رواية ذات الوجه الدميم الفصل السادس عشر 16 بقلم ياسمينا
رواية ذات الوجه الدميم الفصل السادس عشر 16 بقلم ياسمينا
البارت السادس عشر
نتهى الحفل كما رتب له حاتم
بالظبط .. ودع أصدقائه .. سبقته
جيهان الى غرفتهما .. جلس على
البار الصغير الموجود في الركن ..
احتسى كأسا بمفرده ثم صعد الى
غرفته فك رباط عنقه ورمى جسده
على السرير .. وجد جيهان تخرج من
الحمام الملحق بالغرفه .. لم تنظر
له وانما سحبت الروب من على
الشماعه الخشبيه وفتحت باب
الغرفه ..
قال لها حاتم : انتي رايحه فين ؟
مش هتنامي ؟
نظرت له جيهان باشمئزاز : هنام
طبعا .. بس مش جنبك
اتكأ على جنبه وقال بطريقه
مستفزه : ماتبقيش بايخه بقى
وتبوظي الليله .. تعالي بس اقولك
حاجه
جيهان : ياخساره ياحاتم كنت فاكراك
بتحبني اكتر من كده
مسك رأسه ورمى جسده مره اخرى
وقال : يووووه بقى ياجيجي انا
بحبك وبموت فيكي بس .. بصي
نكمل كﻼمنا بكره عشان اناااااا أ
أ ….
ثم ذهب في سبات عميق .. نظرت
له في شفقه على حاله وحال شربه
للخمر .. أغلقت عليه الباب وذهبت
الى الحجره المجاوره قضت فيها ما
تبقى لها من ليلتها .. تتقلب على
اﻻشواك .. كلما تتذكر شكل المدعو
ممدوح .. تشعر بأنها تريد ان تفرغ
مافي جوفها .. مجرد ان تتذكر
لمسته لها تصيبها بالقشعريره ..
وتزيد كرهها لزوجها
.. ظل الحال كما هو بينهما مده
طويله .. لم يعطي لغضبها باﻻ فهو
يعلم كيف سيصالحها ..
جاء يوما من العمل وجدهاتجلس
على كمبيوترها المحمول بحديقة
الفيﻼ .. جلس بجوارها ومعه علبة
كبيره
قطيفه .. جلس بجوارها وخطف قبله
على خدها .. لم تتحرك منها
شعره .. فتح أمامها العلبه وأظهر
عن طقم مكون عقد وحلق وخاتم
واسوره .. كلهم من اﻻلماظ ..
حاتم : ايه رأيك؟
جيهان بتنهيده : في ايه؟
حاتم : في الطقم ..
جيهان : بمناسبة ايه؟
حاتم : فاكره السهره اللي كنتي
غضبانه مني فيها؟ اهي دي بس
نتيجة العقود اللي وقعتها مع الناس
دول
جيهان : وانت جاي تفرحني بطقم
غالي عشان افضل احضر معاك
سهرات مشبوهه زي دي
حاتم : مشبوهه؟ ده بيزنس
ياجيجي .. افهمي بقى واخرجي من
عباية البنت الشريفه دي ..
وقفت جيهان وضربت العلبه القطيفه
بيدها أطاحت بكل مافيها على اﻻرض
الخضراءوقال بصوت عالي : انت
جاي تضحك عليا .. انت مش مكسوف
من نفسك؟ مش مكسوف انك تسيب
مراتك عرضك وشرفك مع حيوان
يمسك ايدها ويغازلها بكﻼم خارج
عشان تمشي شغلك؟ طب ماكنت
تجيب واحده من الشارع تخلصلك
شغلك ده .. انا مش عيله تضحك عليا
بدهب وغيره .. اه زمان كان ممكن
لكن دلوقتي ﻷ
وقف حاتم ونظر في عينها : يعني
زمان كنتي بتبقى مبسوطه وفرحانه
بأي هديه .. وﻻ شبعتي هدايا
خﻼص؟
جيهان : هو انت جايبني من الشارع؟
انا مراتك واي هديه تجيبهالي مش
ﻻزم اديك مقابل ليها غير حب
واهتمام بيك وببيتك مش بضيوفك
وصحابك
حاتم : لو ركزتي شويه هتﻼقي كل
اللي في دماغك ده خرافات وانتي
كده بتهدمي بايدك سعادتك وتشغلي
دماغك بتفاهات ملهاش ﻻزمه
جيهان : تفاهات ؟ معاكسة واحد
لواحده متجوزه تفاهات ؟
حاتم وهو يقترب منها : ماهو لما
الواحد يشوف القمر قدامه ﻻزم
يعاكسه حتى لو القمر متجوز
جيهان وهي تبعد عنه : يعني انت
ممكن تعاكس واحده متجوزه عشان
هي حلوه؟
حاتم : ﻻ مش عشان حلوه .. انما
ممكن تبقى مجامله عشان نمشي
الشغل .. وانا بصراحه بقى
زهقت .. مش عارف ارضيكي ازاي !!
جيهان : سيبني في حالي دلوقتي ..
مش عايزه اتكلم معاك ..
تركته ودخلت للفيﻼ ثم رجعت اليه
مره اخرى قائله : انا عايزه اروح عند
ماما اريح اعصابي شويه
حاتم : بيات مفيش بيات .. روحي
مع السواق ساعه وارجعي
جيهان : طب تعالى معايا .. انت
مابتزورهمش خالص من اول
مااتجوزنا
حاتم : مش فاضي
جيهان : طب تعالى شوف عمر
الصغير من ساعة ما جه وانت
ماشفتوش
حاتم : جيهان حبيبتي بطلي تتعاملي
بعواطفك خليكي عمليه .. مش انتي
رحتي بهديه فخمه .. خﻼص مش
مهم انا بقى
جيهان : لكن المهم ان الهديه
وصلت ..
حاتم : اكيد
جيهان : وصلة الرحم؟
حاتم : يوووووووووووه .. بقولك ايه
روحي من قدامي دلوقتي أحسن
اقولك انك مش رايحه خالص
جيهان بحزن : طيب طيب
أبدلت مﻼبسها .. وصلها السائق الى
بيت أهلها .. سلمت على امها وعلى
ساره حملت عمر بين أحضانها ..
جلست معهم وتكلمت كثيرا كأنها
تشكي لهم همها ولكن دون ان
تخوض في الحديث ابدا ..
جيهان وهي تنظر في ساعتها : هي
غاده بتيجي امتى؟
ساره : انتي ماتعرفيش انها
سافرت؟
جيهان مندهشه : سافرت ؟ امتى؟
ساره : من تﻼت ايام .. وهتيجي
بعد بعد بكره ان شاء الله
جيهان : ربنا يوفقها هي تستاهل كل
خير
ساره : اكيد تستاهل .. انا عشت
معاها في بيت واحد وبجد بنت
ممتازه وعاجبني فيها حاجات كتير
جيهان : محدش يعرف غاده اﻻ
ويحبها .. ربنا بعتهالي عشان تبقى
زي اختي بالظبط
ساره : بقى كده ياست جي جي وانا
مش زي اختك
جيهان : انا وانتي صحاب من زمان
وانتي اقرب واحده لقلبي مانتي
عارفه كده ..
ساره : عارفه ياحبيبتي ..
جيهان : ومحمود هيجي امتى؟
ساره : قدامه نص ساعه ويكون هنا
باذن الله
جيهان وهي تقف وتمد يدها بعمر
لساره : طيب انا هروح دلوقتي قبل
ما يجي ويديني كلمتين وانا مش
ناقصه
ساره : ده اخوكي ياجيهان واعرفي
انه همه مصلحتك
جيهان : عارفه عارفه بس انا مش
هقدر ابص في وشه دلوقتي
ساره : يعني مش هتستنيه؟
جيهان : ﻻ .. حاتم قالي ماتتأخريش
ساره : طيب على راحتك
ودعتها وسلمت على والدتها وذهبت
سريعا قبل ان تلقى اخيها .. وصلت
منزلها ولم تجد حاتم حمدت ربها
فهي ﻻ تريد ان تراه في هذه
اللحظه ..
**************************
قبل ان تسافر تنازلت عن تكليفها ..
قررت ان تفرغ نفسها للرساله
والمستشفى اﻻخر .. وجدت نفسها
بجوار معلمها ومثلها اﻻعلى واﻻب
الروحي لها .. سافرت وقضت أمتع
أيام عاشتها في حياتها .. تعلمت
كثيرا من دكتورها .. كانت تسير
ورائه بالورقه والقلم وتكتب كل
معلومه يقولها .. وفي كل اجتماع
خاص بالمؤتمر كانت تركز جيدا
وتسأل وتدون كل شئ تسمعه ..
أعجب بها الدكتور علي وكل
الحاضرين .. تنبأوا لها بمستقبل
ناجح
.. كانت غاده قليلة الثقه بنفسها
وكانت تشعر انها اقل من بنات جيلها
جماﻻ وانوثه .. ولكن عندما اندمجت
وسط الغرب وسط مجتمع ﻻ ينظر
للشكل اكثر من العلم والثقافه ..
وثقت بنفسها اكثر ووجدت ان التقدير
والقيمه الحقيقيه في عملها وثقافتها
وفوق كل ذلك تمسكها بدينها وعاداته
وتقاليده .. فالله هو الحافظ لها
ودينها هو درع اﻻمان في دنيتها ..
انتهى وقت المؤتمر وعادت الى
مصر .. وجدت الجميع في انتظارها
رغم انشغالهم بتجهيز المنزل الجديد
الخاص بمحمود .. وقد أوفى بوعده
وأعد شقه صغيره بالدور اﻻول ..
حجرتين وصاله .. لوالدته وغاده ..
وأعد لنفسه وزوجته وابنه فيﻼ دورين
في الدور الثاني .. وحديقه صغيره
ملحقه بالفيﻼ .. ويحيطها سور عالي
واشجار .. كانت كالجنه .. انتقلوا
بعد وصول غاده باسبوع .. استقر
وضع غاده نفسيا .. وقد سمح لها
الدكتور علي باﻻجازات التي
تريدها .. لﻼنتهاء سريعا من
الماجستير .. اما جيهان فقد ذبلت
كثيرا .. اكتشفت ان اخيها كان على
حق في رأيه .. من يتنازل عن
دينه .. يجد نفسه وقد انحدر الى
ادنى مستويات اﻻحترام .. مهما
امتلكت من مال .. ولكنها فقدت
احترامها لنفسها واحترام اهلها
والناس لها .. ودت ان يعود بها
الزمن الى بيت اهلها وتعيش في
وسطهم .. بيت اصغر بكثير من الفيﻼ
الحاليه ولكنه دافئ وآمن بكثير ..
ذات يوم اتصلت على
صديقتها من ايام الجامعه وطلبت
منها الخروج معها الى النادي كما
كانوا يفعلون من ذي قبل .. واتصلت
على حاتم وافق دون نقاش ..
فتحت دوﻻبها وارتدت طقم قديم من
قبل زواجها .. وارتدت حجابها مره
اخرى .. ودت ان تشعر نفسها بأنها
مازالت انسه في اجمل ايام
عمرها .. وصلت النادي وقابلت
صديقاتها وقضت معهن وقتا لطيفا ..
ضحكت من قلبها كثيرا .. ودعتهم
على وعد بتكرار هذا اللقاء مرات
كثيره قادمه .. واستمرت حياتها
على هذا المنوال بين حفﻼت حاتم
وبين محاوﻻتها ان تعيش حياتها
كصبيه صغيره وسط اصدقائها ..
**************************
وأخيرا بعد أشهر طويله حصلت غاده
على الماجستير .. أقاموا حفله
صغيره بمناسبة حصولها على تلك
الشهاده .. حضرها جميع افراد
العائله .. وجاء حاتم على
مضض .. جاء هاني ووالده
ووالدته … والتف الجميع حول غاده
وهنئوها بشهادتها .. كان الكل فرحا
لغاده والسعاده على كل الوجوه
ماعدا جيهان جلست بجوار زوجها
الذي انشغل بجهازه اﻻيباد يتابع
عمله من خﻼله
جيهان : ياخي ايه اللي بتعمله ده
بتشتغل حتى وانت هنا
رد عليها دون ان يرفع عينه : ﻻزم
اتابع السهم ده ممكن يطلع في اي
وقت
جيهان : سهم ايه وزفت ايه .. ياخي
ارفع راسي شويه وسط اهلي
حاتم : مانا جيت معاكي اهو زي
مانتي عايزه .. بصي انا خارج اعمل
تليفون مهم وجاي
خرج الى الحديقه الخلفيه وتركها
وحدها .. نظرت له الى ان اختفى
عن نظرها ارجعت ظهرها
للوراء .. نظرت الى اخيها
وزوجته .. كم هم سعداء .. الحب
يجمع بينهم منذ الصغر .. السعاده
في الحب فعﻼ وليس المال ..
ونظرت الى غاده هي أيضا سعيده
مع انها غير مرتبطه ولكنها حققت
جزء من احﻼمها واهدافها .. حتى
هاني تعلم الدرس وفاق منه
سريعا .. لمحها هاني وهي شارده
هكذا .. ذهب اليها وجلس جوارها
مكان حاتم ..
هاني : جيهان … جيهان
انتبهت من شرودها : هه ؟ ايوه
ياهاني
هاني : مالك ساكته ليه؟
جيهان تبتسم مجامله : ﻻ عادي مانا
بتكلم اهو
هاني : خلصتي كليتك السنه دي مش
كده
جيهان : ﻻ انا أجلت الترم اللي
اﻻخير .. السنه الجايه ان شاء الله
هاني : ربنا يوفقك
جيهان : ان شاء الله
ثم دام الصمت بينهم .. نظر لها
وجدها شردت مره اخرى .. تأمل
مﻼمحها .. تغيرت كثيرا عن ذي
قبل .. ليست جيهان التي يمﻸها
النشاط والحيويه والضحك اينما
ذهبت .. تجلس اﻻن مع كل احبابها
ولكنها منفصله تماما وعلى وجهها
هذا الحزن العجيب
جاء حاتم من الحديقه وقال لجيهان
آمرا : يﻼ عشان نروح
وقفت على الفور : حاضر
سلمت على هاني وعلى الباقيين
وانصرفت مع زوجها .. نظر لها
هاني باشفاق
وجد صديقه يربت على كتفه : ايه
ياعم مالك
هاني : اختك مالها شكلها مش
طبيعي
محمود : هي قالتلك حاجه؟
هاني : ﻻ بس انت مش شايف مش
دي جيهان اللي بتضحك وتهزر
وتنكش فينا كلنا زي اﻻول ..
كأنها كبرت عشرين سنه وشايله
الهم
محمود : معرفش هي مابتكلمنيش
كتير وكأنها بتتجنبني كل مانجتمع
في مكان
هاني باستغراب : ليه كده ؟ دانتوا
صحاب مش اخوات
محمود وهو يغير مسار الحديث :
عادي بقى .. تعالى بس شوف ابن
اختك شيله شويه ﻻحسن قارفني
مش عارف اتﻼيم عن مراتي منه
هاني : وانا هفضل كده من غير
واحده اتﻼيم عليها
محمود : اتقل تاخد حاجه نضيفه
هاني : على اساس انك حايشلي
النضيف على جنب
محمود : ﻻ والله معرفش حد بس
اهو يمكن تقع في طريقك واحده بنت
حﻼل ترضى بيك
هاني : ترضى بيا !! هي حصلت
محمود : ههههههههههههههههههه اه
حصلت
هاني : ماشي .. بكره تشوف اللي
هتجوزها دي هتبقى عامله ازاي
محمود : ربنا يوفقك
*************************************
جلست غاده مع لمياء يحتسيان
الشاي في كافتريا المستشفى في
وقت راحتهما
لمياء : هتبدأي امتى في الدكتوراه
ياغاده؟
غاده : مش عارفه .. عايزه اريح
دماغي شويه من الدراسه .. حسه
اني بكدس فيها المعلومات
لمياء : حددي فتره معينه عشان
ماتنسيش نفسك .. خدي اجازه مثﻼ
وروحي غيري جو
غاده : ماهو ده اللي ناويه اعمله ..
مش انا بس ده كل العيله عندي
عايزين نروح نحج السنه دي
لمياء : ماشاء الله ﻻقوة اﻻ بالله ..
دي احسن رحله
غاده : اه والله كان نفسي فيها من
زمان
لمياء : ربنا يتقبل منك يارب
غاده : يارب
سمعوا التنبيه العام في ميكرفونات
المستشفى : الدكتوره غاده مطلوبه
في اﻻستقبال
غاده : ياترى في ايه؟
لمياء : تﻼقي حد بيسأل عليكي او
حاله مستعجله
تكرر النداء مره اخرى
وقفت غاده وهي ترشف اخر ماتبقى
في كوب الشاي : طيب طيب جايه
لمياء وهي تضحك عليها : انتي فعﻼ
محتاجه اجازه
غاده : ادعيلي … سﻼم
ذهبت غاده سريعا وجدت هرج ومرج
في المستشفى .. دخلت اﻻستقبال
وجدت ثﻼث أشخاص نائمين على
السرائر .. واحد منهم غائب عن
الوعي وغارق في دمائه واﻻخرين
يوجد بهم بعض اﻻصابات البسيطه
وقد تم عﻼجها بالضمادات
ذهبت غاده اليهم وبدأت في عملها
غاده : حادثه ؟
الدكتور اﻻخر : اه عربيتين واحده
مﻼكي وواحده نص نقل
غاده : الدكتور علي موجود ؟
الدكتور اﻻخر : على وصول
وفعﻼ دخل عليهم الدكتور علي
سريعا ولم يرتدي البالطو اﻻبيض بعد
وقف مكان غاده وسألها : ايه
الحاله؟
غاده : هنعمل كل اﻻشعات الﻼزمه
وبعدين شكلنا هندخله عمليات .. ده
اكتر واحد اتصاب
نظر الى الباقيين : اشمعنا ده اللي
حصله كده والباقي خدوش؟
الدكتور اﻻخر : ده كان في عربية
مﻼكي لوحده واﻻتنين كانوا في نص
نقل وهما اللي دخلوا فيه من
ناحية الباب بتاعه ..
الدكتور علي : طيب دخليه اﻻشعه
وانا هقولهم يجهزوا العمليات ..
ثم نده بصوت عالي : يا خيري كلمت
البوليس؟
خيري موظف اﻻستقبال : كلمته
يادكتور
الدكتور علي : يﻼ يادكتوره الحاله
خطيره
وبالفعل بدأت غاده في تنفيذ
تعليمات دكتورها .. ساعدها
الممرضين في نقله لﻶشعه .. ثم
انهت كل
اﻻجراءات وأدخلوه حجرة العمليات ..
ساعات قضوها في العمليات ..
كانت هناك كسور في انحاء متفرقه
في جسده .. دار هذا الحوار بينهم
اثناء اجراء العمليه
الدكتور علي : اظن احنا عملنا كل
اللي نقدر عليه بس الرجل اليمين دي
شكلها ..
ثم صمت وأكملت غاده عبارته : بتر
يادكتور؟
الدكتور علي: انتي شايفه غير كده؟
دكتوره نسرين ) ضمن الفريق
الطبي ( : اظن فعﻼ ده الحل
الوحيد ..
غاده : ممكن لو ركبنا شرايح هنا
و ..
الدكتور علي : مفيش مجازفه
يادكتوره في حاله زي دي .. البتر
هو الحل
غاده : بس دي رجله اليمين .. وهو
شكله شاب لسه في صغير ..
الدكتور علي : مفيش مجال
للعواطف .. مصلحة المريض اوﻻ
غاده : بعد اذنك يادكتور انا مفكرتش
بالعاطفه بس انا فعﻼ شايفه ان احنا
نحاول قبل قرار البتر
الدكتور علي وهو يفسح لها المكان :
توكلي على الله
وقفت غاده وصبت كل تركيزها في
اجراء كل ما تعلمته .. ساعتين
متواصلتين واقفه على قدميها ..
انتهت اخيرا .. نجحت في ان تنقذه
من البتر .. نظر لها الدكتور علي
نظرة اعجاب .. وخرجوا من العمليات
اخيرا بعد 6 ساعات من العمل
المتواصل .. رفعت الكمامه من على
وجهها ..
الدكتور علي : انا مكنتش عايز اخاطر
باللي عملتيه .. بس حقيقي انتي
ابهرتيني بشجاعتك وخوفك على
مستقبل المريض
غاده : الراجل صعب عليا .. قلت كده
كده في اسوأ الظروف هيفقد رجله
واﻻمل حتى لو ضعيف ..
ﻻزم نديله حقه في انه يعيش برجليه
اﻻتنين حتى لو دخلنا شرايح او اي
طريقه تانيه غير البتر
الدكتور علي : ربنا يبارك فيكي ..
روحي دلوقتي بيتك كفايه عليكي كده
النهارده ..
غاده : ماشي : بعد اذن حضرتك ..
الدكتور علي : اتفضلي مع السﻼمه
***********************************
جاء ثاني يوم .. أول مافعلته غاده
عند وصولها ذهبت الى المريض الذي
أجرت له العمليه في اليوم
السابق .. قرأت التقرير الطبي
الخاص به ثم غادرت الى حجرة
الدكتور علي .. طرقت الباب ثم
دخلت
غاده : السﻼم عليكم يادكتور
الدكتور علي وهو يتفحص بعض
اﻻشعات امامه: وعليكم السﻼم
اتفضلي ياغاده
جلست غاده امامه
بادر بالكﻼم : الحمد لله الحاله
مستقره
غاده : الحمد لله .. انا عديت عليه
اول ما جيت واطمنت عليه
الدكتور علي : انتي عملتي فيه
جميل كبير امبارح
غاده : انا عملت الواجب اللي بيمليه
عليا ضميري مش اكتر
الدكتور علي : قصدي انك عملتي
جميل عشان انتي حافظتي على رجله
ﻻنه مكنش حمل يفقد حاجتين
في حادثه واحده
سألت في قلق : حاجتين ؟ هو فقد
ايه في الحادثه دي ماكان كويس
امبارح
الدكتور علي : نظره ..
شهقت في جزع : ﻻ حول وﻻ قوة اﻻ
بالله العلي العظيم
الدكتور علي : عارفه هو مين؟
غاده : مكنش باين شكله امبارح ..
هو حد معروف ؟
الدكتور علي : معروف ؟ انتي
مكنتيش شايفه الصحافه والناس
الكتير اللي كانوا موجودين هنا
امبارح
؟
غاده : اه فعﻼ لما خرجنا من
العمليات كان في ناس كتير واﻻمن
حايشهم
الدكتور علي : ده ياستي كابتن
شريف عبد الهادي .. ﻻعب في
النادي اﻻهلي تسمعي عنه؟
غاده : اه طبعا مين مايعرفوش ..
ازاي مخدتش بالي منه
الدكتور علي : هو لسه ماعرفش انه
فقد نظره .. كل مايفوق يزعق
ويقول انتوا ليه مغمضين عنيا
ورابطين راسي ..
غاده : بتعملوا معاه ايه؟
الدكتور علي : مش قادرين عليه ..
شكله عصبي اوي .. مابيسكتش غير
بحقنه مهدئه تخليه ينام تاني ..
والدته ياعيني هتموت من القلق عليه
وهو مش عايز يستوعب الموقف
غاده بحزن : ﻻ حول وﻻ قوة اﻻ بالله
الدكتور علي : جرى ايه ياغاده ..
احنا بنشوف حاﻻت اخطر من كده
وﻻزم تقوي نفسك قدام اي ظرف ..
حطي عواطفك على جنب .. احنا
مسؤولين عن ارواح
غاده بابتسامه : اسفه يادكتور ..
حضرتك عندك حق .. بعد اذنك
الدكتور علي : اتفضلي
****************************
غادرت وقبل ان تذهب الى
حجرتها .. وجدت نفسها تمر على
حجرة مريضها مره اخرى ..نظرت
من الشباك الزجاجي للحجره ..
وجدته نائم .. دخلت بهدوء .. نظرت
اليه وهو نائم .. امسكت بالتقرير
مره اخرى .. قرأته بعنايه .. لم
تستطيع ان تمنع نفسها من الشعور
بالشفقه عليه .. اقتربت في هدوء
من موضعه .. نظرت الى نصف
وجهه السفلي الغير مخبئ تحت
الشاش والضمادات .. تأملته بكل
الجبس المغطي معظم جسمه ..
سرحت قليﻼ ..
فجأه وجدته يحرك رأسه ويصدر أنين
ضعيف .. مسكت معصمه وقاست
النبض .. نظرت على قرآت اﻻجهزه
الموصوله على جسده .. ثم وجدته
يتكلم
اقتربت منه حاولت ان تفهم
مايقوله ..
شريف : ااااه
غاده بهدوووء : ششش اهدا خالص
ممكن ماتنفعلش
شريف : انا فين ؟ انتي مين؟
غاده بصوت خافت : حاﻻ هقولك كل
حاجه
شريف وقد بدأ يعلو صوته :
هتقوليلي ايه ؟ انتي مين ؟
غاده : انت فاكر اخر حاجه حصلتلك
شريف : مش فاكر حاجه .. كنت
مروح من التدريب .. وشوفت عربيه
جايه من الملف بسرعه .. مش
فاكر حاجه تانيه
غاده بأسف : ببساطه ياكابتن
العربيه خبطت فيك واغم عليك في
ساعتها .. وجيت هنا ..
شريف : هنا فين؟
غاده : في المستشفى ..
شريف : انا مش في بيتنا ؟ انا في
مستشفى
لم تستطع غاده ان تمنع نفسها اكثر
من ذلك .. نزلت الدموع من عينها
غصب عنها
شريف : كملي يا ..
غاده : دكتوره غاده
شريف بعصبيه : وانتوا مربطني كده
ليه .. انا مش حاسس بجسمي
خالص
غاده : ممكن تهدى بس عشان كد
غلط عليك
شريف بعصبيه اكتر : انتي هتعلميني
اتكلم ازاي .. روحي هاتيلي الدكتور
الكبير الي هنا ..
غاده بعند : انا اللي بعالجك وانا
اللي عملتك العمليه .. ماينفعش بقى
تتكلم بالعصبيه دي اهدى عشان
مصلحتك
شريف حاول ان يجلس .. اراد ان
يمسك اي شئ بيده الحره .. دمعت
غاده مره اخرى تخلت عن
عندها وقالت بهدوء : خﻼص انا
هجيبلك دكتور تاني بس ممكن
ماتزعقش وتمسك نفسك .. والدتك
هنا من امبارح .. هتموت من القلق
عليك ..
تحول شريف فجأه الى انسان اخر ..
هدأت وﻻنت مﻼمحه وقال في
ثبات : أمي؟
غاده : ايوه والدتك .. وفي صحفيين
وناس كتير سألتك عليك .
ثم ابتسمت محاوله تلطيف الجو : لو
تعرف اد ايه اﻻوضه مليانه ورد
والطرقه بره كمان مليانه ورد
..
شريف : اعرف ازاي هو انا شايف
حاجه
غاده : بكره تشيل الرباط وتشوف
بنفسك
شريف : بس انا حاسس ان اﻻلم
بيزيد في جسمي بالتدريج
غاده : هتاخد دلوقتي مسكن
وتتحسن
شريف : شكرا يادكتوره
غاده : ﻻ شكر على واجب .. انا
هبعتلك الممرضه تتديك الحقنه
واﻻدويه اللي معادها دلوقتي
وياريت تجهز نفسك عشان والدتك
تعبانه من امبارح عايزه تطمن
عليك ..
شريف بتأثر : ماشي
.. خرجت من الحجره نادت على
الممرضه ان تعطيه مهدئ مره
اخرى .. ثم وقفت تتابعه من النافذه
الزجاجيه .. أيعقل ان يصبح مصير
ذلك الشاب المفعم الحيويه فقط بعض
الجبس ونوم في السرير لمدة
طويله .. باﻻضافه الى فقدانه لنور
عينيه .. كثير جدا على شاب مثله
تحمل كل هذا .. بعد ان كان نجمه
يسطع في اﻻجواء .. صورته على
غﻼف مجﻼت المشاهير .. يقابله
المعجبين والمشجعين في كل مكان
بترحاب .. هل سيفقد كل هذا بسبب
حادثه لم يكن المخطئ فيها .. هذا
قدره ولكن .. هل سيعود مثلما كان؟
هل سيعود الﻼعب الشهير ذو القدم
الذهبيه ؟ ام ستؤثر اصابته على
مستقبله الكروي؟هل فقدانه لنظره
مؤقت ام سيظل ضريرا ما تبقى له
من العمر ؟
يُتبع..
- لقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية ذات الوجه الدميم)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)