روايات

رواية حمايا الغريب بعد وفاة جوزي الفصل الرابع 4 بقلم ناهد ابراهيم

رواية حمايا الغريب بعد وفاة جوزي الفصل الرابع 4 بقلم ناهد ابراهيم

 

 

البارت الرابع

 

لو أن الشيطان لم يفعل شئ سوى جعلنا نشرب الخمر، لكفاه ذلك وزاد عن المرجو والمطلوب،

 

مها بعقل مُغيب تمامًا وجسد مترنح ورأس منتشي ولا تشعر بشئ غير أنها تسبح وسط ماء معتدل الحرارة،

 

يونس يعبر الباب بوجهه المبتسم وبجواره عفاف تتعلق بذراعه وقد دبت الشهوة بها بدرجة لا تقل عما تشعر به مها وتغرق فيه،

 

– ازيك يا مها

 

– ازيك يا عمو أنا كويسة

 

– كده واخدة طنط مني طول اليوم

 

– آسفة يا عمو، اصل انا ببقى لوحدي وبزهق

 

تتحدث وهى لا تشعر أنها أمامه بالقميص الحرير القصير المفصح عن أغلب صدرها،

 

صوته وهدوؤه لا يدعوها تدرك وضعها ولا تدرك تلك النظرات الفاحصة لجسدها بشهوة وإشتهاء،

 

– طب يلا يا عفاف ننزل بقى

 

– وحياتي يا مها تنزلي تسهري معانا

 

– بلاش بقى يا طنط علشان تاخدوا راحتكم، مش كل يوم أغلس عليكم

 

عفاف تفرك جسدها بجسد يونس وهو يرى ويلاحظ حالة مها وثقل لسانها وحالة السكر الواضحة عليها،

 

– وحياتي تيجي وبلاش انتي غلاسة، يلا يلا بلاش دلع

 

كادت مها تخرج من الشقة بالقميص لولا أن لحقت بها عفاف بعد إشارة من يونس ووضعت الروب حول جسدها وحمل يونس الصغير ونزلوا جميعًا لأسفل،

 

– يلا بقى يا عفاف خلي مها تعملك مكياج زي بتاع امبارح

 

– حاضر يا سي يونس وأنا كمان هاعملها مكياج

 

ضحكت مها وهى تسمع حديثهم مترنحة،

 

– أنا كمان هاحط مكياج، هو أنا هارقص أنا كمان يا طنط

 

– وماله يا قلب طنط، ارقصي على كيفك

 

جذبتها من يدها لحجرة نومها وجلست مها على حافة الفراش وبدأت تضع المساحيق لعفاف بدون تركيز، وعفاف تشعر بها وتصوب ما تفعله ثم تبادلا الأدوار وأصبحت عفاف هى من تزينها وتضع لها الألوان الزاهية والكحل الثقيل الذى حولها لأخرى تشبه فتيات الملاهي الليلية،

 

إنتقت من دولابها بدلة رقص من قطعة واحدة بقماش لامع مطرز وإرتدها ومها تشاهدها بهياج وفم مفتوح،

 

رؤية عفاف عارية يبعث في قلبها الشهوة بشكل كبير،

 

البدلة تجسم جسدها بشكل بالغ وتترك مساحة كبيرة لعري نهديها وأيضا للمساحة الأكبر من أفخاذها بسبب الفتحتين الطولتين بالأجناب،

 

– ايه رايك يا مها؟

 

– حلوة اوي يا طنط

 

– طب يلا عشان تلبسي بدلتك

 

– بدلتي؟!، انا معنديش بدلة يا طنط

 

مدت عفاف يدها وأخرجت بدلة وضعتها أمهاما وهى تبتسم وتشجعها،

 

– اهو يا ستي بقى عندك

 

مها تهز رأسها الثقيل الغائب عن وعيه وتبتسم وصوت يونس يأتي من الخارج يطالبهم بالخروج،

 

خرجا سويًا وصنعت عفاف الضوء الخافت والموسيقى الناعمة ووجدوا يونس ينتظرهم بزجاجات البيرة،

 

قطع من الخيار وأعواد الخس وكانت مها تعود للشرب من جديد وهى تتمتع برؤية عفاف ترقص ببطء ودلال،

 

يونس بصره على جسد مها وصدرها المهتز بفعل حركة جسدها وهزها له وهى تندمج مع رقص عفاف،

 

تمد لها يدها وتقف معها مترنحة وترقص،

 

رفضت بالأمس والآن تفعلها وهى لا تشعر بأنها تفعل،

 

يونس يخلع الفانلة ويجلس بالشورت المنزلي فقط ومها لا تعيره إهتمام ولا تشعر بما فعل،

 

– إلبسي بدلة تانية يا عفاف احلى من دي ومدلعة أكتر

 

– أنت تأمر يا سيدي يا مدلعني أنت

 

جذبت مها من يدها وهى تتبعها بلا اي إعتراض لحجرة نومها من جديد،

 

أخرجت بدلة فاحشة وتعرت أمام مها وهى تشاهدها وتضحك وتهتف بلسان ثقيل،

 

– توتتك باينة يا طنط

 

أدارت عفاف جسدها بإتجاهها وهى تهز مؤخرتها بميوعة،

 

– بذمتك مش حلوة؟

 

– احيه يا طنط، دي كبيرة وملظلظة اوي وتجنن

 

إقتربت منها عفاف وضربتها بدعابة على مؤخرتها،

 

– آي يا طنط

 

– انت يعني اللي توتتك مش حلوة وتجنن، ده حماكي هاج عليها

 

– احيه يا طنط، وعرفتي ازاي

 

– شفت بتاعه واقف من منظرها

 

كادت مها تسقط وهى تترنح وعفاف تلحقها وتجد نفسها ممسكة بنهدي عفاف العاريين،

 

– انتي كنتي بتبصي على بتاعه يا طنط، مش عيب كده

 

– عيب ليه مش هو اللي وقف لما شاف طيزك

 

– يا نهاري يا طنط هو شافها

 

– آه شافها وريّل عليها كمان

 

– يا نهاري

 

– يلا إلبسي انتي كمان بدلتك

 

إرتدت عفاف البدلة وكانت بها القليل من القماش مما يسمح بغظهار أجزاء كبيرة من صدرها ومؤخرتها،

 

ومها تقف بلا حركة أو بالأدق بلا قدرة على الحركة،

 

حتى أقتربت منها عفاف وقمت بخلع القميص من عليها لتصبح عارية تمامًا وتبدأ في مساعدتها في إرتداء البدلة،

 

بدلة مها من قطعتين تشبه بدل رقص الأفلام القديمة،

 

حمالة صدر من الطرز والشراشيب وقطعة أخرى حول خصرها يتدلى منها شرائح من الشيفون،

 

مها تنظر لنفسها في المرآة وتضع يدها على فمها،

 

– يا نهاري يا طنط، ايه ده

 

– ايه يا حبيبة طنط

 

– دي البدلة مسخرة اوي ومبينة جسمي كله

 

– فين ده؟

 

تتحرك وتدور مترنحة،

 

– اهو يا طنط طيزي باينة خالص، يا نهاري ده الكوكو كمان باين

 

– عادي، عشان ترقصي براحتك

 

– حاضر يا طنط بس انت تعلميني اصل انا مش بعرف أرقص أوي

 

أمسكتها من يدها وخرجا ليونس الجالس في إنتظارهم بقضيب منتصب اسفل الشورت،

 

المنظر في غاية المجون، عفاف بجسدها الضخم ولحمها الكثيف وبجوارها مها بمكياجها الصارخ والبدلة الشبه عارية،

 

وقفا بجوار بعضها وبدأت عفاف ترقص وهى تمسك بيد مها وتجعلها ترقص مثلها،

 

تفعلها مها وترقص وهى شبه مغمضة حتى بدأت تشعر أن النصف السفلي من البدلة يتحرك مع حركتها،

 

بالتأكيد هى أوسع من جسدها حتى إن كانت قديمة عند عفاف،

 

يتحرك ويهبط لأسفل ومها تضحك وهى تهتف بعفاف،

 

– الحقي يا طنط دي البدلة واسعة وبتقع

 

– سيبيها تقع مش مهم

 

– يت نهاري، هارقص وأنا عريانة، عمو يونس يزعقلي

 

– إرقصي براحتك يا قلب عمك يونس

 

– حاضر يا عمو بس انا هامسكها عشان مش تقع

 

عفاف تمسك بتلكا يديها تمنعها من الإمساك بالبدلة ومها ترقص مترنحة ومستجيبة لتوجيهاتها حتى حدث ما توقعت ووقع النصف السفلي حول قدميها،

 

– احيه… الحقي يا طنط

 

– يه يا روحي

 

– البلدلة وقعت وبقيت ملط خالص

 

– وماله انا كمان هاقلع هو

 

في ثوان كانت عفاف تتخلص من بدلتها وتصبح عارية وبيدها فتحت مشبك حمالة الصدر وتجعل مها مثلها،

 

عرايا بلا أي غطاء يرقصن أمام يونس وعفاف تنظر له وتعض على شفتها وهو ينظر لجسد مها ويلهث من شدة شهوته يخلع الشورت ويصبح بكامل عريه مثلهم،

 

الثلاثة شبه متلاحمين على أنغام الموسيقى ومها محصورة بينهم ولا تشعر بما يفعله يونس بجسدها،

 

فقط تشعر كأنها تطير في السماء، فقط تشعر أنها تعوم في مسبح الماء ويونس وعفاف يتبادلان عصر جسدها بينهم

 

بشهوة مشتركة،

 

– اح يا طنط.. انا حاسة ان أنا مبسوطة اوي

 

– اتبسطي يا حبيبتي

 

التلاصق يزيد والدوار يقضى على ما تبقى من وعي مها وتنطفئ الأنوار برأسها وتبدأ في أحلامها،

 

ترى وجه حسن وهما بالفراش تقبله ويقبلها ويلعق رقبتها وصدرها وهى تفرك رأسه بشهوة وتلف ساقيها حول خصره وترى وجه عفاف كأنها تجلس بجوارهم تداعب شعرها وتقبل فمها ووجنتيها وتضع حلمة نهدها الكبير الشهي بفمها،

 

متعة فائقة وهى ترى كل ذلك في حلمها وتشعر بقضيب حسن وهو يتراقص في كسها وإنقباضتها تتوالى ويفيض كسها بعسله مرات ومرات حتى غفلت تمامًا ولم تعد ترى اي شئ،

 

في الصباح كانت تبذل مجهود كبير حتى تستطيع فتح عيناها، الصداع حاد ومؤلم للغاية،

 

تنظر حولها ولا تفهم شئ،

 

ليست غرفتها، تعتدل وهى مصدومة مندهشة، عارية في فراش عفاف،

 

تشعر بالإرتباك والفزع وتتمسك بالغطاء بإستماتة وتحاول تذكر كيف وصلت لهذا المكان،

 

قامت تبحث عن اي ملابس لها لتجد قميصها مكوم على الأرض، تلتقطه وهى تقاوم رغبة كبيرة في الصراخ من شدة فزعها وصدمتها،

 

ترتدي القميص وتبحث عن الروب ولا تجده، لا تتذكر أنها نزلت بدونه من الأساس،

 

بكاء الصغير يلفت إنتباهها، تمسك بشال على شماعة الملابس تلف حول جسدها وتحمل الطفل وتهرول للخارج، عفاف في الصالة تنفزع من منظرها، تحاول إيقافها والحديث معها بلا جدوى،

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية أحببت منقذي الفصل الحادي عشر 11 بقلم يارا ابراهيم

 

تصعد لشقتها وهى مرعوبة أن يقابلها أحد الجيران ويرى عري ملابسها،

 

تختفي داخل شقتها وتجلس مصدومة تبكي بحرقة وهى تلطم وجهها ولا تعرف ماذا تفعل،

 

كلما مرت الدقائق تذكرت بخفوت ما حدث،

 

إنها البيرة بدون شك السبب، تتذكر أنها إحتست منها كوب بعد كوب وبعدها تصبح الذكريات مجرد خيالات مبهمة غير واضحة المعالم،

 

بكاء مستمر وصياح مكتوم ولا تعرف ماذا تفعل، أشباح مشاهد تمر بعقلها،

 

صورة مشوشة لعفاف ويونس وهم بدون ملابس، تتفحصه كسها ولا تجد به آثار ممارسة لكنها تشعر أنها حدثت،

 

تلطم وجهها وتضرب فخذها بغل وغضب،

 

سباب مستمر بلا توقف لا يسمعه غيرها، عفاف هى السبب، هى من جعلتها تحتسي البيرة وتنهل منها،

 

لا تعرف ولا تتذكر كيف طاوعتها ولا كيف نزلت معها للأسفل،

 

فضيحة.. عار.. ضاع شرفها وخسرت كل شئ،

 

الرعب متمكن منها ولا تعرف أين تذهب أو من تخبر أو ماذا يتوجب عليها فعله،

 

تعدو في شقتها بلا هدف وتدخل الحمام تغسل جسدها دون أن تتوقف عن البكاء والندب المكتوم،

 

لم يخطر ببالها لحظة قبل الآن أن تصبح ساقطة منحلة تسقط في الرذيلة وتمارس الخطيئة،

 

عفاف ويونس خدعوها، بالتأكيد حدث بينهم إتفاق للنيل منها والحصول على جسدها،

 

لا تعرف كيف حدث ولماذا وكيف لم تغار عفاف على زوجها وسهلت له فعل مع إمرأة غيرها،

 

عقلها يقترب من الإنفجار وغضبها يربك تفكيرها وتود الصراخ بملئ صوتها ولكن ما الجدوى من ذلك،

 

التصرف الأقرب هو الهروب من هذا المكان، جمعت أشيائها وحملت الصغير وهرعت لبيت أمها،

 

ضوضاء البيت وزحمة ساكنيه أهون مما هى فيه،

 

منظرها أفزع أمها ومن معها لكنها أقنعتهم أنها مريضة منذ أيام، صامتة شاردة بملامح بائسة ظلت منعزلة طوال اليوم رغم الصخب والإزعاج،

 

شقيها يعود من عمله يرحب بها ويجلس معها،

 

– بنت حلال، كنت هاجيلك شقتك

 

– خير يا اخويا

 

– خير يا ستي، بقى ه**** ه**** ع الجد والجد ه**** ه**** عليه،

 

دلوقتي قعدتك لوحدك دي من غير راجل ما ترضيش حد ولا حد يقبل بيها

 

تسمعه مرعوبة ومشاهد الأمس تقتل روحها وتشعر كأنه يعرف ما يحدث وينوي عقابها أو قتلها،

 

– حصل ايه يا اخويا؟!

 

– حصل إنك لازم تتجوزي وكفاية زعل على المرحوم لحد كده

 

– لما النصيب يجي

 

– النصيب جه يا ستي خلاص، الأستاذ فوزي جارنا فاتحني في الموضوع من يومين ومستني مني الرد

 

فوزي جارهم ويكبرها بكثير وأرمل منذ ثلاث سنوات وله من الأبناء أربعة أصغرهم في الإعدادية،

 

فزعها قول شقيقها وهى تتخيل نفسها زوجة لفوزي وصاحت به بحذر،

 

– ده عنده أربع عيال، ده عايزني خدامة ودادة ليهم مش أكتر

 

– دادة مش دادة، اهو عريس وراجل سمعته كويسة وكسيّب وما يتعيبش

 

المصائب دائمًا تأتي متلاحقة متتالية،

 

قرابة الساعة وهى في جذب وشد معه وهو يصيح فيها أنها يجب أن تسمع كلامه وتتزوج من العريس وأنه لن يقبل أن يتركها ارملة وحيدة في شقة منعزلة عنهم،

 

– الشيطان شاطر وكلام الناس ما بيرحمش ومفيش سمعة بتنضف بعد ما تتوسخ

 

لو أن هذا الحديث تم قبلها بيوم لردت عليه بلسان حاد وثابت، لكن في هذا الوقت والخطيئة عالقة بعقلها لم تفعل غير محاولة تهدئته وإقناعه بأن فوزي غير مناسب بالمرة وعليهم الصبر بعض الوقت،

 

جاءت من شقتها هاربة والآن تتجدد رغبتها في الهروب من شقة أمها،

 

عادت لشقتها مهزومة مقهورة لا تعرف لمن تلجأ وماذا تفعل،

 

لا أسوء من الشعور بالوحدة والضعف والعجز عن التصرف،

 

أغلقت باب شقتها وجلست طوال الليل لا تتوقف عن البكاء والتفكير والشعور بالفزع وقرب وقوع الكوارث،

 

في الصباح إرتدت ملابسها وحملت الصغير وهى مقررة ألا تتركه مع عفاف،

 

لا تريد رؤيتها أو الحديث معها بعد ما حدث،

 

لكنها وجدتها أمامها عند باب شقتها،

 

تجمدت وإرتبكت وعفاف تحدق فيها بدهشة وتساؤل،

 

– كنتي فين امبارح يا مها طلعتلك كذا مرة ابص عليكي

 

– مفيش، رحت لماما

 

– طب هاتي الواد يا حبيبتي وروحي انتي شغلك

 

لم تجد قدرة على الرفض وشعورها بالضعف والإنهزام عارم ومسيطر، تركته معها وذهبت لعملها ومر الوقت عليها وهى شاردة مضطربة تفكر في عشرات الأشياء دون الوصول لنتائج،

 

لا يمكنها الزواج من فوزي، ولا تستطيع محو ما حدث في شقة عفاف،

 

كارثتان في يوم واحد أكبر من عقلها وأكبر من تحملها،

 

عادت لعفاف تطلب صغيرها والأخيرة تلح عليها في الدخول،

 

وجهها شاحب وملامحها حزينة بائسة بشكل بالغ الوضوح،

 

ودت الرفض لولا أن ظهر يونس من خلفها لتسقط في بئر سحيق من الإرتباك،

 

عقلها يخبرها أنها مذنبة وعارية أمام يونس، بعد ما حدث بكل تأكيد ينظر لها على أنها مجرد منحلة بلا أخلاق أو شرف،

 

شعورها بالذنب يضعفها ويمحو إرادتها ويسحق كبريائها،

 

بمجرد أن جلست إنهارت في البكاء، سقطت كل موانع صمتها وصلابتها،

 

عفاف تحضنها وتربت على ظهرها بعطف حقيقي وهى تحاول تهدئتها،

 

وقت طويل حتى هدئت وقصت عليهم ما حدث مع أخيها وكيف يصر على تزوجيها من جارهم ذو الاربع أبناء،

 

يونس يتدخل في الحوار ويسالها إن كانت تريد منه الذهاب إليه والتحدث معه وتخبره أنها تعرف أخيها جيدًا وانه عنيد وعقله صلب،

 

تتحدث وهى منكسرة وتشعر أنها تجلس معهم عارية وبعد قليل سيجمعه الفراش وينهشون لحمها،

 

عفاف تهتف بصوت إنتصار،

 

– مفيش غير حل واحد

 

– ايه يا عفاف قوليلنا وخلى مها تهدى

 

– توافق على سي عرفه، الراجل عازب وشاريها

 

مها تنتبه وتشرد لثوان، مصيبة أهون من مصيبة،

 

عرفه أفضل مئات المرات من فوزي، لا مقارنة بينهم،

 

رفضته لأسباب لا تقارن مع أسباب رفضها لفوزي، وكفته أعلى بكثير بدون تفكير،

 

كطفلة صغيرة تخشى العقاب هزت رأسها بالموافقة والإعتراف الضمني أن هذا أفضل الحلول،

 

– بالليل هانزل وأروح لسعد ,اقوله يقول للراجل إنك موافقة ويجي يشرفنا وقت ما يحب،

 

– لأا يا سي يونس، الأصول يروح لأاخو مها ويطلبها منه

 

– ما ده اللي أقصده يا عفاف

 

في المساء ذهب يونس لمقابلة سعد وصعدت عفاف للجلوس مع مها الحزينة المغلوبة على أمرها،

 

بمجرد الجلوس والبدء في الحديث، عادت مها للبكاء والنحيب،

 

عفاف تضمها ومها كعصفور بجناح مكسورتبكي منها إليها،

 

– يا بت مالك قوليلي وما تخبيش عليا

 

– يعني مش عارفة يا طنط مالي؟!

 

– لأ ما أعرفش

 

– بقى انتوا تعملوا فيا كده؟!

 

– يالهوي، عملنا ايه يا مها

 

– أصحى ألاقي نفسي عيانة في سريرك وتقولي عملنا ايه

 

ضحكت عفاف رغم قسوة الموقف وبكاء مها المستمرن

 

– أتاريكي طلعتي تجري الصبح زي اللي قرصها تعبان وأنا أقول البت مالها

 

– انتي مستهونة كده ليه باللي حصل، ده كنت مفكراكم أهلي واللي ليا في الدنيا

 

– يا عبيطة وهو ايه اللي حصل بس، انتي شربتي كتير وحاولنا نخليكي تبطلي شرب وانتي مش سامعة اي كلام وفضلتي مونونة وهاتك يا رقص والبدلة واسعة عليكي وقمتي قلعاها وشيلتك أنا وعمك يونس نيمناكي في الأوضة واحنا نمنا في الأوضة التانية،

 

تتوقف عن البكاء وتنظر لها بملامح متجمدة مندهشة،

 

– عريانة يا طنط؟!

 

– عريانة ولا لابسة، السهرة كانت حلوة وانتي مزاجك كان عالي وطايرة من الإنبساط

 

إرتباك وحيرة ومحاولات مستميتة للتذكر،

 

لم تجد آثار ممارسة في الصباح ولا تتذكر شئ مخالف لما تقصه عليها عفاف،

 

– ازاي يا طنط تعملي فيا كده وتسيبيني اعمل كده

 

– هو ايه بس اللي حصل، قاعدة مع عمك وعمتك وسهرنا وفرفشنا شوية، فيها ايه دي

 

– فرفشنا؟!، عمو يشوفني عريانة وتقوليلي فرفشنا؟!

 

– يا بت وفيها ايه، هو كان قام هجم عليكي يعني

 

دي ساعة حظ وفرفشة وبابنا مقفول علينا

 

– ده عيب يا طنط وما يصحش يحصل، محدش بيعمل كده مع أهله أو غير أهله

 

– بطلي هبل وماتكبريش المواضيع، انتي بس اللي دماغك خفيفة وسي يونس راجل ملو هدومه مش خاين للعيش والملح وبعدين ما أنا كنت معاكي وحطاكي في عيني

 

كلام عفاف ازاح جبال من الالفزع والحزن عن قلبها،

 

كغريق يبحث عن قشة ووجدت في حديثها ما يرفع عنها شعورها بالذنب والخطيئة،

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية فرط الحب الفصل التاسع عشر 19 بقلم دينا ابراهيم

 

– انا مش عايزة اتجوز فوزي الزفت ده يا طنط

 

– ماتخافيش يا بت، هو انتي قاصر ولا حد هايعرف يلوي دراعك

 

سي سعد وسي يونس هايتصرفوا وانتي ما تحمليش اي هم

 

عاد يونس من الخارج وجلس معهم في شقة مها وهو يخبرهم أنه إتفق مع سعد أن يخبر عرفه في الغد أنها موافقة على الزواج منه وسيتصل بأخيها ويرتب معه زيارة لخطبتها بشكل رسمي كما تستوجب الاصول،

 

عرفه يطير من السعادة ويتفق مع سعد على موعد الزيارة وشقيق مها لا يجد ما يمنعه عن الموافقة،

 

عرفه شيك وذو وجاهة ومكانة أكبر من فوزي بمراحل ويكفي أنه بلا ابناء والأهم أن أهل المرحوم بأنفسهم يزيكونه وجاءوا معه بأنفسهم،

 

زيارة سريعة لمها من شقيقها وكان يخبرها بالموافقة وفي اليوم التالي تجمع الجميع فيما يشبه الكرنفال بشقة مها وتمت الخطوبة على إتفاق أن يتم الزواج في نفس الشهر ويونس يتحدث مع شقيقها أنه وزوجته مسؤولين عن مراعاة مها حتى يوم الزفاف وألا يقلق من شئ،

 

عرفه يملك شقة كبيرة بالقرب من شقة مها والإتفاق أن تنتقل معه للمعيشة فيها،

 

الأمر الغريب الوحيد الذي لم يتوقعه أحد أن عرفه اصر أن تترك مها العمل،

 

معللًا ذلك بأنه مقتدر ولا حاجة أن يترك زوجته تعمل وأن رعايتها لبيتهم أهم وأولى،

 

لم تعترض مها وهى بالأساس غير معتادة على العمل ولا يفرق معها في كثير،

 

في اليوم التالي لحفل الخطوبة كان عرفه يحمل الهدايا وياتي لزيارتها بشقة يونس وعفاف كما تم الإتفاق مع أمها وشقيقها وحتى حماها،

 

يونس وعفاف يرحبون به بحفاوة بالغة ومها تضع المساحيق وترتدي رداء رقيق،

 

لم تكون اي مشاعر جديدة تجاه عرفه لكنها على الأقل تشعر براحة وبزوال كابوس فوزي وخلافها مع شقيقها،

 

المرة الأاولي لهم خارج أروقة العمل،

 

عرفه حديثه رقيق وناعم بشكل واضح والكياسة تغلفه وتغلف ملامحه،

 

له وجه مقبلول وملامح مريحة وشارب رفيع يشبه الخط أسفل أنفه، وجسد ممتلئ نوعا ما وكرش يتقدمه دون أن يجعله قبيح ومنفر،

 

أطول من يونس بكثير واضخم منه بوضوح، لكن ملامح الرقيقة الشبه طفولية تعوض ذلك وتققل من تأثيره،

 

حديث هادئ وجذاب جمعهم وعرفه يطلب منهم زيارة شقته حتى يتثنى لمها أن تطلب ما تشاء من تعديل وتغيير،

 

بعد رحيله لم تتوقف ألسنة يونس وعفاف عن مدحه ووصفه بكل ما هو جميل،

 

ومها تسمع وقد بدات تسرب لها مشاعر الألفة والرضا تجاهه بالتدريج دون اي إحساس بعاطفة خاصة،

 

في اليوم التالي كان ثلاثتهم ومعهم الصغير فوق ذراع يونس يذهبون لزيارته،

 

شقة واسعة لا تخلو من الشياكة ومظاهر العز والرفاهية،

 

ولما لا وقد قضى عرفه سنوات بالخليج قبل عمله بالمصنع مديرًا للحسابات والجديد عليه معلومة أنه يملك حصة من اسهم المصنع،

 

الأثاث لا يخلو من سمة جمال ورفاهية فائقة ويونس يلمح في ركن الريسيبشن بار صغير ممتلئ بزجاجات الويسكي والغالية،

 

– الظاهر يا استاذ عرفه أنك صاحب مزاج عالي

 

عرفه يبتسم بخجل ويتلعثم وهو يخبره أنها موجودة كشكل جمالي لا أكثر،

 

مها تتابع وتتفحص ردود أفعال عرفه كخبير يدرس حالة إستثنائية امامه،

 

كلما تحدث يمتقع وجهه بإحمرار مبالغ فيه بشكل لحظي وسرعة فائقة،

 

عباراته دائمًا قصيرة ومختصرة بشكل ملحوظ ويقف ضاممًا يديه أشب بطفل صغير يقف أمام مدرس،

 

بجوار ركن البار جلسة بإضاءة خافتة باللون الأحمر وشاشة عملاقة وجهاز ساوند سيستم ويونس يتفحص كل شئ وهو مبهور ومعجب به وعرفه يجيبه بخجل أنه بعد عودته من الخارج أوكل لمكتب ديكور متخصص عمل كل شئ على أحدث صيحة،

 

غرفتان متوسطتان الحجم بهم سراير معدة ومهندمة والغرفة الثالثة هى غرفة النوم الرئيسية،

 

واسعة بشدة وبها حمام خاص بابه من الزجاج “المصنفر” وشاشة أخرى عملاثة تشبه الموجودة بالخارج،

 

المطبخ واسع ومنمق والحمام أسطوؤي يشبه حمامات الإعلانات به بانيو عملاق مستدير وجاكوزي،

 

– طب و**** أنت راجل برنس ومزاجك عالي وعالي اوي كمان

 

الفرحة تملأ قلب مها، جمال الشقة وشياكتها فاوقا توقعاتها وشعرت بسعادة كبيرة أن كل ذلك سيصبح لها وستعيش تتنعم به بعد زواجهم،

 

أصناف مختلفة من الحلويات والفاكهة ويونس كأنه صاحب البيت يتجه نحو البار ويستأذن عرفه في تذوق كاس من الويسكي،

 

– بلاش شرب يا سي يونس علشان نعرف نروح يا اخويا

 

– يا ستي أنا هادوق بس

 

هرول عرفه بنفسه يصب له كأس ويتحرك خلف البار ويعود يحمل زجاجتان من الحجم الكبير يضعهم في حقيبة ويصر أن يُهديهم ليونس،

 

– لأ أنا مش هاشرب لوحدي

 

– بلاش أنا علشان مها ما تتضايقش

 

تدّخل عفاف في الحديث،

 

– وهى هاتضايق من ايه، ده بيتك وعلى راحتك، كل الرجالة بتشرب وتظبط مزاجها

 

تحرك يونس وصب كأس جديد لعرفه وجلس كٌل منهم يشرب ولكن عرفه يشرب ببطء وإحمرار وجهه واضح بشدة،

 

احاديث متنوعة ومها تؤكد لهم أنها لا تريد تغيير أو تعديل شئ وأنها معجبة بالشقة وتصميمها،

 

الأالفة بين يونس وعرفه تضاعف بشكل سريع وملفت، يونس بشوش ودائم الإبتسام ويتعامل بعفوية مُطلقة وعفاف بالمثل وكلايها يحاول إذابة الثلج بين العروسان،

 

عرفه على إستحياء يتحدث مع مها وهم متجاورين ويسالها إن كانت تريد شئ بعينه وهى تجيب بخجل أن كل شئ كما تريد واكثر وعفاف تتحدث بعفوية،

 

– أنا وهى هاننزل سوا وهانشتيرلها لبس جديد ونوفي

 

ينهض عرفه بشكل مباغت ناحية غرفته ويعود وهو يحمل ظرف مكدس بالنقود ويضعه بيد عفاف،

 

– كل اللي مها نفسها فيه هاتيه يا ست عفاف

 

عفاف بخبرتها تبتسم وهى تقترب منه وتجلس بجواره وتهمس في أذنه،

 

– يا اخويا لو نفسك في حاجة قولي وأنا أجيبها للعروسة

 

يتلعثم ويرتبك ويرد بخجل،

 

– مها تجيب كل اللي في نفسها وعلى ذوقها

 

– يا بختك يا مها، سي عرفه مفيش بعد كده

 

الحديث يستمر وأسئلة عفاف لا تتوقف وهى تقود دفة الجلسة، وعرفه يجيبها ويخبرهم أنه شبه بلا عائلة وله أخت وحيدة تعيش في فرنسا مع زوجها وأولادها،

 

بعد عودتهم ألحت عفاف على مها أن تسهر معهم وهى ترفض بإصرار،

 

تعلم بداخلها أن تكرار السهر معهم سيصحبه ما لا تريد،

 

هى بالكاد تحاول نسيان ما حدث وإقناع نفسها بصدق روايتها عما حدث في تلك الليلة،

 

شقيق مها يزورها ويدعى إهتمامه بها وهى تعرف أنه مجرد تأدية واجب في ظل دوامة عمله ليل نهار من أجل الأفواه المفتوحة،

 

مها عقلها لا يكف عن التفكير، ما السر وراء كل تلك المشاعر لها من جانب عرفه،

 

لا يميزها شئ والأهم أنها ليست بنت بنوت ومعها *** صغير،

 

جاءتها الإجابة على لسانه عند زيارتهم بعدها بيومان،

 

يونس وعفاف يقفون في البلكونة وهى تجلس معه وتسأله بشكل مباشر وهو يجيبها،

 

– من أول ما شفتك إرتحتلك وحبيت أتجوزك، أنا طول عمري وحيد

 

لا إتجوزت ولا خلفت وبقى عندي 46 سنة والعمر بيروح

 

– العمر كله ليك

 

– أنا أبسط من البساطة ومش عايز حاجة غير إني اشوفك مبسوطة ومتهنية

 

– كتر خيرك

 

حديثه خافت ونظراته بها خجل واضح،

 

– بس برضه اشمعنى أنا

 

صمت للحظات وزادت حمرة وجهه،

 

– أنا مش هاعرف أخلف وده السبب إني عمري ما فكرت أتجوز

 

تفاجئت بكلامه ورفعت حاجبيها بدهشة،

 

– ليه وعرفت منين؟!

 

– دي قصة قديمة ومش مهمة، المهم إنك مخلفة وعندك ابن ومش هايضرك إننا ما نخلفش

 

وعلى فكرة لو مش عايزة نكمل انا هافهم ومش هازعل

 

لأول مرة تشعر تجاهه بتعاطف ويتحرك شئ بداخلها نحوه، ملامحه تبدو في غاية الطيبة والطفولية رغم ضخامة جسده،

 

– وأنا معنديش مانع ومش هارفض

 

– ناقص سبب تاني

 

– ايه؟!

 

أخرج هاتفه من جيبه وفتحه على صورة قديمة أبيض واسود ووضعها أمام بصرها،

 

قطبت حاجبيها بدهشة وهى ترى صورة لأغمرأة تشبهها إلى حد كبير غريب وملفت للنظر،

 

– مين دي؟!

 

– دي ماما، شايفة شبهك قد ايه؟

 

– آه فعلًا، دي شبهي اوي

 

– عرفتي ليه انتي بالذات؟

 

– يعني أنت أخترتني علشان اشبه مامتك؟

 

– قلتلك ده من ضمن الاسباب اللي خلتني أرتاحلك عن اي حد تاني واقرر أتجوز مع أني مكنتش ناوي

 

قبل أن يكملا حديثهم كان يونس يقترب وخلفه عفاف ويمازح عرفه،

 

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية ايهاب وحور - شمس الصعيد الفصل الخامس عشر 15 بقلم كيان كاتبة

– المرة الجاية أنت معزوم عندنا على العشا يا عريس

 

– كتر خيرك يا استاذ يونس

 

– لأ بقولك ايه، احنا خلاص بقينا أهل،

 

انا يونس وأنت عرفه أنا مش أكبر منك بكتير هما يادوب عشر سنين هههه

 

عفاف تصيح على مها،

 

– تعالي يا مها نعمل القهوة

 

في المطبخ سألتها عن الأحوال ومها تخبرها بما حدث،

 

– يا حبيبي، ده طلع غلبان اوي وحنين والظاهر كده كان متعلق بمامته اوي

 

– آه الظاهر كده

 

– يا بختك يا مها

 

– يا بختي!، ليه؟

 

– اللي زي ده ناقصه حنان وهايبقى ولا العيل الصغير متعلق بيكي ويتمنا رضاكي

 

بعد ذهابه وجدته يحدثها على الواتس ويتجاذبا أطراف الحديث،

 

يقص عليها براحة كبر وهو بعيد عن النظر بوجهها ويخبرها أنه كان متعلق جدًا بأمه وعانى بشدة بعد رحيلها وهو في مرحلة الجامعة،

 

تعاطفها معه يزيد وتشعر براحة سريعة تجاهه لم تتوقعها تأتي بمثل هذه السرعة،

 

الأسئلة متبادلة بينهم بهدوء وتسأله عن الشرب ويجيبها بخجل أنه إعتاد ذلك منذ سنوات بسبب عزلته ووحدته وانه يعاني من صعوبة النوم والشرب يسهل عليه الأمر ويجعله ينام بسهولة ويخبرها أنه سيحاول أن يتوقف إن كان ذلك يضايقها وهى تجيبه بأنها لا تنزعج من ذلك ولا تريد إفساد مزاجه ومنعه عن رغباته،

 

الأحاديث بينهم لا تتوقف وفي الليلة الثانية كانت مساحة التقارب بينهم تزيد وتتحول محادثة الشات لمكالمة صوتية وكٌل منهم يقص على الأخر قصته وأفكاره بلا خجل أو كذب،

 

حديثه عن والدته يتكرر ويرسل لها عدة صور متنوعة لها في شبابها، وهى تتأمل الصور وتتعجب لقرب الملامح والشكل بينهم، وتلحظ انها كانت إمرأة ضاحكة مبتسمة ولها عدة صور بملابس السبعينيات القصيرة وأيضا بملابس البحر والمايوهات،

 

واللافت للنظر أنها لاحظت أنها كانت كثيرًا ما تضع فوق رأسها باروكات متنوعة وبأشكال متعددة،

 

جهزت عفاف وليمة كبيرة وجلسوا جميعًا بشقتها يضحكون ويمزحون وعرفه يأخذ عليهم بشكل ملحوظ وبعد العشاء جلسوا يتحدثون ويونس يُحضر زجاجات البيرة ويضعها أمامهم ويتفاجئ بأن عرفه يعتذر ويخبره أنه لا يحبها ويونس يطلب من عفاف إحضار زجاجة الويسكي والكؤوس،

 

مها تشعر بالضيق وتتذكر ما يحدث بعد الشرب وتخشى أن يأخذ عرفه إنطباع سئ على علاقتها بيونس وعرفه،

 

هم بالأساس مجرد أقارب زوجها الراحل،

 

عرفه خجول لا يرفع بصره كثيرًا ولم تضبطه يحدق في ردائها الرقيق القصير حتى ركبتها ولا في عفاف التي ترتدي عباية ضيقة نوعًا تُظهر أنوثتها بقوة وبشكل واضح،

 

عفاف تشير لها لتلحق بها في حجرتها وهى تهمس بها،

 

– مالك يا مها قاعدة مخشبة مع الراجل كده ليه؟!

 

– يعني أعمل ايه ياطنط؟

 

– يا حبيبتي شوية دلع ومناغشة كده خليه يحبك ويموت عليكي

 

– يا طنط عرفه بيتكسف اوي ومش محتاج الحاجات دي

 

– مفيش راجل مش محتاج، شوية دلع كده ده انتوا كلها كام يوم وتتجوزوا

 

عادا للجلسة وعرفه ينتهي من كأسه ويرفض المزيد ويستأذن في الذهاب وبعد مغادرته تصر عفاف أن تجلس مها معهم بحجة الحديث عن بعض طلبات الزواج،

 

– ما تدوقني يا اخويا البتاع اللي بتشربوه ده

 

يصب يونس لها كأس ومها ترفض الشرب وتخبرها عفاف أنهم في الغد يذهبون لشراء ملابس جديدة لها،

 

– ما تنسيش بقى تاخدي بدلة الرقص اللي إديتهالك معاكي

 

إرتبكت مها وشعرت بالخجل بتذكر البدلة التي إرتدتها من قبل،

 

– يا ولية مش تظبطيها الأول وتعدلي مقاسها على مها

 

– عندك حق يا سي يونس، المرة اللي فاتت وقعت من عليها عشان واسعة شوية من عند الوسط

 

مشاعر مها مرهفة وشهوتها سريعة الإستجابة، رغم خجلها إلا أن تذكر ما حدث يصيبها بالدوار ورائحة الويسكي نفاذة وتصل لأنفها وتمد يدها وتشرب من كأس عفاف،

 

– يححح، ايه ده طعمه بيلسع اوي

 

– ده تحفة يا بت يا مها، ده أنا يادوب شربت بوقين حاسة أني طايرة

 

تصب لها المزيد في كأسها ومها تهرب من خجلها وشعورها بالضعف بشرب الكأ س كله على ثلاث مرات وتشعر بالخدر أسرع بكثير من وقع البيرة،

 

أرادت الهروب منهم ولكنها لم تفعل شئ غير الهرولة نحوهم ونحو طريقهم،

 

– ما عرفتيش من سي عرفه بيحب ايه عشان نشتري منه بكرة

 

– يعني ايه يا طنط مش فاهمة

 

ثَقَل اللسان وإنفرج الثغر عن إبتسامة نشوة وإرتخت الأطراف،

 

– بيحب القصير ولا الطويل ولا الشيفون ولا الضيق الملزق، الشورتات ولا الاسترتشات، مش هايبقى جوزك ولازم تدلعيه وتبسطيه

 

– معرفش يا طنط، اتكسف أسأله

 

تدّخل يونس وهو يقترب ويصب لهم كأس مشترك جديد،

 

– أنا خدت بالي أنه صاحب مزاج ودماغه حلوة

 

– ازاي بقى يا سي يونس

 

– عنده بار وشاشات كبيرة أكبر من اللي في القهوة، ومالوش في الكورة ولا بيشوف ماتشات لما سألته،

 

يبقى أكيد غاوي فرجة وحتمًا بيحب الرقص

 

– طب كويس، بدلة مها هاتعجبه أنا متأكدة

 

– ده انتي لازم تظبطيها عليها وتشتريلها جديد كمان

 

هرولت عفاف وعادت بالبدلة ومها تفتح عيناها وتنهض مفزوعة وهى تصر على الصعود،

 

لم تسكر للحد الذي يجعلها تستسلم وتسقط في رغباتهم،

 

حملت البدلة وصعدت لشقتها مهرولة ويونس يشير لعفاف أن تتركها ولا تفزعها، حتى أنها نسيت الصغير بشقتهم من فرط فزعها وثقل رأسها،

 

شعرت بالراحة والأمان بغرفة نومها وخلعت ملابسها وإرتدت البدلة وهى وحدها بعيدًا عن أعين يونس وعفاف،

 

الجزء السفلي واسع بالفعل ويحتاج إلى تضييق،

 

هاتفها يرن وتجد عرفه على الجانب الأخر،

 

لأول مرة تتحدث معه وهى منتشية ولا تضع اي حواجز،

 

تتحدث وهى تضحك وتسأله عما يحب من ملابس ويشعر بثقل لسانها وعند سؤالها تخبره أنها شربت ثلاث كؤوس مع عفاف ويونس

 

– شكلكوا واخدين على بعض اوي

 

– آه وأنا بحبهم اوي اوي

 

– مكنتش اعرف انك بتشربي

 

– مش بشرب، انا قلت ادوق بس

 

– معقولة ما شربتيش قبل كده، مكنتيش بتشربي وانتي متجوزة؟

 

– لأ حسن كان غلبان، انا شربت قبل كده مع طنط عفاف وعمو بس

 

– ويسكي؟

 

– لأ بيرة

 

صوت عرفه مرتجف ومها تتحدث بلا إدراك أو وعي كامل ورؤيتها لجسدها بالبدلة في المرآة يفتح شهيتها على الكلام،

 

– وانبسطتي لما شربتي

 

– دوخت اوي اوي وبصحى مش فاكرة حاجة خالص

 

– يعني هانشرب سوا

 

– آه بس قولي اشتري ايه

 

مش عارف انتي عايزة ايه

 

– اللي انت تعوزه، عمو يونس قالي انت بتحب الرقص

 

– اشمعنى، عرف منين

 

– قالي ان عندك شاشات كبيرة وبار تبقى بتحب الرقص

 

– آه بحبه لو أنتي بتحبيه

 

– هاحبه علشانك، دي حتى طنط ادتني بدلة رقص حلوة اوي

 

– بجد، فين دي؟

 

أنا لابساها اصلها واسعة وعايزة تضيق

 

– طب وريهالي

 

– طب استنى

 

أغلقت المكالمة وفتحت مكالمة فيديو وهى تقف امام المرآة وتستعرضها له،

 

ضعف تركيزها لم يسمح لها برؤية عرفه وفهم أنه يداعب قضيبه وهو يشاهدها،

 

– حلوة اوي

 

– هاجيب تاني طالما عجبتك

 

– هاتي كتير، بحب اوي اللبس العريان

 

– حاضر

 

ظلا لقرب الفجر يتحدثوا لأول مرة في أمور جنسية وعرفه يسمع منها كل شئ بلا مقاطعة وفهم من حديثها أنها شربت البيرة مع يونس وعفاف وأنها كانت ترتدي شورت قصير أمامهم

 

– عندي شورتات كتير وسكسي اوي، وطنط قالتلي ان الرجالة بتحبها

 

– ازاي

 

– هى قالتلي ان عمو سعد وعمو يونس كانوا مبسوطين وبيبصوا على التوتا بتاعتي لما بكون لابسة شورت

 

– وانتي بتبقي مبسوطة

 

– لأ أنا بتكسف بس هى قالتلي انهم زي بابا مش اتكسف منهم

 

– آه هى كلامها صح عادي ماتتكسفيش

 

وسط حديثهم سقط الهاتف من يدها وغرقت في النوم دون إدراك وعرفه أكمل وحده مداعبة قضيبه حتى قذف ما فيه وشرب كأس ويسكي وهو يلهث،

 

وأغمض عينيه يتخيل ما قصته عليه مها وهو مُدرك في باطن رأسه أن الويسكي هو السبب أنها لم تكن يقظة واعية وهى تخبره بكل شئ،

 

لكنه لا يعرف بالتأكيد ولم تخبره أنها إستيقظت ذات صباح لتجد نفسها عارية بفراش يونس وعفاف.

 

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *