روايات

رواية قرية الصمام الفصل الخامس 5 بقلم مصطفى محسن

رواية قرية الصمام الفصل الخامس 5 بقلم مصطفى محسن

 

 

البارت الخامس

 

وفجأة… صرخت صرخة تشق القلب، صوتها كان عامل زي الريح لما تعدّي في سرداب.

المية حوالين رجليها، ظهر وشوش أطفال صغيرة طالعة من تحت السطح، كلهم بيبصوا ناحية حسن.

الشيخ عدنان رفع عصاه بسرعة وبدأ يقرا آيات من القرآن بصوت عالي:

– “فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ!”

 

 

لكن الجنية ضحكت، ضحكة تخلي الجلد يقشعر، ومدّت إيدها ناحية حسن.

الإيد كانت طويلة أكتر من الطبيعي، أصابعها نحيفة ومليانة طين، وكل ما تقرّب، المية تتحرك حواليها بشكل غريب.

أبو سليم شدّ حسن لوراه وقاله:

– “ارجع يا حسن! بلاش تبص في عنيها!”

بس حسن كان متسمر، عينه في عينها.

الجنية قالت:

– “تعالة يا حسن… أنا مش هسيبك.”

الشيخ عدنان قاله:

– “ما تردش عليها!”

لكن حسن، كأنه اتنوّم مغناطيسي، الجو اتقلب في لحظة… الهوا وقف، وصوت الميّه سكت كأنه اتخنق.

النداهة قربت بخطوة، وكل نقطة بتنزل من شعرها كانت تعمل دوامة صغيرة في الترعة.

قالت وهي بتبص لحسن بعينين سودا:

– “أنا من اللي خدهم جدك… وما رجعوش!”

أبو سليم قال بصوت عالي:

– “إبْعَدِي أيتها الشِّرِّيرَةُ بِقُوَّةِ الأَرْضِ الَّتِي تَسْكُنِينَ فِيهَا، لِتَنْقَلِبَ عَلَيْكِ الشَّمْسُ الَّتِي تَسْكُنُ فِي السَّمَاءِ، لِتَعُودِي إِلَى جُحْرِكِ فِي عُمْقِ الأَرْضِ…”

الجنية صرخت صرخة خرّقت الهوا… صوتها دوّى في الترعة كأنه انفجار من جوه الميّه!

الهوى لف حوالين حسن، ووشوش الأطفال بدأت تتشوّه وتسيح كأنها دخان بيتبخر.

الجنية رجعت لورا بخطوات متخبّطة، الميّه بتغلي حواليها وهي بتصرخ وقالت:

– “لسّه الحساب ما خلصش… اللعنة ما انتهتش!”

وبعدها، في لحظة واحدة، غرقت في قلب الترعة، والموج لفّ مكانها واتقفل كأنه ما فيش حاجة كانت هنا أصلاً.

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية ما بعد الجحيم الفصل السابع 7 بقلم زكية محمد

الهدوء رجع طبيعي… ضوء الشمس نزل على الميّه، كل حاجة بقت طبيعية.

الشيخ عدنان وحسن كانوا واقفين في مكانهم، مش قادرين يصدقوا اللي حصل.

حسن قال:

– “هي… راحت؟”

أبو سليم مسح العرق من على جبينه وقال:

– “اللي زيها ما بيروحوش… بيستَنّوا.”

الشيخ عدنان بص لأبو سليم بعينين واسعة وقال بصوت مش مصدق:

– “إنت إزاي عملت كده؟! إنت… إنت بتستخدم طلاسم؟”

أبو سليم هز راسه ببطء، وعينه فيها نبرة حزن وثقل:

– “مش طلاسم يا شيخ… بس اللي عايز يخلص من اللعنة، ساعات بيحتاج يعمل اللي ما حدش يتجرأ يعمله.”

الشيخ عدنان شد على سبحته، وصوته قوى:

– “اللي انت عملته يا أبو سليم… خطر… كل خطوة لازم تكون محسوبة… وإلا هتجرّب غضبها أكتر من الأول.”

الشيخ عدنان بص لهم وقال:

– “اسمعوني كويس… محدش يطلع من بيته بعد المغرب، أيًّا كان السبب.

أنا فهمت اللعنة دي، وبكرة لازم نوقفها…”

رجعوا كلهم للبيوت، وكل واحد فيهم ساكت ومتوتر.

أبو سليم دخل أوضته وسكر الباب، وحسن دخل الأوضة التانية، مرهق ومشتّت.

قعد على السرير، بيحاول يستوعب اللي حصل،

بس فجأة… الجو بَرِد بشكل مش طبيعي.

حسن بص على الشباك… ولاقى إيد خفية بتكتب على الزجاج لوحدها:

– “إحنا اخترناك… لأنك من نسل رشاد الحناوي… ومش هتهرب مننا.”

حسن وقف مذهول، جسمه بيتنفض من الخوف…

والكلمة الأخيرة اتكتبت على الإزاز:

– “نسلكم كله لينا.”

حسن فتح الباب وجرى بسرعة على الصالة، ولقي أبو سليم قاعد هناك.

حسن قال له وهو متعب ومتوتر:

– “الحقني… دول مش هسيبوني في حالي! أنا تعبت يا أبو سليم!”

أبو سليم قاله:

– “انت لازم تعرف الحقيقة يا حسن.”

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  الفصول - سامية مرات ابويا

حسن قال له متوتر:

– “حقيقية… إيه اللي حصل ده كله؟ مش فاهم حاجة!”

أبو سليم قاله:

 

 

 

– “اللي حصل حقيقة… بس لازم تعرف الحقيقة… حقيقتي أنا.”

حسن قال له:

– “حقيقتك؟”

أبو سليم هز راسه وقال:

– “أيوة… حقيقتي أنا. اخترت أجيبك هنا، مكنش صدفة.”

حسن اتعصب وقال له:

– “ليه عملت فيا كده؟ حرام عليك! انت دمّرت حياتي!”

أبو سليم وقف وقال له:

– “كنت لازم أجيبك هنا… اللعنة مكنتش هتسيبك. أنا جاي أحميك، مش ضدك.”

حسن قال له وهو مصدوم:

– “تحميني إزاي؟ إنت جبتني لحد اللعنة وبتقول عاوز تحميني!”

أبو سليم قال له:

– “اسمعني… اللعنة مكنتش هتسيبك، وكانت هتأذي بنتك، ملك.”

حسن اتصدم وقال:

– “ملك؟ بنتي؟ ذنبها إيه؟”

أبو سليم رد:

– “مش ذنبها… ولا ذنبك… ده ذنب جدك.”

حسن قال بغضب:

– “وانت ليه عايز تساعدني؟ أكيد إنت دجال وعايز فلوس!”

أبو سليم هز راسه وقال:

– “أنا هعمل بفلوسكم إيه؟ أنا مش بشري يا حسن… أنا جن، حارس العيلة بتاعتكم. وكنت بحمي جدك رشاد الحناوي… بس هو اللي مسمعش كلامي. أنا الحارس الكبير للحناوي.”

حسن اتصدم، ورجع خطوة لورا وقال:

– “أنت أكيد اتجننت… إيوه… انت اتجننت!”

أبو سليم بدأ يطمنه وقال:

– “يابني، اسمعني كويس… أنا مش مجنون. أنا فعلاً جن، مش بشري… بس أنا حارس العيلة بتاعتكم.”

حسن قال بدهشة:

– “وأنت، مدام حارس العيلة، ليه مش قادر على اللعنة دي؟”

أبو سليم رد:

– “ماكنتش أقدر أتخلص من اللعنة غير لما يكون فيه حد من نسل الحناوي.”

فجأة… الباب البيت بدأ يتهز جامد!

صوت صراخ الأطفال امتد حوالينهم…

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية علاج بطريقة مختلفة الفصل الخامس 5 بقلم ناهد ابراهيم

عيونهم كلها سودا، وشكلهم مرعب، دخلوا البيت يمشوا على أيديهم ورجليهم، وببطء شديد.

حسن كان واقف، جسمه متجمد من الخوف، قلبه بيقع من الرعب…

وفجأة، أبو سليم بدأ يقول بصوت عالي وثابت:

“نُورُ الظِّلِّ يَحْمِينِي مِنْ كُلِّ عَيْنٍ خَبيثَةٍ،

حَاجِزُ الرِّيحِ يَصُدُّ كُلَّ شَرٍّ مُتَربِّصٍ،

ظِلُّ القَمَرِ يُقِي قَلْبِي مِنَ الأذَى وَالظّلامِ.”

الأطفال بدأوا يبصوا ناحية أبو سليم ويقربوا منه…

حسن وقف متجمد من الخوف، لكن أبو سليم وقف بثبات، وبدأ يقرب هو لهم بهدوء.

وقال بصوت عالي وواثق:

“شُعَاعُ القَمَرِ يُفْنِي أَيَّ مَكْرٍ يَقْتَرِبُ،

حِمَايَةُ الظِّلِّ تَحْرُمُ عَلَى الأَعْدَاءِ دُخُولِي،

وَصَفْحَةُ الرِّيحِ تُحَصِّنُ كُلَّ طَرِيقٍ مَظْلِمٍ.”

الهواء حوالينهم اتقل، والظل اتشد حواليه كأنه درع واقٍ…

الأطفال السودا بدأوا يتراجعوا ببطء، عيونهم لسه بتلمع، لكن قوة التعويذة كانت تمنعهم من الاقتراب أكتر.

انتظروا الجزء السادس إن شاء الله…

الليل هيقع على القرية، واللعنة هتحاول تستعيد سيطرتها، وأبو سليم وحسن هيواجهوا التحدي الأكبر…

هل هيقدروا يوقفوا الرعب قبل ما يبتلعهم؟

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *