روايات

رواية مملكة الصعيد الفصل الثالث عشر 13 بقلم سالي دياب

رواية مملكة الصعيد الفصل الثالث عشر 13 بقلم سالي دياب

 

البارت الثالث عشر

 

مر ٕاسبوع أخر… تحسنت العالقه بين ريناد وصالح كثيرا…ً
فلقد ٕإقتربوا من بعض بطريقه ملحوظه هدأت الحياه بينهما
وأصبحت أكثر سعادة…
بدأت ريناد دراستها فلقد تم نقل جميع أوراقها إلى كلية
العلوم في مدينه نصر بسوهاج…. فريناد تدرس بكليه علوم
قسم الفيزياء… وقد تمت جميع الاجراءات بسرعه فائقه
وهذا بعد أن أمر صالح بنقل جميع أوراقها من جامعه
القاهره لكليه العلوم بسوهاج…
وكما أنه أيضا يحرص على أن يوصلها يوميا في الصباح
ويعود ليأخذها فور أن تنتهي… رأي أنها تحسنت كثيراً بعد
أن عادت ٕالى دراستها إكتسبت الوزن الذي خسرته ودائما
وجهها مشرقاً بابتسامة ناعمه… والاكثر من ذلك التقارب
العاطفي بينهما…..فهو عندما يذهب إلى أحدى زوجاته الاخريات… يذهب إليها أولا ويظل بجانبها وعندما تغفو يدسرها تحت الغطاء جيداً
ويذهب لقضاء الليلة مع الزوجة الاخرى… أما في الليلة
الخاصة بها فكانت درباً من الجنون…
يتمازحون كثيراً وأصبحت ريناد لا تشعر بالخوف أو الرهبة من قربه…اممم نوعاً ما….
أما عن الاوقات الحميمة فأعطاها دروس خاصه في كيفيه إسعاد زوجها في الفراش… ولكن للأسف الصغيره كانت خجولة كثيراً…
ففي مره قال لها …
ـــ عاوِزك ترجصي لي…
فرفضت رفضاً قاطع وأخبرته أنها لا تجيد الرقص….
والحقيقة هي أنها تجيد الرقص ولكن لا تستطيع أن تقف أمامه بهذه الملابس المكشوفة الذي جلبها لها من جديد بعد أن رفضت إرتداء الملابس التي أتت بها عنايات… ورغم ذلك هي كانت تختار أكثرهم إحتشاما لترتديه وعندما أتى بالبدلة الخاصة بالرقص كانت فاضحه بطريقه جعلتها تموت خجلا لذلك رفضت وتحججت بأنها لا تجيد الرقص…. فلم يضغط عليها…
خلال هذه الايام القليلة تغيرت بهم بعض الامور… شعرت أنها تكتشف شخصاً جديد غير هذا المتجبر التي رأته للمرة الأولى …
أتي لها بملابس أنيقة إختارها هو بنفسه لتكون من أرقى
الفتيات حينما تذهب لتدرس…
سألها إن كانت تريد شيء تخبره… ولكن هي لم تطلب
شيء لذلك أضطر أن يلجأ لشقيقته هاجر وأخبرته بما يجلبه الفتيات حينما يذهبون ٕالى الكلية لاول مره… فوكل هاجر لهذه المهمة وقامت بجلب كل المتعلقات الخاصة التي تناسب ريناد….مثل ((الدفاتر وإلٔقالم وغيرها من المستلزمات الشخصية))….
هذه الأشياء التي حدثت كانت كفيلة بإشعال النيران داخل زوجاته الاخريات فهم ليسوا بالفتيات الالتي حظوا بالتعليم العالي أو حتى التعليم الحكومي فكل واحده منهن لم تكن عائلتها لديها الوعي الفكري ليجعلوا فتياتهم يدرسون….
أما عنايات…
فلم تتيح لها الفرصة بأن تجعلها عبداً للعمل كما فعلت بها
من قبل………في الصباح الباكر كانت تذهب مع صالح وتأتي معه في المساء……..حتى عندما تذهب إلى غرفتها يظل معها حين تغفو…
بٕاختصار شديد…
((سدها من جميع النواحي))……
أصبحت ريناد أكثر إشراقاً وإزداد وزنها لتصبح مغويه
بأنوثتها الفتاكة رغم قصر قامتها ومع ذلك تنجح كل مره
في لفت النظر لها بحسنها البديع…
وها هي الآن……داخل المدرج تحضر محاضره هامة نظرت إلي هاتفها الذي إشتراه لها مؤخراً ٕابتسمت عندما رأت إسمه ينير شاشه الهاتف…فلقد ٕ اعتادت في الفترة الأخيرة مراسلته وهي داخل المحاضرة حينما كان يتصل عليها ولا تستطيع الرد…
فتلقائياً هو بدأ يراسلها رغم أنه لا يحبذ هذه الأشياء
لكن من حين إلي أخر كان يمسك هاتفه ليطمئن عليها…
وها هي تبتسم حينما قرأت محتوى الرسالة والتي كانت…
“نص ساعة وبكون عندك”…
ردت هي عليه
” لسه المحاضرة بادئة دلوقتي نص ساعه شوية “…..
قرأ الرسالة ورد عليها
” مش خدتي المفيد الباجي ذاكريه في البيت “…
ردت
” علشان خاطري يا صالح والله دي محاضره مهمه جداً “….
قرأ الرسالة ولم يجيب… فعلمت أنه سيأتي وسيأخذها قبل أن تنتهي المحاضرة… وضعت الهاتف بجانبها وإنتبهت للمحاضرة مرة أُخرى…
مر الوقت ولم تشعر به… وإنتهت المحاضرة لتندهش هي من الوقت الذي مر دون ان تشعر.. طأطأت رأسها أرضاً وضغطت بأسنانها على طرف شفتها السفليه… أمسكت الهاتف وأرسلت له…
“ما جيتش أخدتني يعني”…
وكاالمعتاد ظهرت مؤشرات القراءة فور أن وصلت
الرسالة… ليأتيها رده الصادم……”
” أديلي ساعه واجف بره إخلُصي و تعالي..”
وضعت يدها علي فمها وأخذت متعلقاتها لتضعهم في
حقيبتها ثم ركضت سريعا للخارج…لا تصدق أنه كان ينتظرها في الخارج ما يقارب الساعة…
إبتسمت وعضت على شفاها السفلية حينما رأته يجلس
داخل السيارة في المقعد الخلفي وشعبان يفتح باب السيارة ويقف بجانبها… ٕالتفت هو برأسه لينظر لها من خلف نظاراته الشمسية… ٕابتسم تلقائيا حينما رأى إبتسامتها المشرقة…….
توجهت إليه وهي تحاول أن تواري إبتسامتها ولكن في
الحقيقة عينيها فضحتها…
ــــ يا أنسة…
كان هذا صوت يأتي من خلفها فلم تهتم وأكملت السير فهي ليست أنسة فبالتأكيد ليس لها…ولكن…
ــــ أنسة ريناد…
عقدت حاجبيها وٕالتفت ٕالى الخلف لتنظر ٕالى هذا الشاب
الذي تقدم منها بإبتسامة واسعه ومعه دفتر… قبل أن
يتحدث كانت تتركه وتذهب فقال سريعا…ً
ـــ يا أنسة ريناد الاسكتش ده بتاعك…انتي مستعچله ليه
إستني هبابه نتحدت…
إلتفتت مرة اخرى نظرت للدفتر….. وذهبت مره أخرى
عينيها أرضا…وو…
توقفت عن السير ورفعت بصرها عندما رأته أمامها ٕانزلق
لعابها داخل فمها بخوف…
وأرادت أن تتحدث فمنعها عندما أمسك هذا الدفتر قام بفتحه ومزق هذه الاوراق المدون بها المحاضرات قام بتمزيقها ليفصلها عن الدفتر ثم ألقى الدفتر على الشاب الذي إنصدم عندما رأه بل وذهل فور أن قال صالح بصرامة…
ـــــ ابجى حب على ايد امك لأنها أكيد دعيالك لو هي مش معايا كنت عرفتك مجامك وازاي عينك تترفع في مرت صالح الصاوي…
كبييير مملكة الصعيييد…
الاسم كفيل بأن يجعل الشاب يفر هاربا….
كادت أن تتراجع خطوتين للخلف فور أن نظر لها بعينيه
الحاده لم يعطيها الفرصة عندما لف زراعه حول كتفها
وسحبها للسيارة أدخلها السيارة وأغلق الباب بقوه ثم التف إلي الجهه الاخري ليستقر بجانبها…. ٕانطلق شعبان بالسيارة وهي من حين إلي اخر تنظر إليه في إنتظار أن يتحدث فلم يتحدث وهي لم تستطع أن تتحدث… أخرجت هاتفها من الحقيبه وقامت بإرسال رسالة…
“والله أنا ما اعرف هو مين وأول مره أشوفه حتى ما
أخذتش بالي إن إلاسكتش وقع “…
ضغطت على زر إلٔرسال ثم نظرت له…
وهو كان يضع سبابته على فمه ويستند بمرفقه على حافة الباب وعينيه الحاده بحاجبيه المعقودين يراقب الطريق وفور أن صدح هاتفه معلن عن وصول رساله لم يفتحها مثل كل مره… لذلك أرسلت…
” صالح”…
“صالح”….
“صالح “….
إلتفتت برأسها إليه سريعاً عندما أمسك الهاتف خاب أملها
عندما وضعه على الصامت…
ضغطت على شفاها السفلية بقوه… وضعت الهاتف في
الحقيبة ثم إقتربت منه بحذر… تقترب قليلاً وتختلس النظر إليه حتي أصبحت ملتصقه به… أخذت نفس عميق لتتغلب على خجلها ثم لفت زراعيها حول زراعه ونظرت له بعين الجرو اللطيف ثم قالت بنبره منخفضه يملأها الدلال……
ــــ إنتت زعلان مني ليه دلوقتي أنا ما عملتش حاجه؟؟؟؟؟؟
لم يجيب عليها ولم يتحرك… ضغطت بصدرها على زراعه في حركه عفويه عندما إقتربت لأمام لتضع يدها على لحيته وتسحب وجهه إليها… نظر لها بجموده فذمت هي شفاهه السفلية لألمام ثم قالت بنبره لطيفه خرجت على هيئة دلال…..
ــ أنا أسفة…
رفع أحد حاجبيه وقال بجديه بعض الشيء…
ـــ على إيه…
عانقت زراعه أكثر وذهبت بعينيها بعيداً وقالت بزعل…
ـــ ما أعرفش إنت زعلان مني فبقولك أسفة..
ضغط بذراعه على ثديها ثم إقترب برأسه من رأسها وقال بصوت خافت…
ـــ ومين جال إنيي زعلان منيكي…
عدد ببصره إليها مرة ٕاخرى… أصبحت الوجوه متقاربه لا
يفصل بينهما إلا الهواء… تطلعت داخل عينيه بعينيها
البريئة وقالت بهمس….
ــــ طيب ليه مش بترد عليا….
إقترب أكثر ليكون فمه بالقرب من أُذنها وضع كف يده على فخدها وقال بهمس حار…
ــــ عشان لو رديت هتخافي مني… وانا ما صدجت إنك
بجيتي تجربي من نفسك….
عادت برأسها للخلف قليال لتتمكن من النظر في عينيه
وقالت بهمس خجول….
ــــ أنا…. كنت بخاف منك لما كنت عصبي وبتخوفني….
ـــ ودلوجتي…
إبتسمت بخجل وأنزلت رأسها أرضا…. لم تجيب وكادت أن تبتعد فمنعها عندما ضغط على فخدها وهنا إنتتبهت أنها داخل السيارة وشعبان في الامام… تركت زراعه وقالت بهمس خجول…
ـــــ إنت نسيت ٕان احنا في العربية…
ضحك بخفه وضغط على فخدها بحميميه لتتطلع إلييه بعين متسعه يملأها الخجل ٕاقترب هو وهمس بمشاكسه…
ـــ بطلي تفكري في صالح عشان هيأثر على عجلك…
تبدلت مالمحها للغضب أمسكت يده الموضوعه على فخدها وغرزت أظافيرها بها بقوه وهي تقول بغيظ هامس لذيذ…
ـــ وأنا هفكر في صالح ليه… شيل إيدك يا قليل الأدب…
رفع يده وأحاط خصرها بذراعه لتستقر يده على مؤخرتها لم تتحدث بل صمتت ونظرت أمامها فهي إعتادت على وقاحته… أو في الحقيقة شعبان معهم في السيارة وليس معهم فهو لا يرى ولا يسمع ولا يتحدث إلا بأمر صالح الصاوي….
تذكرت شيئا ما عندما رأت المكتبه التي تراها دائما وهي ذاهبه إلى المنزل نظرت له وقالت سريعا ….
ـــ في أوراق حابه أصورها … ممكن أصورها من المكتبه دي.
نظر إلى المكتبة ثم قال الشعبان بأمر…..
ـــ وجف جدام الدكانه دي يا شعبان……
ـــ حاضر جنابك…..
ابتسمت وقالت بصوت هامس
ـــ شكرا …
رد عليها بنفس الهمس
ـــ لما نروح نشوف موضوع شكراً ده……
ـــ النهاردة ….
قالتها بتعجب فمعنى حديثه أنه سيقضي معها ليلى من لياليهم الرائعة ولكن اليوم ليس يومها بل ليلة سحر أشار لها بأن تنزل مغيراً مجرى الحديث ……
نزلت من السيارة وهو خلفها … دك بعصاه على الأرض وتوجه معها إلى هذه المكتبة …. وشعبان يقف بجانب السيارة يكاد فمه أن يصل إلى الأرض فيبدو أن صالح الصاوي تغير كثيراً خلال هذا الأسبوع ……
أو بالأحرى تغير كثيرا منذ أن دخلت هذه الصغيره حياته…
وقفت الفتاه التي تعمل في المكتبة ابتسمت لها ريناد لتبادلها الأخرى بجفاف فشعرت بالإحراج وضعت الدفتر أمامها وأشارت لها على الأشياء التي تريديها … فأخذت الفتاه الدفتر وتوجهت إلى الداخل…. نظرت له عندما ظفر بضيق فظنت أنه ندم على وقوف السيارة لذلك قالت باسف…..
ـــ أنا أسفه ……… بس الأوراق دي مهمه ولازم أصورها أوعدك إلي مش هكررها تاني……
عقد حاجبيه ونظر لها باستنكار من حديثها صفعها على رأسها من الخلف بلطف وقال بابتسامه جذابه….
ـــ يا مخبله أني لو مش عايز ما كنتش نزلت معاكي وكنت خليت شعبان هو اللي يصوره ليكي…..
نظرت إلى الفتاه التي ضحكت بسخريه ثم نظرت له بعتاب وأبعدت بصرها بعيداً … وهو لاحظ نظرات الفتاه… اقترب منها وأحاط خصرها… ابتعدت عن يده فأمسك يدها وأخذ أحد الأقلام الموضوعة على الحافة الزجاجية وكتب داخلكف يدها……
ـــ بتضحك من غيظها مش سخريه منك….
مسكت يده وأخذت أحد الأقلام وكتبت لهم بغيظ….
ـــ شكراً على النصيحة ما تتكلمش معايا ….
أخذت منه قلم وأمسكتهم الاثنين في يدها واستندت بزراعيها على الحافة الزجاجية وهو يراقبها بابتسامة متسلية …….
أمسكت ورقه كانت أمامها وسحبت قلم آخر بلون مختلف… وأخذت تلون على أسطر الورقة تقريبا سحبت جميع الاقلام الموجودة في الوعاء البلاستيكي… خرج هو للخارج لكي يتمكن من التحدث عبر الهاتف في ذلك الوقت أتت الفتاه فرأت الأقلام في بدها فقالت باستنكار….
ــــ انتي ايه اللي هتعمليه ده… ازاي تمدي يدك على حاجه من غير اذني……
شهقت ريناد عندما لاحظت أنها أخذت جميع الأقلام وقامت بفتحها نظرت للفتاه وقالت باعتذار….
ـــ أنا أسفه والله بس اندمجت مع ………
قاطعتها الفتاه
ـــ أسفه هعمل ايه باسفه بتاعتك دي… مخبله إياك … ما تعرفيش ان دول حاجه شغل… و وا……
ـــ فين صاحب المكان دنده……
التفت ريناد بعينيها الدامعة لصالح الذي صاح بالفتاة هكذا قالت الفتاه بقوه فهي لا تعلم من هو …..
ـــ صاحب المكان مش هنا.. و …….
ـــ خمس دجايج معاكي بس خمس دجايج لو صاحب المخروبه دي ما چاش دلوجتي هطريجها على رؤوسكم… همي يا واكله ناسسسسك……
ليست الفتاه فقط من انتفضت بل زوجته أيضا هرولت الفتاه إلى الداخل وهي كادت أن تتحدث فقال بأمر….
ـــ اكتمي ولا حرف ……
فالتزمت الصمت … فعلى ما يبدو أنه غاضبا ليس فقط من الحديث الذي سمعه من الفتاه بل من شيئا آخر لحظات وكان صاحب المكان يقف أمام صالح ليعتذر منهم ولكن صالح عزم على أن يأخذ هذا المكان وجعل الفتاه تعتذر لزوجته…… لم يعترض الرجل وتم التنازل عن ملكيه المكان لصالح الصاوي ……. وصالح قام بتسجيل ملكيته باسم زوجته…. لعنت نفسها ولعنت الساعة التي قررت فيها النزول من السيارة ……
توجهت السيارة مره أخرى لتذهب إلى أخميم المنطقة المقيم بها صالح الصاوي خيم الصمت السيارة حتى وصلوا إلى القصر …. نزلت هي ونظرت له عندما لم ينزل من السيارة فانحنت مره اخرى للداخل وقالت….
ـــ مش هتنزل…..
كان ينظر لهاتفه القى عليها نظره وقال بملامح غريبه ……
ـــ لااااه… ورايا شغل روحي انتي ……
هزت رأسها وابتعدت عن السيارة لتقف بعيداً تراقب ابتعادها … التفتت لتنظر الى القصر الشامخ بخوف فهي ستواجههم اليوم بمفردها ….. كادت أن تتوجه للداخل صدح هاتفها برقم غريب عقدت حاجبيها وترددت في فتح الخط فهي ليس لديها إلا رقم صالح وهاجر فتحت الخط ووضعت الهاتف على أذنها اتسعت عينيها عندما استمعت لصوت احمد…. الذي قال
ـــ أنا مستنيكي بره السرايا تعالي بسرعه……
ردت باستنكار
ـــ أجي فين انت مجنون ادخل انت …..
ـــ ما ينفعش إسمعي الكلام وتعالي ما فيش حد في البيت أنا لسه شايفهم دلوقتي كلهم خارجين… تعالي يا ريناد هشوفك وهو انا مش أخوكي….. وحشتيني يا رينو….
هي في الأساس لا تعترض على ملاقاته …. ولكن الطريقه ليست صحيحه في النهايه كما قال هو شقيقها نظرت إلى نوافذ القصر لم تجد أحداً …. فتوجهت للخارج مرة أخرى….. وبالطبع لن يجرؤوا الغفر على منعها…. التفتت وذهبت خلف القصر …. اعتدل هو في وقفته بعد أن كان يجلس على مقدمه السيارة … نزع عنه نظارته الشمسية وابتسم بإتساع بادلته هي بابتسامه هادئة … اقتربت منه وكادت أن تصافحه ولكن باغتها هو بسحبها إلى أحضانه وعانقها بقوه … وقال باشتياق…….
ـــ وحشتيني قوي يا ريناد….
دفعته بعيداً وقالت بغضب
ـــ احمد لو سمحت إنت دلوقتي أخو جوزي أيوه كان في بينا ايام لكن دلوقتي ما ينفعش….. لو سمحت حافظ على المسافة اللي بينا انا مش عارفه ليه إصلا انت ما دخلتش ما هو كده كده بيت اخوك ….
رد عليها احمد يحزن
ـــ أخويا مين يا ريناد… اخويا اللي حالف يمين ان لو حد قرب من الصعيد هيقتله…..
شهقت وقالت بعدم تصديق
ـــ لا مستحيل صالح يعمل كده…. إنت أخوه
صالح إتغير قوي وأكيد هيتقبل وجودك ……
قال هو بسخريه
ـــ يتقبل وجودي …. لسه طيبه زي ما انتي يا ريناد… ما تعرفيش إن صالح ما عندهوش رحمه ولا ييراف
بحد ….. هم في الاساس ما كنوش معتبرني أخوهم
المهم …. شفتي عربيتي الجديدة ……
نظرت الى السيارة وابتسمت برقه وقالت ببراءة …..
ـــ مبروك يا احمد تتهنى بيها … ماما فاتن عامله ايه ….
اقترب منها وهو يقول
ـــ كويسه جدا وأنا بقيت كويس قوي لما شفتك يا رينو…….
لا تعلم لما شعرت بالضيق من هذا الدلع رغم انها إعتادت على هذا الأسم من الجميع ولكن هذه المرة شعرت بالضيق.
هزت رأسها وقالت وهي تعود للخلف خطوتان……
ـــ أنا لازم أمشي… وقفتنا كده غلط.. والمره الجايه. هستناك إن إنت تيجي تشوفني جوه…. سلام……
قالت هكذا وابتعدت فأمسك يدها وسحبها مره أخرى ليعانقها بقوه… دفعته بحده ونظرت له يغضب ثم ذهبت بخطوات غاضبه ……دون ان ترى هذه العين التي كانت تقف على سطح القصر وتتابع ما يحدث بابتسامة خبيته
أتى الليل وتناولوا الجميع عشائهم….. وها هما الآن. يجلسون في بهو القصر…..
ومعهم صالح الذي لم تفارق عينيه الهاتف وشقيقته التي تختلس النظر اليه وابتسامة خفيفة تنير وجهها نظرت الى ريناد وقالت….
ـــ عاش من شافك يا ريناد ما عدناش بنشوفك غير على الوكل……
ارتبكت ريناد فهي لأول مره تتحدث معها بطريقه مباشره منذ أسبوع …. ردت عليها بصوت متلجلج …..
ـــ:ما هو علشان الكلية بس….. شكراً لسؤال حضرتك….
نظرت الى صالح عندما قال وهو ينظر للهاتف….
ـــ في ملف أزرج مكتوب عليه الحسابات جوه على المكتب روحي هاتيه…….
سبقتها فتحيه التي قالت سريعا وهي تقف…
ـــ هبابه ويكون عندك يا سيد الناس…..
لم تنتظر الرد أو بالأساس لم يسمعها كان مندمجا بشيء في الهاتف… لم تتحرك ريناد… إحتراما لفتحيه التي عادت بيدها الملف وأعطته لصالح وهي تقول بابتسامه عريضة …..
ـــ اها يا سيد الناس……
اخذ الملف واغلق الهاتف ليضعه أمامه ثم قام بفتحه عقد حاجبيه واغلق الملف مره اخرى لينظر للاسم رفع عينيه الحادة لفتحيه التي كانت تقف أمامه ثم نظر الى ريناد بغضب وقال بصرامه…..
ـــ اني مش جلت تروحي تجيبي الملف…..
تلاشت ابتسامة فتحيه عندما علمت أنها أتت بالملف الخاطئ… وقفت ريناد بصمت وأخذت الملف الذي كان مدون عليه اسم مختلف ثم توجهت للداخل لتغيب للحظات وتعود بالملف الصحيح ….. أخذه منها وفتحه بحده… نظرت عنايات للأرقام المدونة داخل الملف فهي الوحيدة من تجلس بجانب شقيقها على هذه الأريكه العريضة …. وشقيقها لمع الغضب في عينيه والقى الملف بحده على الطاولة الموضوعة أمامه ….. ليظفر بغضب وهو يعود برأسه للخلف ويقول بهم…..
ـــ استغفر الله العظيم……
قالت نعمات باستغراب
ـــ مالك يا واد عمي……
أمسكت عنايات الملف وأخذت تقلب الصفحات نظرت إلى شقيقها بعين متسعه وقالت بصدمه ……
ـــ يا مري ايه الخريطة دي عاد… ده مين اللي جامع الحسابات دي… ازاي كل المبالغ دي طلعت يا صالح…. وانت كيف توافق ع العك ده….
وضع يديه الاثنين على رأسه وأغمض عينيه بقوه فلقد حدث أمر غريب اليوم في حسابات المحاصيل التي خرجت للتجار ويوجد اختلاس كبير …. فاتصل به مدير الحسابات الخاص به وأخبره بهذا الاختلاس المالي….. أنزل يده من على رأسه ونظر إلى ريناد التي ارتبكت بدورها أخذ الملف من شقيقته وأعطاه لها وقال بتوجس…..
ـــ تاخدي كد ايه وجت وتعيدي مراجعة الملف ده…
ـــ اناااا…..
ـــ ايووه انتي….
مررت بصريها على الجميع الذين كانوا ينظرون إليها بصدمه وعنايات التي كانت تتطلع إليها بحده… انزلق لعابها داخل حلقها بصعوبة ثم فتحت الملف لتنظر إلى الأرقام نظرت إليه وقالت بارتباك ….
ـــ ممكن ساعه أو أكثر……..
ـــ زين يلا جومي……
قال هكذا ووقف أمسك يدها وتوجه بها إلى الأعلى وقفت سحر وقالت بصدمه…..
ـــ انت رايح فين يا صالح دي ليلتي…….
التفت لها بحده وصاح بها منفعلاً
ـــ شايفه بالي رايق عشان انام معاكي….
أبعدت عينيها سريعا بخجل من وقاحته وتراجعت سحر بغضب لتجلس بقلة حيله أكمل هو طريقه للأعلى… ودخل الى الجناح الخاص بهما … توجهت هي بالملف للأريكة الموضوعة في الغرفة الخارجية ….. وضعت الملف أمامها على الطاولة وأرادت أن تسحبها ولكن كانت ثقيلة اقترب منها ودفع الطاولة بقدمه نظرت اليه وقالت برقه…..
ـــ شكرا …..
رد عليها بجمود
ـــ خلصيه و لو حسيتي انك تعبانة وجفي
وخشي نامي يلا إبدائي……
هزت رأسها وهو توجه إلى الداخل نزع ملابسه ودخل إلى المرحاض لينعش جسده بحمام دافئ… وقفت هي وتوجهت الى الغرفة…. نزعت هذه العباءة الثقيلة وارتدت ثوب قطني مريح مجسم على منحنياتها التي امتلأت كثيرا … ورفعت خصلاتها للأعلى… ليظهر عنقها المرمري بسخاء….
أخذت قلم من حقيبتها ودفتر فارغ ثم توجهت مرة أخرى للطاولة وهذه المرة جلست على الأرض…. وبدأت تعمل باهتمام على هذا الملف….. خرج هو من المرحاض بعد ما يقارب النصف ساعه … يلف منشفه حول خصره… نزعها وقام بارتداء شورت قصير ثم توجه إلى الخارج… لتقع عينيه عليها وهي جالسه هكذا في الأرض تسند زراعها على الطاولة ويلتصق جذعها العلوي في الطاولة مما جعل نهديها يظهران بسخاء من هذا الثوب القصير…. اقترب منها وجلس خلفها على الأريكة رجعت برأسها للخلف وقالت….
ـــ في لغبطه كثيره… هحاول اخلص بسرعه….
كادت ان تعود ببصرها مره اخرى للأوراق فمسك هو رأسها وأرجعها للخلف ثم انحنى وطبعا قبله حنونه على شفتيها وقال بهمس…..
ـــ على مهلك انا مش مستعجل……
ابتسمت بخجل …. ثم عادت ببصرها مرة اخرى للأوراق…. اقترب هو للأمام و هو يقوم باشعال سيجاره … فأصبحت محاصره بين ساقية المفتوحة والطاولة … التفتت له ونظرت إلى السيجارة بضيق ثم عادت مره اخرى للأوراق…. زفر هو دخان السيجارة للأعلى ثم دهس الباقي في المطفأة ….. انحنى إلى الأمام ليشاهد تدقيقها فيما تفعله باعجاب… هنا وأدرك أن السيدة المتعلمة لديها شان عظيم…. وضعت يدها على كتفها لتدلكه بارهاق…….
وضع هو يديه على كتفها العاري…. ليدلكهم بحنان….. ابتسمت وقالت عندما وضع يده على عنقها…..
ـــ ابعد ايدك عشان كده هنا…..
إبتسم وقال وهو ينظر للأوراق
ـــ نامي…. قال لها متعجباً
ـــ ايه ده يا ريناد !!!!!!
نظرت الى ما يشير اليه فقالت
ـــ ده حساب الأسبوع اللي فات….
ـــ الأسبوع ده أنا لسه يعمل فيه ……
ما هذا … هو لم يطلب سوى صفحتين فقط وهي قامت بتجريد القديم والجديد… الكارثة ليست هنا ….
الكارثة هذه المبالغ الضخمة التي خرجت دون أن يعلم
عقد حاجبيه بحده لينظر بحيره في جميع الاتجاهات ….. كيف سحبت هذه المبالغ الضخمة …. التفتت ببصرها إليه رأته على هذه الحالة فقالت….
ـــ هو في حاجه غلط في الأوراق ؟؟؟
تطلع اليها بنظره مطوله ثم نفى برأسه وقال لها…..
ـــ كملي….. ريناد كل يوم هديكي ملف تراجعيه…..
ـــ حاضر
رفع بصره للأعلى لينعقد حاجبيه بحده يجب أن يعلم كيف تم هذا الاختلاس……نظر إليها عندما وضعت يدها على معدتها بألم… وضع يده على معدتها وقال بقلق…..
1
ـــ في ايه مالك….
ردت عليه
ـــ لا ما فيش حاجه مغص بسيط…..
جلس خلفها واقترب منها ليلتصق جذعه العاري في ظهرها وقال وهو يفرق على معدتها بحنان….
ـــ متأكدة أشيع أجيب الحكيمة…..تاجي تفحصك…..
نفت برأسها والتفتت إليه ليصبح كتفها ملتصق بصدره وقالت بوهن…..
ـــ لاء مش مستاهله هبقى كويسه دلوقتي……..
عقد حاجبيه وقال باستغراب
ـــ ألا جولي لي صحيح ….
أنا كل يوم بنام معاكي… أديلنا تجريباً شهرين متجوزين…. ما شفتش الدوره جات لك مره…..
نظرت أمامها يخجل وحقا أدركت انها لم تأتيها الدورة الشهرية منذ أن أتت إلى هنا ولكن قالت….
ـــ ممكن تكون الهرمونات متلخبطه…….. ابعد بقى عشان أخلص…….
ـــ بعدنا أه خلصي…..
ابتسمت وإنكبت مره أخرى على الأوراق…. وبدأت تعمل بجديه لساعات وهو كان يساعدها في بعض الأمور ليس لأنه جاهلاً ولا يجيد الحساب ولكن يشغله أفكار كثيره الآن… ما هي لا تعلم……
مر يومين آخرين….. يذهب صالح كل يوم مع ريناد للجناح تعمل لساعتين على الأوراق وتغفوا من شده التعب فيحملها ويضعها في فراشها ثم يذهب لإحدى زوجاته…
واستمر روتينهم اليومي تذهب هي الى الكلية في الصباح ويأتي يأخذها في المساء لتعمل على الأوراق إكتشف الكثير من الاختلاسات… لم يخبر أحدا بهذا الشيء… بل ظل الموضوع سرا بينه وبين زوجته….
واليوم هو يوم اجازه ريناد… خرجت من المطبخ وبيدها صينيه موضوع عليها أكواب العصير….وضعتها على الطاولة المنخفضة داخل بهو القصر للنساء…..
النساء الذين وقفوا فجأة وتوجهوا جميعاً إلى الخارج …… عقدت حاجبها بغرابه ثم توجهت خلفهم….. اتسعت عينيها عندما رأت زوجها يجلس على أريكة عريض وأمامه حشد كبير من الناس. كان اليوم هو يوم “المحكمة”، وهو مشهد لم تره من قبل.
شهقت بقوة ووضعت يدها على فمها حين رأت رجلا مغطى بالدماء، مقيدًا بالحبال، ملقى أمام قدمي صالح. ألقى صالحسيجارته الفاخرة من يده، وانحنى إلى الأمام يستند على فخذه بيد وقال بصرامة للرجل:
غبي… لما فكرت نفسك حاجة. بس مخك فوت، وعقلك الصغير صورلك إن صالح الصاوي ممكن يتخدع
أراد الرجل أن يتحدث، فأشار صالح الشعبان بصمت ليأخذه. صرخ الرجل مستغيثا، وانكشفت هوية المختلس… لكن قبل أن يتابع صالح كلماته، التفت للخلف على صرخة عالية:
ريناد
كانت هاجر من صرخت حين رأتها ملقاة على الأرض فاقدة الوعي انصدم صالح، فهرع إليها بسرعة، رفعها بين ذراعيه وهو يصيح
– شيع حد يجيب الحكيمة … جوووم
صعد بها إلى جناحه، وضعها على الفراش، أمسك بزجاجة عطر رش قليلا على يده وقربه من أنفها حتى بدأت تستفيق. فتحت عينيها ببطء، نظرت إليه بضعف، فمسح وجنتيها وقال بقلق
. مالك يا ريناد ؟ إيه اللي خلاكي تغمي اكده؟
لم تستطع التحدث شعرت بدوار شديد، ثم غابت عن الوعي مجددًا. دقائق مرت حتى جاءت الطبيبة وبدأت تفحصها. أنهت فحصها، ثم قالت بجدية
– متى آخر مرة جتلك الدورة الشهرية؟
انتبهت عنايات التي كانت تقف بجانب الفراش، وضاقت عيناها بشك وهي تنظر إلى شقيقها. أجاب صالح للطبيبة:
1
من شهر ما جتلهاش….
جاءت الإجابة الصادمة التي أذهلت الجميع حين قالت الطبيبة:
هاخد منها عينة دم وأحللها … بس بنسبة تسعين في المية المدام حامل. مبروك….
12
…..

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية هشام وامينة الفصل العاشر 10 بقلم فاطمة أحمد

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *