رواية غريبة في عالمك الفصل السادس 6 بقلم رحاب حلمي - The Last Line
روايات

رواية غريبة في عالمك الفصل السادس 6 بقلم رحاب حلمي

رواية غريبة في عالمك الفصل السادس 6 بقلم رحاب حلمي

 

البارت السادس

 

 

*ملكي*

في فيلا كمال وهدان كان ماهر يجلس على احد الكراسي وهو يشتعل غضبا ,وعندما سمع صوت أقدام والديه وهما ينزلان درجات السلم , هب واقفا و استدار تجاههما وهو يقول ثائرا: انتو لسة مصرين بردو انكم تروحو؟
فقالت وردة بحنان محاولة تهدئة ابنها: مانت عارف يابني, انا مش هقدر اكسر لجدك كلمة.
فنظر ماهر الى والده يسأله: وانت كمان يا بابا مش قادر تقول لا؟
كمال وهو يحاول ان يكتم غيظه: ولا انا يا ماهر طالما جدك مازال هو المتحكم في كل شيء
ماهر: يعني هتسيبوا مريم تتجوز يوسف دة وكل حاجة تضيع من ايدينا؟
وردة: يابني مين قالك كدة بس؟ مفيش حاجة هتضيع ان شاء الله. جدك عمره ما بيظلم حد. تفتكر يعني ممكن يظلم بنته؟
كمال بلهجة ساخرة: ومين قالك انه هيبقا حاسس انه بيظلمك, ماهو ممكن يكون فاكر انه بكدة بيعوض اللي اسمها مريم دي عن اللي عمله مع ابوها.
ماهر: وطبعا الزفت اللي اسمه يوسف دة ما هيصدق, اصلا الراجل دة انا عمري ما استريحتله. وقربه من جدي دة مش طبيعي خصوصا بعد اللي عمله خالي. مش معقول يكون قرر فجأة كدة انه يتجوز بنت الراجل اللي رفض انه يتجوز عمته زمان وينسى اللي فات. اكيد بيخطط لحاجة تانية.
فقال كمال موافقا على كلام ابنه: معاك حق يا ماهر. وكمان يوسف دة مش من النوع اللي ممكن يسيب تاره بسهولة. عشان كدة احنا لازم نخلي بالنا منه كويس اوي.
ماهر متوعدا: وانا وديني ما هفوتله جوازه من مريم دة على خير. وانا وهو والزمن طويل.
****************************
اقيم الحفل في فيلا عبدالرءوف الكامل وقد كان حفلا بسيطا كما ارادته مريم لا يضم الا اقرب الاقربين واهمهم بالطبع عبدالرءوف الذي كان وكيل العروس في عقد الزواج وكذلك الشاهدان وهما كمال زوج وردة و وليد اخو يوسف, الى جانب وردة وبعض الاصدقاء القلائل وعلى رأسهم كانت حياة التي لم تترك صديقتها منذ صباح هذا اليوم.
كانت مريم ترتدي الفستان الذي تم اختياره من قبل يوسف فهي لم تجد اي فائدة من الاعتراض وقد غطت شعرها بطرحة ذات لون ذهبي لامع أبرز لون عينيها الأخضر بوضوح. وقد أصرت مريم على الا تستخدم ايا من ادوات الزينة فهي في الحقيقة لم تكن بحاجة اليها, فبدونها وبهذا الفستان الرائع كانت تبدو كالملكة لحظة التتويج.
اما فيما يتعلق بيوسف فكعادته بدا في قمة الوسامة والفخامة ببدلته السوداء الانيقة التي ابرزت مدى طوله مقارنة بمريم التي وان كانت ترتدي حذائها ذات الكعب العالي فهي بالكاد تصل الى أعلى رقبته فقط مما جعلها تشعر بسيطرته وتفوقه عليها ولو قليلا
تم الانتهاء من كتابة العقد مع تقديم التهاني للعروسين والدعاء لهما بدوام السعادة, وجاءت اللحظة الحاسمة فجلس يوسف على الأريكة بجوار مريم مما جعلها تبتعد عنه قليلا في ضيق, وقد لاحظ يوسف ذلك ولكنه لم يبال بالامر. وجاء وقت الشبكة فأخرج يوسف من جيبه علبة قطيفة صغيرة الحجم أخد منها خاتم الخطوبة وكان من الألماس يتوسطه فص صغير من الزمرد الأخضر أختارته مريم ليتناسب مع لون عينيها مد يوسف يده ناحية مريم وهو يقول بصوت هادىء شعرت مريم من خلاله مدى السخرية التي يحملها : ايدك يا عروسة
فمدت مريم يدها له مرغمة وعندما لمستها يده شعرت برعشة خفيفة من خشونتها , وعندما اختلست النظر اليه لم تتلق الا ابتسامة ساخرة. وضع يوسف الخاتم في اصبعها, ثم قال لها بلهجة لم يشك أحد في صدقها: مبروك
فردت مريم بصوت خافت وهي تتجنب النظر اليه: الله يبارك فيك.
وعلا صوت الزغاريد بالمكان وتزاحم الجميع على العروسين لتقديم التهنئة ماعدا واحدة وقفت في مكان بعيد ترتكز على أحد الأعمدة تمتلأ عينيها بالدموع ولكنها لم تسمح لها بهجر مقلتيها ,ورغم محاولاتها المتكررة قد فشلت في رسم البسمة على شفتيها, ولكنها شعرت بوجود من يراقبها كما كانت تشعر منذ بداية الحفل ولكنها لم تهتم في باديء الامر , إلا أنه عندما رفعت نظرها في تلك اللحظة قد تلاقت عينيها بعينيه التي تحمل الكثير من الفضول والأسئلة , حاولت حياة التهرب من نظرات وليد الملاحقة لها ولكنها لم تستطع ورغم بعدها النسبي عنه قد شعرت بأنها تبدو شفافة بالنسبة له وكأنه يخترقها من الداخل بالرغم من انها لاتعرفه وكذلك لم يبد عليه أنه يعرف من تكون, لم ينتشلها من ذلك الموقف سوى صوت هاتفها الذي تعالت رناته فقامت بالرد: السلام عليكم…أيوة يا بابا…..معلش بقا محستش بالوقت….اوك هاخد تاكسي واجي حالا…أعمل ايه بقا مفيش حل قدامي غير كدة…..اوك يا بابا …اول ما اركب التاكسي هبعت لحضرتك رسالة برقمه…….مع السلامة.
كان على حياة ان تهنىء صديقتها اولا وتخبرها برحيلها ولتفعل ذلك يجب ان تمر بذلك الغريب الذي بدأت تخشى نظراته, ترددت قليلا ولكنها اخيرا استجمعت شجاعتها وذهبت لتهنئ مريم وعندما مرت به حاولت ان تتحاشى النظر اليه ولكن حدث مالم تتوقعه حيث سمعته يقول وهو يشير لها بيده: لو سمحتي يا أنسة
ترددت حياة قليلا أتتوقف أم تكمل طريقها؟ ولكنها قررت ان تنهي ذلك الامر , فتوقفت على مسافة مناسبة منه: وهي تسأله: نعم؟ حضرتك بتكلمني؟
اقترب منها وليد قليلا مما زاد من توترها: انا اسف لتطفلي,لكن ممكن اعرف اذا كان حضرتك قريبة العروسة ولا لا؟
حياة: ودة هيفرق معاك في ايه؟
وليد بابتسامة رقيقة: يعني تقدري تقولي فضول او تعتبريها مجرد دردشة.
فقالت حياة وقد ثار غضبها ولكنها حاولت خفض صوتها كي لا يسمعه غيرهما: اه. واضح بقا ان حضرتك فاضي وعايز تتسلى, اما انا بقا للأسف مش فاضية ,عن اذنك.
وتركته حياة واتجهت ناحية صديقتها فقال وليد لنفسه في تأنيب: ايه اللي انا هببته دة؟
اقتربت حياة من مريم و قالت لها وهي تحتضن كفها: مبروك يا مريم, وربنا يتمم بخير ويسعدك, معلش بقا بابا اتصل بيا ولازم امشي دلوقت.
فقالت لها مريم برجاء وهي ترفض ان تحرر يدها: طب ما تخليكي معايا النهاردة,دة بكرة الجمعة اجازة يعني
حياة: معلش بقا يا مريم ,بابا اكيد مش هيوافق
مريم: اوك ولا يهمك يا حبيبتي,طب هتروحي ازاي؟
حياة: عادي يعني هاخد تاكسي
مريم باستنكار: تاكسي؟ وفي الساعة دي؟ لا طبعا…استني هخلي جدو يرن ع السواق بتاعه عشان ييجي يوصلك.
حياة مطمئنة: لا يا حبيبتي مفيش داعي ,انا هتصرف.وان شاء الله خير
وهنا تدخل يوسف الذي بدا وكأنه يتابع الحديث منذ بدايته رغم تظاهره بعكس ذلك: تسمحولي اتدخل بحل وسط؟
فانتبهت اليه الفتاتان: انا ممكن اطلب من اخوية انه يوصلك وأكيد هيكون ءأمن من التاكسي وخصوصا في ساعة زي دي؟
وقبل ان تبدي حياة اي اعتراض أشار يوسف بيده لوليد الذي اسرع على الفور تجاههما فور ان لاحظ وجود حياة وهو لم يعرف سبب ذلك الشعور الذي قد اجتاحه ناحيتها
وليد: خير يا يوسف؟
لم تصدق انها سمعت صوته فهل يعقل ان يكون هو من بين المدعوين جميعا وليد أخو يوسف الذي قال والدها عنه انه شاب جاد لا يهمه سوى عمله فقط عكس أخيه تماما لا يجري وراء النساء ولا يستجيب لنداء أي امرأة؟!
سمعت صوت يوسف وهو يقول لأخيه: وليد .لو سمحت ممكن توصل الأنسة لبيتها؟ معلش بقا طبعا مش هينفع انها تركب تاكسي في الوقت دة لوحدها.
وكأنه كان يحتاج لكل تلك المبررات,فهو لم يكن يتخيل أبدا ان الفرصة ستواتيه بتلك السرعة ليتعرف عليها اكثر ,ولكنه حاول ان يخفي مدى سعادته فقال برزانة وهو ينظر ناحيتها: طبعا يا يوسف .واكيد يعني احنا عمرنا ما هنرضى بكدة.
اسرعت حياة بالاعتراض فهي لن توافق ابدا على ان تركب وحدها مع هذا الشخص مهما حدث فقد كان هناك ما تخشاه ولكنها لا تعلم ماهيته على الرغم من انه يبدو اهلا للثقة: لالالا. انا مش عاوزة اتعب حضرتك, ومفيش داعي للقلق . عادي يعني .وهبقا اتصل بمريم اول ما هوصل عشان تطمن اني وصلت.
وليد مداعبا: يا ستي هو انتي كدة كدة مش هتركبي تاكسي؟ خلاص اعتبريني سواق تاكسي وهبقا اخد منك الاجرة و اللي هيحكم بيني وبينك العداد.
لم تجد حياة مخرجا اخر فقالت أخيرا بنبرة يا ئسة: معلش حضرتك .أنا مش هينفع اركب معاك عربيتك
صُدم وليد من كلامها قليلا ولكنه استوعب الامر واقترح اخيرا: اوك ولا يهمك, ولو كنتي مصرة انك تركبي تاكسي ,مفيش مشكلة انا هركب معاكي واوصلك
حياة: بس انا كدة هتعب حضرتك معايا.
وليد بلهجة مرحة: لا يا ستي لا تعب ولا حاجة. انا كل اللي حارق دمي الاجرة اللي هياخدها سواق تاني, صحيح الفقري فقري من يومه.
مريم متصنعة البراءة: معلش بقا تتردلك في زبون تاني ان شاء الله. مش بيقولوا رزق الهبل ع المجانين؟
وليد:بقا كدة؟
وهنا تعالت ضحكاتهم جميعا, وكانت المرة الاولى التي يتشارك فيها يوسف ومريم الضحكة,و بالفعل ركب وليد التاكسي مع حياة ولكنه بعد طلبها اضطر الى الركوب بجانب السائق بينما هي قد احتلت المقعد الخلفي بمفردها , في الحقيقة كان لهذا الترتيب من جانب حياة سببان اولهما انها لن توافق ان تجلس بجوار رجل غريب وخصوصا في مكان مغلق والثاني لانها تحاول بقدر استطاعتها ان تتجنب الرد على اسئلة وليد التي كانت تتوقعها.
بالفعل شعر وليد ببعض الضيق لذلك ولكنه احترم رغبتها بل انها باصرارها ذلك قد جعلته يزداد اعجابا بها وبشخصيتها , هو بالطبع قد قابل من هن اجمل كثيرا من حياة التي لم تفتقر بدورها الى الجمال حيث قد نالت منه حظا وفيرا ,لكنها تمتاز عن مثيلاتها بأمر آخر لم يستطع تحديده ربما يكون حيائها الذي لم يصبح له وجودا هذه الايام الا عند القليلات ,أو لنظرة الحزن التي لا تفارق عينيها ولا يعلم أحد سرها.
وصلت سيارة التاكسي الى العمارة التي تسكن بها حياة وقد كانت في أحد الاحياء الراقية الى حد كبير وقد كان وليد اسرع من حياة في مغادرة السيارة وفتح لها الباب بطريقة مهذبة شكرته حياة عليها وعندما همت بفتح حقيبتها قال لها وليد باستنكار: اوعي تكوني ناوية تعملي اللي في بالي.
حياة: هدفع الحساب ,ما تنساش ان التاكسي دة عشاني
أخد وليد نفسا عميقا فقد كان اسرع من أخيه في الاستجابة لنوبات الغضب ولكنه حاول الا يفعل ذلك تلك اللحظة فخرج صوته هادئا: من فضلك, اطلعي شقتك بدون نقاش
حاولت حياة الاعتراض ولكن خرج صوته أمرا بطريقة أخافتها: حالا.
ودون نقاش وجدت حياة نفسها تمتثل لأمره خوفا من بطشه فهي لا تعلم عنه الكثير ولكن مما سمعته عنه انه لا يقبل اي اعتراض على أوامره
أما فيما يتعلق بالحفل فقد أنتهى أخيرا وقد غادر المدعوون ولم يبق في الفيلا الى جانب العروسين سوى عبدالرءوف الذي قام بتقبيل رأس حفيدته وقد غمرته السعادة: الف مبروك يا حبيبتي. وربنا يتمملك بألف خير ,انا كدة خلاص مش عاوز حاجة تاني من الدنيا
مريم وقد تجمعت الدموع بعينيها: ربنا يخليك ليا يا جدو. ولا يحرمني منك ابدا
توجه نظر عبد الرءوف ناحية يوسف الذي كان يتابع المشهد عن قرب دون ان يبدو عليه أي تأثر: مبروك يا يوسف. خلي بالك منها. دي أغلى حاجة عندي.
يوسف مراوغا: وانا من امتى بهمل في حاجة من ممتلاكتي.
استولى الغضب على مريم وقد لاحظ جدها ذلك فقال ينهر يوسف بلطف: بلاش الكلام دة يا يوسف, خد بالك حفيدتي غضبها سريع.
يوسف بمزاح ساخر: عارف. مانا اتعرضت لنوبات غضبها اكتر من مرة قبل كدة لحد ما لقيت الطريقة المناسبة للتعامل معاها.
عبدالرءوف وهو ينقل عينيه بين الاثنين بنظرة خاصة: كدة! طب اطلع منها انا بقا وأسيبكم مع بعض شوية. عن اذنكم
خرج عبدالرءوف من القاعة ,وعندما تأكدت مريم من مغادرة جدها وعدم تمكنه من سماعهما بدأت تصب غضبها على يوسف: ممتلكاتك؟ دة انت بتحلم, اوعى تكون فاكر ان بالعقد اللي بينا دة هتقدر تتحكم فيا. دة عمره ما هيحصل يا يوسف. انت سامعني؟ عمره ما هيحصل.
اقترب منها يوسف خطوة فتراجعت هي خطوتين للوراء, فقال لها باستهزاء: اوعى انتي اللي تكوني فاكرة ان الحياة هنا زي اوروبا. وان فيه مساواة بين الجنسين زي ما بتقولوا. اسمحيلي اني اصححلك الفكرة دي انتي هنا في مصر وبقيتي متجوزة من مصري . جوازك مني يا مريم دة معناه انك بقيتي ملكي .وهتنفذي اوامري مهما كانت من غير اي اعتراض والا لازم ساعتها تكوني مستعدة للعقاب, انا عمري ما قبلت ان حد يخالف أوامري فما بالك بقا بمراتي؟ اللي هية اصلا واسمحيلي للمرة التانية اني اكررها بقت من ممتلكاتي
************************

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)