روايات

رواية الحب في الوقت المناسب الفصل الثالث 3 بقلم زينب محروس

رواية الحب في الوقت المناسب الفصل الثالث 3 بقلم زينب محروس

 

 

البارت الثالث

 

 

رائد حك جبينه بعصبية و قلق و بعدين سأل عبير بإهتمام: مفيش حاجة لفتت نظرك فى المقنعين دول؟
عبير افتكرت مشهد الاختطاف اللى فى عز النهار و فى نفس السوق فقالت: القناع القماشى الأسود المغطى وشهم موجود فيه علامة مثلث أزرق بين منطقة الحواجب.
عمر و رائد افتكروا المقنعين اللى هجموا على عليا قبل كدا، لما كانت هى و فهد فى عمارة المعادى قبل ما تقرر تتجوز رائد اللى افتكر كمان حديثهم امبارح لما كانت بتحكيله عن نفسها و ذكرت أمر المقنعين دول و أنهم تبع عيلة سمير اللى بيدوروا عليها و عايزين يقتلوها عشان خرجت عن طوعهم.
رائد خرج من البيت بسرعة من غير ما ينطق بحرف زيادة، ساق عربيته و اتصل بخالد و أول ما الخط اتفتح رائد قال بسرعة: معاك عشر دقايق تعرف فيهم عنوان سمير النواردى و تبعته فى رسالة بسرعة.
بعد شوية وقت كان رائد بيرن جرس الباب الداخلى لڤيلا النواردى، دادة سميحة فتحت الباب و قبل ما تسأل هو مين هو دخل و هو بينده على سمير بعصبية، سمير كان نازل ع السلم و خرج مختار النواردى و من وراه نسوان العيلة و من ضمنهم خلود اللى شايلة ابنها على دراعها، رائد جرى على سمير و ضربه بوكس وقعه ع الأرض، و بعدين وقفه. مسكه من تلابيب قميصه و سأله بغضب: عليا فين؟ ودتها فين؟
خلود ردت بتهكم: عليا مين و زفت مين اللى بتسأل عنها، احنا منعرفش عنها حاجة.
رائد بصلها بطرف عينه بقرف و رجع سأل سمير و هو بيرجه: انطق يا سمير بقولك ودتها فين؟
سمير بصدق: انا و الله معرفش عنها حاجة، هى مش كانت معاك و مع عيلتها؟
مختار ادخل و شال ايد رائد عن ابنه و قال: احترم نفسك يا أستاذ و احترم البيت اللى انت فيه، احنا اش عرفنا هى فين! روح دور عليها بعيد عننا بطلوا ترموا بلاويكم ع الناس.
سمير حط أيده مكان رائد ما ضربه و بعدين كلم رائد باهتمام و قال: هى بجد عليا مش معاك؟؟
رائد بزعيق: امال يعنى جاى اهزر معاك! عليا اتخطفت و اللى خطفوها يبقوا رجالتكم بأمارة المثلث الأزرق.
سمير بص لأبوه بشك و قبل ما يتكلم مختار نده على رجلته و أجبرهم يطلعوا رائد برا حدود الڤيلا، ركب عربيته و هو متعصب و على أخره، ضرب دركسيون العربية بغضب و هو بيقول: هما مش عارفين بيلعبوا مع مين، لو لمسوا منك شعرة بس هدفعهم التمن غالى أوى.
بينما هو قاعد محتار و مش عارف هيعمل ايه لقى ورقة مكرمشة اتحدفت ع الكرسى اللى جنبه، شال الورقة باستغراب و بص من الشباك لبرا العربية، فشاف سميحة داخلة الڤيلا و بتتلفت و بتبصله ففهم إنها اللى حدفت الورقة، فتح الورقة بسرعة لقى مكتوب فيها “مدام عليا موجودة فى مخزن الأحذية و دا العنوان ******” رائد طوى الورقة تانى و اتجه للعنوان.
أخيراً قدر يوصل للمكان، كان واضح أنه حى سكنى قديم و خالى من السكان بسبب المبانى اللى مايلة للسقوط، دور على حد يدله على المخزن لكن مع الأسف مفيش مخلوق يوحد ربنا، استعان بفونه و بعت ل عمر رسالة بعنوان المكان و اتحرك هو يدور ع مخزن الأحذية، مخدش منه الموضوع وقت عشان يلاقيه لف حوالين المخزن بحذر عشان يشوف لو فى حرس موجودين، بس مكنش فى حد و دا شجعه يقرب لواحد من شبابيك المخزن، كانت حالة الشباك متسمحش أنه يتكسر، رائد حاول يشوف حاجة من فتاحات الشباك الخشبية فلمح عليا متعلقة فى نص المخزن و من الواضح إن مفيش حد معاها عشان يمنعها تهرب، اتحرك بسرعة للباب الرئيسى اللى كان عبارة عن باب كبير من الصاج صعب يتكسر، رجع تانى لعند الشباك و حاول يزقه جامد لعل و عسى أنه يتفتح، لكنه فشل فى فتح فتحرك بعيد عن المخزن بشوية و هو بيدور على عصاية حتى تساعده فى فتح الشباك.
أخيراً قدر يلاقى غابة صغيرة على الأرض اخده و جرى علطول يفتح بيها الشباك، دخلها من بين فتحة بين خشب الشيش و حاول يرفع الشنكل عشان يقدر يفتح الشباك، بعد محاولات كتير قدر أنه يرفع الشنكل، من توتره كان بيزق دُلَف الشباك لجوا المخزن بدل ما يشدها نحيتها لبرا، أدرك أخيراً أنه بيحاول يفتحه فى الاتجاه الغلط فصحح الاتجاه و قدر يفتح الشباك، رمى الغابة ع الأرض و دخل دماغه من الشباك عشان يتأكد إن مفيش حد قبل ما يرفع نفسه و يتجاوز فتحة الشباك.
لما دخل لعليا كانت مبروطة من دراعتها بحبل و فى حبل من دماغها و الاتنين متوصلين بدلو فوق دماغها بمسافة بسيطة، و كان واضح عليها إنها متخدرة لأن عيونها كانت بتقّفل و بتعيط فى نفس الوقت لكنها كانت بتحاول على قد ما تقدر إنها متنامش لأنها لو نامت رأسها هترخى فالدلو هيتكب فوقها، و كان بؤها عليه لازقة تمنعها من الكلام رائد لما شافها أول حاجة فكر فيها إنه يفك الازقة و بالفعل نظراً لانها كانت مرفوعة عن مستوى الأرض فاستعان بصندوق خشبى وقف عليه، بينما عليا فكرت إنه هيفك الحبل فغمضت عيونها جامد بخوف.
رائد شال اللازقة بشويش عشان ميوجعهاش و لا يحرك وشها، أخدت ثوانى على ما استوعبت إنها مازالت بخير، فتحت عيونها و بصت لرائد بخوف فهو ابتسم رغم خوفه عليها و قال: متخافيش انا هنا و محدش هيقدر يئذيكى.
اتكلمت بهدوء و هى بتحرك بؤبؤ عيونها لفوق ببطء: مش هتعرف تفكنى، لأن الأحبال دى لو رخت الدلو دا هيتكب عليا و كمان هما مخدرنى.
رائد سألها بترقب: هو فيه ايه؟
عليا بخوف: حمض الكبريتيك.
رائد اتنهد بحيرة و هو بيفكر المفروض يعمل، لو هو فكها الحمض هيتكب عليها يحرقها، و لو سابها هى مش هتقدر تقاوم مفعول المخدر اكتر من كدا و دماغها هترخى فبردو هيتكب عليها، حرك عيونه فى المكان و هو بيدور على حاجة معينة بعد ما قرر هينقذها ازاى.
جاب عدد من الصناديق و حطهم جنب بعض تحت عليا و جاب كراتين و فردهم على الصناديق الخشبية و بعد ما عمل كام طبقة من الكراتين كانت ملامسة لمشط رجل عليا من تحت بحيث تحميها لو وقعت بعد ما يفكها، حط صندوقين فوق بعض و طلع عليهم بحيث يعرف يفكها، بصلها بحب و قال عشان يطمنها: مش هيحصلك حاجة، أنا هنا عشانك.
مسك الدلو و بدأ يفك الحبل اللى كان مربوط جامد، و فى نفس الوقت كان بيلاغيها لأنها كانت خلاص مش قادرة تقاوم اكتر من كدا، فك الحبل اللى حوالين راسها و بدأ يفك إيدها المربوطة بتركيز و بطل يكلمها و هى كانت خلاص الرؤية قدمها بدأت تلغوش، إيدها الاتنين اتفكوا و هو مازال ماسك الدلو، مسك راسها و هى حاسة بصداع كانت بتتحرك بدون توازن، و أخيراً غابت عن الوعى فوقعت على أخر مفرش الكراتين اللى رائد عامله فكانت بعيدة عن أى أذى مصدره الدلو، رائد حاول يفك رباط الدلو نفسه عشان ينزله من غير ميتكبش بس كان بعيد عن إيده فحاول يحرك رجله شوية عشان يطول ف بالغلط وقف على طرف الصندوق، ف الصندوق اتقلب و رائد وقع و الحمض اتكب على رجله من عند العضلة التوأمية فصرخ بألم و مسك رجله بوجع و هو بيبص على عليا عشان يتأكد إنها بخير و محصلهاش حاجة.
حاول يقف على رجله رغم كل الوجع اللى حاسس بيه، قرب منها و قومها و هو ساندها على كتفه و اتحرك نحية الشباك عشان يخرجوا منه، لكن قبل ما دا يحصل الباب اتفتح و دخل منه مختار و معاه رجالة كتير مُسلحين و قال بسخرية: لسه بدرى يا رائد بيه!
رائد بص لعليا اللى نايمة على كتفه و قال: خلينا نمشى من هنا، أنت كدا بتلعب بالنار.
مختار ضحك باستفزاز و قال: ما أنا عشان عارف أنا بلعب مع مين فأنا مش هينفع أسيبكم تمشوا غير لو نفذت اللى هقولك عليه، مش انت بردوا عندك شركات هندسية بجانب شركة إستيراد و تصدير؟
رائد باستغراب: اه، مالهم؟
مُختار بخبث: هعمل معاك صفقة لو وافقت أنها تتم هتخرج من هنا بخير و وعد لما الصفقة تنتهى هجيبلك عليا لحد عندك من غير ما يتئذى فيها شعرة…….. قولت ايه؟
رائد بتكشيرة: أكيد لاء طبعاً لأن واضح من كلامك إنها صفقة مشبوهة، و كمان أنا عليا هتخرج من هنا رجلها على رجلى.
مُختار شاور لرجالته و قال بغضب: يبقى تشرفونا هنا انتوا الاتنين لحد ما عقلك يرجع لراسك، و لو فضلت راكب دماغك هبعتكم فى رحلة أبدية سوا.
رجالة مُختار قربوا على رائد و حاولوا ياخدوا منه عليا لكنه زق اول اتنين قربوا منه و قعد عليا ع الأرض و دخل معاهم فى معركة، واحد ضد سبعة فمهما يكون شجاع فالكترة تغلب الشجاعة انتهى الأمر بتكتيفه و واحد شال عليا و طلعها للطابق التانى فى المخزن و مهتمش برائد اللى بيهددهم بعصبية و غضب.
الطابق التانى من المخزن دا عبارة عن خشب مقسم نص المخزن عمودياً بشكل أُفقى، و نهاية الخشب الأفقى دا سياچ من أعمدة خشبية ضعيفة، رائد بص لمختار بتوعد و قال: هتندم ع اللى بتعمله دا على فكرة، أنا مش هرحمك يا ابن النواردى.
مُختار بحقد: هنشوف مين اللى مش هيرحم مين، اللى زى عليا كان لازم تتعاقب عشان خرجت عن طوع عيلتنا، لكن نظراً إنها طلعت مراتك فأنت قررت ارحمها فى مقابل إنك تتنازل عن كبريائك و تساعدنى لكن طالما مش مهتم بعرضى فهتخلص منكم انتوا الاتنين و لا تهمونى……. اربطوه.
مُختار وجه كلمته الأخيرة لرجالته لكن قبل ما حد يتحرك سمعوا صوت سمير بيقول بزعيق: محدش بترحك…. فين عليا؟
مختار بصله بغضب: انت بتهبب ايه هنا؟
سمير بغضب مماثل: جيت امنعك عن اللى فى دماغك، قدامك تستغل اى حد عشان مصالحك إلا عليا……بتخطفها ليه؟
مُختار باستغراب مخلوط بغضب: هو ايه اللى بخطفها ليه؟ أنت مش كان نفسك تنتقم منها على اللى عملته فيك لما هربت منك فى كتب الكتاب؟ ايه اللى اتغير؟
– مفيش حاجة اتغيرت، بس أنا كنت بسايرك عشان تلاقيها و أخدها و اهرب و مكنتش هخليك تئذيها……. أنا هاخد عليا و هنخرج من هنا و بحذرك تخلى حد من رجالتك يعترض طريقى.
أنهى كلامه و طلع للدور التانى عشان يجيب عليا، لحق بيه مُختار و قبل ما سمير يشيل عليا من الكرسى اللى قاعدة عليه و فاقدة الوعى أبوه منعه و صرخ فى وشه: انت اتجننت يا سمير؟ بتعصى أوامرى؟!!
سمير شال إيد مُختار بضيق: انا كنت اهبل لما سمعت كلامك و كنت بضربها كنت أهبل لما سمعت منك و طلقتها.
سمير التفت عشان ياخد عليا ف مختار مسكه تانى عشان يمنعه ف راح سمير ذقه جامد لدرجة إنه كسر خشب السياچ و وقع تحت على أرضية المخزن قدام رائد و رجالته و فى ثوانى كانت الأرضية مليانة دم رجالته سألوا رائد و قربوا منه يفحصوا نبضه لكنه كان مات، اللحظة اللى سمير زق فيها أبوه كانت هى نفس اللحظة اللى دخل فيها عمر و معاه قوات الأمن.
عليا فاقت لقت نفسها فى المشفى و معاها عبير و هناء و عبد الرحمن و صباح، اول حاجة كلامها كان سؤال عن رائد لما قالت بقلق: هو فين رائد؟ حصله حاجة؟ هو مش هنا ليه؟
هناء مسحت على راسها بحنان و قالت: إهدى يا حبيبتى رائد كويس هو بس مع عمر و ماجد عند الدكتور و دلوقت تلاقيهم هنا.
عليا عيطت وقالت: عند الدكتور ليه؟ انا حاسة إنه مش بخير.
قبل ما حد يرد الباب خبط و ظهر عمر اللى و هو لسه على الباب عليا سألته عن رائد فقرب منها و قال: متقلقيش هو كويس بس و حالاً و ماجد هيجيبه و جاى ورايا.
عليا بقلق : طب هو كان بيعمل ايه عند الدكتور.
هناء بصت لعمر و شاورت بإيدها بمعنى متقولش، فرد و قال: يا جماعة كدا كدا هتعرف……يا عليا رائد كويس بس كل الموضع إنه لما كان بينقذك حمض الكبريتيك اتكب على رجله.
عليا بصدمة مخلوطة بخوف: يا نهار أسود دى بتحرق، لاء انا لازم اشوفه قدام عينى و اطمن عليه……. انا مش هستنى لما هو يجى.
عمر بص لهناء اللى حاولت تمنعها تقوم و قال: مفيش مشكلة يا مرات عمى، كدا كدا الدكتور قال إنها بخير ت لو فاقت تقدر تخرج عادى و دا اللى انا سبقت رائد و جيت عشانه.
عليا و هى خارجة مع عيلتها من الأوضة شافت رائد عند بداية الدور جى مع ماجد، جرت عليه بلهفة و لما وصلت قدامه كنت هتقع بسبب الإدناء الإسلامى اللى هى لابساه لكنه مد إيده بسرعة عشان يمسكها فاتكئت هى على ساعديه و شرعت برأسها و سألته بعيون دامعة و قلق: أنت كويس؟ رجلك بتوجعك؟؟
رائد ابتسم بحب و ساعدها تقف كويس و قال: متقلقيش أنا كويس دا مجرد إحمرار بس شديد شوية و الدكتور عطانى مسكن و رش عليه بخ مخدر فمش حاسس بوجع خالص، طمنينى انتى عنك…….. انت كويسة؟؟
عليا هزت راسها بتأكيد و قالت: الحمدلله بخير……. بس أنت لازم ترجع القاهرة عشان خاطر فهد، مختار النواردى لو عرف انى تبعك ممكن يئذى فهد عشان ينتقم منى.
رائد حط أيده على رأسها و قال بحنان: متخافيش لا سمير و لا أبوه حد فيهم هيقدر يقرب منك او يزعلك، سمير اتقبض عليه بتهمة قتل مختار دا غير إن المخزن اللى كنا فيه دا بإسم سمير و الشرطة لقت فيه أسلحة غير مرخصة و عليه قضية تهريب سلاح.
*********
فى ڤيلا عتمان النفيلى.
عتمان فتح الباب الرئيس فظهر شاب لابس بنطلون أسود و قميص قطنى بنفس اللون و لابس كاب و نضارة، خلع النضارة أو ما شاف عتمان و مد إيده بفلاشة و قال: هنا موجود كل تسجيلات الڤيديو اللى اتفقنا عليها.
عتمان ابتسم بخبث و أخدها منه و قال: و أخيراً نهاية ابن الشيمى على ايدى.
الشاب باستفسار: هو حضرتك هتعمل بيهم ايه؟
عتمان بسخرية: تعتقد تسجيلات صوت و صورة لواحد بيعترف أنه حاول يقتل مراته هيتعمل بيها ايه؟؟؟
الشاب سكت ف عتمان قال: أظن وضحت؟…… عموماً دى حاجة متخصكش.
يتبع…….

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية يتيمة في قبضة صعيدي الفصل الرابع 4 بقلم نرمين حمدي

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *