روايات

رواية الحب في الوقت المناسب الفصل الثاني 2 بقلم زينب محروس

رواية الحب في الوقت المناسب الفصل الثاني 2 بقلم زينب محروس

 

 

البارت الثاني

 

كانت في قسم الشرطة واقفة بين الاتنين اللي بيتخانقوا و بتحاول تهديهم، لكنهم سكتوا فعلاً لما سمعوا صوت صارم بيأمرهم يسكتوا، و مكنش الشخص ده غير إيهاب عبد الجواد، أول ما مروة شافته خبطت على جبينها بضيق و قالت:
_ اهو كدا تبقى كملت و مفهاش مرواح النهاردة!
مكنش في المكتب غيره هو و مروة، فهو بصلها و هو بيفتكر ازاي اتخانق مع سما مراته بسبب التابلو اللي عليه صورة مروة، و في اللحظة دي وجه نظره للكيس اللي في الزاوية و هو بيفكر يرجع لها التابلو و لا لاء، و هنا هي قطعت شروده لما قالت بضيق:
_ هو أنا هبات عندكم و لا ايه؟
رد عليها إيهاب بمشاكسة:
_ على حسب.
مروة باستنكار:
_ هو ايه اللي على حسب! إذا كانوا أصحاب القضية اتصالحوا و مشيوا، أنا بقى قاعدة ليه لسه؟؟
إيهاب بعناد:
_ و الله لو مش حابة القاعدة تقدري تقفي.
مروة زعقت بعصبية:
_ أنت هتهزر معايا؟ الساعة اتنين، أنجز عايزة امشي.
إيهاب بزعيق مماثل:
_ ما تحترمي نفسك، و اعرفي أنتي بتتكلمي مع مين.
مروة باستخفاف:
_ هيكون مين يعني!
إيهاب بهدوء:
_ أعرفك بنفسي تاني، أنا حضرة الظابط إيهاب……
مروة بتكشيرة:
_ كانت خناقة هباب.
إيهاب زفر بغضب مكتوم و سألها بجدية:
_ ايه اللي جابك؟
مروة بسخرية:
_ لاقيت نفسي فاضية قولت اجي أزعج نفسي بشوفتك.
إيهاب خبط على المكتب بإيده و قال:
_ أنا مبلعبش معاكي، انجزي ردي علي السؤال بدل ما اعكنن عليكي بجد.
كانت نبرته حادة عن كل مرة، و هي خافت فعلاً لكنها تظاهرت بالشجاعة و اللامبالاة و قالت:
_ الاتنين اللي مشيوا دول كانوا عندنا في المطعم و حصل خناقة بينهم و لما ضربوا بعض أنا اتصلت بالشرطة، فالظابط اللي جه صمم ياخدني معاهم.
سألها إيهاب بهدوء:
_ بس كدا؟؟
_ ايوه بس.
_ تقدري تمشي.
نفخت بضيق و قامت علشان تمشي، لكن قبل ما تخرج سمعته بيقول:
_ أنا مش بستغل كوني ظابط علشان أزعج الناس زي ما أنتي مفكرة، على فكرة أسلوبك معايا من شوية مكنش كويس و من حقي اتخذ إجراء ضدك، بس انا مش هعمل كدا عشان عارف إن أسلوبك دا معايا أنا بس عشان أول لقاء بينا.
سابته و خرجت تشوف والدها اللي مستنيها من لما عرف باللي حصل.
★★★★★★
إنما إيهاب، اتحرك و اخد التابلو و هو بيتأمل ملامحها المرسومة، و بعدين ابتسم و همس بسخرية:
_ مش عارف الاقيها منك و لا من سما! و لا من أمي!!!
مكنش دا وقت شغله لكنه اتعود ينام في المكتب في كل مرة يتخانق فيها مع مراته، و بالرغم من وجود والديه على قيد الحياة، بس كمان بيكره الوقت اللي بيجمعه بيهم لأنهم دايمًا يجبروه على اللي هما عايزينه مش اللي هو عايزه، و سما كانت واحدة من القرارات اللي اتفرضت عليه.
