا ودفعته في صدره العاري وهي تقول بعصبيه…
انت اييييه… بعد كل اللي عملته فيا وبتتعامل عادي انت كده ازاي انت عاوز مني ايييه جايبني المكان ده ليه انا مش عايزه اكون معاكي لا انا ولا ابني روح لاهلك اللي بيحاربوا فيك… والمراتاتك انا مش عايزاك مش طايقاك بكرهك..
1
رفعت سبابتها في وجهه وقالت بشجاعه رغم ارتعاش جسدها….
من بكره لو ما نزلتش المكتبه اشتغل هاخد ابني وهنزل القاهره … وريني…ااا… هتمنعني ازززاي…
3
توقفت عن البكاء… فور ان التقطت اذونها صوت الرضيع… مسحت دموعها سريعا وتوجهت اليه.. وهو ظفر بضيق ومسحها وجهه بيديه الاثنين… ثم توجه خلفها … راها تجلس على الفراش وتهدئ الطفل.. رفعت عينيها له عندما قال بقله حيل…
الصبح هخلي شعبان يبعت حد يفتحها وينظفها وبعد الظهر هبقى اخدك انزلك تقفي فيها … بس.. في واحده تفضل معاكي… ما هسيبكيش واصل لوحدك الفتره دي انا الدنيا مضطره بقى
فوق راسي… ودلوكتي انت وعمر نقتة ضعفي… وهيستغلوها …. عشان كده تسمع الكلام وما اسمعش حسك واصل… اتفجنا….
1
…..

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية سليم وليليان - قلبي المتيم بها الفصل الثامن 8 بقلم دنيا محمد

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *