رواية واني لصريم الورد عاشقا الفصل الثاني 2 بقلم نورهان العشري
رواية واني لصريم الورد عاشقا الفصل الثاني 2 بقلم نورهان العشري
البارت الثاني
_ بس فاروق بيحب زينه يا ماما !
شعرت بما تحمله لهجتها من ألم فأجابتها بهدوء
_ بس نفسه يشوفله حتت عيل وهو الصراحة مقصرش معاها دول بقالهم اكتر من عشر سبع متجوزين . هيصبر ايه اكتر من كدا !
لم تحتمل فكرة أنه يعتبرها مجرد وعاء إنجاب فقط بينما قلبه و جميع مشاعره مع أخرى فقالت بألم
_ بس يا ماما ..
قاطعتها إلهام بنبرة حازمة
_ مابسش يا ورد. الحياة مبتديش الفرصة مرتين و دي دنيا مش جنة يا بنتي زي ما هنشوف اللي يوجعنا هنشوف بردو اللي يفرحنا و الإنسان الذكي هو اللي يضحك عالدنيا و يسرق منها كل حاجه تفرحه و تبسطه بدل مبيغضبش ربنا.
استكانت قليلا بحديث والدتها ولكن القلب لايزال جريحا فأخفصت رأسها بحزن فتابعت إلهام باستفهام
_ في إيه تاني وشك لسه مكرمش ليه
خرجت نبرتها مشجبة تحمل وزر الذنب
_ طب انا و زينة يا ماما ! هنتعامل ازاي بعد كده أنا طول عمري بحبها و مش قادرة اكون سبب وجع ليها .
لم تفلح إلهام في ردع الحزن في نبرتها حين قالت
_ والله يا بنتي و مين سمعك كلنا بنحبها بس احنا ملناش نعترض على قضاء ربنا و هي ربنا مأردش ليها أن حملها يكمل و كل مرة تحمل فيها تسقط من غير سبب و من حبها ل فاروق هي بنفسها اللي بقت تدور له على عروسه . فاروق كبير العيلة بعد عمك و نفسه يشوفله حتة عيل .
تعاظم الألم بصدرها جراء كلمات والدتها لتتقاذفها الحيرة من جديد فهتفت بنبرة متعبة
_ مش عارفه يا ماما محتارة و خايفه و متلخبطة .
لم تعد تملك من الكلمات ما يمكن أن يردع حيرتها و شتاتها لذا قالت بحنو
_ أقولك قومي اتوضي و صلي و ركعتين لله و قولي يارب و أن شاء الله ربنا يقدم اللي فيه الخير.
كان ولايزال الطريق الى الله هو أكثر الطرق أمنا للمرء حين يلقي بذلك الثقل الذي يحمله فوق صدره و جميع آلامه ومخاوفه ليدفنه بين ركوع وسجود وهذا ما فعلته مردده دعائها المفضل
_ اللهم اني وكلتك أمري ف كن لي خير وكيل و دبر لي
ف إني لا أحسن التدبير .
مرت الأيام أكثر هدوء وهي على هذا النهج إلى أن أتى ذلك اليوم الذي تغير به كل شيء . كانت تعد طعام الغداء مع والدتها ليدق جرس الباب فطلبت منها إلهام أن ترى من الطارق لتتوجه ورد تفتح باب المنزل فإذا بها تتسمر بمكانها و يتخشب جسدها حين رأته أمامها ذلك الرجل الرمادي العينين الذي كان يتمتع بوسامة خشنة تليق مع جسده الصلب فهو عريض المنكبين طويل إلى درجة متوسطة و أكثر ما يميزه و يعزز من هيبته ذلك الشارب الذي كان يضفي على ملامحه وسامة من نوعا آخر
مر وقتا غير معلوم طالت به النظرات فقد حرم من تلك العينين لأكثر من عامين و نصف منذ ذلك اليوم الذي أخبره شقيقه برغبته في الزواج من ابنة عمهم الجميلة والصغيرة أيضا. تلك الكلمة التي كانت ك الفيروس القاتل الذي قضى على براعم عشقه لها بداخل قلبه فقد كان يراها اصغر من أن تكن زوجته بيوم من الأيام فهو لن يفعل ذلك بها أبدا ولهذا أجبر نفسه دافنا مشاعره العميقة تجاهها و تزوج من ابنة عمهم الأخرى زينة ليبدأ حياة هادئة معها ولكنها تفتقد إلى الكثير من المشاعر و الشغف فقط رتابة و هدوء ولكنه يكن لها محبة و إحترام كبيران فهي لم تخطيء معه يوما ولكن القدر دائما يفاجئنا بتقلباته فقد رحل شقيقه تاركا خلفه أرملة فاتنة وطفلة رائعة و ما هرب منه سابقا و أجبر نفسه على التملص منه ها هو أصبح واجبا عليه و لكم كان رائعا ذلك الشعور حين وجد نفسه وجها لوجه مع قطعتين من الشوكولاته الذائبة بين جفونها تلك المرأة صاحبة الشعر الغجري الذي كان يعشق بعثرة خصلاتها وهي طفلة صغيرة حتى تثور و تبعثر كيانه بعفويتها و جمالها الذي تضاعف مع الوقت
ما أن نطق جملته المرحة حتى تصاعدت الدماء إلى وجنتيها فقد فطنت إلى ما ترتديه. ذلك الرداء البيتي المريح الذي يصل إلى ما بعد ركبتيها بنصف أكمام أظهرت ذراعيها بسخاء وفجأة تولدت بداخلها رغبة قوية في الهرب من أمام عينيه العابثة و قد كان هذا ما فعلته تراجعت دون التفوه بأي حرف لتلجأ إلى غرفتها تحت أنظاره التي غزتها الدهشة .
_ الحقي يا ماما فاروق بره .
كانت تلك الجملة التي القتها على مسامع والدتها قبل أن تولي هاربة لتقول الهام باندهاش
_ ايه دا هو لحق يوصل !
توجهت الهام للترحيب به فتفاجئت بأنه مازال واقفا عند بابا الشقة فهتفت بصدمة
_ يا خبر يا فاروق انت لسه واقف على الباب اتفضل جوا يا أبني . هي ورد مش
قالتلك اتفضل
_ تقريبا نسيت . او اتفاجئت.
هكذا تحدث فاروق بهدوء قبل أن يدلف إلى الداخل و هو يبتسم لما حدث لتشعر الهام بالحرج من تصرف ورد وتحاول تصحيح الموقف قائلة
_ معلش يا فاروق يا ابني هتلاقيها اتكسفت أو
قاطعها فاروق بهدوء يزيل من عليها الحرج
_ مش محتاجة تبرري لورد حاجه يا مرات عمي . ورد هتفضل هي ورد طول عمرها مش هتتغير أبدا .
تفاجئت من كلماته ولكنها لم تعلق عليها بل قادته إلى غرفة الاستقبال لتجده يضع
يُتبع..
- لقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية واني لصريم الورد عاشقا)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)