روايات

رواية ما وراء البئر الفصل السادس 6 بقلم بسمة هلوان

رواية ما وراء البئر الفصل السادس 6 بقلم بسمة هلوان

 

البارت السادس

 

= مش أنتِ، مش عاوزك تبعدي أنتِ كمان!
حسيت بحاجة دافية على خدي فأدركت إني بعيط بصمت، وآخر كلمات قلتها كانت:
_”عبد الله”.. أنقذ أخويا.
وبعدها كان كل اللي حواليّ فراغ أسود وماحسيتش بأي حاجة حواليّ غير بنظرة أخيرة.. وملامح “مدثر” اللي اتغيرت أخيرا عن البرود.. للضياع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= “رضا”! اصحي.. حبيبتي اصحي يلا.
فتحت عيني وأنا بأتّاوب وببص حواليّ، ليه حاسة إني بردانة؟
كنت على سرير متغطية.. في بيت.. من بيوت العالم بتاعي؟؟
هو أنا كنت بحلم؟؟
بصيت للي بيناديني.. كان “عبد الله” قاعد جنبي على السرير، قلت له بصدمة:
_”عبد الله”؟ أنا.. أنا فين؟ دا كان حلم؟؟
اتعدلت وأنا بكلمه بس حسيت بوجع فجأة في بطني، بعدت البطانية وأنا ببص على بطني اللي كانت بتوجع جدا فلقيت فيه ضمادة طبية عليها من أثر الـ.. خنجر!!
سمعت ضحكة “عبد الله” وهو بيقول:
= لا.. ماكنتيش في حلم.
ماكنتش مستوعبة حاجة وفي دماغي مليون سؤال، قمت من مكاني وأنا بخرج أبص من الشباك علشان أتأكد، لقيت.. دا طريق عادي! أنا في العالم بتاعي! مش في العالم التاني!
لفيت لـ”عبد الله” اللي كان جه جنبي وهو بيبص لملامحي المصدومة وبيقول:
= هشرح لك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعني العملية نجحت؟ والخطة ماراحتش هبد كدا؟ نجحنا فعلا وخلصنا من القاضي؟ ووصلنا لمكان البير! “عبد الله” قال لي ازاي وصلوا في الفترة اللي كنت في غيبوبة فيها.. خيَّروا “راسيل” اللي صحيت وفي جسمها حروق.. ماكانتش ماتـت.. قالوا لها يا إما تساعدهم يا إما تموت وتفضل في المكان دا طول عمرها..
وبالفعل ساعدتهم، كانت بقدرة تحكمها في الهواء بتجمع الأكسجين الموجود في مياه النهر وبتعمل فقاعة حوالين رأسهم وهم بيغوصوا تحت المياه.. وفضلوا يدوروا كلهم عن مكان البير، وبالشغل الجماعي وصلوا له..
وبدؤوا كلهم يتحركوا واحد ورا واحد لحد ما خرجوا وقدروا يهربوا، الجواري كلهم اتحرروا، و”مدثر” رجع لعيلته! كل اللي قاله خلاني أبتسم.. ومش مصدقة اللي حصل.. ماكانش حلم.. بل حقيقة..
_لازم أزور “مدثر”!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأخيرًا، أنا قدام بيته.. بيت كبير عرفت أنه اشتراه بالمجوهرات اللي كان بيجمعها من الغابة في العالم التاني، مش عارفة قال ايه لعيلته لما رجع.. ولا أنا عارفة أقول ايه بزيارته المفاجأة دي! خايفة أدخل! بس “عبد الله” سندني وهو بيقول لي:
= يلا ندخل، أنا بلغته وهو هيفتح الباب دلوقتي.
وقبل ما أرد لقيت الباب اتفتح، و”مدثر” بيتنفس بسرعة.. كان بيجري ولا ايه؟
نظراته كلها كانت عليّ وكان.. مش مصدق؟؟؟؟
“عبد الله” قال له بتحذير:
= احم.. يا أستاذ “مدثر”!
رجع لوعيه فجأة وهو بيوسع من المدخل وسمح لنا ندخل، مش عارفة ايه اللي حصل له بس مش على طبيعته الباردة.. واقعي.. علشان رجع لعيلته أكيد!
أول ما دخلنا لقيت ست كبيرة، سنّها خمسين تقريبا ومختمرة بترحب بينا وبتسلم عليّ، ابتسمت لها.. أكيد والدة “مدثر”.
خلصنا سلام و”مدثر” مبتسم على غير العادة وبيبص لنا، شفته هو و”عبد الله” بيتهامسوا بس ماعرفتش بيتكلموا في ايه.
كانت زيارة عادية و”عبد الله” قال إنه صديق “مدثر” وقعدنا.. بس كنت متوترة على غير عادتي الجريئة طول القعدة، كنت متوترة من نظرات “مدثر” اللي كان كل شوية بيخطف نظرة بطريقة خلتني عاوزة أهرب!
بس ماكانتش مجرد قعدة، دا كان تعارف ما بين عيلتين.. وماكتشفتش سر نظراته ليّ غير بعدين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_تصدق بالله إني مش مصدقة اللي وصلنا ليه؟
= أكيد مش مصدقة إن الشاب الوسيم دا وافق إنه يتجوزك.
كان بيقولها “مدثر” بكل ثقة وغرور وهو قاعد جنبي في العربية بعد ما كتبنا الكتاب وفي طريقنا للقاعة اللي هنعمل فيها الفرح، بصيت له بغيظ وأنا برمي بوكيه الورد في وشه لقيته بيبص لي بصدمة، قلت لـ”عبد الله” اللي كان قاعد بيسوق قدام:
_روّحني، أنا مش عاوزة أتجوز أصلا وبتلكك، روّحني!!
=ما تبطلوا بقى، كل شوية خناق؟ وبعدين يا اللي اسمك “مدثر” أنت اتلمّ شوية واحتوي غضبها بدل ما أنت قاعد كدا مصدوم.
والتاني لسة بيستوعب إني رميت البوكيه في وشه، رفعت حاجبي ليه فلقيته عاطاني البوكيه تاني ومسك ايدي وسكت..
_والله؟؟ ولا أثرت فيك أي كلمة؟
قلتها بنرفزة لقيته بص لعيوني وبكل هدوء قال لي:
= أنا مابيأثرش فيّ غير عينيكِ.
ماتكلمتش وأنا مبهوتة من الكلمة الرومانسية الأولى اللي سمعتها في حياتي، لفيت وشي اللي سخن وحاساه احمرّ، و”عبد الله” لف راسه وبيبص لـ”مدثر” بتحذير:
= أقسم بربي لو ما اتلميت لا أروح بينا كلنا بالعربية في أي تـرعة على الطريق!!
و”مدثر” ابتسم بخبث فكتمت ضحكتي على نظرته وهو بيبص لي، وبيشدد من مَسكة ايدي وبيبص لـ”عبد الله” بتحدي وهو بيكلمني:
= بقول لك ايه يا قلبي، تحبي نخرج فين في شهر العسل؟؟
وبدون مقدمات قبل ما أعمل أي رد فعل لقيت جزمة “عبد الله” مخبوطة في وش “مدثر”.. أو.. ماوصلتش لوشه أصلا وهو باعده في آخر ثانية بأعجوبة، وهو بيقول باستفزاز لأخويا:
= ماجتش فيَّ!!
= يا ابن الـ… والله لأربيك!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصلنا للقاعة أخيرا بعد مناوشات حصلت بين أخويا وجوزي أكتر ما حصلت بيني وبينه، ماوقفتش ضحك وأنا نازلة، دراعي مرتبط بدراع “مدثر” اللي كانت الابتسامة مالية وشه، ببص له بضحكة سعادة واسعة وهو بيبتسم لي.. بنظرة حب..
دخلنا للقاعة، كان كل صحابي الجداد موجودين، كل البنات والمجتمع السري اللي هرب، عيلة “مدثر” وكمان صحابي من الميتم!!
كنت في قمة سعادتي، ومفيش يوم أفضل من اليوم اللي أنا فيه دلوقتي.
العالم التاني ماكنش نقمة أبدا، بل رحلتي ليه كانت هدية علشان أتعرف على الناس اللي بقوا كل عيلتي، يمكن أنتم دلوقتي مش عارفين.. بس الأكيد إن فيه ناس مختلفين بينكم.. ناس عندهم قوة غريبة عالمنا مايتقبلهاش.. ولكنها موجودة دايما.. مستنية بسأول واحد اللي يكتشفها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية فرحة لم تكتمل الفصل السادس 6 بقلم رحمة ابراهيم

تمت..

 

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *