رواية اكتب حتى لا يأكلني الشيطان الفصل الثامن 8 بقلم مريم الحيسي
رواية اكتب حتى لا يأكلني الشيطان الفصل الثامن 8 بقلم مريم الحيسي
البارت الثامن
‘ أيضًا الكتب لها صوت ‘
‘ ‘ ماريانا ‘……
بسرعة اختبئي ساعد حتى الخمسة فقط واحد اثنان ثلاثة أربعة خمسة، هل اختبأتِ جيدًا؟
أنا قادمة……
لا تصدري أي صوت إذا أمسكتك فسيكون دوركٌ وإذا نجحتِ
فسيكون دوري مرة أخرى…… ‘
فتحت عيني مستيقظة وأنا أشعر بدوار طفيف في رأسي، كالعادة يتردد علي هذا الحلم باستمرار طوال سنوات حياتي أرى طفلة صغيرة تلعب معي لعبة الفأر والقط لكن لا أستطيع أن أرى وجهها أبدًا طوال هذه السنوات من مشاهدة الحلم مرارًا وتكرارًا بعض الأحيان أرى كوابيس أرى فيها نفسي لكن بشكل آخر لا أعرف كيف أشرح لكم هذا الأمر؟
أحتاج أولًا أن أشرح لنفسي، طفولتي مبهمة جدًا منذ ولادتي حتى سن السابعة أنا لا أتذكر هذه الفترة الزمنية من حياتي أمي وأبي وشقيقي دائمًا يقنعونني بأن الطفل ليس ملزمًا ولا مجبرًا أن يتذكر هذه الفترة لأنه بدهيًا ما زال صغيرًا جدًا وعقله لا يبدأ بتخزين الذكريات بشكل جيد إلا عندما يصبح في العاشرة لكن رغم ذلك أشعر بنقص في حياتي بفراغ كبير أشعر بأنه يوجد الكثير من الاستفهامات والألغاز أشعر دائمًا بأن أبي ينظر إلي بنظرات ليس لها تفسير؟
أحيانًا شفقة أحيانًا محبة أحيانًا خوف!!
وهذا أول سبب لا نستطيع بسببه دائمًا التقرب بعضنا من بعض، أحيانًا أشعر بأنها تفصلني مسافات طويلة عنه رغم أننا في المنزل نفسه، أشعر دائما بأنه يتجاهلني وأحيانًاً أنا أتجاهلها لا يسمح لي ولا يعطيني الفرصة لأتحدث معه طويلًا دائمًا ما يتهرب من حديثي معه وكأنه يخاف أن أسأله عن شيء ولا أعرف ما هو؟؟
أيضًا أمي رغم أن معاملتها مختلفة عن أبي ليست جافة أبدًا فهي دائمًا ما تكون معي وتحاول أن تعطيني كل مشاعر الحب لكن أنا أعتقد أن هناك شيئًا خاطئًا لكن لا أفهم ما هو؟
أحب أمي كثيرًا وهي تحبني كثيرًا لكن لا نستطيع أن نوصل خيوط الحب لقلوبنا، رغم ذلك فهي تحاول جاهدة على عكس والدي……
قررت أن أتوقف عن التفكير في هذه الأمور وأفكر في كيفية إنقاذ نفسي من هنا؟
بكيت كثيرًا بشكل صامت مؤلم جدًا أن تستيقظ مرارًا وتكرارًا وأنت لست في غرفتك ولا في منزلك والداك وعائلتك ليسوا هنا، أنت محتجز مع شخص غريب مختل لا تعرف متى سيقتلك ولا تعرف ما الذي يخبئه لك؟
لا تعرف كيف حال عائلتك الآن بالتأكيد هم منهارون الآن لقد فقدوا ابنتهم وليس فقد موت كان أهون لكن فقد اختفاء هكذا فجأة وكأن الأرض انشقت وابتلعتني اشتقت كثيرًا لمنزلي وعائلتي وأصدقائي وحياتي، أنا حتى لم أعد أتذكر كم مر لي من يوم وأنا في عداد المفقودين؟
وأصبحت لا أعرف في أي يوم نحن؟
وفي أي تاريخ؟
لم أهتم اليوم بالتفكير في أحداث الليلة الماضية لقد نجحت في قصة وفشلت في القصة الثانية رغم ذلك انتصرت واستطعت أن أقنعه بأن لا يقص أصبعي، ولكن ماذا عن اليوم؟
هل أستطيع أن أنجو من كل العقوبات مرة أخرى؟
بقيت مستلقية أحاول أن أجمع شتات نفسي وأفكاري المبعثرة ما سأكتب اليوم؟
وعن ماذا سأكتب؟
هذه هي أصعب الأسئلة التي تواجه الكاتب وهو مسترخ في منزله بين عائلته والأشخاص الذين يحبونه بجانبه الكثير من الأشياء التي يحبها القهوة والشكولاتة والدونات وغيرها يفكر بدون أن يكون مهمومًا بفكرة أن هناك شخصًا ينتظره في الخارج وسيقوم بقتله أو تعذيبه فما بالك بكاتب مثلي؟
يفكر ماذا سيكتب من اجل أن يعيش ولا تسلب روحه منها؟
أشعر بخمول وتعب عجيبين بعد نوبة البكاء التي اجتاحتني شعرت بشعور أفضل لكن مرت تقريبًا ساعة أو ساعتان منذ أن استيقظت لكنه لم يأتِ كالعادة ويحضر لي الطعام؟
هل اختفى؟
هل رحل؟
هل مات؟
هذه الأحلام المستحيل أن تحدث الآن يبدو أنه يقوم بتجميع أفكار للألعاب والأحجيات التي سيطبقها عليّ اليوم، في التفكير بالأمس كانت بالنسبة لي ليلة مرعبة هناك ألغاز وأمور مخيفة تدور حول هذا الشيطان كالقصر الذي أنا فيه الآن كالمكتبة التي وكأنها مكتبة سحرية الرفوف التي تملأ المكتبة بدون نهاية ويقول بأن كل هؤلاء ضحاياه كيف يمكنه أن يقتل هؤلاء الجموع من الأشخاص؟
الرفوف عددها يقارب تقريبًا مئة ألف رف من الممكن أن تكون أكثر أو أقل لا أعرف لكن كل ما أعرفه أن من المستحيل في المنطق أن يقتل شخص كل هذا العدد من هؤلاء الناس مقارنة بعمره متى استطاع أن يصل إلى هذا العدد بدون أن يتم إمساكه من قبل الشرطة؟؟
القصر يبدو وكأن هناك أشباحًا تجول في الليل وتساعده وكأن لديه مساعدين لأنني عندما قلت تلك الجملة ‘ إذا كنت أتيت لتقتلني فصفق بيديك ‘ على ما يبدو لم يسمعني لأنه كان بعيدًا عني لكن قام أحدهم بالتصفيق لكي يعرف مكاني؟؟
ما خطب الأقنعة المريبة التي يلبسها ليلًا ونهارًا؟
وفي النهار يظهر وجهه الحقيقي؟
مائة سؤال وربما ألف وربما مليون تدور في ذهني ولا أستطيع أن أجد لها إجابة من الممكن أن تكون كل هذه الأمور في عقلي فقط ولكن الشيء المتيقنة أنا منه أن هذا الشخص ليس قاتلًا متسلسلًا طبيعيًا بطريقة ما!……
نهضت معتدلة في جلستي أخيرًا بعد أن سمعت صوتًا قادمًا من الخارج نزلت من على السرير وتوجهت إلى الباب ألصقت أذني كالعادة أسترق السمع لكن كان الهدوء سيد الموقف كالعادة أمسكت بمقبض الباب وأدرته على أمل بأنه…..
لحظة إنه مفتوح!
الباب مفتوح!!
كيف حدث ذلك؟
إنه لا ينسى إغلاقه أبدًا هل نسي هذه المرة؟
فتحته بهدوء لم يصدر أي صرير هذا مطمئن على ما يبدو أن القصر يتجدد دائمًا، استقبلني ضوء الشمس كان القصر مضيئًا بطريقة جميلة، أخرجت رأسي فقط بدون جسدي بهدوء، التفت لليمين ولليسار ولكن لم أر أي أحد ولا يوجد نفس لأي أحد!
