روايات

رواية نحيب الفصل الثالث 3 بقلم روزان مصطفى

رواية نحيب الفصل الثالث 3 بقلم روزان مصطفى

البارت الثالث

 

 

مكونتش عارفة ماما بتخطط لإيه أو هتعمِل إيه! ملاحِظتش حتى التغيير اللي حصلي في جسمي مِن بعد الإعتداء دا..
لكِني قعدت في أوضتي بلبس هدومي وأنا بترعِش، خديجة إتصلت عليا كذا مرة عشان تسألني مجيتش الدرس ليه..
أيوة أنا في ثانوية عامة قدمت إعتذار سنة..
وخديجة دي صاحبتي مِن أولى إعدادي، طبعًا وضعي النفسي والتوقيت مكانوش ينفعوا يخلوني أرُد عليها، لبست سويت بانتس ووسويت شيرت وخرجت وأنا رافعة شعري بإهمال.. ماسكة بس في إيدي فوني والمحفظة عشان البِطاقة.
وببُص لـ ماما بـِ رُعب بحاول أتخيل هي هتعمِل إيه وهتوديني فين، ما هو لو كشف عام ومستشفى أعتقِد في إجراءات وحاجات وهتفضح.. قلبي بدأ يدُق جامِد وبعيدًا عن كِدا حالتي النفسية بقت حضيض.. بس اللي مجنني، عرِف منين إني حامِل!
ماما بصت ليا بنظرة قرف وقالت:إتفضلي يا مدام.
بدأت أعيط وأترعِش وأنا ماشية جنبها، مسكت طرف الباب وبصت لبابا اللي قاعِد على الكنبة مُنهار وقالتلُه: أهو المصراوية شايلة بيتك وبتقاسمك المصاريف، ودلوقتي شايلة هم بنتها اللي هي بنتك كُله فوق راسها لوحدها، ربنا ينتقِم مِنك إنت وأمك.
نزلنا من البيت وماما فضلت واقفة بتحاول توقف تاكسي يودينا، وقِف واحِد وركبت ورا وماما من الناحية التانية جنبي وقالتلُه على إسم حارة شعبية.
إستغربت في البداية بس قولت يمكِن تعرف دكتورة كويسة هِناك، وطول الطريق ماما بتتجنب تبُصلي وباصة للشباك.. وأنا بضغط على زُرار الباور في الفون عشان أسكِت الرن بتاع خديجة، في الأخِر عملتُه وضع طيران.
وقِف التاكسي بـِ الفِعل في الحارة، وماما نزلت وأنا نزلت وراها ببُص حواليا بإستغراب!
لكِن اللي لاحظتُه على أول الحارة في عربية سودا زُجاجها مفيم واقفة وكإنها كانت بتتبعنا.
بعدت نظري عنها لما ماما قالت: متفتحيش بوقك بكلمة أنا اللي هتكلم وأنا اللي هعمل كُل حاجة.
حركت راسي لـ فوق ولتحت بـِ خوف بمعنى حاضر ومشيت وراها، ومكونتش مستحملة رجفة الخوف اللي في جسمي واللي كانت ظاهرة لإني رفيعة وجسمي ضعيف، وقصيرة..
كانوا عيلتنا دايمًا يشكروا في عينيا اللي شبه رسمة عين القطط، ويقولولي عيني العسلية وشعري العسلي التقيل هُما اللي مميزين شكلي.. مبقتش عارفة دا مدح ولا تقليل من بقية شكلي بس خلاص مبقاش نافِع،أحلامي كُلها إتهدت..
يارب يكون كابوس وأفوق مِنُه.
عدت ماما مِن وسط فرش الخُضار اللي فارشينُه البياعين على الأرصفة لغاية ما وصلت لـِ ست قُدامها ثلاث بطات رجليهُم مربوطين، وحمام في قفص خشب.
إنحنت ماما على الست وباستها بـِ طريقة صوت البوسة اللي ظاهر بعدين وشوشتها بـِ حاجة..
شاورت الست لـِ حد فـ جت بنت طولها متوسط وقعدت مكان الست، ومشينا وراها داخلين لـِ حارة جانبية بدون ما نلفِت الأنظار..
طلعنا على سلم حجري قديم والست بتقول لماما: بس راضي البت المِساعدة عندها لأحسن لسانها طويل، وربنا يصلحلك الحال يماا.
ماما قالتلها بجمود: كتر خيرك..
دخلنا زي شقة كدا، وفي باب خشبي في نُصها، ماما مسكت إيدي وحسيتها خايفة أكتر مني، وسحبتني ناحية الباب دا.
دخلنا لقيت إتنين، واحدة لابسة بالطو وطرحة بُرتقالي، والتانية بتمسح الأرض بالمساحة وبتقول: تعالوا أنا خلصت.
وقفت ورا ماما وأنا مرعوبة لقيت ماما بتقول للست اللي لابسة بالطو: عايزة أكشِف على بنتي أعرف هي حامِل ولا لا.
بصتلي الست دي من فوق لتحت بتتفحصني بوقاحة، بعدها سألت ماما بمصمصة شفايف: هي متجوزة؟
ماما بصتلها نظرة تحتية كدا كإنها بتقول هي لو متجوزة هجيلك في المنطقة القذرة دي ليه.
الست فهمت النظرة وقامت وهي بتقول: ماهو لازم نعملها تحليل دم، هعرف منين مبيبانش في الشهور الأولى لازم التحليل.
ماما بنفاذ صبر: شوفي إجراءاتك وهتعملي إيه بدون شوشرة وهراضيكِ.
سحبت مني دم وقالت بطريقتها هتوديه لمعمل تبعها بس لازم نستنى حبة.
مُش فاكرة قعدنا كام ساعة بجد بس حسيت أكتافي تقلت وضهري كان واجعني جدًا لدرجة قومت فردتُه على السرير بتاع الكشف!
ماما بصت ليا بنظرة مفيهاش حياة، وأكثرها شفقة..
الشباك كان مفتوح اللي جنب السرير فـ ميلت راسي وبصيت لـ برا.. تقريبًا كان شِباك منور، وطبعًا الستات بتطبُخ في بيوتها واحدة منهُم كانت بتعمل طشة.. ثوم.
ريحتُه كانت نفاذة.
حسيت بكركبة في بطني، وحاجة بتطلع لزوري كُنت عايزة ارجع، قومت إتعدلت ورجعت في باسكت الزبالة.
ماما إتفزعت ومبقتش قادرة تقسى عليا أكتر من كدا، قامت جري ناحيتي وهي حاطة إيدها على ظهري وبتقول: بس كفاية يا بسنت، خُدي نفسِك!
إتعدلت وأنا دايخة وماما سندتني، دخلت مُساعدة الدكتورة دي ولما شافت الباسكِت قالِت بـِ صوت جهوري: يخراابي دا أنا لسه ماسحة.
ماما قالت بضيق: شششش، خُدي.
كرمشتلها خمسين جنيه فـ شالت الباسكت بـِ قرف وخرجت لـ برا.
لقيت ماما بتسألني بـِ هدوء وخوف عليا لإن كان شكلي مُرهق خالِص: طب إنت محستيش بـِ حاجة؟ بـِ ألم مثلًا! طب.. طب ميعادها كان إمتى.
غرزت صوابعي في شعري وبدأت أعيط وأنتفض وأنا بقول: معرفش! معرفش يا ماما متسألنيش معرفش.
قبل ما ماما ترُد لقيتُه داخِل علينا الأوضة! وعلى وشُه نظرات غضب، بص لـ ماما وقالها: إزاي تجيبيها مكان قذر زي دا؟ مش خايفة عليها!
ماما بضيق: يا حنين، إنت ليك عين تفتح بوقك إنت..
قبل ما ماما تكمل خناق دخلت الست اللي لابسة بالطو وهي ماسكة في إيديها ورق وبتقول: بنتك حامِل في شهرين!
يتبع..
(الفصل الرابِع هتفهموا هو عرف منين إنها حامِل وهتفهموا حاجات كتير)

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية كيان الزين الجزء الثاني الفصل السابع 7 بقلم كيان كاتبة

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *