رواية تحت الضغط الفصل الثالث 3 بقلم منة السيد
رواية تحت الضغط الفصل الثالث 3 بقلم منة السيد
البارت الثالث
غاده الحقيني انا وقعه ف مشكله.
غاده أول ما فرح بعتت فرح م جريت من غير ما تفكر… لبست ف اسرع وقت وخرجت.
وصلت عند باب بيت فرح وفضلت تخبط بخوف: — “يا فرح افتحي… افتحي يا بنتي!”
الباب اتفتح…
فرح كانت واقفة ووشها كله دموع… عينيها منفّخة، نفسها متقطع.
غادة احتضنتها أول ما شافتها: — “في إيه؟ قولّي حصل إيه؟”
فرح وقعت في حضنها زي طفلة: — “سابني يا غادة… سابني ومشي… عمللي بلوك من كل حاجة!!”
غادة شهقت: — “ليه؟ إيه اللي حصل؟”
فرح تقعد على الكرسي وهي مش قادرة تقف: — “حكيتلك إني كنت بنزل أساعد ماما؟… النهارده عرف… جه البيت فجأة… وسألني كنتي فين… واتزنقت… كدبت عليه…”
غادة: — “طب عرف منين أصلاً إنك بتشتغلي؟”
فرح بهزّ راسها: — “معرفش… والله ماعرف يا غادة… الدنيا بقت ضلمة فجأة.
كنت فاكرة إن كله تحت السيطرة… بس لقيت كل حاجة بتقفل ورا بعض… مصاريف… علاج ماما… دروس البنات… وجهاز مخلّصتوش…
ومفيش حد وقف جنبنا… لا خال ولا عم… ولا حتى ليا اخ يسند معانا
وأنا؟ أقعد أتفرّج؟
لأ… لقيت نفسي لازم أشتغل، لازم أساعد، لازم أعمل أي حاجة.”
غادة تمسك إيدها: — “طب وهو؟ ما قالش كلمة؟”
فرح تبص للأرض: — “اتهمني إني كدّابة… إني بخون ثقته…
قالي: كان مع أمّي حق إنها ترفضك.
وخد الدهب… ومشي زي ما يكون مفيش بينّا ولا يوم زَيّنّاه بحلم.”
غادة دمعت: — “يا فرح… اللي انكسر جواكي كبير… حبيبتي ربنا يهون عليكي كل مشكله وليها حل.
ما ينفعش يسيبك من غير ما يسمعك.
الناس بتغلط… والزعل بيعمّي… بس الثقة؟ تتصلّح لو في حب.” وبعدين دا نتي كنتي مضطره!
فرح: — “بس هو عمللي بلوك… يعني مش عاوز يسمع… مش عاوز يشوفني…
طب ما كلنا بنغلط؟
مش من حقي فرصة؟
هو مش كان بيحبني؟ مش كان بيقول إني حياته؟
هو الحب بيموت في ثانية؟”
غادة بصوت هادي: — “الحب لا… بس الرجّالة ساعات بتتعصب فتقفل.
ادّيه وقت… بس مش هتفضلي تعيطي كده. قومي اغسلي وشك.”
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
عند محمود…
دخل بيته وهو مولّع من جواه…
مش قادر يبلع غصّة الغدر اللي حسها.
دخل أوضته ورمى الموبايل على السرير.
أم محمود دخلت وراه: — “مالك يا محمود؟ وشك مصفّر كده ليه؟”
محمود: — “مفيش يا ماما… تعبان شوية.”
أمه وقفت قدّامه: — “انت ابني… وعارفاك من نبضة قلبك.
فيه حاجة حصلت.”
محمود يتنهد: — “مفيش يا ماما… سبيني بس أرتاح.”
أمه قربت: — “مرتاحش غير لما أفهم.
انتو ؟ اتخانقتوا؟ ولا إيه؟”
محمود اتعصب: — “بقولك مفييييش!”
أمه رفعت حاجبها: — “طب ماشي… هخرج.
بس هرجعلك بعد ساعة… ولو مجاوبتشني، هسأل بطريقتي.”
خرجت…
وهو قعد يفكر.
هيا ازاي تعمل كده؟
ليه تكدب؟
ليه تروح تشتغل من ورايا؟
أنا كنت هعمل المستحيل عشانها.
قعد يفكر:
هو يمكن كانت مضطرة؟ طب ما تقول؟ ليه تخبي؟
بس رجع يفكر:
الكدب غلط… والكذب كسر الثقه … ولو اتكسرت الثقة، صعب تتصلّح.
قفل عينه… وقال لنفسه: — “صفحة واتقفلت.”
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
عند فرح…
بعد ما غادة مشت، فرح قعدت في أوضتها…
دموعها نشفت من كتر ما نزلت.
أمها سماح دخلت عليها بهدوء: — “يا بنتي… قومي كُلّي لقمة.”
فرح بصوت ميت: — “مش قادرة يا ماما.”
سماح قربت منها، حضنتها: — “حقك عليا يا بنتي…
يرتني ماسمعت كلامك ولا خليتك تنزلي
لو ما كنتش أخدتك معايا، ماكنش ده حصل
سامحيني.”
فرح تهزّ راسها بسرعة: — “لأ يا ماما… لأ…
إنتي آخر حد ألومه…
ده نصيب… وابتلاء… وأنا راضية، بس الوجع كبير.”
سماح تدمع: — “متعلّقيش قلبك بحد…
اللي يستاهل قلبك هو اللي يسمعك قبل ما يحكم عليكي
والنصيب مش بيد حد… لو ليكي نصيب هيرجع، ولو لأ… يبقى ربنا شايللك الأحسن.”
فرح تعيط بخفوت: — “مش قادره أصدق إنه مشي…
من غير ما يسمعني… من غير ما يديني فرصة.
قال إني كدّابة…
يا ماما أنا ماكدبتش غير عشانكم…
عشان البيت… عشان الظروف…
كنت بشيل هم الدنيا لوحدي.”
سماح تمسح دموعها: — “يا روح قلب أمك… الحياة مش بتقف على حد.
قومي… غيري هدومك… ونامي.
وبكره تروحي الكلية…
لو وقفتي حياتك، هتتعبي أكتر.”
فرح تهمس: — “هحاول…”
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
عند محمود… بعد ساعات
أمه دخلت عليه مرة تانية: — “يلا بقى… قوللي.
انت مش زي ما جيت… في حاجة.”
محمود: — “خلاص يا ماما…
كل حاجه انتهت!
أمه: — “ليه؟”
محمود يتنهد بوجع: — “كدبت عليا يماما
كانت بتشتغل من ورايا…
وبنت عمها قالتلي
أنا حسيت إني مغفّل.”
أمه بزعل: — “يمكن كانت مضطرة؟”
محمود بسرعة: — “وتخبي ليه؟
ليه تكدب
ليه أعمل نفسي جاهل؟”
أمه: — “الغلط غلط… والكذب غلط…
بس يا ابني الناس مش كلها عندها رفاهية تعيش مرتاحة.
البنت ظروفها صعبة… أبوها مات… بيت كامل وراها…
ليه متفكرش إنها كانت بتداري عشان متزعلكش
بتحاول تشيل… مش تزوّغ.”
محمود يسكت…
لكن قلبه لسه متقفل.
أمه: — “لو بتحبها… روح اسمعها.
لو مش بتحبها… كمل حياتك.
بس ما تظلمهاش.”
محمود: — “أنا تعبان يا ماما…
ومش قادر أفكر.”
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
في آخر الليل – أوضة فرح
فرح قعدت تبصل السقف…
مش قادرة تنام…
كل كلمة محمود رنت في ودنها:
“كان مع أمّي حق إنها ترفضك.”
“لو سمحتي هاتي الدهب.”
“أنا بكره الكذب.”
حطت إيديها على وشها: — “يا رب… افتحله بصيرته…
يا رب ما تكتبليش نهايتي معاه وأنا مظلومة.”
وتنهي يومها وهي بتشهق من البكاء…
وبقلب مكسور…
وروح موجوعة.
______________________
تاني يوم الصبح
محمود قاعد على سريره… شكله منمش من التفكير وتعبان
أمه دخلت الأوضة… بهدوء.
أم محمود:
“صباح الخير يا ابني… قوم افطر.”
محمود:
“مش قادر يا ماما… سيبيني شوية.”
قربت منه وقعدت جمبه.
أم محمود:
“بص يا محمود… أنا عارفة إن اللي حصل وجعك… بس البنت موقفها صعب.
أبوها مات فجأة… والبيت كله اتشقلب.
وإحنا كنا مكانهم… كنا عملنا أكتر من كده.”
برر ليها يابني متقفش علي غلطه
محمود سكت… مش عارف يرد.
أم محمود كملت:
“وبعدين يا ابني… الكذب غلط آه… بس يمكن كانت مضطرة؟
يمكن كانت خايفه عشان انتا مش هتوافق
إنت نسيت إنها من يوم خطبتك وهي بتحافظ عليك وبتحبك ودا باين اوي
محمود غمض عينه… وصوت أمه كأنّه رجّعه لعقله.
أم محمود:
“اسمعها… اسمعها مرة.
ولو طلعت غلطانة… نبقى نشوف.
لكن ما تحكمش قبل ما تفهم.”
محمود اتنهد:
“حاضر
أم محمود بابتسامة خفيفة:
“ربنا يهدي بالك يا ابني.”
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
فرح وغادة ماشيين جنب بعض…
فرح شكلها مرهق من العياط والسهر.
غادة:
“هتفضلي ساكتة كده؟”
فرح:
“مش قادرة يا غادة… مش قادرة أركز حاجة.”
غادة بصّت للموبايل وقالت:
“جربي تكلميه تاني…”
فرح:
“عامللي بلوك
وقفت فجأة…
إيدها رجفت.
غادة:
“مالك؟”
فرح:
“البلوك… إتشال.”
غادة:
“اتصلي بيه!! بسرعة!”
فرح هزت رأسها:
“لا… مش بالتليفون.
عاوزاه يسمعني… وانا قدامه.”
غادة:
“طب هتروحي له؟”
فرح: ايوا هرحلو مكتبه وهحاول اخر محاوله
غادة: ربنا يقدم اللي في الخير ويهدي حالكم
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
فرح:”لو تسمح يا دكتور… ممكن أكلم دكتور محمود؟ بس دقيقتين.
الموضوع ضروري… أرجوك.”
الدكتور بصّ عليها بقلق:
“خير يا فرح؟”
فرح: موضوع شخصي شويه
الدكتور هز راسه:
“تمام يا بنتي… هكلمه وأقول له ييجي.”
اتصل بيه
وقال:
“تعالى عندي المكتب… ضروري.”
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
بعد 10 دقايق…
الباب خبط…
دخل محمود.
شاف فرح…
اتجمد.
فرح وقفت…
إيديها بتترعش…
لكن وقفت قدامه بثبات قد ما تقدر.
الدكتور خرج وقال: فرح محتاجه تتكلم معاك
قفل الباب وخرج.
سكتوا ثواني…
وبعدين فرح قالت بهدوء:
فرح:
“محمود… أنا محتاجة أتكلم معاك.”
محمود بصّ بعيد:
“اتفضلي.”
فرح:
“أنا غلطت… انا معترفه بده، اني كذبت يا محمود بس انا مضطره يعني اشوف امي تعبانه وتنزل تشتغل واخواتي ينزلو وهما ف مدارس ونا قاعده مش بإيدي حاجه ومش عاوزه احملك فوق طاقتك نتا مش ملزم
سكت لحظة، وبعدين قالت بالحرف:
فرح:
“محمود… أنا كذبت عشان عارفه انك مش هتوفق وكنت مصر علي قرارك اني منزلش شغل
أنا كذبت لأني كنت شايفة البيت بيقع…
ومكسوفة أحمّلك همّ فوق همومك.”
محمود قرب شوية…
صوته هادي:
محمود:
“فرح… أنا مش زعلان عشان اشتغلتي
أنا زعلان إنك ما لجأتيش ليا وكمان مكنتيش صريحه معايا مع اني منبه عليكي اني بكره الكدب
فرح دموعها نزلت، بس كتمتها:
فرح:
“كنت خايفة…
خايفة تحس إني عبء…
خايفة تزعل…
وخايفة الظروف تجرّحك زَيّ ما جرحتنا.”
محمود بَصّ لها… ووشّه بدأ يلين.
محمود: ليه تخليني اسمع من بره واتحط ف موقف محرج انك بتشتغلي بدون علمي
فرح:
“غلطة… واعترف بيها.
بس كان لازم تسمعني… مش تحكم عليا نتا عارف اني بمر بفتره صعبه واللي حصل امبارح زودها اكترر
قرب أكتر… صوت محمود بقى أوضح وأهدى:
محمود: انا اسف يا فرح حقك عليا اني مسمعتكيش حقك عليا اني قولت كلام مينفعش يتقال انا اسف
فرح مسحت دموعها: خلاص مبقتش زعلانه المهم متكونش زعلان
فرح:أول ما تزعل… اسمعني.
ما تسبنيش لوحدي
محمود ابتسم ابتسامة صغيرة…
وهي أول ابتسامة من يوم ما حصل اللي حصل.
محمود:
“نتفق؟”
فرح:
“نتفق.”
وهنا…
قلبه رجع يرتاح.
وقلبها رجع يدقّ.
والحاجز اللي بينهم… وقعو قلبنا معاهم يجماعه
_______________________
فرح روحت حكت لمها اللي حصل امها فرحت جداً ان بنتها رجعت تضحك ومش زعلانه.
–
محمود حكى ل امه اللي حصل وهيا فرحت واتفقو انهم يجيبو بقيت الجهاز ورحبو بالفكره وقالو.
المهم تكون مبسوط وفرحان يمحمود.
——————-
عند فرح الباب يخبط.
فرح تفتح تلاقي محمود.
تعالى يمحمود ، محمود عاوز اقابل طنط
ام فرح: تعالى يمحمود في حاجه يحبيبي؟
محمود: بصراحه انا حابب اعتذر علي اللي حصل مني و كنت عاوز اقولك ان انا كلمت اهلي بخصوص الجهاز واحنا هنتكفل بالباقي متشيليش هم
ام فرح بدموع: سوء تفاهم واتحل ، يحبيبي ربنا ييسرلك طريقك ويسعدك. محمود ان شاءلله اجيب اهلي ونتفق علي كل حاجه
ام فرح: ماشي يحبيبي في اي وقت
محمود: استأذن انا بق
ام فرح: ماشي يحبيبي
______
في اليوم اللي بعده… أهل محمود جمّ لبيت فرح، واتفقوا على كل التفاصيل بحب وراحة.
أم محمود رغم إنها في الاول كانت معترضه علي فرح
لكن، دلوقتي مبسوطه ان محمود اختارها شافت فرح وابتسامتها الهادية، قلبها ارتاح ليها من غير سبب.
بدأوا يجهزوا لفرح، بسيط… دافي… وشكله هيكون أحلى بعد تغلبهم علي المشاكل
تمت.
اتمنى تكون عجبتكم
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية تحت الضغط)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)