رواية مملكة الصعيد الفصل العاشر 10 بقلم سالي دياب
رواية مملكة الصعيد الفصل العاشر 10 بقلم سالي دياب
البارت العاشر
مر اسبوعين… أصبحت ريناد في الصباح خادمه وفي المساء رفيقه لزوجها في الفراش…. نقصت كثير من الوزن بطريقه ملحوظه … حتى أن زوجها لاحظ هذا أنها فقدت الكثير من الوزن…. وأيقن أنها تعاني من اكتئاب لوجودهم في هذا المكان… وخاصة وهو يلاحظ خوفها الغير مبرر من عنايات … ليس عنايات فقط بل هي تخاف من الجميع …. حتى أنها تخاف منه رغم أنه لم يؤذيها ويتعامل معها بطريقه غير الآخرين… مما أدهش الجميع فصالح لم يكن بكل هذا اللين مع أحدهم…..
واليوم… وتحديداً الآن فالميعاد المخصص لتناول طعام الغداء يلتقون جميعاً حول مائدة الطعام.. كالمعتاد يجلس على رأس الطاولة صالح الصاوي وفي الجهة المقابلة له شقيقته عنايات……
ومن جهة زوجته سحر وإلى جانبها ريناد… ومن الجهة الأخرى زوجته فتحيه وإلى جانبها نعمات… وبجانب عنايات هاجر التي كانت تنظر لريناد بشفقه فهي تشاهد ما يحدث معها كل يوم… ولكن لا تستطيع أن تخبر شقيقها بذلك ……
أما ريناد التي كانت تتناول طعامها ببطء شديد وعينيها الفاقدة للحياة والشغف تنظر للطبق بصمت… مريب انعدمت الحياه بداخلها … هلكت وشعرت بأنها هنا مجرد خادمه….. فتاه تعمل لتخدم هؤلاء النساء المتجبرين في النهار ثم تخدم هذا المتوحش في الليل…..
رغم أنه تنعته بالمتوحش…. ولا يوجد في قلبه رحمه إلا أنه هو الوحيد الذي تشعر معه ببعض الأمان… سعدت كثيراً عندما علمت أن هذه السيدة عادت إلى منزلها هي وأطفالها … ومع ذلك لا زال الحزن ساكن داخل قلبها .. ليس لديها أي جديد لكي يسعدها …. عنايات مستمره في تعنيفها …. والنساء يستمرون في السخرية منها ….
وهو… هذا المتجبر …. الذي يعلم الجميع أنه قاسي ولا يوجد في قلبه رحمه … كان يراقب صمتها بعينيه الحادة لا يعلم لما يشعر بالضيق من صمتها وشحوب وجهها رغم أنه رجل لا يتحدث كثيراً إلا أن صمتها جعله يشعر بالضيق…. لاحظت نعمات نظراته فوكزت فتحيه التي تجلس بجانبها وعندما رأت فتحيه هذه النظرات لم تستطيع الصمود وقالت بغل مكتوم….
ــــ ميته راح ترجع لنا يا سيد الناس….
لم يلتفت إليها بل كان ينظر إلى ريناد التي رفعت عينيها الضعيفة لتنظر إلى فتحيه نظر إلى فتحيه وهو يرفع إحدي حاجبيه كدليل على شخصيته الصارمة … تنهد وقال بعد أن عاد نظره مره اخرى لريناد…
ـــ الليله ليكي… و بعديكي سحر …
نظرت ريناد الى طبقها مره أخرى لكي تستوعب حديثه تعالت أنفاسها بطريقه ملحوظه وشعرت أنها ستبكي على هذه الحالة التي انتابتها فهي في هذه السن لديها ضراير…. وغير ذلك أنها تخشى من النوم بمفردها فعندما كانت في منزل فاتن كانت تغفو داخل أحضانها … وهذا المتجبر رغم أنه كان يتمدد بجانبها فقط نادراً ما يأخذها داخل أحضانه…. إلا أن وجوده بجانبها يشعرها بالأمان…..
هل هي شعرت بالضيق لأني سأتركها هذه الليله… هذا السؤال الذي دار داخل عقله عندما رأى ملامحها الحزينه لما تهتم من الأساس… هل حقا يهمك إن كانت تشعر بالضيق من وجودك بجانبها أو لا… هذه الفتاه تؤثر فيك يا حاكم المملكة ….. بالطبع لا … هذا صالح الصاوي عنوان التجبر والقوه…..
وقفت فتحيه وتوجهت إليه وقبلته على كتفه ثم قالت بدلال يملأة الكيد….
ـــ ربنا يخليك لينا يا سيد الناس ودايماً حسك مونسنا في الدنيا …..
نظر لها بطرف عينيه نظرة جعلتها تجلس مره أخرى فهو لا يحبذ هذه الافعال وكيد النساء… وما فعلته الآن لا يوجد به شيء سوى الكيد… ابتسمت سحر بشمائه وهي تنظر لريناد التي وضعت الملعقة بهدوء بجانب طبقها وأنزلت يديها عن المائدة … أما عينيها تنظر إلى أصابعها التي تعبث بهم بتوتر… والكثير من الخوف كيف ستقضي هذه الليلة بمفردها ….
ــ ريناد…
انتفضت بخفه وعلى الفور كانت تلتفت إلى عنايات بعينيها الخائفة عندما قالت إسمها هكذا فجأة عقدت الأخرى حاجبيها بإندهاش زائف ثم قالت بتعجب مصطنع…..
ـــ نجمك خفيف… هبقى أجيب لك شيخ يجرا عليكي…. شيفاكي خلصتي وكلك جومي إعملي الجهوه لسيد الناس…..
ـــ حاضر ر…
قالت هكذا بخشوع ووقفت من على مقعدها لتتوجه إلى المطبخ وفور أن مرت بجانبه أمسك معصمها نظرت له وهو رفع عينيه لشقيقته ليقول بصرامه….
ـــ إطلعي حطي حاجه على شعرك وتعالي….
نظرت بطرف عينيها إلى عنايات التي كانت تأكل طعامها بهدوء ورفع هو عينيه لها وهنا وتأكد من نظرتها الخائفة
أنه يوجد شيء ما… نظرت هي له ثم هزت رأسها وتوجهت إلى الأعلى….. وفور أن اختفت من أعلى الدرج قال هو بصرامة ……
ـــ خفي على البت شويه يا عنایات….
نظرت إليه بتعجب وقالت بمسكنه مصطنعه ….
ـــ أني …. ده أني ما فيش أطيب من جلبي هاتها وجفها إن كت عملت لها حاجه تجول… ده أني بعملها كيه بتي….
نظرت لها هاجر بطرف عينيها وتنهدت بضيق نظرت إلى شقيقها وقالت….
ـــ هي صوح كانت هتتعلم….. سمعت أن هي كانت في كليه علوم صوح الحديت ده…..
نظر لها بنظره مطوله دون أن يتحدث …. وقف بصمت وخرج من قاعة الطعام نظرت هاجر إلى شقيقتها وقالت بتعجب ….
ــــ هو أني قلت حاجه غلط …
وضعت شقيقتها الملعقة في الطبق بحده ثم قالت
بصرامة ……
ـــ دخلي لسانك جوه خشمك واسكتي يا هاجر… عشان ما وكلكيش من تحت مداسك ……
في الخارج فور أن خرج من الغرفة التفت إلى الأعلى عندما نزلت ريناد التي كانت تحاول أن تظبط الحجاب على شعرها فهي لم تكن محجبه ابتسم ابتسامه خفيفه أسفل شاربه عندما رأى الضيق في ملامحها الطفوليه ….
نزلت عينيه إلى قدمها تحولت الابتسامه الخفيفة إلى أكثر إتساعا عندما رأى هذا النعل ذو الكعب العالي الذي ترتديه ….. حقا أراد أن ينفجر ضاحكا فهي بهذا النعل
وقصيره للغايه….
وقفت أمامه نظرت له وهي تمسك الحجاب بيدها وقالت….
ـــــ لبست
تراجعت برأسها للخلف عندما اقترب منها ورفع يده وأدخل هذه الغره داخل الحجاب ثم سحب الحجاب أكثر للخارج…. بل وأيضا قام بلفه حول عنقها …. ابتسم على مظهرها اللطيف فهي تشبه الطفلة الصغيرة التي سرقت حجاب والدتها وارتدته في الخفاء …. التفتت برأسها للجانب لتنظر لهذه المرأة المعلقة على الحائط ابتسمت ونظرت إلى الأرض….. حقا أضاف الحجاب لمسه ساحره فتوهجت ملامحها الباهتة ……
نزلت عينيها إلى يده عندما أمسك كف يدها ثم سحبها بصمت إلى الخارج رفعت هي يدها لترفع عباءتها وذهبت معه بصمت …….
أشار صالح لشعبان بأن يبتعد فهو من سيتولى القيادة …. فتح الباب المجاور للسائق وأشار لها بأن تدخل…. وضعت يدها على نافذة السيارة …. واليد الأخرى وضعتها على المقعد… حاولت أن تصعد ولكن للأسف كانت السيارة تعلوا عن الأرض وكانت حائره ما بين أن ترفع طرف عباءتها أو تستند بيدها على المقعد…
اقترب هو منها ليقف خلفها … التفتت برأسها له سحبها بصمت لتواجهه ثم رفعها من خصرها وأجلسها للداخل لتشهق بصدمه وتنظر له بعين متسعه جعلته يبتسم راضياً فهو يبتسم عندما تتصرف بعفويه وتلقائيه ……
أنزلت عينيها بخجل وهو أغلق الباب والتف حول السيارة ليفتح له شعبان باب السائق…… ثم جلس خلف المقود وانطلقت السيارة للخارج …..
ومن خلفها سيارة أخرى بها شعبان وبعض الرجال…. ذهبت ريناد مع زوجها لم ترى هذه الأعين الحاقدة …. التي من المؤكد أنه سيحدث مصائب جليله ستدمر هذه الابتسامة الصافية التي خرجت بعفويه ……
وربناد هذه الطفلة البريئة المسكينة التي لم تخرج من هذا القصر منذ أن أتت إلى هنا تبتسم ابتسامه صافيه ناعمه وهي تمرر عينيها الرمادية على الناس الذين يسيرون والفلاحين وغيرهم لم ترى هذه الأجواء من قبل رغم أنها كانت تقيم في منطقه شعبيه إلا أنها لم ترى الفلاحين وخاصة الصعايدة …..
ــــ ما سالتنيش يعني واخدك على وين……..
التفتت إليه ثم رفعت كتفيها للأعلى وقالت ببراءة …..
ـــ بصراحه ما جاش في بالي ….. وبصراحه أكثر أنت لو قلت لي على مكان أكيد ما كنتش هعرف…… هو أنا لو كنت سألتك كنت هتجاوب……
نظر لها وقال بنيره دافئة تشعر بها لأول مره…..
ــــ وايه اللي ما يخلينيش أجولك من حجك تعرفي احنا رايحين وين…..
ــــ طيب ممكن أعرف إحنا رايحين فين…..
ــــ لااااااه
اتسعت عينيها ونظرت له بفم مفتوح نظر لها بطرف عينيه ابتسم و مد يده وأغلق فمها لتدرك هي حالها … وتعود سريعا في مقعدها……
ــــ تعالي……
نظرت له عندما قالها هكذا وهو يفتح ذراعه واليد الأخرى على عجلة القيادة … عقدت حاجبها بعدم فهم….. فاضطر أن يضع يده على رأسها ويسحبها بصمت لتضع رأسها على صدره….. استكانت هي دون حركه بعد أن أدخل يده أسفل حجابها وداعب أسفل الخصلاتها كالمعتاد لتسترخي على الفور… اندهشت عندما إنحنى وطبع قبل حنونه على رأسها ورفعت عينيها للأعلى لتنظر له بعدم فهم…. نظر هو لها ثم نظر أمامه وقال….
ــــ مالك….
أنزلت عينيها وابتسمت ولا تعلم لما ابتسمت من الأساس… وهو شعر بابتسامتها على صدره رفعت يدها وأمسكت بطرف عباءته تمرر إصبعها على حرفها صعوداً وهبوطاً …. ثم قالت بنبره منخفضه…..
ـــ أوقات بحس انك حنين وأوقات بحس إنك قاسي ماعندكش رحمه ….ااا…. أنا ….ااا… أنا عارفه إن شخصيتي ضعيفه بس ما بعرفش أقول لحد … على حاجه لاء … فاكر لما قلت لي مش كل الناس تستاهل التضحية …..
ــــ اممممممم
ــــ كلامك أثر فيا قوي بقيت حاسه فعلاً ان مش كل الناس تستاهل التضحيه…..بس برده مش قادره أقول لحد لا…….
ـــ ايه اللي بيحصل معاكي في غيابي يا هلاكي…..
لم تتعجب كثيراً من هذا الأسم… فهو دائماً ما يقول لها يا هلاكي “…. أربكها سؤاله إذا رفعت عينيها اليه سينفضح أمرها بالتأكيد فكرت سريعاً وبعفوية لفت ذراعيها حول خصره وقالت بارتباك عفوي كي تبدل مجرى الحديث …..
ـــ بس بقي يا صالح انت واحشني أوووي….. عاااا…..
صرخت بخضه عندما أوقف السياره فجأة رفعت عينيها المفزوعة له رأت أنه ينظر أمامه ثم تطلع إليها وقال….
ـــ جلتي ايه …..
أدركت ما تفوهت به ضغطت على شفاها السفلية وأنزلت عينيها أرضاً بخجل….. فهم رغم التقارب الحذر بينهم إلا أنها لم تكن عفوية وتلقائية معه مثل هذه المرة من قبل…… وحقاً حديثها رغم أنه خرج بعفويه جعلته يبتسم… فهو لم يشعر بأي تصنع في حديثها ……
رغم أنه يعلم أن هذه الكلمات خرجت لتشوش على السؤال الذي ساله… إلا أنه حقا إبتسم…. سحبها مرة أخرى إلى صدره لتخبى عينيها داخل ضلوعه بل وأيضا تشبثت في عبادته بتلقائيه عندما قال هو الآخر بضحك
ـــ والله وانتي كمان وحشتيني يا رينو…….
ساد الصمت قليلاً في السيارة ثم قال مرة أخرى…..
ـــ جولتلك جبل سابج أني ما بحبش اللوع ….. ليه الخوف اللي في عينيك ده يا ريناد…. وايه اللي بيحصل معاكي من ورايا في الجصر….
لم ترد… تقلصت ملامحها لوهلة ثم نظرت إليه بسرعة كان السؤال باغتها…….
ـــ أنا ما فيش حاجه بتخوفني…..ااا….. أنا بس….ااا….. لسه ما اتعودتش على الجو….
رفع حاجبه قليلاً دون أن ينظر لها … ثم تحسس بيده على مفاتنها وقال بصرامه ……
ـــ لو كانت عيني عاميه فيدي بتحس … كل يوم بتكوني في حضني عريانه فاكيد لما تخسي بالشكل ده ييجى في
حاجه… جولي…. ولا أجولك ما تجوليش أني هعرف بطريجتي…..
أرادت أن تتحدث وتقول أي شيء ولكن ظللت صامتة وأخذت تعبث بأطراف طرحتها بتوتر…..
توقفت السيارة الفارهة أمام الحقول الممتدة وخرج منها صالح أولاً بعد أن فتح له شعبان الباب بخطواته الواثقة المعتادة … ثم فتح الباب لريناد بصمت……
ترددت قليلا …. حدقت في الأرض المفتوحة أمامها وكانها لم تراها من قبل….. الهواء هنا مختلف… نقي يملأ الرئتين براحة لم تعهدها في جدران القصر العالية …. رفعت عينيها له فقال هو بنبرة تغيرت إلى الصرامة بعض الشيء ……
ـــ انزلي….. هعرفك على أرضي……
نزلت بخطوات خفيفة تتلفت حولها …..
عينان مرهقتان ولكن فيهما لمعة خفيفة من فضول الطفلة التي تكتشف العالم لأول مرة …. ابتسمت ولمعت عينيها بالأعجاب عندما رأت هذه المساحة الشاسعة من الأراضي الخضراء والذي يوجد بها عيدان القصب التي تتمايل مع نسيم الرياح ليس القصب فقط بل يوجد الكثير من الحقول مثل الذره وغيره….
ـــ اهنه بزرع … واهنه بحصد … واهنه كل نقطة عرق بتتحسب…. الأراضي دي ورثتها عن جدودي وكبرتها زي ما انتي شايفه…. تعالي…..
قال هذا وأمسك يدها … وتوجه إلى حقل القصب… شعرت بأن الأرض تحت قدميها طرية … ورائحة الزرع تغمر المكان….. اقتربت منه أكثر دون أن تدري… كان وجوده كان درعاً من رهبة المكان…. وأضافت بعفويه وهي تبتسم بنعومه لهذا المظهر الرائع…..
ـــ المكان هنا جميل قوي… أنا عمري ما شفت الأماكن دي في الحقيقه…..
ابتسم على طريقتها الطفولية في الحديث… وتحديداً بسمتها الصافية التي تلاشت سريعاً عندما أدركت ما تفوهت به رغم أنه لم يكن خطأ ولكنها شعرت بالخجل…….
نظرت إليه سريعا ثم أنزلت بصرها … قال هو بنبرة شيئا ما فيها بدأت تلين رغم هيبته التي لا تنكره……
ــــ مش عارف ليه حاسس إن فيكي حاجه غريبه …. أتمنى إنك تيجي وتتكلمي معايا على اللي مزعلك ……
اقترب برأسه من رأسها وقال بمزاح وهو ينظر داخل عينيها …..
ـــ ولو ما جلتيش هر ميكي للأسد…..
شهقت بصوت مكتوم ليضحك هو بخفه أشار بيده نحو الأرض مجدداً …..
ــــ إيه رأيك تاكلي جصب … ولا تحبي تتمشي جوه المحصول…..
على الفور دون تردد قالت بلهفه فشلت أن تداريها…..
ــــ لا تتمشى جوه القصب…….
ضحك بخفه …. وأمسك يدها وتوجه بها لحقل القصب وهي كانت تنظر ليده الممسكة بيدها وتنظر إليه مرة أخرى……. ابتسمت لاحدي العاملات والتي كانت تعمل في محصول القصب ليس هي فقط بل يوجد الكثير من النساء عقدت حاجباها بغرابه عندما رأت الجميع ينظرون إلى الأرض….. التفتت لهذا المتكبر الذي يسير بشموخ والآن علمت لما ينظرون أرضا……
سار صالح بين الصفوف العالية والقصب يرتفع من حوله كجدران طبيعية … يفتح الطريق بيده أمام ريناد التي تتبعه بخطى مترددة …. بل وأيضاً كانت تتشبث به كأنها طفله صغيره تخشى أن تضيع بين الحقول……
ـــ تعالي هنجعد أهنه….