اتنهد بضيق و قرب يقفل الشباك عشان البرودة، لكنها جذبت انتباهه، كانت واقفة مع والدها صاحب العكاز، تلقائيًا أخد مفاتيح العربية و خرج.
كانت مروة بتحاول تطلب اوبر، لكنها مش لاقية، و في اللحظة دي وقفت عربية بيضا قدامهم و نزل منها إيهاب، و قرب من والدها و هو بيقول:
_ اتفضل يا عمي خليني أوصلكم.
قبل ما والدها يرد، ردت مروة بضيق وقالت:
_ لاء، شكرًا يا حضرة الظابط.
إيهاب تغاضي عن ردها، و بص لوالدها و قال:
_ الوقت متأخر يا عمي، و البرد شديد النهاردة، و كمان معاك آنسة يعني مش لوحدك و صعب تلاقي مواصلات دلوقت، خليني أوصلكم، انا كدا كدا راجع البيت أنا كمان.
مقدرتش تعترض لما والدها وافق، و طول الطريق مكنتش طايقة نفسها، في حين إن إيهاب مبطلش كلام و هزار مع والدها و كأنه بيستفزها.
لما وصلوا قدام البيت، والدها شكر إيهاب كتير، إنما هي اكتفت بنظرة ضيق فهو ودعها بإشارة من إيده و كان فعلاً قاصد يشاكسها.
★★★★★★
الساعة تمانية الصبح كان إيهاب ساند على عربيته اللي قدام المطعم، و هو بيلعب في محفظة بينك و كل شوية يبص في الساعة، و أخيرًا شافها بتقرب من باب المطعم، فابتسم بخبث.
أما هي منتبهتش لوجوده، لكنها التفتت لما سمعته بيقول:
_ أنتي يا كتكوته.
أول ما شافته اتنهدت بضيق و مردتش عليه، فهو اتحرك لعندها و هو بيقول بعتاب مصطنع:
_ يعني ينفع مترديش عليا! بزمتك مش عيب؟
ردت عليه بضيق و هي بتفتح باب المطعم:
_ أنا مش كتكوتة، أنا ليا إسم!
_ يعني الحق عليا جيت ارجعلك البوك بتاعك، تقومي تكلميني بالاسلوب الناشف ده!
مروة شدت المحفظة من ايده و قالت:
_ دي محفظة مش بوك، و عمومًا شكرًا.
_ شكرًا كدا حاف؟
مروة بسخرية:
_ مفيش عندنا جبنة.
رد عليها إيهاب بمشاكسة وترقب:
_ بس طبعًا عندكم قهوة!
دخلت من باب المطعم و هي بتقول:
_ اتفضل اشرب قهوة.
بالفعل عملت له فنجان قهوة و قدمته مع معجنات الخاصة بوجبة فطارها، أما هو فكان بيتفقد ديكور المطعم بعيونه، و نظرًا للخناقة اللي حصلت فكان المكان فوضوي نوعًا ما.
بدأت مروة ترتب المكان، و جابت عدة التصليح و قربت تصلح كرسي مكسور، و في اللحظة دي قرر إيهاب إنه يقدم المساعدة.
_ خليني أصلحه.
سألته مروة بشك:
_ هتعرف؟
إيهاب بثقة:
_ عيب عليكي دا أنا ظابط، مفيش حاجة تقف قدامي.
هي مكنتش عارفة تصلحه، و عشان كدا سابته يتولى الأمر، لكن اللي حصل كان أسوأ من توقعها، لأن إيهاب بدل ما يصلح الكرسي فسخه تمامًا، فبصلها بإحراج و قال:
_ شكله عايز نجار يصلحه.
مروة ابتسمت بغيظ و سألته:
_ قولتلي اسمك ايه؟
_ إيهاب.
_ كانت مساعدتك هباب، قوم أفطر.
بالفعل رجع يكمل قهوته و هي قعدت تفطر و مش بتتكلم، لحد ما إيهاب سألها بفضول:
_ هو أنتي واخدة مني موقف ليه؟
بصتله بطرف عينها و قالت بضيق:
_ لو كنت شوفت أسلوبك اللي اتكلمت معايا به اول مرة اتقابلنا، كنت أنت نفسك أخدت موقف من نفسك.
ضيق حواجبه و قال:
_ للدرجة دي كنت قاسي معاكي!
_ مكنتش قاسي، كنت قليل ذوق.
إيهاب بجدية:
_ على فكرة أنا عمري ما كنت قليل ذوق مع حد، كل الموضوع إن يومها كان مزاجي وحش مش أكتر.
سابت القطعة اللي في أيدها و سألته باهتمام:
_ تعتقد دا مبرر إنك تتهمني بالسرقة؟
حرك دماغه باستسلام و قال:
_ لاء مش مبرر.
_ شوفت بقي، و كمان تاني مرة أخدت مني الدفتر اللي كنت عايزاه.
_ على فكرة كنت بشاكسك مش أكتر، لو كنتي استنيتي دقيقة كنتي هتاخديه، كان هزار يعني.
_ تعتقد في حد ميعرفش حد لما يتخانق معاه مرة، يبقى عادي يهزر معاه بعدها في المرة التانية! و أصلا الهزار و المشاكسة بتكون بس بين المعارف و القرايب مش الأغراب!
اكتفى إيهاب بهزة من دماغه، و كمل قهوته في صمت، و لما قام عشان يمشي ابتسم لها و قال:
_ على فكرة يا كتكوتة، دا أجمل فنجان قهوة أشربه في حياتي.
ابتسمت مروة و قالت:
_ بألف هنا على قلبك.
★★★★★★
طول الطريق و إيهاب بيفكر في كلام مروة، هي فعلاً معاها حق طريقته كانت غلط، ازاي حد يحب يهزر مع حد غريب! بس كان عنده سؤال اهم من دا بكتير ليه مرجعش التابلو بتاع الصورة!! مكنش عارفة أي إجابة بس النهاردة و لأول مرة كان مبسوط لولا الهيبة اللي خايف تضيع كان هيبتسم كل ما يبصلها، حس نفسه منجذب للبنت دي بطريقة غريبة.
لما وصل البيت كانت سما مستنياه عشان تبدأ الخناقة اليومية، اول ما شافته قالت بغضب:
_ مش بترد عليا ليه يا إيهاب؟
رد عليها بزهق:
_ الفون صامت.
سما ب لوم:
_ ما أنت لو مهتم بالكلبة اللي عايشة معاك في البيت مكنتش تعمله صامت!
زعق لها إيهاب و قال:
_ ما تحترمي نفسك و تحترميني، قولتلك قبل كدا أنا جوزك، لما إحنا لسا مكملناش شهرين و بتتعاملي معايا كدا ، هيبقى الوضع ايه بعدين!؟
سما بتهديد:
_ تحب نكلم والدتك و نسألها الوضع هيبقى عامل ازاي؟؟
في اللحظة دي جرس الباب رن، و دي كانت والدته، اللي أول ما دخلت مباشرة سألته بغضب:
_ مين البنت اللي كنت معاها دي يا إيهاب؟
بصلها بصدمة، معقول وصل الوضع للمراقبة، فسألها بحزن:
_ هو أنا متراقب؟؟
صرخت في وشه بصرامة:
_ لما أسألك ترد عليا يا إيهاب، مش ترد السؤال بسؤال!!
يتبع…………….

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية ايلين في عالم مالك الفصل الحادي عشر 11 بقلم حور محمد

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *