رواية جريمة المصنع الفصل الثاني 2 بقلم محمود الأمين - The Last Line
روايات

رواية جريمة المصنع الفصل الثاني 2 بقلم محمود الأمين

رواية جريمة المصنع الفصل الثاني 2 بقلم محمود الأمين

 

البارت الثاني

 

 

الجزء الثاني
= يبقى مين يا سعد؟ ما تنطق!.. هو أنا هشحت منك الكلام؟
_ لا يا فندم، العفو. بس اللي أنا عرفته حاجة تشل. حضرتك لما طلبت مني أعمل تحريات على الناس اللي اتحرقت في المصنع وماتت، والناس اللي حصلّها تشوّهات، بدأت فعلاً أعمل التحريات دي ووصلت لأسماء الناس.
لكن في نفس الوقت ظهر تقرير البصمات، وقتها حسيت إني مش متّزن وده بسبب إن البصمات لشخص ميت.
= نعم؟!.. ميت إزاي يعني؟
_ زي ما بقول لسيادتك كده. الموضوع يبان غريب فعلاً. ده يا فندم كشف بأسماء الناس اللي توفّت في حريق المصنع. هتلاقي واحد عندك اسمه أسامة الطوخي. ده المفروض راجل عنده ٤٠ سنة، لكن لما تبص في التقرير الخاص بالبصمات هتلاقي إن البصمات تخص نفس الشخص.
= طيب ما يمكن غلطة؟ والشخص ده كان مع المصابين مش اللي توفّوا؟
_ أكيد حاجة زي دي مش هتعدّي عليا يا فندم، لأني روّحت المستشفى. وهناك طبعاً بيكون في أرشيف للحالات اللي دخلت المستشفى والجثث اللي دخلت المشرحة. وبالتاريخ لقيت الجثث اللي وصلت في حريق المصنع، واسم أسامة الطوخي كان منهم.
= كده في حاجة مش مظبوطة. اسمع… اعملي تحريات مستوفية وكاملة عن أسامة الطوخي ده، وهات عنوانه. لازم نفتّش بيته، جايز نلاقي حاجة تدلّنا على الشخص ده.

جبنا إذن نيابة عشان نفتّش بيت أسامة الطوخي. كان في حارة، ودي حاجة متوقعة. أول ما وصلنا قدّام البيت، واحد من الجيران سألنا:

 

 

_ عاوزين مين يا باشا؟
= مش ده بيت أسامة الطوخي؟
_ أيوه، ده بيت المرحوم أسامة، بس ما فيش حد عايش فيه دلوقتي.
= تمام، ممكن ترجع مكانك.

اكسروا الباب. كسرنا الباب ودخلنا. واضح فعلاً إن ما فيش حد عايش في البيت، وده باين من التراب اللي في الأرض واللي على العفش. كنت بدوّر على أي حاجة، أي خيط يوصلني لأسامة الطوخي، لكن للأسف ما لقيناش أي حاجة تدل على شخصيته.
لكن شوفت صورته كانت متعلّقة على حيطة في الصالة. كان شكله راجل عملاق وضخم.
خرجنا من البيت، بس سألت نفس الراجل اللي كان واقف برّه وقلتله:
_ هو أسامة ما كانش متجوّز ولا إيه؟
= لا، كان متجوّز طبعاً. بس مراته ما صدّقت إنه مات وراحت اتجوّزت على طول. ست ما عندهاش دم يا باشا.
_ تعرف هي ساكنة فين؟
= اللي أعرفه إنها ساكنة على بعد شارعين من هنا، بس ما أعرفش البيت بالظبط.
_ هي اسمها إيه؟
= غادة. كان اسمها غادة يا فندم.

اتحرّكنا على المكان اللي قال عليه الجار ده، وسألت هناك على واحدة اسمها غادة. عرفنا العنوان بمنتهى السهولة لأن الناس عارفة إنها كانت متجوّزة أسامة الطوخي.
قرّبت من الشقة، وكنت لسه هخبط، لكني شمّيت ريحة مقرفة اوي… ريحة صعبة.
خبطت على الباب مرة واتنين، بس ما فيش حد كان بيفتح، فاضطريت أكسره.
أول ما دخلت ما قدرتش أستحمل بشاعة الريحة ورجعت، وقدّامي على الأرض جثة متحلّلة لواحدة ست.
المنظر كان صعب، عشان التحلل ما كانش كامل. بلغت رجالة المعمل الجنائي وفعلاً وصلوا لمسرح الجريمة وبدأوا الفحص.
في الوقت ده بدأت أسمع كلام من الجيران: “تستاهل… دي آخرِة الواحدة اللي تعمل كده في جوزها”.
فسألتهم:
_ هي عملت إيه في جوزها بالظبط؟
ردّت عليا واحدة من اللي واقفين وقالت:
= إحنا نقصد الراجل اللي توفّى. جوزها الأولاني أسامة كان راجل محترم والمنطقة كلها بتحلف بأخلاقه، بس هي كانت مسوّدة عيشته. ويوم ما مات، اتجوّزت بعده بشهر. لا… وإيه! الواد اللي كان من أسامة كتبته على اسم جوزها الجديد!
_ طيب وجوزها ده فين دلوقتي؟
= مسافر برّه يا بيه… في السعودية دلوقتي.
_ تمام.

اترفعت البصمات، وبعد ما رجالة المعمل الجنائي خلصوا شغلهم واتنقلت الجثة على المشرحة، كانت وصلت تقارير الطب الشرعي الخاصة بالـ 10 جثث.
التقارير كانت بتقول إن الجثث لـ 10 رجالة، ما فيش فيهم ستات خالص. وإن القاتل كان بيستخدم البنج الكامل قبل ما يسلخ الجلد، وبعدها بيطعن الجثة أكتر من طعنة بسكين حاد.
في الوقت ده دخل عليا الرائد سعد وفي إيده التحريات الخاصة بأسامة الطوخي. قعد قدّامي وهو بيقول:
_ دي التحريات يا فندم. بتقول إن أسامة الطوخي كان موظف على قد حاله، وشغال في المصنع بقاله عشر سنين. كان ليه صاحب مقرّب في المصنع اسمه فريد طه.
فريد من الناس المصابة في الحادثة اللي حصلت. وقت ما توفّى أسامة، مراته كانت حامل وكانت خلاص على وش ولادة.
الناس كلها تشهد لأسامة بالأدب والاحترام، وعمره ما كان بتاع مشاكل. لما حصلت الحريقة اتعرّفوا عليه من البطاقة اللي لَقَوها مع الجثة، وكان صعب الطب الشرعي يحدد أي حاجة لأن الجثة اتحرقت بالكامل.

= معنى كده إن أسامة ممكن يكون عايش فعلاً. أصل البطاقة مش دليل كافي إن أسامة مات.
بس برضه نرجع للسؤال المهم… هو قتل كل الناس دي ليه؟!.. يعني لو هدّيله مبرر إنه قتل مراته عشان هي كتبت ابنه باسم راجل تاني، مش هلاقي مبرر لقتله ١٠ رجالة!
_ ما أنا لسه هكمل لسيادتك… طبعاً حضرتك عارف إنه في جثث اتحلّلت وصعب التعرف على هويتها.
لكن الجثث اللي كانت لسه سليمة، بالتحريات عرفنا إنهم كانوا شغالين مع أسامة في نفس المصنع وما حصلّهمش أي حاجة في الحريقة. بس ليه بيقتلهم؟ الله أعلم!
= لغز كبير… بس إحنا قرّبنا، وبإذن الله هنقبض عليه في أقرب وقت.
_ إن شاء الله يا فندم.

في اللحظة دي تليفوني رن. اللي كان بيتصل عبد الحميد، المخبر اللي مراقب المصنع.
ردّيت عليه:
_ أيوه يا فندم… في واحد بقاله ساعة بيحوم حوالين المصنع. راجل طويل وجامد شوية، وعمّال يتلفّت حوالين نفسه.
= خلي عينك عليه لحد ما أجيلك. أوعى يهرب منك يا عبد الحميد، ولو اتحرك خليك وراه.
_ تمام يا فندم… تحت أمرك.

قفلت مع عبد الحميد ونزلت أنا والرائد سعد من غير ما ناخد أي قوة معانا، عشان ما نلفّتش الأنظار.
أول ما وصلنا هناك، رن عليا عبد الحميد وبلغني إن الشخص دخل المصنع.
اتسحبنا أنا والرائد سعد بالراحة ودخلنا المصنع.
أول ما شافنا رفع إيده وسلّم نفسه على طول. كان هو أسامة الطوخي.
حطّيت الكلبشات في إيديه وكان بيقول:

 

 

“أنا ما عملتش حاجة… سيبوني… أنا ما عملتش حاجة!”
ما كنتش مصدّق إني مسكت المجرم بالسهولة دي، وإن خلاص القضية اتحلّت.
لكن أول ما خرجنا من المصنع سمعت صوت ضرب نار عالي، ولقيت طلقة رشقت في دماغ أسامة الطوخي.
وقع على الأرض، بس ما عرفتش أحدد الطلقة اتضربت منين!
الرائد سعد كان مصدوم من اللي حصل، وعلشان كده إحنا رجعنا الصفر.
في ظرف نص ساعة كانت عربيات الشرطة ملت المكان، ووصل رجالة المعمل الجنائي.
كل ده وأنا لسه على الأرض مش مستوعب اللي حصل. عقلي كان مشتّت، ودماغي فيها مليون سؤال.
لكن في اللحظة دي لقيت عبد الحميد بينده عليا وبيقول:
_ الشوال ده كان مع المجني عليه. إحنا ما أخدناش بالنا لما دخلنا المصنع يا باشا.
قرّبت من الشوال اللي كان على الأرض، وفتحته.
كانت جثة لراجل، وكالعادة الجلد مسلوخ، لكن أنا عارف الجثة دي…
دي جثة… يتبع الجزء الثالث

 

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)