رواية أمل ما بين الحياة والموت الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم منال كريم
رواية أمل ما بين الحياة والموت الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم منال كريم
البارت الثاني والعشرون
: للأسف يا أستاذ حازم ،أنت عندك عيب خلقي و مستحيل تكون أب..
قبل شهر.
كانت نورا في الشهر الثامن
و مش هي بس اللي مستنية لحظة الولادة، دي كانت صباح تعد الايام، و الأكثر حماس منهما هي أمل، اللي منتظرة يوم الولادة بفارغ الصبر ، و أن أخيرا حازم هيكون أب، و مش علشان حازم بس، لا كمان كانت شايفة أن الطفل هيكون عوض لها هي كمان..
رجع حازم من الشغل، جريت امل عليه و قالت بابتسامة:
حمد لله على السلامه.
وضع قبلة على جبينها و قال: الله يسلمك يا حبيبتي ، عاملة ايه ؟
: الحمد لله ، عندي مفاجأة ليك.
= ايه؟
مسكت أيده و مشيت قدمه ، و دخلت اوضة مخصص الاطفال اللي وقت تجهيز الشقة صممت تكون في اوضة أطفال.
سابت أيده و لفت في الاوضة و هي بتقول بابتسامة: ايه رايك ؟
كان مصدوم و مش متخيل أن ممكن زوجة أب تعمل كل التربيتات دي علشان أبن جوزها من ست تانية..
الاوضة متزينة بشكل جميلة، و كانت مجهزة للاستقبال الطفل.
مشيت ناحية الدولاب و فتحته و قالت: شوف اشتريت الهدوم دي ، أنا مش عارفة هو بنت او ولد، جبت لبس ينفع للاتنين، طلبت منك أكتر من مرة تسأل نورا عن نوع الجنين، مش مشكلة دول ينفعوا للاتنين.
قفلت الدولاب و قالت: شوف كده التجهيزات في حاجة ناقصة.
و هي بتلف في الاوضة و تحكي له عن كل حاجة ، كان يبص لها بحزن شديد، مفيش حد كده، تفرح للكل الناس ، في قلبها حنينا تكفي الدنيا كلها.
قربت منه و سألت: أنت ساكت ليه؟ في حاجة مش عجبك؟
مردش عليها ،قالت هي: اه فهمت ، ممكن تكون تقول أن نورا ترفض أنه يجي هنا صح ، بس اكيد هي مش هترفض أنه يخرج معك و ابقي تعالوا هنا شوية صغيرة و أنا عمري ما أكون مرات أب.
نهت جملتها و ضحكت بصوت عالي و قالت::اوعي تكون خايف على إبنك مني.
: أنا جعان.
ضمت حاجبيها باستغراب و قالت: ايه.
خرج من الاوضة و هو يقول: حضري الاكل على مأخذ حمام.
بصت على طيفه بتعجب و دخلت وراءه، و سألت: رايك ايه في الترتيبات.
أخذ ملابس من الدولاب و دخل الحمام من غير رد.
خرجت حضرت الاكل و هي متعصبة منه جدا…
أما هو خرج من الحمام ، وقف قدم المرايا ويكلم نفسه: ليه حاسس بخنقة كبيرة ، و كل ما يتفتح موضوع الطفل أحس أني مخنوق و مش متقبل الفكرة ، مش عارف ليه يحصل كده و المفروض أكون فرحان بالخبر.
كانوا قاعدين على السفرة بصمت تام، ياكل من غير ما يبص لها أو يوجه لها كلام.
و بعد الاكل دخل المطبخ دقائق و خرج و هو معه كوبية شاي و دخل الاوضة تاني.
دخلت وراء وقفت قصائده و سألت : هو في ايه.
رد ببرود: مفيش حاجه ،تعبان.
