روايات

رواية قرية الصمام الفصل الثامن 8 بقلم مصطفى محسن

رواية قرية الصمام الفصل الثامن 8 بقلم مصطفى محسن

 

 

البارت الثامن

 

الترعة بقت عاملة دوّامة كبيرة، والأصوات طالعة من جوّاها…
ضحك أطفال… وهمس بيقول اسم حسن.
فجأة دوّامة الميّه فتحت نصّين،
وظهرت الجنية…
بس مش لوحدها.
كان معاها واحدة تانية… شكلها أبشع، جسمها معوّج، وعينيها سودا أكتر من الليل.
وقفتوا قدّام حسن زي وحشين خارجين من بطن الترعة.
أبو سليم قال وهو رافع عصاه:
– ٱسْتَعِدَّ يَا ظِلِّي، فَٱللَّيْلَةَ لَا رَجْعَةَ فِيهَا وَلَا رَحْمَةَ!
سَيُكْتَبُ فِيهَا ٱلْمَصِيرُ بِنَارٍ وَظِلٍّ، وَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ أَبُو سَلِيمٍ حِينَ يَغْضَبُ!
الظل قال:
سَمِعًا يَا أَبَا سَلِيمُ، أَنَا مُسْتَعِدٌّ لِكُلِّ مَا فِيهِ القَدَرُ،
اللَّيْلُ مَسْرَحُ حُكْمِنَا، وَمَن يَتَجَسَّدُ لِلشَّرِّ سَيَجِدُ نَارَ ظِلِّي تَلتَهِمَهُ.
الجنية ضحكت ضحكة تهدّ القلوب وقالت:
– “جاي تتحداني يا أبو سليم؟”
أبو سليم قال بثبات:
– “أنا جاي أحارب الشر… وانتي الشر،.”
الجنية بصّت للحارسة اللي معاها وقالت:
أَنَا جِئْتُ أَحْمِيكِ مِنْ أَبِي سَلِيمٍ وَظِلِّهِ الَّذِي يَتَغَذَّى عَلَى ٱلرُّعْبِ!
قُوَّتِي ٱسْتَيْقَظَتْ، وَنَارِي تَتَأَهَّبُ — فَإِنْ تَقَدَّمَ نَحْوَكِ، سَيَجِدُنِي أَمَامَهُ جِدَارًا مِنْ لَهِيبٍ وَغَضَبٍ!
أبو سليم قال للظل:
يَا ظِلِّي… هُجْيَانُ تَتَحَدَّاكَ، وَتَقِفُ فِي وَجْهِ قُوَّتِنَا!
قُلْ لِي… مَاذَا سَتَفْعَلُ فِيهَا إِذَا تَقَدَّمَتْ خُطْوَةً وَاحِدَةً نَحْوَنَا؟
الظل قال:
ٱلظِّلُّ: سَأُدَمِّرُهَا يَا أَبَا سَالِيمٍ، هِيَ وَتِلْكَ ٱلْجِنِّيَّةُ مَعَهَا!
سَأَمْحُو أَثَرَهُمَا مِنَ ٱلْهَوَاءِ، وَأَجْعَلُ ٱلنَّارَ تَبْكِي عَلَى مَكَانٍ لَمْ يَعُدْ يَسْكُنُهُ إِلَّا ٱلرَّمَادُ!

 

 

الاثنين قربوا من بعض، الجنية، وأبو سليم.
هجيان والظلام خبطوا في بعض.
الأرض اتزلزت.
صوت انفجار مرعب هز الترعة كلها.
فجأة برق نزل من السما…
والظل وهجيان اختفوا.
الجنية ضحكت ضحكة عالية وقالت:
– “ها يا أبو سليم؟ خسرت حارسك!”
أبو سليم ردّ وهو ثابت:
– “وانتي كمان خسرتي هجيان…
بس أنا عندي الحارس الهنالود.”
وقال بصوت قوى:
يَا هِنَالُودُ، حَارِسَ ٱلْبَوَابَاتِ وَسَيِّدَ ٱلنَّارِ ٱلصَّامِتَةِ، أَدْعُوكَ بِسِرِّ ٱلطَّاعَةِ ٱلْقَدِيمِ!
ٱظْهَرْ ٱلْآنَ، فَأَمَامَنَا جِنِّيَّةٌ عَاتِيَةٌ تَتَحَدَّى نُورِي وَظِلِّي!
وظهر ظل تاني… أكبر وأقوى وقال:
سَمِعْتُ نِدَاءَكَ يَا أَبَا سَالِيمٍ، وَقَدْ حَضَرْتُ مِنْ بَيْنِ ٱلسُّرُجِ وَٱلرَّمَادِ.
سَأُقَيِّدُ ٱلْجِنِّيَّةَ بِنَارٍ لَا تُطْفَأُ، وَأَرُدُّ سِحْرَهَا عَلَيْهَا حَتَّى تَنْطَفِئَ فِي صَدَاهَا!
الجنية اتراجعت لورا…
لكن فجأة…
ظهر شيخ عدنان من الضباب.
ابتسم، ابتسامة فيها خبث وقال:
– “كنت مستني اللحظة دي… يا أبا سليم.”
أبو سليم قال بحدة:
– “أهلًا بالغدار.”
الجنية ركعت للشيخ عدنان!
وحسن اتصدم… مش فاهم مين فيهم العدو.
الشيخ عدنان قال لحسن:
– “تعالى يا حسن… الجنية بتحميك مش بتأذيك.”
أبو سليم قال:
– متسمعش كلامه يا حسن.
ده أصل اللعنة… وهو اللي فكّ باب الترعة!”
حسن وقف تايه، قلبه بيدق بسرعة، وقال بصوت ضعيف:
– “أنا… مش عارف أصدق مين؟”
الجنية هجمت فجأة على حسن،
لكن الهنالود حارس أبو سليم انقضّ عليها ورماها جوّه الترعة.
الشيخ عدنان قال:
يَا هِنَالُودُ، أَنَا أَعْرِفُ ٱلْإِسْمَ ٱلَّذِي وُلِدْتَ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُسَمِّيكَ أَبُو سَالِيمٍ!
بِٱسْمِ ٱلْعَهْدِ ٱلأَوَّلِ وَٱلنُّورِ ٱلْمَطْمُورِ فِي صَدْرِ ٱلْخَلْقِ، أَفُكُّ قَيْدَكَ مِنْ طَاعَتِهِ!
ٱلهِنالود قال:
أَنَا فِي طَاعَتِكَ يَا شَيْخَ عَدْنَانُ، فَقَدْ سَمِعَتْ نَارِي صَوْتَ نُورِكَ!
قَدِ ٱنْكَسَرَ عَهْدِي مَعَ أَبِي سَالِيمٍ، وَٱنْقَلَبَ ٱلظِّلُّ عَلَى سَيِّدِهِ.
أَمُرْنِي، فَنَارِي لَكَ، وَسَيْفُ ٱلرِّيحِ فِي يَدِي!
أبو سليم اتراجع خطوة، وقال بصوت عالى:
يَا هِنَالُودُ… كَمَا وُلِدْتَ مِنَ الظِّلِّ، فَإِلَى الظِّلِّ تُرْجِعُ!
ٱخْفِ وَٱرْتَدَّ فِي صَدَاكَ، فَإِنَّ نُورِي وَغَضَبِي لَا يُرَانِ، وَمَنْ يَمْتَنِعُ عَنْ طَاعَتِي… يَتَبَدَّدُ كَٱلدُّخَانِ فِي ٱلرِّيحِ!
الشيخ عدنان قرب، وقال لأبو سليم:
– “شفت مين الأقوى؟”
فجاة… الأرض بدأت تهتز…
وانشقّت الأرض،
وخرج نار حمرا وشرر زي نار جهنّم.
خرج من النار سحابة دخان…
وفي النص ظهر راجل كبير في السن.
أبو سليم أول ما شافه…
ركع على الأرض.
الشيخ عدنان رجع لورا مرعوب.
الراجل قرب من حسن، حط إيده على كدفه وقال بصوت عميق قوى:
– “أنا رشاد الحنّاوي… جدّك.”
حسن جسمه اتشلّ من الصدمة وقال بصوت متقطع:
– “أنا… أنا تعبت… تعبت.”
رشاد قال له بهدوء:
– “وأنا جنبك… وما تخافش.
وأوعى تصدّق إنّي أذيت حد.”
رفع إيده لفوق…

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية سليم وليليان - قلبي المتيم بها الفصل الثالث 3 بقلم دنيا محمد

 

 

بصّة واحدة للشيخ عدنان…
الشيخ عدنان صرخ… جسمه بقى دخان…
والترعة سحبته لجوا زي ما تكون بتبلعه.
الهدوء رجع. النار قفلت. الأرض اتهدّت.
رشاد بص لأبو سليم وقال:
أَنْتَ قَدَّمْتَ مَهَمَّتَكَ يَا أَبَا سَلِيمٍ، وَأَنْهَيْتَ مَا كُلِّفْتَ بِهِ.
ٱرْجِعْ إِلَى مَكَانِكَ كَمَا كُنْتَ، وَدَعِ ٱلْقُوَّةَ تَسْكُنُ فِي ظِلِّكَ بِسِلْمٍ وَسَكِينَةٍ.
أبو سليم هزّ راسه… واختفى.
رشاد ضمّ حسن لحضنه…
والدنيا سكتت.
حسن فتح عينيه فجأة على صوت ناس كتير.
لقى نفسه مرمي على أرض محطة القطر!
الناس حواليه بتفوقه.
واحد قال له:
– “إنت فيك ايه؟ انت كنت مغمي عليك!”
قام، نفض هدومه،
ولقى القطر بتاع القاهرة واقف.
ركب…
وسند راسه على الإزاز.
وهو بصّ الشباك…
شِف جدو رشاد الحنّاوي واقف على الرصيف…
بيبصله… وبيبتسم.
ولما القطر اتحرك…
رشاد رفع إيده وقال له:
“مع السلامة… يا حفيد الحنّاوي.”
النهاية…

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *