رواية حب عبر الحدود الفصل الثلاثون 30 بقلم اسراء هاني شويخ
رواية حب عبر الحدود الفصل الثلاثون 30 بقلم اسراء هاني شويخ
البارت الحدود البارت الثلاثون
” الزواج كنت مجبر عليه من البداية ولست مجبر على الاستمرار به الآن ولن يهمني أحد سأنهي كل شئ ”
كانت هذه الجملة التي سمعتها أمام الباب جعلتها تكاد تصاب بذ..بحة ص..درية أيعقل أنها لم تكن تعني له وكانت مجرد زواج اجباري لم تشعر يوما أنها حملا عليه لم تشعر يوما بنفوره منها بل كان يحقق لها كل ما تتمنى قبل أن تتمنى لماذا الآن قال ذلك أيعقل أنها رخصت نفسها عندما عرضتها عليه ذلك ..
كان الشيطان يصور لها كل شئ وألم قلبها يكاد يزهق روحها من شدة وجعه فهيا عشقته حد الجنون …
فتح الباب ليجدها أمامه ووجهها شاحب شحوب الأموات اقترب منها بلهفة وهمس ” تمارا ”
عادت للخلفة بسرعة وقالت بحدة وبقايا كبرياء أنثى تدمرت ” اياك تلمسني ”
عقد حاجبه بعدم فهم وقال ” تمارا في ايه ”
نظرت له بغل ” مش انت الغلطان الغلط عليا انا … أنا اللي رخصت نفسي انا اللي قليت مني ”
كان يستمع لها بعدم فهم لتكمل هيا بألم ” بس ليه ده أنا عمري ما حسيت انك مش عايزني او مكمل مجبر ”
بدأت تتضح الصورة ليهتف بلهفة ” تمارا انتي فاهمة غلط ”
صر..خت بحقد ” لا فهمت صح وبقولك دلوقتي تطلقني مش عايزة منك حاجة ولا عايزة اشوف وشك أصلا انت سامع ”
استدرات تركض ليلحق بها أمسك يدها وهمس بلهفة ” تمارا استني اسمعيني بس ”
نطرت يده بقوة وقالت بجنون ” مش عايزة أسمع ولا عايزة أشوفك أنا بكرهك بكررررهك ربنا ياخدني ويريحني ”
تركته وركضت لغرفتها وهو ينظر لها غير مصدق ما حدث كيف انهار كل شئ أمامه أحلامه التي ظل يبنيها وينتظر الوقت المناسب كانت أيام تفصله فقط عن تحقيق ما يحلم …
ضحك بسخرية على حظه هل كانت الدنيا ستتركه يفرح لا والله فهو خلق ليحلم فقط ثم تأتي اللحظة المناسبة لتحقيق هذا الحلم فينهار كل شئ أمامه وضع يده على قلبه الذي كاد يتفتت من شدة ألمه نظر للأعلى وهمس بصوت مختنق ورجاء ” يارب ”
أما هيا وصلت غرفتها تشعر بالاختناق ليتها ماتت في بلدها كم تمنت هذه الأمنية الموت بكرامة الآن لا تريد رؤيته لكنها مجبرة للبقاء برفقته وأمامه ليس لها مكان غيره ماذا فعلت له ليفعل بها ذلك ليتها لم توافق مروان على تلك الخطة …
شهقت وهيا تبكي بشدة تقسم انها أحبته بجنون أحبته أكثر من نفسها اكثر من أي شئ مستعدة أن تعطيه روحها كيف كان مجبر وكان يتفنن في اسعادها طوال الوقت وخلال امتحاناتها لم يتركها أبدا
ابتسمت وهيا تتذكر حنانه واهتمامه…
دخل لها الغرفة قبل الامتحانات بيوم وهتف بصوت دافئ ” تمارا ايه الأخبار ”
ردت بقلق وخوف ” أنا خايفة اوي يا خليل ”
اقترب منها وأمسك يدها وشدد عليها وقال بجدية ودفئ ” انتي تعبتي أوي ده لوحده نجاح أيا كانت النتيجة أنا فخور فيكي لأنك عملتي كدة من نفسك ماحدش أجبرك أو ضغط عليكي فدلوقتي انتي تكملي للآخر وأيا كانت النتيجة لازم تكوني مبسوطة لأنك بجد تعبتي ”
شعرت بالراحة من كلامه لتهمس بامتنان ” كل ده بفضلك انت اللي اهتميت تعلمني ايطالي وانت اللي سهرت تذاكرلي الأيام اللي فاتت بدون ما تتعب أو تكل أنا متشكرة أوي يا خليل ”
عقد حاجبه بضيق ورد ” ايه متشكرة يا تمارا مش عايزة تديني راتب باللمرة ”
هزت رأسها بالنفي وقالت بعينين دامعة ” انت هونت عليا كتير اوي يا خليل أنا أما جيت ما حستش اني يتيمة ما حستش اني لوحدي انت كنت ليا عيلة كاملة ”
سحبها لحض.نه وقال بحنان وهو يمسد على شعرها ” وهكون دايما في ضهرك ومعاكي ”
استدار يريد الخروج لتسأله بخجل ” هو انت تقصد ايه باللي قولته ليا المرة اللي فاتت ”
نظر لها وابتسم ورد بهدوء ” لما تخلصي الامتحانات هتعرفي ”
والآن علمت ماذا كان يقصد وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها وصر..اخها تريد الصر..اخ حتى تنقطع أحبالها الصوتية من شدة ما تشعر بالألم كيف ذلك وهو كان يسهر بجوارها يحضر لها النسكافيه يشرح لها يخاف عليها كيف الآن أصبح لا يريد الاستمرار قررت العيش في الملحق حتى لا تراه نهائيا ذهبت للمحلق دخلت أحد الغرف واستمرت في البكاء بقهر حتى غفت من شدة حزنها…
كان يجلس في غرفته ينظر للأمام لا يريد شئ ولا يتمنى شئ يقسم أنه ان رأى الموت أمامه الآن سيحت..ضنه بكل ترحاب حتى استمع صوت صرا..خ بالخارج هبط السلالم بسرعة يسأل بلهفة ” في ايه ”
رد أحد الخدم ” الملحق يحترق ”
صدم من الموقف كيف ولماذا حتى استمع ما شل جميع حواسه صر..اخ ليلى “تمارا ”
أمال رأسه قليلا ينظر لأخيه برجاء ليكذب له ما سمع لكن أخيه ركض للخارج لحق يصر..خ بكل صوته باسمها النار تشتعل بسرعة هز رأسه لعله يحلم وسيفيق من الحلم وصورتها بضحكاتها وكلامها وبراءتها تمر أمامه ليجد نفسه يركض يقتحم النار أمسك به مروان وصر.خ بجنون ” هتعمل ايه يا مجنون ”
لك..مه بقوة بوجهه دون كلام واقتحم المكان كانت تنظر للنار ببرود لم تخف بالعكس بل أسعد لحظاتها سترتاح من كل شئ لتجده أمامها يهتف بصر..اخ ولهفة وهو يضمها ” تمارا انتي كويسة صح ”
انتفضت وابتعدت تصر.خ ” ابعد عني ”
هز رأسه وقال بمسايسة ” تمارا اللي انتي عايزاه انا هعمله بس تعالي نخرج”
صر.خت برفض ” مش عايزة عايزة أفضل هنا عايزة أموت اخرج انت مالكش دعوة بيااااا ”
هز رأسه وهمس ” مش عايزة تخرجي يبقى نموت سوا ”
هزت رأسها ترفض بهسترية وقالت بجنون ” مش عايزة أخرج أنا كدة هرتاح عايز تخرجني من هنا عشان تريح ضميرك مش كدة لا ريحه أوي أنا مسامحاه”
اقترب منها وأمسك يدها ووضعها على قلبه وقال بصوت مختنق ” لا عايز أريح ده… ده اللي مش هيستحمل ما يبقاش في تمارا ”
فتحت عينيها تنظر له بعدم فهم ليسحبها للحمام ويفتح الماء من كل مكان ثم همس بصدق ” كنت مستني تكملي ال١٨ سنة ”
نظرت له وهتفت بضعف وصوت مختنق ” عشان تتطلقني ”
ضمها بقوة عندما بدأت تفقد وعيها وقال وهو يدفن رأسه داخل عنقها ويبكي بانهيار ” عشان أقولك عملتي فيا ايه حرام عليكي تسبيني بعد كل ده والله حرام عليكي تعملي فيا كدة تمارا فوقي هقولك كل حاجة عشان خاطري فتحي عينيكي ”
كان بالخارج بحالة يرثى لها دموعه كشلال زوجته بين يديه فاقدة وعيها والنار تلتهم المكان بأخيه وزوجة أخيه في لحظة شعر كل شئ ينهار أمامه كان الجميع قد بدأ تقريبا في إطفاء النا..ر بكل ما يستطيعون حتى وصل سيارة الإطفاء والاسعاف وضع زوجته في السيارة وركض يرى أخيه في الداخل ليجده في الحمام يحت..ضنها وجس..ده يهتز من شدة انهياره ويبكي بشدة تنهد براحة قليلا عندما وجده بخير وهتف ” خليل ”
زاد من ضمها وهو يرفض فكرة ان يأخذها أحد منه اقترب منه مروان وهتف بدموع لحالة أخيه ” الإسعاف برة قوم نلحقها ”
رفع عينيه المتورمة وقال لأخيه برجاء ” هتعيش ”
هز رأسه يحاول طمئنته وقال بتمني ” ان شاء الله ”
والآن يقف مروان أمام غرفة زوجته التي نجت بأعجوبة من الخوف وخليل يقف كطفل تائه ضائع ينتظر والدته في الخارج صد.ره يؤلمه بشكل لا يصدق كلما تذكر رميها في حض.ن المو..ت بسببه فقط تبقى بخير وسيعوضها يقسم أنه سيذيقها من العشق كؤووسا…
فاق من آلامه على صوت الباب يفتح خرج الطبيب وهتف بجدية ” لقد أنقذناها بمعجزة كان نفسها متعب جدا وعبأ كمية كبيرة من الدخان ستبقى تحت الملاحظة حتى الغد ”
أخذ نفسه أخيرا وهز رأسه دون كلام التف الطبيب يريد المغادرة ليعود ينظر لمنظره المزري ويسأله ” سيد خليل شكلك متعب هل أفحصك ”
نظر له كتائه يحتاج علاج لوجع قلبه لا وجع جس..ده يريد البكاء حتى يذهب صوته …
لم يجد الطبيب منه كلام فغادر بهدوء..
نظر لباب الغرفة التي يقبع خلفه حياته وليست مجرد فتاة تنهد ودخل لها رفع عينيه ينظر لها وللأجهزة التي تتصل بها لتهبط دموعه بغزارة دموع رجل لم يعرف الوجع مثل الآن…
اقترب منها يمسك يدها وجلس على ركبتيه على الأرض بجانبها نظر لها قليلا ثم بصوت مختنق ” كنت استني أقولك كل حاجة ليه توجعي قلبي كدة أنا كنت ماخد عهد إني عمري ما أوجعك ولا أزعلك ما كنش قصدي اللي حصل بس انتي تخفي وهقولك كل حاجة امتى وازاي بس خفي يا حبيبتي ”
كان أول مرة يلفظ هذه الكلمة ليضع وجهه داخل كفها يبكي بحر..قة على تلك الكلمة التي تمنى قوله لها وهيا أمامه بعد أن يتم كل شئ كما خطط له …
*****
فاقت من النوم تصر..خ باسم أختها ليقترب منها يضمها بشدة ويهتف بلهفة ” بخير والله العظيم بخير والدكتور طمنا ”
هزت رأسها تنفي وهيا تصر..خ وتريد القيام وصر..خت ” أنا شوفت النار بتاكل كل حاجة تمارا يا مروان هيا اللي فاضلة ليا من عيلتي ”
شدد من ضمها وقال بحنان ” والله العظيم بخير وهاخدك دلوقتي أطمنك عليها ”
أسندها وذهب ناحية الغرفة دق الباب ودخل برفقتها نظر لأخيه الذي ينظر من الشباك بهدوء وضع يده على كتفه وقال بحنان ” ايه يا حبيبي الدكتور قالك ايه ”
نظر لأخيه ولم يجب شعر بألمه فبعد الذي شاهده مسبقا علم أنها تعني الكون بالنسبة له …
مروان بهدوء ” أيا كان اللي حصل هيتحل انت استنى تفوق وقولها كل حاجة جه الوقت أنك تعيش يا حبيبي ”
نظر لأخيه ثم نظر للأمام وقد قرر أخيرا أن يبدأ بتنفيذ كل ما خطط له أولها طلاقه من تلك المصيبة التي ابتلي بها طوال السنوات السابقة ليبدأ بصفحة بيضاء أول كلمة بها تمارا …..
بعد مرور أسبوع كان خليل انشغل كثيرا به ولا أحد يعرف بماذا دخل البيت وقال لأخيه بجدية أنا عايز أتكلم مع ليلى….
هز رأسه دون كلام ونادى عليها جلست أمامه باستغراب كان يفرك يديه كمراهق صغير ليهتف أخيرا ” الحكاية بدأت من …. ”
وأخيرا هنعرف كل حاجة البارت الجاي توقعاتكم ورأيكم ويا ترى ايه اللي قاله خليل لتمارا يوم ما جتله الأوضة
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية حب عبر الحدود)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)