جت تتكلم لكن قال: لو سمحتي يا أمل مش قادر أتكلم…
خرجت أمل و هي متعصبة منه…
مرت الأيام و وصلت نورا الشهر التاسع و هو قلبه مقبوض من الفكرة لحد ما قرر يعمل تحاليل و يشوف يقدر يخلف أو لا
علشان يكتشف أنه عقيم و أن احساس الكراهية تجاه تجاه الجنين كانت لها سبب..
عودة
خرج من عند الدكتور و هو مش زعلان، لكن مصدوم أن نورا وصلت أنها تعمل كده.
كان مستني قدم العمارة في العربية ، نزلت أمل و ركبت جنبه و سألت: خير ليه طلبت مني أنزل؟
بص بابتسامة و قال: مفاجأة.
و أتحرك بالعربية ،سألت : ايه هي المفاجأة ؟
: اصبري يا امولة
بصت باستغراب و قالت: احنا بنعمل ايه هنا.
= انزلي بس.
: انزل فين، أنت عارف أن طنط مش بتحب وجودي.
فتح العربية و نزل ، ورح ناحيتها مسك أيدها و نزلها، و قال: طلبت من خالتي و نورا يجوا علشان في حاجة مهمة لازم أقوله قدم الكل.
قبل ما ترد ،وصل عماد وسلسبيل اللي طلبت منه تجيب نفسها تطلب من صباح وسماح حضور الفرح لانهم رفضوا.
سلم على بعض هو و حازم،و سلمت سلسبيل على أمل، و طلعوا مع بعض فوق.
كانت صباح وصابرين ونورا مستنيين حازم اما سماح زي العادة في اوضتها،رن الجرس نورا تفتح وهي مبسوطه لان اللي جاء في دماغها ان حازم يكتب عليها مرة تانية عشان الطفل.
اتصدمت لما لقت أمل معه، سألت باستغراب : بتعملي ايه هنا يا أمل.
أول ما سمعت اسمها، خرجت بسرعة و هي تصرخ: اوعي تفكري تدخلي بيتي ، ملكيش مكان هنا
تجمعت الدموع في عيونها و بصت لحازم بعتاب و لؤم.
مسك أيدها و قال: وسعي كده يا نورا.
: هي بتعمل ايه هنا؟
= دي مراتي و ده بيتي و أنتِ نسيتي أن لي ورث في البيت يا ماما.
همس عماد و قال: عايزة تقنعني ماما ، اتفضلي يا اختي دي ماما.
قالت بخوف: أنا خائفة.
: و أنا كمان.
حازم: الكل يجي كده و يدخل لاني عندي الخبر الموسم.
صرخت بصوت عالي: أمل تخرج من هنا الاول.
قال ببرود: اقعدي يا ماما، لأن الخبر اللي أقوله صعب عليكي.
دقائق صمت و الكل قاعد مستني كلام حازم، كان هو واقف قدم الكرسي اللي أمل قاعدة عليه و مسك ايدها، بص على نورا و سأل: بقولك يا نورا اللي في بطنك ده ابن مين؟
كان السؤال صدمة للكل، لكن قبل ما تجوب هي، ردت صابرين بحزن: أخس عليك يا حازم ،طول عمري بقول أنك ابني ، و أنت تقول كده على بنتي.
: أنا آسفة يا خالتي حقك عليا بس دي الحقيقة.
توترت نورا و تفرك في أيدها و الكل يبص عليها، شدت أيده و قال : عيب كده يا حازم.
: اصبري.
و كمل بصوت عالي: اتكلمي يا نوار.
قامت وقفت وقالت بعصبيه:
تتجننت ولا ايه قال كده اللي في بطن ابنك طبعا.
ابتسم بسخريه وقال :
اسكتي مش انا مش بخلف عقيم.
الاول صدمه ان الطفل مش ابن حازم دلوقتي صدمه أن حازم مش بيخلف.
قالت صباح: أنت أتجننت ولا ايه أنت عايز ايه جاي لي.
: جاي أقول أني مش بخلف، يعني اللي في بطن نورا مش ابنى.
صابرين كانت قاعده ساكته مصدومه هي عارفه ان حازم مش بيكتب طالما مش بيخلف يبقى مش بيخلف معقول تكون بنتها وصلت انها تعمل كده.
وعماد وسلسبيل بيراقبه الحديث بصمت.
اما امل كانت مصدومه وهي كمان قررت تكون تسمع الكلام بصمت.
صباح انا بتدافع عن نورا بكل طاقتها، عندها استعداد تعمل اي حاجه ولا تخلي أمل تحسي بالانتصار وانها زيها زي حازم، حقدها من أمل عمى قلبها و عقلها.
قال بصوت عالي :
بطلي أنتِ بتدافع عنها بقول لك مش بخلف،يعني اللي في بطنها مش ابني.
و ضحك بصوت عالي و قال: لو مش مصدقه يلا نعمل تحاليل مش ليا لا ده حنين للجنين التحاليل DNA.
الغريب أن ان نورا كانت بتسمع الكلام جامده ومش خايفه قالت بصوت هادي ايوة يا حازم مش ابنك، بس بلاش تشيل هم او مش أبن حد غريب برده ده أبن أخوك عماد.
و قبل ما حد يتكلم كانت صباح قالت: أيوة حصل أنا شفته و هو نازل من شقتها و لما سألته قال إنه يحبها من زمان ، تنكر يا عماد أنك مش بتحب نورا.
كان مصدوم هو كان بيحب نورا لكن ده محصلش، و ليه أمه تقول كده، دي لا يمكن تكون إنسانة طبيعية.
ضحك حازم بصوت عالي وقال:
أنتم الاتنين شياطين مش عايزين مستشفى امراض عقلية انتوا عايزين نار جهنم تتحرقوا فيها، هي عندها هوس و تعلق مرضي اني اكون لها.
و أنتِ نفس الهوس بس كراهية ل أمل ، ليه مش عارف ، و انتوا فاكرين بقا اصدق الكلام ده على اخويا، سهلة يا نورا تعمل التحليل و نثبت الكلام ده.
صرخت نورا و هي تقول: أنت عايز ايه، ليه بتعمل معي كده انا بحبك و عمري ما حببت حد غيرك ليه بتعمل كده.
: ده مش حب ، لو فعلا حب كنتي فكرتي في سعادتي لكن ده جنون أنتِ مجنونة، حب ايه و أنت سلمتي نفسك لحد تاني ، دلوقتي حالا عايزة اعرف اللي حصل، لاني متاكد اني مقربتش منك، اتكلمي بالذوق.
مش خايفة أو حتي قلقانة من حاجة ، كل تفكيرها أن كده حازم ضاع منها ، لكن مفيش خوف من ربنا أو خوف على أمها اللي قاعدة من غير كلام..
قالت بدموع: عندك حق محصلش بينا حاجة لأن اول ما طلعت الشقة نامت على طول و طول الوقت تقول أسم امل امل، كأن مفيش غيرها، بس أنا قولت لازم أضحك عليك علشان تفضل لي، صدقني مكنش في بالي خالص اني اخونك.
فلاش باك
بعد ما حازم طلق نورا باسبوع و كان لسه قاعدة في الشقة، باب الشقة خبط فكرت سماح أو صباح لكن لقيت حد تاني خالص.
: اياد بتعمل ايه هنا؟
= كنت معدي من هنا قولت اطمن عليكي
: أنت جر لمخك حاجة جاي بيت جوزي تسأل عليا، لو حد شافك.
= متخافيش حماتك و سماح خرجوا من البيت.
: و أنت مرقب البيت ليه.
ضحك و قال: وحشتني يا نورا، أنتِ عارفة أني بحبك من زمان و طلبت منك الجوز أكتر من مرة و ترفضي، مش انا أحسن برضو على الأقل جيران و الباب في الباب و بحبك مش حازم.
قالت بعصبية: اوعي تجيب سيرته أنت فاهم.
= أنا عارف أنه طلقك.
: عرفت منين.
= لبني صاحبتك.
: أنت عايز دلوقتي
لهجتها معه كانت فيها قبول مش رافض ، كانت مبسوطة لكل كلمة يقولها علشان تحس أنها جميلة و مرغوبة.
و مش لحظة ضعف قبلت بكده، لا كانت شايفة ده يخدم مصلحتها علشان حازم يصدق أنهم متزوجين، و من الناحية التانية سعيدة بالحب اللي تشوفه من اياد، بقت تستغل اي وقت سماح و صباح مش في البيت علشان يجي اياد، غريبة خافت من الإنسان و مفيش خوف من رب العالمين….
لما حصل الحمل ، فرحت اكتر.
الكل كان مصدوم و هو بيسمع كلامها ،تحكي من غير خوف و كأنها عملت شئ عادي.
عماد يحمد ربنا انه نجاه منها.
أمل و حازم مبسوطين أن مفيش حاجة حصلت بينه و بين نورا.
صابرين فقدت النطق و النفس و فارقت الحياة و هي تسمع كلام بنتها.
صباح مش زعلانة من نورا أو على نورا زعلانة على الطفل أنه مش أبن حازم.
قال حازم: بصي يا نورا، أنا مليش حكم عليكي، و الحمد لله أن ربنا أنقذني منك، و ربنا يعين خالتي على واحدة زيك، أنا كلمت عمك و فتحت التلفيون علشان يسمع مغامرات بنت أخوه.
خبط الباب ،فتح حازم و قال::اتفضل يا عمي.
خافت من عمها ، جريت وراء امها و قالت: الحقني يا ماما.
شدها عمها و مشي.
رح حازم و عماد عند صابرين و قال حازم: أنا آسف يا خالتي.
مفيش رد ، كمل عماد: خالتي أنتِ بخير.
و ماتت صابرين بسب الحسرة على بنتها…
في الأرياف
وصلت نورا مع عمها قرية صغيرة و هي تبكي و تصرخ بخوف.
داخل غرفة صغيرة مليانة حشرات من كل الانواع ،كانت نورا مربوطة من أيدها.
دخل عمها معه الكربك، صرخت و هي بتقول: تعمل ايه يا عمي أنا قولت كده علشان حازم هدد أنه يقتلني ، اللي في بطني ابن حازم صدقني.
من غير ما يرد، نزل عليها ضرب و هي تصرخ ، ظل نص ساعة كاملة يضرب فيها لحد ما تعب و هي نزفت كتير و فقدت الواعي..
و امها ماتت و ادفنت من غير ما تكون معها و لا تعرف.
و هي مرمية على الأرض ،حست بجردل مياة عليها ، شهقت و هي تقول : مين.
: اهدي أنا جاي اهربك من هنا.
= بجد
: أيوة يلا بسرعة.
و سندها لحد برة كانت في عربية ركبت فيها معه، و بعد شوية وصلت المقابر، سألت و هي تبص حواليها : احنا بنعمل ايه هنا؟
نزل الشخص اللي ساعدها في الهروب، شدها بقوة و قال: تعالي معي.
بقت تصرخ و هي مش فاهمة في ايه ، بصت بصدمة لما لقت حازم واقف قدم مقبرة مفتوحة، فهمت هو ناوي على أية
قال هو: برافو عليكي هو كده، عايزك تجربي نفس الشعور اللي كنتي عايزة أمل تجربه.
مجرد ما خلصت جملته، شدوها إلى المقبرة و قفلوا عليها…
و للحديث بقية
في لسه نقاط غامضة أن شاء الله توضح في الفصل الجاي
فرحتوني بلايك و كومنت حلو زيكم
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية أمل بين الحياة والموت)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)