قالها وهو يزيح بعض عيدان القصب جانباً لتظهر مساحة صغيرة في قلب الحقل كأنها محراب خفي وسط الغابة الخضراء ….. نظرت حولها بدهشة ….
ـــ الله … دي حتة لوحدها جوه القصب …..
ابتسم ابتسامة صغيرة ثم جلس على الأرض وأشار لها أن تجلس…..
ـــ تعالي إجعدي ….
جلست بجواره متحفظة بعض الشيء تفرك أطراف ثوبها بيديها تنظر إلى عيدان القصب التي تميل بهدوء مع الريح وإلى السماء التي تسربت بين الأغصان… شهقت بخضه عندما سحب الوشاح عن رأسها لتظهر خصلاتها الناعمه التي انهمرت حول وجهها بطريقه رائعه … ابتسم هو وأدخل يده في خصلاتها ليفردهم أكثر حول كتفها وقال وعينيه تمر على ملامحها الهادئة ….
ـــ ااااه… من حسنك وجمالك … إكده كملت الصوره…..
انزلت عينيها أرضا بخجل….. لا تصدق أنه يتغزل بها الآن بكل صراحه وأيضاً يجلسون بمفردهم داخل حقول القصب العالية….. بالطبع لن يراهم أحد لذلك سحب الوشاح عن رأسها …. مد يده بهدوء أخذ عود قصب من الأرض وكسره بعناية ثم ناولها قطعة …..
ـــ جربي… جصب بلدي… مفيش أطيب منيه…..
أخذت القطعة ببطء …. وضعتها على شفتيها ثم نظرت إليه باعجاب…
ـــ حلو … بس ناشف شوية ….
ابتسم ثم قال بمزاح ……
ـــ زي ما انتي هتكوني جاسيه على أسنان الأسد… عايزك تسمني كده عشان يكون مبسوط وهو بيجرجشك مفكيش حاجه تتاكل…..
1
ضحكت بشده وبطريقه رائعه … خرجت منها رغماً عنها كانت هذه المرة الأولى التي تسمع منه شيئا يشبه المزاح…. الواضح… وعلمت أنه يشاكسها بهذا الموضوع دائما کي يجعلها تخاف…..
نظر إليها طويلاً لم تكن النظرة حادة كما إعتادت بل كانت هادئة … نظرة احتارت في تفسيرها بل وتلاشت الضحكه تدريجياً لتنظر إليه هي الأخرى بصمت ….
اقترب قليلاً منها لمس أطراف يدها برفق ليمسكها فقط أطراف الأصابع تلاقت كان اللمسة وحدها تقول كل شي اقترب أكثر وهمس وهو يغوص في بحر عينيها …..
ــــ ماتبجيش تخافي مني تاني…..
أرادت أن تقول شيئاً لكن كلماتها ضاعت في قلبه تعالت أنفاسها في لحظة خاطفة فور أن رفع يده ولملم خصلة من شعرها انزلقت على جبينها وقال بنبرة حانية لم تعهدها منه.
ـــ شكلك وانتي وسط الجصب … كانك من اهنه من الأرض دي….. طالعالك جمالها وسكوتها ……
احمر وجهها و طاطات رأسها ولكنها لم تتراجع لم تنهض لم تطلب منه أن يتوقف….. ولم تستطع إبعاد عينيها عن عينيه القريبة منها بشده… بل ظلت مكانها … تلتهم بصمت تلك اللحظة … كان قلبها الصغير وجد أخيراً فسحة وراحة وسط كل هذا الصخب…..
أغمضت عينيها ببطه وثقلت أنفاسها فور أن اقترب أكثر بشفتيه ليطبع قبله دافئه على وجنتها الورديه… أدخل يده أسفل خصلاتها وشدها إليه أكثر وشفتيه تتحضر بالقبلات متوجهه إلى شفتيها … أما هي كانت تتشبث في ملابسه لا إرادياً وأنفاسها تتعالى بحراره …..
رفع شفتيه من على بشرتها الناعمه لم يبتعد برأسه بل نظر إلى شفتيها… فتحت في عينيها ونظرت إلى عينيه المصوبة على شفتيها …. شعرت بالرهبة للحظة بأنه يقبلها داخل الحقل لذلك وضعت أناملها على شفتيه وقالت بخجل….
ـــ إحناا…ااا .. قصدي حد يشوفنا …..
أمسك يديها الموضوعه على فمه… دبت القشعريره في جسدها عندما أخذ أحد أصابعها داخل فمه امممم… خرجت منها هكذا حاره وهي تنظر إلى فمه التي تشعر بحرارته على إصبعها وهو يلعقه ويمتصه بهدوء وعينيه مصوبة عليها….
ليس هذا الأصبع فقط بل لعق أصابعها بالكامل… واحد تلو الآخر ببطء شديد جعلها لا إرادياً تتخصر وتشعر بالأثاره …… ترك يدها وتوجه إلى شفتيها التي استقبلته وتعانقت مع شفتاه بقوه……
سحب رأسها إليه أكثر واليد الأخرى على خصرها … وهي تشبثت في تلابيب عباءته ضغطت عليها بقوة ……
وكانت معتادة عندما تشعر بالآثاره تترك شفتيها مفتوحتين ليعبس بها كما يشاء ….
وهو الخبير الفني الذي يتفنن على شفتيها يلتهم واحدة تلو الأخرى يأخذ العليا ويسحبها ببطء للخارج بعد أن يجعلها تبيض من شدة امتصاصه لها ثم يبعد رأسه للجانب الآخر ويأخذ السفلية ليلتهمها بشراهه……
تراجعت بجسدها للخلف تلقائياً عندما اقترب منها وضغط على جسدها بجسده… لتتمدد على الأرض الترابية ويعتليها هووو….
وقبلته الشرسة لا زالت مستمرة أما يده كانت تضغط بقوة على مفاتنها وخاصة نهديها
ترك شفتيها لينزل بقبلته اللاهثة على وجهها بجانب شفتيها وأسفل فكها ثم إلى حلقها الذي لعقه بلسانه عدة مرات ثم حنين عنقها الذي التهمه بقوه…..
وهي كانت تغمض عينيها بتأثر بل وأيضاً تضغط على شفتيها لتكتم هذه الأصوات الناعمه التي تخرج منها …. رفعت إحدي ركبتيها للأعلى قليلاً عندما سحب عباءتها
للأعلى ويده تتحرك على الجزء الذي يظهر من قدمها ثم أدخل يده أسفل ثوبها … لتستقر بين فخذيها … اااهممم…. خرج منها هكذا مثيرة فور أن شعرت بيده تداعبها من أسفل ملابسها …
وهو أدخل يده الأخرى في عباءتها من الأعلى ليسحب ثديها للخارج تفاجأت هي من فعلته ونظرت إليه…. بادلها هو النظره بنظرة يملأها الرغبه … ثم قال وهو يداعب حلماتها بإبهامه….
ـــ هلاكي على يدك يا ملاكي….
فقط أمسك ثديها وضغط عليه بقوة لتطلق صرخة منخفضه ليتفنن هو في التهام حلمتها مثل الطفل الجائع… تلوت أسفله دون إرادة أدخلت يدها في شعره الكثيف لتضغط عليه بقوه وتقربه منها أكثر … وووو….
صرخت بفزع وارتفع هو بجسده من على جسدها عندما إستمع لصوت طلقات نارية تأتي من خارج الحقول
سريعاً وساعدها على الوقوف وقبل أن يتحركوا كانت تصرخ بفزع بل وتتشبثت في ملابسه وقالت بهلع….
ــــ عاااااا… تعبااااان…..
- لقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية مملكة الصعيد)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)