روايات

رواية عرايس مسكونة الفصل الثالث 3 بقلم محمود الأمين

رواية عرايس مسكونة الفصل الثالث 3 بقلم محمود الأمين

 

 

البارت الثالث

 

#عرايس_مسكونة
#الجزء_الثالث
خبطة على دماغي ووقعت على الأرض، وفوقت ما اعرفش بعد قد إيه؟!.. لقيت نفسي واقع على الأرض في القبر وكان مقفول عليا، ومهما وصفت صعوبة المشهد اللي كنت فيه مش هعرف أديله حقه. تخيل معايا تدخل القبر وحد يضربك على دماغك ويُغمى عليك، ولما تصحى تلاقي نفسك جوه القبر ومقفول عليك وسط الأكفان والأموات.
بس أكيد أنا مش غبي للدرجة اللي فكروا بيها، أكيد أول ما سالم شافني وأنا جريت وراه عرف إن الخطوة دي جاية جاية، وعشان كده بلغ التُربي إني لما أجي المقابر يعمل فيا كده، لكن أنا كنت مبلغ الرائد سراج بالخطوة دي، ومافيش 10 دقايق ولقيت باب القبر بيتفتح والرائد بيدخل وبيخرجني.
وأول ما خرجت لقيتهم ماسكين التُربي، المفروض يكون خايف وبيترعش، لكن لا، كان واقف بمنتهى الثبات.
اتحركنا على المديرية عشان نبدأ التحقيق معاه، قعدت على المكتب وولعت سيجارة وسألته:
_ ناوي تتكلم ولا هتتعبنا؟
= أتكلم أقول إيه يا باشا؟
_ تحكي، تقول مثلًا ضربتني على دماغي ليه في القبر؟.. ومين اللي قالك تعمل كده؟
= أنا ما اعرفش حاجة يا باشا.
_ بص يا عطية، مش عطية برضو؟
= أيوه يا باشا.
_ إنت اللي قدامي دلوقتي، إنت واحد ضربتني على دماغي وحبستني في قبر وكنت عاوز تموتني، يعني قضيتك شروع في قتل. الموضوع مش سهل زي ما إنت فاكر، بس لو اتعاونت معايا وحكيت الحكاية من أولها ممكن أنسى كل اللي إنت عملته، وهخليك شاهد ملك في القضية دي.
= مش هيحصل، الكلام ده اتقلي قبل كده يا باشا، ولما صدقت الكلام لقيت نفسي لابس سبع سنين سجن في موضوع ما يخصنيش. ظابط قالي اتكلم، ولو اتكلمت هنعتبرك شاهد ملك في القضية، وكل الكلام ده طلع كدب.
_ طيب ما تجربنا يا عطية، يمكن نطلع صادقين معاك؟
= لا يا باشا، أنا كده كده رايح في داهية، بس لو اتكلمت بدل ما هدخل السجن هموت، هيقتلوني.
_ هما مين؟

سكت وما ردش عليا، طلبت من العسكري ياخده على الحجز، وطلبت تحريات مفصلة عنه، عاوز أعرف هو دخل السجن إمتى؟.. وليه؟
وبعد ساعات دخل عليا الرائد سراج وفي إيده ملف تحريات عن عطية، واتكلم وقال:
_ الملف ده فيه معلومات مهمة جدًا يا فندم، عطية كان مسجون في قضية مخدرات، كان موزع صغير تحت تاجر كبير، وفي يوم وهو بيوزع البضاعة اتمسك. في الأول كان رافض يقول هو تبع مين، بس مع الضغط اعترف على التاجر، واتحكم عليه بسبع سنين سجن. وعشان التاجر ده واصل، حاول يخلص من عطية وهو جوه، لكن اللي حماه واحد اسمه عمار، وأكيد حضرتك سمعت الاسم ده قبل كده، مش كده؟
= عمار ده اللي هو الدجال اللي المفروض قتل سالم؟
_ بالظبط كده يا فندم، بس عمار ما كانش متهم في قضية سحر ودجل، عمار كان متهم في قضية أكبر بكتير، تجارة أعضاء.
= الله، ده أحلوت أوي! وبعدين كمل.
_ وبعد ما خرج الاتنين من السجن، اتقابلوا كذا مرة، بس ماحدش عارف إيه اللي دار ما بينهم.
= هاتوه من الحجز، أظن بعد المعلومات اللي معانا دي ممكن يتكلم.
*****
_ شوفت بقى يا عطية؟ إدينا قبضنا على عمار، واعترف عليك من أول قلم! لا ومش هو لوحده، والدكتور مصطفى كمان. ودلوقتي الكورة في ملعبك، عايز تتكلم وتحكي الحكاية كلها تمام، وهتخفف عن نفسك الحكم. عاوز تفضل راكب دماغك؟ هتشيل القضية كلها لوحدك. اتكلم.
_ عرفت عمار في السجن، دافع عني وحمانى الناس اللي كانت عاوزة تخلص عليا، ومن يومها بقينا أصحاب. عرفت إنه مسجون في قضية تجارة أعضاء، بس جاب محامي عِقْر وقدر يجيب لنفسه حكم مخفف، وبدأ يكلمني عن تجارة الأعضاء وقد إيه هي مربحة، زغللت عيني، واتفق معايا إن أنا لما نخرج هنشتغل سوا. في البداية كنت رافض، بس بعد محاولات منه وافقت، خصوصًا لما خرجت من السجن وما لقيتش مكان أقعد فيه، ولما خرج اتجمعنا، بس كان معانا اتنين كمان.
= سالم والدكتور مصطفى، صح؟
_ بالظبط، بس لما قابلت عمار المرة دي كان شكله مختلف، ماسك السبحة وعامل فيها شيخ، وعرفت إن دي مجرد ستارة، وإن اللي في دماغه حاجة تانية خالص.
واتكلم وقال:
_ بصوا يا رجالة، الحكومة مفتحة عينيها اليومين دول على موضوع تجارة الأعضاء، وأي حد كان عليه قضية قبل كده بيكون متراقب، وعشان كده إحنا هنمشي مع الحكومة بنظام اسمه “بُصّ العصفورة “.
رد عليه سالم وقاله: يعني إيه؟
فكمل كلامه وقال:
_ إحنا هنشغل الرأي العام والصحافة والحكومة بموضوع كبير، وأنا مفهّم الدكتور مصطفى إن البداية هتكون عنده. الدكتور هيتصرفلنا في أعشاب بتعمل خلل في خلايا الجسم، وأي حد هيجي عشان يتعالج عندي من المس هيشرب من الأعشاب، وفي نفس الوقت هنفذ الجزء التاني من الخطة، موضوع العرايس، واللي هيبدأ من عند سالم وأنا برضو مفهمه هيعمل إيه.
الرأي العام هيكون مشتت ما بين الناس اللي بتموت من غير سبب، وموضوع العرايس المسكونة اللي بتكون مربوطة في رجل الجثث الغرقانة. سالم هياخد عروسة منهم على أساس إنه هيديها لابنه، وفي نفس الوقت هيشرب الواد الأعشاب، وكده كده إحنا عارفين إن الواد مش ابن سالم أصلًا. ولا هتزعل عليه يا سالم؟
= يا راجل أزعل على مين؟!.. أنا بس حبيت أراضي الولية مراتي، ما إنت عارف الحريم زنّانة، وهي مش بتخلف، روحت معاها واتبنينا الطفل ده، بس طلع عين أهلي من يومها، ومصاريف كتير، يعني موته هيكون راحة ليا.
_ طيب تمام جدًا، طبعًا الجثث هتروح عندك يا دكتور مصطفى في التشريح، وهتكتب في التقرير إن الناس بتموت بسبب سكتة قلبية، وأول ما الجثث تدفن، هيجي دورك يا عطية، هتفتح القبر وتطلع الجثة، تسلمها لرجالتنا، وبكده يبقى دورك خلص.
******
_ يا ولاد الإيه!.. إيه الدماغ دي؟!.. ده الشيطان ما يفكرش التفكير ده!.. طيب والمقدم وليد مات إزاي؟
= هقولك يا باشا.
*****
كنا متجمعين زي كل مرة، واتكلم عمار وقال:
_ الظابط اللي اسمه وليد ده مركز معانا، في واحد وصلّي أخبار إنه شاكك فيا، واليومين دول معين مخبر يراقب البيت. المقدم ده لو مات هنكمل شغلنا بكل سهولة.
رد عليه سالم وقال: هنقتل ظابط؟!.. مش للدرجة دي.
_ لا، هنقتل ظابط، والدكتور مصطفى هو اللي هيقوم بالواجب.
رد الدكتور مصطفى وقال: إنت اتجننت يا عمار؟!.. إنت عاوزني أقتل ظابط؟
_ افهم بس وما تبقاش غشيم، إنت بس هتشوف أعشاب تخلص على طول، وهتروح تزور المديرية، وأنا هفهمك تعمل إيه. اللي وصلّي الخبر ده قالّي معلومات عن الظابط، من ضمنها إنه بيشرب قهوة كتير، يعني لو شوية أعشاب في فنجان قهوة، هنخلص من الوش ده.
رد عليه الدكتور وقال: والله شكلك هتوديني في داهية.

بس الدكتور فعلًا قدر يعمل كده، عشان بعد ما المقدم شرب القهوة، كان لازم عمار يوهم الناس بموضوع السحر أكتر ويخليهم يصدقوه. وعشان كده في واحد قدم بلاغ عن جريمة القتل اللي حصلت في بيت عمار، ولما الظابط دخل لقى سالم مربوط في الكرسي وحواليه نجمة خماسية. وقتها الظابط كان حاسس بتعب، ومن حظنا الكويس إن الأعشاب خلصت عليه في اللحظة اللي دخل فيها جوه النجمة، وساعتها الكلام بدأ يتردد إن الظابط مات بسبب السحر.
تقدر تقول إن الأمور كلها كانت ماشية زي ما عمار مخطط ليها، وبس، وكان المفروض إننا بننفذ اللي إحنا عاوزينه، وبنبيع الأعضاء وبنقبض الفلوس، لحد ما حضرتك شوفت سالم واكتشفت الحوار، ولولا كده كنا هنكمل.
****
خلص كلامه وأنا مذهول من السيناريو اللي حكاه. اتقبض على الدكتور مصطفى، واللي في الأول حاول ينكر، بس بالمواجهة مع التُربي اعترف بكل حاجة.
وبدأنا نوسع دايرة البحث عشان نقبض على عمار وسالم، بس ماحدش كان عارف يوصلهم، لحد ما جتلنا إخبارية من المطار إن عمار وسالم بيحاولوا يهربوا بره البلد، واتمسكوا في المطار.
وأخيرًا اتقبض عليهم واتقدموا للمحاكمة.
القاضي نفسه كان مذهول من تخطيط عمار، واتحكم على سالم وعمار والدكتور مصطفى بإحالة أوراقهم إلى فضيلة المفتي، وعلى عطية التُربي بالسجن لمدة سبع سنين.
عمار هو اللي حرّض على القتل، وسالم هو اللي قتل الطفل اللي اتبناه من الملجأ، والدكتور مصطفى هو اللي قتل المقدم وليد.
أما عطية، ما قتلش حد، عشان كده ما اتحكمش عليه معاهم.

خلصت القضية وخلص الانتداب بتاعي من القاهرة للإسكندرية، ورجعت تاني للقاهرة، ولحد دلوقتي مش قادر أنسى القضية دي، ولا بتغيب عن بالي.

تمت

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية يتيمة في قبضة صعيدي الفصل الثاني عشر 12 بقلم نرمين حمدي

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *