رواية ذات الوجه الدميم الفصل الثامن عشر 18 بقلم ياسمينا - The Last Line
روايات

رواية ذات الوجه الدميم الفصل الثامن عشر 18 بقلم ياسمينا

رواية ذات الوجه الدميم الفصل الثامن عشر 18 بقلم ياسمينا

 

البارت الثامن عشر

 

 

وصل هاني وساره الى منزل

جيهان .. دخلوا المنزل على الفور ..

كانت ساره متلهفه ان تطمئن على

جيهان وما جرى لها .. ادخلتهم

الخادمه الى الصالون وتركتهم لتنادي

على سيدتها .. نزلت لهم جيهان

وهي في حاله يرثى لها .. عندما

رأتهم جريت على ساره ورمت نفسها

في حضنها سريعا وبكت .. سندتها

ساره الى ان جلست بجوارها على

اﻻريكه .. جلس هاني وهو ينظر في

الجهه اﻻخرى ويعطيهم ظهره ..

ساره : مالك ياجيهان ايه اللي جرالك

جيهان : خدوني معاكوا انا مش

عايزه اقعد هنا ثانيه واحده

ساره : طب اهدي حصل ايه

جيهان : ده مش بني ادم ده

حيوان .. مش طايقاااااااااااااه

هاني : عملك ايه بالظبط عشان نعرف

نتصرف

جيهان : هو محمود فين مجاش

معاكوا ليه؟

هاني : عنده مشوار مهم ماينفعش

يأجله .. وبعتني انا وساره ..

ساره : حصل ايه ياجيهان طمنيني

بقى

جيهان وهي تنظر الى هاني : انت

قاعد كده ليه ياهاني

هاني : انتي شكلك نزلتي بسرعه

بس ونسيتي تغطي شعرك

وضعت يدها على شعرها : شعري؟

ساره خلعت حجابها سريعا .. وضعته

على رأس جيهان .. هدأت جيهان

قليﻼ .. نظر لها هاني .. انقبض

قلبه لمنظرها ..

سألها بغضب : هو عمل فيكي ايه؟

ساره : لو عايزه تتكلمي انا وانتي

بس تعالي نطلع فوق

وقف هاني : انا ممكن استناكوا بره

جيهان : ﻻ ابدا انت مش غريب

ياهاني اتفضل اقعد

جلس مره اخرى ونظر لها وقال : ها

جيهان : مفيش بس اتخانقنا خناقه

كبيره امبارح وكملناها النهارده

الصبح .. هو طبعه غريب كده ..

عارفه ياساره مش زيينا .. مش واحد

بيحافظ على مراته وعلى بيته .. كل

يوم خروج وسهر وشرب .. مكنتش

متوقعه ان الحياه هتبقى كده معاه

ساره بلوم : وانتي لسه واخده بالك

من اسلوب حياته ؟ وﻻ انتي لسه

فاكره تشتكي منه

هاني : جرى ايه ياساره انتي

بتبكتيها وﻻ بتهديها

ساره : انت مش عارف حاجه

ياهاني .. محمود ياما نصحها بس

هي كانت بتتنازل .. فاكره ان الحياه

الشيك الهاي هي الحياه اللي عايشها

سي حاتم

جيهان : عندك حق بس خﻼص فقت

وعايزه اخلص منه

هاني بهدوء : طيب اهدي وقوليلي

ايه اللي جد من امبارح عشان تقرري

تسيبي البيت

جيهان : كنا في فرح كبير اوي

امبارح وكنت مبسوطه جدا ..

ومغنيين كبار حضروا وكنت واقفه

ومشغوله بالهيلمان اللي حواليا ..

مش عارفه ليه حسيت في لحظه

بقلبي بيوجعني .. خفت .. قمت

دورت عليه .. ملقيتهوش .. خرجت

من القاعه .. مش موجود في اي

حته .. رجعت القاعه تاني وفضلت

قاعده في مكاني .. اتصلت بيه كذا

مره مابيردش .. وبعدين اتصل بيا

بعدها بيقولي انه اضطر يمشي من

غير مايقولي وبيقولي اروح مع

السواق .. بعدها على طول مشيت

ماقدرتش اقعد لوحدي .. روحت

والساعه عدت اتنين وهو لسه

مجاش .. دخلت نمت .. نص ساعه

ولقيت تليفوني بيرن .. رقم غريب ..

رديت لقيت واحده بتتكلم بطريقه

زباله وبتسألني جوزك فين ..

شخطت فيها انتي مين .. ضحكت

بطريقه سافله .. وقعدت تقولي

جوزك في حضن واحده تانيه واديتني

عنوان انا مركزتش في العنوان

بالظبط بس هو كان في الدقي ..

المهم شتمتها وقفلت السكه في

وشها .. واستنيته لما جه .. حكيتله

على اللي حصل .. اتخانقت معاه

خناقه كبيره سابني ودخل نام من

غير مايحس انه غلطان ﻻنه كان

متنيل سكران ودايخ ولما جه الصبح

دخلت عليه اﻻوضه وصحيته واتخانقت

معاه تاني .. وﻻ كأني بتكلم .. قام

ولبس وراح الشركه وانا بهري وانكت

في نفسي لوحدي

هاني : ايه شغل اﻻفﻼم العربي

القديمه ده

ساره : مش يمكن اللي اتصلت دي

بتكدب وبتتبلى على جوزك .. احتمال

كبير اوي

جيهان : وانتي فاكره اني مافكرتش

في اﻻحتمال ده !! المصيبه انه

ماأنكرش

هاني : يعني ايه ماأنكرش؟ سابك

تقولي الكﻼم اللي وصلك ومادفعش

عن نفسه

جسيهان : هو ماأنكرش وصدق على

كﻼم الزفته اللي اتصلت .. دافع عن

نفسه بانه لقى العذر لنفسه .. لما

صحي قعد يقولي يووووه هو كل

حاجه هتحاسبيني عليها .. خليكي

ﻻرج ياحبيبتي .. مش عارفه يقولي

انتي معقده .. وانتي لسه

ماتعودتيش على الحياه معايا !! انا

مش فاهمه البني ادم ده بيفكر ازاي

هاني : ده كله يطلع من حاتم؟

جيهان : اللي باين قدام الناس انه

راجل محترم

حك هاني ذقنه وهو يفكر ماذا

سيفعل .. وقال : انتي عايزه ايه

دلوقت ياجيهان

جيهان : عايزه اروح البيت عند ماما

هاني : طيب انا هروحكوا بس

هكلمه اﻻول

جيهان : تكلم مين ؟؟؟ ﻻ ماتكلموش

مش عايزاه يعرف انا فين

هاني : ماينفعش .. مهما عمل

فيكي .. ده جوزك .. حتى لو محمود

هو اللي جالك ماينفعش ياخدك كده

من غير ما يستأذنه

جيهان : ياسﻼم على الظلم

هاني : اسمعي الكﻼم .. ده الشرع

واﻻصول .. خليكي انتي اﻻحسن

جيهان : كﻼم ايه !!!! الحياه انتهت

بينا خﻼص مش هسمح لنفسي اعيش

معاه تاني وﻻ اخليه يلمسني بعد

كده .. وتقولي هاقوله اني

همشي .. واحد زي ده ﻻزم يتحط

قدام اﻻمر الواقع

هاني : طيب اهدي اهدي هنعملك

كل اللي انتي عايزاه .. اطلعي

ياساره اقعدي معاها فوق وانا هكلم

حاتم يجي ونتفاهم ..

ساره بقلق : افرض قالك وانت مالك

تتدخل ليه؟ انا خايفه عليك تقف في

موقف عداء مع واحد زي حاتم ده

ثم نظرت لجيهان : سوري ياجي جي

جيهان : سوري ايه ده انا اللي

سوري اني هحط هاني في موقف

مع البني ادم ده

هاني : ماتقلقوش .. اصﻼ محمود

مصدرني للموضوع ومفوضني اتكلم

باسمه ..

ثم نظر الى جيهان : وبعدين مش انا

زي اخوكي الكبير ومن حقي احميكي

ابتسمت جيهان رغم مﻸ عينيها

بالدموع وقالت له : شكرا ياهاني

صعد كلتاهما لحجرة جيهان .. بينما

بقي هاني باﻻسفل .. اجرى تليفون

لحاتم واخبره انه يريد التحدث معه

في بيته وانه واخته منتظرينه فيه ..

وقف ينظر من الباب الزجاجي المطل

على الحديقه الخلفيه .. كان يفكر

في حالها وكيف تبدل هكذا سريعا

من طفله صغيره مليئه بالنشاط

والحيويه ومداعبة كل الناس الى

سيده مليئه بالهموم .. كم انتي

صغيره على كل ما تعانيه وحدك ..

فمن الواضح انها ﻻ تشارك احدا في

مشاكلها مع زوجها اللعين .. وبعد

وقت قليل سمع خطوات خلفه استدار

ليعرف من القادم

وجده ينظر له شذرا : خير ياهاني

في ايه ؟

*************************

كانت تستعد لمغادرة المستشفى ..

تضع أغراضها في حقيبتها .. سمع

طرقات على باب الحجره .. دخلت

الممرضه

الممرضه : والدة الكابتن شريف

عايزه تقابل حضرتك

غاده : خليها تتفضل

دخلت السيده .. رحبت بها غاده

ودعتها للجلوس ..

السيده : معلش انا اسفه لو كنت

معطﻼكي ..

غاده : ﻻ ابدا انا خلصت شغلي

خﻼص

السيده : يعني كنتي مروحه ؟ طيب

اجيلك بكره وخﻼص

غاده : ﻻ والله يافندم براحتك .. انا

تحت امرك في اي وقت

السيده : ربنا يبارك فيكي .. انا

جايه اقولك بس ان شريف اخﻼقه

مش كده خالص .. هو مؤدب ومش

عصبي بس من ساعة الحادثه وهو

حاسس انه .. زي ماتقولي كده حد

مقيده .. فقدان النظر ده حاجه صعبه

اوي مش قادره اتصور ان ابني

الوحيد ..

لم تستطيع اكمال عبارتها وبدأت في

البكاء

وقفت غاده الى جوارها ووربتت على

كتفها .. ثم قبلت رأسها وضمتها الى

صدرها

غاده : خﻼص بقى .. ماتعيطيش ..

نزلت دمعه من غاده متأثره بحال

والدته : شفتي خلتيني اعيط انا كمان

ازاي

مسكت يدها ونظرت اليها بحنيه :

اسفه يابنتي بس حاله صعبان عليا

اوي .. من بعد ما كان شاب زي

الورد وكل الناس بتحسدني عليه ..

بقي مرمي على سرير وﻻ حول له

وﻻ قوة

وبكت مره اخرى

غاده : خير والله يافندم خير .. ده

ابتﻼء صدقيني .. واحنا ﻻزم نصبر

وندعي ربنا يعدي اللي احنا فيه على

خير

وقفت وقالت : ربنا يكرمك يادكتوره

انا همشي خﻼص بس كنت جايه

اتأسفلك على أسلوبه الجاف واقولك

على عذره اوعي تعتذري عن متابعتك

ليه .. انا ارتحتلك اوي وكمان عايزه

اشكرك على اللي عملتيه في

العمليات

غاده : انا مش اكتر من سبب وربنا

هو اللي شفاه وانقذه مش انا

السيده : شكلك طيبه وصالحه …

ادعيله يمكن دعوتك تستجاب ونظره

يرجعله

أجلستها غاده مره اخرى : طيب

حضرتك انا هتفق معاكي اتفاق

السيده : قبل اي حاجه بﻼش حضرتك

ويافندم قوليلي ياطنط الهام

غاده : اسم حضرتك جميل اوي

الهام : من ذوقك يابنتي

غاده : طيب انا شايفاكي متأثره اوي

وطبعا حقك ﻻنه ابنك الوحيد .. لو

عايزاه يشد حيله ويقف على رجله

زي اﻻول .. ﻻزم تبطلي تعيطي

قدامه عشان يمكن ده مأثر على

حالته النفسيه اكتر واكتر .. تقبله

للعﻼج وللمستشفى وللوضع اللي

هو فيه عموما يتوقف عليكي انتي

بالدرجه اﻻولى

الهام : عليا انا ؟ وانا هعمل ايه؟

غاده : حضرتك اقرب انسانه لقلبه ..

لو اتعصب على الدنيا كلها مش

هيقدر يعصيكي او يزعلك صح

الهام : حبيبي يابني طول عمره

حنين عليا

غاده : ﻻزم تقوي قلبك وتقوي

الكابتن ويرجع تاني الناس تحسدك

عليه بس ساعتها اقري الرقيه

الشرعيه كلها عشان ربنا يحفظه ..

قال ذلك وهي تضحك محاوله ان

تخرجها من حزنها

ابتسمت الهام : ربنا يشفيه بس وانا

مش هخليه يخرج من البيت

ضحكت غاده لكﻼمها : واضح انك

بتحبيه اوي اوي

الهام : ماليش غيره في الدنيا ..

غاده : ربنا يتم شفاه على خير

ويخليهولك يارب

الهام : يارب يارب انا مش عايزه غير

كده

غاده : ربنا هيستحيب باذن الله

غادرت الهام بعد ان شكرتها مره

اخرى .. وشريف مسيطر على

تفكيرها تماما

*******************************

هاني : حاتم .. ازيك

ومد يده لحاتم .. سلم عليه بحذر

وقال : الحمد لله .. خير في ايه؟

هاني وهو يبتسم لتليين الموقف :

على طول كده .. تعالى نقعد اﻻول

نظر له ثم نظر الى اعلى السلم

وقال : ماشي .. اتفضل

********************************

وصلت غاده للمنزل وجدت فوزيه

تداعب الصغير وهي جالسه على

كرسي في الصاله ..

غاده : السﻼم عليكم

فوزيه : وعليكم السﻼم ورحمة

الله ..

غاده وهي تسلم على الصغير : ازيك

ياكوكو عامل ايه

فوزيه : خديه بقى لحد ما احضر

العشا

غاده وهي تحمل الطفل : تعالى

معايا وانا بغير هدومي بس بص

الناحيه التانيه .. اتفقنا ؟

ضحكت فوزيه على كﻼم غاده .. ثم

دخلت المطبخ .. بينما دخلت غاده

حجرتها لتبدل مﻼبسها ومعها الصغير

وضعته على السرير ريثما تنتهي ..

انتهت من ارتداء مﻼبس البيت ..

جلست بجواره على السرير وداعبت

شعره وهي تقول : شفت ياعمور

الكابتن عمل ايه لما عرف انه مش

هيشوف تاني .. انا وقعت بلساني

من غير ماعرف انه مش عارف

وقلتله انه اتصاب في عينه

كان ينظر لها الصغير وهو ﻻ يفهم

كﻼمها ولكنها أكملت كأنها تحادث

شخصا كبير : بس شكله عصبي

اوي .. ﻻ اكيد هو مش كده ده بس

عشان عرف موضوع عنيه .. بصراحه

حقه وحقه يعمل اكتر من كده ..

ثم سمعت زوجة عمها تندهها ..

ذهبت اليها حاملة عمر .. جلست

معها على مائدة الطعام ..

غاده : امال ساره قاعده لوحدها ليه

ومانزلتش تتعشى معانا ؟ مش

شايفه عربية محمود بره ..

فوزيه : خرجت مع هاني مشوار

بقالهم يجي ساعتين ولسه ماجوش

انقبض قلب غاده وتذكرت كﻼمها مع

محمود وان هاني سيذهب لجيهان مع

ساره .. ولكن من الواضح ان زوجة

عمها ﻻ تدري عن هذا الموضوع اي

شئ .. صمتت غاده وكأنها ﻻ تعلم

اي شئ .. وأكملت تناول طعامها

على مضض ولكن لتبدو طبيعيه امام

فوزيه

************************

حاتم : اتفضل اتكلم

تنحنح هاني وقال بعد تفكير سريع :

جيهان كانت اتصلت على محمود

وكانت عايزاه يجي هنا ضروري ..

بس محمود كان في اجتماع وعنده

شغل مايقدرش يسيبه .. قالي اجيب

ساره هنا عشان تشوف جيهان

حاتم : وشافتها

شعر هاني بعدم رغبة حاتم بوجودهم

في البيت من اﻻساس .. فقال

بهدوء : لسه قاعده معاها فوق

وقف حاتم : طيب انا هطلع لها

هاني : ممكن تسيبهم مع بعض

شويه .. سيبهم يتكلموا مع بعض

يمكن جيهان ترتاح كده اكتر

حاتم بخشونه : وانت هتعرف مراتي

اكتر مني وﻻ ايه؟

هاني : ﻻ طبعا .. بس ..

حاتم : من غير بس .. ايه المطلوب

دلوقتي

هاني وهو محافظ على هدوءه : انا

طبعا ماليش صفه اني اتكلم بس بعد

اذنك اخوها وكلني اني اتكلم نيابة

عنه .. بستأذن حضرتك ان زوجتك

تيجي مع ساره البيت عند مامتها كام

يوم ترتاح ..

صمت حاتم قليﻼ ثم رد : ولو قلت

ﻷ؟

هاني : حقك طبعا

حاتم : اكيد حقي .. وعشان كده انا

مش موافق .. اللي عايز يشوفها

يجي هنا .. غير كده رجليها مش

هتخطي عتبة البيت

سمعت جملته اﻻخيره وهي واقفه

على درجة السلم العليا ..

صرخت فيه : وانا مش عايزه اعيش

معاك ياخاين .. عايزه اروح عند

امي ..

ثم مسكت رأسها وداخت .. ترنحت

ووقعت من على أعلى السلم ..

ارتطمت بكل درجات السلم الى ان

وصلت لﻼسفل قرب قدميهما ..

صرخ هاني : جيهااان

ونزلت ساره على الفور .. اقترب

اﻻثنان منها وحاولوا حملها الى اقرب

كرسي .. حاولوا افاقتها وﻻ يوجد

اي رد من جيهان .. نظر هاني الى

حاتم وجده متجمد وفي عينيه نظرة

فزع وقلق على زوجته .. صرخ فيه

حاتم ان يفعل شيئا او يتصل

باﻻسعاف .. ثم فجأة صرخت ساره

وقالت : ايه ده؟

نظر هاني وحاتم الى موضع نظر

ساره .. وجودوا دم ينزف بشده من

بين رجلي جيهان ..

ساره : دي بتنزف ﻻزم تروح

المستشىف حاﻻ

أبعد حاتم هاني من طريقه وحمل

زوجته وهرع بها لسيارته وتبعه

هاني وساره .. وفي الطريق كلم

هاني محمود وابلغه بما حدث جملة

وتفصيﻼ .. وصلوا الى المستشفى

ودخلت جيهان الى حجرة الكشف ..

ثم العمليات .. وبعد قليل .. خرج

الدكتور وأخبرهم انها كانت حامل

بشهرها اﻻول تقريبا وحدث نزيف

شديد أدى الى فقدان الجنين ..

وصل محمود أخيرا للمستشفى ..

وجد هاني وساره واقفان مع احد

اﻻطباء .. سأله على حالة جيهان ..

صدم من هول ما علم عنها ..

ياللمسكينه .. وياله من غبي .. ود

ان يضرب نفسه كثيرا ندما على تركه

لهذه الفتاه البرئيه المبهوره بلذة

الدنيا ومتاعها وكله على حساب

كرامتها وعزة نفسها ..

سأل على حاتم .. علم انه في حجرة

اﻻستراحه .. ذهب اليه وجده جالسا

وحده واضعا وجهه بين كفيه ..

اسرع الخطا اليه وأمسكه من ياقة

قميصه .. أوقفه من جلسته .. نظر

اليه في غضب عارم سرعان ما تحول

الى دهشه .. وجد حاتم والدموع

مﻸت عينيه .. تركه وهو مازال ينظر

اليه ..

محمود : جاي تبكي بعد ايه؟

حاتم : اسكت يامحمود انت مش

حاسس باللي انا فيه

محمود بغضب : وانت مكنتش حاسس

بيها وهي بتتعذب في عيشتها

معاك؟ انا مديك ورده مفتحه ..

خنقتها وقتلتها بإيدك

حاتم : عارف .. انا غلطت في حقها

كتير .. بس ..

محمود بغضب أكبر وصوت أعلى :

بس إييييه؟ فهمني بس إييييه؟

ثم هدأ من نبرة صوته وقال : الكﻼم

مافييش منه فايده .. انت تطلقها

بهدوء وكل واحد يروح لحاله ..

البنت مجابتش 25 سنه وحصلها منك

كل ده .. كفايه اوي كده منك ..

وروح لحال سبيلك بعيد عنها

حاتم : حرام عليك يامحمود مش

كفايه ابني اللي مات .. هتحرمني

منها هي كمان

محمود : وانت يعني كنت بتحبها

وخايف عليها؟

حاتم : ايوه بحبها .. ومش

هاطلقها ..

محمود : لو كنت بتحبها كنت حافظت

عليها .. كنت ماقلعتهاش الحجاب ..

كنت حسستها باﻻمان معاك .. انا

كنت بشوفها قبل كده وهي كأنها

جواها حاجات كتير مكتومه جواها

مش قادره تتكلم .. عمرك اتكلمت

معاها عن اي حاجه تخصها وﻻ

كﻼمكوا كله كان على الحفﻼت

والسهرات والسفر

حاتم : ماهي كانت مبسوطه بكده

محمود : وانت ايه دورك ؟ انت كبير

وفاهم وهي عيله صغيره .. اه دي

مش حجه ليها وهي كمان غلطانه

بس في الحاﻻت دي الغلط بيبقى

على الراجل ﻻنه القائد في العﻼقه

مش هي

ثم تنهد قائﻼ بهدوء : بص يابن الناس

الكﻼم في الحاله دي مش هينفع ..

اختي هتروح معايا .. وانتي

هتطلقها .. خلص الكﻼم ..وتركه

وخرج الى حيث هاني وساره ..

فاقت جيهان أخيرا .. وجدت نفسها

تبكي دون ان تشعر .. وعندما ذهب

اثر البنج اخيرا وتنبهت الى ماحدث

لها .. بكت اكثر وزادها هذا تعبا

والما .. وجدت حولها ساره وهاني

ومحمود .. نظرت لهم … هم

عائلتها الحقيقيه .. هم اكثر من

خافوا عليها ونصحوها ..

التقت عيناها مع عيني اخيها فقالت

له ببكاء : يارتني سمعت كﻼمك

يامحمود .. سامحني

محمود بابتسامه وهو يجلس جوارها

ويمسك يدها : وﻻ يهمك ياغاليه ..

انتي بس تقفي على رجلك وتشد

حيلك .. وترجعي جيهان بتاعت

زمان ..

جيهان : انا اتكسرت .. حسه ان في

حاجه جوايا بتوجعني .. مش وجع

السقط .. وجع في قلبي .. جوزي

الخاين وﻻ ابني اللي معرفتش انه

موجود اﻻ لما نزل مني كأنه رافض

اني اكون امه ..

ساره : استغفر الله .. ايه ياحبيبتي

الكﻼم ده .. ده قدر ربنا .. وان شاء

الله ربنا يرزقك بزوج صالح يقدرك

ويحبك وتجيبي منه عيال كتير

جيهان بتهكم : زوج صالح ؟؟ عمر ما

حاتم ما هيبقى صالح

محمود وهو يشد على يدها :

مابقاش في حاتم .. هيطلقك ..

نظرت له جيهان بامتنان ولم ترد ..

قبلها في ٍرأسها وقال : الدكتور قال

انك ممكن تمشي دلوقتي .. هتقدري

تقومي وﻻ تحبي تباتي الليله دي

هنا ترتاحي؟

جيهان : ﻻ ارجوك .. انا عايزه اروح

عند ماما .. نفسي انام في حضنها

اوي اوي

ساره : ياحبيبتي ياجي جي .. ربنا

ما يحرمك من مامتك ابدا

*******************************

عندما علمت فوزيه بما حدث .. صبت

غضبها على الجميع ﻻنهم اخفوا عليها

ماتعانيه ابنتها .. وهي تظن طول

الوقت انها تعيش اسعد ايام عمرها

مع زوجها الغني كما كانت جيهان

تتمنى .. عذروها جميعا لما قالته

لهم من اهانه وتجريح وانهم ﻻ

يهمهم ان تكون جيهان سعيده ام

ﻻ .. غادر هاني بعد ان ودعهم ..

وداخله مشاعر كثيره مختلطه ..

ذهب بيته وانفرد بنفسه بعد يوم

طويل غريب .. يحمل بين طياته

الكثير من اﻻمور الغامضه بالنسبه

له .. وأولها شعوره بالشفقه تجاه

جيهان .. ام انها ليست شفقه وهو

يضعها تحت هذا المسمى فقط لما

تحمله جيهان من لقب .. لقب

الزوجه .. ولكن في الغد قد تصبح

مطلقه وهذا يغير الكثير والكثير

وبالفعل انتهى زواج حاتم وجيهان

بعد يومين .. لم يتأخر محمود في

تنفيذ وعده ﻷخته .. أحضر المأذون

وحضر حاتم وهو في حالة يرثى

لها .. كان اللقاء في بيت محمود ..

دخلت عليهم جيهان ومحمود

يسندها .. لم تنظر اليه .. فقط

سمعت ماقاله لها .. جمله قصيره

من كلمتين .. إنتي طالق .. قصيره

وكافيه ان تغير وضعها من كل

النواحي .. ولكن غريب هو شعور

المرأه في هذه اللحظه .. ﻻ أظن انه

يوجد من يستطيع تفسير هذا

الشعور .. فإن كلمتي : إنتي

طالق .. لهما وقع قاسي على أذن

المرأه .. مهما حاول الرجال لن

يستطيعوا فهم أو وصف ذلك

الشعور .. حتى لو الطﻼق سيطلق

سراحها من زواج غير مرغوب فيه ..

فان الطﻼق نفسه يجعلها في حاله

مزاجيه غير طبيعيه .. وطبعا في

حالة جيهان .. فإن مصيبتها

مصيبتان .. طﻼقها .. وفقدانها

جنينها ..

لم تذهب غاده الى عملها في هذا

اليوم او اليوم الذي قبله .. لم تترك

جيهان لحظه واحده .. وهاني لم

يظهر طول اليوم .. اما ساره

ومحمود ارادا ان يغيروا الجو العام

الحزين للمنزل .. جاء هاني ليﻼ

ومعه أشياء كثيره .. وكله باﻻتفاق

مع ساره ومحمود .. فوجئت جيهان

بكل هذا .. دخلت الى الجنينه

الخلفيه للمنزل وجدت بها طاوﻻت

عليها أنواع كثيره من الطعام

الشهي .. وهدايا مغلفه .. وكراسي

بعدد أفراد اﻻسره .. نظرت الى كل

هذا

اقترب منها محمود : ايه رأي

البرنسيس جيهان ؟

جيهان : كل ده عشاني ؟

محمود : لوﻻ تعبك كنا خرجناكي في

احسن حته فيكي يامصر

جيهان بسعاده : انت احسن اخ في

الدنيا

احتضنها بحنيه جارفه : وانتي احسن

اخت في الدنيا .. ثم مسكها من

كتفيها وابعدها قليﻼ ليستطيع ان

ينظر لها وقال : انتي عارفه .. انتي

لسه في نظري البنت الصغيره اللي

مابتسمعش الكﻼم وبتعند معايا ..

عايزك ترجعي زي اﻻول وتغلبيني

وتتخانقي معايا ونجري ورا بعض

ونكسر البيت كله

جيهان بابتسامه حزينه : ده كان

زمان .. اللي اتكسر عمره ما

هيتصلح

محمود : هيتصلح واوعدك .. انتي

لسه صغيره .. بصي ماتفكريش في

اي حاجه النهارده عايزين ننبسط

ونغير موود الكآبه اللي احنا فيه ده

جيهان : كله بسببي انا عارفه ..

محمود : عايزه الحق .. انا كمان

السبب .. غلطت في حقك وأسأت

معاكي اﻹختيار .. الحمد لله .. كله

قدر ومكتوب وان شاء الله بكره

أحلى

جيهان : ان شاء الله

محمود : وعندي ليكي مفاجأه تانيه

جيهان : خير؟

فتح اول هديه .. واخرج منها

الباسور الخاص بها وبه تأشيرة الحج

محمود : هنطلع كلنا موسم الحج

الجاي .. ايه رأيك؟

جيهان : بجد ؟؟؟؟ الله .. دي احلى

هديه

محمود : ربنا يسعدك ياجيهان يارب

وأخرج كل الهدايا اﻻخرى والتي تعبر

عن حب عائلتها لها .. وقضت جيهان

ليله سعيده مع اسرتها ..

*****************************

عادت غاده لعملها بعد غياب

يومين .. كانت متلهفه لزيارته ..

في اليومين الماضيين كانت مشغوله

على جيهان ولكن هناك جزء من

قلبها كان مشغول على مريضها ..

لم تعترف انه يشغلها وﻻ بظاي

شئ .. ولكنها تركت العنان

لمشاعرها تأخذها الى حيث هو

موجود .. طرقت الباب ودخلت وعلى

وجهها ابتسامه كبيره

قالت في مرح ملحوظ : مساء الخير

وقفت والدته : مساء الخير يابنتي ..

اخيرا جيتي

غاده : اسفه والله ياطنط .. كان

عندي شوية ظروف عائليه

ثم وجهت اليه كﻼمها : ازيك

ياكابتن ؟

شريف : انتي شايفه ايه؟

نظرت لها الهام وهي تقول لها

بشفتيها دون ان تصدر صوت : معلش

معلش

غاده بهدوء وهي تنظر الى التقرير

اليومي : انا شايفه انك احسن

النهارده

شريف بصوت حزين : شايفه؟

غاده : انا شايفه .. انت حاسس ..

حاسس بإيه؟

شريف باستغراب : حاسس بايه ؟

يعني ايه؟

غاده : يعني اصاباتك .. مش حاسس

بتحسن

شريف : دول كام يوم اللي عدوا

يادكتوره .. مش كام شهر .. انا زي

مانا

غاده وهو تجلس في الكرسي

المجاور لوالدته : عارف ياكابتن ..

في حاﻻت بتجيلنا في حوادث زي

حضرتك كده .. والنتيجه ايه؟ بتر ..

عجز .. والعجز انواع .. وفي ابشع

حاجه اللي هي الموت .. وحتى لو

قاطعها بسخريه : بصي .. كﻼمك ده

محفوظ .. واحمد ربنا على انت فيه

وفي ناس حالتها اصعب منك .. بصي

انا حفظت الكﻼم ده من كتر الناس

الي بتقوله .. وفريه لمصاب تاني ..

نظرت له في صدمه .. وجعها

كﻼمه .. شعرت باﻻهانه .. نظرت

لوالدته التي واضح انها ﻻ حول لها

وﻻ قوة معه .. وقفت ولم تتكلم

وتابعت عملها من كشف عليه

بطريقتها .. نزلت دمعه من عينيها

دون قصد ودون ان تراها والدته ..

فقد اخفتها غاده سريعا .. دخلت

الممرضه في هذا الوقت لتغيير له

المحلول المتصل به بوريده ..

نظرت له الممرضه شذرا بطريقه لم

تفهمها غاده ..

مسكت الممرضه يده وقالت بنفاذ

صبر : ممكن أحطلك الكانيوﻻ ؟

شريف : هو كل شويه ؟

الممرضه بتأفف : ماهو كل شويه

حضرتك بتشيلها .. المفروض تفضل

في ايدك طول ماحضرتك قاعد هنا

شريف : انتي ازاي تتكلمي عليا

بالطريقه دي .. انتي نسيتي

نفسك .. انتي هنا تخدميني وبس

وماتفتحيش بقك ..

غاده : هاتي انا هحطهاله .. روحي

انتي

خرجت الممرضه وهي سعيده بانها

لن تتعامل معه

شريف مدافعا عن نفسه : هي اللي

ايدها تقيله وبتحط اﻻبره في ايدي

كأنها سكينه .. بتوجعني

غاده : وانا ماسألتكش ..

جهزت المحلول وقالت بجفاء : ممكن

تفرد ايدك

مد يده لها .. ثم قال بعد قليل :

ماتيﻼ حطي البتاعه دي

قالت له في هدوء : انا حطيتها

خﻼص

شريف : ايه؟ اه طيب

هي تعلم انه لم يشعر باﻻبره ولكن

كبرياؤه وعناده منعه من اﻻعتراف

بهذا ..

خرجت من غرفته وهي تشعر بغصه

في حلقها من تعامله معها على هذا

النحو الجاف وهي التي كانت

مشغوله به اثناء غيابها عنه .. انهت

يومها كعادتها .. ولم تمر عليه ايضا

تجنبا لسماع اي كلمه منه تجرحها ..

جاء الليل وبعد العشاء دخلت غاده

حجرتها وكانت جيهان مستلقيه على

السرير شارده

غاده بطريقه مسرحيه وهي تضحك :

ورجعنا تاني لبعضينا

جيهان : ايوه ياختي شوفتي

غاده : بصراحه احلى ما في

الموضوع انك هترجعي تقعدي معايا

في اوضه واحده

جيهان : اه بس المره دي هننام جنب

بعض ..

غاده : ياريت ياحبيبتي .. ونقعد

نرغي كل يوم لحد ماننام

جيهان : ده انا كنت في نعمه ومش

حسه بيها

غاده : نعمة ايه؟

جيهان : نعمة اﻻهل .. وكنت عايزه

اسيبكوا عشان اتجوز واعيش حياتي

غاده : ان شاء الله تتجوزي تاني ..

وتعيشي حياتك بجد

جيهان : مش عايزه اتجوز خﻼص

كرهت الحوار كله .. انا هنا

مبسوطه وسعيده وزي الفل

غاده : بيتهيألك .. بصي عايزاكي

تنسي اللي حصل ﻻ تفكري في اللي

فات وﻻ اللي هيجي .. سيبي نفسك

وربنا هيقدرلك كل خير ..

جيهان : ونعم بالله .. بس ياغاده

صعب اوي انسى اللي عشته .. كأنه

بجد كابوس .. حسه بوجع في قلبي

مستمر اربعه وعشرين ساعه ..

غاده : انا عرفت عﻼجك

جيهان : قولي يادكتور

غاده : القرآن .. اقسملك بالله

ماهتندمي وهتدعيلي

جيهان : في بالي على فكره ..

يومين كده افوق من اللي انا فيه

غاده : الشيطان اللي بيقولك أجلي

ومش دلوقتي والكﻼم ده

جيهان : افهميني بس انا قصدي اني

عاوزه اروح تحفيظ او معهد اي مكان

من دول .. بس مش دلوقتي

غاده : ايوه كده ياحبيبتي هي دي

اﻻفكار .. ربنا يتقبل منك يارب

جيهان : طيب انا هقوم اخد دش ..

واجي انام ..

غاده : ماشي ياحبيبتي ..

قامت جيهان وخرجت من الحجره ..

فتحت غاده الكمبيوتر الخاص بها ..

فتحت موقع جوجل .. الصور ..

وكتبت شريف عبد الهادي ..

ظهرت لها صور كثيره مرصوصه فوق

بعضها .. صوره في الملعب وآخرى

مع أصدقاءه وصور كثييره متنوعه ..

اختارت صوره له قريبه من وجهه ..

ضغطت عليها .. كبرت

الصوره .. ضمت ركبتيها الى

صدرها .. نظرت لوجهه بالكامل ..

انه هو .. تسارعت دقات قلبها

وابتسمت دون ان تشعر وهي تتأمل

مﻼمحه الواضحه .. انها صوره

صامته ﻻ تعبر عن البركان الخامد

في اعماقه .. ابتسامته في الصوره

تعطي انطباعا انه انسان هادئ ..

ولكن عندما تتذكر عصبيته عليها

وعلى الممرضه تندهش .. فأول لقاء

معه كان لطيفا او عاديا ولكن بعد

علمه باصابة عينيه تغير كليا ..

اغلقت غاده المتصفح واغلقت الجهاز

كله .. وقفت امام المرآه وهي تفكر

في التغيير الطارئ عليه .. هل

ممكن ان يفقد اﻻنسان أعصابه

لفقدانه نظره .. فتحت درج التسريحه

وأخرجت طرحه صغيره .. عصبت بها

عينيها .. منعت دخول أي ضوء الى

عينها .. فقط الظﻼم .. أرادت أن

تدخل عالمه .. ترى ما يراه .. بدأت

أول خطواتها في هذا العالم

اﻻسود .. وجدت نفسها ترفع يدها

في الهواء كي تتحسس اﻻشياء

امامها .. وصلت لباب الغرفه ..

فتحته وبدأت تتجول في الصاله .. ..

اصطدمت في اكثر من شئ .. الى

ان وجدت من يمسكها من كتفها ..

ازالت الطرحه .. وجدتها جيهان تنظر

لها باستغراب ثم انفجرت من الضحك

جيهان : انتي اتجننتي يابنتي ايه

اللي بتعمليه ده

ازالت غاده اﻻيشارب كليا من على

رأيها وقالت : خضيتيني

جيهان : ﻻ والله .. دانتي اللي

خضيتيني .. خرجت من الحمام لقيتك

رابطه عنيكي وبتتمشي في الصاله .

ايه بتمثلي السائرون نياما

غاده : كنت بجرب الناس اللي مش

شايفين حاسيين بايه

جيهان : اعوذ بالله … ليه بتبشري

على نفسك

غاده : ﻻ ابدا : بس في حاﻻت في

المستشفى ناس بتفقد بصرها ..

بيصعبوا عليا

جيهان : ربنا يرحمهم ويصبرهم

غاده : امين .. يﻼ عشان ننام

جيهان : يﻼ

******************************

جاء اليوم التالي .. دخلت غاده عليه

القت السﻼم في خفوت .. نظرت

الى يده وجدت الكانيوﻻ في مكانها

منذ اﻻمس ولم يخرجها من مكانها

كما يفعل كل مره .. كانت والدته

غير موجوده .. فقط هو وحده ..

سمعت صوتا بالحمام الخاص

بالحجره .. توقعت انها والدته

بالداخل .. انهت عملها وكانت على

وشك الخروج

اﻻ انه قال بصوت أجش : دكتوره

غاده

سابت مفاصلها ودق قلبها الى ان

وصلت دقاته الى اذنها .. كل ذلك

قبل ان تلتفت اليه وتنظر له وهو

جالس في مكانه على سريره ..

قالت بصوت مرتبك : ايوه

شريف : اسف على اللي قلته ليكي

امبارح

لم ترد عليه غاده .. كأنها ﻻ تريد ان

تقاطعه وان يواصل كﻼمه ..

شريف : انتي هنا وﻻ مشيتي؟

غاده سريعا : موجوده

شريف : سامحتيني ؟

غاده : انا اللي كنت عايزها اعتذرلك

شريف : انتي ماعملتيش حاجه

غاده : ﻻ عملت .. حقيقي انت كان

عندك حق .. اللي انت حاسس بيه

صعب اوي وماينفعش اكلمك وانا مش

في وضعك .. كﻼمي وكﻼم الناس

اللي حاولوا يخففوا عنك قبلي كان

كتير عليك واكيد عملك ضغط على

اعصابك .. وده اللي خﻼك تتعصب

عليا امبارح .. وبصراحه .. حقك

شريف : انتي بتتكلمي جد؟

غاده : اه

شريف : أصل كأنك بتوصفي اللي انا

حاسس بيه بالظبط

غاده : ايوه

شريف : وعايز اقولك على حاجه

تانيه .. الكانيوﻻ ماشيلتهاش من

امبارح

غاده : اشمعنا دي

شريف : بصراحه .. محستش بايدك

خالص لما حطيتيها .. مش زي

التانيين بيدبوها في ايدي

ضحكت غاده من قلبها على كﻼمه

وكانت لضحكتها مفعول قوي عليه

فابتسم ﻻول مره منذ ان دخل

المستشفى

قال وهو مازال مبتسم : بتضحكي

على ايه ؟

غاده : ﻻ اصل يعني انت لعيب كوره

وبتتعرض ﻻصابات وخبطات ..

مضايقاك حتة ابره ..

شريف : اقولك على سر

غاده بسعاده : قول

شريف : انا بخاف من الحقن

ضحكت غاده مره اخرى .. توقعت ان

يتعصب مره اخرى ولكنه ضحك هو

اﻻخر وفي لحظتها خرجت والدته من

الحمام .. وجدته يضحك بهذه

الطريقه ..

الهام : بسم الله ماشاء الله ..

ياحبيبي ياشريف .. انت بتضحك ؟

شريف : احم .. تعالي ياماما

الهام : ازيك يادكتوره .. معلش اول

مره اشوف شريف بيضحك من اول

ما جه هنا

نظرت له غاده وقالت : وان شاء الله

مش هتكون اخر مره

غادرت غاده الحجره وهي تكاد ان

تقفز من الفرحه .. يكفي انها

سمعت ضحكته ترن في أذنيها ..

مرت على كل المرضى واﻻبتسامه

تعلو وجهها طول اليوم .. كأنها

ملكة السعاده تنشرها على كل

الناس ..

*****************

ترى اهي بداية قصه جديده ؟ ام انها

نزوه خطيره ﻻ تعلم غاده عواقبها ؟

اهي مالت اليه ﻻنه ﻻ يراها وهذا ما

يزيد ثقتها بنفسها؟ ام انه بالفعل

اسرها بغموضه ثم بضحكته الخﻼبه ؟

كلما تتذكر تلك اﻻبتسامه وصوت

الضحكه تشعر بالقشعريره تمر بكل

اوصالها .. هل هو الـ …. ؟ هل

يمكن ان يكون قد تملك من قلبها ؟

ترى ما هذا الذي تقدمي عليه ياغاده

وماذا سيجلب عليكي؟ المتاعب ام

السعاده ؟

يُتبع..

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)