وهنا خرجت بخطوات حذرة وقلبي يمسكني كي لا أقع تقدمت إلى الأمام حتى وصلت إلى سور الدور ووقفت هناك مذهولة فتحت فمي باتساع مترين مما رأيتها رأيت القصر الآن بشكل واضح وكامل كان القصر ضخمًا جدًا وواسعًا أوسع من عالم خيالي في رواية ما لا أعلم أين أبدأ لكي أصفه لكن سأصف الذي ظهر حاليًا أمام نظري:
كانت الجدران بين السراميك الأسود والزجاج، بتصميم عجيب كانت مربعًا أسود ومربع زجاج مكشوف وهكذا من الأعلى حتى الأسفل لكي تتسلل الشمس من المربعات الشفافة بطريقة خيالية ويعكس نورها في المربعات السوداء، أما السقف فكان تحفة فنية كان السقف مرتفعًا جدًا يكون فجوة عميقة للداخل ويتدلى من المنتصف ثريا من الممكن أنها أضخم ثريا في العالم كان حجمها ما يقارب حجم منزل وكأنها منزل معلق تصميم هذه الثريا مرعب وجميل في الوقت نفسه!
كانت أعمدتها عبارة عن عظام أنا واثقة بأنها عظام إنسان ومرصعة بالجماجم السوداء، ويوجد بها الكثير من العظام التي تلتصق بعضها بعض لتكون أشكالًا فنية، يتدلى من القاعدة كتب الكثير من الكتب المتدلية تتأرجح بشكل خيالي، وفي منتصف الكتب هناك هيكل عظمي لشخص مشنوق من رقبته معلق في الثريا ليكون شكلًا وإضافات جمالية، أنزلت رأسي للأسفل لأرى القاعة أو ما يسمى بالمدخل الرئيس للباب كانت مساحتها كبيرة دائرية تتوزع حولها التماثيل المرعبة بأشكالها المخيفة، والأرضية التي كان فيها رسمة خيالية وفي الوقت نفسه مرعبة كانت الرسمة عبارة عن فوضى بطريقة جميلة لا أعرف كيف؟
كان فيها الكثير من الناس الموتى بأشكال بشعة كان هناك مجموعة يلتهمون بعضهم بعضًا وآخرون يقومون بتعذيب أنفسهم بأنفسهم وآخرون يلتهمون أطفالهم!
وكان في المنتصف شخص يقف ممسكًا بجمجمة ويضعها على منتصف وجهه، لم أستطع أن أحدد التفاصيل لأنني بعيدة، قررت السير الممر، سرت بشكل بطيء في ممر الغرف لكن لم أتجرأ أن أفتح أي غرفة رغم الأبواب الكثيرة، كانت الممرات لا تقل جمالًا وغرابة أيضًا الأبواب كان بها الكثير من الرموز وجميع الأبواب لونها أسود، خمنت أنه بالتأكيد كل ضحية لها غرفة وعندما ينتهي منها يغلقها، كان الدور الثاني الذي فيه غرفتي أشعر بأنه أصغر من الدور الثالث الذي فيه المكتبة رغم أن القصر بالتفصيل نفسه لا أعرف كيف؟
عندما رفعت رأسي لأرى الدور الثالث كان مظلمًا جدًا رغم أن القصر مضيء!
قررت النزول إلى الدور الأول لاحظت في الدرجات أنها منقوش عليها رموز وكتابات، حتى وصلت إلى الدور الأول الذي كان عبارة عن مساحة واسعة ممر واسع لكن لم يكن هناك غرف أو أبواب حتى عندما رأيت نافذة أخيرًا ذهبت أركض إليها لكي أعرف أين أنا؟
لكن عندما وصلت خاب ظني كانت النوافذ مغلقة وأيضًا ملبدة بغطاء ثقيل يبدو أنه هو من قام بوضعه حتى لا أستطيع أن أرى أي شيء حاولت نزعه لكن بدون فائدة، كان هذا الدور عبارة عن نوافذ ممتدة بشكل دائري على الدور كله، تصميم غريب لا يقل غرابة عن كل القصر، كنت أرغب بالسير أكثر فى هذا الدور لكنني شعرت بالخوف قررت أن أضع الأولويات أولًا أن أنزل إلى الدور الأرضي وأرى ماإذا كان فيه باب آخر للخروج أو أي شيء وأترك الفضول الآن جانبًا، نزلت إلى الدور الأرضي كنت أقف على الرسمة البشعة والجميلة بالضبط كان فيها تفاصيل كثيرة لكن لا وقت لتحليل رسمة الآن، رفعت رأسي لأرى باب القصر الضخم الذي وقفت عنده في ذلك اليوم وأطلق النار عليّ، أمسكت المقبض العملاق وفتحته بالطبع لم ينفتح قلت في نفسي ليس لأن باب الغرفة فتح أظن أن جميع الأبواب مفتوحة، كان هناك طريقان طريق لليسار وطريق لليمين أما أمامي فكان هناك على ما يبدو صالة معيشة أو ما تسمى بالاستقبال ضخمة يوجد بها الكثير من التماثيل المخيفة واللوحات لفت نظري أن هناك فيها بيانو جميل جدًا كان البيانو شفافًا وبداخله هيكل عظمي يجلس ويمسك كتبًا، وكان معلقًا في رقبته مفتاح هل من المعقول أن يكون هذا مفتاح الخروج؟؟
سرت بقرب اتجاه البيانو كانت أقدامي ترتعش حقًا مستعدة لأي فجعة ستداهمني وعندما قربت رأسي ووجهي وألصقته بالبيانو الشفاف كان الهيكل العظمي ما زال يملك القليل من الشعيرات في رأسه، أسنانه كانت ما زالت يبدو عليها المادة الهلامية أصابعها كانت تلبس خواتم أيضًا كان هناك على جسدها القليل من القطع المتبقية من فستانها كانت ترتدي
فستانًا هذا يعني أن هذه جثة امرأة لكن لحظة أنا أعرف هذا الفستان وهذا الخاتم الذي تلبسه ويوجد فيه رأس الفيل وفص أزرق؟
‘ هل تعرفين من أين حصلت عليه؟؟
وإن يكن لا يهم……
أكملت حديثها بحماس غير مبالية:
لقد أهداني إياه أبي أخبرني أنه حصل عليه من القبور للمومياء حينما كان في رحلة عمل في البحث عن التراث والتنقيب عن الأشياء الأسطورية……
ضحكت بسخرية:
من الرائع أن الفتاة تصدق أباها لكن ليس من الرائع أن تضحكي على قرائك لكي يقوموا بشراء روايتك وأنك حصلت على هذا الخاتم من أحد قبور المومياء وهو الآن يلهمك لكتابة أعمالك الناجحة المرعبة……
أوه ‘ ماريانا ‘ أنتِ تشعرين بالغيرة مني جدًا لأن أعمالي دائمًا ما تكون الأكثر مبيعًا أتفهمك عزيزتي والآن علينا أن نفترق أنتِ لديك حفل توقيع وأنا أيضًا وداعًا أراكِ لاحقًا لنكمل قصة خاتم الفيل الفضي والمومياء…… ‘
مرت علي هذه الذكرى سريعًا حدثت هذه المحادثة قبل ثلاثة أعوام بالضبط!
كانت ‘ أنجلينا ‘ كاتبة روايات رعب ناجحة ومنافسة كانت فتاة شغوفًا وكنا نكره بعضنا بعضًا بسبب تنافسنا لكن كنا لا نفوت فرصة الحديث بعضنا مع بعض في كل مناسبة للكتب، اختفت ‘ أنجلينا ‘ في ظروف غامضة قبل ثلاثة أعوام في شهر نوفمبر كان لديها الكثير والملايين من المعجبين حتى أنه وضع لها مكان خاص للذكرى يضعون فيه الكثير من الأزهار والصور والرسائل والكتب، أما والداها فكانت ابنتهما الوحيدة التي يفتخران بها ويحبانها كثيرًا أتذكر عندما أتت الشرطة لتسألني بضعة أسئلة لأن تلك المحادثة كانت آخر محادثة بيننا في المعرض وبعد توقيعها في المعرض لم تعد إلى المنزل، سألوني ما إذا كانت متوترة أو أنها غير طبيعية؟
لكن أخبرتهم أنها كانت بخير وسعيدة وترمي علي كلامها المعتاد بالتفاخر بأعمالها، أتذكر أن والدتها ماتت قبل عامين من شدة حزنها وانتظارها بدون فائدة، أما والدها فقد التقيت به قبل عام في شهر نوفمبر وهو ما زال يضع صورها حول المعرض ويقول إنها اختفت من هنا وستعود إلى هنا أتذكر أنني تحدثت معه لأخفف عنه أحزانه وأخبرني بأنه لن يفقد الأمل أبدًا وأن ابنته ستعود يومًا ما، ثم قال لي كلمة لم أستطع نسيانها أبدًا!
