رواية اجنبي مغرم الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم الهام رأفت
رواية اجنبي مغرم الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم الهام رأفت
البارت الثالث والثلاثون
بالمشفى، استمع لكلامها بعينِ الإنكار، ولم ينخدع بتبريرها كي تُنجي الأخير من ضراوته وينتزح عن معاقبته، فآثار ضربه لها واضحة على معالمِ وجهها. نظرت ديما لوالدها مُفطنة أنه لم يُصدقها، وتخوّفت من تهوّره وتأزّم الوضع أكثر ويصل للطلاق، بالطبع لن تُحبّذ حدوث ذلك حتى إن واجهت الأفظع مع زوجها الكاره لها. نهض السيد فاروق متخذًا موقفًا جادًا للتعامل مع ذاك الوقح. وجّهت ديما نظراتها نحو أختها كي تفعل شيئًا لردع والدها، وكذلك حثّت والدتها الجالسة بجانبها أن تتدخّل، والتي رغم نفورها مما فعله سيف تجاوبت مع نداء ابنتها وخاطبت زوجها على مضض:
-ملناش دعوة يا فاروق طالما بنتك راضية بحياتها
استنكر السيد ما تفوّهت به وهتف:
-عاوزاني أسكت على المهزلة دي، استنى لما بنتك تجيلك ميتة بعد كده من عمايله
انتفض قلب السيدة وقالت وهي تنظر لابنتها:
-بعد الشر، مافيش حاجة هتوصّل الموضوع لكده
لم يكن الأمر جديد على ديما لتجزم أن يفعل سيف ذلك، فَسَبق وحاول قتلها، بينما سخر السيد وهو يشير على ابنته:
-أومال اللي حصلها ده كان مين السبب فيه!
اجتهدت شرين لاختلاق تبرير يثني والدها عمّا سيفعله ولم تجد، بالأحرى لم تستطع أن تدافع عن الآخر فقد تمادى كثيرًا ويستحق أن يَنَل جزاء أفعاله الشائنة، وحين اندفع السيد فاروق للمغادرة انتفض قلب ديما وتجهم وجهها ولسانه يردد:
-أنا هربيه بطريقتي، ويا الدفع يا الحبس
ربتت السيدة راقية على كتفها في محاولة لطمأنتها، فانفجرت شرين غاضبة فكاد صمتها يقتلها:
-اتحملتي اللي عمله فيكِ دا إزاي، دا كان شوية ويقتلك، مش خايفة على نفسك.
شردت ديما في وضعها، فقد افتقرت لأشياءٍ جمّة في كسبِ ود زوجها، وتحيّرت لما تغيّرت معاملته لها عن السابق فقد كان لطيفًا، ومع ذلك لم تبغض الحياةَ معه. قالت في أسى:
-أنا مشتكيتش لحد، ويا ريت محدش يتدخل في حياتي
أظهرت والدتها انزعاجها من حماقة ابنتها حين زجرتها:
-إنتِ إزاي كده، مافيش كرامة عندك، واحد مش عاوزك ليه تفضلي معاه.
علّقت ديما مستهزئة:
-طيب ليه جوزتهولي من الأول.
ذكّرتها والدتها بمصابها حين هتفت:
-علشان اللي حصلك من الحادثة، نسيتي سببتلك أيه، ومين بعد كده كان هيقبل بيكِ!
تدخلت شرين لتخاطب والدتها في جد:
-يا ماما والمهر اللي كتبه، كل ده مش هيخليه يسيبها غير لما تتنازل
-تتنازل، مش عاوزين منه حاجة، خلاص مهمته خلصت
تهكمت ديما وقالت:
-وبابا هيوافق، إذا كان كتبه علشان ميسبنيش
صححت والدتها كلامها مترددة:
-للأسف باباكِ عمل كده علشان يكسر عينه، علشان نفسه، ويضغط على عمك بالفلوس
صُدمت ديما ولم تستطع الرد، ولأن شرين على علم ودراية أيضًا سكتت، فاستأنفت السيدة مستاءة:
-فاروق يهمه شغله أكتر من أي حاجة، نسيتي لما غصبك على حمزة
لم تتفاجأ ديما كثيرًا من تفكير والدها، ورأته يصُب أيضًا في مصلحتها، وعليها مواجهة الصعاب لتحمل قساوة الأخير معها، والتفكير جيدًا لإفساد مخططاته في التخلص منها، حيث تعرف من أين البداية. ثم انتبهت لوالدتها تحذرها:
-حياتك مش رخيصة، اتنازلي واللي يحصل يحصل، حتى لو أبوكِ رفض……..!!
******
دعاه لمكتبه ليتحدث معه بأريحية، واستخدامه كـآداة لتنفيذ مبتغاه، فهو وسيلته المتاحة في الوقت الحالي. استجاب حُسين وذهب فورًا، فما وصل إليه أنه بات نائبًا لأبيه المريض، وفكرة أن صاحب الأسهم الأعلى يقف في صفّه تطمئن باله. بدت نظرات أمجد نحوه يغلفها الود المزيّف وهو يجلس أمامه، وكذلك رسم حُسين اللطف تجاهه فهو يحتاج إليه، غير واعٍ لنية أمجد في استغلاله حتى الآن.
أعرب أمجد عن مؤازرته حين قال:
-كل اللي عاوزوه منك تفضل على رأيك، وتطلب منه الفلوس وتصر على كده
زاد فضول حسين ليسأله مترقبًا:
-وليه عاوزني أعمل كده، المفروض دا ابن عمك.
جهّز أمجد الرد لذلك السؤال وقال في حنكة:
-الموضوع كله بيزنس، وليه علاقة بالشركة، يهمني أكون أنا الأفضل وعندي الصلاحيات كلها
كان الرد مقنعًا لـ حسين وأشبع فضوله، فهتف في قلق:
-إفرض وافق ودفع، أطلّق يعني
ابتسم أمجد وتفهّم عدم رغبته في الانفصال قائلًا:
-باين بتحبها ومش عاوز تطلق!
ازدرد حسين ريقه متوترًا، قال:
-دي بنت خالي، وواحد زي سيف مش حابب ترتبط بيه
تماشى أمجد مع رغبته في عدم البوح بشيء آخر خاص ويخجله، هتف مغترًّا:
-زي ما إنت شايف، أنا دلوقتي مكان بابا، يعني متخافش من أي حد هنا، مهما هددك سيف، لازم تضغط عليه
وجده حسين الملجأ ليواجه سيف من خلاله، وغلبه شعور الانتقام وهو يطلب مترددًا:
-بس فيه حاجة عاوز أعملها ويا ريت مترفضش
رحّب أمجد ليمرر الأمر:
-قول عاوز أيه!
قست نظرات حسين وهو يعلن ما ضمره من كراهية تجاه سيف:
-هو بعت ناس تضربني، وأنا عاوز آخد حقي منه، بس بإيدي
تقوّس فم أمجد ببسمة متسلية وانشرح داخليًا، فكم أحب أن يفعل ذلك بنفسه بعدما أهانه وقلّل منه؛ لكن ليس الآن، لذا هتف دون معارضة:
-هخليك تاخد حقك…………!!
1
******
كأنها كانت تخاطب نفسها، حتى اعتراضها ألقى به عرض الحائط، وتشدّدها في عدم الذهابِ معه بات هباءً، وها هي الآن ترافقه في السفر حتى وصلا لمكانٍ غير معلومٍ لها متجاهلًا ثرثرتها طوال الرحلة.
ترجّل نوح من السيارة تحت نظرات شهد الحانقة، تغابى عن ذلك وأمرها:
-هيا انزلي!
على مضض ترجّلت هي الأخرى لتقف بجانبه بوجهٍ كالح، فنظر لها متأففًا فمن المفترض أنها علمت بهويته الحقيقة ولا داعٍ لاشمئزازها منه، فسألها:
-ما بكِ، لما تنظرين إليّ هكذا؟!
كلما يرتدي نوح ثيابه المزيّفة تزداد غيظًا كونه تلاعب بالجميع، فهتفت وقد تفاقم استياءها:
-مش عارفة إزاي فِلِتْ من المطار، إنت مزوّر، وكل حاجة عنك كدب
-هيا!
أمرها أن تأتي خلفه ولم يكترث لكلامها، فاشتدت ضراوة شهد نحوه وودّت لو أخبرت الجميع بخداعه، وأثناء تحرّكها خلفه تفاجأت بشخصٍ يشبهه إلى حدٍ ما في هيئته، ناهيك من جسده الضخم فصرخت عاليًا. انتبه نوح لها وعاد إليها مبهوتًا ليتفهّم سبب زعرها، تنفس بهدوء وهو يهدئ من روعها:
-لا تخافي، إنه أدريان، أحد رجالي!
التصقت قليلًا به مشدوهة وهي تحملق في ذاك الرجل، فهتف نوح موضحًا:
-هو من أخذت هويته، لا تقلقي
ثم خاطبه نوح في جد:
-What do you want Adrian?!
-ماذا تريد أدريان؟!
همس له أدريان ببعض الكلمات الهامة، فاستمع له نوح جيدًا ثم أمره:
-Come on you go!
-هيا أذهب أنت!
تعقّبت شهد رحيله وهي محدقة به، فرغم أن الشبه بينهما ليس تمامًا؛ لكنه أشعرها بالمفاجأة في وجود نسخة أخرى. استغل نوح حالتها وضمها إليه وهو يرسم الحنو، فانتفضت شهد من لمساته المباحة وجعلته يبتعد عنها وهي تزجره:
-أبعد كده، إنت هتعملهم عليا زي عادتك
بعض كلامها لا يفهمه، لكنه امتعض من كثرة نفورها منه، فخاطبها مزعوجًا:
-هيا اتبعيني
تتبّعته بفمٍ ملتوٍ وأعين متيقّظة، ولم يخلُ سيرها من تفحّص ما حولها، وانبهارها الذي أخفته من فخامة المكان، وحين خطت للداخل اختطف بصرها جُل ما ترى، فابتسم نوح من هيئتها وخاطبها:
-هل أعجبك منزلي؟!
هنا أظهرت إعجابها وهي تقول:
-هو شغل الجـواسيس بيجيب فلوس كتير كده
لم يتحمل نزقها ورد على كلامها بنظرة اشمئزاز، أمرها في حدة:
-أغربي عن وجهي الآن..!
1
بعد مرورِ ساعة حين اغتسلت وبدّلت ثيابها، هبطت شهد درجات السلُّم متجهة حيث أخبرتها الخادمة بمكانه. أثناء سيرها في الحديقة لفت انتباهها كثرة الحرس هنا وهناك، ويبدو عليهم التدريب الجيد، ذهبت نحوه لتقف خلفه وهو يتحدث عبر الهاتف بلغةٍ غريبة ببراعة، وحتى الآن لم تفهم سبب اهتمامه بها وحضورها معه، فهي ضعيفة لمواجهة كل هذه القوة من حولها، فماذا ستقدّم له؟!. أنهى نوح مكالمته والتفت لها، ولم تتفهم شهد نظراته الثابته عليها، فسألته مهتمة:
-عاوزة أعرف أنا هنا ليه؟!
مرر بصره على قسمات وجهها وهو يجيب:
-لأنك زوجتي، ولن أذهب لمكان بدونكِ
غيّرت سؤالها بنفس حيرتها:
-اتجوزتني ليه؟!
-لأنك جميلة، وأنا أريـدك!
قطبت جبينها وهي تسأله مستنكرة:
-كل ده علشان عجباك، إنت كداب!
ود نوح لو أخبرها بمحبته لها، وتعلّقه الفترة الماضية بها، فكم عشق حياتهما معًا وتبادل الحب سويًا، فأخفى كل ذلك وهو يرد:
-هذا ما عندي!
ازدادت حيرة شهد في نوايـاه، ومنها استخدامها لشيءٍ خفي، وآخر راودها تفكيرها أنه يريد قضاء وقت لطيف معها، ومن ثمّ تركها، ولذلك وضعت حدود للتعامل معه، وعدم انجذابها لهيئته، أو إعلان إعجابها به، كي لا تؤلم قلبها حين يستغني عنها، فعادت تخبره متشددة:
-لو مفكر هتغصبني على حاجة مش بمزاجي مستحيل أعملها.
من طلعته أخبرها أنه لن يجبرها على شيء، بل دعاها لترافقه حتى المائدة الجانبية لتناول الطعام، فذهبت معه وتفاجأت بالكثير من اللحم المشوي، تذكّرت محبته له حين كان يأمرها لِطَهيه، وقبل أن تجلس سألته:
-عاوزة أعرف ليه بتاكل لحمة كتير………!!
1
******
بقصر السيد سليمان، اجتمع بأسرته من أولاده وحفيده الوحيد إلياس، وجلس يستمع للأحاديث بينهم، ولم يعجبه حديث ابنه الأكبر رضوان وقت نَهَر ابن ابنته بشدة حين رفض أن يقف معه ضد نوح، وتفهّم سبب ذلك فخاطبه متضايقًا:
-كل ده علشان واحدة مش عاوزاك، رفضتك أكتر من مرة
هدّأ إلياس من انفعاله فهو خاله، قال:
-أنا معنديش مشكلة مع نوح، وطول عُمرنا أصحاب، وهو بيحبني، ورغم إن ليلة رفضتني بس هو موافق عليا
وجّه السيد سليمان حديثه لـ إلياس منكرًا:
-نوح عاوز كل حاجة ليه لواحدُه، ودا مينفعش، إحنا كلنا أهل وعِيلة واحدة
رد إلياس على جدّه معللًا:
-نوح عنده دوافعه لكده، والمكان ده عاوز واحد بس، ونوح قال هي للأقوى، واللي يقدر ياخده يتفضل
استنكر السيد في عدم رضى:
-يعني نحارب بعض، دا اللي يقصده
أجاب إلياس مترددًا:
-الحرب بدأت من زمان بعد اللي حصل مع نوح
لم يتحمل رضوان وقاحة إلياس ودفاعه المستميت عنه، فنهض محدقًا به في غضب، فنهضت صابرينا لتقف أمام أخيها حائلة بينهما، خاطبت أخيها محذرة:
-عاوز أيه يا رضوان، ابني ملكش علاقة بيه وهو حُر
نهض الجميع في حالة تحفّز باستثناء السيد سليمان، فتدخل المعتصم الابن الثاني للسيد وخاطب رضوان متأنيًا:
-رضوان المواضيع مش هتمشي كده اقعد واهدى
انفعل رضوان وهو يرفض ما يحدث:
-إحنا جايين نتفق، وواضح مش هيحصل.
ثم تابع كلامه لـ إلياس مستهزئًا:
-وقوفك معاه تمنه أخته اللي وعدك بيها، اللي كانت مع حمزة والكل عارف اللي بينهم
رمقه إلياس في غضب، بينما استاء السيد أيضًا من تطاول ابنه فهتف موبخًا إياه:
-رضوان ليلة مِننا وبنتنا، مينفعش تتكلم عنها كده
نظر رضوان لأبيه مزعوجًا، هتف:
-ما هي دي الحقيقة، أنا بحاول أفوّقه.
صاح إلياس وقد فاض به:
-ليلة اللي بتتكلم عنها موافقة تتجوزني، وبنفسها قالت حمزة اللي بيجري وراها وعمرها ما حبته
نطق إلياس ذلك وتركهم مغادرًا فقد تحمّل بما يكفي من إهانة، فاغتاظ رضوان من عدم احترامه للجميع، وكذلك معتصم الذي قال ثائرًا:
-اللي بيعمله إلياس مش صح، ما تكلمي ابنك يا صابرينا
بهتت تعابير صابرينا ثم جلست بجانب أبيها وقالت:
-أنا مقدرش أزعل ابني، إنتوا عارفين ماليش غيره
جاء رضوان ليتحدث فمنعه السيد سليمان حين أمره مع الجميع:
-مش عاوز حد هنا، كل واحد يروح يشوف وراه أيه
لم يلبث رضوان محله حتى توجّه للخارج والمعتصم من خلفه، بينما ظلت صابرينا بجانب والدها، والذي بدوره هاتف غوست وأخبره في حسم:
-Ghost, I want you to send to Noah that I want him immediately
-غوست، أريد أن ترسل إلى نوح أنني أريده فورًا
1
بالخارج، وقف المعتصم أمام سيارة أخيه رضوان، الذي خاطبه متجهمًا:
-أبوك مش عاجبني، لازم نتحد يا معتصم ونقف لـ نوح
قَبَل معتصم بكلامه وقال:
-لوحدنا مش هنقدر، لازم حد معانا، وحد يكون بيكره نوح
-متقولش حمزة!
نطقها رضوان ساخرًا، فهتف معتصم جادًا:
-ألفريدو كان كلمني وعرض عليا شغل سوا، وإنت عارفُه هو مين هنا
ركّز رضوان جيدًا فيما يقوله، ومجرد الفكرة في ذلك تزعج والده، وبما أنه سلبي التعامل ويرفض تدخل ألفريدو، عليه التعامل بصورة سرّية وإيقاف نوح عن تماديه المزعج لهــم………..!!
******
منذ عادت وهي تقضي أغلب الأوقات بغرفتها، ولذلك طرق الباب عليها كي يتحدث معها. ولج حسين الغرفة ليجدها تجلس على مقعدها في حالة هادئة للغاية، ثم اقترب منها ليجلس على المقعد أمامها، ودون مقدمات سألها مهتمًا:
-ماما حد عملك حاجة لما كنتِ مخطوفة؟!
أخفت السيدة زبيدة اضطرابها من سؤاله المُباغت وقالت:
-قولت دي كانت غلطة مش مقصودة
ما وصل حسين كان عكس ذلك، وفهم ربما تم إجبار والدته على الصمت، فسألها متحفّزًا:
-ماما أدريان ليه علاقة بخطفك؟!
دُهشت السيدة من ذلك واحتجت:
-لأ طبعًا، هو ليه يعمل كده!
حديث والدته الجاد جعله يتأكد أن لا صلة للآخر بما مرت به، وأن الرجل قريب السيدة المقتولة مخادع؛ لكن لم يدرك حسين سبب طلبه منه في البحث خلف ذاك الأجنبي، ولحل تلك المسألة عليه مقابلة شهد والتحدث مع خاله، فـ رحيل أدريان المفاجئ عن هنا أقلقه وجعل الشك يتملك منه.
تخوّفت السيدة زبيدة من دخول ابنها في عراكٍ مع من اختطفوها، فهي صامته من أجل سلامة ابنيها فقط، وارتاحت حين تخلّصت مما معها، رغم أنها لم تصون الوعد، فليكفي راحة أسرتها، فمن هي حتى تواجه أحد، فغيّرت الموضوع وقالت:
-مردتش عليا، هترجّع منى ولا لأ؟!
لمحت في عينيه التردد فشجّعته حين هتفت في دراية:
-ورد هتعمل معاك زي أمها ما عملت مع خالك، كانت بتتسلى بيه، وبعدين متحملتش حياته المختلفة عنها
ما فعلته ورد أوجم قلبه، وتحيّر في طريقة حُبها له، ووجد السبيل لراحة باله في عودته لـ منى، وذلك الأمر نفذ الحكم به، فقال:
-هرجع لـ منى يا ماما
اتسعت فرحة السيدة ومَدَحته عليها:
-عين العقل، إنتوا بتحبوا بعض، وبلاش طالما إنت وورد لسه على البَر تدخل في جوازة مش هتجيب غير وجع القلب
خبأ حسين على والدته حقيقة زواجه الفعلي بـ ورد كي لا يزعجها، وعليه من الآن تدبير أموره في استقبال زوجته بعدما دمّرت مسكنهما السـابق………!!
1
******
انتبهت لها وهي جالسة بالحديقة تنهي اتصالها، وما فهمته أن المتحدث إليها أحزنها بخبرٍ ما فتعابير وجهها مغتمّة. تقدّمت لميس منها تريد المعرفة والاطمئنان عليها. جلست بجانبها وهي تمسح على وجهها الحزين قائلة:
-كنتِ بتكلمي مين، فيه حاجة حصلت زعلتك؟!
نظرت لها ورد بضع لحظات صامتة قبل أن تنفجر وتدخل في نوبة بكاء هيستيرية، فاحتضنتها لميس وهي تمسد على ظهرها جاهلة لسبب ذلك حتى قالت ورد في أسى:
-حسين هيرجع لطليقته، سامحها بعد ما كسرته وداست على كرامته
ابتعدت قليلًا عن والدتها لتكمل وقد طغى الألمُ عليها:
-معنى كده إنه بيحبها، مهما عملت رجعلها، وأنا عُمره ما حبني، كلامه معايا كدب
مسحت لميس دموع ابنتها مختنقة من محبتها لذاك الشاب، هو وسيم ولا تنكر وحَسِن الطلعة، لكن هناك غيره الكثير، لذا خاطبتها غير راضية:
-ودا مش معناه إنك تستغني عنه إنتِ كمان
أوضحت نظرات ورد لها عدم القدرة لفعل ذلك، فانزعجت لميس من ضعف ابنتها ومن سيطرة الآخر عليها. فطلبت ورد منها في رجاء:
-مش عاوزاه يرجعلها، ساعديني يا ماما!
صُدمت لميس من طلبها، وبدت رافضة حين ردت:
-أنا أصلًا مش عاوزاكِ تكوني معاه علشان اعترض على جوازه، ما يتجوز ويروح بعيد عننا، يهمني إنه يطلقك وبس.
وجدت ورد أن والدتها لن تساعدها في الثأر، فهي لا تعلم ما بها، فقد استغل الأخير مشاعرها لسد خانة زوجته الخائنة بعد فراقهما، ورأت أن تفعل ذلك بعيدًا عنها مستعينة بشخصٍ قريبٍ منها. مسحت لميس وجه ابنتها لتفيق من حالة وجعها وهي تقول:
-سيف هيساعدنا نخلص منه، هو طالب منه فلوس كتير وأنا هقف معاه علشان يطلقك
حين ظلت ورد مع نفسها أدركت أن سيف هو سبب انقلاب حسين عليها، فهتفت معترضة:
-مش عاوزة أسمع اسم سيف دا تاني، هو السبب في اللي حصل معايا، تقدري تقولي حسين عرف منين إني طلبت منه يبعت رجالة يضربوه
أرادت لميس تحسين صورة سيف في عين ابنتها فألقت التهمة على نفسها وهي تقول دون تردد:
-أنا اللي قولت لـ حسين لما عِلِمت، سيف مالوش علاقة
حدقت ورد بوالدتها متفاجئة من رغبتها في هدم حياتها، وقبل أن تلومها ورد أسرعت لميس تخاطبها موضحة:
-كنت عاوزة أعرّفك إنه مش بيحبك ومش هيسامحك، وقدامك أهو رجع لمراته وسامحها
شفع لوالدتها خطوة حسين المتهورة في استرجاع زوجته، وعادت تتجدد دموعها المنهمرة؛ حزنًا على وضعها، فهي تحمل طفلًا، فما مصيره في ظل تلك الأحداث المتلاحقة من حولها والتي جميعها ضدها. ملأت الحيرة فكرها حد أنها فكرت في إخبار والدتها؛ لكن هناك ما دفعها لإنجاب ذاك الطفل، وربما تستغله في عودة حسين إليها، فهل سيفعلها حين يعلـم………!!
1
******
تفاجأت به يدخل مكتبها دون استئذان بعدما رفضت مقابلته، نهضت ليلة من مكانها لتوبخه لكنه سبقها حين هتف مزعوجًا:
-What do you mean you’re doing it with me, Laila?!
-ما معنى ما تفعلينه معي ليلة؟!
توجّهت ناحيته في اللحظة التي يتقدم بها نحوها حتى وقفت أمامه، خاطبته متشددة:
-Everything Hamza does is wrong, and your presence here will bother Noah
-كل ما تفعله حمزة خطأ، ووجودك هنا سوف يزعج نوح
تملك من السيطرة على تهوّره نحوها قائلًا:
-My presence here is my right, Laila, I am also a shareholder in this company
-وجودي هنا مشروع ليلة، أنا أيضًا مساهم في هذه الشركة
سألته مستنكرة كلامه:
-And of course Noah doesn’t know
-وبالطبع نوح لا يعلم
أومأ مؤكدًا لها فسألته مستاءة:
-And what do you mean by that?!.
-وماذا تقصد بذلك؟!.
-You know!
-أنتِ تعرفين!
ثم تجرأ وأمسك بمعصمها بقوة فتموّر قلبها من تماديه نحوها، أردف محذرًا:
-Your marriage to Elias will not happen, how can you do that and forget what was between us, that event will tell everyone a scandal you will not bear
-زواجك من إلياس لن يحدث، كيف لكِ أن تفعلي ذلك وتنسين ما كان بيننا، إن حدث سوف أخبر الجميع بفضيحة لن تتحمليها
جاهدت لتبعد يده حين دفعته ليتركها، هتفت متشنجة:
-My brother’s enemy is my enemy Hamza, and you and I have no life between us
-عدو أخي هو عدوّي حمزة، وأنا وأنت لا حياة بيننا
كبح غضبه من استمرار رفضها الجديد له وقال:
-You seem to be ninety to the scandal Laila
-يبدو أنك تَسْعين للفضيحة ليلة
كونها تعلم مدى عشقه لها، أو العشق بينهما رفضت تصديق تهديده وقالت:
-You won’t do that, Hamza.
-لن تفعل ذلك حمزة
ابتسم حانقًا وهو يؤكد:
-I’ll do it when you’re with someone else, so try it.
-سأفعلها حين تكونين مع غيري، فلتجربي إذن
قتلتها نظراته المباحة نحوها، وإعرابه عن رغبته في التقرّب منها، فتراجعت قليلًا للخلف وقالت:
-Hamza get out of my office, Noah that he knows will be angry, and Andrew here of course will tell him
-حمزة أخرج من مكتبي، نوح إن علم سوف يغضب، وأندرو هنا بالطبع سيخبره
1
تحكّم في مشاعره تجاهها وخاطبها مُصرًا:
-Let us meet secretly and discuss the matter.
-فلنتقابل سرًّا ونتحدث في الأمر.
ابتلعت ريقها وقلقت من الموافقة، وكذلك الرفض فتهديده لها يمكنه فعله، قالت حذرة:
-Let me think a little
-دعني أفكر قليلًا
1
أغاظته بترددها فهتف مهتاجًا:
-You will come, Laila, and despite you
-سوف تأتي ليلة، ورغمًا عنكِ
ثم تركها وغادر، فتنفّست بهدوء حين رحل دون ضجة، لكن هيهات من ذلك فقد راقب أندرو دخوله مكتبها حتى خروجها، ولم يتوانى في مهاتفة نوح وإخباره حين خاطبه متتبعًا رحيل الأخير:
-Just came out Noah, your idea is good to keep Mrs. Laila here
-خرج للتو نوح، فكرتك جيدة ببقاء السيدة ليلة هنا
فعل نوح ذلك على مضض ببقاء أخته، كي يجعل حمزة بعيدًا عنه ويشغل فكره، حتى إن أتى إليه ستعلم أخته بمحبته الزائفة لها. تساءل نوح ممتعضًا:
-And what did she do with him?!.
-وماذا فعلت معه؟!
أجاب موضحًا:
-Don’t worry, things are fine, his body is angry, it seems she dealt well with him and didn’t betray your trust
-لا تقلق فالأمور على ما يرام، فهيئته غاضبة، يبدو أنها تعاملت جيدًا معه ولم تخون ثقتك
اغتبط نوح من طاعة أخته، لكن ارتاب في ضعفها حين يلِح حمزة أكثر، فأمره حازمًا:
-Keep an eye on her Andrew..!
-تراقبها جيدًا أندرو..!
هبطت شهد في هدوء السلم حين لمحته يتحدث مع أحدهم، ثم تحرّكت من خلفه مقتربة منه قليلًا لتتجسس عليه حين استمعت له يتحدث مع ذاك أندرو، المخادع الآخر، ولم تعي جيدًا على ماذا يخططون، ثم انتبهت له يهاتف آخر بلغة أيضًا جديدة لا تفقه منها كلمة واحدة، فخاطبت نفسها مندهشة:
-دا بيتكلم كام لغة ده!
استشعر نوح وجودها وكذلك رائحتها المميزة فابتسم لينهي مكالمته ويلتفت لها، توترت شهد وزيفت بسمة مدّعية سيرها نحوه حتى وقفت أمامه، ولتهرب من أسئلته حول مراقبتها له قالت:
-لُغاتك كترت قوي، أنا كمان بعرف لغات
تناسى بإرادته تصرفاتها وسألها منتبهًا:
-وماذا تعرفين؟!
زمت ثغرها قليلًا لتخبره مغترّة:
-صـيني!
رسم الاندهاش ببراعة وهو يعلق:
-واو، هذه اللغة الوحيدة التي لا أجيدها.
لمعت عيناها بوميضٍ ماكرٍ خفي وقد أحبّت ذلك، فتوسّل نوح في زيف:
-عليكِ أن تعلمينني هذه اللغة شهد
انشرح وجهها وأشرق أكثر حين خاطبته في خبث:
-好吧,你这个特工间谍
-حاضر يا جـاسوس يا عمـيل
استمع لها نوح بعلامات وجه ثابتة وهو يسألها عن المعنى:
-ماذا قولتي شهد؟!
ابتسمت في سُخف وهي تخدعه:
-بقولك على الرحب والسعة
قابل ردها ببسمة شكر وهو يقول:
-أيتها اللعينة Oh, maldito
قطبت جبينها وهي تسأله مهتمة:
-قولت أيه وأيه اللغة دي؟!
ظل على وتيرته الرزينة وهو يخبرها بمكرٍ أشد:
-أشكرك كثيرًا باللغة الإسبانية
تبدل وجهها للراحة مرحبة بذلك، فسوف تتعامل معه قادمــًا باللغةِ الصينية. فهتف نوح وهو ينظر لساعة يده:
-لدي موعد هام بعد قليل، سوف أعود إليكِ وتعلمينني، اتفقنا.
لم تمانع ببسمتها المتسعة:
-طبعًا أكيــد!
-أراكِ لاحقًا See you later
حين تحرّك ليتركها ردت مظلمة عينيها:
-选择笨重的. في داهية
التفت لها ثانيةً ومن طلعته ظنت أنه فهم كلامها، لكن أسرع نوح لتزييف الجهل ورسم الثبات، فقالت شهد موضحة في توتر:
-تيجي بالسلامة بالصيني
لم يبدي ردًا ثم أكمل طريقة غير متحملٍ حماقتها ولسانه يردد بتوعد:
-It’s not your time now, but your punishment will be later……..!!
-ليس وقتك الآن، لكن عقابك سيكون آخــر……..!!
2
******
عاد من اختفائه في حالة بائسة متأففة، فاستقبله والدها ليس ترحيبًا، بل حين خطت قدماه للفيلا صفعه بقوة تأديبًا على غبائه وتطاوله الوخيم على ابنة عمه. لم يتكلم سيف وضمر غيظه بداخله متحمّلًا إهانة والده:
-بقى إنت راجل، بتتشطّر على واحدة ست، ومين، بنت عمك ومراتك
تجشّم سيف وهو يدافع عن موقفه:
-أجبرتوني عليها، يبقى مش مشكلتي أغصب نفسي على حاجة مش عاوزها.
وقفت شهيرة على مقربة تتابع بقلبٍ ملتاع ما يحدث مع ابنها، ولعنف زوجها وضيقه صمتت مجبرة، بعكس فؤاد الذي تدخل وتحدث هادئًا:
-خلينا نفهمه غلطه يا بابا
نظر له سيف معترضًا:
-أنا مغلطش في حاجة، ومن حقي أختار شريكة حياتي.
رد عليه طاهر ساخرًا:
-وبنت لميس هي اللي اختارتها، اللي عاوز تخرب بيوتنا علشان تتجوزها
قست طلعة سيف وهو يوضح موقفه:
-مكنتش هدّي لحد حاجة، عبيط أنا علشان أعمل كده وفلوسي تروح لواحد مشغلوش سواق عندي، أنا هتصرف معاه بطريقتي
هتف طاهر محتقنًا:
-لا فيك الخير وناصح، وهتقدر تعمل كده مع عمك
خاطبه أيضًا فؤاد مزعوجًا:
-لو فاكر لميس هتقف معاك وتساعدك في حاجة تبقى بتحلم، أنا مستحيل أخليها تتنازل عن جنيه واحد بخصوص مواضيعك الهبلة دي
اختنقت شهيرة من سوء معاملة ابنها الأصغر من أبيه وأخيه، وفكرت أن تساعده هي، فرؤيته حزين هكذا تؤلم قلبها. فرفض طاهر أن ينصاع لرغبة ابنه الخائبة حين هتف:
-مش هسمحلك تسيب بنت عمك، علشان تسيبها تدفع اللي حلتك وتخرب بيتي بالمرة
-ودا اللي عملك مش بعيد يكون عايزه
نطق فؤاد ذلك في دراية، فَـتَاهَ سيف بينهما وانقلبت الأمور عليه، لكن لن يرضخ وسوف يفعل ما بوسعه لردع الجميع دون أي خسائر، ثم تساءل مغتمًّا:
-المطلوب مني أيه؟!
أملى عليه طاهر أوامره في حزم:
-تبعد عن بنت لميس، وتعامل بنت عمك زي الخلق
استمع سيف لوالده وأعلن طاعته له حتى لم يجادله في شيء، ثم انتبه لوالدته تتدخل وتخاطب زوجها:
-خلاص هيسمع الكلام سيبه بقى
ثم جذبته من ذراعه وهي تمسح على شعره وصدره في حنو حتى يتحرك معها بعيدًا عنهما، ثم أسعدته بكلامها:
-أنا معاك يا حبيبي، واللي إنت عاوزوه
ابتسم ممتنًا للطفها معه فتابعت فيما معناه:
-ولو على ديما أنا بنفسي هخليها تطلب الطلاق
قبّل سيف يد والدته في محبة، فهو بالطبع لن يأخذ منها شيء، قال:
-متشكر يا ماما، لو عاوز حاجة هطلب منك.
تعرفه شهيرة جيدًا لا يحب اللجوء لأحد، ولذلك اعتزمت مساعدته بطريقة أخرى بالتأكيد ستفعم قلبه بالفـرح………!!
1
******
في مكانٍ ما مكشوف، وقف نوح مستندًا على سيارته ومن خلفه بعض رجاله، وأمامه السيد سليمان أيضًا مع بعض رجاله، والذي أنكر أن يكون هذا اللقاء جافًا هكذا، خاليًا حتى من الترحيب. فنطق السيد سليمان متوددًا:
-إنت زعلان مني قوي كده يا نوح!
ضيق نوح نظراته وأخذ يخطو نحوه:
-هل ما فعلته معي لا يستحق الضيق!
برر السيد أفعاله شبه مزعوجٍ:
-إنت اللي بدأت، مش من حقك تاخد حاجة زي دي لوحدك، دا ورث جدودنا، حاجة ملكنا كلنا.
طغا على نوح الحرد من مناقشته في تلك المسألة، هتف منكرًا:
-لن أسمح لأحد أن يشاركني في شيء خسرت من أجله الكثير، كان آخرها عملي وسُمعتي
لم يكن السيد بحاجة للتذكر، وليكن إنه قد قاسى الكثير، لا يعطيه الحق لأخذ إرث العائلة بمفرده، وإن كان ليس والد والده لا يمنعه ذلك من التقليل منه، فهتف محتجًّا:
-مش هينفع، لو حد هياخد حاجة تبقى للكبير
ابتسم نوح حين قصد نفسه بذلك، قال:
-لن تكون سوى للأقوى…..جدّي
صمت السيد للحظات يطالعه بنظرات غير مفهومة، حتى هتف جادًا:
-نـوح إنت الوحيد اللي كنت أتمنى تكون حفيدي وابن حد أنا خلفته، أوقات كنت بحسد أخويا يعقوب إنه عنده حفيد زيك
أخذ نوح كلامه كدليل لأحقيته في ذلك حين قال:
-أفهم من ذلك أنني الأفضل ومن أستحق
وجد السيد أنهما في مُفترق طُرق، وما كان يزعجه إصراره وتعسّفه، فاضطرم عدم رضاه تجاهه، قال:
-أنت جريء وبتعمل كل حاجة تعجبك وبتغامر، ودا كويس فيك، لكن عند المكان ده ومش هسمحلك تاخده
تراجع نوح الخطوات التي اقتربها منه وتبدّلت قسماته للشدة، فقد بدا عليه تحفّزه ومواجهته حين قال بنبرة لا تقبل النقاش:
-إذن فلتفعلها، فالمكان لي، وسوف آخذه، شِئت أم أبَيْت
آخر ما تصوّره السيد أن يُعاديه في يومٍ، ولم يحبذ أن يحدث مكروه لأحد من عائلته، وتفهّم سبب حُجّته، هو بالتأكيد استحوذ على الأوراق وفعل الكثير، تنهد السيد بقوة وقال:
-كلنا مش موافقين يا نوح، وحتى لو سِكِت أنا، الباقي مش هيسكت
لم يتأثر نوح بحديثه وقال واثقًا:
-أنا أنتظر ما سيفعله الجميع، لقد نفذ الأمر، ولم أعد أبالي بأحــد…!!
1
من مسافة شبه بعيدة عنهما، وقف ألفريدو يطالعهما باستخدام عدساته المكبرة، ويتأمل في اهتمامٍ مؤشرات وجههما، ثم ابتسم حين بدا الجدال بينهما على أشده، وما أدركه عِناد نوح الشديد، تنهد في راحة حين غادر نوح أولًا ومن بعده السيد سليمان. أخفض عدساته وهو يوجه بصره إلى هنري صديقه، خاطبه منبسط الأسارير:
-What I want to happen, everyone is now against Noah, and that makes our task easier.
-ما أريده يحدث، الجميع الآن ضد نوح، وهذا يسهل مهمتنا.
تردد هنري في مجاراته وإكمال ذاك العداء قائلًا:
-He didn’t forget what you did to Noah, maybe he’ll arrange something for you
-ما فعلته مع نوح لم يتناساه، ربما يدبّر لك أمرًا
تحدث ألفريدو غير مبالٍ:
-You don’t know what I’m thinking Henry, I was one step ahead of him, but the fucker won, but no problem, his family now asks for my help
-لا تعرف ما أفكر به هنري، لقد كنت أسبقه بخطوة، لكن اللعين قد فاز، لكن لا مشكلة، عائلته الآن تطلب مساعدتي
وقف هنري أمامه قائلًا في مغزى:
-This family if you know who killed their aunt in Egypt will never forgive you Alfredo
-هذه العائلة إن علمت بمن قتل عمتهم بمصر لن يسامحوك أبــدًا ألفريدو
1
اشتدت نظرات ألفريدو عليه وهو يقول شبه مهددًا إياه:
-No one but you knows, will you tell them!
-لا أحد غيرك يعلم، هل ستقول لهم!
ابتلع هنري ريقه من تلميحه الغادِر نحوه، فهو أمامه لا شيء، وسُلطته تفوق الحد، قال بنبرة خوف:
-No one can betray you Alfredo…………!!
-لا أحد يستطيع خيانتك ألفريــدو…………….!!
يُتبع
- لقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية اجنبي مغرم)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)