رواية زهرة الفصل الخامس 5 بقلم فريدة أحمد
رواية زهرة الفصل الخامس 5 بقلم فريدة أحمد
البارت الخامس
في مركز الشرطة كانت تقف زهرة في حالة يرثي لها، تتساقط دموعها كالامطار، تائهة لا تستطيع التفكير ولا التصديق بما حدث لها، لم يأتِ في بالها يومًا أن تدلف الي قسم شرطة، أو تُتَهم في قضية.. دعا’رة.
أغمضت عينيها وهمست وهي ترجو ربها:
– يا رب.. خليك معايا.
في مكتب الضابط.
كان واقفًا أمام النافذة ممسكا بيده كوبًا من الشاي، ويده الأخرى سيجارة مشتعلة يدخنها بشرود، دلف العسكري قائلًا:
– حازم باشا.
استدار له ليقول العسكري:
– المتهمين برا يا باشا.. أدخلهم دلوقتي؟!
-دخلهم
-تمام يا باشا
خرج ثم عاد ومعه المتهمين بما فيهم زهرة، التي كانت دموعها على وجهها، وشهقاتها عالية.
تأملهم حازم بملامح باردة،ظل ينظر إليهم جميعا واحدة تلو الاخري حتى لفتت انتباهه زهرة دونًا عن باقي البنات، جلس على الكرسي، أشعل سيجارته، وبدأ ينفث دخانها عاليا وهو مازال يتأملهم.
بدأ يُحقق معهم، كانت زهرة تبكي طوال فترة التحقق، حتى وجَّه حازم كلامه إليها قائلًا بحدة:
– ششش.. بطلي عياط.
حاولت كتم شهقاتها وهي تهز رأسها بطاعة عدة مرات،
وبعد وقت لم تُدركه انتهى التحقيق، وأمر حازم العسكري أن يأخذ المتهمين على الحجز، لكنه أشار على زهرة وقال:
– خليكي انتي.
وبعد خروج الجميع قال حازم: قرَّبي.
اقتربت بخوف وهي ترتعش، أشار على الكرسي وقال: اقعدي.
وبعدما جلست سألها:
-اسمك إيه؟
زهرة وهي تمسح دموعها ردت بشهقات:
-ز.. زهرة.
-زهرة إيه؟
صمتت؛ خائفة من قول اسمها بالكامل.
نهرها بغضب:
-زهرة إيه؟.. انطقي.
ابتلعت ريقها بخوف وقالت :
– زهرة.. محمد صالح.. الهواري.
وبمجرد ما ان تفوهت بإسمها بالكامل، رفع جاجبه باندهاش وقال:
– انتي من عيلة الهواري اللي في الصعيد؟
هزت رأسها ودموعها تنزل برعب حينما ادركت انه يعرف عائلتها جيدا.
– حمزة يبقي ابن عمك ورحيم صح؟
هزت رأسها بخوف قائلة:
-أيوة.
تعجب حازم لكنه قال بسخرية:
– ولما انتي من عيلة معروفة وليها اسمها.. إيه اللي وداكي شقة مشبوهة زي دي؟!
ردت وهي تبكي بشدة:
– والله هما اللي خطفوني.. أنا مش كده والله.
– طب اهدي.
قالها وهو يُقرب لها كوبا من الماء، شربت القليل ثم قال:
– ها بقيتي أحسن؟
هزَّت رأسها بهدوء.
-احكيلي بقى خطفوكي ازاي وكنتي فين؟
بدأت تحكي له عمَّا فعلوه هؤلاء الشباب معها.
ليقول حازم:
– وإيه اللي خرَّجك في وقت زي ده؟!
صمتت ولم ترد، فلم يضغط عليها أكثر من ذالك، لكنه قال:
– اطمني متقلقيش.
بقلم فريده احمد
بعد وقت قليل كان قد وصل حمزة إلى قسم الشرطة بعدما هاتفه حازم، بينما كانت زهرة تجلس خائفة جدًا من حمزة وما ينتظرها منه
دخل حمزة المكتب ، وبعدما صافح حازم نظر إلى زهرة التي بدأت ترتعش عندما رأته وقال:
– إيه اللي حصل؟!
-اتطمن هما اعترفوا إنها مكانتش معاهم وإنهم خاطفينها يعني مفيش أي إدانة عليها.. أنت هتمضي بس هنا وتستلمها
– تمام.. بس العيال اللي خطفوها؟
– اتطمن هيتأدبوا.
ليقول حمزة:
-تسلم يا صاحبي.
ثم صافحه مرة اخري وأخذ زهرة وغادر،
في السيارة نظرت إليه زهرة وكادت تتكلم لكنه قاطعها بغضب:
– ششش.. مش عاوز أسمع صوتك لحد ما نروح.. اتشاهدي على نفسك بس.. وفي سرك.
قالت بدموع:
– صدقني معملتـش حاجة…
نظر إليها بعيون نارية وقال:
– معملتيش إيه يا بت؟!.. أنا جايبك من القسم.. كنتي ممسوكة في شقة مشبوهة.. عاوزة إيه أكتر من كده؟!.. أخرتها متهمة في دعارة!
زهرة ببكاء:
– هما اللي خطفوني والله.. أنا فوقت لاقتني في الشقة دي.
ليقول بغضب:
– وانتي إيه اللي كان مخرجك في الوقت ده؟!.. هاا؟.. كنتي رايحة فيين؟ ايه اللي خرجك من ام البيت. انطقييي
أمسكها من شعرها بغضب جم وقال:
– أنا مش منبه عليكي متخرجيش بالليل في وقت زي ده. دماغك كانت فين؟!.. ردي.
تأوهت زهرة بألم وهي تقول:
-شعري حرام عليك.
ولكنه كان غير مبالٍ بها من شدة غضبه منها قال بغضب:
– أكسر دماغك دي دلوقتي؟.. مبتسمعيش الكلام ليه يا بت؟!
ثم بعدها ترك شعرها وهو يدفعها؛ فارتطم بالسيارة، ثم قال وهو يمسح على وجهه بغضب:
– عاجبك اللي حصل ده؟.. أقول لهم إيه؟.. جايبك من القسم؟!
كادت تقول أن والدته هي من جعلتها تذهب ولكنها ابتلعت الكلام في حلقها و لم تتفوه بحرف؛نعم خافت من زوجة عمها، ولأنها ايضا تعلم أنه لن يصدقها، وحينها سوف تنكر هذا الكلام والدته وستكون هي وقتها في مأزق.. فصمتت.
انتبهت له وهو يقول:
– كنتي بتهربي.. صح؟
لترد بهدوء وهي تمسح دموعها وتقول:
– ا انا كنت خرجت أشم هوا ومبعدتش كتير عن الڤيلا.. بس اللي حصل حصل والشباب دول طلعوا عليا.. أنا آسفة.
أغمض عينه بغضب ثم فتحها ونظر اليها وقال:
– مش عاوز غباء.. أنا مش عيل صغير يابت
قال هذا؛ لأنه كان متأكد أنها كانت تحاول الهرب، ثم قال محذرا اياها:
– متتكررش تاني.. دي آخر مرة هحذرك إنك تخرجي بالليل.. سامعة؟!
لترد وهي تمسح دموعها قائلة بطاعة:
– سامعة.
في تلك اللحظة نظر حمزة في هاتفه بعدما قاطعه رنينه؛ ليري ان المتصل والده ، فتح الخط ليأتيه صوت هارون الذي قال سريعا:
– ها عملت إيه؟.. خرجتها؟
رد عليه وطمأنه أن زهرة معه وها هما في طريقهما الي المنزل، ثم قاد السيارة وتحرك بها دون كلام معها أو النظر إليها ، اما هي فكانت تبكي في صمت
في حديقة الڤيلا كان واقفًا يُدخن بشراهة وهو في انتظار مكالمة هاتفية، في تلك اللحظة وصل حمزة ومعه زهرة، وبعدما هبطا من السيارة اقترب حمزة منه وقال بتعجب:
– رحيم مالك في حاجه والا إيه؟
-لا ابدا
-أومال مالك واقف ليه كده؟
رفع رحيم حاجبه وقال:
– فى إيه يا عم حمزة واقف عادي أنا واقف فوق راسك؟!
ثم نظر إلى زهرة الواقفة بهدوء بجانب حمزة وقال لها: ازيك يا زهرة؟
ردت وهي يظهر عليها ملامح التعب والإرهاق:
– الحمد لله.
لاحظ رحيم عليها التعب فسألها بقلق:
– انتي تعبانة ولا إيه؟!
لترد بهدوء:
– أنا كويسة.
نظر إليهما رحيم وقال: طب ها هنفرح بيكم امتى؟
نظرت زهرة إلى حمزة بحزن، لاحظ حمزة ذلك ولكنه رد بهدوء:
– قريب.
وقبَّل رأسها، ليقول قال رحيم: ربنا يتمم لكم على خير.
-آمين.
قالها حمزة ثم أخذ زهرة ودخلا إلى الڤيلا، أما رحيم مازال واقفًا وهو ينظر من حين لآخر في هاتفه، حتى أتته مكالمة فرد سريعا:
– ها جبتها؟
– الأمانة موجودة في المخزن يا باشا.
– طب فتح أنت والرجالة وخلوا بالكم.
ثم اكمل محذرا:
-اياك تهرب منكم..لان قصادها عمركم.. سامع.
– اطمن يا باشا.. متأمنة كويس.
أغلق المكالمة ثم استقل سيارته، وذهب مسرعًا إلى المخزن،
****
وفي داخل الفيلا عندما دخل حمزة ومعه زهرة، اقترب منهما هارون وقبل أن يتحدث قال حمزة سريعا:
– كانت خارجة تشم هوا يا حاج وتاهت لأنها مش عارفة المكان.
كان هارون يعلم أنها تم القبض عليها في شقة مشبوهة؛ فهو كان بجانب حمزة عندما بلغه حازم، ولكنه لم يعلم أنها كانت تحاول الهرب.
صمت هارون بتفهم ثم نظر الي زهرة وقال لها وهو يحاول الاطمئنان عليها:
-انتي كويسة يا بتي؟
هزت رأسها بهدوء، ليقول حمزة:
-اطلعي استريحي.
اتجهت إلى أعلى دون النطق بحرف تحت أنظار أمينة التي كانت تنظر إليها بغِل وكُره؛ لرجوعها.
****
وصل رحيم مخزن قديم ،ليقابله رجل من رجاله وهو يقول:
– جوا يا باشا.
دخل رحيم دون كلام، فتح الباب، كانت تجلس فتاة كالقرفصاء ترتعش، رفعت وجهها بخوف حينما شعرت بوحود احدهم و عندما وجدته رحيم قامت بلهفة اقتربت اليه وهي تقول باستنجاد:
– رحيم.. الحقني يا رحيم.
رحيم بجمود:
– ألحقك من إيه؟!
– من الناس دول اللي خطفوني.
وهي تُشير للخارج، نظرت إليه وقالت متيقنة من مجيئه لانقاذها:
– أنت أكيد جاي تاخدني منهم مش كده؟!
و لكن صدمها عندما رد عليها و قال:
– أنا اللي خاطفك.
بذهول:
– إيه؟!.. أنت بتقول إيه؟!.. أنتَ اللي خاطفني؟!.. خاطفني ليه؟.. أنا عملت إيه؟!
-هقولك ليه!
وفجأة نزل علي وجهها بصفعة قوية، وقعت أرضًا إثرها، نزل لمستواها وأمسكها من شعرها وقال بغضب:
– بقى بتتفقي معاهم على قتل أخويا يا بنت الكلب!
هزت رأسها بنفي وقالت:
– لا.. لا يا رحيم انا ما عملتش كده صدقني والله ما عملت كده.
ولكنه لم يعطيها فرصة للحديث فقال بغضب وشر وهو مازال مُمسكًا بـ شعرها:
– انا هخليكي تتمني الموت ومش هتطوليه.. هوريكي كل أنواع العذاب.
بدموع ورجاء:
-اسمعني بس يا رحيم انا و..
قاطعها بغضب وعصبيه:
-اسمع ايه يا بنت الكلب بعد ما سمعت تسجيل بصوتك وانتي بتتفقي معاهم على قتل أخويا.
بصدمه:
– إيه؟!.. تسجيل ايه انا ما اتفقتش معاهم صدقني ده اكيد حد عاوز يوقع بينا انا مستحيل اعمل كده يا رحيم.
ولكن رحيم لم يعطي لنفسه فرصة لسماعها، دفعها على الارض بشده،و قبل ذهابه نظر لها وقال : كل حاجه هتبان.
وفقط استدار ليخرج
ارتعب وقالت بخوف:
-رايح فين وسايبني؟!.. يا رحيم أبوس ايدك خرجني من هنا انا معملتش حاجه.
قامت لتلحق به قبل ان يتركها ، أمسكته وقالت:
– ما تسيبنيش في المكان ده وتمشي ارجوك ارحمني.. حرام عليك انت هتعمل فيا ايه اكتر من كده؟!
دفعها على الأرض بقوة وقال:
– عيب لما تبقي اكتر واحده عارفه مين هو رحيم الهواري وتسألي السؤال ده!.. انتي عارفه اللي بيفكر بس يأذيني بعمل فيه ايه ما بالك بقى باللي شارك في أذيتي!
وبمجرد ما انهي كلامه تركها وخرج، وأغلق عليها الباب وهو غير مبالٍ لصراخها وتوسلاتها.
ظلت تصرخ برعب وهي تردد:
– لا لا يا رحيم متسبنيش هنا.. يا رحيم.. متسبنييش حراام عليك. يارحيييم
ولكن اين رحيم فقد قد استقل سيارته وغادر
****
مساءًا
في فيلا هارون، كانت تجلس فتاة في العشرينات بجانب أمينة وتقول بغضب:
– شوفتي يا خالتي.. اهو خلاص هيتجوزها.
-متقلقيش مش هيتجوزها.. حمزة هيتجوزك انتي.
– انتي بتقولي ايه بس يا خالتي دا المأذون جاي بعد ساعة.
لتقول بثقة:
– قولتلك اطمني ومتقلقيش.. الجوازة دي مش هتتم.
كانت حبيبة لا تفهم شيء ولكنها تثق في خالتها ف قالت: تمام.
وبعد ساعة كانوا جميعا جالسين بعدما وصل المأذون، كان أهل زهرة قد أتوا جميعا؛ لحضور كتب الكتاب، والدها والدتها، أختها، وجدتها ايضا.
– يلا اكتب يا شيخنا.
قالها هارون للمأذون ليبدأ المأذون في اخذ إجراءات عقد قران حمزة وزهرة ولكن قاطعه شخص ما يقول بعدما دلف من الخارخ اليهم :
– هتكتب إيه يا مولانا هو ينفع برضه تكتب كتاب واحدة متجوزة.
صدمو جميعا وهم ينظرون اليه ويقولون في آن واحد: أنت بتقول إيه؟!
– عاصم
– همست بها زهرة و
يتبع….
لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية زهرة)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)