رواية عرايس مسكونة الفصل الثاني 2 بقلم محمود الأمين
رواية عرايس مسكونة الفصل الثاني 2 بقلم محمود الأمين
البارت الثاني
#عرايس_مسكونة
#الجزء_الثاني
_ الواد مات يا عم توفيق، الواد اللي كنت بتسند عليه مات.
كنت متوقع إن ده اللي هيحصل، حاولت إني أواسيه في التليفون بس كان منهار، إحساس فقدان الابن صعب جداً، بيخلي الشخص يشوف الدنيا كلها ضلمة من حواليه.
رجعنا بالمركب تاني، بس المرة دي كان الموقف مختلف لما بلغنا الشرطة، عشان كان مش طبيعي اللي حصل ده يتكرر تاني.
وقتها كان اللي موجود هو المقدم وليد، ربنا يرحمه يا رب.
قرب مني واتكلم وقال:
_ هو إنتوا كل ما هتنزلوا البحر، هترجعولي بجثة طفل ولا إيه؟ طيب المرة اللي فاتت صدقناكوا إنكم لقيتوا الجثة في المية، قولي دلوقتي أصدقك على أي أساس؟
= والله يا فندم أنا بحكي على اللي حصل، إحنا فعلاً لقينا الجثة دي في المية، وأنا هكدب على حضرتك ليه؟
_ يبقى كلكم كده بربطة المعلم، هتيجوا معايا على المديرية عشان نفتح تحقيق ونشوف إيه حكاية الجثث دي.
= بس يا فندم إحنا ما عملناش حاجة.
_ هيبان يا حبيبي، كل حاجة هتبان في التحقيقات، وما تقلقش أنا مش هظلمك، إنت أكيد تعرفني، أنا مش بظلم حد.
= أكيد يا فندم أعرفك، وعارف إنك حقاني.
_ طيب إحنا مش هنقضي اليوم في الوقفة هنا، يلا يا رجالة بينا على المديرية عشان نشوف شغلنا.
…
روحنا مع المقدم وليد المديرية، ووقتها طلب فحص كل بلاغات اختفاء الأطفال الفترة الأخيرة، وطبعاً جثة الطفل راحت المشرحة عشان تتشرح.
نتيجة فحص البلاغات وضحت إن في ناس كتير أوي مبلغة عن اختفاء أطفالها في الفترة الأخيرة، وفي ناس جت عشان تتعرف على جثة الطفل اللي لقيناه.
وبعد يومين كاملين من التحقيقات، تم الإفراج عننا. الرجالة اللي معايا حلفوا إنهم مش هيطلعوا معايا تاني أي سرحة، وقالوا عليا مجنون وإنّي عرضتهم للخطر.
قعدت في البيت فترة، وفي نفس الوقت كنت بتابع التليفزيون.
ووقتها عرفت إن الحالة بتاعة ابن سالم بدأت تتنشر في البلد كلها، والإعلام كان بيقول في التلفزيون إننا داخلين على وباء، وبيطلب من وزارة الصحة إن الناس تلتزم بيوتها لحد ما يعرفوا المشكلة فين.
وفي يوم روحت أزور سالم وأطمن عليه، والكلام جاب بعضه وحكيتله على اللي حصل في المركب معانا وموضوع العروسة اللي اتكرر، لكن سالم رد عليا وقال:
_ في ناس هنا في المنطقة قالولي إن اللي حصل لابنك ده بسبب السحر، في دجال في المنطقة اسمه عمار، والعرايس دي مسكونة بالجن.
= سالم، إنت راجل متعلم ومؤمن بربنا، هتصدق التخاريف دي؟
_ دي مش تخاريف يا عم توفيق، أنا هتأكد من الموضوع ده، ولو طلع صح، اللي اسمه عمار ده يقرا على نفسه الفاتحة.
= طيب بلاش الكلام ده ووحّد الله.
…
ما كنتش أعرف إنه هينفذ اللي في دماغه، بس من الواضح إن اللي حصل هو العكس، وعمار الدجال هو اللي خلّص عليه، بس دي كل حاجة أعرفها.
…….
خلص الأستاذ توفيق كلامه، اللي في حاجات كتير جداً مش منطقية وما تتصدقش، وبعدها مشي.
حسيت إني ضيّعت وقت في سماع كلام فارغ، وبعد ما شربت كوباية قهوة طلبت إني أطلع على المتعلقات اللي كانت مع سالم قبل ما يتقتل، وعلى تقرير الطب الشرعي.
في البداية كان قدامي التقرير اللي كتبه الدكتور مصطفى بعد تشريح الجثة، مكتوب فيه: إن سبب الوفاة سكتة قلبية حادة، وما فيش أي آثار ضرب أو عنف،
يعني سبب الوفاة طبيعي.
وعشان كده بدأت أفحص المتعلقات، كان تليفون ومحفظة فيها مبلغ مالي صغير وبعض الأوراق.
بدأت أفحص الأوراق وكلها كانت عادية: فاتورة كهربا، وفاتورة مية، لحد ما فتحت ورقة وكانت عبارة عن جواب تبني،
كان مكتوب فيها “دار الأمل”، وإن الأستاذ سالم ومراته اتبنوا طفل من هناك اسمه عبد الله.
للوهلة الأولى ما كنتش فاهم حاجة، كلمت الرائد سراج وسألته عن ابن سالم اللي توفى من فترة، اسمه إيه؟
فرد عليا وقال: اسمه عبد الله.
أنا كده مش فاهم حاجة، المواضيع كلها دخلت في بعضها.
طيب هو توفيق ما قاليش ليه إن الواد جايبينه من ملجأ؟ على حسب كلامه، هو يعرف سالم من زمان.
مش عارف ليه كنت حاسس إن الموضوع فيه حاجة غلط؟ وبعد ما خلصت شغل اليوم ده رجعت الشقة عشان أرتاح شوية، أخدت دش، ولسه كنت هدخل تحت البطانية وأنام، لكن في الوقت ده التليفون رن، واللي كان بيتصل هو الرائد سراج.
رديت عليه:
_ ألو، إيه يا باشا خير؟
= في واحدة جاية تقدم بلاغ، بتقول إنها راحت تزور قبر ابنها، لقيت القبر مفتوح وجثة ابنها مش موجودة.
_ طيب، وأنا مطلوب مني أعمل إيه يعني؟ اعملها محضر، وشوية كده أنا هرجع تاني على المديرية.
= لا يا باشا، المشكلة مش هنا. الطفل اللي اختفى ده من القبر، من الأطفال المتغيبين الفترة اللي فاتت، جثة منهم في المية.
_ طيب، اقفل، أنا جاي على طول.
…
رجعت تاني على المديرية، لقيت الست قاعدة مستنية، دخلتها المكتب واتكلمت معاها شوية.
_ أنا عايز حضرتك تهدي، وإن شاء الله هنرجّع جثة ابنك.
= يعني يتخطف مني وهو عايش، وحتى بعد ما مات محدش رحمه؟
_ تأكدي إننا هنعمل اللي علينا عشان نوصل للجثة، بس أنا طالب منك دلوقتي ترجعي بيتك، إحنا لسه هنعمل تحريات وهنشوف الموضوع ده آخره إيه.
= حاضر يا فندم.
….
اتحركنا أنا والرائد سراج ومعانا قوة صغيرة على المقابر، وأول ما وصلنا استقبلنا التربي بابتسامة وهو بيقول: اتفضلوا يا باشوات.
فسألته:
_ إنت مين؟
= محسوبك سعفان، التربي اللي هنا.
_ في واحدة جاية تبلغ إن جثة ابنها اختفت، هو ما فيش حراسة على المقابر دي ولا إيه؟
= لا يا باشا، أنا بس اللي موجود هنا.
_ وإنت هنا وجودك زي عدمه ولا إيه؟ إزاي الجثة تتسرق من القبر وإنت مش موجود؟
= أكيد اللي عمل كده، عملها في الوقت اللي بكون نايم فيه، أكيد ما عملهاش وأنا صاحي يعني.
_ إجابة منطقية رغم إني مش مرتاحلك، مش عارف ليه؟
= ليه بس كده يا باشا؟ أنا عاوز أساعد حضرتك، بس مش عارف إزاي؟
_ ما تقلقش، هتعرف قريب.
…
وأنا خارج من المقابر بالعربية، اتصلت بيا مراتي وبلغتني إن ابني تعبان شوية، وإني لازم أجي أشوفه وأطمن عليه.
طبعاً فهمتها إن عندي شغل، لكن النبرة اللي كانت بتتكلم بيها خوفتني على ابني،
وعشان كده وصلت الرائد سراج المديرية، واتحركت بالعربية على القاهرة.
بس لما وصلت عرفت إنها بتهوّل المواضيع كالعادة، طبعاً زعقت معاها وقلت لها إنها مش قد المسؤولية.
ونزلت من البيت وأنا متنرفز، ركبت عربيتي وتحركت من تاني، لكن كان كابس عليا النوم وعاوز أنام.
وقفت عند واحد بيعمل قهوة وطلبت منه فنجان، لكن وأنا واقف شوفت آخر واحد كنت ممكن أتوقع إني أشوفه.
شوفت سالم اللي المفروض ميت دلوقتي.
كنت لسه هقول “يخلق من الشبه أربعين”، لكن هو أول ما شافني طلع يجري.
ركبت العربية وجريت وراه، لكنه بدأ يدخل شوارع ضيقة وقدر يهرب مني.
…
ما كنتش فاهم حاجة، عاوز أفهم الشخص ده بيعمل كده ليه؟
اتحركت على إسكندرية وبلغت الرائد سراج اللي حصل، فتحنا القضية من تاني وبدأ التحقيق.
وأول حاجة عملتها إني طلعت على المشرحة وقابلت الدكتور مصطفى.
_ إزيك يا دكتور، عامل إيه؟
= الحمد لله يا باشا.
_ إنت اللي شرحت جثة سالم مش كده؟ سالم اللي مات بسكتة قلبية؟
= أيوه يا فندم، أنا. هو في مشكلة؟
_ المشكلة إنه سالم لسه عايش.
= نعم! حضرتك بتهزر مش كده؟
_ هي الحاجات دي فيها هزار يا دكتور؟ أنا شوفته بعنيا في القاهرة، ولما شافني جري وهرب مني،
فأنا عايز أعرف دلوقتي، إنت شرحت الجثة إزاي؟ وصاحب الجثة عايش؟
= ممكن تفهمني قصدك؟ أنا مش بسمح لحد يشكك في ذمتي يا باشا.
_ والله التحقيقات هتظهر كل حاجة، وهيبان يا دكتور إزاي واحد المفروض إنه اتشرح على إيدك يطلع عايش.
= اعمل تحرياتك يا فندم، ولو في دليل واحد عليا، أنا مستعد أسلم نفسي.
…
خرجت من عنده وطلعت على المقابر بعد ما كلمت عم توفيق عشان يدلّني على مكان المقابر بتاعتهم.
روحت هناك لوحدي، ويمكن دي كانت غلطة كبيرة أنا ارتكبتها.
طلبت من التربي يفتحلي باب القبر، في الأول كان عاوز يعرف السبب، لكن بعد كده فتح القبر.
دخلت جوه القبر، نورت كشاف التليفون عشان أشوف الجثة بتاعة سالم اللي أنا عارف ومتأكد إنها مش موجودة،
لكن فجأة حصل اللي كنت متوقعه…
يتبع الجزء الثالث.
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية عرايس مسكونة)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)