عندما سألته إذا كان يحتاج لشيء أو مساعدة؟
أخبرني بإجابة حطمت روحي داخليًا وقال لي بأعين دامعة:
‘ بما أنك كاتبة موهوبة مثل ابنتي أتمنى لو أنك تستطيعين كتابة شخصية ابنتي أتمنى لو أنها شخصية في كتاب لكي تخرج منه وقتما أريد هل تستطيعين فعل ذلك؟ ‘
والآن ‘ أنجلينا ‘ أمامي أصبحت هيكلًا عظميًا جثتها أصبحت ديكورًا جميلًا في منزل هذا الشخص الذي لا أستطيع مناداته إلا بالوحش وعلى ما يبدو سأكون أنا مثلها عما قريب أتساءل ما الذي سأزينه في هذا المنزل؟
أين سيضعني وفي أي زاوية؟؟
انهرت باكية بعد ما تلاشى الأمل في قلبي وروحي أنا أرى أمامي جثة فتاة كنت أعرفها كان لديها أحلام وأمنيات وعائلة وأصدقاء وروح جميلة لم تؤذ أحدًا أبدًا كان ذنبها الوحيد هو فقط أنها كانت تكتب قصص الرعب!!؟
وهل الكتابة أصبحت ذنبًا؟
نظرت حولي وأدركت أن أغلب الهياكل العظمية هنا جثث لأشخاص حقيقيين لمؤلفي روايات الرعب وأنه حتى التماثيل من الممكن أن تكون جثثًا محنطة…..
المؤلفون يستحقون نهاية أفضل من هذه!!
لكن لم يمنحوا شخصياتهم نهاية أفضل ولا نهاية جميلة، وكل ما منحوهم الجحيم والكوابيس والموت بأبشع الطرق والعذاب لماذا تتصرفين الآن وكأنهم مظلومون ومساكين؟
التفت خلفي بفزع لأرى ذلك الشيطان يقف أمامي وكان يلبس قناعًا أحمر اللون مع قرون سوداء شعرت بالخوف والرهبة والفزع رغم أنني كنت أخطط لمجادلته والاندفاع نحوه وضربه لكن كل ذلك اختفى لم أستطع فعله كان يقف بطوله المريب وحجمه المروع وصوته المرعب ولباسه الأسود وقناعه الأحمر وكأنه نسي أن يقول لي مرحبًا بكِ في حضرة الشيطان بنفسها…..
هل تعرفينها؟
سألني وهو يضع يديه حول ظهره ويتقدم باتجاهي بخطوات تكاد أن تخطف قلبي
نعم كنت أعرفها…..
قلت بصوت مرتعش ودموع تغزو وجهي وصل إليّ ووقف أمامي لم أستطع النظر في وجهه كنت مرعوبة منه أكثر من أي وقت مضى بعد ما شاهدت جثة شخص كنت أعرفه،:
أستطيع أن أشم رائحة الخوف تفوح منك لماذا أنتِ خائفة بهذا القدر؟
لم أجبه…..
لكنه أمال رأسه والتصق بوجهي:
على كاتب قصص الرعب ألا يخاف من أي شيء إلا من نفسه هل تعرفين لماذا؟
لأن عقله يوجد فيه أسوأ وأرعب السيناريوهات التي ينفذها على أشخاص غيرها……
رفعت رأسي نحوه وكأني أنظر إلى برج عال بجرأة أخيرًا:
هل تعرف أنك شخص مختل؟
أنت مريض نفسي حقًا أشفق عليك، يبدو أنك تفقد شيئًا مهمًا في حياتك وهو أكثر شيء ترغب به وهي الكتابة أنت لا تستطيع أن تكتب لذلك تقوم باختطافنا وتجبرنا أن نكتب لك أليس كذلك؟؟
توقعت أن يعطيني صفعة على وجهي أو لكمة لكنه لم يحدث ولله الحمد…..
نعم أنتِ الآن تعجبينني فلا أحب مظهر الخوف والضعف عليكِ أبدًا على كاتب روايات الرعب أن يكون أكثر شجاعة وثقة.
استرسل في حديثه وهو يتوجه نحو البيانو وينظر إلى جثة ‘ أنجيلينا ‘:
لقد كانت حقًا موهوبة كتبت لي أربع قصص تثير الفزع والرعب لكن كان لديها مشكلة واحدة هل تعرفين ما هي؟؟
كانت خائفة كثيرًا لم تستطع المقاومة لم تستطع الكتابة أكثر كانت تبكي كثيرًا آه إنها مزعجة أكثر من أصوات الصرخات التي كانت تكتبها في أعمالها، كان الجميع يشعرون بالانزعاج من صوت بكائها ونحيبها وصراخها من الجيد أن تموت لا فائدة من الإزعاج.
الجميع؟؟!!
داهمته بتعجب!
نعم.
رمقته بنظرة اندهاش واستغراب بدون أن أسأله أي شيء……
حسنًا أقصد الكتب التي هنا الكتب هنا أحياء الشخصيات العوالم كلها هنا لها أرواح وحياة الكتب أيضًا لها صوت بالتأكيد ستظنين أنني وصلت إلى أقصى مراحل الجنون ولكن ستعرفين قريبًا أنني لست مجنونًا!
ثم سكت ثانية ثم أضاف:
أو أيضًا مجنون بشكل آخر إن للجنون إيجابيات صدقيني أفضل من العقل السليم مثلًا لو كان لديك عقل سليم أكنتِ ستصبحين كاتبة؟
وتصلين إلى هذا النجاح؟
لا طبعًا!
هذا ليس جنونًا وأنا لست مجنونة هذه تسمى موهبة ولكن أنت لأنك مجنون تظن أن الجميع مثلك مجانين……
حسنًا هذا ليس محور حديثنا الآن لماذا خرجت من الغرفة بدون إذن؟
بالطبع لأن الباب كان مفتوحًا……
وهل وجدتِ طريق الهروب؟
قالها بسخرية.
طريق هروب؟
في هذا القصر الغريب الذي يكون قصراً للموتى!!
حسنًا إذًا اليوم هو يوم الثلاثاء وهو يوم الراحة من الكتابة كما أخبرتك سابقًا لذلك لديك فرصة أن تطلبي مني ثلاثة طلبات وسأنفذها لكِ مكافأة لصمودك لمدة أسبوعين.
شعرت بالراحة والاطمئنان عندما علمت بأني اليوم لن أكتب ثم استوعبت…..
أسبوعين؟
هذا يعني أن لي أسبوعين وأنا مفقودة، هل سأصمد أكثر؟!
بالطبع ستصمدين أنتِ مميزة وذكية.
إنها المرة الألف التي أتحدث فيها في عقلي ويقوم بالرد عليّ!
أنتِ مميزة لدي شعور تجاهك بأنك ستقدمين لي أفضل القصص في تاريخي، لن أنسى أمس كيف أقنعتني أن لا أقوم بقص أصبعك وهذه المرة الأولى تحدث معي…..
حسنًا إذًا هل ستقوم بتنفيذ أي طلب أطلبه؟
سألته.
بالطبع إلا شيئًا واحدًا وهو الخروج من هنا طبعًا.
أعرف ذلك…..
أول طلب أريد مذكرة وقلمًا و……
مرفوض.
لم أكمل حديثي إلا وأتاني الرفض في وجهي، قلت بغضب:
إذًا أنت سترفض لي أي طلب إذا طلب بسيط كهذا رفضته؟
يؤسفني أن أقول لك إن هذا يعتبر في قواعد اللعبة غشًا أنتِ تريدين أن تسجلي كتاباتك وأفكارك ثم تأتي وتكتبينها عندي ما الفائدة؟
قانوني الأساسي في اللعبة هو الارتجال لا يوجد صدقيني أفضل من الارتجال التخطيط للقصة يكون مملًا وخاليًا من المفاجآت على عكس الارتجال والآن أعطيني طلبات أخرى.
تنهدت بقوة:
حسنًا أول طلب أريد قهوة فأنا لا أستطيع أن أكتب بدون قهوة……
لا أعرف حقاً لماذا طلبت قهوة وأنا على شفا حفرة من الموت ولكنني كما قال كل كاتب يكون مجنونًا…..
حسنًا لك هذا وماذا بعد؟
ثاني طلب هو…..
أن أخرج دائمًا لا أرغب أن أكون محتجزة طوال الوقت في غرفة……
تقصدين كل يوم تريدين أن تبحثي عن مخرج للهروب؟
لا ليس كذلك أعرف أنه لا يمكنني الخروج من هنا أبدًا حتى وأنا جثة حتى جثتي ستبقى هنا للأسف……
آمم حسنًا لا بأس على ما يبدو أنني لا أستطيع رفض طلب لكِ.
أعلم بأنه قالها بسخرية……
ولكن ستخرجين فقط عندما أسمح لك وأفتح الباب لك في الأوقات التي أريده أنا.
حسنًا موافقة الطلب الثالث هو ما اسمك؟؟
يبدو أنه تفاجأ كثيرًا من سؤالي هذا اقترب مني مرة أخرى وانحنى بوجهه نحوي أملت رأسي للخلف كنت خائفة أنني أغضبته كنت لا أعلم حقًا لماذا سألته هذا السؤال ولماذا يهمني اسمه الآن؟
لكن صراحة لم تكن لدي طلبات في وضع شخص مثلي محاصر من كل مكان……
لماذا ترغبين بمعرفة اسمي؟؟
قد بدا علي التوتر قائلة:
لا أعرف؟
ولكن خطر في بالي فحسب.
حسنًا إذًا أعطيني واحدًا من فضلك.
ماذا؟؟
أعطيني اسمًا سبق وأخبرتني بأنك ستكتبين عني فصلًا كاملًا في إحدى قصصك المرعبة لذلك أعطيني أيضًا اسمًا أو هل لديك شخصيات بدون اسم؟
تريدني أن أسميك؟؟
هذا يعني أنك لن تنفذ طلبي وتخبرني بحقيقة اسمك!
أعطيني اسمًا وسيكون لديك الكثير من المميزات في عالمي.
مثل؟؟
قلت بجدية.
هل تستغلينني الآن؟
ولكن أنت من طلب مني ذلك لست أنا!
حسنًا إذًا انسي الأمر وفكري في طلب ثالث وأخير
قالها واستدار خارجًا من صالة المعيشة…..
‘ ويليام….. ‘
توقف عن السير والتفت إليّ:
ماذا قلتِ؟
‘ ويليام ‘ سيكون اسمك ‘ ويليام ‘……
عاد إليّ واقترب مني:
لماذا هذا الاسم بالذات؟
هل تعرف معناه؟؟
لا لكنني أظن أنه الوحش أو الشيطان أو القاتل؟
خطأ…..
معناه ‘ الحامي ‘……
سكت بدهشة……
وهذه أول مرة أراه متعجبًا رغم أنني لا أرى تفاصيل ملامحه بسبب هذا القناع، ثم أكملت حديثي:
اتضح لي أنك تقوم بحماية الشخصيات الخيالية عن طريق قتل صانعيها، لذلك سميتك بهذا الاسم لقد خطر في بالي…..
أنتِ حقًا لديكِ طرق ذكية في سحبي نحوك والمماطلة على حياتك!
وأنت حقًا لا يعجبك شيء أنت من أخبرني أن أعطيك اسمًا وفعلت……
حسنًا لا بأس إذًا اسمي ‘ ويليام ‘ ويمكنك مناداتي به جميل، والآن تعالي.
أمسك بيدي كالعادة وسحبني معه……
انتظر إلى أين تأخذني؟؟
لم يعطني إجابة واستمر بالسير وهو يجرني معه، صعدنا عبر السلالم تجاوزنا الدور الأول والثاني علمت بأننا سنذهب إلى المكتبة وبالفعل دخلنا إلى المكتبة وأمرني بالجلوس جلست قائلة بتوتر:
ألم تقل بأنه اليوم لا توجد كتابة؟؟
ما الأمر يا كاتبتي المبدعة؟
الهذه الدرجة تخافين من الكتابة؟
قالها ساخرًا.
لا، أنا لا أخاف من الكتابة ولكنني أخاف منك…..
لماذا؟
هل أنا وحش؟
أنا لا أعض أبدًا.
ولكنك تلتهم…..
وهذا سبب كافٍ…..
أنا لا ألتهم الفتيات الجميلات أنا أفضل أن أقوم بتحنيطهن مثل الجميلة التي جملت البيانو خاصتي، والآن اسمعيني جيدًا:
اليوم ستمكثين في المكتبة وتنامين هنا لا تحاولي أن تلمسي أي شيء هنا لأنه ليس في مصلحتك.
لماذا؟؟
سألت باستغراب.
بدون أسئلة.
قالها وهو يصعد سلالم المكتبة للخروج:
سأذهب لأحضر لك الطعام والقهوة والماء وأعود.
خرج وتركني في حيرة من أمري هل غير مكان سجني في هذه المكتبة التي رفوفها تحتوي على أدمغة بشر!؟
لا يهمني حقًا كل ما يهمني أنني حية إلى الآن لم أستطع التفكير في إذا ما سأنهض واكتشف هذه المكتبة أو أجعل الاكتشاف في وقت لاحق حتى دخل إلى عائدًا بصينية الطعام والماء والقهوة أحضر لي الكثير من ظروف القهوة والحليب وآلة التسخين، مما جعلني أضحك لأول مرة……
قال وهو يضع الأشياء أمامي:
هذه أول مرة تبتسمين فيها؟
لهذه الدرجة تحبين القهوة؟
لا…..
لأنه ليس من اللائق أبدًا أن تتصرف بلطف……
لا ليس لطفًا…..
ولكن أنا أنفذ الطلبات التي طلبتها مني وخصوصًا تقولين بأن القهوة تساعدك على الكتابة وصياغة أفضل القصص إذا لم لا أحضرها لكِ.
ولكن أنا لا أحب هذا النوع من القهوة……
أخبرتك قبل:
لا يمكنك أن تكوني بهذا الاستغلال لا أحد يستطيع استغلالي لذا يجب من الأفضل أن تشكريني إذا لم تعجبك فسآخذها فحسب.
لا……
لا لا تفعل أعتذر لا بأس اتركها، لكن لماذا الطعام كثير؟؟
لأنه يعتبر وجبتين:
الغداء والعشاء.
لماذا الآن تحضر لي وجبة العشاء؟؟
لأني لن أكون هنا الليلة وأنتِ ابقي هنا حتى يوم الغد.
هناك في آخر المكتبة على اليسار يوجد باب حمام يمكنك استخدامه وعلى اليمين يوجد باب آخر لكنه مغلق لا تحاولي فتحه، لا تحاولي الخروج لأن الباب مغلق بالطبع، ولا تحاولي أن تلمسي أي شيء هنا لأنك ستندمين، ولا تحاولي ان تتسلقي هذه السلالم في المنتصف لكي تصلي إلى الباب لأن الفضول يقتل صاحبه، وأيضًا مهما سمعتِ من أصوات ستكون في الخارج فقط إذا سمعتِ أحدًا قام بمناداتك أو طرق باب. المكتبة فلا تتحدثي أبدًا مع أي أحد هل فهمت؟
والآن سأغادر وأراك غدًا.
قال هذه الكلمات التي نزلت على رأسي كالصاعقة بكل برود والتفت مغادرًا، صرخت:
ماذا تقول؟
أنا لا أفهم شيئًا؟
أي أصوات ومن سيتحدث معي؟
وإلى أين أنت ذاهب وتاركي هنا؟؟
ألا يكفي ما تفعله بي؟
أرجوكِ لا تكوني درامية تخيلي فقط أنك الليلة ستكونين في رواية رعب.
ماذا؟؟
أشد من الرعب الذي عشته هنا طوال الأسبوعين؟
قال ضاحكًا:
لا تهتمي أمزح معك فحسب ثقي بي ستكونين بأمان هنا ولن يستطيع أحد الوصول إليك غيري أنا.
قال آخر كلماته وخرج من الباب وأغلقه!
هذا المجنون المختل أنا لا أفهم أي شيء حقًا؟
ما الذي سيحدث الليلة وعمّن كان يتحدث؟
ولماذا هو غادر وتركني؟
ولماذا وضعني في المكتبة؟
أنا مدركة الآن أنني لا أعيش مع قاتل فحسب بل أعيش مع جنونه أيضًا…..
- لقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية اكتب حتى لا يأكلني الشيطان)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)