رواية أقدار متباعدة الفصل الثاني 2 بقلم هنا محمود
رواية أقدار متباعدة الفصل الثاني 2 بقلم هنا محمود
البارت الثاني
“٢”
في غرفة الإجتماعات ، حوالين الطاولة بابا “مجاهد” و “نوح ” هو و “آدم” كان قاعد قُصادي !…
كُنت سمعاهم بصمت ، قال بابا بهدوء..:
_طالت غيبتك يا آدم ليه كِده؟…
جاوبة بصوتة الغليظ..:
_الشغل برا كان كتير انتَ عارف بقا ..
اتدخل “نوح” وقال ..:
_انا افتكرتك مش هترجع تاني يا دوما ايه الغبيطة الطويلة دي؟!…
كُنت باعدة عيوني عنهم و بفرك كفوفي بتوتر ، سحب “نوح” كفي و شابكة مع ايده قُصادهم وقال..:
_ده انتَ حتي فوت فرح صاحب عُمرك…
عيونة جت علي تشابك ايدينا فقال بهدوء..:
_مقدرتش احضر بس بعت هديتي ليكم …
رفعت عيوني ليه بصدمة مكنتش اعرف انه بعت هدية ! عيونا اتلاقت لأول مرة لكني بعدتها بسُرعة عنه …
و جودة مُربك بالنسبة ليا ، قال “نوح ” ببسمة..:
_ناوي ترجع تاني امتي بقا؟…
نفي ليه و هو بيريح ضهره علي الكُرسي ..:
_لاء مش ناوي ارجع تاني هكمل هِنا ….
ظهرت الصدمة علي وشوشنا “آدم” صفي كل حساباتة هِنا ازاي هيرجع و ليه؟!…
اتدخل بابا وقال..:
_هتبدأ من الاول السوق هِنا صعب عليك مش هتعرف تسلك..
ابتسم بثقة وقال ..:
_مفيش حاجة صعبة علا حفيد عيلة عمارة هرجع تاني و هحتكر السوق لأسمنا زي زمان أيام حَسن أخويا …
نظراتة في النهاية تحولت لتحدي و كأنه مقرر يوصل رسالة مُشفرة للكُل…
______________
غضبة كان زايد من وقت ما قابل “آدم” ، حطيت كُباية النسكافية قُصادي بتوتر و انا مقرره انسحب
لكنه قاطعني لما قال بضيق..:
_النسكافية من غير لبن ليه؟…
جاوبة بهدوء..:
_مفيش النوع البتحبه خلص…
عيونة بقت حادة و هو بيستقيم بغضب و اتحرك قُصادي ..:
_و ليه مخلتيش حد يجيبة ؟…
رجعت خطواتين لورا .:
_مأخدتش بالي أنه خلص …
ارتفع طرف ثغرة بسُخرية و حدف المج بكفة بإنفعال ..:
_علي طول نفس الغلط ؟ بتنسي تفاصيلي دايمًا …
نفيت ليه بجسد مرتجف..:
_لا و الله انا كنت فاكرة انه فيه …
بتر حديثي و هو بي.ضربني كَف علي وشي !…
أختل توازني رغمًا عني و وقعت علي الأرض بقوة …
انحني ليا و هو بيمسكني من خصلاني عشان ابصلة و نبس بغضب..:
_مكنتش ناوي افرغ غضبي عليكي بس انتِ دايما بتخرجيني عن شعوري…
العيون اتملت بالدموع وقولت بنبرة كُلها رجاء..:
_انا أسفة….
و كأن ضعفي و إعتذاري ليه كان ملاذة ! روحة المريضة عطة شرارة البدأ و كالعادة فرغ غضبة عليا عن..فني نفسيًا قبل جَسديًا!…
____________
صحيت تاني يوم كالعادة مش حاسة بجسمي كُنت نايمة في اوضتي لوحدي الحاجة الوحيدة الي قدرت املكها في الدُنيا ، نزلت رجلي من علي السرير و انا حاسة بثقل …
وقفت قصاد مرايتي و شوفت اثار الكدمات علي طول دراعي ….مستغربتش شكلي بقيت مُعتادة علية خلاص …
دخلت اخد شاور و فتحت الماية السُخنة كانت حرارتها عالية بتنزل علي جروحي زي النار لكني مهتمتش بوجع جسمي وجع روحي كان اكبر بكتير ….
خرجت من الحمام و قعدت علي السرير و انا سايبة شعري يننرل قطرات الماء علي الارض و علي جسمي
مبقتش متحملة أكتر من كده بس مفيش في أيدي حيلة ، ضميت جسمي ليا و انا بغمض عيوني مستسلمة لشعور الألم ايدي كانت بتمسح علي شعري كنت اتمني تكون ماما جمبي و اتمتع بحضنها الدافي …
فقت من شرودي علي صوت رسالة كانت منه محتواها …”بكرا تلبسي حاجة تليق بيا و تداري أي أثر”
قفلت المويبل و غمض عيوني و انا بستسلم ليأسي في الحَياة ….
_____________
ثوب أسود طويل ليه ياقة ضيق و بأكمام طويلة يخفي أي أثر لجريمة ، حطيت بعض مُستحضرات التجميل تضيع شحوب بشرتي و ختمته بجزمة و شنطة بنفس الالون المُشابة لحياتي….
لنزلت تحت كان واقف بيستقبلني بإبتسامة الراضية عن مظهري و قد اية كرهت نفسي الخاضعة ليه
قرب مني خطوات ثابتة و علي وشة نفس الإبتسامة ، رفع كفة يعيد خصلاتي لورا و رفع ايدي و هو بيخرج علبة من جيبة …
_انا اسف مكنتش أقصد انتِ الي عصبتيني …
كان أنسيال مرصع بالأماس حاوط معصمي بيه و هو يداعب و جنتي بإبهامة ، مش اول مره يعملها اتعودت عليه يغلط و يعتذر بهدية و انا أقبل ..
همهمت ليه بخفة و انا بتخطاة و توجهت للعربية …
طول الطرق كان صامت و انا حبيت ده ، كُنت بتابع السما بعيون شاردة لحد ما وقف قُصاد قصر العيلة …
نزلت معاه بهدوء مسك كفي بأيدة و بدأنا نمشي سوا كُل الي يشوفنا بيحسدني متجوزة رجل اعمل غني اكسسوراتي كلها الماظ لبس من ماركات عالمية و الي بطلبة بيجيلي بس انا عايشة زي الشبح من غير روح !…
استقبلنا اهلة بترحاب و قعدنا في جو عائلي سوا حاولت اندمج معاهم عشان يكون شكلي طبيعي لكن وقفني لما دَخل !…كان هو “آدم” عيونا أتلاقت لثواني لكني بعدتهم بِسُرعة …
أنفاسي أرتفعت وجودة بيفكرني بأخر لحظاتي السعيدة ، و بفقدان حَسن أخوة … رحب بيه الكُل و هِنا عرفت ان التجمع ده أحتفالا برجوعة هو أبن صديق العائلة المُقرب …
اتجمعنا علي طاولة الغدا كُلنا ، كُنت حاسة بتوتر و كأن قبضة بتعتصر معدتي مشاعري مش فاهماها بس انا شايفة مراهقتي فية وقت ما كُنت مش شايلة هم حاجة و دون إدواك مني رفعت عيوني لليمين و شوفة “نوح” جوزي و هِنا شوفت حاضري التعيس…
استأذنت منهم و روحت الحمام خوفت لأضعف قُصادهم ووقتها مش هيرحموني …
وقفت قُصاد المراية بعد ما حاولت اهدي أعصابي وجودة عرفني قد ايه ان حياتي اتدمرت اتحملت غلط مش ليا و كلة لأجل العيلة!…
خرجت بعد وقت لكن جسمي رجع خطوة بتفاجئه لما لقيت واقف قُصادي ، لابس بدلة سودا و رفع خصلاتة السوداء لفوق و بيتناول سم لفافة ابتسمت لية بإرتجاف و انا ببعد عنه لكنه وقفني لما قال بصوته الغليظ..:
_أنا فاكرك…
يُتبع…
- لقراءة باقي الفصول أضغط على (رواية أقدار متباعدة)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)